بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)

بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)9%

بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام) مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 438

  • البداية
  • السابق
  • 438 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32898 / تحميل: 9628
الحجم الحجم الحجم
بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)

بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله غيرَ مقنوطٍ من رحمته ولا مخلوٍّ من نعمته ولا مأيوسٍ من مغفرته، والصلاة والسلام على أمين وحيه وخاتم رسله وبشير رحمته ونذير نقمته، وعلى آله وأهل بيته الّذين هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحقّ إلى نصابه وانزاح الباطل عن مُقامه. واللعنة على أعدائهم أهلِ الشقاق والنفاق، حملة الأوزار، المستوجبين النار.

أمّا بعد، فإنّ ممّا وصفه الله تعالى كثيراً نبيَّه الكريم في كتابه العظيم هو كونهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشيراً ونذيراً ومبشّراً ومنذراً، ومن أهمّ وأكثر ما بشّر به طيلة حياته الشريفة هو ما أعدّ الله تعالىٰ لمحبّي أهل بيته وشيعتهم من جزيل الجزاء وجميل العطاء والدرجات العُلىٰ في الجنان وغرفاتها، فقبول ولايتهم صلوات الله عليهم أعزّ ما يُطلب وأفضل ما يُكتسب وأسنى ما يُدّخر وأعظم ما يُفتخر به.

والكتاب الماثل بين يديكم - كما تقرأه من عنوانه - حاوٍ لأخبار مسندة عن المشائخ الكبار والثقات الأخيار ( كما صرّح به المؤلّفقدس‌سره في ديباجة الكتاب ) ولا يستهدف سوى تعرف شيعة أهل البيت الموالين لأئمّة الهدىٰعليهم‌السلام بعظم شأن هذه السمة الجليلة، وغلاء ونفاسة هذه الدرّة الثمينة كي يقوموا بأداء حقوقها ويهتمّوا بصونها ممّا يشينها ويفسدها، فإنّ شياطين الجنّ والإنس يأتون المرء من

٣

بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليقتحموا غفلته ويستلبوا درّته، فنعوذ بالله من همزات الشياطين، ونتوسّل بنبيّه الأمين محمّد وآله المعصومين الّذين هم أساس الدين وعماد اليقين.

وقد وفّق الله الفاضل النبيل أخانا جواد القيّوميّ الإصفهانيّ لتحقيق هذا الكتاب ومقابلته وتصحيحه وتحشيته بحواشٍ نافعة والتقديم له بمقدّمةٍ حاويةٍ لترجمة مؤلّفه العبقريّ وتبيين آثاره القيّمة.

ونحن قرّرنا طبعه بهذه الحلّة القشيبة، سائلين الله تعالىٰ له ولنا المزيد من التوفيق في خدمة إحياء تراث الإماميّة، إنّه خير موفّق ومعين.

مؤسّسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة

٤

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

موجز من حياة المؤلّف:

هو الشيخ الامام عماد الدين أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم، علي بن محمّد بن علي بن رستم بن يزدبان الطبري الآملي الكجّي(١) ، العالم الجليل الثقة الواسع الرواية، من علماء الإماميّة في القرن السادس وفقهائهم ومحدّثيهم.

الثناء عليه:

ترجمه الشيخ منتجب الدين في الفهرست بقوله: الشيخ الإمام عماد الدين فقيه ثقة، قرأ على الشيخ أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسيرحمهم‌الله ، وقرأ عليه الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسن الراوندي.

أطراه التستري في المقابس بقوله: الطبري المحدّث الجليل الفقيه النبيل الحاوي لمجامع المكارم ومجامع المراسم، الشيخ عماد الدين موفق الاسلام قطب الأئمّة، أبو جعفر أو أبو القاسم محمّد ابن الشيخ الفقيه أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الفقيه الطبري الآملي الكجّي، رفع الله درجته واسكنه جنّته.

وصفه المحدّث النوري في المستدرك بالإمام عماد الدين أبي جعفر محمّد بن

__________________

(١) الكجّي: نسبة إلى مدينة بطبرستان، يقال لها: كجّة.

٥

أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجّي، العالم الجليل الفقيه النبيل.

مولده:

ممّا يؤسف له أن كثيراً من أعلام الفكر الإسلامي لم يسجّل لهم - على نحو التحديد - تاريخ للميلاد، والمترجم له منهم، غير انه يستفاد من روايته عن مشايخه انه ولد في أواخر القرن الخامس.

يظهر من روايته عن مشايخه ورواية تلاميذه عنه، أنّه عمّر كثيراً، روى عنهم من سنة ٥٠٣ ه‍ الى سنة ٥٢٤ ه‍ - كما يظهر من كتابه هذا - ومن حياته إلى سنة ٥٥٣ ه‍، فإنه يروي عنه في هذا التاريخ الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي في مزاره.

قال في المزار: أخبرنا الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهور سنة ٥٥٣ ه‍، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

رحلته إلى الامصار والبلدان:

لم أر في التراجم لتاريخ هجرته من وطنه ورحلته إلى الأمصار والبلدان ذكراً، غير أنّه يستفاد من روايته عن مشايخه أنّه في سنة ٥٠٨ ه‍ و ٥٠٩ ه‍ كان مقيماً بآمل، وفي سنة ٥١٠ ه‍ بالري، ثم رحل إلى النجف وأقام فيها وسافر منها إلى الكوفة مرّتين، سنة ٥١٢ ه‍ وسنة ٥١٦ ه‍، وأخذ من مشايخه هناك، وعاد إلى النجف، وبقي هناك إلى سنة ٥١٨ ه‍، ثم رحل إلى وطنه، وكان سنة ٥٢٠ ه‍ مقيماً بآمل، ثم رحل منه إلى نيشابور في سنة ٥٢٤ ه‍.

ويستفاد من رواية تلميذه ابن المشهدي عنه، انه في سنة ٥٥٣ ه‍ كان مقيماً بالنجف.

كما يظهر من بعض التراجم انه رحل من النجف إلى الحلّة، قال ابن اسفنديار في تاريخ طبرستان ما معرّبه:

٦

فقيه آل محمّدعليهم‌السلام ، عالم زاهد متديّن، استدعاه الأمير ورّام بن أبي فراس إلى الحلّة، فأقام بها عامين، وخصّص الأمير لنفقاته كل عام ألف دينار، فرحل اليه الشيعة من بغداد والكوفة وكل النواحي، يقرؤون عليه ويسمعون منه ويحملون عنه، وحصلت بينهما مصاهرة، فتزوج ابن الأمير ورّام بنت العماد الطبري، فأولدت له ولداً هو اليوم من خيرة الشباب، متبحراً في العلوم وله جاه عريض، واختصاص وزلفى من الناصر لدين الله، أبي العباس أحمد الخليفة، وقد رأيت أنا هذا الشاب(١) .

أساتذته ومشايخه في الرواية:

١ - شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي، المتوفى سنة ٤٦٠ ه‍(٢) .

٢ - ولده الشيخ الفقيه أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، قرأ عليه في جمادي الاُولى والآخرة ورجب وشعبان سنة ٥١١ ه‍، بمشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

٣ - الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا عليعليه‌السلام ، صهر الشيخ الطوسي على بنته، والراوي للصحيفة السجادية، قرأ عليه بمشهد مولانا عليعليه‌السلام في شوال وذي القعدة سنة ٥١٢ ه‍، وفي ربيع الأوّل سنة ٥١٦ ه‍(٤) .

٤ - الرئيس الزاهد العابد العالم شمس الدين أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن، المعروف بحسكا(٥) ، جد الشيخ منتجب الدين، أجازه

__________________

(١) تاريخ طبرستان: ١٣٠.

(٢) ذكره والد العلاّمة المجلسي في ذكر طريقه إلى الصحيفة الكاملة، راجع البحار ١١٠: ٤٦.

(٣ و ٤) قد أكثر النقل عنهما في كتابه هذا.

(٥) قال في الرياض: حسكا - بفتح الحاء المهملة وفتح السين المهملة والكاف المفتوحة وبعدها ألف لينة - مخفف حسين كيا، والكيا لقب له ومعناه بلغة دار المرزجيلان ومازندران والري: الرئيس أو نحوه من كلمات التعظيم، ويستعمل في مقام المدح.

٧

في الري سنة ٥١٠ ه‍(١) .

٥ - السيّد الامام الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين بن عبدالله الجواني الطبري الحسيني، أخبره في داره بآمل في سنة ٥٠٨ ه‍ و ٥٠٩ ه‍(٢) .

٦ - الشيخ العالم أبو جعفر محمّد بن أبي الحسن علي بن عبدالصمد بن محمّد التميمي، حدّثه بنيشابور في ذي القعدة سنة ٥٢٤ ه‍(٣) .

٧ - الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبدالوهاب بن عيسى السمّان الرازي، قرأ عليه بالري في درب زامهران بمسجد الغربيّ، في صفر سنة ٥١٠ ه‍ و ٥١٦ ه‍(٤) .

٨ - الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن حمزة العلوي الزيدي في النسب والمذهب، قرأ عليه بالكوفة في مسجدها بالقلعة، في ذي الحجّة سنة ٥١٢ ه‍ و ٥١٦ ه‍(٥) .

٩ - الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري، قرأ عليه في محرّم وصفر سنة ٥١٦ ه‍ في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) .

١٠ - أبو غالب سعيد بن محمّد بن أحمد بن أحمد الثقفي، أخبره اجازة سنة ٥١٦(٧) .

١١ - الشيخ الأديب أبو علي محمّد بن علي بن قرواش التميمي، قرأ عليه في محرم سنة ٥١٦ ه‍، بمشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام (٨) .

١٢ - أبو محمّد الجبار بن علي بن جعفر، المعروف بحدقة الرازي، قرأ عليه في ذي القعدة سنة ٥١٨ ه‍(٩) .

١٣ - الفقيه أبو إسحاق إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد الديلمي، أخبره بآمل في داره، في محلة مشهد الناصر للحق، في ربيع الأوّل سنة ٥٢٠ ه‍(١٠) .

__________________

(١) نقل عنه في هذا الكتاب كثيراً.

(٢ - ٦) نقل عنهم في كتابه هذا في موارد متعددة، فراجع.

(٧) روى عنه في هذا الكتاب، في ج ٢: الرقم: ١٧ و ٦٠.

(٨) روى عنه في هذا الكتاب في ج ٢: الرقم ٢٤.

(٩) روى عنه في هذا الكتاب في ج ٢: الرقم ٢٥ و ٢٦.

(١٠) روى عنه في هذا الكتاب في ج ٢: الرقم ٧٤ وج ٣: الرقم ٤٥.

٨

١٤ - والده الفقيه علي بن محمّد بن علي(١) .

١٥ - أبو يقظان عمار بن ياسر(٢) .

١٦ - أبو القاسم سعد بن عمار بن ياسر، ولد عمار المتقدم(٣) .

١٧ - أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن خيران البغدادي(٤) .

١٨ - إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد، أبو إسحاق الآملي الديلمي(٥) .

١٩ - الشيخ المفيد أبو الوفاء عبدالجبار بن عبدالله بن علي المقري(٦) .

تلامذته ومن روى عنه:

١ - الشيخ الثقة الجليل قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي، المتوفى سنة ٥٧٣ ه‍(٧) .

٢ - الشيخ عربي بن مسافر العبادي الحلّي(٨) .

٣ - شمس الدين أبو الحسن يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد بن البطريق الأسدي الحلّي(٩) .

٤ - الشيخ الجليل أبو عبدالله محمّد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي، مؤلف كتاب المزار المشهور(١٠) .

__________________

(١) نقل عنه في ج ٢: الرقم ٨ و ١٢٧ وج ٣: الرقم ٢ و ٨ و ٢٤.

(٢، ٣) نقل عنه في ج ٢: الرقم ١٢٧ وج ٣: الرقم ٨ و ٢٤.

(٤) الذريعة ٣: ١١٧.

(٥) قال ابن حجر في لسان الميزان ١: ٤٢٩، بعد ترجمته: « روى عنه أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري في كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، وكان من رجال الشيعة - ذكره ابن أبي طيّ ».

(٦) ذكره في البحار ١٠٤: ١٦٨، في اجازة كبيرة لبعض الأفاضل.

(٧) المستدرك ٣: ٤٠٩.

(٨) قال البهائي في حاشية أربعينه: العبادي - بفتح العين المهملة - منسوب إلى عبادة اسم قبيلة. المستدرك ٣: ٤٧٥.

(٩) المقابس: ١٣، إجازة ابن الشهيد ١٠٩: ٤٠.

(١٠) المستدرك ٣: ٤٧٢.

٩

٥ - الشيخ أبو الفضل سديد الملّة والدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّي(١) .

٦ - السيّد أبو الحسن بهاء الشرف محمّد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي، الراوي للصحيفة السجادية(٢) .

٧ - الشيخ فخر الدين أبو عبدالله محمّد بن إدريس الحلّي، صاحب كتاب السرائر(٣) .

٨ - الشيخ أبو عبدالله محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني(٤) .

٩ - عميد الرؤساء هبة الله بن أحمد بن أيوب(٥) .

١٠ - العالم الصالح الشيخ حسين بن محمّد السوراوي(٦) .

١١ - السيّد العالم الفقيه جمال الدين الرضا بن أحمد بن خليفة الجعفري الآدمي(٧) .

١٢ - السيّد النقيب الفاضل أبو الفضائل الرضا بن أبي طاهر بن الحسن بن مانكديم الحسيني(٨) .

١٣ - الشريف أبو الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري(٩) .

__________________

(١) المستدرك ٣: ٤٧٩.

(٢) ذكره والد العلاّمة المجلسي في إسناد الصحيفة السجادية، راجع البحار ١١٠: ٥٩.

(٣) ذكره والد العلاّمة المجلسي في أسانيده إلى الصحيفة السجادية، راجع البحار ١١٠: ٤٦ و ٦٥ و ٧٠.

(٤) ذكره والد العلاّمة المجلسي في أسانيده إلى الصحيفة السجادية، راجع البحار ١١٠: ٦٥.

(٥) ذكره والد العلاّمة المجلسي، راجع البحار ١١٠: ٤٦.

(٦) ذكره العلاّمة الحلّي في إجازته الكبيرة لبني زهرة، البحار ١٠٧: ٩٧، والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة، راجع البحار ١٠٩: ٣٩.

(٧) المقابس: ١٣، الروضات ٦: ٢٤٩.

(٨) المقابس: ١٣، الروضات ٦: ٢٥١.

(٩) المستدرك ٣: ٤٧٩.

١٠

١٤ - السيّد شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي(١) .

١٥ - الشيخ أبو الفرج علي ابن الإمام قطب الدين الراوندي(٢) .

آثاره الثمينة:

١ - بشارة المصطفى لشيعة المرتضىعليهما‌السلام .

أورده ابن شهراشوب في كتاب معالم العلماء: ١٠٦ بعنوان كتاب البشارات.

كتابه هذا في بيان منزلة التشيّع ودرجات الشيعة، وكرامات الأولياء، ومالهم عند الله من المثوبة والجزاء.

النسخ المخطوطة الموجودة من هذا الكتاب لا يزيد على أربعة أجزاء، ومن هذه الجهة استغرب المحدّث النوري(٣) أن تكون أجزاء الكتاب أكثر من هذا.

والظاهر أن أجزاء الكتاب أكثر من أربعة أجزاء، لأنّ السيّد ابن طاووس نقل في أوّل أعمال شهر رمضان خطبة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي خطبها في آخر شعبان من هذا الكتاب، وليست الخطبة موجودة في هذه الأجزاء.

وأيضاً ذكر ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد أبو إسحاق الآملي الديلمي إنه من مشايخ الطبري وروى عنه في كتاب بشارة المصطفى(٤) ، ولم ينقل عنه في هذه الأجزاء.

وممّا يؤيد هذا ان المحدّث الحرّ العاملي قال في أمل الآمل بعد ذكر الكتاب: وهو كتاب كبير في سبعة عشر جزءاً، وتبعه السيّد الخوانساري في الروضات، والشيخ آغا بزرگ في الذريعة والسيّد الخوئي في معجم الرجال(٥) .

ومع الأسف قد ضاع بعض أجزاء الكتاب، وما يوجد منه يشتمل على

__________________

(١) ذكره العلاّمة الحلّي في إجازته الكبيرة لبني زهرة، البحار ١٠٧: ٩٧، وابن الشهيد في إجازته، البحار ١٠٩: ٣٩.

(٢) ذكره ابن الشهيد في إجازته الكبيرة، راجع البحار ١٠٩: ٣٥.

(٣) مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٦.

(٤) لسان الميزان ١: ٤٢٩.

(٥) أمل الآمل ٢: ٢٣٤، الروضات ٦: ٢٤٩، الذريعة ٣: ١١٧، معجم رجال الحديث ١٤: ٢٩٥.

١١

أحد عشر جزءاً من هذه الأجزاء.

لفت نظر: أسانيد الروايات الموجودة في أربعة أجزاء من الكتاب كامل، أمّا في بقية الأجزاء ذكر الروايات مرسلاً أو مع إرسال في سنده، ولعلّه من عمل النسّاخ.

٢ - كتاب الفرج في الأوقات والمخرج بالبينات.

ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرست.

٣ - شرح مسائل الذريعة.

٤ - كتاب الزهد والتقوى.

قال في الرياض بعد ذكر ترجمته: « عندنا المجلد الثاني من كتاب مختصر المصباح وضم بعض الفوائد إلى الأصل، ويلوح من بعض مواضعه انه من مؤلفات الطبري المذكور، ولعلّه بعينه هو الكتاب المعنون بكتاب الزهد والتقوى، أو غيره من الكتب المذكورة في المتن »(١) .

منهجنا في التحقيق:

راعيت في تصحيح الكتاب والتعليق عليه اُموراً:

١ - اعتمدت في تصحيح الكتاب والتعليق عليه على نسختين:

أحدها: النسخة المطبوعة في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام سنة ١٣٦٩ ه‍، في ٢٩٠ ورقة، تشتمل على أحد عشر جزءاً حسب تجزئة المصنف، هذه النسخة قد قوبلت بعدّة نسخ باهتمام الشيخ محمّد حسن الجواهري، وقد رمزتها بالحرف « ط ».

ثانيها: النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة ملك بطهران، وقد رمزت لهذه النسخة « م ».

٢ - استخرجت النصوص الحديثية الواردة في المتن، من كتب المفيد

__________________

(١) الرياض ٥: ١٨.

١٢

والصدوق والشيخ وسائر الكتب، مع ذكر مظانها في الهامش.

٣ - استقصيت كل ما نقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار، مع ذكر مظانها في الهامش.

٤ - اعتمدت بقدر الإمكان على التلفيق بين الكتاب وما يوجد في مصادر اُخرى وما نقل عنه في البحار، لإثبات نصّ صحيح أقرب ما يكون لما تركه المؤلف، لعدم العثور على نسخة عتيقة قابلة للإعتماد عليها، ووجود السقط والتحريف في النسخ.

٥ - بذلت جهد الإمكان في ضبط الأعلام الواردين في الكتاب.

٦ - جعلت في الخاتمة مستدركاً للكتاب، وذكرت فيه ما ذكر السيّد في الإقبال منقولاً عن هذا الكتاب.

 الراجي شفاعة أوليائه

جواد القيومي الإصفهاني

غرّة شهر رمضان المبارك سنة ١٤١٩ ه‍.

١٣

١٤

١٥

١٦

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الواحد القهّار، الأزلي الجبّار، العزيز الغفّار، الكريم الستّار، لا تدركه الأبصار ولا تحيط به الأفكار، الّذي بَعُدَ فدنا، فقرُب فنأى، وشهد السرّ والنجوى، سبحانه وتعالى، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة المخلص الموقن المصدّق المؤمن، وأشهد أنّ محمّداً عبده المصطفىٰ ونبيّه المجتبى، الّذي له ولأهله خلق الأرض والسماء وما بينهما من جميع الأشياء، عليه وعلى آله صلاة ربّ العُلىٰ.

أمّا بعد: فانّ الّذي حملني على عمل هذا الكتاب، انّي لما رأيت الخلق الكثير والجمّ الغفير يتسمون بالتشيع، ولا يعرفونه ومرتبته، ولا يؤدّون حقوقه وحرمته، والعاقل إذا كان معه شيء يجب أن يعرفه حقّ معرفته، ليكرمه إن كان كريماً، وإن كان عزيزاً أعزّه وصانه ممّا يشينه ويفسده.

تعمّدت(١) إلى جمع مؤلف يشتمل على منزلة التشيع ودرجات الشيعة وكرامة أولياء الأئمة البررة على الله، وما لهم عنده من المثوبة وجزيل الجزاء في الجنان والغرفات والدرجات العلى، ليصير الناظر فيه على يقين من العلم فيما معه، فيرعاه(٢) حقّ رعايته ويعمل فيه بموجب علمه، ويحرص على اداء فرضه وندبه(٣) ، ويكثر الدعاء لي عند الانتفاع بما فيه.

وسمّيته بكتاب« بشارة المصطفى لشيعة المرتضى » صلوات الله عليهما،

__________________

(١) في « م »: فعمدت.

(٢) في « م »: فيراعيه.

(٣) في « م »: ندبه وفرضه.

١٧

ولا أذكر فيه إلاّ المسند من الأخبار عن المشايخ الكبار والثقات الأخيار، وما ابتغي بذلك إلاّ رضا الله والزلفى، والدعاء من الناظر فيه وحسن الثناء، والقربة إلى خير الورى من أهل العبا ومن طهّرهم الله من أئمّة الهدى، صلوات الله عليهم عدد الرمل والحصى، ومن الله نسأل المعونة والتقوى، وهو خير المعين والمرتجى، يسمع بمنّه وجوده ويجيب الدعاء.

يقول محمّد بن أبي القاسمرحمه‌الله في الدارين:

١ - حدثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادى الاُولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته، قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضي الله عنهم، قال: أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بابن المعلمرحمه‌الله ، قال: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثني أبيرضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال:

« إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود النبيعليه‌السلام ، فيأتي النداء من قبل الله(١) عزّ وجلّ: لسنا إيّاك أردنا وإن كنت لله خليفة، ثم ينادي ثانية: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيأتي النداء من قبل الله عزّ وجلّ: يا معشر الخلائق! هذا علي بن أبي طالب، خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم، يستضيء بنوره وليتبعه إلى درجات العلى من الجنان(٢) ، قال: فيقوم اُناس قد تعلّقوا(٣) بحبله في دار الدنيا فيتبعونه إلى الجنة.

ثمّ يأتي النداء من قبل الله جل جلاله: إلاّ من إئتمّ بإمام في دار الدّنيا فليتبعه

__________________

(١) في « م » والبحار: عند الله.

(٢) في البحار: الجنات.

(٣) في البحار: فيقوم الناس الّذين قد تعلقوا.

١٨

إلى حيث يذهب به، فحينئذٍ يتبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب، وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّة فنتبرأ منهم كما تبرّؤوا منا، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار(١) »(٢) .

٢ - أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثني عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن محمّد بن يعقوب الدهان بقراءتي عليه(٣) بالكوفة في دكانه(٤) بالسبيع(٥) في شوال سنة أربع وستين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الجواليقي(٦) ، قال: حدثنا محمّد بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا سعدان، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا حسين بن نصر، قال: حدثني أبي، عن الصباح المزني، عن أبي حمزة الثمالي، عمن حدثه، عن أبي رزين، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام انه قال:

« من أحبنا لله نفعه حبّنا ولو كان في جبل الديلم، ومن أحبنا لغير الله(٧) فإن الله يفعل ما يشاء، ان حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر ».

٣ - أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي، عن أبيه الشيخ السعيد المفيد أبي جعفر الطوسيرضي‌الله‌عنه ، قال: أخبرني الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمانرحمه‌الله ، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويهرحمه‌الله ، قال: حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر(٨) ، عن المعلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي، قال: حدّثني أبو علي الحسن بن محبوب قال: سمعت أبا محمّد الراسبي،

__________________

(١) اقتباس من الكريمة: البقرة: ١٦٦ - ١٦٧.

(٢) عنه البحار ٨: ١٠ و ٤٠: ٣، أخرجه الطوسي في أماليه ١: ٦١ و ٩٦، والمفيد في أماليه: ٢٨٥.

(٣) في « م »: قراءة عليه.

(٤) المراد بالدكان هنا الدكة - الهامش.

(٥) في « ط »: بالسبع.

(٦) في « م »: محمّد بن أحمد الجواليقي.

(٧) في « ط »: لغير ذلك.

(٨) في البحار: محمّد بن الحسين بن محمّد بن عامر.

١٩

رواه عن أبي الورد، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقرعليهما‌السلام يقول:

« إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأولين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون(١) على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً وتشتدّ أنفاسهم، فيمكثون بذلك ما شاء الله(٢) ، وذلك قوله:( لا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا ) (٣) ، قال: ثم ينادي منادٍ من تلقاء العرش: أين النبي الاُمي؟ قال: فيقول الناس: قد أسمعت فسمّ باسمه، فينادي: أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبد الله؟ قال: فيقوم رسول الله، فيتقدم أمام الناس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة(٤) وصنعاء، فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم، فيقوم(٥) أمام الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون.

قال أبو جعفر: فبين وارد يومئذٍ وبين مصروف [ عنه ](٦) ، فإذا رأى رسول الله من يصرف عنه من محبّينا بكى، وقال: يا رب شيعة علي، قال: فيبعث إليه ملكاً فيقول له: يا محمّد ما يبكيك؟ فيقول: وكيف لا أبكي واُناس من شيعة عليّ بن أبي طالب أراهم قد صُرّفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي، قال: فيقول الله عزّ وجلّ له: يا محمّد [ إنّي ](٧) قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك ومن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك.

ثم قال أبو جعفر: فكم من باك يومئذٍ وباكية ينادون: يا محمداه، إذا رأوا ذلك فلا يبقى أحد يومئذٍ كان يتولاّنا ويحبّنا [ ويتبرّأ من عدوّنا ويبغضهم ](٨) ، إلاّ كان من حزبنا ومعنا وورد حوضنا »(٩) .

__________________

(١) في « ط »: فيقفون.

(٢) في تفسير القمي: مقدار خمسين عاماً.

(٣) طه: ١٨.

(٤) أيلة - بالفتح - جبل بين مكّة والمدينة قرب ينبع، بلد بين يَنْبُع ومصر، وإيلة - بالكسر - قرية وعين بباخرز، وموضعان آخران، القاموس ٣: ٣٣٢.

(٥) في القمي: فيتقدم.

(٦) من القمّي.

(٧) من الأمالي.

(٨) من القمّي.

(٩) رواه في تفسير القمي ١: ٤٢٣، عنه نور الثقلين ٣: ٣٩٣، وفي البحار ٧: ١٠١، عنه وعن أمالي الشيخ ١: ٦٥.

٢٠

٤ - أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة، قال: حدّثنا الشيخ أبو طالب محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مسجد النخاسين(١) على صاحبه السلام، قال: حدّثنا الشيخ أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه، قال: حدّثنا حمويه أبو عبدالله ابن علي بن حمويه، قال: أخبرنا محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، قال: حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي الكندي، قال: حدّثنا محمّد بن علي بن عمرو بن ظريف الحجري، قال: حدّثني أبي، عن جميل بن صالح، عن ابي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة قال:

« دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث يتلوذ(٢) في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه(٣) وكان مريضاً، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين - وكانت له منزلة منه - فقال: كيف نجدك يا حارث؟ فقال: نال منّي الدّهر يا أمير المؤمنين وزادني غليلاً(٤) اختصام أصحابك ببابك، قال: وفيم خصومتهم؟ قال: في شأنك والثّلاثة من قبلك، فمن مفرطٍ غالٍ ومقتصدٍ والٍ(٥) ومن متردّدٍ مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم(٦) ؟ قالعليه‌السلام : فحسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النّمط(٧) الأوسط، اليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التّالي، فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي واُمّي الريب(٨) عن

__________________

(١) هو مسجد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، الّذي كان يصلّي فيه لما فتح البصرة، وقيل: إنّه أمر ببنائه ويعرف الى الآن مسجد الإمام عليعليه‌السلام .

(٢) في أمالي المفيد والتأويل: يتأود، وفي البحار: يتّئد.

(٣) المحجن: العصا المعوج رأسها، الخبط: الضرب الشديد.

(٤) الغليل: الحقد والضغن.

(٥) في « م »: قال: وفي البحار: مقتصد تال: أي معتدل في المحبة.

(٦) أحجم عنه: كف أو نكص هيبة.

(٧) النمط: جماعة من الناس أمرهم واحد.

(٨) في أمالي المفيد والبحار: الدين، وهو الطبع والدنس.

٢١

قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.

قال: فذاك فانّه أمر ملبوس عليه(١) ، انّ دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحقّ فاعرف الحق تعرف أهله، ياحار! انّ الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد، وبالحقّ اُخبرك فارعني(٢) سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصافة(٣) من أصحابك، ألاّ أنّي عبدالله وأخو رسول الله وصدّيقه الأكبر، صدّقته وآدم بين الروح، والجسد، ثمّ إني صدّيقه الأوّل في اُمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ألا وإنّي خاصّته، يا حارث وصنوه(٤) ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، اُوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن، واستودعت ألف مفتاح، يفتح كل مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد، وايّدت - أو قال: وامددت - بليلة القدر نفلاً، وان ذلك ليجري لي ( والمتحفظين من ذرّيتي )(٥) كما يجري اللّيل والنهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها، وانشدك(٦) يا حارث لتعرفني ووليّي وعدوّي في مواطن شتّى، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة.

قال الحارث: ما المقاسمة يا مولاي قال: مقاسمة النّار أقاسمها قسمة صحاحاً(٧) ، أقول: هذا وليّي [ فاتركيه ](٨) وهذا عدوّي [ فخذيه ](٩) ، ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي - و [ قد ](١٠) اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين -: انه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته - يعني عصمة من ذي العرش - وأخذت أنت ياعلي

__________________

(١) في أمالي المفيد: انك امرء ملبوس عليك.

(٢) في « ط »: فاعرني،أقول : أرعيته سمعي: أي استمعت مقالته.

(٣) حصف حصافه: إذا كان جيد الرأي محكم العقل.

(٤) الصنو: الأخ الشقيق.

(٥) ليس في « م »، وفي الأمالي: لمن استحفظ من ذريتي.

(٦) في الأمالي: ابشرك.

(٧) في الأمالي: صحيحة.

(٨ و ٩ و ١٠) من الأمالي والبحار.

٢٢

بحجزتي، وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذت شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيه وماذا يصنع نبيّه بوصيّه، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت قالها ثلاثاً فقال الحارث: وقام يجرّ رداءه جذلاً، لا اُبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني.

قال جميل بن صالح: فأنشدني أبو هاشم السيّد ابن محمّد(١) في كلمة له:

قول علي لحارث عجب

كم ثَمَّ اعجوبة له حملا(٢)

ياحار همدان من يمت يرني

من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه

بعينه(٣) واسمه وما عملا

وأنت عند الصراط تعرفني

فلا تخف عثرة ولا زللا

اسقيك من بارد على ظمأ

تخاله(٤) في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين توقف لل‍

‍عرض على حرّها: دعي الرجلا

دعيه لا تقربيه انّ له

حبلاً بحبل الوصي متّصلا

هذا لنا شيعة وشيعتنا

أعطاني الله فيهم الأملا »(٥)

٥ - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسيرحمه‌الله في جمادى الآخرة سنة عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: حدّثنا الشيخ السعيد الوالدرضي‌الله‌عنه قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمانرحمه‌الله ، قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل، قال: أخبرنا محمّد بن الصلت، قال: حدّثنا أبو كدينة(٦) ، عن عطا، عن سعيد بن جبير، عن

__________________

(١) هو اسماعيل بن محمّد الحميري، لقّب بالسيد ولم يكن علوياً ولا هاشمياً، كان كيسانياً فاستبصر وحسن ايمانه.

(٢) في البحار: أي حمل حارث هناك أعاجيب كثيرة له.

(٣) في الأمالي: بنعته.

(٤) تخاله: تظنّه.

(٥) عنه البحار ٦٨: ١٢٠، رواه في تأويل الآيات ٢: ٦٥٠، عنه البحار ٢٧: ١٥٩، أخرجه الشيخ في أماليه ٢: ٢٣٨، والمفيد في أماليه: ٣.

(٦) في « ط »: أبو كندة، وهو مصحّف، وفي التقريب: ٥٥٥: « هو يحيى بن المهلّب البجلي ».

٢٣

عبد الله بن عباسرضي‌الله‌عنه قال:

« لما نزل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ، قال له عليعليه‌السلام : ما هذا الكوثر يارسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به، قال: إن هذا النهر شريف فانعته لي يارسول الله، قال: نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشد بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل، وألين من الزّبد، حصباؤه(١) الزّبرجد والياقوت والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله تعالى.

ثمّ ضرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده على جنب أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: يا علي! إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبيّك من بعدي »(٢) .

٦ - قال: أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن الحسن بن داود الخزاعي الأنماطي قراءة عليه وأنا حاضر غير مرّة، قال: أخبرنا الشريف أبو طالب محمّد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني سنة أربع وأربعمائة، قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن الفضل بن إبراهيم، عن عرمان بن معقل، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: سمعته يقول:

« لا تدعوا صلّة آل محمّد من أموالكم، من كان غنيّاً فعلى قدر غناه، ومن كان فقيراً فعلى قدر فقره، فمن أراد أن يقضي الله له أهمّ الحوائج إليه(٣) فليصل آل محمّد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله »(٤) .

٧ - أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في الموضع المقدّس المذكور على ساكنه السلام في شوال سنة اثنتي عشرة

__________________

(١) في البحار: حصاؤه.

(٢) عنه البحار ٨: ١٧، رواه الطوسي في أماليه ١: ٦٧، والمفيد في أماليه: ٢٩٤.

(٣) في « ط »: إلى الله.

(٤) عنه البحار ٩٦: ٢١٦.

٢٤

وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد البرسي(١) المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين، في ذي الحجّة سنة اثنتين وستين وأربعمائة، قال: أخبرنا محمّد بن علي بن محمّد القرشي، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عمر الأحمسي من أصل خطّ أبي سعيد بيده، قال: أخبرنا أبو عبيد بن كثير الهلالي(٢) التمار، قال: أخبرنا يحيى بن مساور، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال:

قال يحيى بن مساور: أخبرنا أبو خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيهعليه‌السلام ، قالوا:

قال رسول الله: « والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتّى يأكل من ثمار الجنّة أو من شجرة الزقوم، وحين يرى ملك الموت يراني ويرى علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فان كان يحبّنا قلت: يا ملك الموت! ارفق به انّه كان يحبّني ويحبّ أهل بيتي، وإن كان يبغضنا قلت: يا ملك الموت! شدّد عليه انّه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي »(٣) .

٨ - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بالموضع المذكور على ساكنه السلام في السنة المذكورة، عن أبيه، أبي جعفر الطوسيرحمه‌الله ، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي قدس الله روحه، قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقري، قال: أخبرنا عمر بن محمّد الوراق، قال: أخبرنا علي بن العباس(٤) البجلي، قال: أخبرنا حميد بن زياد، قال: أخبرنا محمّد بن تسنيم الوراق، قال: أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: أخبرنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال:

سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول الله عزّ وجلّ:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) ، فقال: قال لي جبرئيل: ذاك علي وشيعته، هم

__________________

(١) في البحار: النوسي.

(٢) في « ط »: سعيد بن كثير.

(٣) عنه البحار ٦: ١٩٤.

(٤) في « م »: علي بن الحسين.

٢٥

السابقون إلى الجنّة المقرّبون [ من الله بكرامته لهم ](١) »(٢) .

٩ - أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي بالموضع المذكور في السنة المذكورة قال: أخبرنا السعيد الوالدرضي‌الله‌عنه ، قال: أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان، قال: أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري، قال: أخبرني عمّي أبو الحسين عليّ بن سليمان بن الجهم، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن خالد الطيالسي، قال: أخبرنا العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال:

سألت أبا جعفر محمّد بن عليعليهما‌السلام في قول الله عزّ وجلّ:( أُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٣) ، قال: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه حتّى لا يطلع على حسابه أحد من النّاس، فيعرّفه ذنوبه، حتّى أذا أقرّ بسيئآته، قال الله عزّوجلّ [ للكتبه ](٤) : بدّلوها حسنات وأظهروها على النّاس(٥) ، فيقول الناس حينئذٍ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة، ثم يأمر ( الله )(٦) به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية ( وهي )(٧) في المذنبين من شيعتنا خاصّة »(٨) .

١٠ - أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن في الري سنة عشرة وخمسمائة، عن عمّه محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رضي‌الله‌عنهم، قال: حدّثني عليّ بن أحمد بن موسى(٩) الدقاق، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي، قال: حدّثنا موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قال يزيد بن قعنب:

__________________

(١) من أمالي الشيخ.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١: ٧٠،أقول : يأتي مثله في ج ٢: الرقم ٩٨.

(٣) الفرقان: ٧٠.

(٤) من البحار وأمالي الشيخ.

(٥) فيهما: للناس.

(٦ و ٧) ليس في « ط ».

(٨) رواه الشيخ في أماليه ١: ٧٠، عنه البحار ٧: ٢٦١ و ٦٨: ١٠٠،أقول : يأتي في ج ٢: الرقم ١٠٣ عن الصدوق.

(٩) في العلل: أحمد بن محمد.

٢٦

« كنت جالساً مع العبّاس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى(١) بازاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين، وكانت حاملاً به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطلق، فقالت: ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وأنّه بنى بيتك العتيق، فبحقّ الّذي بنى هذا البيت، وبحقّ المولود الّذي في بطني لمّا يسّرت عليّ ولادتي.

قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت قد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا فيه والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب، فلم ينفتح، فعلمنا انّ ذلك أمر من الله عزّ وجلّ، ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام .

فقالت: إنّي فضّلت على من تقدّمني من النساء لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّوجلّ سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد الله فيه إلاّ اضطراراً، وانّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنيّاً، واني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة! سميّه علياً، فهو عليّ، والله العليّ الأعلى يقول: إنّي شققت اسمه من اسمي وأدّبته بأدبي ووقفته على غامض علمي، وهو الّذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الّذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ويقدّسني ويمجّدني، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه »(٢) .

١١ - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رضي الله عنهما قال: حدّثنا السعيد الوالد، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمانرحمه‌الله ، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد ابن سعيد بن عقدة، قال: أخبرنا جعفر بن عبدالله، قال: حدّثنا سعدان بن سعيد، قال: حدّثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي، قال: سمعت جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول:

__________________

(١) في « ط »: بني عبد العزّى.

(٢) رواه الصدوق في علل الشرائع ١: ١٤٦، ومعاني الأخبار: ٦٢، الأمالي: ١١٤، عنه البحار ٣٥: ٨.

٢٧

« بنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة »(١) .

١٢ - أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة، قال: حدّثنا أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأوّل سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مشهد النخاسين على صاحبه السلام، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن احمد(٢) بن خالد المذاري في المحرم سنة ست وثلاثين واربعمائة في مشهد النخاسين، قال: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري في صفر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن مخزوم مولى بني هاشم، قال: حدّثنا الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الأنصاري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مالك، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أبي زرارة، عن ابن عباس، قال:

سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليعليه‌السلام : تختم ( بالعقيق )(٣) في اليمين، فانّها فضيلة من الله للمقربين، قال عليعليه‌السلام : ومن المقربون يارسول الله؟ قال جبرئيل وميكائيل وما بينهما من الملائكة، قال: فبم أتختّم؟ قال: تختم بالعقيق الأحمر فانّه جبل أقر لله عزّ وجلّ بالوحدانية ولي بالنبوة ولك ( بالوصية ولولدك )(٤) بالإمامة ولشيعتك بالجنة ولمبغضيهم بالنار »(٥) .

١٣ - أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة، قال: أخبرني عمّي أبو جعفر محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويهرحمهم‌الله ،

__________________

(١) روى صدره المفيد في أماليه: ٣١، ويأتي مثله في ج ٢: الرقم ١١٠ عن الصدوق.

(٢) في « ط » محمد بن محمد.

(٣) ليس في « ط ».

(٤) ليس في « م ».

(٥) رواه الخوارزمي في مناقبه: ٢٣٣، المغازلي في مناقبه: ٢٨١، عنه العمدة: ٣٧٨،أقول : يأتي ما يشابهه في ج ٧: الرقم ٢٠.

٢٨

قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان العدل، قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو الحسن العبدي، قال: حدّثنا سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي قال:

قلت لعبدالله بن عباس: لم كنّى رسول الله علياً أبا تراب؟ قال: لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول: انّه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة عليّ من الثواب والزلفى والكرامة قال ياليتني كنت تراباً أي ليتني كنت من شيعة عليعليه‌السلام (١) ، وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ) (٢) »(٣) .

١٤ - وبالإسناد عن أبي جعفر محمّد بن عليرحمه‌الله ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبدالله: « من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لاُمّه، فانها لم تخن أباه »(٤) .

١٥ - أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد الطوسيرحمه‌الله في السنة المذكورة بالموضع المذكور، قال: حدّثنا السعيد الوالد، قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم، عن المسعودي، قال: حدّثنا الحارث بن حصيرة، عن عمران بن الحصين، قال: « كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبيّ وعلي جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله:( أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً

__________________

(١) في « ط »: ياليتني من شيعة علي، وفي العلل، يعني من شيعة علي.

(٢) النبأ: ٤٠.

(٣) رواه في علل الشرائع ١: ١٥٦.

(٤) عنه البحار ٢٧: ١٤٧، أخرجه الصدوق في أماليه: ٤٨٨، علل الشرائع: ٥٨، معاني الأخبار: ٥١.

٢٩

مَّا تَذَكَّرُونَ ) (١) ، قال: فانتفض عليعليه‌السلام انتفاض العصفور، فقال له النبي: ما شأنك تجزع؟ ( فقال: ومالي لا أجزع )(٢) ، والله يقول: [ انّه ](٣) يجعلنا خلفاء الأرض(٤) ، فقال له النبي: لا تجزع فوالله لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ ( كافر )(٥) منافق »(٦) .

١٦ - أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين في شوال سنة اثنتي عشر وخمسمائة، قال: حدّثني أبو عبدالله محمّد بن الحسن الخزاعي، قال: حدّثنا أبو الطيب عليّ بن محمّد بن بنان(٧) ، قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد السكري(٨) من كتابه، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق ببغداد من كتابه، قال: حدّثنا محمّد بن دينار الضبي، قال: حدّثنا عبدالله بن الضحاك، قال: حدّثنا هشام بن محمّد، ( عن أبيه )(٩) ، قال:

« اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمّد بن عبدالله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال(١٠) : يا معشر شعراء العرب قولوا ( قولكم )(١١) في علي بن أبي طالب ولا تقولوا إلاّ الحقّ وأنا نفي من صخر بن حرب ان اعطيت هذه البدرة إلاّ من قال الحق في علي، فقام الطرماح وتكلّم في علي(١٢) عليه‌السلام ووقع فيه، فقال معاوية: اجلس فقد عرف الله نيّتك ورأى(١٣) مكانك، ثم قام هشام المرادي، فقال: أيضاً ووقع فيه، فقال معاوية: اجلس ( مع صاحبك )(١٤) فقد عرف الله مكانكما.

__________________

(١) النمل: ٦٢.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) من أمالي الشيخ.

(٤) في « ط »: أم من يجعلكم خلفاء الأرض.

(٥) ليس في أمالي الشيخ وأمالي المفيد.

(٦) رواه الشيخ في أماليه ١: ٧٥، المفيد في أماليه: ٣٠٧، أخرجه في البحار ٣٩: ٢٦٦.

(٧) في « م »: نبات.

(٨) في « م »: السكوني.

(٩) ليس في « م ».

(١٠) في « م »: ثم قال.

(١١) ليس في « م ».

(١٢) في « م »: فتكلم وقال في علي.

(١٣) في « ط »: عرف.

(١٤) ليس في « ط ».

٣٠

فقال عمرو بن العاص لمحمّد بن عبدالله الحميري وكان خاصاً به: تكلّم ولا تقل إلاّ الحقّ، ثم قال: يامعاوية قد آليت ان لا تعطي هذه البدرة إلاّ لمن قال الحق(١) في عليّ، قال: نعم أنا نفي بن صخر بن حرب ان أعطيتها ( منهم )(٢) إلاّ من قال الحق في علي، فقام محمّد بن عبدالله فتكلم ثم قال:

بحق محمّد قولوا بحقِ

فانّ الافك من شيم اللئام

أبعد محمّد بأبي واُمي

رسول الله ذي الشرف الهمام

أليس عليّ أفضل خلق ربي

وأشرف عند تحصيل الأنام

ولايته هي الايمان حقاً

فذرني من أباطيل الكلام

وطاعة ربنا فيها وفيها

شفاء للقلوب من السقام

عليٌّ إمامنا بأبي واُمي

أبو الحسن المطهّر من حرام

إمام هدى أتاه الله علماً

به عرف الحلال من الحرام

ولو انّي قتلت النفس حباً

له ما كان فيها من آثام

يحلّ النار قوماً أبغضوه

وإن صلّوا وصاموا ألف عام(٣)

ولا والله لا تزكوا صلاة

بغير ولاية العدل الإمام

أمير المؤمنين بك اعتمادي

وبالغرّ الميامين إعتصامي

( فهذا القول لي دين وهذا

إلى لقياك يا ربِّ كلامي )(٤)

برئت من الّذي عادى عليّاً

وحاربه من أولاد الحرام

تناسوا نصبه(٥) في يوم « خم »

من الباري ومن خير الأنام

برغم الأنف من يشنأ كلامي

علي فضله كالبحر طام(٦)

وأبرء من اُناس أخّروه

وكان هو المقدّم بالمقام

__________________

(١) في « م »: قائل الحق.

(٢) ليس في « م ».

(٣) في « م »: وان صاموا وصلّوا.

(٤) ليس في « م ».

(٥) في « م »: نصّه.

(٦) في « م »: على فضله كالبحر طام برغمى أنف من يشنأ كلام.

٣١

عليٌّ مدمّر الابطال لمّا

رأوا في كفّه لمع الحسام(١)

على آل الرسول صلاة ربي

صلاة بالكمال وبالتمام

فقال معاوية: أنت أصدقهم قولاً، فخذ هذه البدرة ».

١٧ - أخبرنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسيرضي‌الله‌عنه بمشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشر وخمسمائة، قال: حدّثنا السعيد الوالد، قال: أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد الحارثي، قال: حدّثنا ابو بكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان أبو الفضل، قال: حدّثنا داود بن رشيد، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل، قال: سمعت جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول:

« نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من اُمّة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

١٨ - أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن بابويهرحمه‌الله بالري سنة عشرة وخمسمائة، عن عمّه محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن عليرحمه‌الله ، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى بالبصرة، قال: حدّثني المغيرة بن محمّد، قال: حدّثنا رجاء بن ( أبي )(٣) سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام قال:

« خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالكوفة عند(٤) منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه(٥) ويقتل أصحابه، فقام خطيباً فحمّد الله

__________________

(١) في « ط »: على هزم، ذات الحسام.

(٢) رواه المفيد في أماليه: ٣٠٨، الشيخ في أماليه ١: ٧٦،أقول : يأتي مثله في ج ٢: الرقم ١١٣.

(٣) ليس في معاني الأخبار.

(٤) في المعاني: بعد.

(٥) في المعاني: يلعنه.

٣٢

وأثنى عليه وصلّى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثمّ قال:

لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا، يقول الله عزّ وجلّ:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (١) اللّهمّ لك الحمد على نعمك التي لا تحصى، وفضلك الّذي لا ينسى، [ يا ](٢) أيّها النّاس أنّه بلغني ما بلغني وانّي أراني قد أقترب أجلي، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري، وانّي تارك فيكم ما تركه رسول الله: كتاب الله وعترتي، وهي عترة الهادي إلى النّجاة، خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ المصطفى.

يا أيّها النّاس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلاّ مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمّه وسيف نقمته، وعماد نصرته وبأسه وشدّته، أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات، وقابض الأرواح، وبأس الله الّذي لا يردّه عن القوم المجرمين، أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام، أنا سيّد الأوصياء ووصيّ خير الأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه، وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين، فاطمة التقيّة النقيّة، الزكيّة البرّة(٣) المهدية، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد، هل ينكر أحد ما أقول، أين مسلمو أهل الكتاب؟

أنا اسمي في الإنجيل « إليا »، وفي التوراة « بريا »، وفي الزبور « اري »(٤) ، وعند الهند « كابر »(٥) ، وعند الروم « بطريسا »، وعند الفرس « جبير »(٦) وعند الترك «تبير»(٧) ، وعند الزنج « حيتر »(٨) وعند الكهنة « بوسي »، وعند الحبشة « بتريك »(٩) ،

__________________

(١) الضحى: ١١.

(٢) من المعاني.

(٣) في المعاني: الميرة، وفي « م »: البرية.

(٤) في « ط »: اريا.

(٥) في « م » كابن، وفي المعاني: كبكر.

(٦) في « م »: جبير، وفي المعاني: حيثر.

(٧) في « م »: بتير، وفي المعاني: بثير.

(٨) في « ط »: خبير.

(٩) في المعاني: بثريك.

٣٣

وعند اُمّي « حيدرة »، وعند ظئري « ميمون »، وعند العرب « علي »، وعند الأرمن « فريق »، وعند أبي « ظهيرا ».

ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم، يقول الله عزّ وجلّ: ( إنّ الله معَ الصادقين )(١) أنا ذلك الصادق، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢) أنا ذلك المؤذن، وقال الله تعالى:( وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ) (٣) فانا ذلك الأذان، وأنا المحسن يقول الله عزّ وجلّ:( وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) (٤) ، وأنا ذو القلب يقول الله عزّ وجلّ:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) (٥) ، وأنا الذاكر(٦) يقول الله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ) (٧) ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمّي وأخي وابن عمّي، والله فالق الحبّ والنوى، لا يلج النار لنا محبّ ولا يدخل الجنّة ( لنا )(٨) مبغض يقول الله عزّ وجلّ:( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) (٩) .

وأنا الصهر يقول الله عزّ وجلّ:( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ) (١٠) ، وأنا الاذن الواعية يقول الله عزّ وجلّ:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (١١) وأنا السلم(١٢) لرسول الله يقول الله عزّ وجلّ:( وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ ) (١٣) ، ومن ولدي مهدي هذه الاُمّة.

ألا وقد جُعِلت محنتكم، ببغضي يعرف المنافقون وبمحبّتي امتحن الله

__________________

(١) ليس في المصحف هكذا.

(٢) الأعراف: ٤٤.

(٣) التوبة: ٣.

(٤) العنكبوت: ٦٩.

(٥) ق: ٣٧.

(٦) في « ط »: الذكر.

(٧) آل عمران: ١٩١.

(٨) ليس في « ط ».

(٩) الأعراف: ٤٤.

(١٠) الفرقان: ٥٤.

(١١) الحاقة: ١٢.

(١٢) في « ط وم »: السالم، ما أثبتناه من المعاني.

(١٣) الزمر: ٢٩.

٣٤

المؤمنين، هذا عهد النبي الاُمّي إلي، أنّه لا يحبّك يا علي إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق، وأنا صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي، والله لا عطش محبّي ولا خاف والله مواليّ(١) ، أنا ولي المؤمنين والله وليّي(٢) ، يحب(٣) محبّي أن يحبّوا من أحب الله ويحبّ(٤) مبغضي أن يبغضوا من أحبّ الله، إلاّ وانّه قد بلغني أنّ معاوية سبني ولعنني، اللّهم اشدد وطأتك عليه وإنزل اللعنة على المستحق آمين ربّ العالمين، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد، ثمّ نزلعليه‌السلام عن أعواده، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله »(٥) .

١٩ - أخبرنا الشيخ أبو البقاء البصري إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الوفا المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن عتبة بالبصرة في مشهد النخاسين، على صاحبه السلام، سنة ثلاث وستّين وأربعمائة، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين الفقيه، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان، قال: أخبرني عليّ بن حبشي بن قوني الكاتب، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمان، قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدّثني نصر بن مزاحم، قال: حدّثني محمّد بن عمران بن عبدالكريم(٦) ، عن أبيه، عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال:

« دخل أبي المسجد فإذا هو باُناس من شيعتنا، فدنا منهم فسلّم عليهم، ثم قال لهم: والله إنّي لاُحب ريحكم وأرواحكم، وانّكم لعلىٰ دين الله وما بين أحدكم وبين أن يغتبط بما هو فيه إلاّ أن يبلغ نفسه هاهنا - وأشار بيده إلى حنجرته - فأعينونا بورع واجتهاد، ومن يأتم منكم بإمام فليعمل بعمله.

أنتم شرط الله، وأنتم أعوان الله، وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الأولون،

__________________

(١) في المعاني: ولا خاف وليي.

(٢) في « ط »: وليه.

(٣ و ٤) في المعاني: حبّ.

(٥) رواه في معاني الأخبار: ٥٩ مع توضيحات.

(٦) في بشارات الشيعة: عبدالله بن عبدالله بن محمّد بن عمران.

٣٥

وأنتم السابقون الآخرون، وأنتم السابقون إلى الجنّة، قد ضمّنا لكم الجنان بأمر الله ورسوله كأنكم في الجنّة تتنافسون في فضائل الدرجات، كلّ مؤمن منكم صدّيق وكلّ مؤمنة منكم حوراء.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا قنبر! قم فاستبشر، فالله ساخط على الاُمّة ما خلا شيعتنا، ألا وانّ لكلّ شيء شرفاً وشرف الدين الشيعة، ألا وإن لكل شيء عماداً وعماد الدين الشيعة، ألا وإنّ لكلّ شيء سيّداً وسيّد المجالس مجلس شيعتنا، ألا وإن لكلّ شيء شهوداً وشهود الأرض سكّان شيعتنا فيها، ألا وإنّ من خالفكم منسوب إلى هذه الآية:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ) (١) ألا وانّ من دعا منكم فدعاؤه مستجاب، ألا وانّ من سأل منكم حاجة فله بها مائة، ياحبذا حسن صنع الله اليكم، نخرج شيعتنا من قبورهم يوم القيامة مشرقة ألوانهم ووجوههم قد اُعطوا الأمان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والله أشد حباً لشيعتنا منا لهم »(٢) .

٢٠ - أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي، قال: حدثنا السعيد الوالدرضي‌الله‌عنه ، قال: حدّثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي البغدادي، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الحسيني، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم، قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر.

قال: وحدثني جعفر بن محمّد الحسيني، قال: حدثنا أحمد بن عبدالمنعم، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام :

« ألا ابشرك ألا أمنحك، قال: بلى يارسول الله، قال: فاني خُلقت أنا وأنت من

__________________

(١) الغاشية: ٢ - ٤.

(٢) رواه الصدوق في بشارات الشيعة، عنه البرهان ٤: ٤٥٤، أخرجه الصدوق في أماليه: ٥٠٠، والشيخ في أماليه ٢: ٣٣٢ مع إختلافات.

٣٦

طينة واحدة، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا فإذا كان يوم القيامة دعي النّاس بأسماء اُمهاتهم إلاّ شيعتك، فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم »(١) .

٢١ - أخبرنا الشيخ أبو علي، عن أبيه رحمة الله عليه قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان رحمة الله عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن قولويه، قال: حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الاسكافي، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا الحسن بن سعيد الأهوازي، قال: حدّثنا علي بن حديد، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن زهير(٢) قال:

قال أبو عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يامدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم: رحم الله امرءاً(٣) اجتر مودة النّاس الينا، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون »(٤) .

٢٢ - أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن محمّد بن شهريار الخازن بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في ربيع الأوّل سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز المعدل من لفظه وكتابه بمدينة السلام في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمائة، قال: حدثنا العكبرى أبو الحسن بن رزقويه، قال: حدّثنا أبو عمير بن السماك، قال: حدّثني علي بن محمّد القزويني، قال: حدّثنا داود بن سليمان بن وهب بن أحمد القزويني الثغري سنة ست وستين ومائتين، قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا، قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد بن علي، عن أبيه محمّد عن أبيه علي بن الحسين،

__________________

(١) عنه البحار ٦٧: ١٢٦، ورواه الشيخ في أماليه ١: ٧١ و ٧٧.أقول : يأتي مثله في ج ١: الرقم ٣٤ وج ٢: الرقم ١٠٣ وج ٤: الرقم ٥٨.

(٢) في أمالي الصدوق: مدرك بن الهزهاز.

(٣) في أمالي الصدوق: عبداً.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١: ٨٤، الصدوق في أماليه: ٨٨ باسناد آخر مختصراً.

أقول: يأتي مثله ج ٢: الرقم ١٠٧.

٣٧

عن أبيه الحسين، عن أبيه عليعليهم‌السلام ، قال: قال رسول الله:

« من أحبّ ان يركب سفينة النجاة ويتمسّك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّاًعليه‌السلام بعدي، وليعاد عدوه، وليأتم بالهداة الميامين من ولده، فانهم خلفائي وأحبائي وحجج الله على الخلق بعدي، وسادات اُمتي وقادة الأتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان »(١) .

٢٣ - قال: وبالإسناد عن الصدوق، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان، قال: حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله، وحبه عبادة الله، وأتباعه فريضة الله، وأولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وحزبه حزب الله، وسلمه سلم الله »(٢) .

٢٤ - وبالإسناد قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن العباس بن معروف، عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أتاني جبرئيل من قبل ربّي جلّ جلاله، فقال: يامحمد! انّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك: بشّر أخاك علياً بأنّي لا اُعذّب من تولاه ولا أرحم من عاداه »(٣) .

٢٥ - وبالإسناد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّى بن محمّد البصري، عن جعفر بن سليمان،

__________________

(١) رواه الصدوق في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ٢٩٢، وفي أماليه: ٢٦ مع اختلاف.

(٢) رواه الصدوق في أماليه: ٣٦،أقول : يأتي مثله في ج ٤: الرقم ٢٩.

(٣) رواه الصدوق في أماليه: ٤٢،أقول : يأتي مثله في ج ٤: الرقم ٣١.

٣٨

عن عبدالله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« انّ عليّاً وصيّي وخليفتي، وزوجته سيدة نساء العالمين فاطمة ابنتي، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ولداي، من والهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناواهم فقد ناواني، ومن جفاهم فقد جفاني، ومن برّهم فقد برّني، وصل الله من وصلهم، وقطع من قطعهم، ونصر من أعانهم، وخذل من خذلهم.

اللّهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت، علي(١) وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً »(٢) .

٢٦ - وبالإسناد قال: حدّثنا محمّد بن عمر الجعابي الحافظ البغدادي، قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة، قال: حدّثنا محمّد [ بن الحسن ](٣) بن العباس أبو جعفر الخزاعي، قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني(٤) ، قال: حدثنا عمر(٥) بن ثابت، عن عطاء بن السايب، عن ابن يحيى(٦) ، عن ابن عباس قال:

« صعد رسول الله المنبر فخطب واجتمع الناس اليه فقال: يامعشر(٧) المؤمنين انّ الله عزّ وجلّ أوحى اليّ انّي مقبوض، وانّ ابن عمّي علياً مقتول، وانّي ايّها النّاس، أخبركم خبراً، إن عملتم به سلمتم وان تركتموه هلكتم، ان ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلّغ عني، وهو امام المتقين وقائد الغرّ المحجلين، ان استرشدتموه أرشدكم وان اتبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، وإن أطعتموه فالله أطعتم، وإن عصيتموه فالله عصيتم، وإن بايعتموه فالله بايعتم،

__________________

(١) في « م »: فعلي.

(٢) رواه الصدوق في أماليه: ٥٦، وبسند آخر: ٣٨٢.

(٣) من الأمالي.

(٤) في « ط »: القربى، وفي الأمالي: العرنى.

(٥) في الأمالي: عمرو.

(٦) في الأمالي: أبي يحيى.

(٧) في الأمالي: مجموعون.

٣٩

وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم، ان الله عزّ وجلّ أنزل عليّ القرآن وهو الّذي من خالفه ضلّ، ومن ابتغى علمه عند غير عليعليه‌السلام هلك.

أيّها النّاس اسمعوا قولي، واعرفوا حق نصيحتي، ولا تخالفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي اُمرتم به، ومن حفظهم فقد حفظني، فانِّهم حامّتي وقرابتي واخواني وأولادي، فانّكم مجمعون(١) ومساءلون عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما(٢) فانّهم أهل بيتي، فمن آذاهم فقد آذاني، ومن ظلمهم فقد ظلمني، ومن اذلهم فقد اذلّني، ومن اعزّهم فقد اعزّني، ومن اكرمهم اكرمني، ومن نصرهم نصرني، ومن خذلهم خذلني، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني، ايّها النّاس اتقوا الله وانظروا ما انتم قائلون إذا لقيتموني، فاني خصم لمن آذاهم(٣) ، ومن كنت خصمه فقد خصمته، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم »(٤) .

٢٧ - وبهذا الاسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: الضارب بسيفه أمام ذرّيتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي في حوائجهم عندما اضطرّوا ( اليه )(٥) والمحبّ لهم بقلبه ولسانه »(٦) .

٢٨ - قال: أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن، قال: أخبرنا الشريف النقيب أبو الحسن زيد بن الناصر العلوي، قال: أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمّد بن عبد الرحمان العلوي، قال: حدّثنا عمر بن إبراهيم الكناني المقري ومحمّد بن عبد الرحمان المخلص، قال: حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، أخبرنا علي بن شعيب السمسار، أخبرنا عبد الرحمان بن قيس بن معاوية(٧) البصري الزعفراني، أخبرنا محمّد بن عمر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة

__________________

(١) في الأمالي: مجموعون.

(٢) في « ط »: فيهم.

(٣) في « ط »: عاداهم وآذاهم.

(٤) رواه الصدوق في أماليه: ٦٢.

(٥) ليس في « ط ».

(٦) عنه البحار ٦٨: ١٢٣، ويأتي في ج ٢: الرقم ١ وج ٣: الرقم ٤٦ بألفاظ اُخر.

(٧) في « م »: أبو معاوية.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438