حديث الغدير

حديث الغدير0%

حديث الغدير مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 43

  • البداية
  • السابق
  • 43 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14723 / تحميل: 3882
الحجم الحجم الحجم
حديث الغدير

حديث الغدير

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
العربية

بالقطع واليقين.

وعلى كلّ حال، فيحملون إمامة عليّ التي يدلّ عليها حديث الغدير على الإمامة بعد عثمان.

لكن هذا الحمل:

أوّلاً: يحتاج إلى أدلّة تفيد حقّية ما يذهبون إليه في الإمامة والخلافة بعد رسول الله، فإنْ أقاموا الدليل على صحة إمامة المشايخ الثلاثة كان حديث الغدير دالاًّ على إمامة عليّ بعدهم، ولكن لو كان هناك حديث معتبر على معتقدهم لما كان بيننا نزاع، لو كان هناك حديث يفيد القطع واليقين ويكون متّفقاً عليه بين الطرفين، لما كان بيننا نزاع.

إذن، هذه الدعوى أول الكلام، وهي مصادرة بالمطلوب.

وثانياً: مفاد حديث الغدير إنّ عليّاً أولى بهؤلاء من أنفسهم.

وثالثاً: ماذا يفعلون بالأحاديث الصحيحة الواردة في تهنئة المشايخ لعلي يوم غدير خم ومبايعتهم له بالإمامة والخلافة، وقد أصبحت كلمة عمر « بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة » من أشهر الكلمات في العالم، كما أنّ كلمته « لولا علي لهلك عمر » يعرفها العالم والجاهل، يعرفها العالي والداني،

٤١

حتّى الصبيان أيضاً ربّما يحفظون هذه الكلمة عن عمر في حقّ عليّ.

وكيف يحمل حديث الغدير على إفادة الإمامة بعد عثمان مع تلك البيعة؟ وهل بايعوا على أن يكون بعد ثالثهم؟ وهذا الوجه أيضاً لا يفيد وهم ملتفتون إلى هذا.

مسألة دلالة حديث الغدير على الإمامة الباطنية :

وهل من وجه آخر؟ قال بعضهم: نعم، إنّ حديث الغدير يدلّ على إمامة عليّ، لكنّ الإمامة تنقسم إلى قسمين، هناك إمامة باطنيّة هي الإمامة في عرف المتصوّفة، فعليّ إمام المسلمين بعد رسول الله بلا فصل لكن هو إمامٌ في المعنى، إمام في القضايا المعنوية، إمام في الأمور الباطنيّة، والمشايخ الثلاثة هم أئمّة المسلمين في الظاهر، ولهم الحكومة ولهم الأمر والنهي، ولهم القول المسموع واليد المبسوطة والكلمة النافذة.

يقولون هذا، وكأنّه قد فوّض إليهم أمر الإمامة والخلافة وتقسيم الإمامة، بأن يضعوها بذلك المعنى لعلي وولده، وبالمعنى الآخر للمشايخ الثلاثة، ثمّ لمعاوية ثمّ ليزيد ثمّ للمتوكّل ثمّ وثمّ إلى

٤٢

يومنا هذا!! كأنّ الإمامة أمر يرجع إلى هؤلاء وما تهواه أنفسهم، بأن يقولوا لعليّ: أنت إمام بمعنى كذا، وأنت يا فلان إمام بالمعنى الآخر، وهذا أشبه بالمضحكة، وإنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على عجزهم عن الوجه الصحيح المعقول، والقول المقبول.

( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ) أي ليسوا بمؤمنين، أي لا يكونوا مؤمنين ( حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (1) .

( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (2) ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ ) (3) .

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

__________________

(1) سورة النساء: 65.

(2) سورة البقرة: 201.

(3) سورة الأعراف: 43.

٤٣