٥٢ - نامه اى از اوست به فرمانداران شهرها درباره اوقات نماز
وقت نمازهاى يوميه
اما بعد. نماز ظهر را با مردم بخوانيد تا وقتى كه سايه خورشيد به اندازه ديوار آغل بزها بالا آمده باشد. و نماز عصر را زمانى با مردم بخوانيد كه خورشيد سفيد و با جلوه زنده ودر قسمتى از روز است كه در آن مدت دو فرسنگ راه توان پيمود. نماز مغرب را هنگامى با مردم بخوانيد كه روزه دار، مى گشايد و حاجى روانه منا مى شود نماز عشا را از وقتى كه سرخى پنهان مى شود تا يك سوم از شب با مردم بخوانيد. نماز صبح را زمانى بخوانيد كه شخص مى تواند چهره دوستش را بشناسند. نماز را در حد توان ضعيف ترين مردم به جا آوريد. و آنان را (با طول دادن بيش از اندازه نماز) در فتنه ميندازيد.
٥٣ - و من كتاب لهعليهالسلام
كتبه للاشتر النخى ، لما ولاه على مصر و اعمالها
حيناضطرب امر اميرها محمد بن ابى بكر و هو اطول عهد كتبه و اجمعه للمحاسنبسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما امر به عبدالله على اميرالمؤ منين ، مالك بن الحارث الاشتر فى عهده اليه ، حين ولاه مصر: جباية ، خراجها، و جهاد عدوها، و استصلاح اهلها، و عمارة بلادها.
امره بتقوى الله ، و ايثار طاعته ، و اتباع ما امر به فى كتابه : من فرائضه و سننه التى لايسعد احد الا باتباعها، و لايشقى الا مع جحودها و اضاعتها و ان ينصر الله سبحانه بقلبه و يده و لسانه ؛ فانه ، جل اسمه ، قد تكفل بنصر من نصره ، و اعزاز من اعزه
و امره ان يكسر نفسه من الشهوات و يزعها عند الجمحات فان النفس امارة بالسوء، الا ما رحم الله
ثم اعلم يا مالك ، انى قد وجهتك الى بلاد قد جرت عليها دول قلبك من عدلك و جور، و ان الناس ينظرون من امورك فى مثل ما كنت تنظر فيه من امور الولاة قبلك و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم ، و انما يستدل على الصالحين بما يجرى الله لهم على السن عباده ، فليكن احب الدنيا اليك ذخيرة العمل الصالح ، فاملك ، هوالك ، و شح بنفسك عما لا يحل لك ، فان الشح بالنفس الانصاف منها فيما احبت او كرهت
و اشعر قلبك الرحمة للرعية و امحبة لهم و اللطف ، بهم ، ولاتكون عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم ، فانهم صنفان : اما اخ لك فى الدين او نظير لك فى الخلق يفرط منهم الزلل و تعرض لهم العلل و يؤ تى على ايديهم فى العمد و الخطاء فاءعطهم من عفوك وصفحك مثل الذى تحب ان يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فانك فوقهم ، و والى الامر عليك فوقك و الله فوق من ولاك ! و قد استكفاك امرهم و ابتلاك بهم و لاتنصبن نفسك لحرب الهل فانه لايد لك بنقمته ولاغنى بك عن عفوه و رحمته و لاتندمن على عفو، ولاتبجحن بعقوبة ولاتسرعن الى بادرة وجدت منها مندوحة و لاتقولن انى مؤ مر آم ر فاطاع فان ذلك اذغال فى القلب و منهكة للدين ، و تقرب من الغير و اذا احدث لك ما انت فيه من سلطانك ابهة او مخيلة فانظر الى عظم ملك الله فوقك ، و قدرته منك على ما لاتقدر عليه من نفسك ، فان ذلك يطامن اليك من طماحك و يكف عنك من غ ربك و يفى ء اليك بما عزب عنك من عقبلك !
اياك و مساماة الله فى عظمته و التشبهه به فى جبروته ، فان الله يذل كل جبار و يهين كل مختل
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك فيه هوى من رعيتك ، فانك الا تفعل تظلم !و من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، و من خاصمه الله ادحض حجته ، و كان لله حربا حتى ينزع او يتوب و ليس شى ء ادعى الى تغيير نعمته الله و تعجيل نقمته من اقامة على ظلم ، فان الله سميع دعوة المضطهدين ، وهو للظالمين بالمرصاد.
وليكن احب الامور الكى اوسطها فى الحق و اعمها فى العدل ، و اجمعها لرضا الرعية فان سخط العامة يجحف برضا الخاصة و ان سخط الخاصة يغتفر مع رضا العامة
و ليس احد من الرعية اثقل على الوالى مؤ ونة فى الرخاة و اقل معونة له فى البلاء و اكره للانصاف و اساءل بالالحاف و اقل شكرا عند الاعطاء، و ابطاء عذرا عند المنع ، و اضعف صبرا عند ملمات الدهر من ااهل الخاصة و انما عماد الدين و جماع المسلمين ، و العدة للاعداء العامة من الامة ؛ فليكن صغوك لهم و ميلك معهم
وليكن ابعد رعيتك منك و اشناهم عندك ، اطلبهم لمعائب الناس ؛ فان فى الناس عيوبا، الوالى احق من سترها فلا تكشفن عما غاب عنك منها فانما عليك تطهير ما ظهر لك ، و الله يحكم على ما غاب عنك فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب من رعيتك اطلق عن الناس عقدة من كل حقد، و اقطع عنك سبب كل وتر و تغاب عن كل ما لايضح لك و لاتعجلن الى تصديق ساع ، فان الساعى غاش ، و ان تشبه ، بالناصحين
ولاتدخلن فى مشورتك بخيلا، يعدل بك عن الفضل ، و يعدك الفقر، ولاجبانا يضعفك عن الامور و لاحريصا يزين لك الشره بالجور، فان البخل و الجبن و الحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله
ان شر وزرائك من كان للاشرار قبلك وزيرا، و من شركهم فى الاثام فلا يكون لك بطانة ؛ فانهم اعوان الاثمة و اخوان الظلمة و انت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم و نفاذهم و ليس عليه مثل آصارهم و اوزارهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه ، و لا آثما على اثمه : اولئك اخف عليك مؤ ونة و احسن لك معونة و احنى عليك عطفا، و اقل لغيرك الفا، فاتخذ اولئك خاصة لخلواتك و حفلاتك ثم ليكن آثرهم عندك اقولهم ، بمر الحق لك و اقلهم مساعدة فميا يكون منك مما كره الله لاوليائه واقعا ذلك من هواك حيث وقع
والصق باهل الورع و الصدق ثم رضهم على ان لايطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله ، فان كثرة الاصراء تحدث الزهو، و تدنى من العزة
و لايكون المحسن و المسى ء عندك بمنزلة سواء، فان فى ذلك تزهيدا لاهل الاحسان فى الاحسان ، و تدريبا لاهل الاساءة على الاساءة !و الزم كلا منهم ما الزم نفسه
و اعلم انه ليس شى ء بادعى الى حسن ظن راع برعيته من احسانه اليهم ، و تخفيفه المؤ ونات عليهم ، و ترك استكراهه اياهم على ما ليس له قبله فليكن منك فى ذلك امر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك فان حسن الظن يقطع عنك نصبا طويلا و ان احق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤ ك عنده ، و ان احق من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤ ك عنده
ولاتنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الامة ، واجتمعت بها الالفة ، و صلحت عليها الرعية و لاتحدثن سنة تضر بشى ء من ماضى تلك السنن فيكون الاجر لمن سنها، و الوزر عليك بما نقضت منها.
و اكثر مدارسة العلماء و منافثة الحكماء فى تثبيت ما صلح عليه امر بلادك و اقامة ما استقام به الناس قبلك
و اعلم ان الرعية طبقات لايصلح بعضها الا ببعض و لاغنى ببعضها عن بعض : فمنها جنود الله و منها كتاب العامة و الخاصة و منها قضاة العدل و منها عمال الانصاف والرفق ، و منها اهل الجزية و الخراج من اهل الذمة و مسلمة الناس ، و منها التجار و اهل الصناعات و منها الطبقة السفلى من ذوى الحاجة و المسكنة و كل قد سمى الله له سهمه ، و وضع على حده فريضة فى كتابه او سنة نبيهصلىاللهعليهوآلهوسلم
عهدا منه عندنا محفوظا.
فالجنود باذن الله ، حصون الرعية وزين الولاة ، وعز الدين ، و سبل الامن و ليس تقوم الرعية الا بهم ثم لاقوام للجنود الا بما يخرج الله لهم من الخراج الذى يقوون به على جهاد عدوهم ، و يعتمدون عليه فيما يصلحهم و يكون من وراء حاجتهم ثم لاقوام لهذين الصنفين الا بالصنف الثالث من القضاة و العمال و الكتاب لما يحكمون من المعاقد، و يجمعون من المنافع و يؤ تمنون عليه من خواص الامور وعواملها، و لاقوام لهم جميعا الا بالتجار و ذوى الصناعات فيما، يجتمعون عليه من مرافقهم ، و يقيومنه من اسواقهم و يكفونهم من الترفق بايديهم ما لايبلغه رفق غيرهم ثم الطبقة السفلى من اهل الحاجة و المسكنة الذين يحق رفدهم و معونتهم و فى الله لكل سعة و لكل على الوالى حق بقدر ما يصلحه ، و ليس يخرج الوالى من حقيقة ما الزمه الله من ذلك الا بالاهتمام و الاستعانة بالله ، و توطين نفسه على لزوم الحق ، و الصبر عليه فيما خف عليه او ثقل
فول من جنودك انصحهم فى نفسك لله و لرسوله و لامامك و انقاهم ، جيبا، و افضلهم حلما: ممن يبطى ء عن الغضب ، و يستريح الى العذر و يراءف بالضعفاء و يبنو على الاقوياء، و ممن لايثره العنف و لايقعد به الضعف ثم الصق بذوى المروءات و الاحساب ، و اهل البيوتات الصالحة و السوابق الحسنة ثم اهل النجدة و الشجاعة و السخاة و السماحة ؛ فانهم جماع من الكرم و شعب من العرف ثم تفقد من امورهم ما يتفقد الولدان من ولدهما و لايتفاقمن فى نفسك شى ء قويتهم به ولا تحقرن لطفا تعاهدتهم به و ان قل ؛ فانه داعية لهم الى بذل النصيحة لك ، وحسن الظن بك ، و لاتدع تفقد لطيف امورهم اتكالا على جسيمها فان لليسر من لطف موضعا ينتفعون به ، و للجسيم موقعا لايستغنون عنه
وليكن آثر رؤ وس جندك عندك من واساهم فى معونته و افضل عليهم من جدته ، بما يسعهم و يسع من وراءهم من خلوف اهليهم حتى يكون همهم هما واحدا فى جهاد العدو؛ فان عطفك ، عليهم يعطف ، قلوبهم عليك ، و ان افضل قرة عين الولاة استقامة العدل فى البلاد و ظهور مودة الرعية ، و انه لاتظهر مودتهم الا بسلامة صدورهم و لاتصح نصيحتهم الا بحيطتهم على ولاة الامور، و قلة استثقال دولهم ، و ترك استبطاء انقطاع مدتهم فافسخ فى آمالهم و واصل فى حسن الثناء عليهم ، و تعديد ما ابلى ذوو البلاء منهم : فان كثرة الذكر لحسن افعالهم تهز الشجاع و تحرض الناكل ان شاء الله
ثم اعرف لكل امرى ء منهم ما ابلى ، و لاتضمن بلاء امرى الى غيره ولاتقصرن به دون غاية بلائه ، ولايدعونك شرف امرى ء الى ان تعظم من بلائه ، ماكان صغيرا، ولاضعة امرى ء الى ان تستصغر من بلائه من كان عظيما.
واردد الى الله و رسوله ما يضعلك من الخطوب و يشتبه عليك من الامور؛ فقد قال الله تعالى لقوم احب ارشادهم : (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم ، فان تنازعتم فى شى ء فردوه الى الله و الرسول) فالرد الى الله : الاخذ بمحكم كتابه ، و الرد الى الرسول : الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة
ثم اختر لحلكم بين الناس افضل رعيتك فى نفسك ممن لاتضيق به الامور و لاتمحكه الخصوم ، و لايتمادى فى الزلة ولايحصر من الفى ء الى الحق اذا عرفه و لاتشرف نفسه على طمع ، و لايكتفى بادنى فهم دون اقصاه و اوقفهم فى الشبهات و آخذهم بالحجج و اقلهم تبرما بمراجعة الخصم ، و اصبرهم على تكشف الامور و اصرمهم عند اتضح الحكم ممن لايزديه اطراء، و لايستميله اغراء، و اولئك قليل ثم اكثر تعاهد قضائه ، و افسح له فى البذل ما يزيل علته ، و تقل معه ، حاجته الى الناس و اعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك لياءمن بذلك اغتيال الرجال له عندك ، فانظر فى ذلك نظرا بليغا، فان هذا الدين قدكان اسيرا فى ايدى الاشرار يعمل فيه بالهوى ، و تطلب به الدنيا.
ثم انظر فى امور عمالك ، فاستعملهم اختبارا، و لا تولهم محاباة و اثرة فانهما جماع من شعب الجور و الخيانة ، وتوخ منهم اهل التجربة و الحياء من اهل البيوتات الصالحة و القدم فى الاسلام المتقدمة فانهم ، اكرم اخلاقا، و اصح اعرضا، و اقل فى المطامع اشراقا و ابلغ فى عواقب الامور نظرا ثم اسبغ عليهم الارزاق فان ذلك قوة لهم على استطلاح انفسهم و غنى لهم عن تناول ما تحت ايديهم ، و حجة عليهم ان خالفوا امرك او ثلموا امانتك ثم تفقد اعمالهم و ابعث العيون من اهل الصدق ، و الوفاء عليهم ، فان تعاهدك ، فى السر، لامورهم حدوة لهم على استعمال الامانة و الرفق بالرعية و تحفظ من الاعوان ؛ فان احد منهم بسط يده الى خيانة اجتمعت بها عليه عندك اخبار عيونك ، اكتفيت بذلك شاهدا، فبسطت عليه العقبوبة فى بدنه ، و اخذته بما اصاب من عمله ثم نصبته ، بقمام المذلة ، و وسمته بالخيانة و قلدته عار التهمة
و تفقد امر الخراج بما يصلح اهله ، فان فى صلاحه ، و صلاحهم صلاحا لمن سواهم و لاصلاح لمن سواهم ، الا بهم ، لان الناس كلهم عيال على الخراج و اهله وليكن نظرك فى عمارة الارض ابلغ من نظرك فى استجلاب الخراج ، لان ذلك لايدرك الا بالعمارة و من طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد و اهلك العباد و لم يستقم امره الا قليلا فان شكوا، ثقلا او علة ، او انقطاع شرب ، اوبالة او احالة ارض ، اغتمرها غرق ، او اجحف بها عطش ، خففت عنه م بما ترجوا ان يصلح به امرهم ، ولا يثقلن عليك شى ء خففت عنه م به المؤ ونة عنه م فانه ذخر يعودون به عليك فى عمارة بلادك و تزيين ولايتك مع استجلابك حسن ثنائهم ، و تبجحك اجمامك لهم ، و الثقة منهم بما عودتهم من عدلك عليهم و رفقك بهم فربما حدث من الامور ما اذا عولت فيه عليهم من بعد احتملوه طيبة انفسهم به ؛ فان العمران محتمل ماحملته و انما يؤ تى خراب الارض من اعواز اهلها، وانما يعوز اهلها لاشراف انفس الولاة على الجمع ، و سوء ظشنهم بالبقاء، و قلة انتفاعهم بالعبر.
ثم انظر فى حال كتابك ، فول على امورك خيرهم ، و اخصص رسائلك التى تدخل فيها مكائدك و اسرارك باجمعهم لوجوه صالح الاخلاق ، ممن لاتبطره الكرامة فيجترى ء بها عليك فى خلاف لك بحضرة ملا، ولاتقصربه الغفلة عن ايراد مكاتبات عمالك عليك و اصدار جواباتها على الصواب عنك ، فيما ياءخذ و يعطى منك ، ولا يضعف عقدا لك و لايعجز عن اطلاق ما عقد عليك و لايجهل مبلغ قدر نفسه فى الامور، فان الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره اجهل ثم لايكن اختيارك اياهم عل فراستك و استنامتك و حسن الظن منك فان ، الرجال يتعرضون لفراسات الولاة بتصنعهم و حسن خدمتهم و ليس وراء ذلك من النصيحة و الامانة شى ء و لكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك ، فاعمد، لاحسنهم كان فى العامة اثرا، و اعرفهم بالامانة وجها، فان ذلك دليل على نصيحتك لله و لمن وليت امره و اجعل لراءس كل امر من امورك راءسا منهم لايقهره كبيرها، و لايتشتت عليه كثيرها و مهما كان فى كتابك من عيب فتغابيت عنه الزمنته
ثم استوص بالتجار و ذوى الصناعات و اوص بهم خيرا: المقيم منهم و المضطرب بماله و المترفق ببدنه ، فانهم مواد المنافع ، و اسباب المرافق و جلابها من المباعد و المطارح فى برك و بحرك و سهلك و جبلك وحيث لايلتئم الناس لمواضعها و لايجترءون عليها، فانهم سلم لاتخاف بائقته و صلح لاتخشى غائلته و تفقد امورهم بحضرتك و فى حواشى بلادك و اعلم - مع ذلك - ان فى كثير منهم ضيقا فاحشا، وشحا قبيحا، واحتكارا للمنافع و تحكما فى البياعات و ذلك باب مضرة للعامة و عيب على الولاة فامنع من الاحتكار فان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
منع منه ، وليكن البيع بيعا سمحا: بموازين عدل ، و اسعار لا تجحف بالفريقين من البائع و المبتاع ، فمن قارف حكرة بعد نهيك اياه فنكل به ، و عاقبه فى غير اسراف
ثم الله الله فى الطبقة السفلى من الذين لاحيلة لهم ، من المساكين و المحتاجين و اهل البؤ سى و الزمنى ، فان فى هذه الطبقة قانعا و معترا، واحفظ لله ما استحفظك من حقه فيهم واجعل لهم قسما من بيت مالك ، و قسمامن غلات صوافى الاسلام فى كل بلد فان للاقصى منهم مثل الذى للادنى وكل قد استرعيت حقه د فلا يشغلنك عنه م بطر، فانك لاتعذر بتضييعك التافه لاحكامك الكثير المهم فلا تشخص همك عنه م ولا تصعر خدك لهم ، و تفقد امور من لايصل اليك منهم ، ممن تقتحمه العيون ، و تحقره الرجال ؛ ففرغ لاولئك ثقتك من اهل الخشية و التواضع ، فليرفع اليك امورهم ثم اعمل فيهم بالاغذار الى الله يوم تلقاه ، فان هولاء من بين الرعية احوج الى الانصاف من غيرهم و كل فاعذر الى الله فى تاءدية حقه اليه و تعهد اهل اليتم و ذوى الرقة فى السن ممن لاحيلة له و لاينصب للمساءلة نفسه ، و ذلك على الولاة ثقيل ، والحق كله ثقيل ، و قد يخففه الله على اقوام طلبوا العاقبة فصبروا انفسهم و وثقوا بصدق موعود الله لهم
واجعل لذوى الحاجات منك قسما، تفرغ لهم فيه شخصك ، و تجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذى خلقك و تقعد عنه م جندك و اعوانك من احراسك و شرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع فانى سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول فى غير موطنلن تقدس امة لايؤ خذ للضعيف فيها حقه من القوى غير متتعتعثم احتمل الخرق منهم والعى و نح عنه م الضيق والانف ، يبسط الله عليك بذلك اكناف ، رحمته ، و يوجب لك ثواب طاعته و اعط ما اعطيت هنيئا و امنع فى اجمال و اعذار!
ثم امور من امورك لابد لك من مباشرتها: منها اجابة عمالك بما يعيا عنه كتابك و منها اصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك بما تخرج به صدور اعوانك و امض لكل يوم عمله فان لكل يوم مافيه
و اجعل لنفسك فيما بينك و بين الله افضل تلك المواقيت و اجزل تلك الاقسام ، و ان كانت كلها لله اذا صلحت فيها النية و سلمت منه الرعية
وليكن فى خاصة ما تخلص به لله دينك : اقامة فرائضه التى هى له خاصة فاعط الله من بدنك فى ليلك و نهارك ، ووف ماتقربت به الى الله من ذلك كاملا غير مثلوم و لامنقوص ، بالغا من بدنك ما بلغ و اذا قمت فى صلاتك للناس ، فلاتكون منفرا و لامضيعا فان فى الناس من به العلة و له الحاجة و قد ساءلت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
حين وجهنى الى اليمن كيف اصلى بهم ؟ فقال :صلى بهم كصلاة اضعفهم و كن بالمؤ منين رحيما.
و اما بعد، فلاتطولن احتجابك عن رعيتك فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق و قلة علم بالامور؛ و الاحتجاب منهم يقطع عنه م علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير، و يعظم الصغير، و يقبح الحسن ، و يحسن القبيح ، و يشاب الحق بالبالط و انما الوالى بشر لايعرف ما توارى ، عنه الناس به من الامور، و ليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب و انما انت احد رجلين : اما امرؤ سخت نفسك بالبذل فى الحق ، ففيما احتجاج من واجب حق تعطيه ، او فعل كريم تشديه ! ا مبتلى بالمنع ، فما اسرع كف الناس عن مساءلتك اذا ايسوا من بذلك ! مع ان اكثر حاجات الناس اليك مما لامؤ ونة فيه عليك ، من شكاة مظلمة او طلب انصاف فى معاملة
ثم ان للوالى خاصة وبطانة فيهم استئثار و تطاول ، و قلة انصاف فى معاملة فاحسم مادة اولئك بقطع اسباب تلك الاحوال
ولاتقطعن لاحد من حاشيتك و حامتك قطيعة ولايطمعن منك فى اعتقاد عقده ، تضر بمن يليها من الناس ، فى شرب او عمل مشترك يحملون مؤ ونته على غيرهم فيكون منهاء ذلك لهم دونك و عيبه عليك فى الدنيا و الاخرة
و الزم الحق من لزمه من القريب و البعيد، و كن فى ذلك صابرا محتسبا واقعا ذلك من قرابتك و خاصتك حيث وقع ، وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه فان مغبة ذلك محمودة
و ان ظنت الرعية بك حيفا فاصحر لهم بعذرك و اعدل عنك ظنونهم باصحارك فان فى ذلك رياضة منك لنفسك و رفقا برعيتك و اعذارا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق
ولاتدفعن صلحا دعاك اليه عدوك و لله فيه رضا، فان فى الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك و امنا لبلادك ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه ، فان العدو ربما قارب ليتغفل فخذ بالحزم ، و اتهم فى ذلك حسن الظن و ان عقدت بينك و بين عدوك عقدة او البسته ، منك ذمة فحط عهدك بالوفاء و ارع ذمتك بالامانة و اجعل نفسك جنة دون ما اعطيت فانه ليس من فرائيض الله شى ء الناس اشد عليه اجتماعا، مع تفرق اهوائهم و تشتت آرائهم من تعظيم ، الوفاء بالعهود؛ و قدلزم ذلك المشركون ، فيما بينهم دون المسلمين ، لما استوبلوا من عواقب الغدر؛ فلا تغدرون بذمتك ولاتخيسن بعهدك ولاتختلن عدوك ، فانه لا يجترى ء على الله الا جاهل شقى و قد جعل الله عهده و ذمته امنا، افضاه بين العباد برحمته و حريما يسكنون الى منعته و يستفيضون الى جواره ، فلا ادغال ولامدالسة ولاخداع فيه ، و لا تعقد عقدا تجوز فيه العلل ، و لا تعولن على لحن قول بعد التاءكيد و الثوقة ولا يدعونك ضيق امر، لزمك فيه عهد الله الى طلب انفساخه بغير الحق ، فان صبرك على ضيق امر ترجوا انفراجه و فضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته و ان تحيط بك من الله فيه طلبة لاتسقيل (تستقبل) فيها دنياك و لاآخرتك
اياك و الدماء، و سفكها بغير حلها، فانه ليس شى ء ادنى لنقمة و لااعظم لتبعة و لااحرى بزوال نعمة ، و انقطاع مدة ، من سفك الدماء بغير حقها و الله سبحانه متبدى ء بالحكم بين العباد، فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة ؛ فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام فان ذلك مما يضعه و يوهنه بل يزيله ، و ينقله ، و لاعذر لك عندالله و لاعندى فى قتل العمد لان فيه قود البدن و ان ابتليت بخطا و افرط عليك سوطك او سيفك او يدك بالعقوبة ؛ فان فى الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن ان تؤ دى الى اولياء المقتول حقهم
و اياك و الاعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها و حب الاطرء فان ذلك من اوثق فرص الشيطان فى نفسه ليمحق ما يكون من احسان لمحسنين
و اياك و المن على رعيتك باحسانك او التزيد فيما كان من فعلك او ان تعدهم فتتبع موعدك بخلفك فان المن يبطل الاحسان و التزيد يذهب بنور الحق و الخلف يوجب المقت عند الله و الناس قال الله تعالى (كبر مقتا عندالله ان تقولوا مالا تفعلون).
و اياك و العجلة بالامور قبل اوانها، او التسقط فيها عند امكانها او اللجاجة فيها اذا تنكرت او الوهن عنه ا اذا استوضحت فضع كل امر موضعه و اوقع كل امر موقعه
و اياك و الاستئثار بما الناس فيه اسوة و التغابى عما تعنى به مما قد وضح للعيون فانه ماءخوذ منك لغيرك ، و عما قليل تنكشف عنك اغطية الامور و ينتصف منك للمظلوم املك حمية انفك و سورة حدك ، و سطوة يدك ، و غرب لسانك ، و احترس من كل ذلك بكف البادرة و تاءخير السطوة حتى يسكن غضبك ، فتملك الاختيار، و لن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد الى ربك
و الواجب عليك ان تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة او سنة فاضلة او اثر عن نبيناصلىاللهعليهوآلهوسلم
او فريضة فى كتاب الله ، فتقتدى بما شاهدت مما عملنا به فيها، وتجتهد لنسفك فى اتباع ما عهدت اليك فى عهدى هذا و استوثقت به من الحجة لنفسى عليك ، لكيلا تكون لك علة عند تسرع نفسك الى هواها.
و اءنا اساءل الله بسعة رحمته ، وعظيم قدرته ، على اعطاء كل رغبة ان يوفقنى و اياك لما فيه رضاه من الاقامة على العذر الواضح اليه و الى خلقه ، مع حسن الثناء فى العباد، و جميل الاثر فى البلاد و تمام النعمة و تضيعف الكرامة و ان يختم لى و لك بالسعادة و الشهادة (انا اليه راجعون) و السلام على رسول الله -صلىاللهعليهوآلهوسلم
- الطيبين الطاهرين ، و سلم تسليما كثيرا، و السلام