حديث شماره : ٤
(خُطْبَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليهالسلام
وَ هِيَ خُطْبَةُ الْوَسِيلَةِ)
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُكَايَةَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِى جَعْفَرٍعليهالسلام
فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَرْمَضَنِى اخْتِلَافُ الشِّيعَةِ فِى مَذَاهِبِهَا فَقَالَ يَا جَابِرُ أَ لَمْ أَقِفْكَ عَلَى مَعْنَى اخْتِلَافِهِمْ مِنْ أَيْنَ اخْتَلَفُوا وَ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ تَفَرَّقُوا قُلْتُ بَلَى يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَلَا تَخْتَلِفْ إِذَا اخْتَلَفُوا يَا جَابِرُ إِنَّ الْجَاحِدَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ كَالْجَاحِدِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِى أَيَّامِهِ يَا جَابِرُ اسْمَعْ وَعليهالسلام
قُلْتُ إِذَا شِئْتَ قَالَ اسْمَعْ وَعليهالسلام
وَ بَلِّغْ حَيْثُ انْتَهَتْ بِكَ رَاحِلَتُكَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليهالسلام
خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ذَلِكَ حِينَ فَرَغَ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَ تَأْلِيفِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى مَنَعَ الْأَوْهَامَ أَنْ تَنَالَ إِلَّا وُجُودَهُ وَ حَجَبَ الْعُقُولَ أَنْ تَتَخَيَّلَ ذَاتَهُ لِامْتِنَاعِهَا مِنَ الشَّبَهِ وَ التَّشَاكُلِ بَلْ هُوَ الَّذِى لَا يَتَفَاوَتُ فِى ذَاتِهِ وَ لَا يَتَبَعَّضُ بِتَجْزِئَةِ الْعَدَدِ فِى كَمَالِهِ فَارَقَ الْأَشْيَاءَ لَا عَلَى اخْتِلَافِ الْأَمَاكِنِ وَ يَكُونُ فِيهَا لَا عَلَى وَجْهِ الْمُمُازَجَةِ وَ عَلِمَهَا لَا بِأَدَاةٍ لَا يَكُونُ الْعِلْمُ إِلَّا بِهَا وَ لَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَيْرِهِ بِهِ كَانَ عَالِماً بِمَعْلُومِهِ إِنْ قِيلَ كَانَ فَعَلَى تَأْوِيلِ أَزَلِيَّةِ الْوُجُودِ وَ إِنْ قِيلَ لَمْ يَزَلْ فَعَلَى تَأْوِيلِ نَفْيِ الْعَدَمِ فَسُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَنْ قَوْلِ مَنْ عَبَدَ سِوَاهُ وَ اتَّخَذَ إِلَهاً غَيْرَهُ عُلُوّاً كَبِيراً نَحْمَدُهُ بِالْحَمْدِ الَّذِى ارْتَضَاهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَوْجَبَ قَبُولَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ شَهَادَتَانِ تَرْفَعَانِ الْقَوْلَ وَ تُضَاعِفَانِ الْعَمَلَ خَفَّ مِيزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ وَ ثَقُلَ مِيزَانٌ تُوضَعَانِ فِيهِ وَ بِهِمَا الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ وَ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَ الْجَوَازُ عَلَى الصِّرَاطِ وَ بِالشَّهَادَةِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ بِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّكُمْ إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا كَرَمَ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى وَ لَا مَعْقِلَ أَحْرَزُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَا لِبَاسَ أَجْمَلُ مِنَ الْعَافِيَةِ وَ لَا وِقَايَةَ أَمْنَعُ مِنَ السَّلَامَةِ وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ بِالْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَا بِالْقَنَاعَةِ وَ لَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقُنُوعِ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ وَ الِاحْتِكَارُ مَطِيَّةُ النَّصَبِ وَ الْحَسَدُ آفَةُ الدِّينِ وَ الْحِرْصُ دَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِى الذُّنُوبِ وَ هُوَ دَاعِى الْحِرْمَانِ وَ الْبَغْيُ سَائِقٌ إِلَى الْحَيْنِ وَ الشَّرَهُ جَامِعٌ لِمَسَاوِى الْعُيُوبِ رُبَّ طَمَعٍ خَائِبٍ وَ أَمَلٍ كَاذِبٍ وَ رَجَاءٍ يُؤَدِّى إِلَى الْحِرْمَانِ وَ تِجَارَةٍ تَئُولُ إِلَى الْخُسْرَانِ أَلَا وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِى الْأُمُورِ غَيْرَ نَاظِرٍ فِى الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُفْضِحَاتِ النَّوَائِبِ وَ بِئْسَتِ الْقِلَادَةُ الذَّنْبُ لِلْمُؤْمِنِ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا عِزَّ أَرْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ وَ لَا حَسَبَ أَبْلَغُ مِنَ الْأَدَبِ وَ لَا نَصَبَ أَوْضَعُ مِنَ الْغَضَبِ وَ لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا سَوْأَةَ أَسْوَأُ مِنَ الْكَذِبِ وَ لَا حَافِظَ أَحْفَظُ مِنَ الصَّمْتِ وَ لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ نَظَرَ فِى عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ وَ مَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ يَأْسَفْ عَلَى مَا فِى يَدِ غَيْرِهِ وَ مَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ وَ مَنْ حَفَرَ لِأَخِيهِ بِئْراً وَقَعَ فِيهَا وَ مَنْ هَتَكَ حِجَابَ غَيْرِهِ انْكَشَفَ عَوْرَاتُ بَيْتِهِ وَ مَنْ نَسِيَ زَلَلَهُ اسْتَعْظَمَ زَلَلَ غَيْرِهِ وَ مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ ذَلَّ وَ مَنْ سَفِهَ عَلَى النَّاسِ شُتِمَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ وَ مَنْ حَمَلَ مَا لَا يُطِيقُ عَجَزَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا مَالَ هُوَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا وَاعِظَ هُوَ أَبْلَغُ مِنَ النُّصْحِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحْشَةَ أَشَدُّ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لَا حِلْمَ كَالصَّبْرِ وَ الصَّمْتِ أَيُّهَا النَّاسُ فِى الْإِنْسَانِ عَشْرُ خِصَالٍ يُظْهِرُهَا لِسَانُهُ شَاهِدٌ يُخْبِرُ عَنِ الضَّمِيرِ حَاكِمٌ يَفْصِلُ بَيْنَ الْخِطَابِ وَ نَاطِقٌ يُرَدُّ بِهِ الْجَوَابُ وَ شَافِعٌ يُدْرَكُ بِهِ الْحَاجَةُ وَ وَاصِفٌ يُعْرَفُ بِهِ الْأَشْيَاءُ وَ أَمِيرٌ يَأْمُرُ بِالْحَسَنِ وَ وَاعِظٌ يَنْهَى عَنِ الْقَبِيحِ وَ مُعَزٍّ تُسَكَّنُ بِهِ الْأَحْزَانُ وَ حَاضِرٌ تُجْلَى بِهِ الضَّغَائِنُ وَ مُونِقٌ تَلْتَذُّ بِهِ الْأَسْمَاعُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِى الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِى الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ وَ اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ وَ مَنْ لَا يَعْلَمْ يَجْهَلْ وَ مَنْ لَا يَتَحَلَّمْ لَا يَحْلُمْ وَ مَنْ لَا يَرْتَدِعْ لَا يَعْقِلْ وَ مَنْ لَا يَعْلَمْ يُهَنْ وَ مَنْ يُهَنْ لَا يُوَقَّرْ وَ مَنْ لَا يُوَقَّرْ يَتَوَبَّخْ وَ مَنْ يَكْتَسِبْ مَالًا مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ يَصْرِفْهُ فِى غَيْرِ أَجْرِهِ وَ مَنْ لَا يَدَعْ وَ هُوَ مَحْمُودٌ يَدَعْ وَ هُوَ مَذْمُومٌ وَ مَنْ لَمْ يُعْطِ قَاعِداً مُنِعَ قَائِماً وَ مَنْ يَطْلُبِ الْعِزَّ بِغَيْرِ حَقٍّ يَذِلَّ وَ مَنْ يَغْلِبْ بِالْجَوْرِ يُغْلَبْ وَ مَنْ عَانَدَ الْحَقَّ لَزِمَهُ الْوَهْنُ وَ مَنْ تَفَقَّهَ وُقِّرَ وَ مَنْ تَكَبَّرَ حُقِّرَ وَ مَنْ لَا يُحْسِنْ لَا يُحْمَدْ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمَنِيَّةَ قَبْلَ الدَّنِيَّةِ وَ التَّجَلُّدَ قَبْلَ التَّبَلُّدِ وَ الْحِسَابَ قَبْلَ الْعِقَابِ وَ الْقَبْرَ خَيْرٌ مِنَ الْفَقْرِ وَ غَضَّ الْبَصَرِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ النَّظَرِ وَ الدَّهْرَ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ وَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ فَبِكِلَيْهِمَا تُمْتَحَنُ [ وَ فِى نُسْخَةٍ وَ كِلَاهُمَا سَيُخْتَبَرُ ] أَيُّهَا النَّاسُ أَعْجَبُ مَا فِى الْإِنْسَانِ قَلْبُهُ وَ لَهُ مَوَادُّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ أَضْدَادٌ مِنْ خِلَافِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ وَ إِنْ أُسْعِدَ بِالرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ وَ إِنْ نَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْعِزَّةُ [ وَ فِى نُسْخَةٍ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ ] وَ إِنْ جُدِّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ وَ إِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَى وَ إِنْ عَضَّتْهُ فَاقَةٌ شَغَلَهُ الْبَلَاءُ [ وَ فِى نُسْخَةٍ جَهَدَهُ الْبُكَاءُ ] وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ أَجْهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ فِى الشِّبَعِ كَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ كُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ فَلَّ ذَلَّ وَ مَنْ جَادَ سَادَ وَ مَنْ كَثُرَ مَالُهُ رَأَسَ وَ مَنْ كَثُرَ حِلْمُهُ نَبُلَ وَ مَنْ أَفْكَرَ فِى ذَاتِ اللَّهِ تَزَنْدَقَ وَ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ وَ مَنْ كَثُرَ مِزَاحُهُ اسْتُخِفَّ بِهِ وَ مَنْ كَثُرَ ضِحْكُهُ ذَهَبَتْ هَيْبَتُهُ فَسَدَ حَسَبُ مَنْ لَيْسَ لَهُ أَدَبٌ إِنَّ أَفْضَلَ الْفِعَالِ صِيَانَةُ الْعِرْضِ بِالْمَالِ لَيْسَ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ بِذِى مَعْقُولٍ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ فَلْيَسْتَعِدَّ لِقِيلٍ وَ قَالٍ لَنْ يَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ غَنِيٌّ بِمَالِهِ وَ لَا فَقِيرٌ لِإِقْلَالِهِ أَيُّهَا النَّاسُ لَوْ أَنَّ الْمَوْتَ يُشْتَرَى لَاشْتَرَاهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا الْكَرِيمُ الْأَبْلَجُ وَ اللَّئِيمُ الْمَلْهُوجُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَوَاهِدَ تُجْرِى الْأَنْفُسَ عَنْ مَدْرَجَةِ أَهْلِ التَّفْرِيطِ وَ فِطْنَةُ الْفَهْمِ لِلْمَوَاعِظِ مَا يَدْعُو النَّفْسَ إِلَى الْحَذَرِ مِنَ الْخَطَرِ وَ لِلْقُلُوبِ خَوَاطِرَ لِلْهَوَى وَ الْعُقُولُ تَزْجُرُ وَ تَنْهَى وَ فِى التَّجَارِبِ عِلْمٌ مُسْتَأْنَفٌ وَ الِاعْتِبَارُ يَقُودُ إِلَى الرَّشَادِ وَ كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ مَا تَكْرَهُهُ لِغَيْرِكَ وَ عَلَيْكَ لِأَخِيكَ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ الَّذِى لَكَ عَلَيْهِ لَقَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ وَ التَّدَبُّرُ قَبْلَ الْعَمَلِ فَإِنَّهُ يُؤْمِنُكَ مِنَ النَّدَمِ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَإِ وَ مَنْ أَمْسَكَ عَنِ الْفُضُولِ عَدَلَتْ رَأْيَهُ الْعُقُولُ وَ مَنْ حَصَّنَ شَهْوَتَهُ فَقَدْ صَانَ قَدْرَهُ وَ مَنْ أَمْسَكَ لِسَانَهُ أَمِنَهُ قَوْمُهُ وَ نَالَ حَاجَتَهُ وَ فِى تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ وَ الْأَيَّامُ تُوضِحُ لَكَ السَّرَائِرَ الْكَامِنَةَ وَ لَيْسَ فِى الْبَرْقِ الْخَاطِفِ مُسْتَمْتَعٌ لِمَنْ يَخُوضُ فِى الظُّلْمَةِ وَ مَنْ عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُيُونُ بِالْوَقَارِ وَ الْهَيْبَةِ وَ أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى وَ الصَّبْرُ جُنَّةٌ مِنَ الْفَاقَةِ وَ الْحِرْصُ عَلَامَةُ الْفَقْرِ وَ الْبُخْلُ جِلْبَابُ الْمَسْكَنَةِ وَ الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ وَ وَصُولٌ مُعْدِمٌ خَيْرٌ مِنْ جَافٍ مُكْثِرٍ وَ الْمَوْعِظَةُ كَهْفٌ لِمَنْ وَعَاهَا وَ مَنْ أَطْلَقَ طَرْفَهُ كَثُرَ أَسَفُهُ وَ قَدْ أَوْجَبَ الدَّهْرُ شُكْرَهُ عَلَى مَنْ نَالَ سُؤْلَهُ وَ قَلَّ مَا يُنْصِفُكَ اللِّسَانُ فِى نَشْرِ قَبِيحٍ أَوْ إِحْسَانٍ وَ مَنْ ضَاقَ خُلُقُهُ مَلَّهُ أَهْلُهُ وَ مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ وَ قَلَّ مَا تَصْدُقُكَ الْأُمْنِيَّةُ وَ التَّوَاضُعُ يَكْسُوكَ الْمَهَابَةَ وَ فِى سَعَةِ الْأَخْلَاقِ كُنُوزُ الْأَرْزَاقِ كَمْ مِنْ عَاكِفٍ عَلَى ذَنْبِهِ فِى آخِرِ أَيَّامِ عُمُرِهِ وَ مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ خَفِيَ عَلَى النَّاسِ عَيْبُهُ وَ انْحُ الْقَصْدَ مِنَ الْقَوْلِ فَإِنَّ مَنْ تَحَرَّى الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَيْهِ الْمُؤَنُ وَ فِى خِلَافِ النَّفْسِ رُشْدُكَ مَنْ عَرَفَ الْأَيَّامَ لَمْ يَغْفُلْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ أَلَا وَ إِنَّ مَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقاً وَ إِنَّ فِى كُلِّ أُكْلَةٍ غُصَصاً لَا تُنَالُ نِعْمَةٌ إِلَّا بِزَوَالِ أُخْرَى وَ لِكُلِّ ذِى رَمَقٍ قُوتٌ وَ لِكُلِّ حَبَّةٍ آكِلٌ وَ أَنْتَ قُوتُ الْمَوْتِ
اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ مَشَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى بَطْنِهَا وَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ يَتَنَازَعَانِ [ يَتَسَارَعَانِ ] فِى هَدْمِ الْأَعْمَارِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُفْرُ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ وَ صُحْبَةُ الْجَاهِلِ شُؤْمٌ إِنَّ مِنَ الْكَرَمِ لِينَ الْكَلَامِ وَ مِنَ الْعِبَادَةِ إِظْهَارَ اللِّسَانِ وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ إِيَّاكَ وَ الْخَدِيعَةَ فَإِنَّهَا مِنْ خُلُقِ اللَّئِيمِ لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ وَ لَا كُلُّ غَائِبٍ يَئُوبُ لَا تَرْغَبْ فِيمَنْ زَهِدَ فِيكَ رُبَّ بَعِيدٍ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ أَلَا وَ مَنْ أَسْرَعَ فِى الْمَسِيرِ أَدْرَكَهُ الْمَقِيلُ اسْتُرْ عَوْرَةَ أَخِيكَ كَمَا تَعْلَمُهَا فِيكَ اغْتَفِرْ زَلَّةَ صَدِيقِكَ لِيَوْمِ يَرْكَبُكَ عَدُوُّكَ مَنْ غَضِبَ عَلَى مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى ضَرِّهِ طَالَ حُزْنُهُ وَ عَذَّبَ نَفْسَهُ مَنْ خَافَ رَبَّهُ كَفَّ ظُلْمَهُ [ مَنْ خَافَ رَبَّهُ كُفِيَ عَذَابَهُ ] وَ مَنْ لَمْ يَزِغْ فِى كَلَامِهِ أَظْهَرَ فَخْرَهُ وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهِيمَةِ إِنَّ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةَ الزَّادِ مَا أَصْغَرَ الْمُصِيبَةَ مَعَ عِظَمِ الْفَاقَةِ غَداً هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ وَ مَا تَنَاكَرْتُمْ إِلَّا لِمَا فِيكُمْ مِنَ الْمَعَاصِى وَ الذُّنُوبِ فَمَا أَقْرَبَ الرَّاحَةَ مِنَ التَّعَبِ وَ الْبُؤْسَ مِنَ النَّعِيمِ وَ مَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَ مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَ كُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ وَ كُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ وَ عِنْدَ تَصْحِيحِ الضَّمَائِرِ تُبْدُو الْكَبَائِرُ تَصْفِيَةُ الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ وَ تَخْلِيصُ النِّيَّةِ مِنَ الْفَسَادِ أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الْجِهَادِ هَيْهَاتَ لَوْ لَا التُّقَى لَكُنْتُ أَدْهَى الْعَرَبِ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً ص الْوَسِيلَةَ وَ وَعْدُهُ الْحَقُّ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ أَلَا وَ إِنَّ الْوَسِيلَةَ عَلَى دَرَجِ الْجَنَّةِ وَ ذِرْوَةِ ذَوَائِبِ الزُّلْفَةِ وَ نِهَايَةِ غَايَةِ الْأُمْنِيَّةِ لَهَا أَلْفُ مِرْقَاةٍ مَا بَيْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَى الْمِرْقَاةِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ مِائَةَ عَامٍ وَ هُوَ مَا بَيْنَ مِرْقَاةِ دُرَّةٍ إِلَى مِرْقَاةِ جَوْهَرَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ زَبَرْجَدَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ لُؤْلُؤَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ يَاقُوتَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ زُمُرُّدَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ مَرْجَانَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ كَافُورٍ إِلَى مِرْقَاةِ عَنْبَرٍ إِلَى مِرْقَاةِ يَلَنْجُوجٍ إِلَى مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَى مِرْقَاةِ غَمَامٍ إِلَى مِرْقَاةِ هَوَاءٍ إِلَى مِرْقَاةِ نُورٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَى كُلِّ الْجِنَانِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَئِذٍ قَاعِدٌ عَلَيْهَا مُرْتَدٍ بِرَيْطَتَيْنِ رَيْطَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَيْطَةٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَلَيْهِ تَاجُ النُّبُوَّةِ وَ إِكْلِيلُ الرِّسَالَةِ قَدْ أَشْرَقَ بِنُورِهِ الْمَوْقِفُ وَ أَنَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَ هِيَ دُونَ دَرَجَتِهِ وَ عَلَيَّ رَيْطَتَانِ رَيْطَةٌ مِنْ أُرْجُوَانِ النُّورِ وَ رَيْطَةٌ مِنْ كَافُورٍ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ قَدْ وَقَفُوا عَلَى الْمَرَاقِى وَ أَعْلَامُ الْأَزْمِنَةِ وَ حُجَجُ الدُّهُورِ عَنْ أَيْمَانِنَا وَ قَدْ تَجَلَّلَهُمْ حُلَلُ النُّورِ وَ الْكَرَامَةِ لَا يَرَانَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا بُهِتَ بِأَنْوَارِنَا وَ عَجِبَ مِنْ ضِيَائِنَا وَ جَلَالَتِنَا وَ عَنْ يَمِينِ الْوَسِيلَةِ عَنْ يَمِينِ الرَّسُولِ ص غَمَامَةٌ بَسْطَةَ الْبَصَرِ يَأْتِى مِنْهَا النِّدَاءُ يَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِيَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ وَ مَنْ كَفَرَ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ وَ عَنْ يَسَارِ الْوَسِيلَةِ عَنْ يَسَارِ الرَّسُولِ ص ظُلَّةٌ يَأْتِى مِنْهَا النِّدَاءُ يَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِيَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَ الَّذِي لَهُ الْمُلْكُ الْأَعْلَى لَا فَازَ أَحَدٌ وَ لَا نَالَ الرَّوْحَ وَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ لَقِيَ خَالِقَهُ بِالْإِخْلَاصِ لَهُمَا وَ الِاقْتِدَارِ بِنُجُومِهِمَا فَأَيْقِنُوا يَا أَهْلَ وَلَايَةِ اللَّهِ بِبَيَاضِ وُجُوهِكُمْ وَ شَرَفِ مَقْعَدِكُمْ وَ كَرَمِ مَآبِكُمْ وَ بِفَوْزِكُمُ الْيَوْمَ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ وَ يَا أَهْلَ الِانْحِرَافِ وَ الصُّدُودِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ رَسُولِهِ وَ صِرَاطِهِ وَ أَعْلَامِ الْأَزْمِنَةِ أَيْقِنُوا بِسَوَادِ وُجُوهِكُمْ وَ غَضَبِ رَبِّكُمْ جَزَاءً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ مَا مِنْ رَسُولٍ سَلَفَ وَ لَا نَبِيٍّ مَضَى إِلَّا وَ قَدْ كَانَ مُخْبِراً أُمَّتَهُ بِالْمُرْسَلِ الْوَارِدِ مِنْ بَعْدِهِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ مُوصِياً قَوْمَهُ بِاتِّبَاعِهِ وَ مُحَلِّيَهُ عِنْدَ قَوْمِهِ لِيَعْرِفُوهُ بِصِفَتِهِ وَ لِيَتَّبِعُوهُ عَلَى شَرِيعَتِهِ وَ لِئَلَّا يَضِلُّوا فِيهِ مِنْ بَعْدِهِ فَيَكُونَ مَنْ هَلَكَ أَوْ ضَلَّ بَعْدَ وُقُوعِ الْإِعْذَارِ وَ الْإِنْذَارِ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ تَعْيِينِ حُجَّةٍ فَكَانَتِ الْأُمَمُ فِى رَجَاءٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ وُرُودٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ لَئِنْ أُصِيبَتْ بِفَقْدِ نَبِيٍّ بَعْدَ نَبِيٍّ عَلَى عِظَمِ مَصَائِبِهِمْ وَ فَجَائِعِهَا بِهِمْ فَقَدْ كَانَتْ عَلَى سَعَةٍ مِنَ الْأَمَلِ وَ لَا مُصِيبَةٌ عَظُمَتْ وَ لَا رَزِيَّةٌ جَلَّتْ كَالْمُصِيبَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص لِأَنَّ اللَّهَ خَتَمَ بِهِ الْإِنْذَارَ وَ الْإِعْذَارَ وَ قَطَعَ بِهِ الِاحْتِجَاجَ وَ الْعُذْرَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ بَابَهُ الَّذِى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ وَ مُهَيْمِنَهُ الَّذِى لَا يَقْبَلُ إِلَّا بِهِ وَ لَا قُرْبَةَ إِلَيْهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ قَالَ فِى مُحْكَمِ كِتَابِهِ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً فَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ وَ مَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِهِ فَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى مَا فَوَّضَ إِلَيْهِ وَ شَاهِداً لَهُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَهُ وَ عَصَاهُ وَ بَيَّنَ ذَلِكَ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ الْعَظِيمِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِى التَّحْرِيضِ عَلَى اتَّبَاعِهِ وَ التَّرْغِيبِ فِى تَصْدِيقِهِ وَ الْقَبُولِ بِدَعْوَتِهِ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فَاتِّبَاعُهُ ص مَحَبَّةُ اللَّهِ وَ رِضَاهُ غُفْرَانُ الذُّنُوبِ وَ كَمَالُ الْفَوْزِ وَ وُجُوبُ الْجَنَّةِ وَ فِى التَّوَلِّى عَنْهُ وَ الْإِعْرَاضِ مُحَادَّةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ وَ الْبُعْدُ مِنْهُ مُسْكِنُ النَّارِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنّارُ مَوْعِدُهُ يَعْنِى الْجُحُودَ بِهِ وَ الْعِصْيَانَ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ اسْمُهُ امْتَحَنَ بِى عِبَادَهُ وَ قَتَلَ بِيَدِى أَضْدَادَهُ وَ أَفْنَى بِسَيْفِى جُحَّادَهُ وَ جَعَلَنِى زُلْفَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَ حِيَاضَ مَوْتٍ عَلَى الْجَبَّارِينَ وَ سَيْفَهُ عَلَى الْمُجْرِمِينَ وَ شَدَّ بِى أَزْرَ رَسُولِهِ وَ أَكْرَمَنِى بِنَصْرِهِ وَ شَرَّفَنِى بِعِلْمِهِ وَ حَبَانِى بِأَحْكَامِهِ وَ اخْتَصَّنِى بِوَصِيَّتِهِ وَ اصْطَفَانِى بِخِلَافَتِهِ فِى أُمَّتِهِ فَقَالَ ص وَ قَدْ حَشَدَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ وَ انْغَصَّتْ بِهِمُ الْمَحَافِلُ:
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلِيّاً مِنِّى كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي فَعَقَلَ الْمُؤْمِنُونَ عَنِ اللَّهِ نَطَقَ الرَّسُولُ إِذْ عَرَفُونِى أَنِّى لَسْتُ بِأَخِيهِ لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ كَمَا كَانَ هَارُونُ أَخَا مُوسَى لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ وَ لَا كُنْتُ نَبِيّاً فَاقْتَضَى نُبُوَّةً وَ لَكِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِخْلَافاً لِى كَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَى هَارُونَعليهالسلام
حَيْثُ يَقُولُ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ وَ قَوْلُهُعليهالسلام
حِينَ تَكَلَّمَتْ طَائِفَةٌ فَقَالَتْ نَحْنُ مَوَالِى رَسُولِ اللَّهِ ص فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى حَجَّةِ الْوَدَاعِ ثُمَّ صَارَ إِلَى غَدِيرِ خُمٍّ فَأَمَرَ فَأُصْلِحَ لَهُ شِبْهُ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَلَاهُ وَ أَخَذَ بِعَضُدِى حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ قَائِلًا فِى مَحْفِلِهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَكَانَتْ عَلَى وَلَايَتِى وَلَايَةُ اللَّهِ وَ عَلَى عَدَاوَتِى عَدَاوَةُ اللَّهِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَكَانَتْ وَلَايَتِى كَمَالَ الدِّينِ وَ رِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اخْتِصَاصاً لِى وَ تَكَرُّماً نَحَلَنِيهِ وَ إِعْظَاماً وَ تَفْصِيلًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنَحَنِيهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ فِيَّ مَنَاقِبُ لَوْ ذَكَرْتُهَا لَعَظُمَ بِهَا الِارْتِفَاعُ فَطَالَ لَهَا الِاسْتِمَاعُ وَ لَئِنْ تَقَمَّصَهَا دُونِيَ الْأَشْقَيَانِ وَ نَازَعَانِي فِيمَا لَيْسَ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ رَكِبَاهَا ضَلَالَةً وَ اعْتَقَدَاهَا جَهَالَةً فَلَبِئْسَ مَا عَلَيْهِ وَرَدَا وَ لَبِئْسَ مَا لِأَنْفُسِهِمَا مَهَّدَا يَتَلَاعَنَانِ فِى دُورِهِمَا وَ يَتَبَرَّأُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ يَقُولُ لِقَرِينِهِ إِذَا الْتَقَيَا يا لَيْتَ بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ فَيُجِيبُهُ الْأَشْقَى عَلَى رُثُوثَةٍ يَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْكَ خَلِيلًا لَقَدْ أَضْلَلْتَنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِى وَ كَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا فَأَنَا الذِّكْرُ الَّذِى عَنْهُ ضَلَّ وَ السَّبِيلُ الَّذِى عَنْهُ مَالَ وَ الْإِيمَانُ الَّذِى بِهِ كَفَرَ وَ الْقُرْآنُ الَّذِى إِيَّاهُ هَجَرَ وَ الدِّينُ الَّذِى بِهِ كَذَّبَ وَ الصِّرَاطُ الَّذِى عَنْهُ نَكَبَ وَ لَئِنْ رَتَعَا فِى الْحُطَامِ الْمُنْصَرِمِ وَ الْغُرُورِ الْمُنْقَطِعِ وَ كَانَا مِنْهُ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ لَهُمَا عَلَى شَرِّ وُرُودٍ فِى أَخْيَبِ وُفُودٍ وَ أَلْعَنِ مَوْرُودٍ يَتَصَارَخَانِ بِاللَّعْنَةِ وَ يَتَنَاعَقَانِ بِالْحَسْرَةِ مَا لَهُمَا مِنْ رَاحَةٍ وَ لَا عَنْ عَذَابِهِمَا مِنْ مَنْدُوحَةٍ إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَزَالُوا عُبَّادَ أَصْنَامٍ وَ سَدَنَةَ أَوْثَانٍ يُقِيمُونَ لَهَا الْمَنَاسِكَ وَ يَنْصِبُونَ لَهَا الْعَتَائِرَ وَ يَتَّخِذُونَ لَهَا الْقُرْبَانَ وَ يَجْعَلُونَ لَهَا الْبَحِيرَةَ وَ الْوَصِيلَةَ وَ السَّائِبَةَ وَ الْحَامَ وَ يَسْتَقْسِمُونَ بِالْأَزْلَامِ عَامِهِينَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ حَائِرِينَ عَنِ الرَّشَادِ مُهْطِعِينَ إِلَى الْبِعَادِ وَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ وَ غَمَرَتْهُمْ سَوْدَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ وَ رَضَعُوهَا جَهَالَةً وَ انْفَطَمُوهَا ضَلَالَةً فَأَخْرَجَنَا اللَّهُ إِلَيْهِمْ رَحْمَةً وَ أَطْلَعَنَا عَلَيْهِمْ رَأْفَةً وَ أَسْفَرَ بِنَا عَنِ الْحُجُبِ نُوراً لِمَنِ اقْتَبَسَهُ وَ فَضْلًا لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَ تَأْيِيداً لِمَنْ صَدَّقَهُ فَتَبَوَّءُوا الْعِزَّ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَ الْكَثْرَةَ بَعْدَ الْقِلَّةِ وَ هَابَتْهُمُ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ وَ أَذْعَنَتْ لَهُمُ الْجَبَابِرَةُ وَ طَوَائِفُهَا وَ صَارُوا أَهْلَ نِعْمَةٍ مَذْكُورَةٍ وَ كَرَامَةٍ مَيْسُورَةٍ وَ أَمْنٍ بَعْدَ خَوْفٍ وَ جَمْعٍ بَعْدَ كَوْفٍ وَ أَضَاءَتْ بِنَا مَفَاخِرُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَ أَوْلَجْنَاهُمْ بَابَ الْهُدَى وَ أَدْخَلْنَاهُمْ دَارَ السَّلَامِ وَ أَشْمَلْنَاهُمْ ثَوْبَ الْإِيمَانِ وَ فَلَجُوا بِنَا فِى الْعَالَمِينَ وَ أَبْدَتْ لَهُمْ أَيَّامُ الرَّسُولِ آثَارَ الصَّالِحِينَ مِنْ حَامٍ مُجَاهِدٍ وَ مُصَلٍّ قَانِتٍ وَ مُعْتَكِفٍ زَاهِدٍ يُظْهِرُونَ الْأَمَانَةَ وَ يَأْتُونَ الْمَثَابَةَ حَتَّى إِذَا دَعَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ ص وَ رَفَعَهُ إِلَيْهِ لَمْ يَكُ ذَلِكَ بَعْدَهُ إِلَّا كَلَمْحَةٍ مِنْ خَفْقَةٍ أَوْ وَمِيضٍ مِنْ بَرْقَةٍ إِلَى أَنْ رَجَعُوا عَلَى الْأَعْقَابِ وَ انْتَكَصُوا عَلَى الْأَدْبَارِ وَ طَلَبُوا بِالْأَوْتَارِ وَ أَظْهَرُوا الْكَتَائِبَ وَ رَدَمُوا الْبَابَ وَ فَلُّوا الدِّيَارَ وَ غَيَّرُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَغِبُوا عَنْ أَحْكَامِهِ وَ بَعُدُوا مِنْ أَنْوَارِهِ وَ اسْتَبْدَلُوا بِمُسْتَخْلَفِهِ بَدِيلًا اتَّخَذُوهُ وَ كَانُوا ظَالِمِينَ وَ زَعَمُوا أَنَّ مَنِ اخْتَارُوا مِنْ آلِ أَبِى قُحَافَةَ أَوْلَى بِمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِمَّنِ اخْتَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِمَقَامِهِ وَ أَنَّ مُهَاجِرَ آلِ أَبِى قُحَافَةَ خَيْرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ الرَّبَّانِيِّ نَامُوسِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَلَا وَ إِنَّ أَوَّلَ شَهَادَةِ زُورٍ وَقَعَتْ فِى الْإِسْلَامِ شَهَادَتُهُمْ أَنَّ صَاحِبَهُمْ مُسْتَخْلَفُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَا كَانَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ وَ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَضَى وَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص الطَّيِّبُ الْمُبَارَكُ أَوَّلَ مَشْهُودٍ عَلَيْهِ بِالزُّورِ فِى الْإِسْلَامِ وَ عَنْ قَلِيلٍ يَجِدُونَ غِبَّ مَا [ يَعْلَمُونَ وَ سَيَجِدُونَ التَّالُونَ غِبَّ مَا ] أَسَّسَهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَئِنْ كَانُوا فِى مَنْدُوحَةٍ مِنَ الْمَهْلِ وَ شِفَاءٍ مِنَ الْأَجَلِ وَ سَعَةٍ مِنَ الْمُنْقَلَبِ وَ اسْتِدْرَاجٍ مِنَ الْغُرُورِ وَ سُكُونٍ مِنَ الْحَالِ وَ إِدْرَاكٍ مِنَ الْأَمَلِ فَقَدْ أَمْهَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَدَّادَ بْنَ عَادٍ وَ ثَمُودَ بْنَ عَبُّودٍ وَ بَلْعَمَ بْنَ بَاعُورٍ وَ أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً وَ أَمَدَّهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَ الْأَعْمَارِ وَ أَتَتْهُمُ الْأَرْضُ بِبَرَكَاتِهَا لِيَذَّكَّرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَ لِيَعْرِفُوا الْإِهَابَةَ لَهُ وَ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ وَ لِيَنْتَهُوا عَنِ الِاسْتِكْبَارِ فَلَمَّا بَلَغُوا الْمُدَّةَ وَ اسْتَتَمُّوا الْأُكْلَةَ أَخَذَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اصْطَلَمَهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ حُصِبَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقَتْهُ الظُّلَّةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَوْدَتْهُ الرَّجْفَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَرْدَتْهُ الْخَسْفَةُ فَما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً فَإِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ لَوْ كُشِفَ لَكَ عَمَّا هَوَى إِلَيْهِ الظَّالِمُونَ وَ آلَ إِلَيْهِ الْأَخْسَرُونَ لَهَرَبْتَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمُونَ وَ إِلَيْهِ صَائِرُونَ أَلَا وَ إِنِّى فِيكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ كَهَارُونَ فِى آلِ فِرْعَوْنَ وَ كَبَابِ حِطَّةٍ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ وَ كَسَفِينَةِ نُوحٍ فِى قَوْمِ نُوحٍ إِنِّى النَّبَأُ الْعَظِيمُ وَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ وَ عَنْ قَلِيلٍ سَتَعْلَمُونَ مَا تُوعَدُونَ وَ هَلْ هِيَ إِلَّا كَلُعْقَةِ الْآكِلِ وَ مَذْقَةِ الشَّارِبِ وَ خَفْقَةِ الْوَسْنَانِ ثُمَّ تُلْزِمُهُمُ الْمَعَرَّاتُ خِزْياً فِى الدُّنْيَا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَنَكَّبَ مَحَجَّتَهُ وَ أَنْكَرَ حُجَّتَهُ وَ خَالَفَ هُدَاتَهُ وَ حَادَّ عَنْ نُورِهِ وَ اقْتَحَمَ فِى ظُلَمِهِ وَ اسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ وَ بِالنَّعِيمِ الْعَذَابَ وَ بِالْفَوْزِ الشَّقَاءَ وَ بِالسَّرَّاءِ الضَّرَّاءَ وَ بِالسَّعَةِ الضَّنْكَ إِلَّا جَزَاءُ اقْتِرَافِهِ وَ سُوءُ خِلَافِهِ فَلْيُوقِنُوا بِالْوَعْدِ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَ لْيَسْتَيْقِنُوا بِمَا يُوعَدُونَ يَوْمَ تَأْتِى الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ إِنّا نَحْنُ نُحْيِى وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً إِلَى آخِرِ السُّورَةِ
خطبه اى از اميرالمؤ منينعليهالسلام
و آن خطبه (معروف به خطبه ) وسيله است :
(و وجه اينكه اين خطبه را خطبه وسيله ناميده اند تعريفى است كه اميرمؤ منانعليهالسلام
در اين خطبه از مقام وسيله (كه مقامى است مخصوص به رسولخداصلىاللهعليهوآلهوسلم
در روز محشر) مى فرمايد:)
(٤ - جابربن يزيد گويد: من خدمت امام باقرعليهالسلام
شرفياب شدم و با آن حضرت عرض كردم : اى فرزندرسول خدا به راستى كه اين اختلاف شيعه در مذهبشان درون مرا مى سوزاند!
حضرت فرمود: اى جابر تو را آگاه نسازم بر حقيقت اختلاف آنها كه اين اختلاف از كجا سرچشمه گرفته و از چه جهت تفرقه و جدائى پيدا كردند؟ عرض كردم ؟ چرا اى فرزند رسول خدا، فرمود: پس هرگاه آنان اختلاف كردند تو راه اختلاف را پيش مگير، همانا هر كه منكر امام وقت گردد مانند كسى است كه منكر رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
در روزگار خود آنحضرت شده باشد، اى جابر بشنو و بخاطر بسپار، جابر گويد: گفتم : اگر ميل داشته باشيد بفرمائيد تا گوش كنم !
فرمود: بشنو و بخاطر بسپار و تا هر جا كه مركبت پيش مى رود به مردم برسان ، همانا اميرمؤ منانعليهالسلام
پس از اينكه هفت روز از وفات پيغمبرصلىاللهعليهوآلهوسلم
گذشت در مدينه براى مردم خطبه اى ايراد فرمود و اين خطبه پس از آنى بود كه از جمع آورى قرآن و گرد آوردن آن فراغت جسته بود و در آن خطبه چنين فرمود:
ستايش خدائي را است كه پندارها را جلوگيرى كرد از اينكه به كنه او رسد جز به همين مقدار كه او وجود دارد و هست ، و خردها را در پرده كرد از اينكه خيال ذات او را كنند چون از شباهت و هم شكل بودن با چيزى برتر است ، بلكه او است آن خدائى كه در حقيقت ذاتش تفاوتى متصور نيست ، و در كمالش نتوان روى اعداد قسمت بندى كرد، از هر چيز جداست اما نه بجدائى و اختلاف مكانها و در هر چيز وجود ندارد اما نه بر وجه آميزش و مخالطت ، و علم او بر موجودات بوسيله ابزار (درك اشياء) نيست بلكه علمش بخود ذات اوست و ميان او معلومش (دانسته اش ) چيزى فاصله نيست كه بوسيله آن داناى به معلوم خود باشد، اگر گفته شود: بوده است ، بمعناى وجود (و بود) ازلى (و هميشگى ) است ، و اگر گفته شود: هميشه خواهد بود، بمعناى نفى عدم از او است ، پس منزه و برتر از گفتار كسى كه جز او را پرستد و معبودى جز او گيرد، به برترى بزرگى
ستايشش كنيم بدان ستايشى كه خود از آفريدگانى بپسندد، و پذيرش آن را بر خود لازم كرده ، و گواهى دهم كه معبودى جز خداى يگانه نيست كه شريك ندارد، و گواهى دهم كه محمد بنده و رسول او است ، دو گواهى بدانچه كه گفتار را بالا برند و كردار را دوچندان كنند، سبك است آن ميزان عملى كه اين دو گواهى را از آن بردارند، و سنگين است ميزانى كه آن دو را در آن نهند، و بدان دو گواهى است كاميابى بهشت و رهائى از دوزخ و گذشتن بر صراط، و بوسيله اين دو گواهى در بهشت در آئيد و با درود (بر رسول خدا) برحمت رسيد، بسيار بر پيغمبر خود درود فرستيد (همانا خدا و فرشتگان درود فرستند بر پيغمبر، اى كسانيكه ايمان آورده ايد درود فرستيد بر او و سلام بسيار) درود خدا بر او و آلش و سلامى بسيار.
اى مردم به راستى كه شرافتى برتر از اسلام نيست ، و مقام ارجمندى عزيزتر از مقام تقوى نيست ، و پناهگاهى محكم تر از ورع (و پارسايى نيست ، و واسطه و شفيعى نجات بخش تر از توبه (و بازگشت به سوى حق ) نيست ، و جامه اى زيباتر از تندرستى نيست ، و نگهدارى بهتر از سلامت نيست ، و مالى كه بتواند فقر و بيچارگى را از بين ببرد بهتر از تن دادن به قناعت نيست ، و گنجى بى نياز كننده تر از رضايت به قسمت موجود نيست ، هر كه كفايت كند به همان مقدار گذراندن (زندگى ) آسايش را براى خود پابرجا كرده ، و در كمال آسودگى جايگير شده ، تمايل و رغبت بدنيا كليد رنجها است ، و احتكار (و اندوختن مال دنيا) مركب ناراحتى و تعب است ، (و رشك و) حسد آفت دين است ، و حرص (و آز) انسانى را به افتادن در پرتگاه گناهان كشاند، و همان موجب حرمان (و نوميدى و بى بهره گى ) است
ستم انسان را به نابودى برد، و آزمندى بسيار در بردارنده تمامى عيوب بد است ، چه بسيار طمعى كه نوميد است ، و آرزويى كه دروغ شود، و اميدى كه به نااميدى مبدل گردد، و سودائى كه به زيان و خسران سر زند، آگاه باشيد كه هر كس بدون تامل در سرانجام كارها دست بكارى زند خود را در معرض پيش آمدهاى رسوا كننده در آورده ، و گناه بد گلوبندى است براى شخص با ايمان
اى مردم هيچ گنجى سودمندتر از دانش نيست ، و هيچ عزتى برتر از بردبارى نيست ، و هيچ حسبى بهتر از ادب نيست ، و هيچ نسبى پست تر از خشم و غضب نيست ، و هيچ زيبائى آراسته تر از عقل و خرد نيست ، و هيچ زشتى بدتر از دروغ نيست ، و هيچ نگهبانى بهتر از خاموشى نيست ، و هيچ غائبى نزديكتر از مرگ نيست
اى مردم به راستى هر كه در عيب خويش بنگرد از (ديدن ) عيب ديگران سرگرم شود، و هركه به روزى خدا راضى و خوشنود باشد به (نداشتن ) آنچه در دست ديگران است افسوس نخورد، و هر كه شمشير ستم به روى ديگران كشد خود بدان كشته مى شود، و هر كه سر راه برادران چاهى بكند خود در آن افتد، و هركه پرده ديگران را بدرد عيوب خانه اش بيرون افتد، و هر كه لغزشهاى خود را فراموش كند لغزشهاى ديگران را بزرگ شمارد، و هر كه راى (و دلخواه ) خودش را بپسندد به گمراهى افتد، و هر كه به عقل و خرد خود (از فكر ديگران ) بى نيازى جويد بلغزش دچار گردد، و هر كه بر مردم بزرگى كند خوار شود، و هر كه مردم را سبك كند، (يا بنفهمى نسبت دهد) دشنام شنود، و هر كه با مردم پست و سبك مغز آميزش كند كوچك و سبك شود، و هر كه چيزى را كه توانائى آن را ندارد بر دوش گيرد درماند.
اى مردم به راستى كه مال و ثروتى سودمندتر از عقل نيست ، و فقر و ندارى سخت تر از بى خردى نيست ، و پند آموزى رساتر از خير خواهى و نصيحت نيست ، و عقلى چون تدبير نيست و عبادتى چون تفكر و انديشه كردن نيست ، و كمك گيرى بهتر از مشورت نباشد، و هراس و وحشتى سخت تر از خود پسندى نيست ، و پارسائى و ورعى چون خوددارى از گناهان نباشد و هيچ عقل و خرد ورزى چون شكيبايى و خموشى نيست
اى مردم در انسانى ده خصلت است كه زبان آن را آشكار كند: (زبان ) گواهى است كه از نهاد انسان گزارش دهد، داورى است كه ميان مردم داورى كند، گوينده اى است كه پاسخ دهد، واسطه اى است كه خواسته ها بدو بدست آيد، وصف كننده اى است كه هر چيز بدو شناخته شود، فرماندهى است كه بكار نيك فرمان دهد، و پند آموزى است كه از كار زشت باز دارد، تسليت گوئى است كه اندوهها را آرام كند، وسيله آماده و حاضرى است كه كينه ها را بزدايد، و آلت جالب توجهى است كه گوشها از آن لذت برند.
اى مردم بحقيقت در خاموشى از بيان حكمت خيرى نيست چنانچه در سخن گفتن به نادانى نيز خيرى نيست اى مردم بدانيد كه هر كس مالك زبان خود نباشد پشيمان گردد، و هر كه نداند (يا نياموزد) به نادانى در افتد، و هر كه خود را به بردبارى وا ندارد بردبار نگردد، و كسى كه (از انجام كارهاى زشت ) باز نايستد خرد ورزى نكند و كسى كه خرد ورزى نكند سبك و خوار گردد، و كسى كه سبك شد احترامش ندارند، و كسى كه مورد احترام نباشد بايد سرزنش شود، و هركه مالى را به ناحق بدست آورد نابجا خرج كند، و كسى كه بطور پسنديده (يعنى با نصيحت و تفكر) دست از كار زشت ندارد بطور ناپسند (و ناچارى ) دست از آن خواهد كشيد، و كسيكه نشسته چيزى به مستمند ندهد ايستاده از او دريغ شود.
(مترجم گويد: در اين جمله از كلام على بن ابى طالبعليهالسلام
چند وجه گفته شده كه يكى همان بود كه ترجمه شد، به اينكه فعل اول بصورت معلوم و فعل ثانى بصورت مجهول باشد و خلاصه اش اين است كه كسى كه در حال عزت و شوكت در آن حال كه مستمندان دورش را گرفته اند و او نشسته است چيزى به مستمندان ندهد مبتلا گردد به اينكه در حضور ديگران مستمندانه بايستد و دست نياز به سوى شوكت مندان نشسته دراز كند و چيزى به او ندهند، و اين وجهى است كه مجلسىرحمهالله
از ميان وجوه ديگر اختيار نموده ، و وجه ديگرى كه فيضرحمهالله
و ابن ابى الحديد گفته اند كه هر دو فعل را بصورت مجهول بخوانيم و خلاصه معنى اين مى شود كه كسى كه در حال نشست چيزى به او نرسد قيام هم به او سودى نبخشد يعنى روزى خدا به هر طورى تقسيم شده به همان نحو مى رسد و سعى و كوشش و قيام و قعود در آن تاثيرى ندارد).
و هر كه عزت بناحق (و بيجا) طلبد زبون گردد، و هر كه بزور و ستم پيروز گردد مغلوب خواهد شد، و هر كه با حق دشمنى كند وهن (سستى يا پستى ) ملازم او گردد، و هر كه فهم خود را بكار اندازد محترم گردد، و هر كه تكبر ورزد كوچك شود، و هر كه نيكى نكند مورد ستايش قرار نگيرد.
اى مردم مردن (با شرافت ) بهتر از زيستن (با خوارى و ننگ ) است ، و چالاكى (در اطاعت ) پيشاپيش ناتوانى و سرگردانى است ، و حساب پيش از عقاب ، و گور بهتر از فقر و ندارى است ، و چشم پوشيدن به از نگاه كردن بسيار است ، و روزگار روزى به سود تو است و روزى به زيان تو، پس در آن هنگامى كه به سود تو كار كند سرمست مشو، و چون به زيان تو پيش آيد شكيبا باش كه به هر دوى آنها آزمايش شوى و در نسخه اى است كه : هر دوى آنها آزمايش گردد
اى مردم عجيب تر چيزى كه در انسان است دل او است ، و اين دل داراى مواردى از حكمت (و فرزانگى ) است و چيزهاى ناپسندى بر خلاف حكمت ، پس اگر اميد در آن پيدا شود طمع خوار و زبونش كند، و اگر طمع بدان هجوم كند حرص هلاكش سازد و اگر نوميدى بدان دست يابد افسوس آنرا بكشد، و اگر تند خويى بر او عارض شود خشم بر او سخت گيرد، و اگر به خشنودى سعادتمند شود خوددارى را فراموش كند و اگر ترس و بيم بدو رسد دورى جستن (از كار و كوشش ) او را سرگرم كند، و اگر آسايش بر او فراخ گردد بى خبرى و غرور او را بايد و در نسخه اى است كه او را عزت طلبى فرا گيرد و اگر نعمتى بر او تازه شود عزت طلبى او را بگيرد، و اگر مالى بدست آرد ثروت و بى نيازى او را سركش كند، و اگر ندارى او را بگزد بلا و سختى او را در خود فرو برد و در نسخه اى است كه گريه او را از پاى در آورد و اگر پيش آمد ناگوارى برايش رخ دهد بى تابى رسوايش سازد، و اگر گرسنگى بر او سخت گيرد ناتوانى زمين گيرش كند، و اگر در سيرى از حد بگذراند شكم پرى او را به رنج اندازد، پس هر كوتاهى براى آن زيان آور و هر گذشتن از حدى تباه كننده آن است
اى مردم به راستى هر كه (در كار) كندى كند خوار شود، و هر كه بخشش كند آقا گردد، و هر كه مالش بسيار شد سر و سرور شد، و هر كه حلم و تحملش زياد بود شريف گردد، و هر كه انديشه خود را در ذات و كنه خدا بكار انداخت بى دين شد، و هركه زياد بكارى دست زد بدان معروف شد، و كسيكه شوخى اش زياد شد سبك شود، و هر كه خنده اش بسيار شد هيبت و وقارش برود.
حسب كسيكه ادب ندارد تباه گردد، به راستى كه بهترين كارها نگهداشتن آبرو است بوسيله دادن مال ، خردمند نيست كسيكه با نادان هم نشين باشد، و هر كه با نادان هم نشينى كند آماده جنجال و سر و صدا گردد، هيچ ثروتمندى از مرگ بوسيله مالش نرهد و هيچ فقير و ندارى بخاطر نداريش .اى مردم اگر مرگ خريدنى بود (دو دسته ) از مردم دنيا آنرا مى خريدند: (يكى ) كريم گشاده رو، و (ديگر) مرد پست حريص
(توضيح ) - مجلسىرحمهالله
در توضيح حديث سه وجه ذكر كرده :
١ - كريم آنرا مى خريد به خاطر اينكه شوق به كرم و بخشش دارد ولى مال ندارد چنانچه حال كريمان غالبا چنين است ، و با خريدن مرگ خود را از اين غم مى رهانيد، و شخص پس آن را خريدارى مى كرد چون به خاطر حرصى كه دارد از زندگى خود ناراضى است ، و نظير اين وجه را نيز فيض عليه الرحمة اختيار كرده است
٢ - كريم آن را مى خريد تا فروشنده آن را از مرگ برهاند، و لئيم آن را مى خريد تا آن را نيز به ساير چيزهائى كه دارد ضميمه كند، چون حريص مى خواهد همه چيز حتى مرگ را براى خود فراهم سازد.
٣ - كريم آن را مى خريد تا مرگ را از ميان خلق خدا بردارد، و لئيم آن را مى خريد تا بوسيله آن همه را بميراند و اموالشان را بنفع خود ضبط كند).
اى مردم بترسيد به راستى دلها را گواهانى است (فطرى ) كه بيرون برد نفوس را از مسلك (و راه ) تقصير كاران ، و تيزى هوش براى درك مواعظ (و پندها) همان است كه نفس انسان را به سوى دورى جستن از خطر كشاند، و براى دلها خاطرات (و انگيزه هائى ) از هوا و هوس هست ، و خردها هستند كه (از آنها) باز دارند و جلوگيرى كنند، تجربيات (براى شخص ) علم تازه اى است ، و پند گيرى (از پيش آمدها) انسانرا به هدايت و راه راست رهبرى كند، براى تربيت تو كافى است (ملاحظه ) آنچه را براى ديگرى خوش ندارى (شايد معناى آن همان باشد كه به صورت مثل معروف شده كه گويند: ادب را از كه آموختى ؟ از بى ادبان ) حقى كه تو بر گردن برادر مؤ من خود دارى مانند همان حقى است كه او بگردن تو دارد، محققا به مخاطره افتد كسى كه بى نياز (و مستبد) به راى خود شد، تدبر (و عاقبت انديشى ) پيش از كار بايد زيرا تو را از پشيمانى ايمن سازد، و كسيكه آراء مختلف را ملاحظه و برآورد كند اشتباهكاريها (و لغزشگاهها) را بشناسد، و كسى كه از زياده گوئى (يا كارهاى بيهوده ) خوددارى كند خردها (كار) او را درست و صحيح دانند. و هر كه شهوت خود را مهار كند قدر و موقعيت خود را حفظ كند و هر كه زبانش را نگاه دارد مردم از (شر) او آسوده اند و به خواسته اش رسد، و در تغيير و تحول اوضاع جوهر مردان ، دانسته (و آشكار) شود، روزگار رازهاى نهفته را براى تو آشكار سازد و در برق جهنده و زود گذر براى شخصى كه سخت در تاريكى فرو رفته بهره و ثمرى نيست ، كسى كه به حكمت و فرزانگى شناخته شد مردم به ديده سنگينى و بزرگى به او بنگرند، شريفترين ثروت و توانگرى واگذاردن آرزو است ، بردبارى سپر ندارى است ، حرص نشانه فقر است ، بخل جامه روئين مستمندى است (يعنى بر شخصى بخيل جامه مستمندى پوشاند). مودت و دوستى خويشاوندى (تازه اى ) است كه بدست آورده اى و فقير خوشرفتار بهتر از داراى جفاكار است ، پند و موعظه ، پناهگاه شخص پذيرنده و نگهدار بدان است ، و هر كه ديده (يا زبانش ) را رها كند (كه به هر جا نگاه كند، يا هر چه خواهد بگويد) حسرت و افسوسش زياد باشد، روزگار سپاسگذارى خود را بر كسيكه بخواسته اش رسيده واجب داند (كنايه از اين است كه به ندرت كسى در دنيا بخواسته اش رسد). و كم اتفاق افتد كه زبان در انتشار سخن زشت و نيكو با تو از روى انصاف و عدالت رفتار كند (يعنى در مورد مدح و ذم كسى نتوانى اعتدال را مراعات كنى بلكه در هر دو مورد از حد تجاوز خواهى كرد)، و هر كه تنگ خلق باشد خاندانش او را خوش ندارند و هر كه (به چيزى مانند دولت يا مال يا علم و غيره ) رسيد فخر و گردن فرازى كند، و كم است كه آرزو با تو راست گويد (و آنچه آرزو دارى بدان برسى ) فروتنى جامه هيبت و بزرگى بر تو بپوشاند، و در خوش خلقى گنجهاى روزى (نهفته ) است ، چه بسا كسيكه ملازم گناه خويش است در آخرين روزهاى عمر خود (يعنى انسان بايد هميشه از گناه پرهيز كند چون ممكن است هر روز آخر عمر او باشد) هر كه را شرم و حياء جامه در برش كند عيبش بر مردم پوشيده ماند، در گفتار ميانه رو باش كه هر كه ميانه روى در گفتار داشت كار بر او آسان گردد (يعنى از افراط در گفتار و مبالغه بپرهيز زيرا اثبات حرفهاى بزرگ دشوار است ) رشد و هدايت تو در مخالفت با نفس است ، كسيكه روزگار (و تحولات آن را) شناخت از آمادگى غافل نگردد، هان ! كه با هر نوشيدنى گلو شكستنى و با هر لقمه اى گلوگيرى است ، به نعمتى نرسى جز برفتن نعمت ديگرى ، هر جاندارى قوتى دارد، و هر دانه اى خورنده اى ، و تو قوت مرگى
بدانيد اى مردم كه هر كه روى زمين گام زند در دل آن جاى گيرد، و شب و روز ستيزه كنند - و در نسخه اى است كه بر هم سبقت گيرند - در نابودى عمرها.
اى مردم ناسپاسى نعمت (از) پستى است ، و هم نشينى نادان شوم است ، به راستى كه نرمى در سخن از كرم (وجود) است ، اظهار به زبان (يعنى پند و نصيحت زبانى يا نرمش در گفتار) و فاش سلام كردن از زمره عبادت است ، بر تو باد به نيرنگ بازى كه اينكار اخلاق مردم پست است ، هر جوينده اى بخواسته اش نرسد، و هر غائبى باز نگردد، به كسى كه از تو دورى كند دل مبند (مقصود مردم دنيا و يا خود دنيا است ) چه بسا دورى كه نزديكتر از نزديك است (چون مرگ ) پيش از رفتن به راهى رفيق راه را بجوى و پيش از (خريد و تهيه ) خانه همسايه اش را جويا شو، هان ! هر كه در راه شتاب كند (بزودى بمقصد و) به استراحت رسد، عيب برادرت را كه (مانندش را) در خود سراغ دارى بپوش (يا چنانچه خودت دوست ندارى پرده ات را در مورد عيبت بدرند تو هم پرده پوش ديگران باش ). لغزش دوستت را ناديده گير براى روزى كه دشمنت بر تو چيره گردد (يعنى با ديدن لغزشى از دوست خود و برو آوردن آن او را از خويش مرنجان و براى روز گرفتارى او را نگهدار) كسيكه خشم گيرد بر آنكس كه خود نيروى زيان رساندن به او را ندارد اندوهش طولانى گردد و خويش را در عذاب و شكنجه (روحى ) اندازد هر كه از پروردگار خود بترسد از ستمش خوددارى كند، و در نسخه اى است كه هر كه از پروردگار خويش بترسد (خدا) عذابش را از او بگرداند - هر كه در سخن راه انحراف نپويد فخر و بزرگى خويش را آشكار سازد، و هر كه خير را از شر نشناسد چون حيوانى باشد، به راستى كه از كارهاى فاسد تباه كردن توشه (راه ) است ، چه كوچك است مصيبت نسبت به نيازمندى بزرگ فرداى قيامت (يعنى مصيبت دنيائى هر چه بزرگ باشد در برابر اجرى كه خدا در قيامت با كمال نيازمندى شخص به انسان مى دهد كوچك است ) دريغا، دريغا، شما از هم دور و ناآشنا نيستيد جز به خاطر نافرمانيها و گناهان (يعنى گناهان است كه شما را با هم نا آشنا و از هم دور كرده ، و شايد مقصود گناهان درونى چون كبر و حسد و كينه و علاقه بدنيا و امثال آن باشد كه موجب دورى افراد از يكديگر است ) وه كه چه نزديك است آسايش به رنج ، و سختى و دشوارى به نعمت و فراخى (يعنى نه با آسايش دنيا مى توان خوشحال و مطمئن شد و نه به سختى آن بد حال و مايوس گشت ) شر و بدى آن نيست كه بهشت در دنبال دارد و خير و خوبى آن نيست كه دوزخ از پى دارد. هر نعمتى جز بهشت كوچك است ، و هر بلائى در كنار دوزخ تندرستى و عافيت است هنگامى درست كردن (و پاك ساختن ) درونها گناهان بزرگ ظاهر گردد، كار پاك انجام دادن از خود كار سخت تر است ، و خالص كردن نيت براى اهل عمل از جهاد طولانى با دشمن سخت تر است ، دريغا كه اگر ملاحظه تقوى و پرهيزكارى نبود من سياستمدارترين عرب بودم
اگر پاى بند من ايمان نبودى
|
|
حريفم زبر دست دوران نبودى
|
اى مردم همانا خداى تعالى به پيامبرش محمد وعده (مقام ) وسيله را داده ، و وعده او حق است و خدا هرگز خلف وعده نمى كند، هان ! كه وسيله : نردبان بهشت است (و ممكن است (على ) در اصلى (اعلى ) يعنى برترين درجات بهشت بوده و تصحيف شده باشد) و برترين درجات قرب بحق و آخرين حد هر آرزويى است ، مقامى است هزار پله دارد، و ميان هر پله تا پله ديگر باندازه يكصد سال دويدن اسب تندرو است ، يك پله مرواريد، و پله ديگر گوهر و پله زبرجد، و پله لؤ لؤ ، و پله ياقوت ، و پله زمرد، و پله مرجان ، و پله كافور، و پله عنبر، پله اى از عود، پله طلا، پله اى از ابر، تا برسد به پله از هوا، و برسد به پله هوا، و برسد به پله اى از نور كه آنجا مشرف بر همه بهشتها است ، و رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
در آنروز روى آن پله نشسته و دو جامه نرم بتن كرده يكى از آن جامه ها از رحمت خدا و جامه ديگر از نور خدا است ، تاج پيامبرى بر سر دارد و روى آن تاج اكليل رسالت قرار دارد، به نور آنحضرت تمام صحراى محشر روشن شود، و من نيز در آنروز بر پله پائين تر از پله او قرار دارم و دو جامه لطيف در بر دارم يكى از ارغوان نور و يكى از كافور، و پيمبران و رسولان نيز بر پله هاى ديگر ايستاده اند و بزرگان زمانه و حجتهاى روزگار نيز در سمت راست مايند كه جامه هائى از نور و كرامت آنانرا پوشانده ، نبيند ما را فرشته و نه پيامبر مرسلى جز آنكه از انوار ما مبهوت و از درخشندگى و جلالت ما در شگفت شود، و در طرف راست (مقام ) وسيله سمت راست رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
ابرى است كه بقدر ديد چشم گسترده است و از آن ابر ندا رسد: اى اهل محشر خوشا به حال كسى كه دوست دارد وصى (پيغمبر) را و ايمان دارد به پيامبر امى (منسوب به مكه ) عرب ، و هر كه كفر ورزيده دوزخ وعده گاه او است ، و از سمت چپ وسيله از طرف چپ رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
ابرى است كه از آن نداء آيد: اى اهل محشر خوشا به حال كسيكه دوست دارد وصى (پيغمبر) را و ايمان دارد به پيامبر امى (منسوب به مكه ) سوگند بدانكه فرمانروائى اعلا (و برتر) از اوست هيچكس رستگار نشود و روى آسايش و بهشت را نبيند جز آنكه آفريدگار خود را از روى اخلاق نسبت به آن دو ديدار كند و به اختران (امامان از فرزندان ) آن دو اقتداء كند، اى اهل ولايت خدا، به روسفيدى خود و به شرافت جايگاه و بازگشتگاه گرامى و به كاميابى خود كه در آنروز بر تختهايى در برابر همديگر يقين داشته باشيد، و اى مردمان منحرف و باز دارنده از خداى عزوجل و رسول او و راه او و بزرگان زمانه ، شما نيز يقين كنيد به رو سياهى خود و خشم پروردگارتان به كيفر آنچه كرده ايد، و هيچ رسول و پيامبرى در گذشته نبوده است جز آنكه امت خود را به پيامبر مرسل پس از خود خبر داده و به آمدن رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
آنها را مژده داده ، و قوم خود را به پيروى از او سفارش كرده ، و آنحضرت را براى قوم خود توصيف كرده تا او را به صفاتش بشناسند، و از احكام و قوانينش پيروى كنند، و پس از او به گمراهى نيفتند، تا هر كه به نابودى و گمراهى افتاد پس از رفع عذر و بيم دادن از روى دليل و تعيين حجت حق باشد.
و از اين رو امتها (پيش از ظهور پيامبر اسلام ) هميشه در اميد آمدن رسولان و ظهور پيمبران بودند و اگر با رفتن پيامبرى به مصيبت فقدان او دچار مى گشتند با اينكه فقدان آنان براى مردم مصيبتى بزرگ و فاجعه ناگوارى بود ولى باز دامنه آرزوى آنها (در آمدن پيامبران بعدى ) وسيع بود، و هيچ مصيبتى بزرگتر و فاجعه اى ناگوارتر از مصيبت فقدان رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
نبود زيرا خداوند با رحلت آنحضرت بيم دادن و عذر برقرار كردن را براى مردم پايان داد، و بوسيله او احتجاج و عذر ميان خود و خلق خود را قطع فرمود، و او را وسيله و نگهبانى در بين خود و بندگانش قرار داد كه عملى را جز بوسيله او نپذيرد، و تقرب بدرگاهش نشود جز با فرمانبردارى او.
و خداى تعالى در آيه محكم قرآنش فرمود: (هر كه از اين پيغمبر فرمان برد، فرمان خدا را برده ، و هر كه پشت كند ما تو را به نگهبانى آنان نفرستاده ايم ) (سوره نساء آيه ٨٠) و با اين سخن فرمانبردارى خود را بفرمانبردارى از او پيوست كرد، و نافرمانيش را به نافرمانى از او، پس همين (آيه ) دليل است بر آنچه بدو و واگذار شده و گواهى است براى او بر كسى كه پيروى و يا نافرمانيش كند، و اين مطلب را در چند جاى از قرآن بزرگ خود بيان فرموده ، پس در آنجا كه مردم را به پيروى از او وا ميدارد و به تصديق او و پذيرفتن دعوتش تشويق كند فرمايد: (بگو اگر خدا را دوست داريد پيروى مرا كنيد تا خدايتان دوست بدارد و گناهانتان را بيامرزد) (سوره آل عمران آيه ٣١) و با اين ترتيب پيروى آنحضرتصلىاللهعليهوآلهوسلم
دوستى خدا است و خشنودى او (موجب ) آمرزش گناهان و رستگارى كامل و واجب شدن بهشت است ، و در رو گرداندن از آنحضرت و اعراض از او ستيزه جوئى با خدا و خشم و غضب و دورى از او است كه (انسانرا) در دوزخ جاى دهد و اين است معناى گفتار خداوند كه مى فرمايد:
(و هر كه از اين دسته ها بدو كافر شود دوزخ جايگاه او است ) (سوره هود آيه ١٧) و مقصود از كفر انكار و نافرمانى او است ، چونكه خداوند تبارك و تعالى بوسيله من بندگانش را آزمايش كرد و بدست من مخالفين خود را كشت و به شمشير من منكرانش را نابود كرد، و مرا وسيله تقرب مؤ منان و حوضهاى مرگى براى سركشان و شمشيرى بر بزهكاران قرار داد. و بوسيله من پشت رسول خود را محكم كرد و به يارى او گراميم داشت ، و به دانش او شرافتم داد، و به احكام او عطايم بخشيد، و به مقام وصيت او ويژه ام ساخت ، و به جانشينى او در ميان امتش برگزيدم ، پس در هنگامى كه مهاجر و انصار گرد او را گرفته بودند و (از كثرت جمعيت ) جا بر آنها تنگ شده بود فرمود:
اى مردم ! همانا مقام على در پيش من چون هارون است در نزد موسى جز آنكه پيامبرى پس از من نيست ، پس مؤ منان از جانب خدا سخن رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
را فهميدند، زيرا دانستند كه من برادر پدر و مادرى رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
كه نيستم چنانچه هارون برادر پدر و مادرى موسى بود، و پيامبر هم نخواهم بود كه درخواست نبوت كنم ، ولى مقصود از اين سخن جانشينى من بود چنانچه موسى هارون را جانشين خود ساخت در آنجا كه مى فرمايد: (ميان قوم من جانشين من باش و به اصلاح (كارشان ) بپرداز و از راه تبهكاران پيروى مكن ) (سوره اعراف آيه ١٤٢) و گفتار ديگر رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
هنگامى كه جمعى گفتند: مائيم دوستان نزديك (و سرپرستان پس از) رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
، پس رسول خدا به سفر حجة الوداع رفت و سپس به غدير خم آمد و در آنجا دستور داد شبيه منبرى برايش ساختند و بالاى آن رفت و بازوى مرا گرفته بلند كرد بدانسان كه زير بغلش نمودار شد و با آواز بلند در آن انجمن فرمود:
(هر كه را من سرور و مولى هستم على سرور و مولاى او است ، خدايا دوست بدار هر كه دوستش دارد و دشمن بدار هر كه دشمنش دارد) پس روى دوستى من است دوستى خدا، و روى دشمنى من است دشمنى خدا، و خداى عزوجل درباره جريان آنروز (اين آيه را) نازل فرمود: (امروز دين شما را برايتان كامل كردم و نعمت خود را بر شما تمام كردم و اسلام را دين شما انتخاب كردم ) (سوره مائده آيه ٣) پس ولايت من كمال دين و انتخاب و پسند پروردگار جل ذكره گرديد.
و نازل فرمود خداى تبارك و تعالى در مورد خصوص من و گرامى داشت من و بزرگى من و فضيلتى كه رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
به من داد اين گفتار را كه مى فرمايد: (سپس برگردانده شوند به سوى خدا، مولاى حقيقى ايشان ، هان كه حكم (و داورى ) از آن او است و او سريعترين حسابگران است ) (سوره انعام آيه ٦٢). (ظاهرا مقصود اين است كه عنوان (مولى ) كه خدا و رسول او هر دو خود را بدان ناميده اند اين عنوان را خداوند به من داده و مرا از ميان امت بدين نام و عنوان مخصوص داشته است و اين بخاطر بزرگداشت و فضيلت من بوده ، و ممكن است مقصود اين باشد كه مولى در كلام رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
بهمان معنى است كه در اين آيه است ، و جمله (و انزل الله تبارك وتعالى ...) مربوط به آيه سابقه باشد...)
در من منقبتهائى وجود دارد كه اگر آنها را به زبان آرم ارتفاع بناى آنها بزرگ و در نتيجه زمان گوش دادن بدانها نيز طولانى گردد.
و اگر در برابر من آندو بخت برگشته پيراهن خلافت را بر تن كردند و در آنچه حقى بدان نداشتند با من ستيزه جستند و از روى گمراهى بر مسند آن سوار شدند و از روى نادانى آن را بخود بستند (يا از خود دانستند) پس به بد جايگاهى در آيند و چه بد است آنچه را براى خود آماده و تهيه كردند.
در خانه گور (و عالم برزخ و قيامت ) به يكديگر لعنت كنند و هر كدام آنها از ديگرى بيزارى جويد، و چون به رفيق خود برخورد، بدو گويد: (اى كاش فاصله ميان من و تو فاصله شرق و مغرب بود كه چه بد هم نشينى بودى ) و آن بخت بر گشته با حالى نزار پاسخش دهد: (اى كاش من تو را دوست نمى گرفتم كه به راستى از ذكرى كه برايم آمده بود گمراهم ساختى و شيطان خوار كننده انسانى است ).
و منم مقصود از ذكرى كه (آن بخت بر گشته ) از آن گمراه شد، و آن راهى كه از آن منحرف گشت و آن ايمانى كه بدان كفر ورزيد، و آن قرآنى كه از آن دورى كرد، و آن دينى كه آنرا دروغ پنداشت ، و آن راهى كه از آن كناره گرفت
و اگر چريدند آن دو نفر در علف خشكيده چيده شده ؛ و چراگاه فريبنده دنياى ناپايدار و خود را به لب پرتگاه دوزخ كشاندند، اينكار آنانرا به بد جايگاهى وارد كند، در ميان نوميدترين واردين و ملعون ترين وارد شدگان ، به لعن به يكديگر فرياد كشند و با حسرت و افسوس (چون حيوانات ) ناله كنند راحت و آسايشى ندارند و از عذاب و شكنجه شان چاره و گريزى نيست
اين مردم (سالهاى طولانى ) هم چنان بتها را پرستش و در بتخانه ها خدمتكارى كردند، براى آنها مراسمى بر پا مى داشتند و نذر و قربانى براى آنها مى كردند و براى آنها: (بحيرة ) و (وصيلة ) و (سائبة ) و (حام ) (حيواناتى بوده كه در زمان جاهليت روى عقائدى آنها را خاص خدا مى دانستند و استفاده آنانرا بر خود حرام مى كردند) و با ازلام (چوبه هاى تير مخصوص ) قرعه مى زدند، و از خداى عز ذكره بى خبر گشته و از راه راست سرگردان شده بودند، و به موجبات دورى از حق مى شتافتند، شيطان بر آن ها چيره گشته ، و تاريكى دوران جاهليت آنها را فرا گرفته و شير خوردن و از شير گرفتنشان بر جهالت و گمراهى بود (و پايه تمام كارهاشان از آغاز تا انجام بر نادانى و گمراهى ريخته شده بود)
در چنين موقعيتى خداوند ما را از روى رحمت براى آنها فرستاد، و از نظر مهر ورزى بر آنها ظاهر ساخت ، و پرده ها را بوسيله ما كنار زد تا نورى باشد براى هر كه خواهد نور گيرد، و فضيلتى باشد براى هر كه پيروى آن كند، و كمكى باشد براى هر كه آن را باور كند.
(با اين مهر و رحمت حق ) اينان پس از خوارى در مسند عزت قرار گرفتند، و پس از اينكه اندك بودند بسيار گشتند، هيبت آنها در دلها و ديده ها جايگير شد، و سركشان و طوائف آنها در برابر شان تسليم گشتند، و به نعمتى رسيدند كه سر زبانها افتاد، و به آسانى به مقامى گرامى نائل شدند، و پس از بيم و خوف به آسايش و امنيت رسيدند، و پس از پراكندگى مجتمع گشتند، مفاخر معدبن عدنان (پدر عرب ) بما درخشندگى گرفت ، ما آنها را به دهليز هدايت برديم و (بدارالسلام بهشت يا) به خانه امنيت و تندرستى وارد كرديم ، و جامه ايمان بر تنشان پوشانديم ، و بواسطه ما بر جهانيان پيروز گشتند، و در روزگار رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
آثار مردمان شايسته در ايشان ظاهر شد مانند مدافع شمشير زن ، و نمازگزار خدا جو، و گوشه نشين پارسا، امانت دارى را آشكار ساختند و بكارهاى ثواب دست زدند (يا به زيارت خانه كعبه مى آمدند) تا چون خداى عزوجل پيامبرشصلىاللهعليهوآلهوسلم
را بخواند و به سوى خود بالا برد چيزى پس از او نگذشت جز مانند چشم بر هم زدن يا جهيدن برق كه به عقب باز گشتند و پشت كردند و به خونخواهى برخاستند و لشكرها كشيدند، و در (خانه رسول خدا) را بستند، و خانه ها را شكستند، و آثار رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
را زيرو رو كردند و از احكام آنحضرت رو گرداندند و از انوار او دور گشتند، و به جاى جانشينى كه او تعيين كرده بود ديگرى را از روى ستم به جانشينى گماشتند و چنين پنداشتند كه آنكس را كه خود از خاندان ابى قحافة انتخاب كردند به جانشينى رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
سزاوارتر از آنكس كه خود رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
به جانشينى خود انتخاب فرموده بود، و خيال كردند مهاجر خاندان ابى قحافه بهتر از مهاجر و هم انصار ربانى و صاحب راز خدا و رسولش از خاندان بنى هاشم مى باشد.
بدانيد كه نخستين شهادت بنا حقى كه در اسلام اتفاق افتاد گواهى آنها بود كه درباره رفيقشان دادند و گفتند: او را رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
به جانشينى منصوب داشته ، و چون جريان سعد بن عباده پيش آمد (و آن سخنان را در مورد غصب خلافت به عمر و ديگران گفت ) از اين سخن برگشته و گفتند: رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
از اين جهان رفت و كسى را به جانشينى منصوب نفرمود، پس رسول خداصلىاللهعليهوآلهوسلم
آن مرد پاك و مبارك نخستين كسى بود كه در اسلام بنا حق بر عليه او گواهى دادند، و بزودى دريابند سر انجام آنچه را پيشينيان ايشان پى ريزى كردند، و اگر (مى بينيد كه ) اينان در مهلتى فراخ و در عمرى مقدر و وسعت زمان بازگشت و غرور تدريجى و آرامش حال و رسيدن به آرزو هستند (شگفت نيست و) بايد بدانيد كه خداى عزوجل به شداد بن عاد و ثمود بن عبود و بلعم بن باعورا نيز مهلت داد و نعمتهاى آشكار و نهان خويش را برايشان كامل كرد و بوسيله مالها و عمرهاى طولانى كمكشان داد، و زمين بركات خويش را به آنها ارزانى داشت تا بلكه متذكر نعمتهاى الهى گردند و نهى و بيم او و راه بازگشت بدرگاهش را بشناسند و از گردنكشى دست بدارند.
و چون دوران آنها بسر رسيد و لقمه مقدر ايشان پايان يافت خداى عزوجل ايشانرا بر گرفت و از بيخ و بن بر كند، گروهى را به سنگريزه دچار كرد، و برخى را صيحه آسمانى فرا گرفت ، و برخى را ابر آتش بار بسوزاند، و برخى را زلزله نابود كرد، و برخى در زمين فرو رفتند (و چنان نبود كه خدا برايشان ستم كند ولى خودشان بودند كه بخود ستم مى كردند).
بدانيد كه هر دورانى را دفترى است و چون به آخر رسيد در آن هنگام اگر پرده به يك سو رود و ببينى آنجائى را كه ستمكاران بدانجا سرنگون كردند و زيانكاران بدانجا باز گردند همانا بدرگاه خداى عزوجل مى گريختى از آنچه آنها در آن گرفتارند و بدان باز گردند.
هان : اى مردم من در ميان شما مانند هارونم در ميان فرعونيان ، و چون دروازه (حطه ) (كه بنى اسرائيل مامور شدند از آن بگذرند تا گناهشان بريزد) در ميان بنى اسرائيل ، و چون كشتى نوح هستم در ميان قوم نوح ، منم نبا عظيم (خبر بس بزرگ ) و صديق اكبر (راستگوى بزرگ ) و بزودى وعده هائى را كه به شما داده شده خواهيد دانست ، و آيا جز اين است كه اين دنيا جز انگشت ليس خورنده اى است و مزه چش نوشنده و چرت زدن شخص خواب آلودى مى باشد، و پس از آن گناهان هلاكت بار گريبانگير آنها شده و موجب رسوائى دنيا و آخرتشان گردد و سپس به سخت ترين عذاب باز گردند، و خدا از كارهائى كه مى كنند غافل نيست
پس چيست سزاى آنكس كه از راه روشن خود منحرف گشته و حجت و دليل روشنش را منكر شده و با هدايت خود مخالفت كرده ، و از نور خود به يك سو و در تاريكى فرو رفته و به جاى آب سراب را گرفته و نعمت را به عذاب تبديل كرده و به جاى رستگارى به بدبختى گرائيده و خوشى را با دشوارى و فراخى را با سختى عوض كرده ، جز سزاى ارتكاب گناهانش و بدى خلاف كاريش ، پس بايد يقين كنند به وعده خدا از روى حقيقت ، و بدانچه وعده داده شده اند قطع پيدا كنند (روزى كه صيحه آسمانى را بحق بشنوند اين روز بيرون شدن است ، مائيم كه زنده كنيم و بميرانيم و سرانجام سوى ماست ، روزى كه زمين براى در آمدنشان شكافته شود و شتابان شوند...) تا آخر سوره (ق ). )