2%

الجهة الأُولى: ما دلَّت عليه الأخبار من وجود الصناعات والأجهزة الحديثة في عصر ما قبل الظهور:

أخرج مسلم في صحيحه(1) ، بإسناده عن يزيد بن جابر، عن رسول الله (ص) حديثاً طويلاً يذكر خلاله يأجوج ومأجوج، فيقول: (... ثمَّ يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا أهل الأرض، هلمَّ فلنقتل مَن في السماء، فيرمون بنشَّابهم إلى السماء، فيردُّ الله عليهم نشَّابهم مخضوبة دماً ).

وأخرج أبن ماجة(2) حديثاً طويلاً، يتحدَّث خلاله عن يأجوج ومأجوج، ويذكر أنَّهم يقولون: (... هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، ولنُنازلنَّ أهل السماء. حتى إنَّ أحدهم ليهزَّ حربته إلى السماء، فترجع مُخضَّبة بالدم، فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، أو يقولون - بلفظ الحاكم(3) -: قهرنا أهل الأرض وغلبنا من السماء قوَّة وعلوَّاً ).

وأخرج الصدوق في إكمال الدين(4) ، بإسناده عن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن أبي طالب (ع)، فحمد الله عزَّ وجلَّ وأثنى عليه، وصلَّى على محمد وآله، ثمَّ قال: ( سلوني - أيُّها الناس - قبل أن تفقدوني - ثلاثاً - ).

فقام إليه صعصعة بن صوحان، فقال: يا أمير المؤمنين، متى يخرج الدجَّال؟

والحديث طويل، وفيه من صفات الدجَّال أنَّه ( يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنَّه طعام، يخرج في قحط شديد تحته جمار أقمر، خطو حماره ميل، تُطوى له الأرض مَنهلاً مَنهلاً... يُنادي بأعلى صوته، يُسمع ما بين الخافقين... يقول: إليَّ أوليائي.. أنا الذي خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، أنا ربُّكم الأعلى... - ثمَّ يذكر دابة الأرض، ويقول عنها: - ثمَّ ترفع الدابة رأسها فيراها ما بين الخافقين... )

____________________

(1) ج8 ص199.

(2) السُّنن ص1364.

(3) المـُستدرك ج4 ص 488.

(4) انظر إكمال الدين ( نسخة مخطوطة ).