حديث شماره : ١
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِعليهالسلام
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِعليهالسلام
أَنَّهُ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَ النَّظَرِ فِيهَا وَ تَعَاهُدِهَا وَ الْعَمَلِ بِهَا فَكَانُوا يَضَعُونَهَا فِى مَسَاجِدِ بُيُوتِهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِيهَا
قَالَ وَ حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِعليهالسلام
قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِعليهالسلام
إِلَى أَصْحَابِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ وَ عَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ وَ الْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ وَ عَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ وَ عَلَيْكُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ تَحَمَّلُوا الضَّيْمَ مِنْهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ مُمَاظَّتَهُمْ دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَ خَالَطْتُمُوهُمْ وَ نَازَعْتُمُوهُمُ الْكَلَامَ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَ مُخَالَطَتِهِمْ وَ مُنَازَعَتِهِمُ الْكَلَامَ بِالتَّقِيَّةِ الَّتِى أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ فَإِذَا ابْتُلِيتُمْ بِذَلِكَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيُؤْذُونَكُمْ وَ تَعْرِفُونَ فِى وُجُوهِهِمُ الْمُنْكَرَ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْفَعُهُمْ عَنْكُمْ لَسَطَوْا بِكُمْ وَ مَا فِى صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ أَكْثَرُ مِمَّا يُبْدُونَ لَكُمْ مَجَالِسُكُمْ وَ مَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ وَ أَرْوَاحُكُمْ وَ أَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ لَا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَ لَا يُحِبُّونَكُمْ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَكُمْ بِالْحَقِّ وَ بَصَّرَكُمُوهُ وَ لَمْ يَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُجَامِلُونَهُمْ وَ تَصْبِرُونَ عَلَيْهِمْ وَ هُمْ لَا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَ لَا صَبْرَ لَهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَ حِيَلُهُمْ وَسْوَاسُ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَيَعْصِمُكُمْ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ
وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ فَإِنَّكُمْ إِنْ كَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَكُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ كَانَ خَيْراً لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِهِ فَإِنَّ زَلَقَ اللِّسَانِ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ وَ مَا يَنْهَى عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ وَ مَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَ صَمٌّ وَ عَمًى وَ بَكَمٌ يُورِثُهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَصِيرُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ يَعْنِي لَا يَنْطِقُونَ وَ لايُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
وَ إِيَّاكُمْ وَ مَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَرْكَبُوهُ وَ عَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكُمْ وَ يَأْجُرُكُمْ عَلَيْهِ وَ أَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَ التَّقْدِيسِ وَ التَّسْبِيحِ وَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَيْهِ وَ الرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِى لَا يَقْدِرُ قَدْرَهُ وَ لَا يَبْلُغُ كُنْهَهُ أَحَدٌ فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِذَلِكَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِيلِ الْبَاطِلِ الَّتِى تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِى النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَيْهَا وَ لَمْ يَتُبْ إِلَى اللَّهِ وَ لَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا وَ عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُدْرِكُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَهُ فَارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهِ وَ أَجِيبُوا اللَّهَ إِلَى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ لِتُفْلِحُوا وَ تَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُكُمْ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَكَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ هَاهُنَا فِى الدُّنْيَا حَالَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ نَعِيمِهَا وَ لَذَّتِهَا وَ كَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللَّهَ بِتَرْكِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ رُكُوبِ مَعْصِيَتِهِ فَاخْتَارَ أَنْ يَنْتَهِكَ مَحَارِمَ اللَّهِ فِى لَذَّاتِ دُنْيَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَى خُلُودِ نَعِيمٍ فِى الْجَنَّةِ وَ لَذَّاتِهَا وَ كَرَامَةِ أَهْلِهَا وَيْلٌ لِأُولَئِكَ مَا أَخْيَبَ حَظَّهُمْ وَ أَخْسَرَ كَرَّتَهُمْ وَ أَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اسْتَجِيرُوا اللَّهَ أَنْ يُجِيرَكُمْ فِى مِثَالِهِمْ أَبَداً وَ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِمَا ابْتَلَاهُمْ بِهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَكُمْ إِلَّا بِهِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِيَةُ إِنْ أَتَمَّ اللَّهُ لَكُمْ مَا أَعْطَاكُمْ بِهِ فَإِنَّهُ لَا يَتِمُّ الْأَمْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِى دَخَلَ عَلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَ حَتَّى تُبْتَلَوْا فِى أَنْفُسِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ حَتَّى تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أَذًى كَثِيراً فَتَصْبِرُوا وَ تَعْرُكُوا بِجُنُوبِكُمْ وَ حَتَّى يَسْتَذِلُّوكُمْ وَ يُبْغِضُوكُمْ وَ حَتَّى يُحَمِّلُوا عَلَيْكُمُ الضَّيْمَ فَتَحَمَّلُوا مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَ حَتَّى تَكْظِمُوا الْغَيْظَ الشَّدِيدَ فِى الْأَذَى فِى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَجْتَرِمُونَهُ إِلَيْكُمْ وَ حَتَّى يُكَذِّبُوكُمْ بِالْحَقِّ وَ يُعَادُوكُمْ فِيهِ وَ يُبْغِضُوكُمْ عَلَيْهِ فَتَصْبِرُوا عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمْ وَ مِصْدَاقُ ذَلِكَ كُلِّهِ فِى كِتَابِ اللَّهِ الَّذِى أَنْزَلَهُ جَبْرَئِيلُعليهالسلام
عَلَى نَبِيِّكُمْ ص سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّكُمْ ص فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لاتَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا فَقَدْ كُذِّبَ نَبِيُّ اللَّهِ وَ الرُّسُلُ مِنْ قَبْلِهِ وَ أُوذُوا مَعَ التَّكْذِيبِ بِالْحَقِّ فَإِنْ سَرَّكُمْ أَمْرُ اللَّهِ فِيهِمُ الَّذِى خَلَقَهُمْ لَهُ فِى الْأَصْلِ [ أَصْلِ الْخَلْقِ ] مِنَ الْكُفْرِ الَّذِى سَبَقَ فِى عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَخْلُقَهُمْ لَهُ فِى الْأَصْلِ وَ مِنَ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِى كِتَابِهِ فِى قَوْلِهِ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ فَتَدَبَّرُوا هَذَا وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَجْهَلُوهُ فَإِنَّهُ مَنْ يَجْهَلْ هَذَا وَ أَشْبَاهَهُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى كِتَابِهِ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ نَهَى عَنْهُ تَرَكَ دِينَ اللَّهِ وَ رَكِبَ مَعَاصِيَهُ فَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ فَأَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِى النَّارِ وَ قَالَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ إِنَّ اللَّهَ أَتَمَّ لَكُمْ مَا آتَاكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ لَا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِى دِينِهِ بِهَوًى وَ لَا رَأْيٍ وَ لَا مَقَايِيسَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ وَ جَعَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْءٍ وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلًا لَا يَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ يَأْخُذُوا فِيهِ بِهَوًى وَ لَا رَأْيٍ وَ لَا مَقَايِيسَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَكْرَمَهُمْ بِهَا وَ هُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ وَ هُمُ الَّذِينَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَ قَدْ سَبَقَ فِى عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَ يَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَ أَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا يَهْتَدِى بِهِ إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ إِلَى جَمِيعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْغَبُ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَ عَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِى أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِى عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِى أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّكْرِ وَ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَ أَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ وَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ وَ مَقَايِيسِهِمْ حَتَّى دَخَلَهُمُ الشَّيْطَانُ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْإِيمَانِ فِى عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ كَافِرِينَ وَ جَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِى عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنِينَ وَ حَتَّى جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِى كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً وَ جَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِى كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا فَذَلِكَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالُوا نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ يَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ رَأْيُ النَّاسِ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ ص وَ بَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِى عَهِدَهُ إِلَيْنَا وَ أَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ص فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَى اللَّهِ وَ لَا أَبْيَنَ ضَلَالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذَلِكَ وَ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ يَسَعُهُ وَ اللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ أَنْ يُطِيعُوهُ وَ يَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِى حَيَاةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بَعْدَ مَوْتِهِ هَلْ يَسْتَطِيعُ أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ يَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ ص أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَ رَأْيِهِ وَ مَقَايِيسِهِ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيداً وَ إِنْ قَالَ لَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ بِرَأْيِهِ وَ هَوَاهُ وَ مَقَايِيسِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ وَ هُوَ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ وَ يُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِى اللّهُ الشّاكِرِينَ وَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ وَ يُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِى حَيَاةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ مُحَمَّداً ص وَ كَمَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ يَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْيِهِ وَ لَا مَقَايِيسِهِ خِلَافاً لِأَمْرِ مُحَمَّدٍ ص فَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ يَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْيِهِ وَ لَا مَقَايِيسِهِ
وَ قَالَ دَعُوا رَفْعَ أَيْدِيكُمْ فِى الصَّلَاةِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حِينَ تُفْتَتَحُ الصَّلَاةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَهَرُوكُمْ بِذَلِكَ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَكْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَدْعُوهُ وَ قَدْ وَعَدَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالِاسْتِجَابَةِ وَ اللَّهُ مُصَيِّرٌ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُمْ عَمَلًا يَزِيدُهُمْ بِهِ فِى الْجَنَّةِ فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فِى كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ لَهُ وَ اللَّهُ ذَاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ فَأَعْطُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمُ الِاجْتِهَادَ فِى طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُدْرَكُ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ فِى ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَ بَاطِنِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَالَ فِى كِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ تَجْتَنِبُوهُ فَقَدْ حَرَّمَهُ وَ اتَّبِعُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سُنَّتَهُ فَخُذُوا بِهَا وَ لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَكُمْ وَ آرَاءَكُمْ فَتَضِلُّوا فَإِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ رَأْيَهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ وَ أَحْسِنُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها وَ جَامِلُوا النَّاسَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَى رِقَابِكُمْ تَجْمَعُوا مَعَ ذَلِكَ طَاعَةَ رَبِّكُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ سَبَّ أَعْدَاءِ اللَّهِ حَيْثُ يَسْمَعُونَكُمْ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ قَدْ يَنْبَغِى لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ لِلَّهِ كَيْفَ هُوَ إِنَّهُ مَنْ سَبَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَكَ سَبَّ اللَّهِ وَ مَنْ أَظْلَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ لِلَّهِ وَ لِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ فَمَهْلًا مَهْلًا فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْحَافِظُ اللَّهُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ عَلَيْكُمْ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سُنَّتِهِ وَ آثَارِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ بَعْدِهِ وَ سُنَّتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَ بِذَلِكَ فَقَدِ اهْتَدَى وَ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ وَ رَغِبَ عَنْهُ ضَلَّ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَايَتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْعَمَلِ فِى اتِّبَاعِ الْآثَارِ وَ السُّنَنِ وَ إِنْ قَلَّ أَرْضَى لِلَّهِ وَ أَنْفَعُ عِنْدَهُ فِى الْعَاقِبَةِ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِى الْبِدَعِ وَ اتِّبَاعِ الْأَهْوَاءِ أَلَا إِنَّ اتِّبَاعَ الْأَهْوَاءِ وَ اتِّبَاعَ الْبِدَعِ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ضَلَالٌ وَ كُلُّ ضَلَالَةٍ بِدْعَةٌ وَ كُلُّ بِدْعَةٍ فِى النَّارِ وَ لَنْ يُنَالَ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ الصَّبْرِ وَ الرِّضَا لِأَنَّ الصَّبْرَ وَ الرِّضَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنِ اللَّهِ فِيمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ صَنَعَ بِهِ عَلَى مَا أَحَبَّ وَ كَرِهَ وَ لَنْ يَصْنَعَ اللَّهُ بِمَنْ صَبَرَ وَ رَضِيَ عَنِ اللَّهِ إِلَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ وَ هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا أَحَبَّ وَ كَرِهَ وَ عَلَيْكُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَ قُومُوا لِلّ هِ قانِتِينَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِى كِتَابِهِ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ عَلَيْكُمْ بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَهُمْ وَ تَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ زَلَّ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لَهُ حَاقِرٌ مَاقِتٌ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَرَنِى رَبِّى بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ حَقَّرَ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَقْتَ مِنْهُ وَ الْمَحْقَرَةَ حَتَّى يَمْقُتَهُ النَّاسُ وَ اللَّهُ لَهُ أَشَدُّ مَقْتاً فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى إِخْوَانِكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمَسَاكِينِ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً أَنْ تُحِبُّوهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ رَسُولَهُ ص بِحُبِّهِمْ فَمَنْ لَمْ يُحِبَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِحُبِّهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ وَ هُوَ مِنَ الْغَاوِينَ
وَ إِيَّاكُمْ وَ الْعَظَمَةَ وَ الْكِبْرَ فَإِنَّ الْكِبْرَ رِدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ خَصَمَهُ اللَّهُ وَ أَذَلَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ يَبْغِيَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ خِصَالِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّهُ مَنْ بَغَى صَيَّرَ اللَّهُ بَغْيَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَ صَارَتْ نُصْرَةُ اللَّهِ لِمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ وَ مَنْ نَصَرَهُ اللَّهُ غَلَبَ وَ أَصَابَ الظَّفَرَ مِنَ اللَّهِ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ يَحْسُدَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَإِنَّ الْكُفْرَ أَصْلُهُ الْحَسَدُ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُعِينُوا عَلَى مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ فَيَدْعُوَ اللَّهَ عَلَيْكُمْ وَ يُسْتَجَابَ لَهُ فِيكُمْ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَ لْيُعِنْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَقُولُ إِنَّ مَعُونَةَ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ وَ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِكَافِهِ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ إِيَّاكُمْ وَ إِعْسَارَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِكُمُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُعْسِرُوهُ بِالشَّيْءِ يَكُونُ لَكُمْ قِبَلَهُ وَ هُوَ مُعْسِرٌ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَقُولُ لَيْسَ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُعْسِرَ مُسْلِماً وَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ إِيَّاكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفَضَّلَةُ عَلَى مَنْ سِوَاهَا وَ حَبْسَ حُقُوقِ اللَّهِ قِبَلَكُمْ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ وَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَجَّلَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ كَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَى التَّعْجِيلِ لَهُ إِلَى مُضَاعَفَةِ الْخَيْرِ فِى الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ وَ إِنَّهُ مَنْ أَخَّرَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ كَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَى تَأْخِيرِ رِزْقِهِ وَ مَنْ حَبَسَ اللَّهُ رِزْقَهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَرْزُقَ نَفْسَهُ فَأَدُّوا إِلَى اللَّهِ حَقَّ مَا رَزَقَكُمْ يُطَيِّبِ اللَّهُ لَكُمْ بَقِيَّتَهُ وَ يُنْجِزْ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ مِنْ مُضَاعَفَتِهِ لَكُمُ الْأَضْعَافَ الْكَثِيرَةَ الَّتِى لَا يَعْلَمُ عَدَدَهَا وَ لَا كُنْهَ فَضْلِهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ وَ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْكُمْ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِنَّ مُحْرِجَ الْإِمَامِ هُوَ الَّذِى يَسْعَى بِأَهْلِ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِ الْإِمَامِ الْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِينَ عَلَى أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِينَ لِحُرْمَتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ نَزَلَ بِذَلِكَ الْمَنْزِلِ عِنْدَ الْإِمَامِ فَهُوَ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْرَجَ الْإِمَامَ إِلَى أَنْ يَلْعَنَ أَهْلَ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِهِ الْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِينَ عَلَى أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ فَإِذَا لَعَنَهُمْ لِإِحْرَاجِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْإِمَامَ صَارَتْ لَعْنَتُهُ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ صَارَتِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ رُسُلِهِ عَلَى أُولَئِكَ وَ اعْلَمُوا أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ أَنَّ السُّنَّةَ مِنَ اللَّهِ قَدْ جَرَتْ فِى الصَّالِحِينَ قَبْلُ وَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً حَقّاً فَلْيَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لْيَبْرَأْ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ يُسَلِّمُ لِمَا انْتَهَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِهِمْ لِأَنَّ فَضْلَهُمْ لَا يَبْلُغُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ أَ لَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فَهَذَا وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فَكَيْفَ بِهِمْ وَ فَضْلِهِمْ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُتِمَّ اللَّهُ لَهُ إِيمَانَهُ حَتَّى يَكُونَ مُؤْمِناً حَقّاً حَقّاً فَلْيَفِ لِلَّهِ بِشُرُوطِهِ الَّتِى اشْتَرَطَهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلَايَتِهِ وَ وَلَايَةِ رَسُولِهِ وَ وَلَايَةِ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَ إِقْرَاضَ اللَّهِ قَرْضاً حَسَناً وَ اجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا فُسِّرَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَ فِى جُمْلَةِ قَوْلِهِ فَمَنْ دَانَ اللَّهَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ مُخْلِصاً لِلَّهِ وَ لَمْ يُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِى تَرْكِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ فِى حِزْبِهِ الْغَالِبِينَ وَ هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً وَ إِيَّاكُمْ وَ الْإِصْرَارَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ فِى ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَ بَطْنِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ إِلَى هَاهُنَا رِوَايَةُ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعٍ يَعْنِى الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ إِذَا نَسُوا شَيْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ اللَّهُ فِى كِتَابِهِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ عَصَوُا اللَّهَ فِى تَرْكِهِمْ ذَلِكَ الشَّيْءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَ لَمْ يَعُودُوا إِلَى تَرْكِهِ فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ وَ نَهَى لِيُطَاعَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَ لِيُنْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَ قَدْ أَدْرَكَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ وَ مَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِى النَّارِ
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ إِلَّا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِى طَاعَةِ اللَّهِ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ وَ عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ وَ التَّسْلِيمَ هُوَ الْإِسْلَامُ فَمَنْ سَلَّمَ فَقَدْ أَسْلَمَ وَ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ فَلَا إِسْلَامَ لَهُ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْلِغَ إِلَى نَفْسِهِ فِى الْإِحْسَانِ فَلْيُطِعِ اللَّهَ فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَى نَفْسِهِ فِى الْإِحْسَانِ وَ إِيَّاكُمْ وَ مَعَاصِيَ اللَّهِ أَنْ تَرْكَبُوهَا فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَكَ مَعَاصِيَ اللَّهِ فَرَكِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الْإِسَاءَةِ إِلَى نَفْسِهِ وَ لَيْسَ بَيْنَ الْإِحْسَانِ وَ الْإِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ فَلِأَهْلِ الْإِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ وَ لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَرْضَى عَنْهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يُصِبْ رِضَا اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ص وَ مَعْصِيَتُهُمْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ لَمْ يُنْكِرْ لَهُمْ فَضْلًا عَظُمَ أَوْ صَغُرَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْكِرِينَ هُمُ الْمُكَذِّبُونَ وَ أَنَّ الْمُكَذِّبِينَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِلْمُنَافِقِينَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً وَ لَا يَفْرَقَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَلْزَمَ اللَّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَ خَشْيَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ وَ لَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ فَأُولَئِكَ هُمْ شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ إِنَّ لِشَيَاطِينِ الْإِنْسِ حِيلَةً وَ مَكْراً وَ خَدَائِعَ وَ وَسْوَسَةً بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ يُرِيدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِى دِينِ اللَّهِ الَّذِى لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوِيَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ أَهْلُ الْحَقِّ فِى الشَّكِّ وَ الْإِنْكَارِ وَ التَّكْذِيبِ فَيَكُونُونَ سَوَاءً كَمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً ثُمَّ نَهَى اللَّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَلِيّاً وَ لَا نَصِيراً فَلَا يُهَوِّلَنَّكُمْ وَ لَا يَرُدَّنَّكُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِى خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِيلَةِ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَ مَكْرِهِمْ مِنْ أُمُورِكُمْ تَدْفَعُونَ أَنْتُمُ السَّيِّئَةَ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ رَبِّكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ هُمْ لَا خَيْرَ عِنْدَهُمْ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تُظْهِرُوهُمْ عَلَى أُصُولِ دِينِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا مِنْكُمْ فِيهِ شَيْئاً عَادَوْكُمْ عَلَيْهِ وَ رَفَعُوهُ عَلَيْكُمْ وَ جَهَدُوا عَلَى هَلَاكِكُمْ وَ اسْتَقْبَلُوكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ وَ لَمْ يَكُنْ لَكُمُ النَّصَفَةُ مِنْهُمْ فِى دُوَلِ الْفُجَّارِ فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِى لِأَهْلِ الْحَقِّ أَنْ يُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ أَ لَمْ يَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللَّهِ فِى كِتَابِهِ إِذْ يَقُولُ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِى الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ أَكْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَ إِمَامَكُمْ وَ دِينَكُمُ الَّذِى تَدِينُونَ بِهِ عُرْضَةً لِأَهْلِ الْبَاطِلِ فَتُغْضِبُوا اللَّهَ عَلَيْكُمْ فَتَهْلِكُوا فَمَهْلًا مَهْلًا يَا أَهْلَ الصَّلَاحِ لَا تَتْرُكُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِطَاعَتِهِ فَيُغَيِّرَ اللَّهُ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَحِبُّوا فِى اللَّهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ وَ أَبْغِضُوا فِى اللَّهِ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ ابْذُلُوا مَوَدَّتَكُمْ وَ نَصِيحَتَكُمْ [ لِمَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ ] وَ لَا تَبْتَذِلُوهَا لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِكُمْ وَ عَادَاكُمْ عَلَيْهَا وَ بَغَى لَكُمُ الْغَوَائِلَ
هَذَا أَدَبُنَا أَدَبُ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ تَفَهَّمُوهُ وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ مَا وَافَقَ هُدَاكُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ وَ مَا وَافَقَ هَوَاكُمْ طَرَحْتُمُوهُ وَ لَمْ تَأْخُذُوا بِهِ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّجَبُّرَ عَلَى اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ عَبْداً لَمْ يُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَى اللَّهِ إِلَّا تَجَبَّرَ عَلَى دِينِ اللَّهِ فَاسْتَقِيمُوا لِلَّهِ وَ لَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ أَجَارَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَى اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَكُمْ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَعليهالسلام
إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ خَلَقَهُ اللَّهُ فِى الْأَصْلِ أَصْلِ الْخَلْقِ مُؤْمِناً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُكَرِّهَ اللَّهُ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَ يُبَاعِدَهُ عَنْهُ وَ مَنْ كَرَّهَ اللَّهُ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَ بَاعَدَهُ عَنْهُ عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَدْخُلَهُ وَ الْجَبْرِيَّةِ فَلَانَتْ عَرِيكَتُهُ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ وَ طَلُقَ وَجْهُهُ وَ صَارَ عَلَيْهِ وَقَارُ الْإِسْلَامِ وَ سَكِينَتُهُ وَ تَخَشُّعُهُ وَ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ اجْتَنَبَ مَسَاخِطَهُ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ مَوَدَّةَ النَّاسِ وَ مُجَامَلَتَهُمْ وَ تَرْكَ مُقَاطَعَةِ النَّاسِ وَ الْخُصُومَاتِ وَ لَمْ يَكُنْ مِنْهَا وَ لَا مِنْ أَهْلِهَا فِى شَيْءٍ وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ فِى الْأَصْلِ [ أَصْلِ الْخَلْقِ ] كَافِراً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُحَبِّبَ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَ يُقَرِّبَهُ مِنْهُ فَإِذَا حَبَّبَ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ ابْتُلِيَ بِالْكِبْرِ وَ الْجَبْرِيَّةِ فَقَسَا قَلْبُهُ وَ سَاءَ خُلُقُهُ وَ غَلُظَ وَجْهُهُ وَ ظَهَرَ فُحْشُهُ وَ قَلَّ حَيَاؤُهُ وَ كَشَفَ اللَّهُ سِتْرَهُ وَ رَكِبَ الْمَحَارِمَ فَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا وَ رَكِبَ مَعَاصِيَ اللَّهِ وَ أَبْغَضَ طَاعَتَهُ وَ أَهْلَهَا فَبُعْدٌ مَا بَيْنَ حَالِ الْمُؤْمِنِ وَ حَالِ الْكَافِرِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَ اطْلُبُوهَا إِلَيْهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ صَبِّرُوا النَّفْسَ عَلَى الْبَلَاءِ فِى الدُّنْيَا فَإِنَّ تَتَابُعَ الْبَلَاءِ فِيهَا وَ الشِّدَّةَ فِى طَاعَةِ اللَّهِ وَ وَلَايَتِهِ وَ وَلَايَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلَايَتِهِ خَيْرٌ عَاقِبَةً عِنْدَ اللَّهِ فِى الْآخِرَةِ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا وَ إِنْ طَالَ تَتَابُعُ نَعِيمِهَا وَ زَهْرَتِهَا وَ غَضَارَةُ عَيْشِهَا فِى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ وَلَايَةِ مَنْ نَهَى اللَّهُ عَنْ وَلَايَتِهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِوَلَايَةِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِى كِتَابِهِ فِى قَوْلِهِ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ هُمُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَلَايَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ الَّذِينَ نَهَى اللَّهُ عَنْ وَلَايَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ هُمْ أَئِمَّةُ الضَّلَالَةِ الَّذِينَ قَضَى اللَّهُ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ دُوَلٌ فِى الدُّنْيَا عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ يَعْمَلُونَ فِى دُولَتِهِمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ مَعْصِيَةِ رَسُولِهِ ص لِيَحِقَّ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ وَ لِيَتِمَّ أَنْ تَكُونُوا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ مُحَمَّدٍ ص وَ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِى كِتَابِهِ مِمَّا ابْتَلَى بِهِ أَنْبِيَاءَهُ وَ أَتْبَاعَهُمُ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الصَّبْرَ عَلَى الْبَلَاءِ فِى السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِى أَعْطَاهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ مُمَاظَّةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ عَلَيْكُمْ بِهُدَى الصَّالِحِينَ وَ وَقَارِهِمْ وَ سَكِينَتِهِمْ وَ حِلْمِهِمْ وَ تَخَشُّعِهِمْ وَ وَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ صِدْقِهِمْ وَ وَفَائِهِمْ وَ اجْتِهَادِهِمْ لِلَّهِ فِى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّكُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ
چوَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ أَنْطَقَ لِسَانَهُ بِالْحَقِّ وَ عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَيْهِ فَعَمِلَ بِهِ فَإِذَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ تَمَّ لَهُ إِسْلَامُهُ وَ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقّاً وَ إِذَا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ كَانَ صَدْرُهُ ضَيِّقاً حَرَجاً فَإِنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ وَ إِذَا لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ لَمْ يُعْطِهِ اللَّهُ الْعَمَلَ بِهِ فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوتَ وَ هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَ صَارَ مَا جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِى لَمْ يُعْطِهِ اللَّهُ أَنْ يُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَيْهِ وَ لَمْ يُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلُوهُ أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ لِلْإِسْلَامِ وَ أَنْ يَجْعَلَ أَلْسِنَتَكُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّى يَتَوَفَّيكُمْ وَ أَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ وَ أَنْ يَجْعَلَ مُنْقَلَبَكُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لْيَتَّبِعْنَا أَ لَمْ يَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ ص قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهِ لَا يُطِيعُ اللَّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا يَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ لَا وَ اللَّهِ لَا يَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَّا أَبْغَضَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا يُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَّا عَصَى اللَّهَ وَ مَنْ مَاتَ عَاصِياً لِلَّهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ وَ أَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِى النَّارِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
نامه اى كه حضرت صادقعليهالسلام
به اصحاب خود مرقوم فرمود:
١ - اسماعيل بن جابر روايت كرده كه امام صادقعليهالسلام
نامه ذيل را به اصحاب خود مرقوم داشت و به آنها دستور داد كه آنرا بيكديگر درس دهند و در آن نگاه كنند و از ياد نبرند و بدان عمل كنند، و آنها نيز اين نامه را در جاى نمازهاى خود در خانه هاشان گذارده بودند و چون از نماز فراغت ميافتند در آن مى نگريستند.
اسماعيل بن مخلد سراج نيز گويد: اين نامه از طرف حضرت صادقعليهالسلام
به اصحاب ابلاغ گرديد:
و اينك متن نامه :
بنام خداى بخشنده مهربان ، اما بعد از پروردگار خود عافيت درخواست كنيد، و آرامش و وقار و سكون را از دست ندهيد، و شرم و حيا پيشه كنيد، و از آنچه مردمان شايسته پيش از شما دورى كردند شما هم دورى كنيد، و با اهل باطل مدارا كنيد، ستمشان را بر خود هموار سازيد، مبادا با آنها ستيزه جوئى كنيد، هنگام آميزش و نشست و برخاست و گفتگوى با آنها چون از آميزش و مخالطه با آنها ناچاريد راه تقيه را پيشه كنيد همان راهى كه خداوند دستور داده كه هنگام برخورد با آنها آنرا پيش گيريد، و چون.گرفتار معاشرت با آنها شدى آنان شما را آزار ميدهند و ناراحتى شان را در چهره هاشان بخوبى ديدار خواهيد كرد، و اگر اينجهت نبود كه خداى تعالى (شر) آنها را از شما دفع مى كند آنان بشما يورش ميبردند و آن دشمنى و خشمى كه آنها از شما در دل دارند بيش از آنست كه بروى شما آرند، شما با آنها در يك انجمن گرد آئيد ولى جانهاى شما با آنها متفاوت است و با هم گرد نيايد، هرگز شما آنانرا دوست نداريد و آنها نيز شما را دوست ندارند، جز آنكه خداى تعالى شما را بداشتن حق و حقيقت گرامى داشته شما را به راه حق بينا كرده و آنانرا شايسته آن ندانسته ، پس با آنها سازش داشته باشيد و برفتار آنها صبر كنيد كه آنها سازش با شما ندارند و بر هيچ چيزى شكيبائى ندارند، حيله و نيرنگشان وسوسه هائى است كه برخى از آنها در دل برخى ديگر اندازند، چونكه اين دشمنان خدا چنانند كه اگر بتوانند شما را از راه حق باز دارند، و خدا است كه شما را از شر آنها نگهدارد، پس از خدا بترسيد و زبانهاتان را جز از كلام خير باز داريد مبادا زبانتان را بگفتار دروغ و تهمت و گناه دشمنى آلوده سازيد زيرا اگر شما زبان خود را از آنچه خدا خوش ندارد و از آن جلوگيرى كرده است باز داريد بهتر است براى شما در نزد خداوند از اينكه زبان خود بدان بيالاييد، چونكه لغزش زبان در آنچه ناپسند خدا است و از آن جلوگيرى فرموده در نزد خداوند براى بنده هلاكت ببار آورد و مورد خشم خدا و كرى و كورى و گنگى روز قيامت است ، و در نتيجه چنان شويد كه خدا (در سوره بقره آيه ١٨) فرموده است ، (كر و لال و كورند و باز نگردند) يعنى سخن نكنند و به آنها اجازه ندهند تا عذر خواهى كنند.
و نيز مبادا آنچه خدا نهى فرموده مرتكب شويد، و بر شما باد خموشى مگر در آن چيزهائى كه خداوند شما را در كار آخرتتان بدان سود دهد و بر آن پاداشتان دهد، خداوند را بسيار به يگانگى و پاكى بستائيد و تسبيحش گوئيد و ستايشش كنيد و بدرگاهش زارى كنيد و از آن خير و خوبى كه در نزد او است و قدرش كس نداند و به حقيقتش دست كسى نرسد از او خواستار شويد، و بدين ترتيب زبان خود را به آنها سرگرم كنيد از سخن كردن بدانچه خدا از آن نهى كرده و از گفتارهاى باطل و بيهوده اى كه موجب ماندن هميشگى در آتش دوزخ است براى كسيكه از آن گفتارها بدرگاه خدا توبه كنيد و به سوى او تضرع و زارى نمائيد و از او درخواست كنيد، و شائق شويد بدانچه خداوند بدان تشويقتان كرده ، و بپذيريد آنچه را خداوند به سوى آن شما را خوانده است تا رستگار شويد و از عذاب خدا نجات يابيد.
مبادا شيفته چيزى شويد كه خداوند بر شما حرام كرده زيرا هر كس پرده حرمت خدا را در اين دنيا بدرد خداوند ميان او و بهشت و نعمتها و خوشى و مقام ارجمند پايدار و دائمى آنجا كه براى اهلش مقرر شده براى هميشه جدائى افكند.
و بدانيد كه به راستى چه بد بهره ايست آن بهره و جايزه اى كه كسى در ترك اطاعت خدا و نافرمانى او بدست آرد كه خوشيهاى زوال پذير و فانى دنيا را بوسيله پرده درى خدا بر نعمت بهشت جاويدان و خوشيها و مقام ارجمند بهشتيان مقدم ميدارد، واى بر اينها كه چه بهره بد و بازگشت زيان آور و حال بدى در روز قيامت نزد پروردگارشان و در آخرت دچار عذاب و كيفرشان گرداند) و شما را گرفتار كند بدانچه آنانرا گرفتار ساخته و نيروئى براى ما و شما نيست جز بدو.
پس از خدا بترسيد اى گروه نجات يافته اگر خدا كامل گرداند براى شما آن نعمتى را كه بشما داده (كه نعمت ولايت و اقرار به امامت امير المؤ منين على بن ابى طالبعليهالسلام
باشد و يا چنانچه فيضرحمهالله
فرموده مقصود نعمتهاى دنيوى و اخروى است ) زيرا كه كامل نگردد اينكار تا برسد بشما نيز همانند آنچه بشايستگان پيش از شما رسيد، و تا آزمايش شويد در جان و مالتان ، و تا بشنويد از دشمنان خدا ناهنجار بسيار و شكيبائى كنيد و آنها را بر خود هموار سازيد، و تا آنجا كه شما را خوار بشمارند و دشمن دارند، و تا آنجا كه بر شما تحميل ستم كنند و شما نيز بخاطر رضاى خدا و پاداش سراى آخرت ستم ايشانرا تحمل كنيد، و تا آنجا كه بخاطر خدا عزوجل خشم شديد خود را در برابر آزار آنها كه از روى جنايت بر شما انجام دهند فرو خوريد، و تا آنجا كه شما را درباره حق دروغگو شمارند و در اينباره با شما دشمنى كنند و كينه شما بر دل گيرند و شما بر آنها صبر و بردبارى كنيد، و مصداق تمام اينها (كه گفتيم ) در كتاب خدا است كه جبرئيل آنرا بر پيامبرتان نازل كرده
شنيده ايد گفتار خداى عزوجل را كه به پيامبرتان فرمايد: (صبر كن چنانكه پيمبران ثبات دار صبر كردند و درباره آنان شتاب مكن ) (سوره احقاف آيه ٣٤) و فرموده است : (و اگر تو را تكذيب كنند پيش از تو نيز پيامبرانى را دروغگو شمردند... و آنان بر تكذيب و آزار شكيبائى كردند) (صدر آيه در سوره فاطر آيه ٤ و ذيل آن در سوره انعام آيه ٣٤ است و ممكن است قرائت امام قرائت ديگرى غير از قرائت مشهور باشد) و با اين ترتيب پيمبر خدا و پيمبران پيش از او مورد تكذيب مردم واقع شدند و اضافه بر تكذيب در مورد حق آزار نيز كشيدند.
پس اگر از فرمان خدا درباره ايشان خوشحال شويد، همان فرمانى كه در اصل (يعنى اصل آفرينش ) آنها را براى همان فرمان آفريده ، در برابر آن كفريكه در علم خدا گذشته است كه ديگران را در اصل براى آن آفريده و (قرارشان داده ) از كسانيكه در كتابش (قرآن ) از آنها نام برده آنجا كه فرمايد: (و گردانيديم از ايشان پيشوايانى كه به سوى دوزخ رهبرى كنند) (آيه ٤١ از سوره قصص ، و آيه چنين است :(
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً...
)
كه همان احتمالى كه در آيه بالا گفته شد در اين آيه نيز هست... پس آنچه را گفتيم تدبر كنيد و دريابيد و ندانسته نگيريد، زيرا هر كس اين جريان و مانند آنرا از آنچه خدا در قرآنش لازم كرده كه بدان امر كرده و يا از آن نهى فرموده ندانسته گيرد، دين خدا را رها كرده و نافرمانى او را مرتكب شده و سزاوار خشم خدا گرديده ، و خداوند او را به رو در آتش دوزخ افكند.
و نيز فرمود: اى گروه مورد رحمت و رستگارى ، به راستى كه خدا كامل كرده براى شما آن خيرى را بشما عطا فرموده ، و بدانيد كه از علم خدا و دستورش اين نيست كه كسى از خلق او در دين خود هواى نفس و راى و قياس را ميزان بگيرد چونكه خداوند قرآن را نازل فرمود و بيان هر چيز را در قرآن قرار داد و براى آموختنش كسانى را مقرر فرمود و آنانكه علم قرآن را بدانها داده نمى توانند از روى ميل و سليقه و قياس و نظر خود در احكام آن رفتار كنند و خداوند آنانرا بوسيله دانشى كه به آنها داده و بدان مخصوصشان داشته و در نزد آنها سپرده است (از راى و سليقه و قياس ) بى نيازشان ساخته و اين از روى احترامى بوده كه خداوند آنها را بدان گرامى داشته ، و ايشانند اهل ذكر كه خدا اين امت را بپرسش از آنان مامور ساخته ، و اينانند كسانى كه هر كس از ايشان سئوالى كند البته در صورتيكه سئوال كننده از كسانى باشد كه در علم گذشته باشد كه آنرا تصديق نموده و از دستورشان پيروى كند او را رهبرى كنند و بدهند به او از علم قرآن بدان مقدارى كه بخدا راه يابد به اجازه و اذن او و هم چنين به همه راههاى حق هدايت شود، و آنهايند همان كسانى كه رو گردان نشود از ايشان و از پرسش كردنشان و از آن دانشى كه خداوند آنها را بدان گرامى داشته و در پيش آنان نهاده جز آنكس كه در علم خدا در اصل آفرينش و در عالم ارواح شقاوت و بدبختى بر او نزدشان قرار داده و دستور پرسيدن از آنها را صادر فرموده است ، و همين ها هستند كه طبق دلخواه و سليقه و قياسهاى خود رفتار مى كنند تا اينكه شيطان بر آنها چيره گرديده ، زيرا آنها اهل ايمان را كه در علم قرآن مؤ من شناخته شده اند در نزد خدا كافر دانند، و گمراهان را كه در علم قرآن گمراهند نزد خدا مؤ من دانند، و تا اينكه حلال خدا را در بسيارى از جاها حرام كردند، و حرام خدا را در بسيارى از موارد حلال شمردند.
و اين (كارها) ريشه و اساس بنا و ساختمان دلخواه آنان بود در صورتيكه رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
پيش از مرگش به آنها اشاره كرده بود ولى آنها گفتند:
پس از رفتن رسول خدا ما مى توانيم بر طبق آنچه آراء مردم بدان قرار گرفت رفتار كنيم با اينكه خداى عزوجل رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
را از ما گرفت و به آن سفارشى كه آنحضرت بما فرمود و آن دستورى كه بما داده اگرچه اينكار مخالف با دستور خدا و رسول او باشد، به راستى كه چه شخصى بر خدا دليرتر و گمراهيش آشكارتر از آن كس است كه اين رويه را پيشه كرده و به خيال خود پندارد كه مى تواند چنين كارى بكند.
بخدا سوگند كه خدا را بر مخلوق خود حقى است كه فرمان او را ببرند و از دستورش پيروى كنند چه در زمان حيات محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
و چه پس از مرگش ، اين دشمنان خدا آيا مى توانند چنين پندارند كه احدى از كسانيكه به محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
اسلام آوردند بگفتار خود و راى و قياس عمل كرده ؟ اگر در پاسخ بگويند:
آرى كه حتما بر خداوند دروغ بسته و بجايگاه دورى گمراه گشته اند و اگر بگويند: نه ، پس كسى را نرسيده كه به راى و دلخواه و قياس خويش رفتار كند، و در اينصورت اينان بر عليه خود اقرار كرده و ملزم گشته اند و در زمره كسانى در آيند كه معتقدند بايستى پس از مرگ رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
نيز از فرمان خدا پيروى و از اطاعت كرد و خداى تعالى نيز فرمايد و گفتارش حق است كه فرموده : (محمد جز فرستاده اى نيست كه پيش از او فرستادگانى آمده و گذشته اند آيا اگر بميرد يا كشته شو به عقب باز گرديد و هر كه به عقب باز گردد زيانى به خدا نرسانده و خداوند سپاسداران را پاداش خواهد داد) (سوره آل عمران ، آيه ١٤٤).
و اين سخن بدان جهت گفتيم تا بدانيد كه اطاعت خدا و پيروى از دستورش لازم است چه در حيات و زندگانى محمد و چه پس از مرگش ، و هم چنانكه هيچيك از مردم را نرسيده كه با بودن محمد بدلخواه و راى و قياسهاى خود بر خلاف گفته محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
رفتار كند پس از مرگ آنحضرت نيز كسى را نرسيده كه بر طبق دلخواه و راى و قياسات خود عمل بنمايد.
و نيز فرمود: از بلند كردن دستهاتان در نماز جز يكبار آنهم هنگام شروع نماز (در تكبيرة الاحرام ) خوددارى كنيد زيرا كه مردم (يعنى اهل سنت ) شما را باين عمل بشناسند، و خدا است كه از او كمك خواهند جنبش و نيروئى نيست جز بوسيله خداوند.
و فرمود: خدايرا بسيار بخوانيد زيرا خداوند خوش دارد. كه بندگان با ايمانش او را بخوانند و بدانها وعده اجابت داده است ، و خداوند دعاى مؤ منان را در روز قيامت بصورت عملى براى آنها در آورد كه براى رفتن به بهشت بوسيله آنها بر اعمالش بيفزايد، پس بسيار ياد خدا كنيد به هر اندازه كه مى توانيد در هر ساعتى از ساعتهاى شب و روز كه باشد زيرا خداوند خود دستور فرموده كه زياد او را ياد كنيد، و خدا نيز ياد كند از هر بنده كه او را ياد كند از مردمان با ايمان ، و بدانيد كه هيچيك از بندگان با ايمان خدا را ياد نكند جز آنكه خداوند او را به نيكى ياد كند، و در اطاعت او بكوشيد كه كسى بدان خير و نيكى كه در نزد خدا است نرسد جز بوسيله اطاعت او و دورى كردن از آن محرماتى كه در ظاهر و باطن قرآن آنها را حرام كرده چونكه خداى تبارك و تعالى در قرآنش فرموده و گفتارش حق است : (و واگذاريد گناه ظاهر و باطن را) (سوره انعام آيه ١٢٠).
و بدانيد كه هرچه را خداوند دستور داده كه از آن دورى كنيد آنرا حرام فرموده (و اين دستور دليل بر حرمت آن است ) و از آثار رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
و سنت (و روش ) او پيروى كنيد و از هواى نفس و آراء خود پيروى نكنيد كه گمراه شويد، زيرا گمراه ترين مردم در پيشگاه خدا آنكسى است كه از هواى نفس و راى خود بدون راهنمايى خدا پيروى كند، و تا مى توانيد به يكديگر نيكى كنيد زيرا هرچه خوبى كنيد بخودتان كرده ايد و اگر بدى هم كنيد بخود كرده ايد، و با مردم مدارا كنيد و آنها را بر گردن خود سوار مكنيد تا بدينوسيله اطاعت پروردگارتان را نيز فراهم كرده باشيد، و مبادا در جائى كه دشمنان خدا بشنوند آنانرا دشنام گوئيد تا در نتيجه آنها نيز از روى دشمنى و نادانى خدا را دشنام دهند، و شايسته است كه شما حد دشنام دادن آنها را نسبت به خدا بدانيد كه چگونه است ، به راستى هر كه به دوستان خدا دشنام گويد خدا را مورد دشنام قرار داده ، و چه شخصى ستمكارتر از آن كسى است كه وسيله دشنام دادن بخدا و اولياء او را فراهم سازد، آهسته ، آهسته (يعنى تا هنگام ظهور دولت حق به آرامى رفتار كنيد) و از فرمان خدا پيروى كنيد و نيرو و جنبشى نيست جز بخدا.
و نيز فرمود: اى گروهى كه خدا نگهبان كارشان هست بر شما باد به آثار رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
و سنت او و آثار پيشوايان راهنما از خاندان رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
پس از او و بر (پيروى از) سنت ايشان ، كه هر كه بدانها گرويد راه يافت و هر كه آنرا وا گذارد و از آن كناره گرفت گمراه شد، زيرا آنانند كسانيكه خداوند ه به فرمانبردارى و دوستى آنها دستور فرموده ، و پدر بزرگوار ما رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
فرمود: مداومت بر عمل در پيروى از آثار و سنن اگر چه اندك باشد بهتر و مورد پسند خدا است و سودمندتر است نزد او براى عاقبت كار از اجتهاد كردن در بدعتها و پيروى كردن از هواهاى نفسانى ، آگاه باشيد كه بطور مسلم پيروى كردن از هواهاى نفسانى و متابعت كردن بدعتها بدون راهنمائى خدا گمراهى است ، و هر گمراهى بدعت است ، و هر بدعتى در دوزخ است ، و كسى هرگز بخيرى از جانب خدا نرسد جز بوسيله پيروى از خدا و بردبارى و خوشنود بودن زيرا بردبارى و خوشنودى قسمتى از پيروى كردن خداست
و اين را هم بدانيد كه ايمان نياورد بنده اى از بندگان خدا مگر اينكه راضى باشد از خداوند درباره آنچه خدا نسبت به او انجام داده و با او كرده است چه مورد پسند او باشد و چه نباشد زيرا خداوند هرگز نسبت به كسى كه بردبار و خوشنود از او باشد جز آنچه را صلاح و شايسته او باشد انجام ندهد، و همانكه خدا انجام داده براى او بهتر است از آن چه مورد پسند خود او باشد يا آنرا خوش نداشته باشد.
و برشما باد كه بر نمازها مواظبت داشته باشيد و بخصوص نماز ميانه (نماز ظهر و عصر) و براى خدا مطيعانه بپاى خيزيد چنانچه خداوند در قرآنش شما و مؤ منان قبل از شما را بدان دستور داده
و بر شما باد بدوستى با مستمندان از مسلمين زيرا هر كس آنانرا خوار شمارد و بر آنها بزرگى كند از دين خدا لغزيده و خداوند او را خوار گرداند و بسختى بر او خشم كند با اينكه پدر ما رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
فرمود: پروردگار من مرا مامور كرده كه مستمندان مسلمين را دوست داشته باشم
و بدانيد هر كه خوار شمارد يكى از مسلمانان را خداوند خشم خود و خوارى را بر او فرو ريزد تا اينكه مردم بر او خشم كنند و خشم خدا بر او سخت تر از مردم است ، پس از خدا درباره برادران مسلمان مستمندتان بترسيد زيرا آنان بر شما حقى دارند كه شما آنها را دوست بداريد چنانچه خداوند پيغمبر خودصلىاللهعليهوآلهوسلم
را مامور بدوستى آنان كرده ، پس هر كه دوست ندارد كسى را كه خدا دستور دوست داشتنش را داده خدا و پيامبرش را نافرمانى كرده و هر كه نافرمانى خدا و رسولش را كند و بر آن حال بميرد بحال گمراهى و نوميدى مرده است
از بزرگ منشى و كبر دورى كنيد چونكه بزرگى خاص خداى عزوجل مى باشد و هر كه در اين باره با خدا بستيزه بر خيزد خداوند (شخصيت ) او را در هم بشكند و در روز واپسين خوارش سازد.
مبادا به همديگر ستم كنيد زيرا ستمگرى خوى مردمان شايسته نيست و مسلما هر كه ستم كند خداوند ستمش را بر خود او بر گرداند و يارى خدا با آنكسى كه بر او ستم شده قرين گردد و هر كه را خدا يارى كند پيروز گردد و از جانب خدا ظفر يابد.
و مبادا بر يكديگر رشگ بريد زيرا ريشه كفر رشگ ورزى است و مبادا بر عليه مسلمان ستم رسيده اى كمك كارى كنيد تا سبب شود كه آن ستم رسيده بشما نفرين كند و دعايش به اجابت رسد، كه همانا پدر ما رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
مى فرمودند: كمك كردن به مسلمان بهتر و پاداشش بزرگتر است از روزه و اعتكاف يكماه در مسجد الحرام
مبادا سخت گيرى كنيد به يكى از برادران مسلمان خود و نسبت به چيزى كه از او بستانكاريد بر او سخت بگيريد و او نيز در فشار و سختى باشد زيرا پدر ما رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
مى فرمود: مسلمان نمى تواند به مسلمان ديگرى سخت بگيرد، و هر كه مهلت دهد بر بدهكارى كه در فشار است خداوند او را در روزى كه سايه اى جز سايه رحمت او نيست در زير سايه رحمت خود گيرد.
مبادا اى گروه مورد رحمت و برترى بر ديگران ، حقوقى كه خدا نزد شما دارد روز به روز و ساعت به ساعت پس بيندازيد، زيرا هر كه در پرداخت حقوقى كه خدا نزد او دارد شتاب كند خدا تواناتر است كه در چند برابر كردن خير او در دنيا و آخرت شتاب كند، و هر كه پرداخت حقوقى را كه خدا نزد او دارد بتاخير اندازد خدا تواناتر است كه روزى او را بتاخير اندازد، و هر كه را خداوند روزيش را نگهدارد نتواند بخود روزى دهد، پس حق خدا را درباره آنچه روزى شما كرده بپردازيد تا خدا باقيمانده آنرا بر شما گوارا سازد و بوعده اى كه به ما داده كه آنرا ه چندين برابر زياد كند وفا كند آن زيادى كه شماره و حقيقت فزونيش را كسى جز خدا پروردگار جهانيان نداند.
و فرمود: اى گروه (شيعه ) از خدا بترسيد و اگر بتوانيد امام را در تنگنا نگذاريد، و كسى كه امام را در تنگنا مى گذارد آن كسى است كه (در نزد امام ) درباره مردم صالح از پيروان امام و آنانكه تسليم فضيلت اويند و بپرداخت حق امام بردبارند و به حرمت امام آشنا هستند بدگوئى كند، و هر كه اينكار را در نزد امام انجام دهد در نتيجه امام را در فشار و تنگنا گذارد و در اين وقت است كه امام ناچار گردد تا نزد مردمان صالح پيرو خود و تسليم شوندگان در برابر فضيلتش و بردبارى بر اداى حقش و آشنايان بحرمتش را لعنت كند، و چون اما بخاطر ناچارى در برابر دشمنان او را لعنت كرد، لعنت او (براى آن شخص ) از جانب خدا مبدل به رحمت گردد، و لعنت خدا و فرشتگان و پيمبرانش به اين مردم (بدگو و سعايت كننده ) باز گردد.
و اى گروه شيعه بدانيد كه سنت خداوند درباره مردمان صالح پيش از اين جارى گشته است
(مترجم گويد: مجلسىرحمهالله
در اين قسمت از كلام امامعليهالسلام
چند وجه ذكر كرده از آنجمله اينكه مقصود امام اين است كه بنزد امام از مردمان شايسته بدگوئى و سعايت نكنيد تا امام را ناچار كنيد بحسب ظاهر و از روى مصالح و تقيه مردمان صالحى را كه مستحق لعن نيستند لعنت كند كه در اينصورت لعنت بدانها نرسد بلكه مبدل به رحمت گردد و لعنت عايد سعايت كنندگان گردد، و وجوه ديگرى نيز ذكر كرده كه ظاهرتر همين وجه است چنانچه خود او نيز فرموده.
و در جمله اخير برخى گفته اند: يعنى جارى گشته كه مردمان صالح هميشه مقهور و مرعوب دشمنان باشند، يا جارى گشته كه آنها مورد لعنت قرار گيرند ولى لعنت براى آنها تبديل به رحمت گردد).
و فرمود: هر كه دوست دارد كه خدا را ديدار كند و به راستى و حقيقت مؤ من باشد بايد خدا و رسول او را و آنانكه ايمان آورده اند دوست بدارد و بدرگاه خدا از دشمنان ايشان بيزارى جويد و در برابر هر آنچه از فضيلت و برترى آنها به او رسد تسليم گردد، زيرا درك فضل آنان را نكند فرشته مقربى و نه پيامبر مرسلى و نه پايين تر از آنها، مگر نشنيده ايد آنچه را خدا در فضيلت پيروان با ايمان امامان رهنما فرموده : (اينان با كسانى هستند كه خدا موهبتشان داده از پيمبران و راستى پيشه گان و شهيدان و شايستگان و چه نيكو رفيقانى هستند، و اين است يكى از وجوه فضيلت پيروان امامان تا چه رسد بخود آنها و فضيلتى كه دارند. و هر كه دوست دارد كه خدا ايمانش را كامل گرداند تا به راستى و حقيقت مؤ من باشد پس بايد از خدا بترسد روى آن شروطى كه خدا بر مؤ منان شرط فرموده ، چونكه خدا شرط كرده كه با داشتن ولايت او و ولايت رسولش و ولايت امامان مؤ منين : نماز را بپا دارند، و زكات بپردازند، و در راه خدا بدون سود وام دهند، و از زشتيها دورى كنند چه در عيان باشد و چه در نهان ، و چيزى از محرمات نيست جز آنكه در (اين قسمت از) گفتار خدا (كه فرمود از فواحش عيان و نهان اجتناب كنيد) داخل گردد پس هر كس ميان خود و خدا را از روى اخلاص ديندارى كند، و به خود اجازه ندهد كه چيزى از اينها را واگذارد چنين كسى در نزد خدا در زمره حزب پيروز او خواهد بود و از مؤ منين حقيقى بشمار رود.
مبادا در محرماتى كه خداوند در ظاهر و باطن قرآن حرام كرده اصرار ورزيد در صورتيكه خداى تعالى (درباره پرهيزكاران ) فرموده : (و بر آنچه كرده اند دانسته اصرار نورزند) (سوره آل عمران آيه ١٣٥).
تا اينجا روايت قاسم بن ربيع (كه نامه امام صادق را روايت كرده بود) پايان مى يابد (و از اينجا به بعد روايت راويان ديگر است كه امام صادقعليهالسلام
فرمود):
يعنى مؤ منان پيش از شما هرگاه فراموش ميكردند چيزى را از آنچه خدا بر آنها در قرآنش شرط كرده مى فهميدند كه در ترك آن نافرمانى خدا را انجام داده اند و از خدا آمرزش مى طلبيدند و از آن پس آنرا ترك نمى كردند و اين است معناى گفتار خدا (و بر آنچه مى كردند دانسته اصرار نمى ورزند)
و بدانيد جز اين نيست كه خدا دستور داده و نهى فرموده تا در آنچه دستور داده فرمانبريش كنند و از آن چه نهى فرموده خوددارى كنند، پس هر كه پيروى از دستور او كرد اطاعت او را كرده و بر خيرى كه نزد او است رسيده و هر كه خوددارى نكند از آنچه نهى فرموده نافرمانى او را كرده و اگر بر همين حال نافرمانى بميرد خداوند به رو در آتش دوزخش اندازد.
و بدانيد كه ميان خدا و هر يك از بندگانش فرشته مقرب باشد و يا پيامبر مرسل و يا پائين تر از آنها همه شان ارتباطى جز فرمان بردارى او وجود ندارد پس بكوشيد در فرمان بردارى خدا اگر به راستى خوش داريد كه از مؤ منين حقيقى و درست باشيد و نيروئى نيست جز بخدا.
و فرمود: بر شما باد به فرمانبردارى خدا تا مى توانيد كه خدا است پروردگار شما.
بدانيد كه اسلام همان تسليم است و تسليم همان اسلام پس هر كه تسليم گشت محققا مسلمان شده و هر كه تسليم نشد مسلمان نيست ، و هر كه خوش دارد كه بحد نهائى احسان و نيكوكارى رسد بايد فرمانبردارى خدا را كند زيرا هر كه فرمانبردارى خدا را كرد بحد نهائى احسان رسيده است
مبادا نافرمانى خدا را مرتكب شويد زيرا هر كه پرده نافرمانيهاى خدا را بدرد و مرتكب آنها گردد نهايت بدى را بخود كرده و ميان احسان بخود، و بدى بخويشتن جايگاه سومى نيست ، پس هر كه بخود احسان كند پاداشش نزد پروردگار بهشت است و هر كه بدى كند كيفرش نزد پروردگار دوزخ است ، پس فرمان بردارى خدا را انجام دهيد و ازنافرمانيهاى او دورى كنيد و بدانيد كه از هيچكس براى شما در برابر خدا كارى ساخته نيست نه فرشته مقرب و نه پيامبر مرسل و نه پايين تر از آنها پس هر كه خواهد كه ميانجيگرى شفاعت كنندگان در نزد خدا سودش بخشد بايد از خدا بخواهد تا از او راضى شود، و بدانيد كه كسى از خلق خدا برضاى حق نرسد جز بفرمانبردارى او و فرمانبردارى پيامبرش و فرمانبردارى كار دارانش از خاندان محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
و نافرمانى آنها نيز نافرمانى خدا است ، و نبايد فضيلتى از ايشانرا منكر شود چه بزرگ باشد و چه كوچك
و بدانيد كه آنانكه منكرند آنها تكذيب كنندگانند، و تكذيب كنندگان همان منافقان و درويانند، و خداى عزوجل درباره منافقين فرموده و گفته اش حق است : (همانا منافقين در پائين ترين طبقه دوزخند و براى آنان ياورى نخواهى يافت ) (سوره نساء آيه ١٤٥).
و نبايد بترسد كسى از شماها كه خداوند فرمانبردارى و ترس خود را ملازم دلش گردانيده از هيچيك از آن مردمى كه خداوند آنها را از صفت حق بيرون كرده و شايسته آن قرارش نداده زيرا كسانى را كه خداوند شايسته صفت حق قرارشان نداده آنها شياطين انس و جن هستند، و همانا شياطين انس داراى نيرنگ و مكر و فريبها و وسوسه هستند كه برخى از آنها به برخى ديگر كنند و اگر بتوانند مى خواهند اهل حق را باز گردانند از آنچه خدا بدانها مرحمت فرموده از تدبر و دقت در دين خدا، آن دينى كه خداوند شياطين انس را اهل آن نساخته ، (آرى ) مى خواهند تا دشمنان خدا با اهل حق در ترديد و افكار و تكذيب يكسان شوند و مانند هم گردند چنانكه خداوند در قرآن خود توصيف كرده كه فرموده : اينان دوست دارند شما هم كافر گرديد چنانچه آنان كفر ورزيدند تا با آنها يكسان باشيد) (سوره نساء آيه ٨٨).
سپس خداوند نهى كرده اهل يارى حق را كه از دشمنان خدا كسانى را دوست و ياور گيرند پس مبادا شما را بهراس افكند و مبادا شما را باز گرداند از يارى آن حقى كه خداوند شما را بدان مخصوص داشته حيله و نيرنگ شياطين انس در كارهاى شما، شما بدى را دفع مى كنيد، بدانچه بهتر است ميان شما و آنها و در اينكار بوسيله از اطاعت خدا رضايت خاطر پروردگارتانرا مى جوئيد ولى در آنان خيرى نيست ، و براى شما روا نيست كه آنها را بر اصول دين خدا آگاه كنيد زيرا اگر آنها چيزى در اين باره از شما بشنوند در مورد آن چيز با شما دشمنى كنند و آنرا افشاء كنند و در نابودى شما بكوشند، و وضع ناخوشايندى براى شما پيش آورند، و در دولت فجار نتوانيد حق خود را از آنان بگيريد، (و بشما ستم كنند) پس شما موقعيت خود را در مابين خود و اهل باطل بشناسيد زيرا شايسته است كه اهل حق موقعيت خود را از موقعيت اهل باطل بشناسند چونكه خدا اهل حق را در نزد خود بمنزله اهل باطل قرار نداده ، آيا ندانند وجه گفتار خدا را در قرآن خود كه فرمايد: (آيا قرار دهيم آنانكه ايمان آورده و كارهاى شايسته انجام دهند مانند فساد كنندگان در زمين يا قرار دهيم پرهيزكارانرا چون بزهكاران ) (سوره ص آيه ٢٨) گرامى داريد خود را از اهل باطل و قرار ندهيد خداى تبارك و تعالى را كه نمونه والاتر از آن اوست و هم چنين امامتان و دينتان را كه بدان متدين هستيد و در معرض (بد گوئى ) اهل باطل (كه شما به آنها بد گوئيد تا در نتيجه آنها نيز در مقام معارضه با شما سخنان ناروا نسبت بخدا و دين و امام شما بگويند) پس خدا بشما خشم كند و نابود گرديد، آرام آرام اى مردم شايسته ، دستور خدا را و هم دستور آنكسى كه خدا شما را فرمان به پيروى از آنها داده وامگذاريد كه خدا نعمتش را كه به شما داده دگرگون سازد، دوست داريد بخاطر خدا هر كه را هم مسلك و هم عقيده با شماست ، و دشمن داريد براى خدا هر كه را مخالف با شما است ، و دوستى و خيرخواهى خود را از كسى كه هم عقيده با شما است دريغ مداريد، ولى براى آنها كه از عقيده شما و ديگران است و با شما درباره مذهبتان دشمنى مى كند و توطئه چينى براى شما مى كند دوستى و خير خواهى نكنيد.
اين است روش و ادب ما كه همان روش خدا است ، آنرا بدست آريد و درك كنيد و بفهميد و پشت سر نيندازيد، آنچه بر طبق راهنمائى و هدايت شما است آنرا دريابيد و آنچه موافق خواهش نفسانى شما است آنرا بدور افكنيد و رفتار نكنيد، مبادا بر خدا بزرگى كنيد، و بدانيد كه كسى مبتلا به بزرگى كردن بر خدا نشود جز آنكه بزرگى بر دين خدا كند، پس در راه خدا محكم باشيد و بعقب برنگرديد كه زيانكار مى شويد. خدا ما و شما را از بزرگى كردن به خدا در پناه خود گيرد، و نيروئى براى ما و شما و نيست جز به خدا.
و نيز فرمود: به راستى اگر بنده را خداوند در اصل يعنى اصل خلقت مؤ من آفريده باشد از اين جهان نرود تا خداوند شر و بدى را ناپسند او كند و از آن دورش سازد، و هر كه را خداوند از شر و بدى دور ساخت و آنرا ناپسند خاطرش كرد از تكبر و سركشى در امانش بدارد و در نتيجه نرم خو و خوش خلق و گشاده رو گردد و وقار و آرامش و فروتنى اسلام در او پديد آيد، و از محرمات خدا پارسائى كند و از آنچه خشم او است دورى گزيند، و خداوند دوستى مردم و مدارا كردن با آنها و ترك نزاع و خصومت مردم را روزى او كند و هيچگاه پيرامون آن نگردد، و به راستى هر گاه خداوند بنده اى را در اصل - يعنى اصل آفرينش كافر آفريد (يعنى در علم خدا گذشته است كه او پس از خلقت كافر گردد) و بدخو و سخت رو شود و هرزگيش آشكار گردد و شرم و حيا در او اندك شود و رازش را خدا آشكار سازد و مرتكب محرمات گردد و از آن دست نكشد و به ارتكاب نافرمانيهاى خدا دچار شده و اطاعت او و همچنين اطاعت كنندگان خدا را دوست ندارد، و چه دور است ما بين حال مؤ من و حال شخص كافر.
از خدا عافيت بخواهيد و از درگاه وى آن را بجوئيد و جنبش و نيروئى نيست جز بوسيله او، خودتان را در اين دنيا بر بلا شكيبا سازيد زيرا پى در پى رسيدن بلا و سختى در راه اطاعت خدا و ولايت او و ولايت كسانيكه خدا دستور دوستى و ولايت آنها را داده است در آخرت سرانجامش بهتر است در نزد خدا از دارائى و پادشاهى دنيا و اگر نعمتهاى آن و خرمى و خوشگذرانى آن در نافرمانى خدا و دوستى و اطاعت كسيكه خدا از دوستيش نهى فرموده پى در پى و طولانى باشد چونكه خدا دستور داده بدوستى امامان و پيشوايانى كه در كتاب خود نام برده در كتابش كه فرموده : (و قرارشان داديم پيشوايانى كه راهبرى كنند بفرمان ما) (سوره انبياء آيه ٨٣) و آنهايند كسانيكه خداوند بدوستى و اطاعت ايشان دستور فرموده و در مقابل كسانيكه خداوند از دوستى و اطاعت ايشان نهى فرموده و آنان همان پيشوايان ظلالت و گمراهى هستند كه خدا مقرر داشته آنها در دنيا دوستى بر اولياى خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
رفتار مى كنند تا دستور عذاب خدا بر آنها محقق گردد، و تا اينكه بودن شما با پيامبر خدا محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
و پيمبران پيش از او ثابت و مسلم گردد، پس تدبر كنيد در آنچه خدا در كتاب خود براى شما حكايت كرده از گرفتاريهائى كه براى پيامبران او و پيروان مؤ من ايشان پيش آمده ، سپس از خدا بخواهيد كه همان صبر و بردبارى را كه به آنها داد بشما نيز مانند آنرا در حال خوشى و تنگى و سختى و آسودگى بدهد. مبادا با اهل باطل به ستيزه جوئى برخيزيد و بر شما باد به هدايت مردمان شايسته و وقار و آرامش آنها و بردبارى و فروتنى و پارسائى آنها از محرمات خدا و راستى و وفا و كوششى كه براى خدا در كار اطاعت او داشتند زيرا اگر شما چنين نكنيد بمقام و منزلت شايستگان پيش از خود نخواهيد رسيد.
و بدانيد كه هر گاه خداوند خير بنده اى را خواهد سينه اش را براى پذيرفتن اسلام بگشايد و چون اين مرحمت را درباره او كرد زبانش بحق گويا شود و بستگى بدان پيدا كند و بدان عمل كند و چون همه اينها را خدا براى او فراهم كرد اسلام او را كامل گرداند و اگر بر اين حال بميرد نزد خدا از مسلمانان حقيقى خواهد بود ولى هر گاه خدا خير بنده اى را نخواهد او را بخودش واگذارد و سينه اش گرفته و پريشان گردد پس اگر سخن حقى برزبانش جارى گردد دل بدان نبندد، و چون دل بدان ندهد خداوند توفيق عمل بدان سخن را به او ندهد، و چون اين وضع را براى او فراهم كند و او بر آنحال بميرد در پيشگاه خدا از منافقان خواهد بود، و آن سخن حقى كه بر زبانش جارى است دلبستگى به آنرا خدا بدو نداده و توفيق عملش را نيز بدو مرحمت نكرده آن سخن حق بر عليه او حجتى گردد، پس از خدا بترسيد و از وى بخواهيد تا سينه هاى شما را براى پذيرش اسلام بگشايد و زبانهاتان را گوياى بحق كند تا بر آن حال شما را از اين جهان ببرد و بازگشتتان را بز گشت شايستگان پيش از شما قرار دهد و نيروئى نيست جز بخدا و ستايش از آن خدا پروردگار جهانيان است
و هر كه دوست دارد كه بداند خدا او را دوست دارد بايد بطاعت خدا عمل كند و از ما پيروى كند آيا نشنيده اند گفتار خداى عزوجل را كه به پيامبرش صلىاللهعليهوآلهوسلم
فرمايد: بگو اگر خدا را دوست داريد مرا پيروى كنيد تا خدا شما را دوست بدارد و گناهان شما را بيامرزد، (سوره آل عمران آيه ٣١).
بخدا سوگند هرگز بنده اى فرمانبردارى خدا را نكند جز آنكه خداوند پيروى ما را در فرمانبردارى او داخل گرداند، و بخدا پيروى نكند بنده اى از ما جز آنكه خدا دوستش دارد، و بخدا هيچ گاه بنده پيروى ما را وامگذارد جز آنكه ما را دشمن دارد و بخدا هيچگاه كسى ما را دشمن ندارد جز آنكه نافرمانى خدا را كرده و هر كه در حال نافرمانى خدا بميرد خداوند او را خوار گرداند و به رو در آتش دوزخ اندازد، و ستايش از آن خدا پروردگار جهانيان است )