صحیفه سجادیه

صحیفه سجادیه9%

صحیفه سجادیه نویسنده:
محقق: علی عطائی اصفهانی
مترجم: علی عطائی اصفهانی
گروه: امام سجاد علیه السلام

صحیفه سجادیه
  • شروع
  • قبلی
  • 60 /
  • بعدی
  • پایان
  •  
  • دانلود HTML
  • دانلود Word
  • دانلود PDF
  • مشاهدات: 23562 / دانلود: 3990
اندازه اندازه اندازه
صحیفه سجادیه

صحیفه سجادیه

نویسنده:
فارسی

کتاب صحیفه سجادیه، مجموعه‌ای از دعاها و مناجات امام چهارم شیعیان، زین العابدین علی بن الحسین است.از برترین کتب عارفانه و عاشقانه ی مناجات و رازو نیاز با معبود است.
این کتاب به «انجیل اهل بیت» و «زبور آل محمد» و «اخت القرآن» معروف است و شامل بسیاری از حقایق علوم و معارف اسلامی و عرفانی، و قوانین و احکام شرعی و مسائل حساس سیاسی و اجتماعی و تربیتی و اخلاقی است که در شکل و قالب دعا امام بدانها اشاره کرده‌است.
کتاب حاضر صحیفه کامل سجادیه است که با ترجمه و تعلیقات علامه ابوالحسن شعرانی به زیور طبع آراسته شده است.
شعرانی که در فلسفه و طب و ریاضیات و نجوم و فقه و منطق و ادبیات چیره دست بود،و برخی او را شیخ بهایی قرن لقب می دادند با ترجمه ای روان و زیبا و سجع آمیز از صحیفه و پاورقی های راهگشا و ارزشمندش در سودمند کردن این اثر جاویدان عارفانه و عاشقانه سهم خویش را ادا کرده است.

مقدمه صحيفه

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(۱) حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الْأَجَلُّ، نَجْمُ الدِّينِ، بَهَاءُ الشَّرَفِ، أَبُو الْحَسَنِ:

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيٌّ الْحُسَيْنِيٌّ - رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(۲) قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ السَّعِيدُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ، الْخَازِنُ لِخِزَانَةِ مَوْلانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِى شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ.

(۳) قَالَ: سَمِعْتُهَا عَنِ الشَّيْخِ الصَّدُوقِ، أَبِى مَنْصُورٍ: مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيِّ الْمُعَدِّلِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ أَبِى الْمُفَضَّلِ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيِّ

(۴) قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -

(۵) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّابٍ الزَّيَّاتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ

(۶) قَالَ: حَدَّثَنِى خَالِى: عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمُ

(۷) قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّلٍ الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ: مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ.

(۸) قَالَ: لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خُرَاسَانَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

(۹) فَقَالَ لِى: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ قُلْتُ: مِنَ الْحَجِّ

(۱۰) فَسَأَلَنِى عَنْ أَهْلِهِ وَ بَنِى عَمِّهِ بِالْمَدِينَةِ وَ أَحْفَى السُّؤَالَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَأ خْبَرْتُهُ بِخَبَرِهِ وَ خَبَرِهِمْ وَ حُزْنِهِمْ عَلَى أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ -

(۱۱) فَقَالَ لِى: قَدْ كَانَ عَمِّى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَشَارَ عَلَى أَبِى بِتَرْكِ الْخُرُوجِ وَ عَرَّفَهُ إِنْ هُوَ خَرَجَ وَ فَارَقَ الْمَدِينَةَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ مَصيرُ أَمْرِهِ فَهَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَمِّى جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ -؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

(۱۲) قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئا مِنْ أَمْرِى؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

(۱۳) قَالَ: بِمَ ذَكَرَنِى؟ خَبِّرْنِى، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَقْبِلَكَ بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ.

(۱۴) فَقَالَ: أَ بِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِى؟ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّكَ تُقْتَلُ وَ تُصْلَبُ كَمَا قُتِلَ أَبُوكَ وَ صُلِبَ

(۱۵) فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَ قَالَ: يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ۱۳: ۳۹، يَا مُتَوَكِّلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَيَّدَ هَذَا الْأَمْرَ بِنَا وَ جَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَ السَّيْفَ فَجُمِعَا لَنَا وَ خُصَّ بَنُو عَمِّنَا بِالْعِلْمِ وَحْدَهُ.

(۱۶) فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاءَكَ إِنِّى رَأَيْتُ النَّاسَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَمْيَلَ مِنْهُمْ إِلَيْكَ وَ إِلَى أَبِيكَ

(۱۷) فَقَالَ: إِنَّ عَمِّى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ ابْنَهُ جَعْفَرا - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - دَعَوَا النَّاسَ إِلَى الْحَيَاةِ وَ نَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْمَوْتِ

(۱۸) فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ هُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ مَلِيّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّ مَا نَعْلَمُ، وَ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا يَعْلَمُونَ

(۱۹) ثُمَّ قَالَ لِى: أَ كَتَبْتَ مِنِ ابْنِ عَمِّى شَيْئا؟ قُلْتُ: نَعَمْ

(۲۰) قَالَ: أَرِنِيهِ فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ وُجُوها مِنَ الْعِلْمِ وَ أَخْرَجْتُ لَهُ دُعَاءً أَمْلاهُ عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَ حَدَّثَنِى أَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - أَمْلاهُ عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ دُعَاءِ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ

(۲۱) فَنَظَرَ فِيهِ يَحْيَى حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِ، وَ قَالَ لِى: أَ تَأْذَنُ فِى نَسْخِهِ؟ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَسْتَأْذِنُ فِيمَا هُوَ عَنْكُمْ؟

(۲۲) فَقَالَ:

أَمَا لَأُخْرِجَنَّ إِلَيْكَ صَحِيفَةً مِنَ الدُّعَاءِ الْكَامِلِ مِمَّا حَفِظَهُ أَبِى عَنْ أَبِيهِ وَ إِنَّ أَبِى أَوْصَانِى بِصَوْنِهَا وَ مَنْعِهَا غَيْرَ أَهْلِهَا.

(۲۳) قَالَ عُمَيْرٌ:

قَالَ أَبِى: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَ قُلْتُ لَهُ: وَ اللَّهِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّى لَأَدِينُ اللَّهَ بِحُبِّكُمْ وَ طَاعَتِكُمْ، وَ إِنِّى لَأَرْجُو أَنْ يُسْعِدَنِى فِى حَيَاتِى وَ مَمَاتِى بِوَلايَتِكُمْ

(۲۴) فَرَمَى صَحِيفَتِىَ الَّتِى دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ إِلَى غُلامٍ كَانَ مَعَهُ وَ قَالَ: اكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ بِخَطٍّ بَيِّنٍ حَسَنٍ وَ اعْرِضْهُ عَلَيَّ لَعَلِّى أَحْفَظُهُ فَإِنِّى كُنْتُ أَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَرٍ - حَفِظَهُ اللَّهُ - فَيَمْنَعُنِيهِ.

(۲۵) قَالَ مُتَوَكِّلٌ فَنَدِمْتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ وَ لَمْ أَدْرِ مَا أَصْنَعُ، وَ لَمْ يَكُنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - تَقَدَّمَ إِلَيَّ أَلا أَدْفَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.

(۲۶) ثُمَّ دَعَا بِعَيْبَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ وَ قَبَّلَهُ وَ بَكَى، ثُمَّ فَضَّهُ وَ فَتَحَ الْقُفْلَ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ.

(۲۷) وَ قَالَ: وَ اللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ لَوْ لا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّى إِنَّنِى أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَ لَكُنْتُ بِهَا ضَنِينا.

(۲۸) وَ لَكِنِّى أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ أَخَذَهُ عَنْ آبَائِهِ وَ أَنَّهُ سَيَصِحُّ فَخِفْتُ أَنْ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا الْعِلْمِ إِلَى بَنِى أُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوهُ وَ يَدَّخِرُوهُ فِى خَزَائِنِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ.

(۲۹) فَاقْبِضْهَا وَ اكْفِنِيهَا وَ تَرَبَّصْ بِهَا فَإِذَا قَضَى اللَّهُ مِنْ أَمْرِى وَ أَمْرِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاضٍ فَهِىَ أَمَانَةٌ لِى عِنْدَكَ حَتَّى تُوصِلَهَا إِلَى ابْنَيْ عَمِّي: مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - فَإِنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِى هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي.

(۳۰) قَالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَقَبَضْتُ الصَّحِيفَةَ فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ صِرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى، فَبَكَى وَ اشْتَدَّ وَجْدُهُ بِهِ.

(۳۱) وَ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ عَمِّى وَ أَلْحَقَهُ بِآبَائِهِ وَ أَجْدَادِهِ.

(۳۲) وَ اللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ مَا مَنَعَنِى مِنْ دَفْعِ الدُّعَاءِ إِلَيْهِ إِلا الَّذِى خَافَهُ عَلَى صَحِيفَةِ أَبِيهِ، وَ أَيْنَ الصَّحِيفَةُ؟ فَقُلْتُ هَا هِىَ، فَفَتَحَهَا وَ قَالَ: هَذَا وَ اللَّهِ خَطُّ عَمِّى زَيْدٍ وَ دُعَاءُ جَدِّى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ -

(۳۳) ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ: قُمْ يَا إِسْمَاعِيلُ فَأْتِنِى بِالدُّعَاءِ الَّذِى أَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَ صَوْنِهِ، فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً كَأَنَّهَا الصَّحِيفَةُ الَّتِى دَفَعَهَا إ لَيَّ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ

(۳۴) فَقَبَّلَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ قَالَ: هَذَا خَطُّ أَبِى وَ إِمْلاءُ جَدِّى - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - بِمَشْهَدٍ مِنِّى.

(۳۵) فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَعْرِضَهَا مَعَ صَحِيفَةِ زَيْدٍ وَ يَحْيَى؟ فَأَذِنَ لِى فِى ذَلِكَ وَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُكَ لِذَلِكَ أَهْلا

(۳۶) فَنَظَرْتُ وَ إِذَا هُمَا أَمْرٌ وَاحِدٌ وَ لَمْ أَجِدْ حَرْفا مِنْها يُخَالِفُ مَا فِى الصَّحِيفَةِ الْأُخْرَى

(۳۷) ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِى دَفْعِ الصَّحِيفَةِ إِلَى ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ۴: ۵۸، نَعَمْ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِمَا.

(۳۸) فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَائِهِمَا قَالَ لِى: مَكَانَكَ.

(۳۹) ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَا فَقَالَ: هَذَا مِيرَاثُ ابْنِ عَمِّكُمَا يَحْيَى مِنْ أَبِيهِ قَدْ خَصَّكُمْ بِهِ دُونَ إِخْوَتِهِ وَ نَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُمَا فِيهِ شَرْطا.

(۴۰) فَقَالا: رَحِمَكَ اللَّهُ قُلْ فَقَوْلُكَ الْمَقْبُولُ

(۴۱) فَقَالَ: لا تَخْرُجَا بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ

(۴۲) قَالا: وَ لِمَ ذَاكَ؟

(۴۳) قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيْهَا أَمْرا أَخَافُهُ أَنَا عَلَيْكُمَا.

(۴۴) قَالا: إِنَّمَا خَافَ عَلَيْهَا حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ يُقْتَلُ.

(۴۵) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: وَ أَنْتُمَا فَلا تَأْمَنَّا فَوَ اللَّهِ إِنِّى لَأَعْلَمُ أَنَّكُمَا سَتَخْرُجَانِ كَمَا خَرَجَ، وَ سَتُقْتَلانِ كَمَا قُتِلَ.

(۴۶) فَقَامَا وَ هُمَا يَقُولانِ: لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

(۴۷) فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: يَا مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قَالَ لَكَ يَحْيَى إِنَّ عَمِّى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ ابْنَهُ جَعْفَرا دَعَوَا النَّاسَ إِلَى الْحَيَاةِ وَ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْمَوْتِ؟

(۴۸) قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَدْ قَالَ لِىَ ابْنُ عَمِّكَ يَحْيَى: ذَلِكَ

(۴۹) فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ يَحْيَى، إِنَّ أَبِى حَدَّثَنِى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ -:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - أَخَذَتْهُ نَعْسَةٌ وَ هُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ.

(۵۰) فَرَأَى فِى مَنَامِهِ رِجَالا يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى

(۵۱) فَاسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - جَالِسا وَ الْحُزْنُ يُعْرَفُ فِى وَجْهِهِ.

(۵۲) فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِهَذِهِ الاْيَةِ: «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْناكَ إِلا فِتْنَةً لِلنّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيانا كَبِيرا» ۱۷: يَعْنِى بَنِى أُمَيَّةَ.

(۵۳) قَالَ: يَا جِبْرِيلُ أَ عَلَى عَهْدِى يَكُونُونَ وَ فِى زَمَنِى؟

(۵۴) قَالَ: لا، وَ لَكِنْ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلامِ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ عَشْرا، ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَ ثَلاثِينَ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ خَمْسا، ثُمَّ لا بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلالَةٍ هِىَ قَائِمَةٌ عَلَى قُطْبِهَا، ثُمَّ مُلْكُ الْفَرَاعِنَةِ

(۵۵) قَالَ: وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِى ذَلِكَ: «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» ۹۷: ۱ - ۳تَمْلِكُهَا بَنُو أُمَيَّةَ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.

(۵۶) قَالَ: فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَنَّ بَنِى أُمَيَّةَ تَمْلِكُ سُلْطَانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مُلْكَهَا طُولَ هَذِهِ الْمُدَّةِ

(۵۷) فَلَوْ طَاوَلَتْهُمُ الْجِبَالُ لَطَالُوا عَلَيْهَا حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ تَعَالَى بِزَوَالِ مُلْكِهِمْ، وَ هُمْ فِى ذَلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَدَاوَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ بُغْضَنَا.

(۵۸) أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِمَا يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلُ مَوَدَّتِهِمْ وَ شِيعَتُهُمْ مِنْهُمْ فِى أَيَّامِهِمْ وَ مُلْكِهِمْ.

(۵۹) قَالَ:

وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْرا وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ» ۱۴: ۲۸ - ۳۹.

(۶۰) وَ نِعْمَةُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، وَ بُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ يُدْخِلُ النَّارَ

(۶۱) فَأَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - ذَلِكَ إِلَى عَلِيٍّ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ.

(۶۲) قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: مَا خَرَجَ وَ لا يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَى قِيَامِ قَائِمِنَا أَحَدٌ لِيَدْفَعَ ظُلْما أَوْ يَنْعَشَ حَقّا إ لا اصْطَلَمَتْهُ الْبَلِيَّةُ، وَ كَانَ قِيَامُهُ زِيَادَةً فِى مَكْرُوهِنَا وَ شِيعَتِنَا.

(۶۳) قَالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هَارُونَ: ثُمَّ أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - الْأَدْعِيَةَ وَ هِىَ خَمْسَةٌ وَ سَبْعُونَ بَابا، سَقَطَ عَنِّى مِنْهَا أَحَدَ عَشَرَ بَابا، وَ حَفِظْتُ مِنْهَا نَيِّفا وَ سِتِّينَ بَابا

(۶۴) وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ قَالَ: وَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رُوزْبِهَ أَبُو بَكْرٍ الْمَدَائِنِيُّ الْكَاتِبُ نَزِيلُ الرَّحْبَةِ فِى دَارِهِ

(۶۵) قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُطَهَّرِيُّ

(۶۶) قَالَ:

حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مُتَوَكِّلٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ

(۶۷) قَالَ: لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ إِلَى رُؤْيَا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - الَّتِى ذَكَرَهَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ - صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ -

(۶۸) وَ فِى رِوَايَةِ الْمُطَهَّرِيِّ ذِكْرُ الْأَبْوَابِ وَ هِىَ:

۱. التَّحْمِيدُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ

۲. الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ

۳. الصَّلاةُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ

۴. الصَّلاةُ عَلَى مُصَدِّقِى الرُّسُلِ

۵. دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَ خَاصَّتِهِ

۶. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَ الْمَسَاءِ

۷. دُعَاؤُهُ فِى الْمُهِمَّاتِ

۸. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِعَاذَةِ

۹. دُعَاؤُهُ فِى الاشْتِيَاقِ

۱۰. دُعَاؤُهُ فِى اللَّجَإِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى

۱۱. دُعَاؤُهُ بِخَوَاتِمِ الْخَيْرِ

۱۲. دُعَاؤُهُ فِى الاعْتِرَافِ

۱۳. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ الْحَوَائِجِ

۱۴. دُعَاؤُهُ فِى الظُّلامَاتِ

۱۵. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الْمَرَضِ

۱۶. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِقَالَةِ

۱۷. دُعَاؤُهُ عَلَى الشَّيْطَانِ

۱۸. دُعَاؤُهُ فِى الْمَحْذُورَاتِ

۱۹. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِسْقَاءِ

۲۰. دُعَاؤُهُ فِى مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ

۲۱. دُعَاؤُهُ إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ

۲۲. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الشِّدَّةِ

۲۳. دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَةِ

۲۴. دُعَاؤُهُ لِأَبَوَيْهِ

۲۵. دُعَاؤُهُ لِوُلْدِهِ

۲۶. دُعَاؤُهُ لِجِيرَانِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ

۲۷. دُعَاؤُهُ لِأَهْلِ الثُّغُورِ

۲۸. دُعَاؤُهُ فِى التَّفَزُّعِ

۲۹. دُعَاؤُهُ إِذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ

۳۰. دُعَاؤُهُ فِى الْمَعُونَةِ عَلَى قَضَاءِ الدَّيْنِ

۳۱. دُعَاؤُهُ بِالتَّوْبَةِ

۳۲. دُعَاؤُهُ فِى صَلاةِ اللَّيْلِ

۳۳. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِخَارَةِ

۳۴. دُعَاؤُهُ إِذَا ابْتُلِىَ أَوْ رَأَى مُبْتَلًى بِفَضِيحَةٍ بِذَنْبٍ

۳۵. دُعَاؤُهُ فِى الرِّضَا بِالْقَضَاءِ

۳۶. دُعَاؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ

۳۷. دُعَاؤُهُ فِى الشُّكْرِ

۳۸. دُعَاؤُهُ فِى الاعْتِذَارِ

۳۹. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ الْعَفْوِ

۴۰. دُعَاؤُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ

۴۱. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ السَّتْرِ وَ الْوِقَايَةِ

۴۲. دُعَاؤُهُ عِنْدَ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ

۴۳. دُعَاؤُهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلالِ

۴۴. دُعَاؤُهُ لِدُخُوْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ

۴۵. دُعَاؤُهُ لِوَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ

۴۶. دُعَاؤُهُ فِى عِيدِ الْفِطْرِ وَ الْجُمُعَةِ

۴۷. دُعَاؤُهُ فِى يَوْمِ عَرَفَةَ

۴۸. دُعَاؤُهُ فِى يَوْمِ الْأَضْحَى وَ الْجُمُعَةِ

۴۹. دُعَاؤُهُ فِى دَفْعِ كَيْدِ الْأَعْدَاءِ

۵۰. دُعَاؤُهُ فِى الرَّهْبَةِ

۵۱. دُعَاؤُهُ فِى التَّضَرُّعِ وَ الاسْتِكَانَةِ

۵۲. دُعَاؤُهُ فِى الْإِلْحَاحِ

۵۳. دُعَاؤُهُ فِى التَّذَلُّلِ

۵۴. دُعَاؤُهُ فِى اسْتِكْشَافِ الْهُمُومِ

(۶۹) وَ بَاقِى الْأَبْوَابِ بِلَفْظِ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -

(۷۰) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ

(۷۱) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّابٍ الزَّيَّاتُ

(۷۲) قَالَ حَدَّثَنِى خَالِى عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمُ

(۷۳) قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّلٍ الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ

(۷۴) قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ سَيِّدِى الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(۷۵) قَالَ: أَمْلَى جَدِّى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى أَبِى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلامُ - بِمَشْهَدٍ مِنِّى.

مقدمه صحيفه

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(۱) حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الْأَجَلُّ، نَجْمُ الدِّينِ، بَهَاءُ الشَّرَفِ، أَبُو الْحَسَنِ:

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيٌّ الْحُسَيْنِيٌّ - رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(۲) قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ السَّعِيدُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ، الْخَازِنُ لِخِزَانَةِ مَوْلانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِى شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ.

(۳) قَالَ: سَمِعْتُهَا عَنِ الشَّيْخِ الصَّدُوقِ، أَبِى مَنْصُورٍ: مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيِّ الْمُعَدِّلِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ أَبِى الْمُفَضَّلِ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيِّ

(۴) قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -

(۵) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّابٍ الزَّيَّاتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ

(۶) قَالَ: حَدَّثَنِى خَالِى: عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمُ

(۷) قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّلٍ الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ: مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ.

(۸) قَالَ: لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خُرَاسَانَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

(۹) فَقَالَ لِى: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ قُلْتُ: مِنَ الْحَجِّ

(۱۰) فَسَأَلَنِى عَنْ أَهْلِهِ وَ بَنِى عَمِّهِ بِالْمَدِينَةِ وَ أَحْفَى السُّؤَالَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَأ خْبَرْتُهُ بِخَبَرِهِ وَ خَبَرِهِمْ وَ حُزْنِهِمْ عَلَى أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ -

(۱۱) فَقَالَ لِى: قَدْ كَانَ عَمِّى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَشَارَ عَلَى أَبِى بِتَرْكِ الْخُرُوجِ وَ عَرَّفَهُ إِنْ هُوَ خَرَجَ وَ فَارَقَ الْمَدِينَةَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ مَصيرُ أَمْرِهِ فَهَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَمِّى جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ -؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

(۱۲) قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئا مِنْ أَمْرِى؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

(۱۳) قَالَ: بِمَ ذَكَرَنِى؟ خَبِّرْنِى، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَقْبِلَكَ بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ.

(۱۴) فَقَالَ: أَ بِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِى؟ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّكَ تُقْتَلُ وَ تُصْلَبُ كَمَا قُتِلَ أَبُوكَ وَ صُلِبَ

(۱۵) فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَ قَالَ: يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ۱۳: ۳۹، يَا مُتَوَكِّلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَيَّدَ هَذَا الْأَمْرَ بِنَا وَ جَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَ السَّيْفَ فَجُمِعَا لَنَا وَ خُصَّ بَنُو عَمِّنَا بِالْعِلْمِ وَحْدَهُ.

(۱۶) فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاءَكَ إِنِّى رَأَيْتُ النَّاسَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَمْيَلَ مِنْهُمْ إِلَيْكَ وَ إِلَى أَبِيكَ

(۱۷) فَقَالَ: إِنَّ عَمِّى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ ابْنَهُ جَعْفَرا - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - دَعَوَا النَّاسَ إِلَى الْحَيَاةِ وَ نَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْمَوْتِ

(۱۸) فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ هُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ مَلِيّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّ مَا نَعْلَمُ، وَ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا يَعْلَمُونَ

(۱۹) ثُمَّ قَالَ لِى: أَ كَتَبْتَ مِنِ ابْنِ عَمِّى شَيْئا؟ قُلْتُ: نَعَمْ

(۲۰) قَالَ: أَرِنِيهِ فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ وُجُوها مِنَ الْعِلْمِ وَ أَخْرَجْتُ لَهُ دُعَاءً أَمْلاهُ عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَ حَدَّثَنِى أَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - أَمْلاهُ عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ دُعَاءِ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ

(۲۱) فَنَظَرَ فِيهِ يَحْيَى حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِ، وَ قَالَ لِى: أَ تَأْذَنُ فِى نَسْخِهِ؟ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَسْتَأْذِنُ فِيمَا هُوَ عَنْكُمْ؟

(۲۲) فَقَالَ:

أَمَا لَأُخْرِجَنَّ إِلَيْكَ صَحِيفَةً مِنَ الدُّعَاءِ الْكَامِلِ مِمَّا حَفِظَهُ أَبِى عَنْ أَبِيهِ وَ إِنَّ أَبِى أَوْصَانِى بِصَوْنِهَا وَ مَنْعِهَا غَيْرَ أَهْلِهَا.

(۲۳) قَالَ عُمَيْرٌ:

قَالَ أَبِى: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَ قُلْتُ لَهُ: وَ اللَّهِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّى لَأَدِينُ اللَّهَ بِحُبِّكُمْ وَ طَاعَتِكُمْ، وَ إِنِّى لَأَرْجُو أَنْ يُسْعِدَنِى فِى حَيَاتِى وَ مَمَاتِى بِوَلايَتِكُمْ

(۲۴) فَرَمَى صَحِيفَتِىَ الَّتِى دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ إِلَى غُلامٍ كَانَ مَعَهُ وَ قَالَ: اكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ بِخَطٍّ بَيِّنٍ حَسَنٍ وَ اعْرِضْهُ عَلَيَّ لَعَلِّى أَحْفَظُهُ فَإِنِّى كُنْتُ أَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَرٍ - حَفِظَهُ اللَّهُ - فَيَمْنَعُنِيهِ.

(۲۵) قَالَ مُتَوَكِّلٌ فَنَدِمْتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ وَ لَمْ أَدْرِ مَا أَصْنَعُ، وَ لَمْ يَكُنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - تَقَدَّمَ إِلَيَّ أَلا أَدْفَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.

(۲۶) ثُمَّ دَعَا بِعَيْبَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ وَ قَبَّلَهُ وَ بَكَى، ثُمَّ فَضَّهُ وَ فَتَحَ الْقُفْلَ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ.

(۲۷) وَ قَالَ: وَ اللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ لَوْ لا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّى إِنَّنِى أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَ لَكُنْتُ بِهَا ضَنِينا.

(۲۸) وَ لَكِنِّى أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ أَخَذَهُ عَنْ آبَائِهِ وَ أَنَّهُ سَيَصِحُّ فَخِفْتُ أَنْ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا الْعِلْمِ إِلَى بَنِى أُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوهُ وَ يَدَّخِرُوهُ فِى خَزَائِنِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ.

(۲۹) فَاقْبِضْهَا وَ اكْفِنِيهَا وَ تَرَبَّصْ بِهَا فَإِذَا قَضَى اللَّهُ مِنْ أَمْرِى وَ أَمْرِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاضٍ فَهِىَ أَمَانَةٌ لِى عِنْدَكَ حَتَّى تُوصِلَهَا إِلَى ابْنَيْ عَمِّي: مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - فَإِنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِى هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي.

(۳۰) قَالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَقَبَضْتُ الصَّحِيفَةَ فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ صِرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى، فَبَكَى وَ اشْتَدَّ وَجْدُهُ بِهِ.

(۳۱) وَ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ عَمِّى وَ أَلْحَقَهُ بِآبَائِهِ وَ أَجْدَادِهِ.

(۳۲) وَ اللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ مَا مَنَعَنِى مِنْ دَفْعِ الدُّعَاءِ إِلَيْهِ إِلا الَّذِى خَافَهُ عَلَى صَحِيفَةِ أَبِيهِ، وَ أَيْنَ الصَّحِيفَةُ؟ فَقُلْتُ هَا هِىَ، فَفَتَحَهَا وَ قَالَ: هَذَا وَ اللَّهِ خَطُّ عَمِّى زَيْدٍ وَ دُعَاءُ جَدِّى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ -

(۳۳) ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ: قُمْ يَا إِسْمَاعِيلُ فَأْتِنِى بِالدُّعَاءِ الَّذِى أَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَ صَوْنِهِ، فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً كَأَنَّهَا الصَّحِيفَةُ الَّتِى دَفَعَهَا إ لَيَّ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ

(۳۴) فَقَبَّلَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ قَالَ: هَذَا خَطُّ أَبِى وَ إِمْلاءُ جَدِّى - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - بِمَشْهَدٍ مِنِّى.

(۳۵) فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَعْرِضَهَا مَعَ صَحِيفَةِ زَيْدٍ وَ يَحْيَى؟ فَأَذِنَ لِى فِى ذَلِكَ وَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُكَ لِذَلِكَ أَهْلا

(۳۶) فَنَظَرْتُ وَ إِذَا هُمَا أَمْرٌ وَاحِدٌ وَ لَمْ أَجِدْ حَرْفا مِنْها يُخَالِفُ مَا فِى الصَّحِيفَةِ الْأُخْرَى

(۳۷) ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِى دَفْعِ الصَّحِيفَةِ إِلَى ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ۴: ۵۸، نَعَمْ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِمَا.

(۳۸) فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَائِهِمَا قَالَ لِى: مَكَانَكَ.

(۳۹) ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَا فَقَالَ: هَذَا مِيرَاثُ ابْنِ عَمِّكُمَا يَحْيَى مِنْ أَبِيهِ قَدْ خَصَّكُمْ بِهِ دُونَ إِخْوَتِهِ وَ نَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُمَا فِيهِ شَرْطا.

(۴۰) فَقَالا: رَحِمَكَ اللَّهُ قُلْ فَقَوْلُكَ الْمَقْبُولُ

(۴۱) فَقَالَ: لا تَخْرُجَا بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ

(۴۲) قَالا: وَ لِمَ ذَاكَ؟

(۴۳) قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيْهَا أَمْرا أَخَافُهُ أَنَا عَلَيْكُمَا.

(۴۴) قَالا: إِنَّمَا خَافَ عَلَيْهَا حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ يُقْتَلُ.

(۴۵) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: وَ أَنْتُمَا فَلا تَأْمَنَّا فَوَ اللَّهِ إِنِّى لَأَعْلَمُ أَنَّكُمَا سَتَخْرُجَانِ كَمَا خَرَجَ، وَ سَتُقْتَلانِ كَمَا قُتِلَ.

(۴۶) فَقَامَا وَ هُمَا يَقُولانِ: لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

(۴۷) فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: يَا مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قَالَ لَكَ يَحْيَى إِنَّ عَمِّى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ ابْنَهُ جَعْفَرا دَعَوَا النَّاسَ إِلَى الْحَيَاةِ وَ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْمَوْتِ؟

(۴۸) قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَدْ قَالَ لِىَ ابْنُ عَمِّكَ يَحْيَى: ذَلِكَ

(۴۹) فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ يَحْيَى، إِنَّ أَبِى حَدَّثَنِى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ -:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - أَخَذَتْهُ نَعْسَةٌ وَ هُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ.

(۵۰) فَرَأَى فِى مَنَامِهِ رِجَالا يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى

(۵۱) فَاسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - جَالِسا وَ الْحُزْنُ يُعْرَفُ فِى وَجْهِهِ.

(۵۲) فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِهَذِهِ الاْيَةِ: «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْناكَ إِلا فِتْنَةً لِلنّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيانا كَبِيرا» ۱۷: يَعْنِى بَنِى أُمَيَّةَ.

(۵۳) قَالَ: يَا جِبْرِيلُ أَ عَلَى عَهْدِى يَكُونُونَ وَ فِى زَمَنِى؟

(۵۴) قَالَ: لا، وَ لَكِنْ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلامِ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ عَشْرا، ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَ ثَلاثِينَ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ خَمْسا، ثُمَّ لا بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلالَةٍ هِىَ قَائِمَةٌ عَلَى قُطْبِهَا، ثُمَّ مُلْكُ الْفَرَاعِنَةِ

(۵۵) قَالَ: وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِى ذَلِكَ: «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» ۹۷: ۱ - ۳تَمْلِكُهَا بَنُو أُمَيَّةَ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.

(۵۶) قَالَ: فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَنَّ بَنِى أُمَيَّةَ تَمْلِكُ سُلْطَانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مُلْكَهَا طُولَ هَذِهِ الْمُدَّةِ

(۵۷) فَلَوْ طَاوَلَتْهُمُ الْجِبَالُ لَطَالُوا عَلَيْهَا حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ تَعَالَى بِزَوَالِ مُلْكِهِمْ، وَ هُمْ فِى ذَلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَدَاوَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ بُغْضَنَا.

(۵۸) أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِمَا يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلُ مَوَدَّتِهِمْ وَ شِيعَتُهُمْ مِنْهُمْ فِى أَيَّامِهِمْ وَ مُلْكِهِمْ.

(۵۹) قَالَ:

وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْرا وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ» ۱۴: ۲۸ - ۳۹.

(۶۰) وَ نِعْمَةُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، وَ بُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ يُدْخِلُ النَّارَ

(۶۱) فَأَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - ذَلِكَ إِلَى عَلِيٍّ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ.

(۶۲) قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: مَا خَرَجَ وَ لا يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَى قِيَامِ قَائِمِنَا أَحَدٌ لِيَدْفَعَ ظُلْما أَوْ يَنْعَشَ حَقّا إ لا اصْطَلَمَتْهُ الْبَلِيَّةُ، وَ كَانَ قِيَامُهُ زِيَادَةً فِى مَكْرُوهِنَا وَ شِيعَتِنَا.

(۶۳) قَالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هَارُونَ: ثُمَّ أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - الْأَدْعِيَةَ وَ هِىَ خَمْسَةٌ وَ سَبْعُونَ بَابا، سَقَطَ عَنِّى مِنْهَا أَحَدَ عَشَرَ بَابا، وَ حَفِظْتُ مِنْهَا نَيِّفا وَ سِتِّينَ بَابا

(۶۴) وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ قَالَ: وَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رُوزْبِهَ أَبُو بَكْرٍ الْمَدَائِنِيُّ الْكَاتِبُ نَزِيلُ الرَّحْبَةِ فِى دَارِهِ

(۶۵) قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُطَهَّرِيُّ

(۶۶) قَالَ:

حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مُتَوَكِّلٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ

(۶۷) قَالَ: لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ إِلَى رُؤْيَا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - الَّتِى ذَكَرَهَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ - صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ -

(۶۸) وَ فِى رِوَايَةِ الْمُطَهَّرِيِّ ذِكْرُ الْأَبْوَابِ وَ هِىَ:

۱. التَّحْمِيدُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ

۲. الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ

۳. الصَّلاةُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ

۴. الصَّلاةُ عَلَى مُصَدِّقِى الرُّسُلِ

۵. دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَ خَاصَّتِهِ

۶. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَ الْمَسَاءِ

۷. دُعَاؤُهُ فِى الْمُهِمَّاتِ

۸. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِعَاذَةِ

۹. دُعَاؤُهُ فِى الاشْتِيَاقِ

۱۰. دُعَاؤُهُ فِى اللَّجَإِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى

۱۱. دُعَاؤُهُ بِخَوَاتِمِ الْخَيْرِ

۱۲. دُعَاؤُهُ فِى الاعْتِرَافِ

۱۳. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ الْحَوَائِجِ

۱۴. دُعَاؤُهُ فِى الظُّلامَاتِ

۱۵. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الْمَرَضِ

۱۶. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِقَالَةِ

۱۷. دُعَاؤُهُ عَلَى الشَّيْطَانِ

۱۸. دُعَاؤُهُ فِى الْمَحْذُورَاتِ

۱۹. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِسْقَاءِ

۲۰. دُعَاؤُهُ فِى مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ

۲۱. دُعَاؤُهُ إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ

۲۲. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الشِّدَّةِ

۲۳. دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَةِ

۲۴. دُعَاؤُهُ لِأَبَوَيْهِ

۲۵. دُعَاؤُهُ لِوُلْدِهِ

۲۶. دُعَاؤُهُ لِجِيرَانِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ

۲۷. دُعَاؤُهُ لِأَهْلِ الثُّغُورِ

۲۸. دُعَاؤُهُ فِى التَّفَزُّعِ

۲۹. دُعَاؤُهُ إِذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ

۳۰. دُعَاؤُهُ فِى الْمَعُونَةِ عَلَى قَضَاءِ الدَّيْنِ

۳۱. دُعَاؤُهُ بِالتَّوْبَةِ

۳۲. دُعَاؤُهُ فِى صَلاةِ اللَّيْلِ

۳۳. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِخَارَةِ

۳۴. دُعَاؤُهُ إِذَا ابْتُلِىَ أَوْ رَأَى مُبْتَلًى بِفَضِيحَةٍ بِذَنْبٍ

۳۵. دُعَاؤُهُ فِى الرِّضَا بِالْقَضَاءِ

۳۶. دُعَاؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ

۳۷. دُعَاؤُهُ فِى الشُّكْرِ

۳۸. دُعَاؤُهُ فِى الاعْتِذَارِ

۳۹. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ الْعَفْوِ

۴۰. دُعَاؤُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ

۴۱. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ السَّتْرِ وَ الْوِقَايَةِ

۴۲. دُعَاؤُهُ عِنْدَ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ

۴۳. دُعَاؤُهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلالِ

۴۴. دُعَاؤُهُ لِدُخُوْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ

۴۵. دُعَاؤُهُ لِوَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ

۴۶. دُعَاؤُهُ فِى عِيدِ الْفِطْرِ وَ الْجُمُعَةِ

۴۷. دُعَاؤُهُ فِى يَوْمِ عَرَفَةَ

۴۸. دُعَاؤُهُ فِى يَوْمِ الْأَضْحَى وَ الْجُمُعَةِ

۴۹. دُعَاؤُهُ فِى دَفْعِ كَيْدِ الْأَعْدَاءِ

۵۰. دُعَاؤُهُ فِى الرَّهْبَةِ

۵۱. دُعَاؤُهُ فِى التَّضَرُّعِ وَ الاسْتِكَانَةِ

۵۲. دُعَاؤُهُ فِى الْإِلْحَاحِ

۵۳. دُعَاؤُهُ فِى التَّذَلُّلِ

۵۴. دُعَاؤُهُ فِى اسْتِكْشَافِ الْهُمُومِ

(۶۹) وَ بَاقِى الْأَبْوَابِ بِلَفْظِ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -

(۷۰) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ

(۷۱) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّابٍ الزَّيَّاتُ

(۷۲) قَالَ حَدَّثَنِى خَالِى عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمُ

(۷۳) قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّلٍ الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ

(۷۴) قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ سَيِّدِى الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(۷۵) قَالَ: أَمْلَى جَدِّى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى أَبِى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلامُ - بِمَشْهَدٍ مِنِّى.


3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22