5%

وقوله: وقتال البغاة يفيد أنّ الحسينعليه‌السلام كان باغياً، لكن قتال البغاة عندهم من شرطه أن يكون مع الامام العادل ومقتضى هذا الكلام: أنه لو كان مع من قاتل الحسينعليه‌السلام إمام عادل جاز قتالهم إيّاه.

ثم إنّه غلّط ابن العربي المالكي في ما قاله، لكن اعتذر له قائلاً: حملته عليه الغفلة

رأى عبد الله بن عمر في سفر الامام الحسين إلى العراق

ومما يدل على انحراف أكابر أسلافهم عن أهل البيتعليهم‌السلام : نسبة عبد الله بن عمر الامام الحسينعليه‌السلام إلى الدنيا، وأنه إنما توجّه إلى العراق طلبا لها - معاذ الله من ذلك - وقد روى ذلك جماعة من المؤرخين والرواة، قال السيوطي: « وقال له ابن عمر: لا تخرج، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيّره الله بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها - يعني الدنيا - واعتنقه وبكى وودّعه، فكان ابن عمر يقول: غلبنا حسين بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه من عبرة »(١) .

ورواه السمهودي ثم قال: « وقد أخرجه البزار برواة ثقات عن الشعبي إلّا أنه قال: فقال - أي الحسين - إني أريد العراق. فقال: لا تفعل فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: خيّرت بين أن أكون نبياً ملكاً أو نبياً عبداً. فقيل لي: تواضع، فاخترت أن أكون نبياً عبداً، وإنك بضعة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا تخرج، فأبى، فودّعه وقال: استودعك الله من مقتول »(٢) .

ورواه الصبان(٣) والشلّي الحضرمي(٤) و ( الدهلوي ) نفسه(٥) والعيدروس

___________________

(١). تاريخ الخلفاء ص ٢٠٦.

(٢). جواهر العقدين - مخطوط.

(٣). اسعاف الراغبين - هامش نور الأبصار ١٨٧.

(٤). المشرع المروي ٤٥.

(٥). سر الشهادتين ٣١.