موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء ١٠

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام0%

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 175

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

مؤلف: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف:

ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 175
المشاهدات: 73184
تحميل: 2973


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 175 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73184 / تحميل: 2973
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء 10

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
ISBN: 964-94388-6-3
العربية

أيام الحكم العبّاسي :

وأسندت الحكومة العبّاسية وظيفة جمع الخراج إلى جماعة من القساة والأشرار ، فكانوا يجبون الضرائب التي لم يشرّعها الإسلام ، ويأخذونها بقسوة وعنف ، وقد صوّر ذلك ابن المعتزّ في ارجوزته ، يقول :

فكم وكم من رجل نبيل!

ذي هيبة ومركب جليل

رأيته يعتلّ بالأعوان

إلى الحبوس وإلى الدّيوان

وجعلوا في يده حبالا

من قنّب يقطّع الأوصالا

وعلّقوه في عرى الجدار

كأنّه برّادة في الدّار

وصفّقوا قفاه صفق الطّبل

نصبا بعين شامت وخلّ

وصبّ سجّان عليه الزّيتا

فصار بعد بزّة (1) كميتا

لقد وصفت هذه الأبيات الحالة القاسية التي عاناها الناس في أخذ الخراج ، فقد قوبلوا بمنتهى الشدّة والقسوة ، ويستمر ابن المعتزّ في وصف تلك الأحوال الرهيبة فيقول :

حتّى إذا ملّ الحياة وضجر

وقال : ليت المال جمعا في سقر

أعطاهم ما طلبوا فأطلقا

يستعمل المشي ويمشي العنقا (2)

ويصف ابن المعتزّ ما يتعرّض له السجين من الضرب واللكم والصفع بقوله :

وأسرفوا في لكمه ودفعه

وانطلقت أكفّهم في صفعه

__________________

(1) البزّة : الثوب الهيئة.

(2) العنقا : السريع المشي.

١٦١

ولم يزل في أضيق الحبوس

حتّى رمى إليهم بالكيس (1)

وهكذا يستمرّ الظلم بجميع رحابه وألوانه على المزارعين وغيرهم في معظم أيام الحكم الأموي والعباسي ، فقد فقد الناس رحمة الإسلام وما ينشده من الرفاهية والعزّة والكرامة.

__________________

(1) ديوان ابن المعتزّ : 481.

١٦٢

تأنيب الولاة وعزلهم

١٦٣
١٦٤

كان الإمام عليه‌السلام يراقب ولاته وعمّاله مراقبة شديدة ، فجعل عليهم الرقباء والعيون يتتبّعون تصرّفاتهم ، ويسجّلون خدماتهم وتصرّفاتهم وسائر شئونهم ، ويرفعونها له ، فإذا اشتكى أحد المواطنين واليا من ولاته لسوء خلقه أو لتجبّره وتكبّره واعتزازه بوظيفته أنّبه الإمام ووبّخه ، وأرشده إلى مكارم الأخلاق ، وإذا كان الوالي خائنا ، وسارقا بادر إلى عزله ومحاسبته ، وفيما يلي تسجيل لذلك :

تأنيب العمّال :

أنّب الإمام عليه‌السلام كوكبة من ولاته لأنّ المواطنين شكوا سوء أخلاقهم للإمام ، وهذا عرض لبعضهم :

1 ـ أنّ جماعة من الدهّاقين الذين لم يدخلوا في دين الإسلام ، وبقوا على دينهم شكوا إلى الإمام عليه‌السلام غلظة عاملهم ، فكتب الإمام إليه هذه الرسالة :

أمّا بعد ، فإنّ دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة ، واحتقارا وجفوة ، ونظرت في أمرهم فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم ، ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم ، فالبس لهم جلبابا من اللّين تشوبه بطرف من الشّدّة ، وداول لهم بين القسوة والرّأفة ، وامزج لهم بين التّقريب والإدناء ، والإبعاد والإقصاء. إن شاء الله (1) .

__________________

(1) نهج البلاغة : 376.

١٦٥

وقد أمر الإمام عليه‌السلام عامله أن يتجنّب الغلظة والقسوة والاحتقار ويسير بين الذمّيّين سيرة معتدلة قوامها العدل الخالص والحقّ المحض.

2 ـ رفع بعض العيون الذي أقامهم الإمام على واليه بالبحرين النعمان بن عجلان أنّه ذهب بمال البحرين ، فكتب إليه الإمام هذه الرسالة :

أمّا بعد ، فإنّه من استهان بالأمانة ، ورغب في الخيانة ، ولم ينزّه نفسه ودينه ، أخلّ بنفسه في الدّنيا ، وما يشفي عليه بعد أمرّ وأبقى وأشقى وأطول.

فخف الله إنّك من عشيرة ذات صلاح ، فكن عند صالح الظّنّ بك ، وراجع إن كان حقّا ما بلغني عنك ، ولا تقلبنّ رأيي فيك ، واستنظف خراجك ثمّ اكتب إليّ ليأتيك رأيي وأمري إن شاء الله (1) .

لقد ساق الإمام عليه‌السلام اللوم والتقريع على تهمة الخيانة لبيت المال ، وهي تهمة لم يتأكّد الإمام منها ، وإنّما وشى بها إليه ، ولو كان على بيّنة منها لبادر إلى عزله.

3 ـ وافت الأنباء إلى الإمام عليه‌السلام أنّ عامله على اصطخر المنذر بن جارود العبدي قد شذّ في سلوكه ، فكتب إليه هذه الرسالة يؤنّبه وينقم عليه ، وهذا نصّها :

أمّا بعد ، فإنّ صلاح أبيك ما غرّني منك ، وظننت أنّك تتّبع هديه ، وتسلك سبيله ، فإذا أنت فيما رقّي إليّ عنك لا تدع لهواك انقيادا ، ولا تبقي لآخرتك عتادا. تعمر دنياك بخراب آخرتك ، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك.

ولئن كان ما بلغني عنك حقّا ، لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك ،

__________________

(1) تاريخ اليعقوبي 2 : 177.

١٦٦

ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسدّ به ثغر ، أو ينفذ به أمر ، أو يعلى له قدر ، أو يشرك في أمانة ، أو يؤمن على جباية فأقبل إليّ حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء الله (1) .

وفي هذه الرسالة التقريع والتوبيخ واللوم على ما صدر من المنذر العبدي من المخالفات التي لا يقرّها الشرع.

عزل الولاة :

وعزل الإمام عليه‌السلام بعض الولاة لمّا انحرفوا عن الطريق القويم ، وسلكوا منهجا غير ما أمر الله به ، وهؤلاء بعضهم :

1 ـ الأشعث بن قيس :

كان الأشعث بن قيس واليا على آذربيجان فبلغ الإمام عليه‌السلام أنّه خان بيت المال فعزله وكتب إليه الرسالة التالية :

أمّا بعد ، فإنّما غرّك من نفسك وجرّأك على آخرك إملاء الله لك ؛ إذ ما زلت قديما تأكل رزقه ، وتلحد في آياته ، وتستمع بخلاقك ، وتذهب بحسناتك إلى يومك هذا.

فإذا أتاك رسولي بكتابي هذا فأقبل واحمل ما قبلك من مال المسلمين إن شاء الله (2) .

وبادر الإمام إلى عزل هذا الخائن اللئيم الذي استحلّ نهب أموال المسلمين.

__________________

(1) نهج السعادة 5 : 23.

(2) تاريخ اليعقوبي 2 : 176.

١٦٧

2 ـ عزله لوال شكت عليه سوادة :

رفعت سوادة بنت عمارة الهمدانية إلى الإمام أمير المؤمنين شكوى في شأن وال جار عليهم فبكى الإمام عليه‌السلام ، وقال :

اللهمّ أنت الشّاهد عليّ وعليهم ، إنّي لم آمرهم بظلم خلقك ، ولا بترك حقّك.

وكتب إليه الرسالة التالية بعد البسملة :

قد جاءتكم بيّنة من ربّكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ، ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ، وما أنا عليكم بحفيظ.

إذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتّى يأتي من يقبضه منك والسّلام (1) .

إنّ هذا هو العدل الذي تنتعش به الشعوب وتسود فيه القيم القويمة ، ويعمّ فيه الأمن والرخاء.

3 ـ عزل الأشعري :

كان أبو موسى الأشعري واليا على الكوفة من قبل عثمان بن عفّان ، وكان منحرفا عن الإمام ، وقد جعل يثبّط عزائم الناس من الالتحاق بجيش الإمام الذي ندبه للقضاء على تمرّد طلحة والزبير ، فعزله الإمام وكتب إليه هذه الرسالة :

اعتزل عملنا يا ابن الحائك! مذموما مدحورا ، فما هذا أوّل يومنا منك ،

__________________

(1) العقد الفريد 1 : 212.

١٦٨

وإنّ لك فينا لهنات وهنات (1) .

وبهذا ينتهى بنا الحديث عن عزل الإمام عليه‌السلام لبعض ولاته الذين ظهرت منهم بوادر الخيانة ، وبه ينتهي المطاف عن ولاته وعمّاله.

__________________

(1) مروج الذهب 2 : 368.

١٦٩
١٧٠

المحتويات

تقديم 5

بحوث تمهيديّة 11

أهمّية الولاة : 13

1 ـ خطر الامارة : 13

انتخاب الامراء وتعيينهم : 16

2 ـ عقاب الإمام الجائر : 17

3 ـ التباعد عن السلطان الجائر : 17

امارة السفهاء : 17

عشّاق السلطة : 18

واجبات الولاة : 19

تعاليم وأحكام : 20

بطانة الولاة : 37

ولاية المظالم : 38

عمّال الخراج والصدقات : 39

محاسبة الولاة : 42

الإقالة والعزل : 44

الجيش : 45

الشرطة : 47

حق الوالي على الرعية وحقّها عليه : 48

ولاته على مصر 49

قيس بن سعد 53

ملامحه وصفاته : 53

ولايته على مصر : 54

١٧١

مكائد معاوية : 55

جواب قيس : 56

رسالة اخرى من معاوية : 56

جواب قيس : 56

ولاية مالك الأشتر 58

العهد الذهبي : 62

الشهادة : 63

تأبين الإمام لمالك : 65

سرور معاوية : 66

رثاء مالك : 66

محمّد بن أبي بكر 68

عهد الإمام لمحمّد : 68

صورة اخرى من عهد الإمام لمحمّد : 71

رسالة محمّد إلى معاوية : 73

جواب معاوية : 75

شهادة محمّد : 76

ولاته على 79

مكّة ـ المدينة ـ اليمن ـ البحرين 79

واليه على مكّة قثم 81

رسالة الإمام إلى قثم : 81

رسالة اخرى إلى قثم : 83

واليه على المدينة سهل بن حنيف 85

واليه على اليمن عبيد الله بن العباس 87

ولاته على البحرين 89

عمر بن أبي سلمة 89

١٧٢

النعمان بن عجلان 91

ولاته على 93

اصبهان ـ اردشيرخرّه 93

هيت ـ اذربيجان 93

مخنف بن سليم واليه على اصبهان 95

كتابه إلى واليه على أردشيرخرّة 98

هرب مصقلة لمعاوية : 99

عامله كميل على هيت 101

عامله الأشعث على آذربيجان 103

عزل الأشعث : 104

ولاته على البصرة 105

عثمان بن حنيف 107

رسالة الإمام لعثمان : 107

رسالة اخرى من الإمام لعثمان : 114

ولاية عبد الله بن عبّاس 116

شخصية ابن عباس : 116

ولايته على البصرة : 120

رسائل الإمام لابن عبّاس : 120

اتّهامه بالخيانة : 121

ردّ ما أخذه ابن عباس : 124

ولاية أبي الأسود 127

ولاية زياد 129

رسائل الإمام إلى زياد : 129

الرسالة الاولى : 129

١٧٣

رسالة الإمام إلى أهل البصرة : 131

كتابه إلى زياد : 133

تحذير الإمام لزياد من أباطيل معاوية : 134

ولاته على 137

المدائن ـ كسكر ـ الجبل 137

ولاته على المدائن 139

حذيفة اليماني 139

عهد الإمام لحذيفة : 140

رسالته لأهل المدائن : 141

سعد بن مسعود 144

عامله على كسكر 145

عامله على الجبل 146

عمّال الخراج والصّدقات 147

أهمّية الخراج : 149

1 ـ تفقّد الخراج : 150

2 ـ عمارة الأرض : 150

3 ـ إهمال الأرض : 151

4 ـ الاستجابة لطلبات المزارعين : 151

5 ـ سبب خراب الأرض : 151

التعاليم السامية لعمّال الخراج : 151

من وصاياه لعمّاله : 153

مع عمّال الصدقات : 154

من وصاياه الخالدة لعمّال الصدقة : 155

ظلم العمّال أيام الأمويّين والعباسيّين : 158

أيام الحكم الأموي : 158

١٧٤

أيام الحكم العبّاسي : 161

تأنيب الولاة وعزلهم 163

تأنيب العمّال : 165

عزل الولاة : 167

1 ـ الأشعث بن قيس : 167

2 ـ عزله لوال شكت عليه سوادة : 168

3 ـ عزل الأشعري : 168

المحتويات 171

١٧٥