النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٤

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 354

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 14749
تحميل: 3039


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14749 / تحميل: 3039
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

[حدّثني رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وهو آخذ بشعره قال :من آذى شعرة منّي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى] .

وروى ابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج٣ ص ٢٩٥ ط٢ قال:

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله، أنبأنا أبو محمد الجوهري -إملاءً- أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل، أنبأنا أبو بدر عبّاد بن الوليد، أنبأنا عبد الله بن مسلم القعنبي.

وأخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن علي الإسترآبادي بالريّ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الفردوسي، أنبأنا أبو ربيعة محمد بن محمد العامري، أنبأنا أبو سهل هارون بن أحمد بن هارون الغازي، أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحبّاب الجمحي بالبصرة، أنبأنا القعنبي، أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة:

أنّ رجلاً وقع في عليّ بمحضر من عمر، فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب، لا تذكر عليًّا إلّا بخير، فإنّك إن آذيته - وفي حديث الفضل: إنْ أبغضته - آذيت هذا في قبره.

٢٢١

سورة فاطر

سورة فاطر الآيات ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢، ٢٣

( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩﴾ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ﴿٢٠﴾ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١﴾ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أنت بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾ إِنْ أنت إلّا نَذِيرٌ ﴿٢٣﴾ )

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتاب (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ١٩٠ ط٣ في الحديث ٧٨٧ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا عليّ بن الحسين،حدّثنا محمد بن عبيد الله،حدّثنا عبد الملك بن علي أبو عمر،حدّثنا أبو مسلم الكشي،حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، عن مالك،عن ابن شهاب الزهري، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قول الله تعالى:( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ ) قال: أبو جهل بن هشام( الْبَصِيرُ ) قال: عليّ بن أبي طالب،ثمّ قال:( وَلَا الظُّلُمَاتُ ) يعني أبو جهل المظلم قلبه بالشرك( وَلَا النُّورُ ) يعني قلب عليّ المملوء من النّور،ثمّ قال:( وَلَا الظِّلُّ ) يعني بذلك مستقر عليّ الجنة( وَلَا الْحَرُورُ ) يعني مستقر أبي جهل جهنّم،ثمّ جمعهم فقال:( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ ) عليّ وحمزة وجعفر وحسن وحسين وفاطمة وخديجة( وَلَا الْأَمْوَاتُ ) كفّار مكّة.

٢٢٢

سورة فاطر الآية ٢٨.

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ١٨٩، ط٣، في الحديث ٧٨٥ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي،حدّثنا أبو أحمد البصري،حدّثنا أحمد بن موسى الأزرق،حدّثنا محمد بن هلال،حدّثنا نائل بن نجيح، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك:

عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) قال: يعني عليًّا، كان يخشى الله ويراقبه.

وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ١٨٩، ط٣، في الحديث ٧٨٦ قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد التاجر، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي بمكّة،حدّثنا أبو اليسع إسماعيل بن محمد بن أبي الجعد،حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم،حدّثنا حجّاج، عن ابن جريح، عن عطاء:

عن ابن عبّاس قال: (في قوله تعالى):( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) العلماء بالله الّذين يخافونه عزّ وجلّ.

وروى السيّد هاشم البحراني في تفسيره (البرهان) ج٣، ص ٢٦١ بنقله للحديث عن محمد بن العبّاس بن الماهيار، قال:

حدّثنا علي بن أبي طالب، عن إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن عمر، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس في قوله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا يَخْـشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) قال: يعني به عليًّا عليه السّلام، كان عالماً بالله ويخشى الله ويراقبه، ويعمل بفرائضه ويجاهد في سبيله، ويتبع في جميع أمره مرضاته ومرضاة رسوله صلّى الله عليه وآله.

وروى رشيد الدين ابن شهر آشوب في كتابه( مناقب آل أبي طالب) ج٣ ص ٨١ ط. قم، قال: عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس وفيما قال:

ثمّ جمعهم جميعاً فقال:( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ ) عليٌّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السّلام( وَلَا الْأَمْوَاتُ ) كفّار مكّة.

٢٢٣

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٣٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴿٣٥﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾ ) سورة فاطر ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥، ٣٦

وروى السيّد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٧، ص ٤٥ ط. إسماعيليان. قال:

واختلفوا في هؤلاء المصطفين من عباده مَنْ هم؟ فقيل: هم الأنبياء، وقيل هم: بنو إسرائيل الداخلون في قوله:( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (١) وقيل هم أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أُوتوا القرآن من نبيّهم إليه يرجعون وبه ينتفعون علماؤهم بلا واسطة وغيرهم بواسطتهم،وقيل: هم العلماء من الأمّة المحمديّة.

وقيل: وهو المأثور عن الصادقين عليهما السّلام في روايات كثيرة مستفيضة أنّ المراد بهم ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من أولاد فاطمة عليها السّلام وهم الداخلون في آل إبراهيم في قوله:( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ) آل عمران: ٣٣ وقد نصّ النبيّ صلّى الله عليه وآله على علمهم بالقرآن وإصابة نظرهم فيه وملازمتهم إيّاه بقوله في الحديث المتواتر المتّفق عليه:[إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا علّي الحوض] .

وروى السيّد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٧، ص ٤٩ قال: وفي الكافي بإسناده عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن قول الله عزّ وجلّ:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الآية قال: فقال:[ولد فاطمة عليها السّلام، والسّابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الّذي لا يعرف الإمام] .

____________________

(١) سورة آل عمران: ٣٣.

٢٢٤

وعن كتاب( سعد السعود) لابن طاوس في حديث لأبي إسحاق السبيعي، عن الباقر عليه السلام في الآية قال:[هي لنا خاصّة يا أبا إسحاق أمّا السّابق بالخيرات فعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منّا، وأمّا المقتصد فصائم بالنّهار وقائم باللّيل، وأمّا الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له] .

أقول: المراد بالشهيد بقرينة الروايات الآخر الإمام.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه (شواهد التنـزيل) ج٢، ص ١٩١، ط٣ في الحديث ٧٨٨ قال:

حدّثونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح البيعي، قال: حدّثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصّاص، أخبرنا الحسين بن الحكم،حدّثنا عمرو بن خالد أبو حفص الأعشى، عن أبي حمزة الثمالي،عن عليّ بن الحسين قال:

إنّي لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق، فقالا: يا ابن رسول الله، جئناك تخبرنا عن آيات من القرآن، فقال: وما هي؟ قالا: قول الله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ) فقال:[يا أهل العراق وأيش تقولن ؟، قالوا: نقول: إنّها نـزلت في أُمّة محمد صلّى الله عليه (وآله) وسلم: فقال لهم عليّ بن الحسين:أمّة محمّد كلّهم إذاً في الجنّة .

قال: فقلت -من بين القوم-: يا ابن رسول الله، فيمن نـزلت؟ فقال:نـزلت والله فينا أهل البيت ثلاث مرّات.

قلت: أخبرنا من منكم الظالم لنفسه؟ قال:ألّذين استوت حسناته وسيّئاته وهو في الجنّة ، فقلت: والمقتصد؟ قال:العابد لله في بيته حتّى يأتيه اليقين .

قال: فقلت: السابق بالخيرات؟ قال:من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربّه] .

وروى أيضاً الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢، ص ١٩٢، ط٣ في الحديث ٧٨٩ قال:

وبهحدّثنا الحسين بن الحكم،حدّثنا الحسن بن الحسين (العُرَني)، عن يحيى بن مساور، عن أبي خالد:

عن زيد بن عليّ في قوله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ ) (وساق الآية إلى آخرها) قال:( ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ) المختلط منّا بالناس، (والمقتصد) العابد، (والسابق) الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربّه.

٢٢٥

وروى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢، ص ١٩٣، ط٣ في الحديث ٧٩٠ قال:

أخبرنا عقيل، أخبرنا علي، أخبرنا محمد،حدّثنا محمد بن عبيد ابن زبورا ببغداد،حدّثنا عبد الله بن أبي الدنيا،حدّثنا أبو نعيم (الفضل) بن دكين،حدّثنا سفيان، عن السدّي، عن عبد خير، عن عليّ، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية، فقال:[هم ذريتّك وولدك، إذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم على ثلاث أصناف: ( ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ) يعني الميّت بغير توبة، ( وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ) إستوت حسناته وسيّئاته من ذريّتك، ( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) من زادت حسناته على سيّئاته من ذريّتك] .

وأورد الشيخ محمد حسن المظفر في( دلائل الصدق) ج٢، ص ٢٥١، ط. القاهرة بروايته، قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الآية وهو عليّ عليه السّلام.

وأورد الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) المجلد ٧و٨، ص ٤٠٨ قال: وقيل هم أمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، أورثهم الله كل كتاب أنـزله، عن ابن عباس، وقيل هم علماء أمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، لما ورد في الحديث:[العلماء ورثة الأنبياء] ، والمرويّ عن الباقر والصادق (ع) أنّهما قالا:[هي لنا خاصّة وإيّانا عنى] وهذا أقرب الأقوال، لأنّهم أحقّ الناس بوصف الإصطفاء والإجتباء وإيراث علم الأنبياء إذ هم المتعبّدون بحفظ القرآن وبيان حقائقه والعارفون بحلائله ودقائقه.

وروى الطبرسي في (مجمع البيان) ص ٤٠٩ قال: وروى أصحابنا عن ميسر بن عبد العزيز عن الصادق عليه السّلام أنّه قال:[الظالم لنفسه منّا مَنْ لا يعرف حقّ الإمام، والمقتصد منّا العارف بحقّ الإمام، والسّابق بالخيرات هو الإمام، وهؤلاء كلّهم مغفور لهم] .

وعن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:[أمّا الظالم لنفسه منّا، فمن عمل عملاً صالحاً وآخر سيئّاً، وأمّا المقتصد فهو المتعبّد المجتهد، وأمّا السّابق بالخيرات: فعليٌّ والحسن والحسين عليهم السّلام، ومن قتل من آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم شهيداً] .

وروى السيّد علي بن طاووس في كتابه( سعد السعود) ص ١٠٧ قال:

٢٢٦

قال: محمد بن العباس،حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد،حدّثنا إبراهيم بن محمد،حدّثنا عثمان بن سعيد،حدّثنا إسحاق بن يزيد الغّراء،عن غالب الهمداني، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: خرجت حاجّاً فلقيت محمّد بن عليّ فسألته عن هذه الآية( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾ ) فقال عليه السّلام:[ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق .

-يعني أهل الكوفة-؟، قال: قلت:يقولون: إنّها لهم، قال:فما يخوّفهم إذا كانوا من أهل الجنّة ؟. قلت: فما تقول أنت جعلت فداك؟ فقال:هي لنا خاصّة يا أبا إسحاق، أمّا السابق في الخيرات فعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منّا المقتصد فصائم بالنّهار وقائم باللّيل، وأمّا الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له .

يا أبا إسحاق بنا يفكّ الله رقابكم ويحلّ الله رباق الذّل من أعناقكم، وبنا يعفر الله ذنوبكم، وبنا يفتح الله، وبنا يختم، ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف، ونحن سفينتكم كسفينة نوح،ونحن باب حطّتكم كباب حطّة بني إسرائيل] .

روى محمد بن سليمان اليمني في كتاب (مناقب عليّ عليه السّلام) ج٢ ص ١٦٤، ط١. في الحديث ٦٤٣ قال: (حدّثنا) عثمان بن محمد قال:حدّثنا جعفر، قال:حدّثنا يحيى بن الحسن، قال:حدّثنا يحيى بن مساور، عن أبي خالد الواسطي: عن زيد بن عليّ بن الحسين، قال: في قول الله:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) قال: الظالم لنفسه المختلط بالناس، قال والمقتصد؟ قال: العابد، قال: فالسابق بالخيرات؟ قال: الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربّه.

روى عبد الكريم الرافعي في كتاب( التدوين برقم ٣٠١٠) قال: قال علي بن أحمد في كتابه( مِلحُ الأخبار والنوادر) :حدّثنا أحمد بن الهيثم،حدّثنا محمد بن إسحاق،حدّثنا عبيد الله بن موسى،حدّثنا سكّين بن عبد العزيز، عن حفص بن خالد، عن ميمون بن سياه، عن عمر بن الخطّاب، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يقرأ هذه الآية:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الآية، فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم:[سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج،وظالمنا مغفور] .

٢٢٧

روى جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره(الدرّ المنثور) ج٥، ص ٢٥٣ بإسناده عن أبي سعيد الخدري: أنّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم، تلا قول الله( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ) فقال صلّى الله عليه (وآله) وسلم:[إنّ عليهم التيجان أدنى لؤلؤ منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب] وأيضاً روى السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور ج٥، ص٢٥٣،وبإسناده، عن قتادة قال: عن قتادة رضي الله عنه، في قوله:( إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) يقول غفور لذنوبهم، شكور لحسناتهم،( الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ ) قال( قتادة) : أقاموا فلا يتحوّلون، ولايحوّلون،( لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ) أي وجع،( لُغُوبٌ ) يعني إعياء.

وروى السيّد عبد الله شبّر في تفسيره (تفسير القرآن الكريم) ص ٤١٤، ط٣ دار إحياء التراث العربي، قال: وعن الصادق عليه السّلام:[الظالم منّا من لا يعرف حقّ الإمام، والمقتصد من يعرف حقّه، والسّابق الإمام] .

٢٢٨

سورة الصافات

سورة الصافات الآية ٢٤.

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ )

١- روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتاب (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ١٩٥ ط٣ في الحديث ٧٩١ قال:

أبو النضر العيّاشي في تفسيره،حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن الهيثم بن أبي مسروق النهري، عن جندل بن والق التغلبي، عن مندل العنـزي يرفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) : قال:[عن ولاية عليّ] .

وجاء في الحديث ٧٩٢ من شواهد التنـزيل ص ١٩٥ قال: عبيد الله بن محمد العائشي،حدّثنا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وقيس بن حفص الدارمي، قالا:حدّثنا عيسى بن ميمون، عن أبي هارون العبدي:

عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: عن إمامه عليّ بن أبي طالب.

وروى أيضاً الحسكاني في الحديث ٧٩٣ من (شواهد التنـزيل) ص١٩٦ ط٣ قال:

حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد قال:حدّثنا الحسين بن محد بن محمد بن عُفَير،حدّثنا أحمد بن الفرات، حدّثنا، عبد الحميد الحمّاني، عن قيس، عن أبي هارون:

عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال:[عن ولاية عليّ بن أبي طالب] وأيضاً روى الحسكاني في الحديث ٧٩٤ من شواهد التنـزيل ص ١٩٧ قال:

حدّثنا أبو عبد الرحمان السلمي إملاءً أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظحدّثنا أبو عبد الله( الحسين بن محمد) ابن عفير،حدّثنا أحمد،حدّثنا عبد الحميد،حدّثنا قيس، عن عطيّة، عن أبي سعيد: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله تعالى:

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال:[عن ولاية عليّ بن أبي طالب] .

٢٢٩

وروى الحسكاني في الحديث ٧٩٥ في شواهد التنـزيل ج٢ ص ١٩٧ ط٣ قال: حدّثني أبو الحسن الفارسي،حدّثنا أبو الفوارس الفضل بن محمد الكاتب،حدّثنا محمد بحر الرهني - بكرمان -،حدّثنا أبو كعب الأنصاري،حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمان،حدّثنا إسماعيل بن موسى،حدّثنا محمد بن فضيل،حدّثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[إذا كان يوم القيامة أوقف أنا وعليّ على الصراط فما يمرّ بنا أحد إلّا سألناه عن ولاية عليّ فمن كانت معه وإلاّ ألقيناه في النار، وذلك قوله: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ] .

وروى الحسكاني في الحديث ٧٩٦ في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ١٩٧ ط٣ قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله جملة،حدّثنا أبو الحسين السبيعي، عن أصل كتابه، قال:حدّثنا الحسين بن الحكم، وأخبرنا أبو بكر محمد بن محمد البغدادي، قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد،حدّثنا علي بن عبد الرحمان بن ماتي الكوفي،حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري،حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم،حدّثنا القاسم بن عبد الغفّار بن القاسم العجلي، عن أبي الأحوص، عن مغيرة، عن الشعبي:

عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب.

رواه جماعة عن حسين بن الحكم به سواء، ولفظ الحكم ما سوّيت.

وروى أيضاً الحاكم الحسكاني في الحديث ٧٩٧ في شواهد التنـزيل ج٢ ص ١٩٩ ط٣ قال: أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر البيضاوي،حدّثنا علي بن العبّاس،حدّثنا إسماعيل بن إسحاق،حدّثنا محمد بن أبي مرّه، عن عبد الله بن الزبير، عن سليمان بن داوود بن حسن بن حسن، عن أبيه: عن أبي جعفر في قوله:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال:[عن ولاية عليّ] .

ومثله عن أبي إسحاق السبيعي وعن جابر الجعفي، في الشواذ.

٢- وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ج٨ ص ٤٤١ قال: ذاكراً الروايات فيما تؤول إليه هذه الآية، وقيل عن قول لا إله الله عن ابن عباس، وقيل عن ولاية عليّ بن أبي طالب (ع) عن أبي سعيد الخدري وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً، حدّثناه عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني.

٢٣٠

٣- روى شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيّد الحموي الشافعي في كتابه( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) ح١ ص ٧٨ في الباب الرابع عشر وبإسناده عن أبي سعيد الخدري في الحديث ٤٦، ٤٧ قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) [يسألون عن الإقرار بولاية عليّ بن أبي طالب] .

وأخرج الحموي في فرائد السبطين ج١ ص ٨١ من طريق الحاكم مسنداً عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص):[أتاني مَلكّ فقال: يا محمّد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب (صلّى الله عليهما) . وقال: روي عن عليّ أنّه قال:[جعلت الموالاة أصلاً من أصول الدين] .

وأخرج الحموي في الفرائد أيضاً ج١ ص ٩٧ من طريق الحاكم النيسابوري عن سفيان بن إبراهيم الحرنوي عن أبيه عن أبي صادق، قال: قال عليّ (ع):[أصول الإسلام ثلاثة، لا تنفع واحدة منها دون صاحبها، الصّلاة،والزكاة،والموالاة] .

وروى الحموي في فرائد السمطين في الباب الرابع والخمسين ج١ ص ٢٨٩،٢٩٢ وكما أخرجه الخوارزمي في المناقب ص ٧١ عن الحسن البصري، عن عبد الله قال: قال رسول (ص)[إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنّة،وفوقه عرش ربّ العالمين ومن سفحه تتفجّر أنهار الجنّة وتتفرّق في الجنان وهو جالسٌ على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحد الصراط إلّا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنّة فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النّار] .

وروى الحموي في فرائد السمطين، في الباب الرابع والخمسين ج١ ص ٢٩٢ وفيما أخرجه القاضي عياض في كتاب الشفاء ص ٤١ المطبعة العثمانيّة سنة ١٣١٢هـ و ج٢ ص ٧ ط. دار الفكر ببيروت، عن النبيّ (ص) أنه قال:[معرفة آل محمّد براءة من النّار، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب] .

ورواه إبى حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص١٣٩، والشّبراوي في الإتحاف ص ١٥، والحبيب أبو بكر بن شهاب الدين في (رشفة الصّادي) ص ٤٥٩.

٢٣١

٤- وروى أبو الحسن بن شاذان في( المناقب المائة) ص ١١ المنقبة السادسة عشر برواية لأبي سعيد الخدري، قال:سمعت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يقول:[إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط، فلا يجوز أحد إلّا ببراءة من أمير المؤمنين، ومن لم يكن عنده براءة من أمير المؤمنين، أكبّه الله على منخره في النار] .

ثمّ قال: قلت: فداك أبي وأمّي يا رسول الله ما معنى براءة أمير المؤمنين؟ قال صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[مكتوب لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول الله] .

٥- وأخرج العلّامة الهندي الفقير العيني في( مناقب سيدنا عليّ) بروايته عن ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنه، وكذلك بروايته عن الديلمي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) عن ولاية عليّ رضي الله عنه.

٦- وروى الحافظ الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفي في كتاب (ينابيع المودّة) ص ٢٥٧ و ص ٢٧٠ طبع إسلامبول، قال: قال الحافظ جمال الدين الفرزندي بعد ذكره حديث[من كنت مولاه فعليّ مولاه] .

قال الإمام الواحدي: هذه الولاية الّتي أثبتها النبيّ صلّى الله عليه وآله لعليَّ مسؤول عنها يوم القيامة، كما في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) عن ولاية عليّ وأهل البيت.

٧- وروى الشيخ محمد حسن المظفر في كتاب( دلائل الصدق) ج٢ ص ١٥٠ ط القاهرة، قال: روى الجمهور عن ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري، عن - النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام).

وأسند الرواية بنقله، عن ابن حجر الهيثمي المكّي في كتاب( الصواعق المحرقة) وكذلك الشيخ سليمان القندوزي في كتاب( ينابيع المودّة) ... وآخرين غيرهم.

٨- وروى الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٧ ص ١٤١ قال: وفي المجمع في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قيل: عن ولاية عليّ عليه السّلام، عن أبي سعيد الخدري.

٢٣٢

٩- وروى الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في (ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السّلام) ص ٧٨ ط١ قم. قال:حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثني حسين بن نصر، قال: أخبرنا القاسم بن عبد الغفار العجلي، عن (أبي) الأحوص، عن مغيرة، عن الشعبي،عن ابن عباس، عن قوله( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

١٠- وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الإصبهاني في كتابه (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ١٩٦ ط١، قال في الرقمين ٥٣و ٥٤:حدّثنا محمد بن المظفر، قال:حدّثنا أبو الطيّب محمد بن القاسم البزّار، قال: حدّثني الحسين بن الحكم، قال:حدّثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال:حدّثنا القاسم بن عبد الغفّار، عن أبي الأحوص، عن مغيرة، عن الشّعبي: عن ابن عبّاس في قوله عزّ وجلّ:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب.

(و)حدّثنا محمد بن عبد الله بن سعيد، قال:حدّثنا الحسين بن أبي صالح، قال:حدّثنا أحمد بن هارون البردعي، قال:حدّثنا الحسين بن الحكم مثله.

١١- وروى الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي في( ميزان الإعتدال) ج٣ ص١١٨، وروى عن الذهبي ابن حجر الهيثمي المكّي الأنصاري الشافعي في كتابه( لسان الميزان) ج٤ ص ٢١١ قال:

أخبرنا ابن الفراء، أخبرنا ابن قدامة، أخبرنا ابن البطيّ، أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا الحسين بن بطحاء، أخبرنا أبو بكر الشافعي،حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا أبو معاوية،حدّثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، عن أبي نجيح، عن مجاهد (في قوله تعالى)( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: عن ولاية عليّ.

١٢- وروى محمد بن سليمان في (مناقب عليّ عليه السّلام) الورق ٣٢/أ/ قال:حدّثنا عثمان بن سعيد بن عبد الله، قال:حدّثنا محمد بن عبد الله المروزي، قال:حدّثنا زيد بن خرشة الإصبهاني، قال: وحدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، قال:حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: عن ولايته.

٢٣٣

وروى أيضاً محمد بن سليمان في (مناقب عليّ عليه السّلام) الورق ٣٥/أ/ وبسند آخر للحديث، قال: (قال): أبو أحمد (عبد الرحمان بن أحمد الهمداني): سمعت إبراهيم بن مسلم، يحدِّث عن عبيد الله بن إسحاق العطّار، قال: حدّثننا قيس بن الربيع، عن سليك، عن أبي هريره، عن أبي سعيد الخدري: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال:[عن ولاية عليّ عليه السّلام].

١٣- وروى السيّد هاشم البحراني في تفسيره (البرهان) ج٤ ص ١٧ قال: (حدّثنا) محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من أصل كتابه، قال:حدّثنا أبي، قال:حدّثنا حفص بن عمر العمري، قال:حدّثنا عصام بن طليق، عن أبي هارون، عن أبي سعيد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، في قول الله عزّ وجلّ:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال:[عن ولاية عليّ (و) على ما صنعوا في أمره وقد أعلمهم الله عزّ وجلّ أنّه الخليفة من بعد رسوله] .

روى السيّد هاشم البحراني في تفسيره (البرهان) ج٤ ص ١٧ قال:( حدّثنا) صالح بن أحمد، عن أبي مقاتل، عن حسين بن حسن، عن حسين بن نصر بن مزاحم، عن القاسم بن عبد الغفّار، عن أبي الأخوص، عن مغيرة، عن الشعبي: عن ابن عبّاس في قول الله عزّ وجل:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ( قال) : عن ولاية عليِّ بن أبي طالب عليه السّلام.

١٤- وروى أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي المفسّر قال: أخبرنا أبو إبراهيم ابن أبي القاسم الصوفي أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن عفير، أنبأنا أحمد بن الفرات،حدّثنا عبد الحميد الحماني،حدّثنا قيس بنن عطيّة( عن أبي هارون العبدي) ، عن أبي سعيد (الخدري) عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله عزّ وجلّ:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال:[عن ولاية عليِّ بن أبي طالب] .

(قال الواحدي): والمعنى أنّهم يسألون هل وَالَوْهُم حقّ الموالات كما أوصاهم به رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ أو أضاعوها وأهملوها؟ فتكون عليهم، المطالبة والتبعة.

(قال الواحدي): وروي عن عليّ صلوات الله عليه وآله أنّه قال:[جُعِلتْ الموالات أصلاً من أُصول الدين].

١٥- وروى ابن حجر الهيثمي المكّي في كتابه( الصواعق المحرقة) الفصل الأوّل من الباب الحادي عشر، عند ذكره الآيات الكريمة النازلة في شأن أهل البيت (ع)، فيقول في ذيل الآية، في قوله سبحانه وتعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أي عن ولاية عليّ، وأهل البيت.

٢٣٤

ويؤيّد الخبر السابق:[ولا تعل ّ موهم فإنّهم أعلم منكم] وتميّزوا بذلك عن بقيّة العلماء، لأنّ الله (أذهب عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً) وشرّفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة.

وقال: وفي أحاديث الحثّ على التمسّك بأهل البيت، إشارة إلى عدم إنقطاع العالَم عن التمسّك بهم إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض.ثمّ أحقّ من يتمسّك به منهم، إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب (كرم الله وجهه) لما قدّمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته.

وقال ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقة) ص ٨٩ وقال: الآية الرابعة( ممّا نـزلت في عليّ) قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أخرج الديلمي معقّباً، قائلاً:

وكأنّ هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أي عن ولاية عليّ عليه السّلام وأهل البيت، لأنّ الله أمر نبيّه صلّى الله عليه وآله، أن يعرّف الخلق أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة (أجراً إلّا المودّة في القربى).

والمعنى أنّهم يُسألون: هل وَالَوهم حقّ الموالاة كما أوصاهم النبيّ صلّى الله عليه وآله، أو أضاعوها وأهملوها؟ فتكون المطالبة والمتابعة.

١٦- وروى الخوارزمي، الموفّق بن أحمد أبو المؤيّد أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه (مناقب عليّ بن أبي طالب) ص ١٩٥ الفصل ١٧ قال:

وروى أبو الأخوص، عن أبي إسحاق، في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال: يعني من ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه لا يجوز أحد الصراط إلّا وبيده براة بولاية عليّ بن أبي طالب.

١٧- روى الشيخ الطوسي في أماليه ج١ ص٢٩٦ في الحديث ١٠ من الجزء ١١ قال:

قال ابن حجر: وأخرج الترمذي، وقال: حسن غريب، أنّه صلّى الله عليه وآله قال:[إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله عزَّ وجلَّ، حبل ممدود من الأرض إلى السّماء، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض. فانظروا كيف تخلّفوني فيهما؟]. قال: وأخرجه أحمد في مسنده بمعناه ولفظه:[إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علّي الحوض، فانظروا بمَ تخلِّفوني فيهما؟]

٢٣٥

وقال ابن حجر: وفي رواية: إنّ ذلك كان في حجّة الوداع وفي (رواية) أخرى مثله يعني:[كتاب الله كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومثلَهم أي -أهل بيته- كمثل باب حطّة من دخلة غُفِرَتْ له الذنوب].

وذكر ابن الجوزي كذلك في (العلل المتناهية) وَهْم أو غفْلة عن إستحضار بقيّة طرقه. بل في مسلم -أي في صحيح مسلم- عن زيد بن أرقم، أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال ذلك في يوم غدير خمّ وهو ماء بالجحفة، كما مرَّ وزاد:[أذكّركم الله في أهل بيتي] قلنا لزيد مَنْ أهل بيته: نساؤه؟ قال: لا، وأيمُ الله إنّ المرأة تكون عند الرجل العصر من الدهر،ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أهله وعصبته الّذين حُرِموا الصَّدقة بعده.

وقال ابن حجر: وفي رواية صحيحة:[إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن تبعتموهما، وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي].

وقال: زاد الطبراني:[إنّي سألت ذلك لهما فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم].

ثمّ قال ابن حجر: إعلم أنّ لحديث "التمسّك" بذلك طرقاً كثيرةً وردت عن نيّف وعشرين صحابياً، وفي تلك الطرق أنّه صلّى الله عليه، قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنّه صلّى الله عليه قال بالمدينة في مرضه، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي آخر أنّه صلّى الله عليه، قال ذلك بغدير خمّ، وفي أخرى أنّه صلّى الله عليه قال لماّ قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف.

ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه صلّى الله عليه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة - وبعد قليل من السطور قال ابن حجر: تنبيهٌ: سمّى رسول الله( صلّى الله عليه وآله وسلم) القرآن وعترته ثقلين، لأنَّ الثقل كلّ نفيسٍ خطير مصون، وهذان كذلك، إذ كلّ منهما محدّث للعلوم اللّدنيّة والأسرار والحِكم العليّة، والأحكام الشرعيّة، ولذا حثّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسّك بهم والتعلّم منهم...

٢٣٦

حدّثنا أبو محمد الفحّام قال:حدّثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بـ( سُرّ من رآى) قال:حدّثنا أبو هاشم بن القاسم، قال:حدّثنا محمد بن زكريّا بن عبد الله الجوهري البصري، عن عبد الله بن المثنّى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جدّه: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال:[إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم لم يَجُز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب وذلك قوله تعالى: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب] .

١٨- روى المرشد بالله يحيى بن الموفّق بالله في أماليه ص ١٤٤ في الحديث ٤٦ من فضائل عليّ عليه السلام، قال:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمان بن عيسى بن ماتي الكاتب، قال:حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري، قال:حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم، قال:حدّثنا القاسم بن عبد الغفّار العجلي، عن الأحوص، عن مغيرة،عن الشعبي:

عن ابن عبّاس في قوله عزّ وجلّ:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

١٩- وروى الخر گ وشي في كتاب (شرف المصطفى) ص ٢٥٢ في الحديث ٢٢ قال:

وبلغنا عنه صلّى لله عليه أنّه قال:[إنّ الله فرض فرائض، فوضعها في حال وخفّف في حال وفرض ولايتنا أهل البيت فلم يضعها في حال من الأحوال] .

٢٠- روى العلامة الآلوسي شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني البغدادي الشافعي في تفسيره (روح المعاني) ج٢٣ ص٨٠ ط دار الإحياء - بيروت.

قال: في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ، بعدما أتى بأقوال فيها: وأولى هذه الأقوال، أنّ السؤال عن العقائد والأعمال، ورأس ذلك: لا إله إلّا الله، ومن أجلّه ولاية عليّ كرّم الله وجهه ومن طريق البيهقي عن الحاكم النيسابوري، بإسناده عن رسول الله (ص):[إذا جمع الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم لم يجزها أحد إلّا من كانت معه براءةٌ بولاية عليّ كرّم الله وجهه] .

٢٣٧

٢١- روى ابن المغازلي، الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الجلابي في كتاب (المناقب) ص ١٩ ط طهران.

قال: عليٌّ يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنّة إلّا من جاء بجوازٍ من عليّ بن أبي طالب.

٢٢- وروى الطبراني، الحافظ سليمان بن أحمد بن أبي أيّوب اللخمي، في الرياض النضرة ج٢ ص ١٧٢ قال بإسناده:

عن عليّ (ع) قال:[قال رسول الله (ص): إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم لم يجز أحد إلّا من كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب] .

٢٣- روى ابن شهر آشوب، رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب في كتابه( مناقب آل أبي طالب) ج٢ ص ١٥٢ ط دار الأضواء قال بإسناده:

وأبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مسلم النظير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكاً أن يسعّر النيران السبع وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية ويقول: (ياميكائيل مدّ الصراط على متن جهنّم، ويقول: ياجبرئيل أنصب الميزان العدل تحت العرش، ويقول: يامحمّد قرّب أمتّك للحساب) ويأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر، طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كلّ قنطرة سبعون ألف ملك قيام.

فيسألون هذه الأُمّة نساؤهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية عليّ بن أبي طالب، وحبّ آل محمّد عليهم السّلام، فمن أتى به جاز القنطرة الأولى كالبرق الخاطف، ومن لم يحبّ أهل بيت نبيّه سقط على أمِّ رأسه في قعر جهنّم، ولو كان له من أعمال البرّ عمل سبعين صدّيقاً.

وعلى القنطرة الثانية: يسألون عن الصّلاة، وعلى الثالثة: يسألون عن الزكاة، وعلى القنطرة الرابعة: عن الصيام، وعلى الخامسة: عن الحج، وعلى السادسة: عن العدل فمن أتى بشيء من ذلك جاز كالبرق الخاطف، ومن لم يأت عذّب، وذلك قوله:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) يعني معاشر الملائكة: وقفوهم. يعني: العباد على القنطرة الأولى، عن ولاية عليّ وحبّ أهل البيت.

وسئل الإمام محمّد الباقر (ع) عن هذه الآية، فقال:[يقفون فيسألون: مالكم لا تناصرون في الآخرة كما تعاونتم في الدنيا على عليّ (ع)] ؟

٢٣٨

قال يقول الله:

( بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴿٢٦﴾ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٢٧﴾ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ﴿٢٨﴾ قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٢٩﴾ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ﴿٣٠﴾ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ ﴿٣١﴾ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ﴿٣٢﴾ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٣﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٤﴾ )

قال ابن شهر آشوب: قال محمد بن إسحاق، والشعبي والأعمش وسعيد بن جبير، وابن عباس، وأبو نعيم الإصفهاني والحاكم الحسكاني، والنطنـزي، وجماعة أهل البيت، في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) يعني: عن ولاية عليّ بن أبي طالب وحبّ أهل البيت.

وعن الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع) أنّ النبيّ (ص) قرأ:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) .

فسئل عن ذلك فأشار إلى الثلاثة، فقال:[هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصّي هذا، وأشار إلى عليّ بن أبي طالب، ثمّ قال: وعزّة ربّي إنَّ جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة، ومسؤولون عن ولايته،وذلك قول الله تعالى: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ] .

٢٤- وفي تفسير وكيع بن سفيان، عن السدّي في قوله تعالى( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) (١) عن ولاية أمير المؤمنينثمّ قال:( عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٢) عن أعمالهم في الدنيا، وعن أبي جعفر في قوله تعالى:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (٣) يعني:[الأمن والصحّة، وولاية عليّ بن أبي طالب].

٢٥- وروى الثعلبي في تفسيره، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، وأبو القاسم القشيري في تفسيره، عن الحاكم الحافظ، عن أبي برزة، وابن بطّة في الإنابة، بإسناده عن أبي سعيد الخدري، كلّهم عن النبيّ قال:[لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربعة: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه،وعن حبنّا أهل البيت] .

____________________

(١) سورة الحجر: ٩٢.

(٢) سورة الحجر: ٩٣.

(٣) سورة التكاثر: ٨.

٢٣٩

٢٦- وفي أربعين المكّي، وولاية الطبري - كتاب الولاية للطبري - فقيل له: فما آية محبتّكم من بعدكم؟ (فوضع يده( صلّى الله عليه وآله) على رأس عليٍّ وهو على جانبه فقال:[إنّ حبّي من بعدي حبّ هذا] .

٢٧- وفي منقبة المطهّرين عن أبي نعيم: فقال عمر: ما آية حبّكم يا رسول الله؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلم:[حبّ هذا ووضع يده على كتف عليّ وقال:مَنْ أحبّه فقد أحبّنا، ومَنْ أبغضه فقد أبغضنا] .

وقال ابن عباس: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:[والّذي بعثني بالحقّ، لا يقبل الله من عبد حسنةً حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب (ع)] .

أخرج الديلمي، وكما في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي، عن أبي سعيد أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال:[ ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) عن ولاية عليّ بن أبي طالب] .

وقال الواحدي: إنّهم مسئوولون عن ولاية عليّ وأهل البيت، فيكون الغرض في قوله في حجّة الوداع في غدير خمّ صلّى الله عليه وآله وسلم.[وإنّكم مسؤولون] تهديد أهل الخلاف لولّيه ووصيّه يعني عليّاً.

ومن المناسب إيراد أبيات السيّد الحميري، قال:

أشهد بالله وآلائه

والمرء عمّا قاله يسأل

إنَّ عليّ بن أبي طالب

خليفة الله الّذي يعدل

وأنّه قد كان من أحمد

كمثل هارون ولا مرسل

لكن وصيّاً وخازناً عنده

علمٌ من الله به يعمل

وقال صاحب بن عبّاد:

عليٌّ أمير المؤمنين خليفةٌ

شهدت له بالجنّة المتعالية

وأنّي لأرجو من مليكي كرامةً

بحبّ عليّ يوم أُعطى كتابيه

٢٨- وروى السيّد علي بن طاووس في كتاب اليقين ص٥٧ في الباب ٧٧ قال بنقله عن محمد بن أحمد بن شاذان، قال:

٢٤٠