بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)

بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)13%

بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام) مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 438

  • البداية
  • السابق
  • 438 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32001 / تحميل: 9017
الحجم الحجم الحجم
بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)

بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ثم ذكر أن معه ماء قبل أن يخرج الوقت قال عليه أن يتوضأ ويعيد الصلاة قال وسألته عن تيمم الحائض والجنب سواء إذا لم يجدا ماء قال نعم.

(باب)

(الرجل يكون معه الماء القليل في السفر ويخاف العطش)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أصابته جنابة في السفر وليس معه ماء إلا قليل وخاف إن هو اغتسل أن يعطش قال إن خاف عطشا فلا يهريق منه قطرة وليتيمم بالصعيد فإن الصعيد أحب إلي.

_________________________________________

أبي بصير ، وهي مع ضعف سندها بعثمان ، واشتراك أبي بصير ، وجهالة المسؤول ، إنما يدل على الإعادة إذا نسي الماء في رحله ، وتيمم وصلى ثم ذكر في الوقت ، وهو خلاف محل النزاع.

قولهعليه‌السلام : « قال نعم » قال في المدارك : اعلم أن الظاهر من كلام الأصحاب تساوي الأغسال في كيفية التيمم ، وهو الظاهر من كلام المفيد في المقنعة ، فإنه لم يذكر التيمم بدلا من الوضوء ، واستدل له الشيخ (ره) بخبر أبي بصير وعمار ، قال في الذكرى : وخرج بعض الأصحاب وجوب تيممين على غير الجنب بناء على وجوب الوضوء هناك ، ولا بأس به والخبران غير مانعين منه لجواز التسوية في الكيفية لا الكمية ، وما ذكره أحوط ، وإن كان الأظهر الاكتفاء بالتيمم الواحد.

باب الرجل يكون معه الماء القليل في السفر ويخاف العطش

الحديث الأول : حسن.

وقولهعليه‌السلام : « أحب إلى » يشعر بجواز الغسل أيضا حينئذ والمشهور عدمه.

١٨١

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يجنب ومعه من الماء قدر ما يكفيه لشربه أيتيمم أو يتوضأ قال التيمم أفضل ألا ترى أنه إنما جعل عليه نصف الطهور.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران وجميل قالا قلنا لأبي عبد اللهعليه‌السلام إمام قوم أصابته جنابة في السفر وليس معه ماء يكفيه للغسل أيتوضأ بعضهم ويصلي بهم قال لا ولكن يتيمم ويصلي بهم فإن الله عز وجل قد جعل التراب طهورا.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة قال إن كانت الأرض مبتلة وليس فيها تراب ولا ماء فانظر أجف موضع تجده فتيمم من غباره أو شيء

_________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « نصف الطهور » أي جعل عليه مسح نصف أعضاء الوضوء تخفيفا ، والأمر بالوضوء مع احتياجه إلى الماء ينافي التخفيف.

الحديث الثالث : حسن.

والمشهور بين الأصحاب كراهة إمامة التيمم بالمتوضين ، بل قال في المنتهى : إنه لا يعرف فيه خلافا إلا ما حكي عن محمد بن الحسن الشيباني من المنع من ذلك ، ولو لا ما يتخيل من انعقاد الإجماع على هذا الحكم لأمكن القول بجواز الإمامة على هذا الوجه من غير كراهة.

الحديث الرابع : حسن مقطوع.

وقال الوالد العلامةقدس‌سره : رواه في التهذيب في الصحيح ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن رفاعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي الموثق كالصحيح عن عبد الله ، عن ابن أبي بكير ، عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في معناه ، والظاهر أن عبد الله نقل في كتابه فتوى لا رواية.

١٨٢

مغبر وإن كان في حال لا تجد إلا الطين فلا بأس أن تتيمم به.

(باب)

(الرجل يصيبه الجنابة فلا يجد إلا الثلج أو الماء الجامد)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته عن

_________________________________________

وقال في الحبل المتين : يستفاد منه عدم جواز التيمم بالأرض الرطبة مع وجود التراب ، وأنها متقدمة على الطين ، وأنه يجب تحري الأجف منها عند الاضطرار إلى التيمم بها ، وربما يستنبط ـ من تعليقهعليه‌السلام الأمر بالتيمم بها على فقد الماء والتراب ـ تسويغ التيمم بالحجر الرطب إلا مع فقد التراب ، لشمول اسم الأرض للحجر ، ولو قلنا بعدم شموله له ففي الحديث دلالة على تقديم التراب على الحجر الجاف كما هو مذهب الشيخين في النهاية ، والمقنعة ، ومختار ابن إدريس ، وابن حمزة ، وسلار لأن الأرض الرطبة لما كانت مقدمة عليه كما يقتضيه اقتصارهعليه‌السلام على قوله ليس فيها ماء ولا تراب دون أن يقول ولا حجر فالتراب مقدم عليه بطريق أولى.

باب الرجل تصيبه الجنابة فلا يجد إلا الثلج أو الماء الجامد

الحديث الأول : صحيح.

قولهعليه‌السلام : « يتيمم » استدل به سلار على التيمم بالثلج ولا يخفى أن الظاهر التيمم بالتراب كما فهمه الشيخ وعلى تقدير عدم ظهوره لا يمكن الاستدلال به ، ثم [ إنه ] ذهب الشيخ في النهاية إلى تقدم الثلج على التراب كما يظهر من بعض الأخبار ، ويمكن القول بالتفصيل بأنه إن حصل الجريان فالثلج مقدم وإلا فالتراب ، وقال في المختلف : لو لم يجد إلا الثلج وتعذر عليه كسره وإسخانه قال الشيخان وضع يديه عليه باعتماد حتى تتنديا ثم يتوضأ بتلك الرطوبة بأن يمسح يده على وجهه بالنداوة ، وكذا بقية أعضائه ، وكذا في الغسل ، فإن خشي من ذلك آخر الصلاة

١٨٣

رجل أجنب في السفر ولم يجد إلا الثلج أو ماء جامدا فقال هو بمنزلة الضرورة يتيمم ولا أرى أن يعود إلى هذه الأرض التي توبق دينه.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه رفعه قال قال إن أجنب فعليه أن يغتسل على ما كان عليه وإن احتلم تيمم.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير عمن رواه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن رجل أصابته الجنابة في ليلة باردة يخاف على نفسه

_________________________________________

حتى يتمكن من الطهارة المائية أو الترابية. وقال المرتضى : إذا لم يجد إلا الثلج ضرب بيديه ويتيمم بنداوته ، وكذا قال سلار ومنع ابن إدريس من التيمم به والوضوء والغسل منه وحكم بتأخير الصلاة إلى أن يجد الماء أو التراب ، والوجه ما قاله الشيخان.

قولهعليه‌السلام « ولا أرى أن يعود » فيه دلالة على أن من صلى بتيمم فصلاته لا تخلو من نقص وإن كانت مبرئة للذمة وأنه يجب عليه إزالة هذا النقص عن صلاته المستقبلة بالخروج عن محل الاضطرار.

الحديث الثاني : مرفوع.

وقال في المدارك : من عدم الماء مطلقا أو تعذر عليه استعماله يجوز له الجماع لعدم وجوب الطهارة المائية عليه ، ولو كان معه ما يكفيه للوضوء فكذلك قبل دخول الوقت ، أما بعده فجزم العلامة في المنتهى بتحريمه لأنه يفوت الواجب وهو الصلاة بالمائية ، وفيه نظر ، وقال : إطلاق النص وكلام أكثر الأصحاب يقتضي أنه لا فرق في تيمم المريض بين متعمد الجنابة وغيره ، ويؤيده أن الجنابة على هذا التقدير غير محرم إجماعا كما نقله في المعتبر فلا يترتب على فاعله عقوبة وارتكاب التغرير بالنفس عقوبة.

وقال الشيخان : إن أجنب نفسه مختارا لم يجز له التيمم ، وإن خاف التلف أو الزيادة في المرض ، واستدل عليه في الخلاف بصحيحة عبد الله بن سليمان وصحيحة

١٨٤

التلف إن اغتسل قال يتيمم ويصلي فإذا أمن البرد اغتسل وأعاد الصلاة.

(باب)

(التيمم بالطين)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا كنت في حال لا تقدر إلا على الطين فتيمم

_________________________________________

محمد بن مسلم ، وأجاب عنهما في المعتبر بعدم الصراحة في الدلالة لأن العنت المشقة وليس كل مشقة تلفا ولأن قولهعليه‌السلام « على ما كان » ليس حجة في محل النزاع وإن دل بإطلاقه فدفع الضرر المظنون واجب عقلا لا يرتفع بإطلاق الرواية ولا يخص بها عموم نفي الحرج وهو جيد.

الحديث الثالث : مرسل.

وقال الشيخرحمه‌الله : من تعمد الجنابة وخشي على نفسه من استعمال الماء يتيمم ويصلي ثم يعيد ، واحتج بخبر جعفر بن بشير ، وعبد الله بن سنان ، وقال في المدارك : هما لا يدلان على ما اعتبره من القيد ، والأجود حملهما على الاستحباب لأن مثل هذا المجاز أولى من التخصيص وإن كان القول بالوجوب لا يخلو من رجحان.

باب التيمم بالطين

الحديث الأول : صحيح ، وآخره مرسل.

وقال في المدارك : ومع فقد الغبار يتيمم بالوحل ، والمستند في ذلك بعد الإجماع روايتا أبي بصير ورفاعة ولو أمكن تجفيف الوحل بحيث يصير ترابا والتيمم به وجب ذلك ، وقدم على الغبار قطعا ، واختلف الأصحاب في كيفية التيمم بالوحل ، فقال الشيخان : إنه يضع يديه على الأرض ثم يفركهما ويتيمم به وهو خيرة المعتبر ، وقال آخرون : يضع يديه على الوحل ويتربص فإذا يبس تيمم به

١٨٥

به فإن الله أولى بالعذر إذا لم يكن معك ثوب جاف أو لبد تقدر أن تنفضه وتتيمم به وفي رواية أخرى صعيد طيب وماء طهور.

(باب)

(الكسير والمجدور ومن به الجراحات وتصيبهم الجنابة)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجل يكون به القرح والجراحة يجنب قال لا بأس بأن لا يغتسل ويتيمم.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن

_________________________________________

واستوجهه في التذكرة إن لم يخف فوت الوقت وهو بعيد ، وقال : إذا فقد التراب وما في معناه ، وجب التيمم بغبار الثوب ، أو عرف الدابة ، أو لبد السرج ، أو غير ذلك مما فيه غبار ، قال في المعتبر : وهو مذهب علمائنا ، وأكثر العامة ، وإنما يجوز التيمم بالغبار مع فقد التراب كما نص عليه الشيخ وأكثر الأصحاب ، وربما ظهر من عبارة المرتضى في الجمل جواز التيمم به مع وجود التراب أيضا ، وهو بعيد لأنه لا يسمى صعيدا ، بل يمكن المناقشة في جواز التيمم به مع إمكان التيمم بالطين ، إلا أن الأصحاب قاطعون بتقديم الغبار على الوحل وظاهر هم الاتفاق عليه.

قولهعليه‌السلام « صعيد طيب » قال الفاضل التستريرحمه‌الله : كان المعنى أن الطين مركب من الصعيد الطيب ومن الماء ، فلا يدل على أن الطين صعيد بقول مطلق ، ويحتمل أن يكون المراد أن الله تعالى أمر بالصعيد وبالماء ، والصعيد هنا حاصل فيستفاد منه أن الطين صعيد.

باب الكسير والمجدور ومن به الجراحات وتصيبهم الجنابة

الحديث الأول : صحيح.

الحديث الثاني : حسن.

١٨٦

أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال يتيمم المجدور والكسير بالتراب إذا أصابته الجنابة.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن أحمد رفعه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن مجدور أصابته جنابة قال إن كان أجنب هو فليغتسل وإن كان احتلم فليتيمم.

٤ ـ أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح وابن فضال ، عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر له أن رجلا أصابته جنابة على جرح كان به فأمر بالغسل فاغتسل فكز فمات فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قتلوه قتلهم الله إنما كان دواء العي السؤال.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن سكين وغيره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قيل له إن فلانا أصابته جنابة وهو مجدور فغسلوه

_________________________________________

الحديث الثالث : مرفوع.

الحديث الرابع : مجهول.

قولهعليه‌السلام « فكز » كذا في أكثر النسخ وفي بعضها فكن قال في الصحاح الكن السترة ، وقال الكز بالضم داء تأخذ من شدة البرد ، وقد كز الرجل فهو مكزوز إذا تقبض من البرد.

قولهعليه‌السلام « دواء العي » في الصحاح عي إذا لم يهتد لوجه ، يحتمل أن يكون صفة مشبهة من عي إذا عجز ولم يهتد إلى العلم بالشيء وأن يكون مصدرا ، وقال في شرح المصابيح : العي بكسر العين وتشديد الياء التحير في الكلام ، والمراد به هنا الجهل ، يعني لم لم تسألوا إذا لم تعلموا شيئا فإن الجهل داء شديد وشفاؤه السؤال والتعلم من العلماء ، وكل جاهل لم يستح عن التعلم وتعلم يجد شفاء.

الحديث الخامس : حسن ، وفي بعض النسخ ابن سكين وهو ثقة ، وفي بعضها ابن مسكين وهو مجهول ، ولا يضر ذلك لأنه بمنزلة مرسل ابن أبي عمير ، ولو كان فاعل قال في قوله ـ قال وروى ـ ابن أبي عمير كما هو ظاهر لكان حسنا

١٨٧

فمات فقال قتلوه ألا سألوا ألا يمموه إن شفاء العي السؤال.

قال وروي ذلك في الكسير والمبطون يتيمم ولا يغتسل.

(باب النوادر)

١ ـ علي بن محمد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن الحسن بن علي الوشاء قال دخلت على الرضاعليه‌السلام وبين يديه إبريق يريد أن يتهيأ منه للصلاة فدنوت منه لأصب عليه فأبى ذلك وقال مه يا حسن فقلت له لم تنهاني أن أصب على يدك تكره أن أوجر قال تؤجر أنت وأوزر أنا فقلت له وكيف ذلك فقال أما سمعت الله عز وجل يقول «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ »

_________________________________________

أيضا ولعله في الكسير محمول على عدم إمكان الجبيرة ، ويحتمل التخيير أيضا أو تخصيص الجبيرة بالوضوء والأوسط أظهر.

باب النوادر

الحديث الأول : ضعيف.

قولهعليه‌السلام « تؤجر أنت » يحتمل أن يكون استفهاما ، وقولهعليه‌السلام « وأوزر أنا » جملة حالية وعلى ظاهره يدل على أن الجاهل يثاب على فعل يراه حسنا ويمكن حمله على الكراهة ولا يكون المعاونة على المكروه مكروها ، أو يكون مكروها من جهة ومندوبا من جهة ، وقال الشيخ البهائيرحمه‌الله : استدل العلامة في المنتهى وغيره بهذه الرواية على كراهة الاستعانة والظاهر أن المراد الصب على نفس العضو ، وهو التولية المحرمة كما يرشد إليه قوله « على يدك » ولم يقل في يدك ، وكما يدل عليه قولهعليه‌السلام « وأوزر أنا » إذ لا وزر في المكروه ، فالاستدلال بها على كراهة الاستعانة محل تأمل. وقال : الباء في بعبادة ربه ظرفية ، والتفسير المشهور لهذه الآية ، ولا يجعل أحدا شريكا مع ربه في المعبودية فلعل كلا المعنيين مراد فإن الإمامعليه‌السلام لم ينف ذلك التفسير هذا ولا يخفى أن

١٨٨

«عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً » وها أنا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة فأكره أن يشركني فيها أحد.

٢ ـ علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله افتتاح الصلاة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن صباح الحذاء ، عن أبي أسامة قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل من المغيرية عن شيء من السنن فقال ما من شيء يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة عرفها من عرفها وأنكرها من أنكرها فقال رجل فما السنة في دخول الخلاء قال تذكر الله وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإذا فرغت قلت الحمد لله على ما أخرج مني من الأذى في يسر وعافية قال الرجل فالإنسان يكون على تلك

_________________________________________

الضمير في قولهعليه‌السلام « وهي العبادة » وقوله « إن يشركني فيها » راجعين إلى الصلاة والغرض منع الشركة في الوضوء : فكأنه لعدم تحققها بدونه ، أو بدله كالجزء منها ، ولا يبعد أن يجعل الباء في الآية للسببية ، وكذا « في » في قولهعليه‌السلام فيها ، وحينئذ لا يحتاج إلى تكلف جعل الوضوء كالجزء من الصلاة فتدبر.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

وكان فيه دلالة على استحباب عدم الفاصلة كثيرا بين الوضوء والصلاة ، والظاهر أن الغرض بيان الاشتراط.

الحديث الثالث : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « من المعتزلة » وفي بعض النسخ ـ المغيرية ـ وهو أظهر ، قال في الملل والنحل : المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي ادعى أن الإمام بعد محمد بن علي بن الحسين ، محمد بن عبد الله بن الحسن ، وكان المغيرة مولى لعبد الله بن خالد

١٨٩

الحال ولا يصبر حتى ينظر إلى ما يخرج منه قال إنه ليس في الأرض آدمي إلا ومعه ملكان موكلان به فإذا كان على تلك الحال ثنيا برقبته ثم قالا يا ابن آدم انظر إلى ما كنت تكدح له في الدنيا إلى ما هو صائر.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلى ، عن إبراهيم بن محمد بن حمران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من توضأ فتمندل كانت له حسنة وإن توضأ ولم يتمندل حتى يجف وضوؤه كانت له ثلاثون حسنة.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن جراح الحذاء ، عن سماعة بن مهران قال قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام من توضأ للمغرب كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في نهاره ما خلا الكبائر ومن توضأ لصلاة الصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته إلا الكبائر.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن قاسم الخزاز ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام قاعد ومعه ابنه محمد إذ قال :

_________________________________________

القصري وفي القاموس كدح في العمل كمنع سعى وعمل لنفسه خيرا أو شرا.

الحديث الرابع : ضعيف.

الحديث الخامس : مجهول.

والظاهر يومه مكان ليلته وكأنه من النساخ ، أو الرواة بقرينة أنه نقل هذا الخبر عن سماعة بعد ذلك بزيادة ، وهنا في أكثر النسخ يومه ، وفي ثواب الأعمال في نهاره إلا الكبائر ، ومن توضأ للصبح كان وضوءه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته إلا الكبائر ، وعلى ما في أكثر نسخ المتن يحتمل أن يكون المراد الليلة السابقة ، أو يكون الظرف متعلقا بالكفارة فيكون المراد جميع الذنوب والله يعلم.

الحديث السادس : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام » أصل ـ بينا ـ بين فأشبعت الفتحة وقفا فصارت ألفا ، يقال بينا وبينما ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف وأبقيت الألف المشبعة وصلا مثلها وقفا ، وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة ، ويضافان إلى جملة

١٩٠

_________________________________________

من فعل وفاعل ومبتدأ وخبر ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى ، والأفصح في جوابهما أن لا يكون فيه إذ وإذا ، وقد جاء في الجواب كثيرا تقول بينا زيد جالس دخل عليه عمرو وإذ دخل عليه وإذا دخل عليه ، على ما ذكره الجوهري و ـ بينا ـ هنا مضاف إلى جملة ما بعده وهي ـ أمير المؤمنينعليه‌السلام جالس ـ وأقحم جزئي الجملة الظرف المتعلق بالخبر وقدم عليه توسعا ، أما كلمة « ذات » فقد قال الشيخ الرضيرضي‌الله‌عنه في شرح الكافية : وأما ذا وذات وما تصرف منهما إذا أضيف إلى المقصود بالنسبة فتأويلها قريب من التنزيل المذكور ، إذ معنى ـ جئت ذا صباح ـ أي وقتا صاحب هذا الاسم ، فذا من الأسماء الستة وهو صفة موصوف محذوف وكذا جئته ذات يوم أي مدة صاحبة هذا الاسم ، واختصاص ذا بالبعض وذات بالبعض الأخر يحتاج إلى سماع ، وأما ذا صبوح وذا غبوق فليس من هذا الباب ، لأن الصبوح والغبوق ليسا زمانين ، بل ما يشرب فيهما فالمعنى جئت زمانا صاحب هذا الشراب فلم يضف المسمى إلى اسمه. وقيل : إن ذا وذات في أمثال هذه المقامات مقحمة بلا ضرورة داعية إليها بحيث يفيدان معنى غير حاصل قبل زيادتهما مثل ـ كاد ـ في قوله تعالى «وَما كادُوا يَفْعَلُونَ » والاسم في بسم الله على بعض الأقوال ، وظرف المكان المتأخر أعني مع متعلق بجالس أيضا.

واختلف في إذا الفجائية هذه هل هي ظرف مكان أو ظرف زمان فذهب المبرد إلى الأول ، والزجاج إلى الثاني ، وبعض إلى أنها حرف بمعنى المفاجأة ، أو حرف زائد وعلى القول بأنها ظرف مكان ، قال ابن جني عاملها الفعل الذي بعدها لأنها غير مضافة إليه وعامل ـ بينا وبينما ـ محذوف يفسره الفعل المذكور فمعنى الفقرة المذكورة في الحديث قال أمير المؤمنينعليه‌السلام بين أوقات جلوسه يوما من الأيام مع محمد بن الحنفية وكان ذلك القول في مكان جلوسه ، وقال شلوبين : إذ مضافة إلى الجملة فلا يعمل فيها الفعل ولا في بينا وبينما لأن المضاف إليه

١٩١

يا محمد ائتني بإناء من ماء فأتاه به فصبه بيده اليمنى على يده اليسرى ثم قال :

_________________________________________

لا يعمل في المضاف ولا فيما قبله وإنما عاملهما محذوف يدل عليه الكلام ، وإذ بدل منهما ويرجع الحاصل إلى ما ذكرنا على قول ابن جني ، وقيل : العامل ما يلي بين بناء على أنها مكفوفة عن الإضافة إليه كما يعمل تألى اسم الشرط فيه ، والحاصل حينئذ أمير المؤمنينعليه‌السلام جالس مع محمد بين أوقات يوم من الأيام في مكان ، قوله « يا محمد إلى آخره » وقيل بين خبر لمبتدء محذوف والمصدر المسبوك من الجملة الواقعة بعد إذ مبتدأ والمال حينئذ أن بين أوقات جلوسهعليه‌السلام مع ابنه قوله يا محمد إلى آخره ـ ثم حذف المبتدأ مدلولا عليه بقوله ـ يا محمد إلى آخره ـ وعلى قول الزجاج وهو كون إذا ظرف زمان يكون مبتدأ مخرجا عن الظرفية خبره ـ بينا وبينما ـ فالمعنى حينئذ ، وقت قول أمير المؤمنينعليه‌السلام حاصل بين أوقات جلوسه يوما من الأيام مع محمد بن الحنفية.

قولهعليه‌السلام : « آتني » يدل على أن طلب إحضار الماء ليس من الاستعانة المكروهة.

قولهعليه‌السلام « فصبه » في التهذيب وغيره فأكفاه ، وقال الجوهري كفأت الإناء كبيته وقلبته فهو مكفوء وزعم ابن الأعرابي أن أكفاءه لغة فصيحة الضبط.

قولهعليه‌السلام « بيده اليمنى » كذا في أكثر نسخ الفقيه والتهذيب أيضا ، وفي بعض نسخ التهذيب وغيره بيده اليسرى على يده اليمنى وعلى كلتا النسختين الأكفاء إما للاستنجاء أو لغسل اليد قبل إدخالها الإناء ، والأول أظهر ويؤيده استحباب الاستنجاء باليسرى على نسخة الأصل ، وعلى الأخرى يمكن أن يقال : الظاهر أن الاستنجاء باليسرى إنما يتحقق بأن تباشر اليسرى العورة وأما الصب فلا بد أن يكون باليمنى في استنجاء الغائط وأما استنجاء البول فإن لم تباشر اليد العورة فلا يبعد كون الأفضل الصب باليسار ، وإن باشرتها فالظاهر أن الصب باليمين أولى.

١٩٢

الحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا ثم استنجى فقال : اللهم حصن فرجي وأعفه واستر عورتي وحرمها على النار ثم استنشق فقال : اللهم لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وطيبها وريحانها ثم تمضمض

_________________________________________

قولهعليه‌السلام « الحمد لله » في الفقيه وغيره ـ بسم الله الحمد لله ـ أي أستعين ، أو أتبرك باسمه تعالى وأحمده.

قوله « طهورا » أي مطهرا كما يناسب المقام ، ولأن التأسيس أولى من التأكي د « ولم يجعله نجسا » أي متأثرا من النجاسة ، أو بمعناه فإنه لو كان نجسا لم يمكن استعماله في إزالة النجاسة ، ولعل كلمة « ثم » في الموضع منسلخة عن معنى التراخي كما قيل في قوله تعالى «ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ »(١) والمراد بتحصين الفرج ستره وصونه عن الحرام وعطف ـ الإعفاف ـ عليه تفسيري أو الإعفاف عن الشبهات والمكروهات ، وقال الشيخ البهائي (ره) عطف العورة من قبيل عطف العام على الخاص فإن العورة كل ما يستحيي ، والأولى أن يقال : عطف الستر من قبيل عطف الخاص على العام فلا تغفل و « حرمها » أي العورة بالمعنى الأخص أو الفرج وفي بعض الروايات حرمهما باعتبار لفظي الفرج والعورة وإن اتحد معناهما أو يقرأ عورتي بتشديد الياء.

قولهعليه‌السلام « ثم استنشق » أقول : الرواية في سائر الكتب بتقديم المضمضة على الاستنشاق كما هو المشهور فيهما ، وفي الكتاب بالعكس ، ولعله من النساخ والمشهور استحباب تقديم المضمضة ، وذهب الشيخ في المبسوط إلى عدم جواز تأخير المضمضة عن الاستنشاق ، وقال في الذكرى : هذا مع قطع النظر عن اعتقاد شرعية التغيير أما معه فلا شك في تحريم الاعتقاد لا عن شبهة ، وأما الفعل فالظاهر لا انتهى ، والاستنشاق اجتذاب الماء بالأنف ، وأما الاستنتار فلعله مستحب آخر ولا يبعد كونه

__________________

(١) المؤمنون : ١٤.

١٩٣

فقال اللهم أنطق لساني بذكرك واجعلني ممن ترضى عنه ثم غسل وجهه فقال : اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه

_________________________________________

داخلا في الاستنشاق عرفا ويشم بفتح الشين من باب علم ، ويظهر من الفيروزآبادي أنه يجوز الضم فيكون من باب نصر والريح الرائحة وفي الفقيه وغيره ريحها وروحها وطيبها. وقال الجوهري : الروح نسيم الريح ويقال : أيضا يوم روح أي طيب وروح وريحان أي رحمة ورزق وأول الدعاء استعاذة من أن يكون من أهل النار فإنهم لا يشمون ريح الجنة حقيقة ولا مجازا والمضمضة تحريك الماء في الفم كما ذكره الجوهري والدعاء في الفقيه وأكثر كتب الدعاء والحديث هكذا ( اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك ) وفي بعضها ـ بذكراك ـ والتلقين التفهيم وهو سؤال منه تعالى أن يلهمهم يوم لقائه ما يصير سببا لفكاك رقابهم من النار كما قال تعالى «يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها »(١) وقرأ بتخفيف النون من التلقي كما قال تعالى «وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً »(٢) والأول أظهر.

« ويوم اللقاء » إما يوم القيامة والحساب ، أو يوم الدفن والسؤال ، أو يوم الموت أو الأعم ، وإنطاق اللسان عبارة عن توفيق الذكر مطلقا ، وبياض الوجه وسواده إما كنايتان عن بهجة السرور والفرح وكابة الخوف والخجلة ، أو المراد بهما حقيقة السواد والبياض ، وفسر بالوجهين قوله تعالى «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ »(٣) ويمكن أن يقرأ قولهعليه‌السلام « تبيض وتسود » على المضارع الغائب من باب الأفعال ، فالوجوه مرفوعة فيهما بالفاعلية وأن يقرأ بصيغة المخاطب من باب التفعيل مخاطبا إليه تعالى فالوجوه منصوبة فيهما على المفعولية كما ذكره الشهيد الثاني

__________________

(١) النحل : ١١١.

(٢) الإنسان : ١١.

(٣) آل عمران : ١٠٦.

١٩٤

الوجوه ثم غسل يمينه فقال : اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد بيساري ثم غسل شماله فقال : اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ بك من مقطعات النيران ثم مسح رأسه فقال : اللهم غشني برحمتك

_________________________________________

رفع الله درجته ، والأول هو المضبوط في كتب الدعاء المسموع عن المشايخ الأجلاء ثم الظاهر أن التكرير للإلحاح في الطلب والتأكيد فيه ، وهو مطلوب في الدعاء فإنه تعالى يحب الملحين في الدعاء ، ويمكن أن تكون الثانية تأسيسا على التنزل فإن ابيضاض الوجوه تنور فيها زائدا على الحالة الطبيعة ، فكأنه يقول : إن لم تنورها فأبقها على الحالة الطبيعية ولا تسودها « والكتاب » كتاب الحسنات وإعطائه باليمين علامة الفلاح يوم القيامة كما قال تعالى «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً »(١) .

قولهعليه‌السلام « والخلد بيساري » في سائر الكتب والخلد في الجنان يحتمل وجوها :

الأول : أن المراد بالخلد الكتاب المشتمل على توقيع كونه مخلدا في الجنان على حذف المضاف ، وباليسار اليد اليسرى ، والباء صلة لأعطني ، كما روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال : يعطى كتاب أعمال العباد بإيمانهم وبراءة الخلد في الجنان بشمائلهم ، وهو أظهر الوجوه.

الثاني : أن المراد باليسار اليسر خلاف العسر كما قال تعالى «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى » فالمراد هنا طلب الخلود في الجنة من غير أن يتقدمه عذاب النار وأهوال يوم القيامة وسهولة الأعمال الموجبة له.

الثالث : أن يراد باليسار مقابل الإعسار أي اليسار بالطاعات ، أي أعطني الخلد في الجنان بكثرة طاعاتي فالباء للسببية فيكون في الكلام إيهام التناسب و

__________________

(١) الإنشقاق : ٩.

١٩٥

وبركاتك وعفوك ثم مسح على رجليه فقال : اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عني ثم التفت إلى محمد فقال :

_________________________________________

وهو الجمع بين المعنيين المتناسبين بلفظين لهما معنيان متناسبان ، كما قيل في قوله تعالى «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ »(١) فإن المراد بالنجم ما ينجم من الأرض أي ما يظهر ولا ساق له كالبقول ، وبالشجر ما له ساق فالنجم. بهذا المعنى وإن لم يكن مناسبا للشمس والقمر لكنه بمعنى الكواكب يناسبها وهذا الوجه مع لطفه لا يخلو من بعد.

الرابع : أن الباء للسببية أي أعطني الخلد بسبب غسل يساري وعلى هذا فالباء في قوله ـ بيميني أيضا للسببية ، ولا يخفى بعده لا سيما في اليمين لأن إعطاء الكتاب مطلقا ضروري ، وإنما المطلوب الإعطاء باليمين الذي هو علامة الفائزين أقول في سائر الكتب بعد قوله بيساري وحاسبني حسابا يسيرا.

وقال الشهيد الثاني قدس الله روحه : لم يطلب دخول الجنة بغير حساب لمقامه واعترافا بتقصيره عن الوصول إلى هذا القدر من القرب لأنه مقام الأصفياء ، بل طلب سهولة الحساب تفضلا من الله تعالى وعفوا عن المناقشة بما يستحقه وتحرير الحساب بما هو أهله ، وفيه مع ذلك اعتراف بحقية الحساب مضافا إلى الاعتراف بأخذ الكتاب وذلك بعض أحوال يوم الحساب.

و قولهعليه‌السلام « اللهم لا تعطني كتابي بشمالي » إشارة إلى قوله سبحانه «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ ». «فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً »(٢) وقوله « ولا من وراء ظهري » كما في غير نسخ الكتاب « ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي » إلى ما روي من أن المجرمين يعطى كتابهم من وراء ظهورهم بشمائلهم حالكونها مغلولة إلى أعناقهم.

قولهعليه‌السلام « من مقطعات النيران » قال الجزري : المقطع من الثياب كل

__________________

(١) الرحمن : ٦.

(٢) الإنشقاق : ١٠.

١٩٦

يا محمد من توضأ بمثل ما توضأت وقال مثل ما قلت خلق الله له من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره ويهلله ويكتب له ثواب ذلك

_________________________________________

ما يفصل ويخاط من قميص وغيره ، انتهى. وهذا إشارة إلى قوله تعالى «قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ »(١) فإما أن تكون جبة وقميصا حقيقة من النار ، مثل الرصاص والحديد ، أو تكون كناية عن لصدوق النار بهم كالجبة والقميص ، ولعل السر في كون ثياب النار مقطعات أو التشبيه بها كونها أكثر اشتمالا على البدن من غيرها ، فالعذاب بها أشد ، وفي بعض نسخ الحديث والدعاء مفظعات بالفاء والظاء المعجمة جمع مفظعة بكسر الظاء من فظع الأمر بالضم فظاعة فهو فظيع أي شديد شنيع ، وهو تصحيف ، والأول موافق للاية الكريمة حيث يقول «فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ».

و « التغشية » التغطية و « البركة » النماء والزيادة. وقال في النهاية : في قولهم ـ وبارك على محمد وآل محمد ـ أي أثبت لهم وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة ، وهو من برك البعير إذا ناخ في موضع فلزمه ، وتطلق البركة أيضا على الزيادة ، والأصل الأول ، انتهى. ولعل الرحمة بالنعم الأخروية أخص ، كما أن البركة بالدنيوية أنسب ، كما يفهم من موارد استعمالهما ، ويحتمل التعميم فيهما ، وقال الوالدقدس‌سره : يمكن أن تكون الرحمة عبارة عن نعيم الجنة وما يوصل إليها ، والبركات عن نعيم الدنيا الظاهرة والباطنة من التوفيقات للأعمال الصالحة والعفو عن الخلاص من غضب الله وما يؤدي إليه.

قولهعليه‌السلام « من كل قطرة » أي بسببها أو من عملها ، بناء على تجسم الأعمال ، والتسبيح والتقديس مترادفان بمعنى التنزيه ، ويمكن تخصيص التقديس بالذات والتسبيح بالصفات والتكبير بالأفعال وقولهعليه‌السلام « إلى يوم القيمة » إما متعلق بيكتب أو بخلق ، أو بهما وبالأفعال الأربعة على التنازع.

__________________

(١) الحجّ : ١٩.

١٩٧

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول وهو يحدث الناس بمكة صلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الفجر ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علمت أن لكما حاجة وتريدان أن تسألا عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني وإن شئتما فاسألا عنها قالا بل تخبرنا قبل أن نسألك عنها فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد من الارتياب وأثبت للإيمان فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت أن تسألني عن وضوئك وصلاتك ما لك في ذلك من الخير أما وضوؤك فإنك إذا وضعت يدك في إنائك ثم قلت بسم الله تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك فإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك فهذا لك في وضوئك.

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الوضوء شطر الإيمان.

٩ ـ أبو علي الأشعري ، عن بعض أصحابنا ، عن إسماعيل بن مهران ، عن صباح

_________________________________________

الحديث السابع : صحيح على الظاهر ، وإن قيل باشتراك محمد بن قيس.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

ويحتمل أن يكون المراد بالشطر الجزء والنصف وعلى التقديرين يمكن أن يراد بالإيمان الصلاة كما قال تعالى «وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ »(١) أي صلاتكم أو الإيمان المشتمل على العبادات لأنه أحد إطلاقاته. في الأخبار.

الحديث التاسع : مرسل ، وظاهره الأعم من التجديد.

__________________

(١) البقرة : ١٤٣.

١٩٨

الحذاء ، عن سماعة قال كنت عند أبي الحسنعليه‌السلام فصلى الظهر والعصر بين يدي وجلست عنده حتى حضرت المغرب فدعا بوضوء فتوضأ للصلاة ثم قال لي توضأ فقلت جعلت فداك أنا على وضوئي فقال وإن كنت على وضوء إن من توضأ للمغرب كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في يومه إلا الكبائر ومن توضأ للصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته إلا الكبائر.

١٠ ـ محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الطهر على الطهر عشر حسنات.

١١ ـ محمد بن الحسن وغيره ، عن سهل بن زياد بإسناده ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا فرغ أحدكم من وضوئه فليأخذ كفا من ماء فليمسح به قفاه يكون ذلك فكاك رقبته من النار.

١٢ ـ علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال قلت له الرجل يغتسل بماء الورد ويتوضأ به للصلاة قال :

_________________________________________

الحديث العاشر : مرسل.

ويشمل الوضوء بعد الغسل بل الغسل بعد الغسل أيضا ، ولم أر التصريح بهما في كلامهم.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور.

والظاهر أنه محمول على التقية ، ويحتمل أن يكون الثواب على هذا الفعل للتقية.

الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.

والمشهور بين الأصحاب عدم جواز التوضؤ والاغتسال بالمضاف مطلقا وخالف فيه ابن بابويه فجوز رفع الحدث بماء الورد ، ولم يعتبر المحقق خلافه حيث ادعى الإجماع على عدم حصول الرفع به لمعلومية نسبه ، أو لانعقاد الإجماع بعده ، والمعتمد المشهور ، احتج ابن بابويه بهذه الرواية ، وقال في المدارك : وهو ضعيف لاشتمال

١٩٩

لا بأس بذلك.

١٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عبد الوهاب ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن هشام بن سالم ، عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عمن مس عظم الميت قال إذا كان سنة فليس به بأس.

١٤ ـ محمد بن يحيى رفعه ، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفرعليه‌السلام إذا كان الرجل نائما في المسجد الحرام أو مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فاحتلم فأصابته جنابة فليتيمم ولا يمر في المسجد إلا متيمما حتى يخرج منه ثم يغتسل وكذلك الحائض إذا أصابها الحيض تفعل كذلك ولا بأس أن يمرا في سائر المساجد ولا يجلسان فيها.

_________________________________________

سنده على سهل بن زياد ، ومحمد بن عيسى عن يونس ، وقد نقل الصدوق عن شيخه ابن الوليد أنه لا يعتمد على حديث محمد بن عيسى ، عن يونس ، وحكم الشيخ في كتاب الأخبار بشذوذ هذه الرواية وأن العصابة أجمعت على ترك العمل بظاهرها ، ثم أجاب عنها باحتمال أن يكون المراد بالوضوء التحسين والتنظيف ، أو أن يكون المراد بماء الورد الماء الذي وقع فيه الورد دون أن يكون معتصرا منه ، وما هذا شأنه فهو بالإعراض عنه حقيق ، ونقل المحقق في المعتبر اتفاق الناس جميعا على أنه لا يجوز الوضوء بغير ماء الورد من المائعات.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

قولهعليه‌السلام « إذا جاز سنة » كأنه لذهاب الدسومة التي تكون في العظم ، والمراد بالعظم عظم الميتة من الحيوانات ، أو الميت الذي لم يغسل ، ويحتمل أن يكون السؤال باعتبار غسل المس.

الحديث الرابع عشر : مرفوع.

قولهعليه‌السلام « فاحتلم » أي رأى في النوم ما يوجب الاحتلام.

قولهعليه‌السلام « فليتيمم » قال في المدارك : هذا مذهب أكثر علمائنا ، ومستنده

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

محمود وأنا محمّد، والله الأعلى(١) وهذا علي »(٢) .

٤٥ - قال: حدّثنا إبراهيم بن بن أبي إسحاق، عن عبدالجبار بن العباس الشبامي، عن عمّار الدهني، عن أبي فاخته قال:

« أقبل عليعليه‌السلام وعمر جالس في مجلسه، فلمّا رآه عمر تضعضع وتواضع وأوسع له في المجلس، فلمّا قام عليعليه‌السلام قال له بعض القوم: ياأمير المؤمنين إنا لنراك تصنع بعلي صنيعاً ما تصنعه بأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال عمر: وما رأيتني أصنع به؟ قال: رأيناك كما تضعضعت وتواضعت وأوسعت له حتى يجلس، قال: وما يمنعني فوالله انه لمولاي ومولى كلّ مؤمن »(٣) .

٤٦ - قال: أخبرنا يوسف بن كليب، عن هارون بن الحسن، عن أبي سلام مولى قيس قال: خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن قال: سمت سعد بن حذيفة يقول: سمعت أبي حذيفة يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

« ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّ عليعليه‌السلام إلاّ أدخله الله عزّ وجلّ الجنّة »(٤) .

٤٧ - حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا الوليد بن بكير أبو حباب عن سلام الخزاعي عن أبي اسحاق السبيعي، عن الحرث، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ما من دعاء إلاّ بينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على النبي وعلى آل محمّد، فإذا فعل ذلك خرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، فإذا لم يفعل رجع الدعاء ».

٤٨ - قال: حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، عن إبراهيم بن حيان، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:

__________________

(١) في الأصل: العلى، ما أثبتناه من الروضة.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١: ١٨٦، والفتال في روضة الواعظين: ١٢٨.

(٣) رواه في البحار ٣٧: ١٩٨،أقول: مرّ في ج ٧: الرقم ٣٩ مثله.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١: ٣٣٩.

٣٦١

« أمر علياً أن يقضي بين رجلين فقضى بينهما، فقال الّذي قضى عليه: هذا الذي يقضي بيننا، فكأنه ازدرأ عليه، فأخذ عمر بتلابيبه وقال: ويلك وما تدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب هذا مولاي ومولى كل مؤمن، فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن ».

٤٩ - عن جابر: « انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا علياًعليه‌السلام وهو محاصر الطائف، فكان القوم استشرفوا لذلك وقالوا: لقد طال نجواك له منذ اليوم فقال: ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه »(١) .

٥٠ - عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة، وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي »(٢) .

٥١ - أخبرنا يحيى بن العلا الرازي، عن عمّه سعيد بن خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن بريم قال:

« خطبنا الحسن بن عليعليهما‌السلام صبيحة قتل علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: لقد فارقكم الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولم يدركه الآخرون بعلم، ولقد صعد بروحه في الليلة التي صعد فيها بروح يحيى بن زكريا كان رسول الله يبعثه في البعث، فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فلا ينثني حتّى يفتح الله عزّ وجلّ عليه، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد ان يبتاع بها خادماً لأهله »(٣) .

٥٢ - قال: حدّثنا المطلب بن زياد، قال: حدّثنا السدي، عن عبد خير، عن

__________________

(١) رواه بهذا اللفظ وغيره: الترمذي في صحيحه ٥: ٦٣٩، ابن المغازلي: ٢٤، والشافعي في المناقب: ١٦٤، والخزاعي في أربعينه ح ٢٦، الحسكاني في شواهد التنزيل ٢: ٢٣٠، والخوارزمي في المناقب: ٨٢، والخطيب في تاريخ بغداد ٧: ٤٠٢، وابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٤٢.

(٢) رواه الصدوق في الأمالي: ٢٩٨، علل الشرايع ١: ١٣٩، والشيخ في الأمالي ١: ٢٨٥.

أقول: مرّ مثله في ج ٢: الرقم ٤٣ و ج ٣: الرقم ٣٦.

(٣) ذكر مثله في البحار ٤٣: ٣٦١.

٣٦٢

أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (١) قال:

« المنذر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والهادي رجل من بني هاشم، يعني نفسه »(٢) .

٥٣ - حدّثنا عبيدالله المسعودي وهو عبيدالله بن الزبير عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، عن ابن عباس قال:

« كنت على الباب يوم الشورى فسمعت علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: أنشدكم الله أيها النفر جميعاً أفيكم من قال له رسول الله: اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه غيري؟ قالوا: اللهم لا. ».

٥٤ - قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا عبدالله بن محمّد ابن عيسى، قال: حدّثنا أبي، عن عبدالله بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن عمّار بن يزيد، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال:

« لمّا نزل رسول الله بطن قديد قال لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : ياعلي اني سألت الله عزّ وجلّ ان يوالي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يوحي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجل من القوم: والله لصاع من تمرشن بال خير مما سأل محمّد ربه، هلاّ سأله ملكاً يعضده على عدوه أو كنزاً يستعين به على حاجته، فأنزل الله تعالى:( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) »(٣) .

٥٥ - قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشمرحمه‌الله ، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال:

« قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال: نعم ياحسن أعظمها

__________________

(١) الرعد: ٧.

(٢) رواه ابن شهر آشوب في مناقبه ١: ٥٦٧ عن الثعلبي، عنه البحار ٣٥: ٣٩٩.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١: ١٠٦.

٣٦٣

وأشرفها، قال: قلت [ له ](١) وأيّ يوم هو؟ قال: يوم نصب أمير المؤمنينعليه‌السلام علماً للناس، قال: [ قلت ](٢) جعلت فداك وأي يوم هو؟ قال: إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة.

قال: قلت: جعلت فداك وما ينبغي [ لنا ](٣) ان نصنع فيه؟ قال: تصومه ياحسن وتكثر الصلاة فيه على محمّد وأهل بيته وتتبرأ إلى الله ممّن ظلمهن [ وجحدهم ](٤) حقهم، فان الأنبياءعليهم‌السلام كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي [ كان ](٥) يقام فيه الوصي ان يتخذ عيداً، قال: قلت: فما لمن صامه منّا؟ قال: صيام ستين شهراً لكم ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب، فانه هو اليوم الذي اُنزلت فيه النبوة على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثوابه مثل ستين شهراً [ لكم ](٦) »(٧) .

٥٦ - قال: حدّثنا أخي أبو الحسن عن شيخه نفطويه، عن أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن خالويه، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي اللغوي، عن محمّد بن يزيد المبرد قال: سمعت يونس يحدّث عن ابن الأعرابي قال: قال الشعبي:

« بينا أنا في بعض أندية(٨) العرب أيام بني اُميّة اذا قائل يقول لصاحبه: لا وحق من خصه النبي بوصيته من بين صحبته، قال: فناديته فأقبل نحوي فقلت له: ياأخا العرب سمعت منك كلمة غريبة في زماننا هذا فصحت بها جهلاً منك بعواقبها، أما تخاف سيوف بني اُمية؟ فقال لي: ياشيخ سيف الله تعالى أمضى من سيوفهم حداً ويد الله تعالى أعلا من أيديهم يدا، فقلت له: من تفضل بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: أفضلُ واللهِ فرعُ دوحته(٩) والمخترعُ من طينتِه وسيف نبوته وحامل رايته وزوج ابنته ومن خصّه بوصيّته وجعله مولى لاُمّته، صادمَ عنه

__________________

(١ - ٦) من ثواب الأعمال.

(٧) رواه الصدوق في ثواب الأعمال: ٦٧، عنه البحار ٩٧: ١١١.

(٨) النادي: جمعه اندية، مجلس القوم ماداموا مجتمعين فيها.

(٩) الدوحة: جمعها دوح، الشجرة العظيمة المتسعة.

٣٦٤

الوعول(١) وناطحَ(٢) دونَه الفحول، حتّى علت كلمته وظهرت دعوته، ذلك علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقلت: أفضلَ منه من سُمّيَ صديقاً.

فقال: كذبت وربّ الكعبة فما صدّقه، بل هرب عنه في القتال ودلّ على سوء ضميره وقد غشيه الكرب واستكلب لديه الحرب أسلمه لأسنّة الحتوف(٣) وحدّة السيوف، انهزم والله الصديق عن صدقه ان الفارَّ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيطان مارد، ليس كما قلت بل والله الفاضل من نام على فراشه ووقاه بنفسه، مفرج كربه وقاضي دينه ووارث علمه وخليفته على أُمّته، مبايع البيعتين صاحب بدر وحنين، أسد الله ووليه لا البلفاحة الهلباحة أين ابن أبي قحافة.

قال الشعبي: فأمسكت عنه لئلا يُسمع كلامه ويُكتب بخبره وقلت له: حفظت القرآن؟ فقال: إي والله وعلمت منه ما أخرق الظلمة إلى النور، فقلت له: ما تقول في المسح على الخفين؟ فقال: ياسبحان الله هل يجوز في حكم الله وعدله أن يفرض على جوارح البدن وهي أحياء فرضاً معلوماً فيشرك معها ميتة فجعل الميت شريكاً للحي في فرض معلوم وقد رفع عن الأموات أعمال الأحياء؟ مثلك يقول هذا! قال الشعبي: فأرد كلاماً ما سمعت قط مثله، فقلت له: اخبرني من أنت ومن أين أنت؟ فقال لي: إليك عنّي ما كنت لاُخبر الحتف على نفسي، وغاب عنّي فلم أرهرضي‌الله‌عنه ».

٥٧ - قال: حدّثنا الحسن بن علي البصري، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي صالح قال:

« لمّا حضرت عبدالله بن العبّاس الوفاة قال: اللّهمّ إنّي أتقرب اليك بولاية علي ابن أبي طالبعليه‌السلام ».

__________________

(١) الوعول: تيوس الجبل، والمراد بهم الأشراف والرؤوس، ضَرَبَ المثلَ بها لأنها تأوي رؤوس الجبال.

(٢) نطحه: أصابه بقرنه.

(٣) الحتف: جمعه الحتوف، الموت.

٣٦٥

٣٦٦

٣٦٧

٣٦٨

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

١ - بحذف الاسناد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبي، قال: حدّثنا عبيدالله(١) بن موسى، قال: حدّثنا جعفر الأحمر، [ عن الشيباني ](٢) ، عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع:

« لله أنت مسيرك(٣) إلى علي ما كان؟ قالت: دعينا منك انّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من علي، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة »(٤) .

٢ - قال: حدّثنا محمّد بن عمر، عن الأحلج، عن أبي إسحاق، عن هبيرة ابن بريم:

« ان علياًعليه‌السلام لما توفي قام الحسن فصعد المنبر فقال: أيها الناس انه قد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون والآخرون بعلم وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبعثه المبعث فيقاتل، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما ينثني حتى يفتح الله عليه »(٥) .

٣ - قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق، عن سلام بن أبي عمرة،

__________________

(١) في الأصل: عبد الله.

(٢) من الأمالي.

(٣) في الأصل: أرأيت، وما أثبتناه من البحار،أقول: لله أنت، كلمة تقال عند الاشفاق.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١: ٢١١، البحار ٤٣: ٢٣.

(٥) مرّ مثله في ج ٧: الرقم ٥١.

٣٦٩

عن معروف، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال:

« خطب الحسن بن علي بعد وفاة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً، فقال: خاتم الأوصياء(١) ووصيّ خاتم الأنبياء وأمير الصديقين والشهداء [ والصالحين ](٢) ، ثم قال: ياأيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ( بعلم )(٣) ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه ومكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، والله لقد قبضه الله عزّ وجلّ في الليلة التي قبض فيها وصيّ موسىعليه‌السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي فيها رفع عيسىعليه‌السلام ، وفي الليلة التي أنزل فيها الفرقان، والله ما ترك ذهباً ولا فضّة إلاّ شيئاً على صبيّ له، وما ترك في بيت المال إلاّ سبعمائة ( وخمسين )(٤) درهماً فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لاُم كلثوم.

ثم قال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم تلا هذه الآية قول يوسفعليه‌السلام :( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) (٥) . ثم أخذ في كتاب الله عزّ وجلّ فقال: أنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله باذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن ( الطهر )(٦) الذي اُرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى ولايتهم ومودتهم، فقال فيما أنزل على محمّد:( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) (٧) ، واقتراف الحسنة مودتنا »(٨) .

__________________

(١) في البحار: خاتم الوصيين.

(٢) من البحار.

(٣) ليس في البحار.

(٤) ليس في البحار.

(٥) يوسف: ٣٨.

(٦) ليس في البحار.

(٧) الشورى: ٢٢.

(٨) رواه في البحار ٤٣: ٣٦١، وأيضاً في ٤٣: ٣٦٢ عن المفيد في إرشاده وابن أبي الحديد في شرحه.

٣٧٠

٤ - عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد قال: « قيل: لأبي عبداللهعليه‌السلام للمؤمنين من الاعياد عيد غير العيدين والجمعة؟ قال: فقال: نعم، لهم ما هو أعظم من هذا، يوم اُقيم أمير المؤمنينعليه‌السلام فعقد له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الولاية في أعناق الرجال [ والنساء ](١) بغدير خم، فقلت: وأي يوم ذلك؟ قال: الأيام تختلف، ثم قال: [ يوم ](٢) ثمانية عشر من ذي الحجّة، قال: ثم قال: والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهراً وينبغي أن تكثر فيه ذكر الله تعالى والصلاة على النبي ويوسع الرجل فيه على عياله »(٣) .

٥ - عن الشعبي عن مسروق قال:

« قالت لي عائشة: يامسروق هل عندك علم من المخرج؟ قال: قلت: نعم قتلة علي بن أبي طالب يااُمّه، أخبرني أنس سمعت من رسول الله يقول فيه، قالت: سمعت رسول الله يقول: هم شرّ الخلق يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة ».

٦ - عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أمرني الله عزّ وجلّ بحب أربعة وأخبرني انه يحبهم، انك ياعلي منهم، انك ياعلي منهم، وسلمان وأبو ذر والمقداد »(٤) .

٧ - عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه : «( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) (٥) ، وهي ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام »(٦) .

٨ - قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي عن عبدالله بن عباس قال:

__________________

(١) من البحار وثواب الأعمال.

(٢) من البحار وثواب الأعمال.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال: ٦٨، عنه البحار ٩٧: ١١٢.

(٤) رواه الصدوق في عيون الأخبار ٢: ٣٢، عنه البحار ٢٢: ٣٢٢.

(٥) إبراهيم: ٢٨.

(٦) رواه في البرهان: ٢: ٣١٥، عن النطنزي مع اختلاف.

٣٧١

« أقبل علي بن أبي طالبعليه‌السلام ذات يوم إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باكياً وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال له رسول الله: مه ياعلي، فقال عليعليه‌السلام : يارسول الله ماتت اُمّي فاطمة بنت أسد.

قال: فبكى النبي ثم قال: رحمَ اللهُ اُمّك ياعلي، أما انها [ ان كانت لك اُمّاً فقد ](١) كانت لي اُمّاً، خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين وكفّنها(٢) فيهما، ومرّ النساء فليحسّن غسلها ولا تخرجها حتّى أجيء فاليّ أمرها، قال: وأقبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ساعة واُخرجت فاطمة اُمّ عليعليه‌السلام فصلّى عليها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة، ثم كبّر عليها أربعين تكبيرة ثمّ دخل(٣) القبر فتمدّد فيه، فلم يسمع له أنين ولا حركة، ثم قال: ياعلي ادخل، ياحسن ادخل، فدخلا القبر فلمّا فرغ ممّا إحتاج إليه قال [ له ](٤) : ياعلي اخرج، ياحسن اخرج، فخرجا.

ثم زحف(٥) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى صار عند رأسها ثم قال: يافاطمة أنا محمّد سيد ولد آدم ولا فخر، فان أتاك منكر ونكير فسألاك من ربك؟ فقولي: الله ربي ومحمّد نبيي والاسلام ديني والقرآن كتابي وابني [ امامي و ](٦) وليي، ثم قال: اللهم ثبّت فاطمة بالقول الثابت، ثمّ خرج [ من قبرها ](٧) وحثا عليها حثيات(٨) ثمّ ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما، ثم قال: والذي نفس محمّد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي، فقام إليه عمّار بن ياسر فقال: فداك أبي واُمّي يارسول الله لقد صلّيت عليها صلاة لم تصلّ على أحد قبلها مثل تلك الصلاة؟

قال: ياأبا اليقظان وهل(٩) ذلك هي منّي، لقد كان لها من أبي طالب ولد كثير

__________________

(١) من البحار.

(٢) في البحار: فكفّنها.

(٣) في البحار: دخل إلى.

(٤) رواه في البحار.

(٥) الزحف: الدبيب على الركبتين قليلاً قليلاً.

(٦ و ٧) من البحار.

(٨) حثا التراب: صبّه، الحثى: ما غرف باليد من التراب وغيره.

(٩) في البحار: أهل.

٣٧٢

ولقد كان خيرهم كثيراً و [ كان ](١) خيرنا قليلاً، فكانت تشبعني وتجيعهم وتكسوني وتعريهم وتدهنني وتشعثهم(٢) ، قال: فَلِمَ كبّرت عليها أربعين تكبيرة يارسول الله؟ قال: نعم ياعمّار، التفتُ إلى(٣) يميني ونظرت إلى أربعين صفاً الملائكة، فكبرت لكل صف تكبيرة، قال: فتمددت(٤) في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة؟ قال: ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة، فلم أزل أطلب إلى ربّي عزّ وجلّ ان يبعثها ستيرة والذي نفس محمّد بيده ما خرجت من قبرها حتّى رأيت مصباحين من نور عند رأسها [ ومصباحين من نور عند يديها ](٥) ومصباحين من نور عند رجليها، وملكيها الموكّلين بقبرها يستغفران لها الى أن تقوم الساعة »(٦) .

٩ - قال: حدّثنا عبدالله بن المسلم الملائي [ عن أبيه ](٧) عن إبراهيم بن علقمة، عن الأسود، عن عائشة قالت:

« قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا حضره الموت: أدعوا لي حبيبي، فقلت: أدعوا له ابن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره، فلمّا جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثمّ أدخله فيه، فلم يزل محتضنه(٨) حتّى قبض ويده عليه »(٩) .

١٠ - قال: حدّثنا ناصح، عن زكريا، عن أنس قال:

« اتكأ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على عليٍّ فقال: ياعلي أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك، وتكون وليي ووصيي ووارثي، تدخل رابع أربعة الجنة، أنا وأنت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا، ومن تبعنا من امّتنا عن أيمانهم وشمائلهم، قال: بلى يارسول الله ».

__________________

(١) من البحار.

(٢) الاشعث: المغبر الرأس.

(٣) في البحار: عن.

(٤) في البحار: فتمددك.

(٥) من البحار.

(٦) رواه الصدوق في أماليه: ١٨٩، والفتال في روضة الواعظين: ١٢٣، عنه البحار ٣٥: ٧٠.

(٧) من أمالي الشيخ.

(٨) احتضن الصبي، جعله في حضنه، وهو - بالكسر - ما دون الإبط إلى الكشح.

(٩) رواه الشيخ في أماليه ١: ٢١١، عنه البحار ٢٢: ٤٥٥.

٣٧٣

١١ - قال: حدّثنا الحسن بن الحسين، قال: حدّثنا أبو عيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق، عن أبي الطفيل قال:

« كنت في البيت يوم الشورى فسمعت علياًعليه‌السلام يقول: أنشدكم الله جميعاً أفيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قالوا: اللهم: لا، قال: أنشدكم الله جميعاً هل أحد وحّد الله قبلي؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله جميعاً هل فيكم أحد أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟ قالوا: اللهم لا.

قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيَّ الحسن والحسين ابني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيّديَّ شباب أهل الجنّة؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد ناجاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فدخلت عليه فلم يأكل معه أحد غيري؟ قالوا: اللهم لا، فقال: اللهم اشهد »(١) .

١٢ - عن الشعبي عن ابن عباس: في قوله تعالى( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (٢) قال: « عن ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام »(٣) .

١٣ - عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١: ٣٤٢، والصدوق في أماليه: ٥٢١.

(٢) الصافات: ٢٤.

(٣) رواه في تأويل الآيات ٢: ٤٩٣، عنه البحار ٢٤: ٢٧٠، البرهان ٤: ١٧، تفسير فرات: ١٣٠، أخرجه من شواهد التنزيل ٢: ١٠٨.

٣٧٤

مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (١) . نزلت في عليعليه‌السلام أمر الله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يبلّغ فيه فأخذ النبي بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه »(٢) .

١٤ - حدّثنا المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، قال:

« حدّثني رجل من الأنصار انّ رجلاً من الأنصار ولد له غلام على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فدعا له ووضع إبهامه بين عينيه فنبت وغرة شعره كأنها أذناب الخيل غرة من أحسن في الأرض فشب الغلام ونشأ على خير ما يُنشأ عليه واحد في الفقه والقرآن حتى إذا خرج أهل النهروان مرّ بهم فسقطت الشعرة بين عينيه.

قال علي بن زيد: أنا والله ممن رآها حين طلعت وحين سقطت وحين عادت. قال أبوه: شرّ وربّ الكعبة، سقط أثر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من وجهك لا والله ما سقط إلاّ من شيء أحدثته، قال: ثم أخذه فقيده، فلمّا أقبل أهل النهروان عرف ضلالتهم واستبان له أمرهم تاب إلى الله عزّ وجلّ، فجعل يبكي ويدعو الله أن يتوب عليه، فقال لأبيه: جزاك الله من أبٍ خيراً فبك الذي حبسني الله فأطلقني رحمك الله، قال: كذّبت وربّ الكعبة لا أطلقك أبداً حتى تموت فيها أو يرجع أثر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وجهك. قال: فجعل يدعو ويبكي اللهم اللهم حتّى أطلع الله عزّ وجلّ الشعر، فأطلقه أبوه فلم يزل في عبادة حتى مات ».

١٥ - قال: حدّثنا محمّد بن زكريا بن دينار الغلاني الجوهري، قال: حدّثنا عبيدالله بن محمّد، يعني ابن عائشة، قال: حدّثني أبي وغيره عشية الجمعة لإحدىٰ عشرة ليلة بقيت من رجب سنة أربع وخمسين قالوا:

« حجّ هشام بن عبدالملك في زمن عبدالملك فطاف بالبيت فحيد(٣) أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس

__________________

(١) المائدة: ٦٧.

(٢) رواه في البرهان ١: ٤٩٠.

(٣) حِيدَ عن الطريق: مال عنه وعدل.

٣٧٥

ومعه أهل الشام، إذ أقبل علي بن الحسين بن أبي طالبعليهم‌السلام من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً(١) فطاف بالبيت، فلمّا بلغَ إلى الحجر تنحى الناس حتى يستلمه، فقال رجل من أهل الشام: مَن هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه - مخافة ان يرغب فيه أهل الشام - وكان الفرزدق حاضراً فقال: لكني أعرفه، فقال الشامي من هو ياأبا فراس؟ فقال:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التقيّ النقيّ الطاهر العَلم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ينمى إلى ذروة العزّ التي قصرت

عن نيلها عرب الإسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته(٢)

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي(٣) حياءً ويغضىٰ من مهابته

ولا يكلم إلاّ حين يبتسم

من جدّه دان فضل الأنبياء له

وفضل اُمّته دانت له الاُمم

ينشقّ نور الهدى عن نور غرّته

كالشمس ينجاب(٤) عن إشراقها الظلم(٥)

مشتقة من رسول الله نبعته

طابت عناصره والخيم(٦) والشيم(٧)

فقال: فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكّة والمدينة وبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إلى الفرزدق بأثني عشر ألف درهم وقال: اعذرنا ياأبا فراس فلو كان عندنا أكثر من ذلك لوصلناك به، فردّها الفرزدق وقال: يابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلاّ غضباً لله ولرسوله وما كنت لارزأ عليه شيئاً، فقال: شكر الله لك ذلك إلاّ إنا أهل البيت إذا أنفذنا أمراً لم نعد فيه، فقبلها وجعل يهجو هشاماً

__________________

(١) أرج أرجاً: فاحت منه رائحة طيبة.

(٢) عرفان راحته مفعول لأجله.

(٣) الاغضاء: إدناء الجفون، وأغضىٰ على الشيء: سكت.

(٤) ينجاب، انجابت السحاب: انكشفت.

(٥) في الأصل: القتم، وما أثبتناه من البحار، والقتم: الغبار.

(٦) الخيم - بالكسر - السجية والطبيعة.

(٧) الشيم - بالكسر - وهي الطبيعة.

٣٧٦

وهو في الحبس وكان ممّا هجاه:

أتحبسني بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس يهوى منيبها

يقلب رأساً لم يكن رأس سيّد

وعينٌ له حولاء بانَ عيوبها

فبعث فأخرجه.

وبعد البيت الذي أوله: هذا ابن فاطمة برواية، وهو:

فليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم »(١)

٤٩٥ - قال: حدّثني عثمان بن عيسى، عن العلاء بن المسيب، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال:

« قال الحسن بن عليعليهما‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ياأبة ما جزاء من زارك؟ فقال: من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك، كان حقاً علي أن أزوره يوم القيامة حتى اخلصه من ذنوبه »(٢) .

١٦ - عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « صوم يوم غدير خمّ كفارة ستين سنة »(٣) .

١٧ - ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال:

« لمّا نزل قول الله:( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: ياعلي أنا المنذر وأنت الهادي، بك ياعلي يهتدي المهتدون - تمام الخبر(٤) ».

١٨ - قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: حدّثني عمر بن مرو قال:

« كنت بالشام وعمر بن عبدالعزيز يعطي النّاس، قال: فتعرفت إليه، فقال: فمن أنت؟ فقلت: من قريش، قال: من أيّ قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: من

__________________

(١) ديوان الفرزدق ٢: ٨٤٨.

(٢) رواه الصدوق في العلل: ٤٦ وابن قولويه في الكامل: ١١، عنه البحار ١٠٠: ١٤٠.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال: ٦٨، عنه البحار ٩٧: ١١٢.

(٤) رواه ابن شهرآشوب في مناقبه ١: ٥٦٦، عن الثعلبي، والإربلي في كشف الغمة: ٩٢، والعياشي في تفسيره، عنه البحار ٣٥: ٤٠٣، وفي مفاتيح الغيب ٥: ١٩٠.

٣٧٧

أيّ بني هاشم؟ فسكت، فقال: من أيّ بني هاشم؟ فقلت: مولى علي بن أبي طالب، فقال عمر: حدّثني عدّة أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم قال: يامزاحم كم تعطي أمثاله قال: مائة درهم أو مائتين درهم قال: إعطه خمسين ديناراً لولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام ».

١٩ - حدّثنا شريك بن عبدالله، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

« عليٌ خير البشر، فمن أبىٰ فقد كفر »(١) .

٢٠ - قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عثمان بن سعيد الأحول، قال: هذا كتاب جدّي عثمان بن سعيد، فقرأت فيه: حدّثني زياد بن رستم أبو معاذ الخراز، قال: عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليعليه‌السلام :

« انّ فاطمة بنت محمّد نبي الله صلى الله عليها وعلى ذريتها مرضت في عهد رسول الله، فأتاها نبي الله عائداً لها في نفر من أصحابه فاستأذن فقالت: ياأبة لا تقدر على الدخول ان عليَّ عباءة إذا غطيت بها رأسي انكشف رجلاي وإذا غطيت بها رجلاي انكشف رأسي، فلفّ رسول الله ثوبه والقاه إليها فتسترت به، ثم دخل فقال: كيف نجدك يابنيّة؟ قالت: ما هدني يارسول الله وجعه وما بي من الوجع أشدّ عليَّ من الوجع.

قال: لا تقولي ذلك يابنية، فان الله تعالى لم يرضَ الدنيا لأحد من أنبيائه ولا من أوليائه، أما ترضين انّه زوجتك أقدم اُمّتي سلماً وأعلمهم علماً وأعظمهم حلماً ان الله اطلع على خلقه واختار منهم أباك فبعثه رحمة للعالمين ثم أشرف الثانية فاصطفى زوجك على العالمين وأوصى إليّ فزوجتك ثم أشرف الثالثة فاصطفاك على نساء العالمين، ثم أشرف الرابعة فاصطفى بنيك على شباب العالمين، فاهتز العرش وسأل الله ان يزيّنه بهما فهما يوم القيامة جنبتي العرش كقرطي الذهب،

__________________

(١) رواه الصدوق في أماليه: ٧٢، عيون الأخبار ٢: ٥٩، عنهما البحار ٣٨: ٤، رواه الطوسي في أماليه: ٢١٣، والإربلي في كشف الغمة ١: ١٥٦، عنه البحار ٣٨: ١٢.

٣٧٨

قالت: رضيت عن الله ورسوله واستبشرت، فوضع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يديها بين كتفيها ثم قال: اللهم رافع الوصية وكافل الضائعة اذهب عن فاطمة بنت نبيك، فكانت فاطمة تقول: ما وجدت سمعة سغب بعد دعوة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

٢١ - قال: حدّثنا عمر بن قيس(٢) عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، قال: أخبرني رجل من تميم قال:

« كنا مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام بذي قار ونحن نرى إنا سنختطف في يومنا ( هذا )(٣) فسمعته يقول: والله لنظهرنّ على هذه(٤) الفرقة ولنقتلنّ هذين الرجلين - يعني طلحة والزبير - ولنستبيحن عسكرهما.

قال التميمي: فأتيت [ إلى ](٥) عبدالله بن العباس، فقلت: أما ترى إلى ابن عمّك وما يقول؟ فقال: لا تعجل حتّى ننظر ما يكون، فلمّا كان من أمر البصرة ما كان أتيته، فقلت: لا أرى ابن عمّك إلاّ صادقاً في مقاله، فقال: ويحك إنّا كنّا نتحدث أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّ النبي عهد إليه ثمانين عهداً لم يعهد شيئاً منها إلى أحد غيره، فلعل هذا مما عهد إليه »(٦) .

٢٢ - قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب، قال: أخبرني الحسن ابن علي الزعفراني، قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عمر، قال: حدّثني أبي، عن أخيه، عن بكر بن عيسى قال:

« لمّا اصطفّ النّاس للحرب بالبصرة خرج طلحة والزبير في صفّ ( من )(٧) أصحابهما، فنادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام الزبير بن العوام فقال له: ياأبا عبدالله اُدن منّي لأفضي إليك بسرّ عندي، فدنا منه حتّى اختلف أعناق

__________________

(١) أورده الراوندي مع اختلاف واختصار في الخرائج: ١: ٥٢، عنه البحار ٨١: ١٢، وفي الخصائص الكبرى ٣: ٧٤، عن ابن أبي شيبة في مسنده، وفي البحار ٤٣: ٦٢، ٤٣: ٧٧ عن مصباح الأنوار.

(٢) في الأمالي: عمر بن أبي قيس.

(٣) ليس في الأمالي.

(٤) في الأصل: هذين، وما أثبتناه من الأمالي.

(٥) من الأمالي.

(٦) رواه الشيخ في أماليه: ١: ١١٢.

(٧) ليس في الأمالي.

٣٧٩

فرسيهما، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنشدتك الله ان ذكرتك شيئاً فذكرته أما تعترف به؟ فقال: نعم، فقال: أما تذكر يوماً كنت مقبلاً عليّ بالمدينة تحدّثني، إذ خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرآك [ معي ](١) وأنت تبسم إليّ، فقال لك: يازبير أتحب علياً؟ فقلت: وكيف لا اُحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في الله ما ليس لغيره، فقال: إنّك ستقاتله وأنت ظالم له(٢) ، فقلت: أعوذ بالله من ذلك؟ فنكس الزبير رأسه ثم قال: إنّي انسيت هذا المقام.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : دعْ هذا فلست بايعتني طوعاً(٣) ؟ قال: بلى، قال: فوجدت منّي حدثاً يوجب مفارقتي، فسكت، ثمّ قال: لا جرم والله ما قاتلتك، ورجع متوجّهاً نحو البصرة.

فقال [ له ](٤) طلحة: مالك يازبير تنصرف عنّا سحرك ابن أبي طالب، فقال: لا ولكن ذكرني ما كان انسانية الدهر واحتجّ عليَّ ببيعتي له، فقال طلحة: لا ولكن جبنت وانتفخ سحرك، فقال الزبير: لم أجبن لكن اُذكرت فذكرت، فقال له عبدالله: يا أبة جئت بهذين العسكرين العظيمين حتّى إذا اصطفّا للحرب، قلت: اتركهما وانصرف، فما تقول قريش غداً بالمدينة، الله الله يا أبة لا تشمت بنا الأعداء ولا تشمتن(٥) نفسك بالهزيمة قبل القتال، قال: يابني ما أصنع، وقد حلفت له بالله إلاّ اُقاتله؟ قال [ له ](٦) : فكفّر عن يمينك ولا تفسد أمرنا، فقال الزبير: عبدي مكحول حرّ لوجه الله كفارة ليميني(٧) ، ثم عاد معهم للقتال. فقال همّام الثقفي في فعل الزبير وما فعل وعتقه عبده في قتال عليعليه‌السلام :

أيعتق مكحولاً ويعصي نبيّه

لقد تاه عن قصد الهدى ثمّ عوق

أينوي بهذا الصدق والبر والتّقى

سيعلم يوماً من يبر ويصدق

__________________

(١) من الأمالي.

(٢) في الأمالي: له ظالم.

(٣) في الأمالي: طائعاً.

(٤) من الأمالي.

(٥) في الأمالي: لا تشمر.

(٦) من الأمالي.

(٧) في الأمالي: يميني.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438