الفصل الثالث
توقيت الظهور
من ناحية شرائطه وعلاماته
إنَّ أهمَّ الفروق بين شرائط الظهور وعلاماته، هو أنَّ الشرائط عدَّة خصائص لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور والنصر فيه، وانجاز الدولة العالمية، ولولاها لا يمكن أن يتحقَّق، سواء وجدت أم لم توجد، وإنَّما هي أمور جُعلت من قِبَل الله سبحانه، وبلغت إلى البشر من قِبل الصادقين قادة الإسلام الأوائل، بصفتها دوالاَّ ًوكواشف عن قُرب الظهور، إذا كانت من العلامات القريبة، أو عن أصل حصوله، لو كانت من العلامات البعيدة؛ وذلك ليكون الأفراد المـُنتظِرون لذلك اليوم المـُختارون للعمل فيه نتيجة لنجاحهم التامِّ في التمحيص، بحالة التهيُّؤ النفسي الكامل لاستقباله عند حدوث العلامات القريبة.
وهذا هو الذي قلناه في التاريخ السابق(1) ، وعرفنا فيه(2) عدَّة فروق بين الشرائط والعلامات بالنسبة إلى ما بعد الظهور.
عرفنا في الفصل الأول، أنَّ المـُهمَّ المـُتبقِّي ممَّا لم يحدث إلى الآن من شرائط الظهور، ولم يتمخَّض التخطيط الإلهي عن إيجاده، أمران:
الأمر الأول: تربية الأمَّة ككل من الناحية الفكريَّة؛ حتى يكون لها القابلية لاستيعاب وفَهْمِ وتطبيق القوانين الجديدة التي تُعلَن بعد الظهور.
الأمر الثاني: تربية العدد الكافي للنَّصْر في يوم الظهور، من الأفراد المـُخلصين
____________________
(1) تاريخ الغيبة الكبرى ص 530
(2) المصدر ص 410 وما بعدها.