أدب الطف الجزء ٦

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 336

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 336
المشاهدات: 96833
تحميل: 6307


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 336 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 96833 / تحميل: 6307
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 6

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

من مبلغ الرسل أن رأس ابن سيدها

في مجلس الراح بين اليم والزير(1)

وهل درت هاشم أن ابن بجدتها

لقى تزمله هوج الاعاصير

ومن معزي الهدى في شمس دارته

إذ سامها القدر الجاري بتكوير

وهل درى البيت بيت الله أن هدمت

منه عتاة قريش كل معمور

وفتية من رجال الله قد صبروا

على الجلاد وعانوا كل محذور

حتى تراءت لهم عدن بزينتها

مآ تماكن عرس الخرد الحور

وان رزءاً بكت عين النبي له

لذاك في الدين كسر غير مجبور

ورب ذات حداد من كرائمه

تخاطب القوم في وعظ وتذكير

تدعو وتعلم ما في الناس مستمع

لكنها نفثة من قلب مصدور

الله في رحم للمصطفى قطعت

من بعده وذمام منه مخفور

ما ظنكم لو رأى المختار أسرته

بالطف ما بين مقتول ومأسور

من عاطش شرقت صم الرماح به

وذى براثن في الاصفاد مشهور

وثاكل من وراء السجف قائلة

يا جدغوثا فرزئي فوق مقدوري

أمثل شمر لحاه الله يحملنا

شعث النواصي على الاقتاب والكور

ويولغ السيف في نحر ابن فاطمة

لله ما صنعت أيدي المقادير

بنات آكلة الاكباد في كلل

والفاطميات تصلى في الهياجير

وذات شجو لها في الصدر ثائرة

تشب في كل ترويح وتبكير

تقول والنفس قد جاشت غواربها

والدمع ما بين تهليل وتحدير

يا والدي من يسوس المسلمين ومن

يقوم بالامر في حزم وتدبير

ومن تركت على الإسلام يكلؤه

من كل مبتدع بالكفر مغمور

وهل جعلت على التنزيل مؤتمناً

يقيه من رب تحريف وتغيير

إليه بالعتاق القب ضابحة

بكل اشوس فلال المباتير

__________________

1 - البم: العود والوتر. والزير: مخالطة النساء.

٢٦١

والباترات تجلت عن مشارقها

ولا مغارب إلا في المناحير

والزاغبية تحت النقع لامعة

لمع الثواقب في آناء ديجور

لولا انتظار ليوم لا خلاف به

لشطر الوجد قلبي أي تشطير

يوم أرى الملة البيضاء مسفرة

عن كل أبيض ذي جدٍ وتشمير

وموكب تحمل الأملاك رايته

أمام ملك على الازمان منصور

ملك إذا ركب الذيال تحسبه

نوراً تجلى لموسى من ذرى الطور

فتى يروقك منه حين تنظره

لألاء فرق بنور الله محبور

وكم اجال العقول العشر خابطة

في كنهه بين تعريف وتنكير

وان من يقتدي عيسى المسيح به

لذاك يكبر عن تحديد تفكير

كأنني بجنود الله محدقة

من حوله بين تهليل وتكبير

والجن والإنس والاملاك خاضعة

له فاكبر بتصريف وتسخير

والمسلمون أعز الله جانبهم

في ظله بين مغبوط ومسرور

٢٦٢

الشيخ محمد رضا الازري

ولد سنة 1162 وتوفي 1240 في بغداد، درس العلوم العربية على أخيه الشيخ يوسف الازري وعلى غيره من فضلاء عصره وولع بحفظ القصائد الطوال من شعر العرب فقد رووا عنه انه كان يحفظ المعلقات السبع وقسماً كبيراً من أشعار الجاهلية والإسلام مضافاً إلى الخطب والاحاديث المروية عن العرب. وكان نشيطاً مفتول الساعدين قوي البنية معدوداً من أبطال الفتوة بين اقرانه وهو أصغر أخوته.

أهم شعره في رثاء أهل البيت، وقد حدثت في زمانه واقعة الوهابيين المعروفة في التاريخ حينما احتلو كربلاء ونهبوها وقتلوا من أهلها ما يزيد على خمسة آلاف نسمة وذلك سنة 1216 فنظم على أثرها ثلاث قصائد تشتمل على مائتين وستين بيتا ذكر بها الواقعة المذكورة وختم كلاً منها بتأريخ وإذا لاحظنا تواريخ قصائده رأينا اكثرها نظمت بعد وفاة أخيه الشيخ كاظم الأزري.

ورأيت له قصيدة يرثي بها السيد جواد العاملي صاحب كتاب مفتاح الكرامة في الفقه ومؤرخاً في كل شطر منها عام وفاته، والقصيدة أولها:

أنخها على الاعلام واعقل ونادها

وسل آية جاست ركاب جوادها

رواها الشيخ علي كاشف الغطاء في سمير الحاظر.

وللشيخ محمد رضا الأزري يصف بطولة العباس بن أمير المؤمنين يوم كربلاء:

أو ما أتاك حديث وقعة كربلاء

أنى وقد بلغ السماء قتامها

يوم أبو الفضل استجاربه الهدى

والشمس من كدر العجاج لثامها

__________________

رواها الشيخعلي كاشف الغطاء في سمير الحاظو ج 2 ص 100.

٢٦٣

والبيض فوق البيض تحسب وقعها

زجل الرعود إذا اكفهر غمامها

فحمى عرينته ودمدم دونها

ويذب من دون الشرى ضرغامها

من باسل يلقى الكتيبة باسماً

والشوس يرشح بالمنية هامها

وأشم لا يحتل دار هضيمة

أو يستقل على النجوم رغامها

أو لم تكن تدري قريش أنه

طلاع كل ثنية مقدامها

بطل أطل على العراق مجلياً

فاعصوصبت فرقاً تمور شآمها

وشأى الكرام فلا ترى من أمة

للفخر إلا ابن الوصي إمامها

هو ذاك موئلها يرى وزعيمها

لو جل حادثها ولد خصامها

وأشدها بأساً وأرجحها حجى

لو ناص موكبها وزاغ قوامها

من مقدم ضرب الجبال بمثلها

من عزمه فتزلزلت أعلامها

ولكم له من غضبة مضرية

قد كاد يلحق بالسحاب ضرامها

أغرى به عصب ابن حرب فانثنت

كلح الجباه مطاشة أحلامها

ثم انبرى نحو الفرات ودونه

حلبات عادية يصل لجامها

فكأنة صقر بأعلى جوها

جلى فحلق ما هناك حمامها

أو ضيغم شئن البرائن ملبد

قد شد فانتشرت ثبى أنعامها

فهنا لكم ملك الشريعة واتكى

من فوق قائم سيفه قمقامها

فأبت نقيبته الزكية ريها

وحشى ابن فاطمة يشب ضرامها

وكذلكم ملأ المزاد وزمها

وانصاع يرفل بالحديد همامها

حتى إذا وافى المخيم جلجلت

سوداء قد ملأ الفضا إرزامها

فجلا تلاتلها بجاش ثابت

فتقاعست منكوسة أعلامها

ومذ استطال اليهم متطلعاً

كالأيم يقذف بالشواظ سمامها

حسمت يديه يد القضاء بمبرم

ويد القضا لم ينتقض إبرامها

واعتقاه شرك الردى دون الشرى

ان المنايا لا تطيش سهامها

الله اكبر أي بدر خر من

أفق الهداية فاستشاط ظلامها

فمن المعزي السبط سبط محمد

بفتى له الاشراف طأطأ هامها

٢٦٤

وأخ كريم لم يخنه بمشهد

حيث السراة كبا بها أقدامها

تالله لا أنسى ابن فاطم إذ جلا

عنه العجاجة يكفهر قتامها

من بعد أن حطم الوشيج وثلمت

بيض الصفاح ونكست أعلامها

حتى إذا حم البلاء وانما

أيدي القضاء جرت به أقلامها

وافى به نحو المخيم حاملاً

من شاهقي علياء عز مرامها

وهوى عليه ما هنالك قائلاً

اليوم بان عن اليمين حسامها

اليوم سار عن الكتائب كبشها

اليوم غاب عن الصلاة إمامها

اليوم آل إلى التفرق جمعنا

اليوم حل من البنود نظامها

اليوم خر من الهداية بدرها

اليوم غب عن البلاد غمامها

اليوم نامت أعين بك لم تنم

وتسهدت أخرى فعز منامها

أشقيق روحي هل تراك علمت إذ

غودرت وانثالت عليك لئامها

إن خلت أطبقت السماء على الثرى

أو دكدكت فوق الربى أعلامها

لكن أهان الخطب عندي أنني

بك لاحق أمراً قضى علامها

من مبلغ أشياخ مكة إنه

قد غاض زاخرها وزال شمامها

من مبلغ أشياخ مكة انه

قد شل ساعدها وفل حسامها

من مبلغ أشياخ مكة إنه

قد دق مارنها وجب سنامها

الله أكبر أي غاشية علت

بيت الرسالة واستمر قتامها

الله أكبر ما أجل رزية

مضت الدهو وما مضت أيامها

يوم به وتر النبي وحيدر

وبنو العواتك شيخها وغلامها

وقلوب صبيتهم بقلبها الظما

والماء عائثة به أنعامها

وبنوهم أسرى يعض متونهم

غل السلاسل تارة وسقامها

ورؤوسهم فوق الرماح شوارع

وعلى البطاح خواشع أجسامها

هذي المصائب لا مصائب اليعقوب

وإن صدع الهدى إلمامها

هذا جزاء محمد من قومه

فلبئس ما قد أخلفته طغامها

سمعا أبا الفضل الشهيد قصيدة

أزرية مسكاً يفوح ختامها

٢٦٥

ومن شعره في أهل البيتعليهم‌السلام :

ومن يبصر الدنيا بعين بصيرة

يرى الدهر يوماً سوف ينجاب عن غد

ولست أرى عز العزيز بمانع

ولست أرى ذل الذليل بمخلد

لمن يرفع المرء العماد مشيدا

وها هادم اللذات منه بمرصد

وهل دارع الا كآخر حاسر

إذا ما رمى المقدور سهم مسدد

فصاحب لمن تهوى اصطحاب مفارق

وفي الكل رجع نظرة المتزود

إذا لم يكن عقل الفتى مرشد الفتى

فليس إلى حسن الثناء بمرشد

واني أرى الايام شتى صروفها

وأعظمها تحكيم عبد بسيد

ويا رب وتر عند باغ لذى تقى

ولكن لا وتر كوتر محمد

رموا بيته بالمرجفات وهدموا

قواعده بعد البناء الموطد

فسل كربلا ماذا جرى يوم كربلا

مصاب متى الأفلاك تذكره ترعد

وانى وتلكم حمرة في جبينها

إلى الآن من ذاك الجوي المتوقد

وما ظهرت من قبل ذلك في الاولى

لراء ولم تعرف قديماً وتعهد

ولو جل رزء في النبيين مثله

لبانت وفي هذا بلاغ لمهتدي

وهاتيكم اللاتي تسير على المطا

حقائقه يشهرن في كل مشهد

وتلك النفوس السائلات على القنا

تقاطر منه من أكف وأكبد

وأسرته في حالة لو يراهم

بها هرقل لاستقرع الناب باليد

فمن بين مقطوع الوتين وفاحص

بكفيه عن نزع وبين مصفد

وكم ذي حشى حرانة لو تمكنت

لعطت حواياها وطارت لمورد

ومرضعة مذهولة عن رضيعها

مخافة سلب يكشف الستر عن يد

فمن يبلغن الرسل ان زعيمها

لذو عبرة جياشية عن توقد

٢٦٦

الشيخ احمد زين الدين الاحسائي

المتوفي 1241

أنزهو وقد ترنو بياض المفارق

وقد مر مسود الشباب المفارق

أجدك في اللهو الذي أنت خائض

وداعي الفنا يدعوك في كل شارق

تضاحكك الأيام في نيلك المنى

كفعل نصوح للدعابة وامق

وما بسطت آمالها لك عن رضى

ولا ضحكت سنا إلى كل عاشق

ولكن لكي تصطاد من أم قصدها

بما نصبته من شراك البوائق

فلا تثقن من وعدها إن وعدها

كما قد جرت عاداتها غير صادق

كأن المنايا ملكتها صروفها

فتطرق من شاءت بشر الطوارق

لذاك أحلت بالحسين مصائبا

بها تضرب الأمثال في كل خارق

غداة أناخت بالطفوف ركابه

بكل فتى للحتف في الله تائق

سلامي على أرواحهم، ودماؤهم

تضوع بطيب في ثرى الأرض عابق

خليلى زرهم وانتشق لقبورهم

تجد تربها كالمسك من غير فارق

ويصف فيها شجاعة الحسينعليه‌السلام :

فكم فلقت ضرباته من جماجم

وكم فرقت صولاته من فيالق

فأقرب ما قد كان لله اذ هوى

صريعا بلا جرم وعطشان ما سقي

وطفل رضيع بالسهام فطامه

وذبح غلام بالحسام مراهق

٢٦٧

الشيخ احمد زين الدين الاحسائي

ولد بالمطير من الإحساء في شهر رجب سنة 1166 هـ كان من العلماء الراسخين في العلم، والفلاسفة الحكماء العارفين المتأهلين المطلعين وقد ترك 140 كتاباً ورسالة، وأجوبة بلغت 550 تقريباً. ومؤلفاته تربو على المائة مؤلف في مختلف العلوم الاسلامية نشرت أسماءها مكتبة العلامة الحائري العامة بكربلاء بكراسة خاصة، كما نشرت له رسائل في كيفية السلوك إلى الله تعالى.

هاجر إلى كربلاء - العراق وهو ابن عشرين سنة وحضر بحث الوحيد البهبهاني الاغا باقر والسيد الميرزا مهدي الشهرستاني والسيد علي الطباطبائي صاحب الرياض، وفي النجف على الشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره، ثم حدث طاعون جارف ألجأ الناس إلى مغادرة الاوطان فعاد المترجم إلى بلاده وتزوج بها وبعد زمن انتقل بأهله إلى البحرين وسكنها أربع سنين، وفي سنة 1212 عاد إلى العتبات المقدسة بالعراق وبعد الزيارة رجع فسكن البصرة في محلة ( جسر العبيد ) ثم تنقل إلى عدة أماكن وذهب إلى ايران ثم عزم على الحج وتوفي بالحجاز قبل وصوله مدينة الرسول ( بثلاث مراحل وذلك في يوم الأحد ثاني ذي القعدة حرام 1241 فنقل للمدينة ودفن بالبقيع مقابل بيت الأحزان.

وجاء في أنوار البدرين: العلامة الفاضل الفهامة الوحيد في علم التوحيد وأصول الدين الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي المطيرفي(1) وهو صاحب

__________________

1 - قرية من قرى الاحساء كثيرة المياه.

٢٦٨

جوامع الكلم مجلدان كبيران مشتملان على جملة من الرسائل وكثير من التحقيقات وله شرح الزيارة الجامعة الكبرى وله شرح العرشية والمشاعر لملا صدر الدين الشيرازي ( ره ) تعرض فيما عليه وعلى تلميذه الملا محسن الكاشاني ( ره ) وله جملة من المصنفات وحاله أشهر من أن يذكر وقد ذكر أحواله بالبسط والبيان السيد المعاصر السيد محمد باقر الأصفهاني في كتابه ( روضات الجنات ). توفي ( قده ) مهاجراً لزيارة رسول الله (ص) وأئمة البقيععليهم‌السلام سنة اثنين وأربعين ومائتين والف من الهجرة وله الاجازة من جملة من المشائخ العظام واساطين الاسلام منهم السيد السند بحر العلوم ومجدد آثار الايمان والرسوم السيد محمد مهدي الطباطبائي والسيد الأجل السري السيد مير علي الطباطبائي صاحب الرياض والشيخ الافخر الشيخ جعفر كاشف الغطاء وابنه الأجل الانور الشيخ موسى والعلامة المشهور الشيخ حسين آل عصفور وأخيه الأسعد الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد آل عصفور والسيد الأجل الأمجد السيد محمد الشهرستاني والفاضل الأمجد الشيخ أحمد ابن العالم الرباني الشيخ حسن الدمستاني وغيرهم وقد وقفت على أكثر اجازاتهم له وفيها تفخيم له عظيم ويروي عنه جماعه من فحول العلماء منهم المحقق الشيخ محمد حسن ( صاحب الجواهر ) والسيد كاظم الرشتي والمحقق الحاج ابراهيم الكرباسي صاحب الاشارات وغيرهم قدس الله أرواحهم.

اقول وللشيخ الاحسائي قدس الله نفسه قصائد في الامام الشهيد الحسين سماها بـ ( الأثني عشرية ) وقد طبعت مع ترجمتها للغة الفارسية.

٢٦٩

السيد حسن الاصم - العطار

قال مشطراً بيتي السيد عمر رمضان

لفظت الخيزرانة من يميني

وإن كانت مهفهفة القوام

فأبغض أن الامسها بكفي

وأكره أن أشاهدها أمامي

ولست بممسك ما عشت عوداً

ولو أني عجزت عن القيام

أأمسك عود سوء في يميني

بها نكثت ثنايا ابن الامام(1)

__________________

1 - عن سمير الحاظر ومتاع المسافر مخطوط المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء ج 1 ص 561.

٢٧٠

السيد حسن العطار البغدادي

المتوفي 1241

هو السيد حسن ابن السيد باقر ابن السيد ابراهيم ابن السيد محمد العطار الحسني البغدادي عالم أديب وشاعر مجيد. وآل العطار بيت علم وفقه وأدب وشعر نبغ فيه غير واحد من اجلاء العلماء وعباقرة الشعراء، وشهرة رجالهم بالأدب والشعر أكثر منها في الفقه، مع أن فيهم بعض الفقهاء المتبحرين الذين لا يستهان بهم، ولقب العطار لحق جدهم السيد محمد لسكناه في سوق العطارين ببغداد.

والمترجم له كان عالماً فاضلاً أديباً وشاعراً مجيداً له ديوان شعر مرصوف وكان يعرف بالاصم، ذكره عصام الدين عثمان الموصلي العمري في ( الروض النضر ) في تراجم أدباء العصر المخطوط الموجود في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، وذكره الشيخ محمد السماوي في ( الطليعة ) فاطراه وذكر بعض شعره توفي سنة 1241 ويوجد بخطه ديوان العلامة السيد حسين بن مير رشيد الهندي تلميذ السيد نصر الله الحائري، فرغ من كتابته في 1224 واستنسخ عنه العلامة السماوي.

فمن شعره:

من لصب أغرق الطرف بكاء

وعراه من هواكم ما عراه

مسه الضر وأمسى شجا

ما له ظل إذ الشوق براه

٢٧١

قوض السفر وما نال من الـ

ـنفر الماضين في جمع مناه

يا أهيل الحي هل من نظرة

ينجلي فيها من الطرف قذاه

فعدوني بوصال منكم

فعسى يشفي من القلب ضناه

وارحموا حال معنى مغرم

مستهام شمتت فيه عداه

يا رعى الله زماناً معكم

فيه قد البسنا آلاس رداه

نجتني من قربكم عند اللقا

ثمر الوصل وقد طاب جناه

قد تقضى وانقضت أيامه

ومحيا الوصل قد زال بهاه

شابهت ضيفاً بطيف زارنا

ثم ولى حيث لم نخش قراه

٢٧٢

الشيخ علي الاعسم

كان حياً 1244

قال يخاطب أبا الفضل العباس - وقد ألم مرض نال الزائرين

أبا الفضل ليس الهم سقمي وعلتي

ولكن همي أن يلم بكم عار

أخاف مقال الجاهلين لجهلهم

لقد عطب القوم الذين لهم زاروا

وأعلم حقاً أن ذاك بشارة

لزائركم أن لا تمر به النار

٢٧٣

الشيخ علي الاعسم

هو الشيخ علي ابن الشيخ عبدالحسين ابن الشيخ محمد علي الشهير بالاعسم النجفي مولداً ومسكناً ومدفناً ذكره صاحب الحصون في ج 2 ص 466 فقال: كان شاعراً بليغاً وله إلمام في الجملة بنكت ودقايق الشعر الفارسي وكان ينظم بعض معانيه أحياناً بتكلف وكان شعره دون شعر أبيه ومن في طبقته ومن شعره قوله:

وغادة هويت ابراز طلعتها

لناظري فنهاها الخوف واللمم

فأسفرت قبل المرآة فانطبعت

تلك المحاسن فيها وهي تبتسم

قوله:

تواضع قوم فظن الجهول

برتبتهم أنهم وضع

وقوم تساموا على غيرهم

بغير اتصاف بما يرفع

فهم كالغصون إذا ما خلت

تسامت وان أثمرت تخضع

وله في واقعة اتفقت لبعضهم في بغداد:

وساترة الخدين عنا بأنمل

تفوق على عقد الجمان عقودها

لقد بخلت لكن أرتنا أناملا

وذلك يكفينا فللبخل جودها

وله أبيات في الرد على بعض العلماء في مقالته أن مرض زوار عرفة علامة عدم قبول زيارتهم وذلك سنة 1244 هـ. الأبيات التي تقدمت وقوله:

قد كنت أرجو أن أنال بودهم

ما يرتجيه من الفتى خلطاؤه

٢٧٤

فبدت لي السحناء حتى قيل لي

( ويل لمن شفعاؤه خصماؤه )

ولم أقف على سنة وفاته سوى أنه كان في أواسط القرن الثالث عشر. وذكره المحقق الطهراني في الكرام البررة ص 197 فقال: ومن تصانيفه مناهل الأصول في عدة مجلدات شرح على تهذيب الوصول للعلامة مجلده الثالث من العام والخاص إلى آخر الظاهر والمأول فرغ منه في عام 1239 وهو موجود عند الشيخ محمد جواد الأعسم وهو والد الشيخ محمد حسين بن الأعسم الشهيد في الدغارة عام 1288 هـ. ورأيت بخطه المجلد الاول من شرح اللمعتين تأليف الشيخ جواد ملا كتاب في عام 1232 هـ.

٢٧٥

الشيخ علي نقي الاحسائي

المتوفي 1246

قال في مطلع قصيدة في الامام الحسين

هل للطول الخاليات بلعلع

بعد التفرق والنوى من مرجع

لم تبتسم بعهاد وكاف الحيا

كلا ولا طربت لورق سجع

لا ينفعن الدار بعد قطينها

وكف السحاب وسقي فيض المدمع

وابك الأولى نزحوا بعاطلة الضبا

إن كنت مكتئباً بقلب موجع

وقال في أخرى

يا سعد لا رقصت في ربعك الابل

ولا انثنى مدلجاً ركب به عجل

ولا سرى موهناً برق وغادية

ولا سقاك ملثاً واكف هطل

لم يشجنى ربعك العافي الذي درست

مر الرياح وفيه يضرب المثل

ولا تذكر سكان العقيق ولا

ماء العذيب وروض ناعم خضل

بلى رماني البلا منه بقارعة

فمهجتي بلظى الأحزان تشتعل

ومقلتي لم تزل تذري الدموع على

ربع الذين بأرض الطف قد قتلوا

ما إن جرى ذكر رزء السبط في خلدي

إلا وشب بقلبي النار والشعل

بقي ثلاثة أيام على عفر

بالطف لا كفن لهفي ولا غسل

مزملا بدماه ليت عينك يا

جداه تنظره في الترب منجدل

٢٧٦

هو ابن الشيخ الاوحد الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي. ولد في الاحساء وتتلمذ على أبيه ونال حظاً كبيراً من العلوم العقلية والنقلية، وكان يقول:

إني أحفظ أثني عشر ألّف حديث بأسانيدها، وألف في مختلف العلوم منها:

1 - نهج المحجة في اثبات إمامة الأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام في مجلدين، طبع الأول بمطابع النجف سنة 1370 هـ، وطبع الثاني في تبريز سنة 1373 هـ.

2 - منهاج السالكين في السلوك والأخلاق، طبع في تبريز سنة 1374 هـ.

3 - مشرق الأنوار في الحكمة.

4 - رسالة في تفسير قاب قوسين.

5 - كشكول في مجلدين.

6 - ديوان شعر جمعه في حياته يتضمن مختلف النواحي الشعرية من غزل ونسيب ومدح ورثاء وأمثال وحكم وفخر وحماسه، وهو عالم أكثر منه شاعر واليك روائع من شعره قاله في مناسبات

إني عجبت وكم في الدهر من عجب

وكم رماني من الأيام بالعطب

أجلت طرفي فلا خلأ أواصله

ولا صديقا اليه منتهى حربي

والدهر شتت آمالي وفرقها

فصرت والدهر والأخوان في لعب

كأنما كانت الأخوان نائية

من الزمان رماها الدهر بالنوب

تباعدوا ولكم أبدوا وكم ستروا

حقداً وكم صرموا حبلي بلا سبب

توفي صبح الأحد 23 ذي الحجة الحرام سنة 1246 في كرمنشاه ودفن في خارج البلدة في طريق الزائرين الذين يقصدون كربلاء، وكان ذلك بوصية منه. عاش بعد والده خمس سنوات وأحد عشر يوماً.

٢٧٧

السيد سليمان داود الحلي

المتوفي سنة 1247

أرى العمر في صرف الزمان يبيد

ويذهب لكن ما نراه يعود

فكن رجلا إن تنض أثواب عيشه

رثاثا فثوب الفخر منه جديد

وإياك أن تشري الحياة بذلة

هي الموت والموت المريح وجود

وغير فقيد من يموت بعزة

وكل فتى بالذل عاش فقيد

لذاك نضا ثوب الحياة ابن فاطم

وخاض عباب الموت وهو فريد

ولاقى خميسا يملأ الأرض زحفه

بعزم له السبع الطباق تميد

وليس له من ناصر غير نيف

وسبعين ليثا ما هناك مزيد

سطت وأنابيب الرماح كأنها

أجام وهم تحت الرماح أسود

ترى لهم عند القراع تباشراً

كأن لهم يوم الكريهة عيد

وما برحوا يوماً عن الدين والهدى

إلى أن تفانى جمعهم وأبيدوا

ويسطو العفرني حين أفرد صولة

أبيد بها للظالمين عديد

وقد كاد يفنيهم ولكنما القضا

على عكس ما يهوى الهدى ويريد

فأصمى فواد الدين سهم منية

فهد بناء الدين وهو مشيد

بنفسي تريب الخد ملتهب الحشى

عليه المواضى ركع وسجود

بنفسي قتيل الطف من دم نحره

غدا لعطاشى الماضيات ورود

٢٧٨

بنفسي راس الدين ترفع رأسه

رفيع العوالي السمهرية ميد

تخاطبه مقروحة القلب زينب

فتشكو له أحوالها وتعيد

أخي كيف ترضى أن نساق حواسراً

ويطمع فينا شامت وحسود

أخي إن قلبي بات للوجد عنده

مواثيق لم تنقض لهن عهود

إذا رمت إخفاء الدموع ففي الجوى

مع الدمع مني سائق وشهيد

أيصبح ثغري بعد يومك باسماً

وينكت ثغر الفخر منك يزيد

وتؤنسني تربي وأنت بمهمه

أنيسك عسلان الفلاة وسيد

فلا در بعد السبط در غمامة

ولا لنبات الأرض شب وليد(1)

__________________

1 - لواعج الأشجان للسيد الأمين

٢٧٩

السيد سليمان داود الحلي

السيد سليمان بن داود بن سليمان بن داوود بن حيدر حيدر بن أحمد بن محمود الحسيني الحلي والد السيد حيدر الحلي الشاعر المشهور ولد سنة 1222 توفي سنة 1247 بالحلة ودفن بالنجف الأشرف.

كان أديباً شاعراً شريف النفس عالي الهمة وقورا له إلمام ببعض العلوم وله أرجوزة في النحو. وله شعر في الحسينعليه‌السلام (1) نظم الشعر وهو ابن اثنتي عشرة سنة(2) .

في البابليات: أبو حيدر سليمان بن داود بن سليمان بن داود الحسيني ذكرنا جماعة من أسرته فيما مضى وسنذكر الباقين فيما يأتي ممن نظم في الحسين (ع) كان يلقب بالصغير وجده يلقب بسليمان الكبير دفعا لما يوشك أن يقع من الإيهام والإلتباس عند ذكرهما وكان مولده 1222 هـ وابتدأ يقول الشعر وهو ابن 12 سنة كما في مجموعة الشيخ محمد بن نظر علي وهو من مجاوري السيد ومعاصريه،

__________________

1 - أقول وفي ج 35 من أعيان الشيعة ص 314 ترجمة لجد المترجم له. أي للسيد سليمان ابن داوود بن حيدر المتوفى سنة 1211 بالحلة.

2 - توفى بالوباء الذي هم العراق وفتك بالناس فتكا عظيما وذلك سنة 1247 هـ وقد جاء تاريخ الوباء ( مرغز ) وكذلك لما عاد أرخوه مرغزان 1298.وفي المرة الثالثة أرخوه ( عاد ) مرغز 1322.

٢٨٠