حديث شماره : ٩٢
(حَدِيثُ آدَمَعليهالسلام
مَعَ الشَّجَرَةِ)
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍعليهالسلام
قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَهِدَ إِلَى آدَمَعليهالسلام
أَنْ لَا يَقْرَبَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَلَمَّا بَلَغَ الْوَقْتُ الَّذِى كَانَ فِى عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا نَسِيَ فَأَكَلَ مِنْهَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً فَلَمَّا أَكَلَ آدَمُعليهالسلام
مِنَ الشَّجَرَةِ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ فَوُلِدَ لَهُ هَابِيلُ وَ أُخْتُهُ تَوْأَمٌ وَ وُلِدَ لَهُ قَابِيلُ وَ أُخْتُهُ تَوْأَمٌ ثُمَّ إِنَّ آدَمَعليهالسلام
أَمَرَ هَابِيلَ وَ قَابِيلَ أَنْ يُقَرِّبَا قُرْبَاناً وَ كَانَ هَابِيلُ صَاحِبَ غَنَمٍ وَ كَانَ قَابِيلُ صَاحِبَ زَرْعٍ فَقَرَّبَ هَابِيلُ كَبْشاً مِنْ أَفَاضِلِ غَنَمِهِ وَ قَرَّبَ قَابِيلُ مِنْ زَرْعِهِ مَا لَمْ يُنَقَّ فَتُقُبِّلَ قُرْبَانُ هَابِيلَ وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ قُرْبَانُ قَابِيلَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ كَانَ الْقُرْبَانُ تَأْكُلُهُ النَّارُ فَعَمَدَ قَابِيلُ إِلَى النَّارِ فَبَنَى لَهَا بَيْتاً وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ بَنَى بُيُوتَ النَّارِ فَقَالَ لَأَعْبُدَنَّ هَذِهِ النَّارَ حَتَّى تَتَقَبَّلَ مِنِّى قُرْبَانِى ثُمَّ إِنَّ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَتَاهُ وَ هُوَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ فِى الْعُرُوقِ فَقَالَ لَهُ يَا قَابِيلُ قَدْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُ هَابِيلَ وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ قُرْبَانُكَ وَ إِنَّكَ إِنْ تَرَكْتَهُ يَكُونُ لَهُ عَقِبٌ يَفْتَخِرُونَ عَلَى عَقِبِكَ وَ يَقُولُونَ نَحْنُ أَبْنَاءُ الَّذِى تُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ فَاقْتُلْهُ كَيْلَا يَكُونَ لَهُ عَقِبٌ يَفْتَخِرُونَ عَلَى عَقِبِكَ فَقَتَلَهُ فَلَمَّا رَجَعَ قَابِيلُ إِلَى آدَمَعليهالسلام
قَالَ لَهُ يَا قَابِيلُ أَيْنَ هَابِيلُ فَقَالَ اطْلُبْهُ حَيْثُ قَرَّبْنَا الْقُرْبَانَ فَانْطَلَقَ آدَمُعليهالسلام
فَوَجَدَ هَابِيلَ قَتِيلًا فَقَالَ آدَمُعليهالسلام
لُعِنْتِ مِنْ أَرْضٍ كَمَا قَبِلْتِ دَمَ هَابِيلَ وَ بَكَى آدَمُعليهالسلام
عَلَى هَابِيلَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ إِنَّ آدَمَ سَأَلَ رَبَّهُ وَلَداً فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ هِبَةَ اللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَهَبَهُ لَهُ وَ أُخْتُهُ تَوْأَمٌ
فَلَمَّا انْقَضَتْ نُبُوَّةُ آدَمَعليهالسلام
وَ اسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنْ يَا آدَمُ قَدِ انْقَضَتْ نُبُوَّتُكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِى عِنْدَكَ وَ الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِى الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ عِنْدَ هِبَةِ اللَّهِ فَإِنِّى لَنْ أَقْطَعَ الْعِلْمَ وَ الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ آثَارَ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لَنْ أَدَعَ الْأَرْضَ إِلَّا وَ فِيهَا عَالِمٌ يُعْرَفُ بِهِ دِينِى وَ يُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِى وَ يَكُونُ نَجَاةً لِمَنْ يُولَدُ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ نُوحٍ وَ بَشَّرَ آدَمَ بِنُوحٍعليهالسلام
فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَاعِثٌ نَبِيّاً اسْمُهُ نُوحٌ وَ إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ يُكَذِّبُهُ قَوْمُهُ فَيُهْلِكُهُمُ اللَّهُ بِالطُّوفَانِ وَ كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَ بَيْنَ نُوحٍعليهالسلام
عَشَرَةُ آبَاءٍ أَنْبِيَاءُ وَ أَوْصِيَاءُ كُلُّهُمْ وَ أَوْصَى آدَمُعليهالسلام
إِلَى هِبَةِ اللَّهِ أَنَّ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُؤْمِنْ بِهِ وَ لْيَتَّبِعْهُ وَ لْيُصَدِّقْ بِهِ فَإِنَّهُ يَنْجُو مِنَ الْغَرَقِ ثُمَّ إِنَّ آدَمَعليهالسلام
مَرِضَ الْمَرْضَةَ الَّتِى مَاتَ فِيهَا فَأَرْسَلَ هِبَةَ اللَّهِ وَ قَالَ لَهُ إِنْ لَقِيتَ جَبْرَئِيلَ أَوْ مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّى السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّ أَبِى يَسْتَهْدِيكَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ يَا هِبَةَ اللَّهِ إِنَّ أَبَاكَ قَدْ قُبِضَ وَ إِنَّا نَزَلْنَا لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَارْجِعْ فَرَجَعَ فَوَجَدَ آدَمَعليهالسلام
قَدْ قُبِضَ فَأَرَاهُ جَبْرَئِيلُ كَيْفَ يُغَسِّلُهُ فَغَسَّلَهُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ قَالَ هِبَةُ اللَّهِ يَا جَبْرَئِيلُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ عَلَى آدَمَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنَا أَنْ نَسْجُدَ لِأَبِيكَ آدَمَ وَ هُوَ فِى الْجَنَّةِ فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَؤُمَّ شَيْئاً مِنْ وُلْدِهِ فَتَقَدَّمَ هِبَةُ اللَّهِ فَصَلَّى عَلَى أَبِيهِ وَ جَبْرَئِيلُ خَلْفَهُ وَ جُنُودُ الْمَلَائِكَةِ وَ كَبَّرَ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً فَأَمَرَ جَبْرَئِيلُعليهالسلام
فَرَفَعَ خَمْساً وَ عِشْرِينَ تَكْبِيرَةً وَ السُّنَّةُ الْيَوْمَ فِينَا خَمْسُ تَكْبِيرَاتٍ وَ قَدْ كَانَ يُكَبَّرُ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ تِسْعاً وَ سَبْعاً ثُمَّ إِنَّ هِبَةَ اللَّهِ لَمَّا دَفَنَ أَبَاهُ أَتَاهُ قَابِيلُ فَقَالَ يَا هِبَةَ اللَّهِ إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ أَبِى آدَمَ قَدْ خَصَّكَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَا لَمْ أُخَصَّ بِهِ أَنَا وَ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِى دَعَا بِهِ أَخُوكَ هَابِيلُ فَتُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ وَ إِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِكَيْلَا يَكُونَ لَهُ عَقِبٌ فَيَفْتَخِرُونَ عَلَى عَقِبِى فَيَقُولُونَ نَحْنُ أَبْنَاءُ الَّذِى تُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ وَ أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الَّذِى تُرِكَ قُرْبَانُهُ فَإِنَّكَ إِنْ أَظْهَرْتَ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِى اخْتَصَّكَ بِهِ أَبُوكَ شَيْئاً قَتَلْتُكَ كَمَا قَتَلْتُ أَخَاكَ هَابِيلَ فَلَبِثَ هِبَةُ اللَّهِ وَ الْعَقِبُ مِنْهُ مُسْتَخْفِينَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْإِيمَانِ وَ الِاسْمِ الْأَكْبَرِ وَ مِيرَاثِ النُّبُوَّةِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ نُوحاًعليهالسلام
وَ ظَهَرَتْ وَصِيَّةُ هِبَةِ اللَّهِ حِينَ نَظَرُوا فِى وَصِيَّةِ آدَمَعليهالسلام
فَوَجَدُوا نُوحاًعليهالسلام
نَبِيّاً قَدْ بَشَّرَ بِهِ آدَمُعليهالسلام
فَآمَنُوا بِهِ وَ اتَّبَعُوهُ وَ صَدَّقُوهُ وَ قَدْ كَانَ آدَمُعليهالسلام
وَصَّى هِبَةَ اللَّهِ أَنْ يَتَعَاهَدَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ فَيَكُونَ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَيَتَعَاهَدُونَ نُوحاً وَ زَمَانَهُ الَّذِى يَخْرُجُ فِيهِ وَ كَذَلِكَ جَاءَ فِى وَصِيَّةِ كُلِّ نَبِيٍّ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً ص وَ إِنَّمَا عَرَفُوا نُوحاً بِالْعِلْمِ الَّذِى عِنْدَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ كَانَ مَنْ بَيْنَ آدَمَ وَ نُوحٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مُسْتَخْفِينَ وَ لِذَلِكَ خَفِيَ ذِكْرُهُمْ فِي الْقُرْآنِ فَلَمْ يُسَمَّوْا كَمَا سُمِّيَ مَنِ اسْتَعْلَنَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ يَعْنِى لَمْ أُسَمِّ الْمُسْتَخْفِينَ كَمَا سَمَّيْتُ الْمُسْتَعْلِنِينَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ (عليهمالسلام
)
فَمَكَثَ نُوحٌعليهالسلام
فِى قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً لَمْ يُشَارِكْهُ فِى نُبُوَّتِهِ أَحَدٌ وَ لَكِنَّهُ قَدِمَ عَلَى قَوْمٍ مُكَذِّبِينَ لِلْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
الَّذِينَ كَانُوا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ آدَمَعليهالسلام
وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ يَعْنِى مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ آدَمَعليهالسلام
إِلَى أَنِ انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ثُمَّ إِنَّ نُوحاًعليهالسلام
لَمَّا انْقَضَتْ نُبُوَّتُهُ وَ اسْتُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنْ يَا نُوحُ قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِى عِنْدَكَ وَ الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِى الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ فَإِنِّى لَنْ أَقْطَعَهَا كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُيُوتَاتِ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
الَّتِى بَيْنَكَ وَ بَيْنَ آدَمَعليهالسلام
وَ لَنْ أَدَعَ الْأَرْضَ إِلَّا وَ فِيهَا عَالِمٌ يُعْرَفُ بِهِ دِينِى وَ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِى وَ يَكُونُ نَجَاةً لِمَنْ يُولَدُ فِيمَا بَيْنَ قَبْضِ النَّبِيِّ إِلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ وَ بَشَّرَ نُوحٌ سَاماً بِهُودٍعليهالسلام
وَ كَانَ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَ هُودٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
وَ قَالَ نُوحٌ إِنَّ اللَّهَ بَاعِثٌ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ هُودٌ وَ إِنَّهُ يَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيُكَذِّبُونَهُ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُهْلِكُهُمْ بِالرِّيحِ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُؤْمِنْ بِهِ وَ لْيَتَّبِعْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الرِّيحِ وَ أَمَرَ نُوحٌعليهالسلام
ابْنَهُ سَاماً أَنْ يَتَعَاهَدَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ فَيَكُونَ يَوْمُئِذٍ عِيداً لَهُمْ فَيَتَعَاهَدُونَ فِيهِ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْإِيمَانِ وَ الِاسْمِ الْأَكْبَرِ وَ مَوَارِيثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فَوَجَدُوا هُوداً نَبِيّاًعليهالسلام
وَ قَدْ بَشَّرَ بِهِ أَبُوهُمْ نُوحٌعليهالسلام
فَآمَنُوا بِهِ وَ اتَّبَعُوهُ وَ صَدَّقُوهُ فَنَجَوْا مِنْ عَذَابِ الرِّيحِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لاتَتَّقُونَ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ وَصّ ى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ وَ قَوْلُهُ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا لِنَجْعَلَهَا فِى أَهْلِ بَيْتِهِ وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ لِنَجْعَلَهَا فِى أَهْلِ بَيْتِهِ فَآمَنَ الْعَقِبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
مَنْ كَانَ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ لِإِبْرَاهِيمَعليهالسلام
وَ كَانَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَ هُودٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ص وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ وَ قَوْلُهُ عَزَّ ذِكْرُهُ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إِنِّى مُهاجِرٌ إِلى رَبِّى وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَجَرَى بَيْنَ كُلِّ نَبِيَّيْنِ عَشَرَةُ أَنْبِيَاءَ وَ تِسْعَةُ وَ ثَمَانِيَةُ أَنْبِيَاءَ كُلُّهُمْ أَنْبِيَاءُ وَ جَرَى لِكُلِّ نَبِيٍّ مَا جَرَى لِنُوحٍ ص وَ كَمَا جَرَى لاِدَمَ وَ هُودٍ وَ صَالِحٍ وَ شُعَيْبٍ وَ إِبْرَاهِيمَ ص حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَعليهالسلام
ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ يُوسُفَ فِى أَسْبَاطِ إِخْوَتِهِ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مُوسَىعليهالسلام
فَكَانَ بَيْنَ يُوسُفَ وَ بَيْنَ مُوسَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
فَأَرْسَلَ اللَّهُ مُوسَى وَ هَارُونَعليهالسلام
إِلَى فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ قَارُونَ ثُمَّ أَرْسَلَ الرُّسُلَ تَتْرَى كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَ كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَقْتُلُ نَبِيّاً وَ اثْنَانِ قَائِمَانِ وَ يَقْتُلُونَ اثْنَيْنِ وَ أَرْبَعَةٌ قِيَامٌ حَتَّى أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا قَتَلُوا فِى الْيَوْمِ الْوَاحِدِ سَبْعِينَ نَبِيّاً وَ يَقُومُ سُوقُ قَتْلِهِمْ آخِرَ النَّهَارِ فَلَمَّا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَىعليهالسلام
بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ ص وَ كَانَ بَيْنَ يُوسُفَ وَ مُوسَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ كَانَ وَصِيُّ مُوسَى يُوشَعَ بْنَ نُونٍعليهالسلام
وَ هُوَ فَتَاهُ الَّذِى ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِى كِتَابِهِ فَلَمْ تَزَلِ الْأَنْبِيَاءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ ص حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ ص وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَجِدُونَهُ يَعْنِى الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى مَكْتُوباً يَعْنِى صِفَةَ مُحَمَّدٍ ص عِنْدَهُمْ يَعْنِى فِى التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُخْبِرُ عَنْ عِيسَى وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنْ بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ وَ بَشَّرَ مُوسَى وَ عِيسَى بِمُحَمَّدٍ ص كَمَا بَشَّرَ الْأَنْبِيَاءُعليهالسلام
بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى بَلَغَتْ مُحَمَّداً ص فَلَمَّا قَضَى مُحَمَّدٌ ص نُبُوَّتَهُ وَ اسْتُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا مُحَمَّدُ قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِى عِنْدَكَ وَ الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِى أَهْلِ بَيْتِكَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍعليهالسلام
فَإِنِّي لَمْ أَقْطَعِ الْعِلْمَ وَ الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُيُوتَاتِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ كَانُوا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِيكَ آدَمَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْر اهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
چوَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلِ الْعِلْمَ جَهْلًا وَ لَمْ يَكِلْ أَمْرَهُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا إِلَى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَ لَكِنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولًا مِنْ مَلَائِكَتِهِ فَقَالَ لَهُ قُلْ كَذَا وَ كَذَا فَأَمَرَهُمْ بِمَا يُحِبُّ وَ نَهَاهُمْ عَمَّا يَكْرَهُ فَقَصَّ إِلَيْهِمْ أَمْرَ خَلْقِهِ بِعِلْمٍ فَعَلِمَ ذَلِكَ الْعِلْمَ وَ عَلَّمَ أَنْبِيَاءَهُ وَ أَصْفِيَاءَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الذُّرِّيَّةِ الَّتِى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَأَمَّا الْكِتَابُ فَهُوَ النُّبُوَّةُ وَ أَمَّا الْحِكْمَةُ فَهُمُ الْحُكَمَاءُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنَ الصَّفْوَةِ وَ أَمَّا الْمُلْكُ الْعَظِيمُ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ [ الْهُدَاةُ ] مِنَ الصَّفْوَةِ وَ كُلُّ هَؤُلَاءِ مِنَ الذُّرِّيَّةِ الَّتِى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ فِيهِمُ الْبَقِيَّةَ وَ فِيهِمُ الْعَاقِبَةَ وَ حِفْظَ الْمِيثَاقِ حَتَّى تَنْقَضِيَ الدُّنْيَا وَ الْعُلَمَاءَ وَ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ اسْتِنْبَاطُ الْعِلْمِ وَ لِلْهُدَاةِ فَهَذَا شَأْنُ الْفُضَّلِ مِنَ الصَّفْوَةِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْحُكَمَاءِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَ الْخُلَفَاءِ الَّذِينَ هُمْ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اللَّهِ وَ أَهْلُ آثَارِ عِلْمِ اللَّهِ مِنَ الذُّرِّيَّةِ الَّتِى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ مِنَ الصَّفْوَةِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
مِنَ الْآبَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الذُّرِّيَّةِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَمَنِ اعْتَصَمَ بِالْفُضَّلِ انْتَهَى بِعِلْمِهِمْ وَ نَجَا بِنُصْرَتِهِمْ وَ مَنْ وَضَعَ وُلَاةَ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَهْلَ اسْتِنْبَاطِ عِلْمِهِ فِى غَيْرِ الصَّفْوَةِ مِنْ بُيُوتَاتِ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
فَقَدْ خَالَفَ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَ الْجُهَّالَ وُلَاةَ أَمْرِ اللَّهِ وَ الْمُتَكَلِّفِينَ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ أَهْلُ اسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اللَّهِ فَقَدْ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ رَغِبُوا عَنْ وَصِيِّهِعليهالسلام
وَ طَاعَتِهِ وَ لَمْ يَضَعُوا فَضْلَ اللَّهِ حَيْثُ وَضَعَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا أَتْبَاعَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حُجَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّمَا الْحُجَّةُ فِى آلِ إِبْرَاهِيمَعليهالسلام
لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ آتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَالْحُجَّةُ الْأَنْبِيَاءُعليهالسلام
وَ أَهْلُ بُيُوتَاتِ الْأَنْبِيَاءِعليهالسلام
حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ لِأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ يَنْطِقُ بِذَلِكَ وَصِيَّةُ اللَّهِ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ الَّتِى وَضَعَهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ هِيَ بُيُوتَاتُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْحُكَمَاءِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَى فَهَذَا بَيَانُ عُرْوَةِ الْإِيمَانِ الَّتِى نَجَا بِهَا مَنْ نَجَا قَبْلَكُمْ وَ بِهَا يَنْجُو مَنْ يَتَّبِعُ الْأَئِمَّةَ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِى كِتَابِهِ وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيى وَ عِيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحِينَ وَ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ فَإِنَّهُ وَكَّلَ بِالْفُضَّلِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الذُّرِّيَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنْ تَكْفُرْ بِهِ أُمَّتُكَ فَقَدْ وَكَّلْتُ أَهْلَ بَيْتِكَ بِالْإِيمَانِ الَّذِى أَرْسَلْتُكَ بِهِ فَلَا يَكْفُرُونَ بِهِ أَبَداً وَ لَا أُضِيعُ الْإِيمَانَ الَّذِى أَرْسَلْتُكَ بِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مِنْ بَعْدِكَ عُلَمَاءِ أُمَّتِكَ وَ وُلَاةِ أَمْرِى بَعْدَكَ وَ أَهْلِ اسْتِنْبَاطِ الْعِلْمِ الَّذِى لَيْسَ فِيهِ كَذِبٌ وَ لَا إِثْمٌ وَ لَا زُورٌ وَ لَا بَطَرٌ وَ لَا رِيَاءٌ فَهَذَا بَيَانُ مَا يَنْتَهِى إِلَيْهِ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ طَهَّرَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِعليهالسلام
وَ سَأَلَهُمْ أَجْرَ الْمَوَدَّةِ وَ أَجْرَى لَهُمُ الْوَلَايَةَ وَ جَعَلَهُمْ أَوْصِيَاءَهُ وَ أَحِبَّاءَهُ ثَابِتَةً بَعْدَهُ فِى أُمَّتِهِ فَاعْتَبِرُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ فِيمَا قُلْتُ حَيْثُ وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَايَتَهُ وَ طَاعَتَهُ وَ مَوَدَّتَهُ وَ اسْتِنْبَاطَ عِلْمِهِ وَ حُجَجَهُ فَإِيَّاهُ فَتَقَبَّلُوا وَ بِهِ فَاسْتَمْسِكُوا تَنْجُوا بِهِ وَ تَكُونُ لَكُمُ الْحُجَّةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ طَرِيقُ رَبِّكُمْ جَلَّ وَ عَزَّ وَ لَا تَصِلُ وَلَايَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِهِمْ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَهُ وَ لَا يُعَذِّبَهُ وَ مَنْ يَأْتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَيْرِ مَا أَمَرَهُ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُذِلَّهُ وَ أَنْ يُعَذِّبَهُ
داستان آدمعليهالسلام
و درخت بهشتى :
(٩٢ - ابوحمزه از امام باقرعليهالسلام
روايت كند كه فرمود: همانا خداى تبارك و تعالى به آدمعليهالسلام
سفارش كرد كه بدان درخت نزديك نگردد، ولى چون وقتى رسيد كه در علم خدا مقدر شده بود كه از آن بخورد فراموش كرد و از آن خورد، و اين است گفتار خداى عزوجل : (و ما از پيش به آدم سفارش كرديم و تصميمى در او نديديم ) (سوره طه آيه ١١٥).
و چون آدمعليهالسلام
از آن درخت خورد بر زمين فرود آمد، هابيل و خواهرش كه دو قلو بودند براى او به دنيا آمد، و قابيل و خواهرش نيز دو قلو به دنيا آمدند، سپس آدمعليهالسلام
به هابيل و قابيل دستور داد قربانى كنند، و هابيل گوسفند دار بود و قابيل داراى زراعت (و خرمن )، هابيل برفت و يكى از بهترين قوچهاى گله را براى قربانى آورد، و قابيل قدرى از زراعت نامرغوب خود را (در قربانگاه ) حاضر كرد، پس قربانى هابيل قبول شد و قربانى قابيل پذيرفته نگشت ، و همين است گفتار خداى عزوجل : (و بخوان بدرستى و حق بر آنها خبر دو پسر آدم را كه قربانى پيش بردند پس از يكى از آن دو پذيرفته شد و از ديگرى پذيرفته نشد). تا به آخر آيه (سوره مائده آيه ٢٧) و نشانه پذيرفتن قربانى آن بود كه آتش مى آمد و آنرا مى خورد، پس قابيل متوجه آتش گرديد و براى آن خانه بساخت و او نخستين كسى است كه آتشكده بساخت و گفت من هم چنان اين آتش را مى پرستم تا قربانى مرا بپذيرد.
پس شيطان به نزدش آمد و اثر شيطان در انسانى چنانست كه خون در رگها جريان دارد و بدو گفت : اى قابيل قربانى هابيل پذيرفته شد و قربانى تو پذيرفته نگشت و اگر او را به حال خود (زنده ) بگذارى فرزندانى پيدا كند كه آنها بفرزندان تو افتخار كنند و بگويند: مائيم فرزندان كسى كه قربانيش. پذيرفته گشت ، پس او را بكش تا فرزندى پيدا نكند كه بر فرزندان تو افتخار كنند، قابيل نيز هابيل را بكشت و چون به نزد (پدرش ) آدمعليهالسلام
باز گشت از او پرسيد و فرمود: اى قابيل ! هابيل چه شد؟
در پاسخ گفت : او را در آنجا بجوى كه ما هر دو قربانى بدانجا برديم
آدمعليهالسلام
بدانجا رفت و هابيل را كشته ديد، پس فرمود: لعنت بر تو اى زمين كه خون هابيل را در خود فرو بردى و چهل شب آدمعليهالسلام
بر هابيل گريه كرد، سپس از خدا خواست كه فرزندى به او بدهد، پس فرزندى پيدا كرد و نامش را هبة الله (خدا بخش ) گذارد، زيرا او و خواهرش را كه دوقلو بودند به آدم بخشيد.
و چون دوران نبوت آدمى سپرى شد و روزگارش بسر آمد خداى عزوجل به او وحى فرمود: كه اى آدم دوران نبوتت سپرى گشت و روزگارت بسر آمد پس آن علمى كه نزد تو است و ايمان و اسم اكبر و ميراث علم و آثار نبوت را در نزد هبة الله فرزند پس از خود بگذار، زيرا كه من دنباله علم و ايمان و اسم اكبر و آثار نبوت را از نژاد تو تا روز قيامت قطع نخواهم كرد، و زمينى را وا نگذارم جز آنكه در آن دانشمندى باشد كه دين و طاعت من بوسيله او شناخته شود، و وسيله نجات كسانى باشد كه ميان تو نوح بدنيا آيند، و آدمعليهالسلام
به آمدن نوحعليهالسلام
نيز مژده داد و فرمود: همانا خداى عزوجل بر انگيزاند پيامبرى را كه نامش نوح است و او مردم را به خداى عز ذكره دعوت كند، و قومش او را تكذيب كنند (و دروغگويش شمارند) و خداوند آنانرا بوسيله طوفان نابود سازد.
و ميان آدم تا نوحعليهماالسلام
ده پدر بود كه همگى پيمبر و اوصياء بودند و آدمعليهالسلام
به هبة الله سفارش كرد كه هر يك از شماها نوح را درك كرديد بايد به او ايمان آوريد و پيرويش كنيد و تصديقش داريد تا از غرق شدن نجات يابيد.
پس از آن آدمعليهالسلام
به همان بيمارى كه بدان از اين جهان رفت دچار گشت از اين رو به نزد هبة الله فرستاد و به او فرمود: اگر جبرئيل يا هر يك از فرشتگان را ديدار كردى سلام مرا به او برسان و بگو: اى جبرئيل همانا پدرم از تو ميوه بهشتى خواسته ، ولى (هنگامى كه پيغام را رسانيد) جبرئيل به هبة الله گفت :
پدرت از دنيا رفت و ما از آسمان آمده ايم تا بر او نماز بخوانيم ، باز گرد، هبة الله بازگشت و ديد آدمعليهالسلام
از دنيا رفته ، پس جبرئيل يادش داد كه چگونه او را غسل دهد، و او نيز پدرش را غسل داد تا چون هنگام نماز خواندن بر آدم رسيد، هبة الله به جبرئيل گفت : پيش بايست و بر آدم نماز كن ، جبرئيل گفت : خداى عزوجل بما دستور داد براى پدرت در آنوقتى كه در بهشت بود سجده كنيم و ما نمى توانيم براى هيچيك از فرزندانش امامت و پيشنمازى كنيم ، پس هبة الله پيش ايستاد بر پدرش نماز خواند و جبرئيل در پشت سرش با قشونهائى از فرشتگان ايستادند، و سى تكبير (الله اكبر) به او گفت و جبرئيل بيست و پنج تكبير آنرا (بدستور خدا) برداشت و آنچه امروز در ميان ما سنت است همان پنج تكبير است و البته بر شهداى بدر تا نه و هفت تكبير هم گفته شد.
پس از آنكه هبة الله پدرش را به خاك سپرد قابيل به نزد او آمده گفت : اى هبة الله من ديدم كه پدرم آدم تو را به دانشى مخصوص داشت كه مرا بدان مخصوص نفرمود و آن همان دانشى بود كه هابيل برادرت با آن دعا كرد و قربانيش پذيرفته شد، و من او را كشتم تا نژادى از او بجاى نماند كه بر نژاد من افتخار كنند و بگويند: ما فرزندان كسى هستيم كه قربانيش پذيرفته شد و شما فرزندان كسى هستيد كه قربانيش پذيرفته نشد اكنون هم اگر چيزى از آن علمى را كه پدرت تو را بدان مخصوص داشته اظهار كنى تو را نيز خواهم كشت چنانچه برادرت هابيل را كشتم ، پس از اين رو هبة الله و فرزندانش آن علم و ايمان و اسم اكبر و ميراث نبوت و آثار علم نبوت را پنهان مى كردند تا اينكه خداوند نوحعليهالسلام
را مبعوث فرمود و جريان وصيت هبة الله معلوم شد هنگامى كه در وصيت نامه آدمعليهالسلام
نگريستند و ديدند كه نوحعليهالسلام
پيغمبرى است كه آدم به آمدن او بشارت داده ، پس به او ايمان آورده و پيروى و تصديقش نمودند، و آدم هبة الله را سفارش كرده بود كه اين وصيتنامه را در سر هر سالى يكبار بررسى كن و آنروز عيد آنها باشد و آمدن نوح و زمان خروجش را به ياد آرند.
و به همين ترتيب در وصيت هر پيامبرى آمده است تا اينكه خداوند محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
را برانگيخت ، و همانا نوح را بدان علمى شناختند كه در نزدشان موجود بود، و همين است گفتار خداى عزوجل : (و همانا نوح را به سوى قومش فرستاديم تا آخر آيه ) (سوره اعراف ٥٨ و هود ٢٥ و عنكبوت ١٤) و هر پيغمبرى كه ميان آدم و نوح آمد همگى خود را پنهان مى داشتند و از اينجهت در قرآن نيز نامشان مخفى شده و مانند ساير پيمبرانى كه به طور آشكارا مى زيستند و نامشان به صراحت در قرآن مذكور است از ايشان نامى برده نشده ، و اين است (معناى ) گفتار خداى عزوجل (كه فرمايد): (پيمبرانى كه حكايتشان را از پيش برايت گفته ايم و پيمبرانى كه حكايتشان با تو نگفته ايم ) (سوره نساء آيه ١٦٣).
يعنى آنانكه به طور پنهانى مى زيستند نامشان را نبردم چنانچه پيمبران آشكارا برايت نام بردم
حضرت نوح در ميان قوم خويش هزار سال و پنجاه سال كم بماند و در اين مدت كس ديگرى با او در نبوت شريك نبود، ولى او با مردمى روبرو شد كه پيمبرانى را كه ميان او و آدمعليهالسلام
بودند تكذيب كرده بودند، و اين است گفتار خداى عزوجل : (قوم نوح پيمبران را تكذيب كردند) (سوره شعراء آيه ١٠٥) يعنى پيمبرانى كه ميان او و آدمعليهالسلام
بودند، تا آنجا كه خداى عزوجل فرمايد: (همانا پروردگارت نيرومند و مهربانست ) (آيه ١٢٢) سپس همينكه دوران نبوت نوح بسر آمد و عمرش به آخر رسيد خداى عزوجل به او وحى فرمود: اى نوح دوران نبوتت سپرى شد و عمرت بسر رسيد پس علمى كه در نزد تو است و ايمان و اسم اكبر و ميراث علم و آثار نبوت را در نزد فرزندان پس از خود بگذار زيرا كه من دنباله آنرا قطع نكنم چنانچه از خاندانهاى پيمبرانى كه ميان تو و آدمعليهالسلام
بودند آنرا قطع نكردم ، و زمين را وا نگذارم جز آنكه در آن مرد دانشمندى باشد كه دين و اطاعت من بدو شناخته شود، و وسيله نجاتى باشد براى كسانى كه ميان پيامبرى تا آمدن پيامبرى ديگر به دنيا آيند.
حضرت نوح بسام (فرزندش ) مژده آمدن خودعليهالسلام
را داد، و ميان نوح و هود نيز پيمبرانى بودند، و نوحعليهالسلام
چنين فرمود: همانا خدا برانگيزد پيامبرى كه نامش هود است و او قوم خود را به سوى خداى عزوجل دعوت كند ولى تكذيبش خواهند كرد، و خداى عزوجل آنها را بوسيله باد نابود كند پس هر يك از شما كه او را درك كرديد بدو ايمان آوريد و پيروى اش كنيد تا خداى عزوجل او را از عذاب باد نجات دهد.
نوح (ضمنا) به فرزندش سام دستور داد كه اين وصيت را در سر هر سال تازه كند و آن روز را براى خود عيد قرار دهند، و آنچه از علم و ايمان و اسم اكبر و ميراثهاى علم و آثار علم نبوت است همه را ياد آورى نمايند.
و ديدند كه هود پيغمبر است و نوح نيز به آمدن او بشارت داده پس به او ايمان آورده و پيرويش كردند و او را تصديق نمودند و بدين وسيله از عذاب باد رهائى يافتند، و اين است گفتار خداى عزوجل (و به سوى قوم عاد (فرستاديم ) برادرشان هود را) (سوره اعراف آيه ٦٤) و گفتار ديگرش عزوجل (قوم عاد پيمبران را تكذيب كردند، هنگاميكه برادرشان هود به ايشان گفت مگر شما نمى ترسيد) (سوره شعراء آيه ١٢٣) و فرمود تبارك و تعالى : (و ابراهيم آن را به پسران خويش و يعقوب سفارش كرد) (سوره بقره آيه ١٣٢) و گفتارش كه فرمايد: (و اسحاق و يعقوب را به او بخشيديم ، همه را هدايت كرديم (تا آن را در خاندانش قرار دهيم ) و نوح را پيش از آن هدايت كرديم ) (سوره انعام آيه ٨٤) تا آنرا در خاندانش قرار دهيم
و همچنين كسانى را كه پيش از ابراهيمعليهالسلام
بودند درباره ابراهيم دستور دادند، و ميان ابراهيم و هودعليهماالسلام
پيمبرانى بودند و اين است گفتار خداى عزوجل : (و قوم لوط از شما چندان دور نيست ) (سوره هود آيه ٨٩) و گفتار ديگرش عزذكره : (پس لوط به او ايمان آورد و گفت من به سوى پروردگارم مهاجرت مى كنم ) (سوره عنكبوت آيه ٢٦) و گفتار او عزوجل : (و ابراهيم هنگاميكه به قومش گفت خدايرا بپرستيد و از او بترسيد اين براى شما بهتر است ) (سوره عنكبوت آيه ١٦) پس در ما بين هر دو پيغمبرى ده پيغمبر، نه پيغمبر، هشت پيغمبر، آمدند كه همگى مقام نبوت را داشتند و براى هر كدام نيز (در موضوع وصيت و ياد آورى آن در سر هر سال ) همان جريانى بود كه براى نوحعليهالسلام
بود. همچنان كه براى آدم و هود و صالح و شعيب و ابراهيم صلوات الله عليهم بود تا اينكه رسيد به يوسف بن يعقوبعليهالسلام
، و پس از يوسف و موسى پيمبرانى بودند، پس خدا موسى و هارونعليهماالسلام
را به سوى فرعون و هامان و قارون فرستاد، سپس پيمبران را پى در پى فرستاد (هر زمانى كه براى ملتى پيامبرشان آمد و تكذيبش كردند و ما برخى را بدنبال برخى ديگر قرار داديم و موضوع قصه ها و داستانهاشان كرديم ) (سوره مؤ منون آيه ٤٤).
و بنى اسرائيل (در پيغمبر كشى ) چنان بودند كه پيغمبرى را مى كشتند و دو تن (ديگر به انتظار كشته شدن ) ايستاده بودند، و دو تن را مى كشتند و چهار تن ديگر ايستاده بودند، تا آنجا كه بسا در يكروز هفتاد پيغمبر را مى كشتند و بازار كشته كشتارشان تا پايان روز برپا بود.
و چون تورات بر موسىعليهالسلام
نازل گرديد مژده آمدن محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
را داد، و ميان يوسف و موسى پيمبرانى بودند.
و وصى موسى يوشع بن نونعليهالسلام
بود و همان جوان او بود كه خداى عزوجل داستانش را در قرآنش ذكر فرموده ، پس همچنان پيمبران به آمدن محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
مژده مى دادند تا اينكه خداى تبارك و تعالى حضرت مسيح عيسى بن مريم را فرستاد و او نيز به آمدن محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
مژده داد، و اين است گفتارش كه فرمايد: (مى يابند (يعنى يهود و نصارى ) او را نوشته (يعنى وصف محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
در نزد خود (يعنى ) در تورات و انجيل كه آنها را امر به معروف و نهى از منكرشان مى كرد) و همين است گفتار خداى عزوجل كه عيسى خبر مى دهد: (و مژده دهم به پيامبرى كه پس از من آيد و نامش احمد است ) (سوره صف آيه ٦) و موسى و عيسى هر دو به آمدن محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
مژده دادند چنانچه پيمبران (عليهمالسلام
) يكديگر را مژده دادند تا رسيد بخود حضرت محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
.
و چون دوران نبوت محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم
سپرى شد و روزگارش بسر آمد خداى تبارك و تعالى به او وحى فرمود اى محمد دوران نبوتت سپرى شده و روزگارت بسر رسيد پس آن علمى كه در پيش تو است و ايمان و اسم اكبر و ميراث علم و آثار نبوت را در خاندانت در نزد على بن ابى طالبعليهالسلام
بگذار، زيرا كه من دنباله علم و ايمان و اسم اكبر و ميراث علم و آثار نبوت را از پشت در پشت فرزندان تو قطع نكنم چنانچه از خاندانهاى پيمبرانى كه ميان تو و پدرت آدم بودند قطع نكردم و اين است گفتار خداى تبارك و تعالى : (همانا خداوند برگزيد آدم و نوح و خاندان ابراهيم و خاندان عمران را بر جهانيان ، نژادى كه برخى از برخى ديگر بودند و خدا شنوا و دانا است ) (سوره آل عمران آيه ٣٣ - ٣٤).
و به راستى كه خداى تبارك و تعالى پايه علم و دانش را روى جهل و نادانى ننهاده (كه مردم در موضوع امامت در جهل و نادانى بسر برند) و واگذار نكرده است كار خود را به هيچ يك از خلق خود نه به فرشته مقربى و نه به پيامبر مرسلى ولى او فرستاده اى از فرشتگان فرستاد و به او فرمود: چنين و چنان بگو، و به هر چه مى خواست دستور داد و هر آنچه را خوش نداشت نهى فرمود و بدانها كار خلقش را از روى علم حكايت كرد او نيز آن علم را آموخت ، و به پيمبران و برگزيدگان از پيمبران و برادران و نژادى كه از همديگر بودند آنرا بياموخت ، و اين است گفتار خداى عزوجل : (حقا كه ما خاندان ابراهيم را كتاب و حكمت داديم و بدانها ملكى عظيم داديم ) (سوره نساء آيه ٥٤).
اما كتاب همان منصب پيامبرى است و اما حكمت پس آنان حكيمان از پيمبران برگزيده اند و اما ملك عظيم پس آن عبارت است از امامان راهنماى از برگزيدگان ، و همگى اينها جزء همان نژادى هستند كه از همديگرند، و همان دانشمندانى كه خداوند باز مانده (از علم و حكمت يا باقيمانده علوم انبياء) را در آنها قرار داد و عاقبت (سعادت و نيكبختى كه خدا فرمايد و العاقبة للمتقين ) و نگهدارى ميثاق (شايد منظور از ميثاق عبادت عباد باشد) در آنها است تا دنيا و دانشمندان سپرى شوند، و استنباط احكام براى واليان كار و راهنمايان است ، و اين است مقام برتران از برگزيدگان و رسولان و پيمبران و حكيمان و امامان راهنما و خلفائى كه سرپرستان كار خداى عزوجل هستند و مامور استنباط علم خدا و اهل آثار علم خدا هستند از آن نژادى كه از همديگر و از برگزيدگان پس از پيمبران (عليهمالسلام
) از پدران و برادران و نژاد پيمبران هستند.
پس هر كه دست به دامن برتران زند بدانش آنها رسد و بيارى آنها نجات يابد و هر كه واليان امر خداى عزوجل و اهل استنباط علم او را در غير برگزيدگان از خاندانهاى پيمبران (عليهمالسلام
) داند به حقيقت كه با دستور خداى عزوجل مخالفت كرده و نادانان را سرپرست امر خدا دانسته و هم آنانكه بدون هدايت خداى عزوجل بزور خود را به او بسته و پنداشته اند كه اهل استنباط علم خدايند، و اينان به راستى كه بر خدا و رسولش دروغ بستند و از سفارش او و اطاعتش روى گرداندند و برترى خدا را در آنجا كه او گذارده بود نگذاردند پس گمراه شدند و پيروان خود را نيز گمراه كردند و در روز رستاخيز هم حجتى (در پيشگاه خداوند) ندارند، و حجت تنها در خاندان ابراهيمعليهالسلام
است به دليل گفتار خداى عزوجل ، (و همانا به خاندان ابراهيمعليهالسلام
كتاب و حكم و نبوت داديم و آنها را ملكى عظيم داديم ). (سوره نساء آيه ٥٤).
ورودى اين حساب حجت خدا پيمبرانعليهالسلام
و خانواده هاى پيمبرانند تا روزى كه رستاخيز بر پا شود زيرا كتاب خدا بدان گويا است ، و وصيت خدا است كه حجتهاى الهى از همديگر آنانكه خداوند بر مردم فرمانروايشان كرده و فرموده است : (در خانه هائى كه اجازه داده است خداوند كه بر فراز باشند) (سوره نور آيه ٣٦).
و آنها خانه هاى پيمبران و رسولان و حكيمان و امامان راهنما است ، و اين است بيان دستاويز محكم ايمانى كه پيشينيان شما بدان نجات يافتند و هم بدان نجات يابند آنانكه پيروى از ائمه نمايند، و خداى عزوجل در قرآنش فرموده : (و نوح را پيش از اين هدايت كرديم ، و از نژاد او (يعنى ابراهيمعليهالسلام
است داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسى و هارون ) و چنين پاداش دهيم نيكوكارانرا، و زكريا، و يحيى و عيسى و الباس كه همگى از شايستگانند، و اسماعيل و اليسع و يونس و لوط كه همه را بر جهانيان برترى داديم ، و از پدران و پسران و برادرانشان (همه را هدايت كرده بوديم ) و آنها را برگزيديم و به راه راست هدايتشان كرديم ، آنها كسانى بودند كه كتاب و حكم و پيامبرى به آنها داديم ، و اگر اين گروه آن را انكار كنند گروهى را بدان گماشته ايم كه منكر آن نيستند). (سوره انعام آيه ٨٤ الى ٩٠).
پس خداى تعالى (ايمان و علم را) به فاضلان و برتران از خاندان پيغمبر واگذار كرده ، و اين است گفتار خداى تبارك و تعالى : كه اگر امت تو آن را انكار كنند من اهل بيت تو را بدان ايمانى كه تو را بدان بر انگيخته ام برگماشتم و آنها هرگز بدان كافر نشوند، و ضايع نكنم ايمانى كه تو را بدان فرستادم از ميان خاندانت پس از تو: آن دانشمندان امتت و سرپرستان امر من پس از تو و اهل استنباط علمى كه در آن نه دروغى و نه گناهى و نه زورى و نه سرمستى و نه خودنمائى نيست ، و اين بود بيان پايان كار اين امت
همانا خداى عزوجل پاكيزه كرد خاندان پيامبرشعليهالسلام
را، و براى ايشان مزد (رسالت را) كه همان دوستى و محبت (ايشان ) بود خواست (و مقرر كرد كه آنها را دوست بدارند) و ولايت را درباره ايشان مقرر فرمود، و آنها را اوصياء و دوستان ثابت پس از او در ميان امتش قرار داد، پس عبرت گيريد اى مردم در سخنانى كه گفتم كه خداوند ولايت و طاعت و مودت و استنباط علم و حجتهاى خويش را در چه جائى بنهاد، پس از آنكس بپذيريد و بدو تمسك جوئيد تا بوسيله اش نجات يابيد و در روز قيامت براى شما حجت باشند و راه پروردگارتان جل و عز باشند، و نرسد ولايت خداى عزوجل جز بدانها، و هر كه چنين كرد بر خدا لازم است كه او را مورد اكرام خويش قرار دهد و عذابش نكند، و هر كه به درگاه خداى عزوجل رود بغير آن تربيتى كه او دستور فرموده بر خداى عزوجل لازم است كه خوارش دارد و عذابش كند. )