ولد أبو محمد وقيل أبو عبد الله المفضل بن عمر الجعفى الكوفي، فيما بين أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجري في مدينة الكوفة الآهلة - يومئذ - برواد العلم، واقطاب الفكر الإسلامي.
ونستنتج من بعض الروايات ان المفضل عاصر الإمام الباقر واحتك به، فأدرك الدولة الأموية ومن ثم اتصل بالامام الصادق، وبعده بالامام موسى الكاظم، وقد أخذ عنهما الحديث والرواية، وكان أثيرا لديهما، قريبا اليهما، متوكلا عنهما، متوليا لهما في قبض الأموال، وتفويضه في ذلك تفويضا يدل على ثقة الجميع به واعتمادهم عليه، وقد قال له الإمام الصادق مرة: ( اذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة، فافتدها من مالي )(١) .
وعاصر بعد ذلك الإمام الرضا، وفي أيامه توفي، وكان ذلك في أخريات المائة الثانية من الهجرة، عن عمر ناهز الثمانين سنة. ولما بلغ موته الرضا قال فيه هذه الكلمة الخالدة: ( كان الوالد بعد الوالد اما انه قد استراح )(٢) ، وفي خبر آخر ان الرضا خاطب أحد أصحابه بقوله
__________________
(١) مستدرك الوسائل للعلامة النوريّ - مج ٣ ص ٥٦٢ ط دار الخلافة بطهران.
(٢) معرفة أحوال الرجال للكشّيّ - ص ٢١١ ط المصطفوية ببمبئي، ورجال ابى علي ص ٣٠٨ ط إيران.