وينبغي أن يتمّ الحديث في هذا الفصل ضمن عدّة جهات:
الجهة الأُولى: في سرد أهم الأخبار الدالة على ذلك، وهي واردة في مصادر الفريقين.
أخرج مسلم في صحيحه(1) عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله (ص) - في حديث تحدّث فيه عن الدجّال والمسيح عيسى بن مريم (ع)، ثم تحدّث فيه عن عصر ما بعد المسيح، فقال فيما قال -:
( فيبقى شرار الناس في خفّة الطير وأحلام الساعة، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، فيتمثّل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم حسنٌ عيشهم، ثم ينفخ في الصور ).
وأخرج أبو داود(2) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص):
لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن مَن عليها، فذاك حين( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) (3) .
وأخرج الحاكم في المستدرك(4) عن أبي أُمامة، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول:
____________________
(1) ج8 ص201.
(2) ج2 ص430.
(3) 6 / 158.
(4) ج4 ص440.