تاريخ آل زرارة

تاريخ آل زرارة0%

تاريخ آل زرارة مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 243

تاريخ آل زرارة

مؤلف: السيد محمد علي الموحد الأبطحي
تصنيف:

الصفحات: 243
المشاهدات: 134290
تحميل: 4608

توضيحات:

تاريخ آل زرارة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 243 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 134290 / تحميل: 4608
الحجم الحجم الحجم
تاريخ آل زرارة

تاريخ آل زرارة

مؤلف:
العربية

اسكرجة لوسعها آل اعين بن سنسن، قيل: فحمران؟ قال: حمران؟ قال: حمران ليس منهم.

قلت الحديث ضعيف بغير واحد من رجال سنده . وص 102 - 43 حدثنى حمدويه قال حدثنى ايوب عن حنان بن سدير قال كنت أنا ومعى رجل ان اسأل ابا عبدالله عليه‌السلام عما قالت اليهود والنصارى والمجوس والذين اشركوا أهو مما شاء الله ان يقولوا؟ قال قال لى: ان ذامن مسائل آل اعين ليس من دينى ولا دين آبائى، قال قلت ما معى مسألة غير هذه.

قلت: ان هذه المسألة من مسائل الاستطاعة وستأتى الاخبار فيها.

ذموم في زرارة

قد وردت ذموم في زرارة بن أعين ربما أوجبت وهم القاصرين في زرارة لكن قد حققنا الامر فيها في كتابنا في الشرح على الكشى ونشير إلى ذلك في المقام اتماما للفائدة فنقول:

ان الاخبار الدالة على ذموم في زرارة كلها قاصرة عن اثبات قدح فيه.

اما لقصورها سندا كما حققناه في الشرح فان كلها اوجلها مما رواه أبو عمرو الكشى في رجاله ولم تروها المشايخ في كتبهم.

وليس وجه قصورها ما ذكره شيخنا الشهيد الثاني رحمه‌الله تبعا لابن طاووس في المحكى عنهما من ان روايات القدح في طريقها محمد بن عيسى بن عبيد اليقطينى وهى قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه على زرارة، مع انه ضعيف في نفسه، حتى قال: ان في اكثرها محمد بن عيسى الا حديثا واحدا مرسلا وهو خبر زياد بن ابى الحلال. قلت: وما افاده قده محل منع.

اولا فان جملة من روايات الذم ليس فيها محمد بن عيسى ولا ينحصر فيما ذكره كما حققناه في الشرح.

٦١

وثانيا ان محمد بن عيسى من رواة اخبار المدح في زرارة ايضا فلا يدل روايته الذم على ميله وانحرافه عن زرارة.

وثالثا ان محمد بن عيسى من مشايخ الحديث والمصنفين في الرجال ولو كانت روايته للذموم الواردة في زرارة دالة على ميله وانحرافه منه لاوجب توهم ذلك في جميع من قبله ومن بعده من رواة اسانيد هذه الاخبار وهو كما ترى باطل.

ورابعا انه حققنا في محله تبعا لائمة الرجال وثاقة محمد بن عيسى وجلالته وسنأتي الاشارة إلى وجه ضعف هذه الروايات سندا اشاء الله تعالى.

والى قصورها دلالة:

وإلى دلالة روايات معتبرة على ان هذه الذموم والطعون صدرت من الامام الصادق عليه‌السلام في زرارة حفظا لدمه حينما احدقت به العيون واسرعت إليه الظنون. ونشير إلى هذه الطعون على تفصيلها وهى:

1 - لعن زرارة

الكشى ص 156 - 5 حدثنى محمد بن مسعود عن جبرئيل بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين ابى سيار قال سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول لعن الله بريدا، ولعن الله زرارة. فلت: وهو كالضعيف بجبرئيل فلم يوثق.

وص 99 - 30 حدثنى حمدويه قال: حدثنى محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين أبى سيار قال سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن الله زرارة.

وص 34 محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن العبيدي عن يونس عن ابراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني قال: سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول لابي بصير: يا با بصير - وكنا اثنى عشر رجلا - ما احدث احد في الاسلام ما احدث

٦٢

زرارة من البدع عليه لعنة الله، هذا قول أبى عبدالله عليه‌السلام.

قلت وهو ضعيف بجبرئيل، وبالزعفراني بل وبإبراهيم على وجه.

وص 100 - 35 حدثنى حمدويه بن نصير قال: حدثنى محمد بن عيسى عن عمار بن المبارك قال: حدثنى الحسن بن كليب الاسدي عن ابيه كليب الصيداوي انهم كانوا جلوسا ومعهم غذافر الصيرفى وعدة من أصحابهم معهم أبو عبدالله عليه‌السلام ، قال: فابتدء أبو عبدالله عليه‌السلام من غير ذكر لزرارة فقال: لعن الله زرارة لعن الله زرارة، لعن الله زرارة ثلاث مرات.

قلت: وهو ضعيف تارة بعمار بن المبارك المجهول حاله واخرى بابن كليب المجهول ايضا.

2 - ان زرارة رأى رأى الغلاة والوهية على عليه‌السلام

الكشى ص 107 - 60 - محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن بعض رجاله عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال: دخلت عليه فقال: متى عهدك بزرارة قال: قلت: ما رأيته منذ ايام قال: لا تبالي وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته. قال: قلت: زرارة متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال ان مع الله ثالث ثلثه عليا.

قلت وهو ضعيف سندا بالارسال.

ودلالة فان كونه شرا عند العامة بزعمهم ان زرارة مشرك غال برأيه في الائمة عليهم‌السلام لا يثبت كونه شرا عند الامام عليه‌السلام ، وانما نهى عن معاشرته حفظا لدمه وتقبة له فلا حظ وتأمل، وليس فيه ان زرارة قال بالتثليث وان عليا هو الثالث.

٦٣

3 - ان ايمان زرارة عارية وقد سلب

الكشى ص 106 - 57 - محمد بن يزداد قال: حدثنى محمد بن على الحداد عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام : ان قوما يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم يوم القيمة: (المعارون)، أما ان زرارة بن اعين منهم.

قلت: الحديث ضعيف سندا بابن الحداد على كلام في مسعدة.

ودلالة فانه معارضة مع اخبار صحيحة دلت على علو منزلته من الايمان في الدنيا والآخرة.

وص 107 - 62 - حدثنى يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة بن ايوب عن ميسر قال: كنا عند أبى عبدالله عليه‌السلام فمرت جارية في جانب الدار على عنقها قمقم قد نكسته، قال: فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : فما ذنبي ان الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذه الجارية هذا القمقم.

قلت: وهو ضعيف سندا تارة بيوسف فلم يوثق بل قد ضعف، واخرى بابن جمهور الضعيف.

وص 99 - 32 - محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن العبيدي عن يونس عن هارون بن خارجة قال سألت ابا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم...) قال: هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة. قلت: وهو كالضعيف بجبرئيل.

وص 97 - 24 - حدثنى محمد بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى عن حفص مؤذن على بن يقطين يكنى أبا محمد عن أبى بصير قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال: اعاذنا الله واياك يا بابصير من ذلك الظلم، ذلك ما ذهب فيه زرارة واصحابه وابو حنيفة واصحابه.

٦٤

قلت: وهو ضعيف بحفض المؤذن.

و 33 - وبهذا الاسناد عن يونس عن خطاب بن مسلمة عن ليث المرادى قال سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: لا يموت زرارة الا تابعها.

قلت. وهو كسابقه سندا.

4 - زرارة احدث في الاسلام وابدع

الكشى ص 99 - 34 عن محمد بن مسعود عن جبرئيل عن العبيدي عن يونس عن ابراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني قال سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول لابي بصير، وكنا اثنى عشر رجلا: ما احدث احد في الاسلام ما احدث زرارة من البدع، عليه لعنة الله، هذا قول أبى عبدالله عليه‌السلام .

قلت وهو ضعيف بعمران والمؤمن المجهولين، على ان جبرئيل لم يوثق.

ويأتى في خبر عبدالرحيم القصير ان أبا عبدالله عليه‌السلام قال له: أئت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التى ابدعتماها، اما علتما ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كل بدعة ضلالة الحديث.

وص 100 - 37 محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن أحمد قال حدثنى موسى بن جعفر بن وهب عن على القصير عن بعض رجاله قال استأذن زرارة بن أعين وابو الجارود على أبى عبدالله عليه‌السلام قال يا غلام ادخلهما فانهما عجلا المحيا وعجلا الممات.

5 - ان زرارة يرى رأى التفويض والاستطاعة

الكشى ص 98 - 28 - وحدثني أبو الحسن محمد بن بحر الكرماني الرهنى الترماشيرى (قال: وكان من الغلاة الحنيفين) قال: حدثنى أبو العباس المحاربي

٦٥

الجزرى قال: حدثنا يعقوب بن يزيد قال: حدثنا فضالة بن ايوب عن فضيل الرسان قال: قيل لابي عبدالله عليه‌السلام : ان زرارة يدعى انه اخذ عنك الاستطاعة قال لهم عفوا كيف اصنع بهم، وهذا المرادى بين يدى وقد اريته وهو اعمى بين السماء والارض فشك فاضمرانى ساحر، فقلت اللهم لو لم يكن جهنم الا اسكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن. قيل: فحمران؟ قال: حمران ليس منهم.

قلت: وهو ضعيف سندا تارة بابن بحر الكرماني المتهم بالغلو كما في الكشى في المقام والنجاشى، وفهرست الشيخ، واخرى بفضيل المجهول حاله، وثالثة بأبى العباس المحاربي فلم احضر له ذكرا في الرجال، ورابعة بما قاله الكشى: وفضالة ليس من رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.

وص 99 - 29 - حدثنا محمد بن مسعود قال: حدثنى جبرئيل بن احمد قال: حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثنى يونس بن عبدالرحمن عن ابان عن عبدالرحيم القصير قال: قال لى أبو عبدالله عليه‌السلام : أئت زرارة وبريدا فقل لهما: ما هذه البدعة التى ابدعتماها اما علمتما ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كل بدعة ضلالة؟ قلت له: انى اخاف منهما فارسل معى ليثا المرادى، فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبدالله (ع) فقال: والله لقد اعطاني الاستطاعة وما شعر، فاما بريد فقال: لا والله لا ارجع عنهما ابدا.

قلت وهو ضعيف بجبرئيل فلم يوثق، وبعبد الرحيم فلم يوثق وسند ما ذكر له من المدح مع قصور دلالته على الوثاقة ينتهى إليه.

وص 98 - 27 - حدثنى أبو جعفر محمد بن قولويه قال حدثنى محمد بن ابى القسم أبو عبدالله المعروف بما جيلويه عن زياد بن أبى الحلال قال: قلت لابي

٦٦

عبدالله عليه‌السلام : ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد احببت ان اعرضه عليك فقال: هاته فقلت: زعم انه سألك عن قول الله عزوجل: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقلت: من ملك زادا وراحلة فقال: كل من ملك زادا وراحلة فهو مستطيع للحج وان لم يحج فقلت: نعم فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت، كذب على والله، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، انما قال لى: من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج قلت: وقد وجب عليه، قال: فمستطيع هو؟ قلت لاحتى يؤذن له قلت: فأخبر زرارة بذلك؟ قال: نعم. قال زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبدالله عليه‌السلام وسكت عن لعنه، قال: اما انه قد اعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم وصاحبكم هذا ليس له بصيرة بكلام الرجال.

قلت وهو ضعيف بحذف الواسطة بين ماجيلويه، وبين زياد بن أبى الحلال، وسيأتى اخبار في الاستطاعة وفي جهة صدور هذه الاخبار فانتظر فانها من ذم القول لاذم القائل فافهم.

الكشى ص 107 - 63 - محمد بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن حريز عن محمد الحلبي قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كيف قلت لى: ليس من دينى ولا من دين آبائى؟ قال: انما اعني بذلك قول زرارة واشباهه. قلت في سنده عثمان بن عيسى احد عمد الواقفة.

غم زرارة من صدور الطعن فيه

ولما بلغ زرارة توارد الطعون فيه من الامام الصادق عليه‌السلام دخله الحزن حتى بعث إليه في ذلك ابنه وغيره ليسئل عن حقيقة الامر.

الكشى ص 96 - 21 حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن احمد

٦٧

الفاريابى قال حدثنى العبيدي محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن ابن مسكان قال سمعت زرارة يقول: رحم الله ابا جعفر عليه‌السلام ، واما جعفر عليه‌السلام فان في قلبى عليه لفتة، فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟ قال حمله على هذا ان ابا عبدالله عليه‌السلام أخرج مخازيه.

قلت: الظاهر ان السؤال من يونس، والجواب (حمله على هذا..) من ابن مسكان، وعدم تكنية زرارة لابي عبدالله عليه‌السلام لما دخل في قلبه لا ينافى ما ورد في فضله فان صدور هذه المخازى تقية وصيانة له يقتضى حدوث هذا لغم واللفتة كى يبرز زرارة بمثله ويزعم المخالفون ح ان الامام عليه‌السلام قد بعده وطرده، ويأتي في رواية الحسين بن زرارة قول زرارة لابي عبدالله عليه‌السلام فيما ارسله به بواسطة ابنه: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت في.

علل طعن الامام عليه‌السلام في زرارة

دلت جملة من الروايات على ذكر الامام الصادق عليه‌السلام زرارة بعيب صيانة وسترا له حيث قد اشتهر بين الشيعة وغيرهم باختصاصه بآل محمد عليهم‌السلام وبعظم منزلته عندهم فخاف عليه القتل فأبدى فيه اللعن والشتم صيانة وسترا له حيث عرفوا انه عليه‌السلام يحبه ويقربه.

فمنها ما رواه الكشى في ترجمته ص 93 - 5 باسناد موثق عن على بن اسباط عن الحسين بن زرارة قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ان ابى يقرء عليك السلام ويقول لك: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت في، فقال: اقرأ اباك السلام وقل له: انا والله احب لك الخير في الدنيا واحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.

٦٨

وأيضا 14 بأسانيد صحاح عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليه‌السلام : اقرا منى على والدك السلام، وقل له: انى اعيبك دفاعا منى، فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه، وحمدنا مكانه لا دخال الاذى في من نحبه ونقربه، ويرمونه بمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون ادخال الازدي عليه وقتله، ويحمدون كل من عيبناه نحن، فانما اعيبك لانك رجل اشتهرت بنا وبميلك الينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الاثر بمودتك لنا رميلك الينا، فأحببت ان اعيبك ليحمدوا امرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك، يقول الله عزوجل: (اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت ان اعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. الكهف 79) هذا التنزيل من عند الله صالحة لا والله ما عابها الا لكى تسلم من الملك ولا يعطب على يديه، ولقد كانت صالحة ليس للعيب منها مساغ والحمد لله فافهم المثل يرحمك الله فانك والله احب الناس إلى، وأحب اصحاب ابى عليه‌السلام حيا وميتا، فانك افضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، وان ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب كل سفينة صالحة ترد من صحر الهدى ليأخذها غصبا، ثم يغصبها وأهلها، ورحمة الله عليك حيا وميتا ورضوانه عليك ميتا، ولقد أدى إلى ابناك الحسن، والحسين رسالتك احاطهما الله وكلاهما، وحفظهما بصلاح ابيهما، كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك من الذى امرك ابى عليه‌السلام ، وأمرتك به، واتاك أبو بصير بخلاف الذى امرناك به فلا والله ما أمرناك، ولا امرناه الا بأمر وسعنا، ووسعكم الاخذ به، ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق، ولو اذن لنا لعلمتهم ان الحق في الذى امرناكم، فردوا الينا الامر، وسلموا لنا واصبروا لاحكامنا، وارضوا بها، والذى فرق بينكم فهو راعيكم، الذى استرعاه خلقه، وهو اعرف بمصلحة غنمه في فساد امرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها ليأمن

٦٩

من فسادها، وخوف عدوها في اثار ما يأذن الله ويأتيها بالامن من مأمنه والفرج من عنده، عليكم بالتسليم والرد الينا، وانتظار امرنا وامركم، وفرجنا وفرجكم، فلو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ثم استانف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض كما انزله الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لانكم اهل البصائر فيكم ذلك اليوم انكارا شديدا لم تستقيموا على دين الله وطريقته الا من تحت حد السيف فوق رقابكم، ان الناس بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا، وحرفوا، وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شبئ عليه الناس اليوم الا وهو منحرف عما نزل به الوحى من عند الله.

فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي من يستانف بكم دين الله استينافا، وعليك بصلوة الستة والاربعين (1) وعليك بالحج ان تهل بالافراد وتنوى الفسخ: إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما اهللت به وقلبت الحج عمرة، احللت إلى يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى، وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهكذا امر اصحابه ان يفعلوا، ان يفسخوا ما اهلوا به. ويقلبوا الحج عمرة، وانما أقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليسوق الذى ساق معه، فان السائق قارن، والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله، ومحله المنحر بمنى، فإذا بلغ احل، فهذا الذى امرناك به حج التمتع، فالزم ذلك، ولا يضيقن صدرك، والذى أتاك به أبو بصير من صلوة احدى وخمسين. والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج، وما امرنا به من ان يهل بالتمتع فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك، ما يسعنا ويسعكم، ولا يخالف شيئ منه الحق، ولا يضاده والحمد لله رب العالمين.

__________________

1 - وهذا ما رواه الكشى ايضا ص 95 - 18

٧٠

الكشى ص 95 - 18 باسناده عن ابن أبى حبيب قال سألت الرضا عليه‌السلام عن افضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلوته، فقال ست واربعون ركعة، فرائضه ونوافله، فقلت هذه رواية زرارة! فقال: أترى أحدا كان اصدع بحق من زرارة. وتقدم الحديث ص 50 عن الكشى وعن التهذيب ج 2 - 10 فلاحظ.

الكشى ص 95 - 71 حدثنى أبو عبدالله محمد بن ابراهيم الوراق قال حدثنى على بن محمد بن يزيد القمى قال حدثنى بنان بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن ابى عمير قال دخلت على أبى عبدالله عليه‌السلام فقال كيف تركت زرارة؟ فقلت تركته لا يصلى العصر حتى تغيب الشمس فقال فأنت رسولي إليه فقل له: فليصل في مواقيت اصحابه، فانى قد حرقت قال فابلغته ذلك فقال انا والله اعلم انك لم تكذب عليه ولكن امرني بشيئ فاكره ان أدعه.

حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن ابن بكير قال دخل زرارة على ابى عبدالله عليه‌السلام قال انكم قلتم لنا في الظهر والعصر على ذراع وذراعين ثم قلتم أبردوا بها في الصيف فكيف الا برادبها وفتح ألواحه ليكتب ما يقول فلم يجبه أبو عبدالله عليه‌السلام بشيئ فأطبق الواحة فقال: انما علينا ان نسئلكم، وانتم اعلم بما عليكم. وخرج ودخل أبو بصير على أبى عبدالله عليه‌السلام فقال ان زرارة سئلني عن شيئ فلم اجبه وقد ضقت من ذلك فاذهب فانت رسولي إليه فقل صل الظهر في الصيف إذا كان ظلك..

الكشى ص 97 - 25 - حدثنى حمدويه بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن ابى عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج عن حمزة (خ ل - ظ - بن حمران) قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : بلغني انك برئت من عمى يعنى زرارة؟ قال فقال

٧١

أنا لم اتبرء من زرارة، لكنهم يجيئون ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت ألزمونيه فأقول: من قال هذا فأنا إلى الله منه برئ.

وص 26 - محمد بن مسعود قال حدثنى عبدالله بن محمد بن خالد قال حدثنى الوشا عن ابن خداش عن على بن اسماعيل عن ربعى عن الهيثم بن حفص العطار قال سمعت حمزة بن حمران يقول حين قدم من اليمن: لقيت ابا عبدالله عليه‌السلام فقلت له: بلغني انك لعنت عمى زرارة قال فرفع يده حتى صك بها صدره ثم قال: لا والله ما قلت، ولكنكم تأتون عنه بالفتيا (بأشياء خ ل) فأقول: من قال هذا فأنا منه برئ قال قلت الحديث وذكر مسألة من مسائل الاستطاعة.

وص 107 - 43 محمد بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن عيسى عن حريز عن محمد الحلبي قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كيف قلت لى: (ليس من دينى ولا من دين آبائى) قال: انما اعني بذلك قول زرارة واشباهه.

وص 100 - 36 محمد بن مسعود قال حدثنى محمد بن عيسى عن حريز قال خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز فسألت الحلبي فقلت له: أطرفنا بشئ؟ قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لابي عبدالله عليه‌السلام ما تقول في الاستطاعة فقال: ليس من دينى ولا دين من آبائى، فقلت: الآن تلج عن صدري والله لا اعود لهم مريضا ولا اشيع لهم جنازة، ولا اعطيهم شيئا من زكاة مالى، فاستوى أبو عبدالله عليه‌السلام جالسا وقال لى: كيف قلت: فأعدت عليه الكلام، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام كان ابى عليه‌السلام يقول: اولئك قوم حرم الله وجوههم على النار، فقلت جعلت فداك وكيف قلت لى: (ليس من دينى ولا دين آبائى)؟ قال: انما اعني بذلك قول زرارة واشباهه.

وص 101 - 39 حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى عن ابن أبى عمير

٧٢

عن ابن اذينة عن عبيدالله الحلبي قال سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام ، وسئله انسان قال: انى كنت ائيل الثمية (البهثمية خ ل) من زكوة مالى حتى سمعتك تقول فيهم، فأنا أعطيهم ام اكف؟ قال: لا، بل اعطهم فان الله حرم اهل هذا الامر على النار.

توقف زرارة وشكه في امامة ابى الحسن الاول عليه‌السلام

ربما يظهر من جملة من الروايات ان زرارة قد شك ووقف في امامة ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ومات على شكه، واليه اشير في جملة من الذموم الواردة فيه وهى:

ما رواه الكشى ص 107 - 1 في اخوة زرارة حدثنى محمد بن مسعود قال: حدثنا محمد بن نصير قال: حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد، وحدثني حمدويه بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن ين على بن يقطين قال: حدثنى المشائخ ان حمران وزرارة وعبد الملك وبكيرا وعبد الرحمن بنى اعين كانوا مستقيمين ومات منهم اربعة في زمان ابى عبدالله عليه‌السلام وكانوا من اصحاب ابى جعفر عليه‌السلام وبقى زرارة إلى عهد ابى الحسن عليه‌السلام فلقى ما لقى.

قلت: السند الاول ضعيف بمحمد بن نصير، والثانى فيه الحسن بن يقطين الذى كان سيئ الرأى في يونس بن عبد الرحمان احد المشايخ ولا ينافى وثاقته في النقل كما يقتضيه توثيق الشيخ له فلاحظ ما حققناه في ترجمته (تهذيب المقال ج 2 - 65). والحديث غير واضح الدلالة على الذم.

وفي ترجمته ص 106 - 58 - حمدان بن أحمد قال حدثنا معاوية بن حكيم عن أبى داود المسترق قال كنت قائد ابى بصير في بعض جنائز أصحابنا فقلت له: هو ذا زرارة في الجنازة فقال اذهب بى إليه قال فذهب به إليه فقال له السلام عليك يا با الحسن، فرد عليه زرارة السلام وقال له: لو علمت ان هذا من

٧٣

رأيك لبدأتك به قال: فقال له أبو بصير: بهذا امرت.

قلت وهو ضعيف سندا بحمدان المجهول وبحذف الواسطة بينه وبين الكشى.

ودلالة بعدم وضوح مراده فلاحظ. بصائر الدرجات ص 236 - 6 - حدثنا أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن الحسن بن موسى عن زرارة قال دخلت على أبى جعفر عليه‌السلام فسئلني ما عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت: ان عندي منها شيئا كثيرا قد هممت ان اوقد لها نارا ثم احرقها، قال ولم؟ هات ما انكرت منها، فخطر على بالى الادميون فقال لى: ما كان على الملائكة حيث قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).

زرارة وامر الغيبة وامامة أبى الحسن عليه‌السلام

الكشى ص 105 - 53 محمد بن مسعود قال حدثنا عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنى الحسن بن على الوشا عن محمد بن حمران قال: حدثنى زرارة قال: قال لى أبو جعفر عليه‌السلام : حدث عن بنى اسرائيل ولا جرح، قال: قلت: جعلت فداك والله ان في احاديث الشيعة ما هو اعجب من احاديثهم قال: واى شئ هو يا زرارة؟ قال فاختلس من قلبى فمكث ساعة لا اذكر ما اريد، قال: لعلك تريد الغيبة قلت: نعم قال: فصدقها فانها حق.

ورواه الصفار في بصائر الدرجات ص 240 - 19 عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على الوشاء الحديث نحوه.

قلت: الحديث لا يدل على توقفه في امر الامامة ولو صح الحديث فهو في ايام ابى جعفر عليه‌السلام وقد ورد فيه بعد ذلك مدائح كثيرة في ايام ابى عبدالله عليه‌السلام . و 54 حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد قال: حدثنى محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان قال: سمعت زرارة يقول: كنت ارى جعفرا اعلم ممن هو

٧٤

وذلك يزعم انه سأل أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل من اصحابنا كان مختفيا من عزامه فان كان هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم وان كان فيه تأخير صلح عزامه فقال له أبو عبدالله عليه‌السلام : يكون انشاء الله تعالى فقال زرارة: يكون إلى سنهء فقال أبو عبدالله عليه‌السلام يكون ان شاء الله فقال زرارة: يكون إلى سنتين فقال أبو عبدالله عليه‌السلام يكون ان شاء الله فخرج زرارة فوطن نفسه على ان يكون إلى سنتين فلم يكن فقال: ما كنت ارى جعفرا الا اعلم مما هو.

و 51 - أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك قال حدثنى أبو سعيد الآدمى قال حدثنى ابن ابيعمير عن هشام بن سالم قال قال لى زرراة بن اعين: لا ترى على اعوادها غير جعفر عليه‌السلام قال فلما توفى أبو عبدالله عليه‌السلام أتيته فقلت له: تذكر الحديث الذى حدثتني به وذكرته له وكنت اخاف ان يجحدنيه فقال: انى والله ما كنت فلت ذلك الا برأيى.

وص 104 - 50 حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد قال حدثنى العبيدي عن يونس عن ابن مسكان قال: تذاكرنا عند زرارة في شيئ من امور الحلال والحرام، فقال قولا برأيه، فقلت: أبرأيك هذا ام برأيه؟ فقال، انى اعرف، أو ليس رب رأى خير من اثره.

قلت: هذه الاحاديث تدل على معرفته بأبى عبدالله عليه‌السلام وان الامامة ليس على اعوادها الا هو، وانما لم يكن يراها في ابى الحسين عليه‌السلام لا خفاء الصادق عليه‌السلام امره تقية إلى أو ان وفاته وكتمانه عن مثل زرارة ممن احدقت به العيون، وايضا كان متصلبا في امر الامامة، وخوفه على موته لا يدل على قدح فيه، وربما يكتم الامام عليه‌السلام عن زرراة ولا يخبره بأمر أدون من ذلك خوفا عليه وحرصا على حياته، وتقية له.

٧٥

ومنها ما رواه أبو عمرو الكشى ص 105 - 53 حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى عن الوشاء عن هشام بن سالم عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن جوائز العمال فقال: لا بأس به قال: ثم قال: انما اراد زرارة ان يبلغ هشام انى احرم اعمال السلطان.

وفي التهذيب ج 6 - 330 - 917 محمد بن يعقوب عن (الكافي ج 1 - 357) على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم، ومحمد بن حمران عن الوليد بن صبيح قال: دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فاستقبلني زرارة خارجا من عنده فقال لى أبو عبدالله عليه‌السلام : يا وليد اما تعجب من زرارة، سألني عن اعمال هؤلاء أي شيئ كان ايريدان اقول له: لا، فيروى ذلك على؟ ثم قال: يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن اعمالهم، انما كانت الشيعة تقول: يؤكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويستظل بظلهم؟ متى كانت الشيعة تسأل عن هذا؟!.

وغاية ما يستفاد من هذه الروايات المشعرة بتوقف زرارة في امر الامامة احد امور:

الاول انه لا يرى الامامة بعد ابى عبدالله عليه‌السلام لاحد وهو قول الناووسية وانه الامام القائم عليه‌السلام فهو مع ضعفه وعدم قول به حتى من المعاندين ينافيه روايات زرارة.

الثاني انه من الواقفية كما يؤمى إليه خبر المسترق المتقدم. وفيه مع ضعف سنده ودلالته كما تقدم ان الواقفية المشهورين بذلك هم الذين وقفوا على ابى الحسن موسى عليه‌السلام وانكروا امامة الرضا عليه‌السلام ومنهم أبو بصير. ولم يدرك زرارة ايامه قطعا ولذلك لم ينسبه إليهم احد اعداء الشيعة.

الثالث انه كان من الفطحية وقال بامامة عبدالله الافطح وهو الظاهر من هذه

٧٦

الروايات وغيرها وقد نسبه جماعة من العامة إلى الفطحية منهم صاحب جمهرة انساب العرب فقال في ج 1 - 53 في اولاد محمد بن على بن الحسين عليهم‌السلام :

وعبد الله هذا هو الملقب بالافطح، كان افطح الرأس، وكانت له شيعة تدعى امامته منهم زرارة بن اعين الكوفى، محدث، ضعيف، فقدم زرارة المدينة فلقى عبدالله فسأله عن مسائل من الفقه، فألقاه في غاية الجهل فرجع عن امامته، فلما انصرف إلى الكوفة أتاه اصحابه فسألوه عن امامه وامامهم وكان المصحف بين يديه، فاشار لهم إليه وقال لهم: هذا امامى لا امام لى غيره، فانقطع إليه المعروفة بالافطحية.

قلت: وفي الروايات اشارة إلى ذلك نذكر بعضها.

منها ما رواه في الارشاد ص 291 - اخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابى يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفاة ابى عبدالله عليه‌السلام انا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر انه صاحب الامر بعد ابيه فدخلنا عليه والناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال: في مأتى درهم خمسة دراهم فقلنا له: ففى مأة؟ قال: درهمان ونصف قلنا: والله ما تقول المرجئة هذا فقال: والله ما ادرى ما تقول المرجئة قال: فخرجنا ضلالا ما ندرى إلى اين نتوجه انا وابو جعفر الاحول. فقعدنا في بعض ازقة المدينة باكيين لا ندرى إلى اين نتوجه وإلى من نقصد، نقول إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى المعتزلة، إلى الزيدية؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا نعرفه يؤمى إلى بيده فخفت ان يكون عينا من عيون ابى جعفر المنصور وذلك انه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر إليه الناس فيؤخذ فيضرب عنقه فخفت ان يكون ذلك منهم فقلت للاحول: تنح فانى خائف على نفسي وعليك وانما يريدنى

٧٧

ليس يريدك فتنح عنى لا تهلك فتعين على نفسك، فتنحى عنى بعيدا وتبعت الشيخ وذلك انى ظننت انى لا اقدر على التخلص منه، فما زلت اتبعه وقد عزمت على الموت حتى ورد بى على باب ابى الحسن موسى عليه‌السلام ، ثم خلانى ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لى: ادخل رحمك الله. فدخلت، فإذا أبو الحسن موسى عليه‌السلام فقال لى ابتدائا منه: إلى إلى لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الزيديه. قلت: جعلت فداك مضى ابوك، قال: نعم، قلت: مضى موتا؟ قال: نعم، قلت: فمن لنا من بعده؟ قال: ان شاء الله ان يهديك هداك: قلت: جعلت فداك ان عبدالله اخاك يزعم انه الامام من بعد ابيه فقال: يريد عبدالله ان لا يعبد الله قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ قال: ان شاء الله ان يهديك هداك قلت، جعلت فداك فانت هو؟ قال: لا اقول ذلك قال: فقلت في نفسي: لم اصب طريق المسألة ثم قلت له: جعلت فداك عليك امام؟ قال لا قال: فدخلني شيئ لا يعلمه الا الله اعظاما له وهيبة ثم قلت له: جعلت فداك اسألك كما كنت اسأل اباك قال: سل تخبر لا تذع فان اذعت فهو الذبح قال: فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت: جعلت فداك شيعة ابيك صضلال فالقى إليهم هذا الامر وادعوهم اليك فقد اخذت على الكتمان؟ قال: من آنست منهم رشدا فالق إليه وخذ عليه الكتمان فان اذاع فهو الذبح - واشار بيده إلى حلقه - قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الاحول فقال لى: ما وراءك؟ قلت: الهدى وحدثته بالقصة. قال: ثم لقينا زرارة وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه، ثم لقينا الناس افواجا فكل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطى وبقى عبدالله لا يدخل إليه من الناس الا القليل.

ورواه الكشى في ترجمة هشام بن سالم ص 182 - 2 عن جعفر بن محمد عن

٧٨

الحسن بن على بن النعمان عن ابى يحيى عن هشام بن سالم نحوه مع تفاوت من وجوه: منها قوله: (ان الامر في الكبير ما لم يكن به عاهة)

ومنها قوله (ثم لقيت المفضل بن عمرو أبا بصير قال فدخلوا عليه وسلموا..) وليس فيه ذكر زرارة صريحا. ومنها زيادة في آخره في هشام.

وتقدم ذكر قطعة منه ص 57.

ومنها ما في الكشى ص 102 - 44 - حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنى سعد بن عبدالله بن ابى خلف قال حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد قال حدثنى الحسين بن على بن يقطين عن اخيه احمد بن على عن ابيه على بن يقطين قال: لما كانت وفاة أبى عبدالله عليه‌السلام قال الناس بعبدالله بن جعفر، واختلفوا، فقائل قال به، وقائل قال بأبى الحسن عليه‌السلام . فدعا زرارة ابنه عبيدا، فقال يا بنى الناس مختلفون في هذا الامر، فمن قال بعبدالله فانما ذهب إلى الخبر الذى جاء ان الامامة في الكبير من ولد الامام، فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى تأتيني بصحة الامر، فشد راحلته، ومضى إلى المدينة.

واعتل زرارة، فلما حضرته الوفاة سئل عن عبيد، فقيل له: انه لم يقدم، فدعى بالمصحف، فقال: اللهم انى مصدق بما جاء نبيك محمد فيما انزلته عليه، وبينته لنا على لسانه، وانى مصدق بما انزلته عليه في هذا الجامع، وان عقيدتي وديني الذى يأتيني به عبيد ابني، وبما بينته في كتابك، فان أمتنى قبل هذا فهذه شهادتى على نفسي واقراري بما يأتي به عبيد ابني وانت الشهيد على بذلك. فمات زرارة، وقدم عبيد، وقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذى قصده فأخبرهم ان ابا الحسن عليه‌السلام صاحبهم.

و 45 - حدثنى حمدويه قال حدثنى يعقوب بن يزيد قال حدثنى على بن حديد

٧٩

عن جميل بن دراج قال: ما رأيت رجلا مثل زرارة بن اعين، انا كنا نختلف إليه فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضى أبو عبدالله عليه‌السلام وجلس عبدالله مجله بعث زرارة عبيدا ابنه زايرا عنه ليتعرف الخبر، ويأتيه بصحته، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل ان يوافيه ابنه عبيد، فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف، فوضعه على صدره ثم قبله.

قال جميل: فحكى جماعة ممن حضره انه قال اللهم ألقاك يوم القيامة وامامي من بينت في هذا المصحف امامته، اللهم انى احل حلاله واحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، على ذلك احيى وعليه اموت ان شاء الله.

و 50 حدثنى محمد بن مسعود قال اخبرنا جبرئيل بن احمد قال حدثنى محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم المؤمن عن نصر بن شعيب عن عمة زرارة قالت: لما وقع زرارة واشتد به قال: ناوليني المصحف فناولته وفتحته فوضعته على صدره وأخذه منى ثم قال: يا عمة اشهدي ان ليس لى امام غير هذا الكتاب.

و 47 - حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنى سعد عن احمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبدالله المسمعى عن على بن اسباط عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن ابيه قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر ابى الحسن عليه‌السلام ، فجائه الموت قبل رجوع عبيدالله إليه فأخذ المصحف، فأعلاه فوق رأسه وقال: ان الامام بعد جعفر بن محمد عليه‌السلام من اسمه بين الدفتين في حملة القرآن، منصوص عليه، من الذين اوجب الله عليه طاعتهم على خلقك، أنا مؤمن به.

قال فأخبر بذلك أبو الحسن الاول عليه‌السلام ، فقال: والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى.

٨٠