أدب الطف الجزء ٧

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 328

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 328
المشاهدات: 101616
تحميل: 6081


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 328 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 101616 / تحميل: 6081
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 7

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

ذات سمت فحوت مناقب جمة

أعيت عن الاحصاء والتعداد

قس البلاغة في الورى بل لم يقس

كلا بسحبان وقس أياد

ومهذب مزج القلوب بوده

مزج الاله الروح بالاجساد

ذاك الذي شرك الانام بماله

لكن تفرد في هدى ورشاد

فقضى وأنفس زاده التقوى وهل

للمتقين سوى التقى من زاد

لو يفتدى لفديته طوعا بما

ملكت يدي من طارف وتلاد

لكن اذا نفذ القضا فلا ترى

تجدي هنالك فدية من فاد

خنت الذمام وحدت عن نهج الوفا

ان ذقت بعد نواه طعم رقاد

وسلوت مجدي ان سلوت مصابه

حتى ألاقيه بيوم معادي

هل كيف تسكن لوعتي فيه وقد

أمسى رهين جنادل الالحاد

لي كانت الايام أعيادا به

واليوم عاد مراثيا انشادي

أصفيته دون الانام الود اذ

كان الحري ومجده بودادي

لمحته عيني فابتلت كبدي به

ان العيون بلية الاكباد

وعرفت قدر علاه من حساده

اذ تعرف الاشياء بالاضداد

ذخرى ومن حذري عليه كنزته

تحت الثرى عن أعين الاشهاد

أتبعته عند الرحيل مدامعا

تحكي الغوادي أو سيول الوادي

فقضى برغمي قبل أن اقضي به

وطري وأبلغ من علاه مرادي

يرتاح في روض الجنان فؤاده

ومعذب بلظى الجحيم فؤادي

يا ليتما لاقيت حيني قبل ما

ألقاه محمولا على الاعواد

فدى بقية عمره نفسي التي

هي نفسه ففدى المفدى الفادي

من بعد فقدك لا أرى في الدهر لي

عونا على صرف الزمان العادي

لله نعشك مذ سرى ووراءه

أم المعالي بالثبور تنادي

لله قبرك كيف وارى لحده

طودا يفوق علا على الاطواد

٨١

لله رمسك كيف غشى طلعة

سطعت سنا كالكوكب الوقاد

ولقد صفا بك عيشنا زمنا فهل

ذاك الزمان الغض لي بمعاد

كم ذا أقاسي فيك من وجد ومن

نوب تهد الراسيات شداد

أتقلب الليل الطويل كأنني

متوسد وعلاك شوك قتاد

أبكيك يا جم المكارم ما شدت

ورقاء فوق المايس المياد

أبكي ولم أعبأ بلومة عاذل

( اني بواد والعذول بواد )

أفهل ترى لي سلوة في فقد من

هو فاقد الامثال والانداد

هيهات لا أسلو وان طال المدى

من كان في الكرب الشداد عتادي

يا منهل الوراد بل يا روضة

الرواد بل يا كعبة الوفاد

بك كان نادينا يضيء وقد محت

أيدي الزمان ضياء ذاك النادي

كم ذا دهتني الحادثات بفادح

لكن ذا أدهى شجى لفؤادي

وحشدت يا دهر الضغائن لي فما

لك كم تجور على بني الامجاد

أوريت نيران الآسي في مهجة

الصادي أجل فالله بالمرصاد

وسقى ضريحا ضم خير معظم

أبدا مدى الازمان صوب عهاد

ذكر الشيخ آغا بزرك ان الشيخ اليعقوبي الخطيب كان قد ظفر بديوان المترجم له وقد استنسخ منه نسخة كاملة بـ 330 صفحة وان النسخة فقدت في جملة ما فقد في سنة 1335.

وهكذا انطوت حياة هذا العبقري ولا تزال قصة غرامه أحدوثه السمر في أندية الادب.

ومن شعره يمدح الامام أمير المؤمنين علياعليه‌السلام ويستجير به من الوباء:

أيها الخائف المروع قلبا

من وباء أولى فؤادك رعبا

٨٢

لذ بأمن المخوف صنو رسول

الله خير الانام عجما وعربا

واحبس الركب في حمى خير حام

حبست عنده بنو الدهر ركبا

وتمسك بقبره والثم الترب

خضوعا له فبورك تربا

واذا ما خشيت يوما مضيقا

فامتحن حبه تشاهده رحبا

واستثره على الزمان تجده

لك سلما من بعد ما كان حربا

فهو كهف اللاجي ومنتجع الآ

مل والملتجي لمن خاف خطبا

من به تخصب البلاد اذا ما

أمحل العام واشتكى الناس جدبا

وبه تفرج الكروب وهل من

أحد غيره يفرج كربا

يا غياثا لكل داع وغوثا

ما دعاه الصريخ الا ولبى

وغماما سحت غوادي أياد

يه فأزرت بواكف الغيث سكبا

وأبيا يأبى لشيعته الضيم

وأنى والليث للضيم يأبى

كيف تغضي وذي مواليك أضحت

للردى مغنما وللموت نهبا

أو ترضى مولاي حاشاك ترضى

أن يروع الردى لحزبك سربا

أو ينال الزمان بالسوء قوما

أخلصتك الولا وأصفتك حبا

حاش لله أن ترى الخطب يفني

ـ يا أمانا من الردى - لك حزبا

ثم تغضي ولا تجير أناسا

عودتهم كفاك في الجدب خصبا

لست أنحو سواه لا وعلاه

ولو أني قطعت اربا فاربا

في حماه أنخت رحلي علما

أن من حل جنبه عز جنبا

لا ولا أختشي هوانا وضيما

وبه قد وثقت بعدا وقربا

وبه أنتضي على الدهر عضبا

ان سطا صرفه وجرد عضبا

وبه أرتجي النجاة من الذنب

وان كنت أعظم الناس ذنبا

وهو حسبي من كل سوء وحسبي

أن أراه ان مسني الدهر حسبا

لست أعبا بالحادثات ومن لا

ذ بآل العبا غدا ليس يعبا

٨٣

وله البيتان المكتوبان في الايوان الذهبي الكاظمي يمدح الامامين موسى الكاظم وحفيده محمد الجوادعليهما‌السلام :

لذ ان دهتك الرزايا

والدهر عيشك نكد

بكاظم الغيظ موسى

وبالجواد محمد

وقال موريا في مدح استاذه السيد حسين بحر العلوم:

نفسي فداء سيد وده

أعددته ذخري لدى النشأتين

لا غرو ان كنت فداء له

فانني ( العباس ) وهو ( الحسين )

وقال وهو من أروع ما قال في الغزل:

عديني وامطلي وعدي عديني

وديني بالصبابة فهي ديني

ومني قبل بينك بالأماني

فان منيتي في أن تبيني

سلي شهب الكواكب عن سهادي

وعن عد الكواكب فاسأليني

صلي دنفا بحبك أوقفته

نواك على شفا جرف المنون

أما وهوى ملكت به قيادي

وليس وراء ذلك من يمين

لأنت أعز من نفسي عليها

ولست أرى لنفسي من قرين

أما لنواكم أمد فيقضى

اذا لم تقض عندكم ديوني

وكنت أظن أن لكم وفاء

لقد خابت لعمر أبي ظنوني

هبوني أن لي ذنبا وما لي

سوى كلفي بكم ذنب هبوني

ألست بكم أكابد كل هول

وأحمل في هواكم كل هون

أصون هواكم والدمع يهمي

دما فيبوح بالسر المصون

وتعذلني العواذل اذ تراني

أكفكف عارض الدمع الهتون

يمينا لا سلوتهم يمينا

وشلت ان سلوتهم يميني

٨٤

جفوني بعد وصلهم وبانوا

فسحي الدمع ويحك يا جفوني

لقد ظعنوا بقلبي يوم راحوا

فها هو بين هاتيك الظعون

فمن لمتيم أصمت حشاه

سهام حواجب وعيون عين

اذا ما عن ذكركم عليه

يكاد يغص بالماء المعين

رهين في يد الاشواق عان

فيالله للعاني الرهين

اذا ما الليل جن بكيت شجوا

وطارحت الحمائم في الغصون

ولو أبقت لي الزفرات صوتا

لأسكت السواجع في الحنين

بنفسي من وفيت لها وخانت

وأين أخو الوفاء من الخؤون

أضن على النسيم يهب وهنا

برياها وما أنا بالضنين

فان أك دونها شرفا فاني

لأحسب هامة العيوق دوني

ومن مثلي بيوم وغى وجود

وأي فتى له حسبي وديني

ومن ذا بالمكارم لي يداني

وهل لي في الاكارم من قرين

وكم لي من مآثر كالدراري

وكم فضل - خصصت به - مبين

فمن عزم غداة الروع ماض

كحد السيف تحمله يميني

وحلم لا توازنه الرواسي

اذا ما خف ذو الحلم الرزين

وبأس عند معترك المنايا

تقاعس دونه أسد العرين

وجود تخصب الايام منه

اذا ما أمحلت شهب السنين

وعز شامخ الهضبات سام

له الاعيان شاخصة العيون

ولي أدب به الركبان سارت

تزمزم بين زمزم والحجون

أحطت من العلوم بكل فن

بديع والعلوم على فنون

وكم قوم تعاطوها فكانوا

على ظن وكنت على يقين

فها أنا محرز قصب المعالي

وما جاوزت شطر الاربعين

وقال في الغرام:

حبذا العيش بجرعاء الحمى

فلقد كان بها العيش رغيدا

٨٥

لا عدا الغيث رباها فلكم

أنجز الدهر لنا فيها وعودا

ولكم فيها قضينا وطرا

وسحبنا للهوى فيها برودا

يا رعى الله الدمى كم غادرت

من عميد واله القلب عميدا

ولكم قاد هواها سيدا

فغدا يسعى على الرغم مسودا

وبنفسي غادة مهما رنت

أخجلت عين المها عينا وجيدا

ليس بدعا ان أكن عبدا لها

فلها الاحرار تنصاع عهيدا

جرحت ألحاظها الاحشاء مذ

جرحت ألحاظنا منها الخدودا

رصدت كنز لئالي ثغرها

بأفاع أرسلتهن جعودا

وحمت ورد لماها بظبى

من لحاظ تورد الحتف الاسودا

يا مهاة بين سلع والنقى

سلبت رشدي وقد كنت رشيدا

ولقتلي عقدت تيها على

قدها اللدن من الشعر بنودا

ما طبتني البيض لولاها وان

كن عينا قاصرات الطرف غيدا(1)

يا رعاها الله من غادرة

جحدت ودي ولم ترع العهودا

منعت طرفي الكرى من بعد ما

كان من وجنتها يجني الورودا

لو ترى يوم تناءت أدمعي

لرأيت الدر في الخد نضيدا

ما الذي ضرك لو عدت فتى

عد أيام اللقا يا مي عيدا

وتعطفت على ذي أرق

لم تذق بعدك عيناه الهجودا

كم حسود فيك قد أرغمته

فلماذا في أشمت الحسودا

نظمت ما نثرته أدمعي

من لئال كثناياها عقودا

جدت بالنفس وضنت باللقا

فبفيض الدمع يا عيني جودا

يا نزولا بزرود وهم

بحمى القلب وان حلوا زرودا

قد مضت بيضا ليالينا بكم

فغدت بعدكم الايام سودا

__________________

1 - أطباه بالتشديد حرفه ودعاه.

٨٦

كنت قبل البين أشكو صدكم

ثم بنتم فتمنيت الصدودا

هل لايام النوى أن تنقضي

ولايام تقضت أن تعودا

أوقد البين بقلبي جذوة

كلما هبت صبا زادت وقودا

عللونا بلقاكم فالحشا

أوشكت بعد نواكم أن تبيدا

واذا عن لقلبي ذكركم

خدد الدمع بخدي خدودا

ناشدوا ريح الصبا عن كلفي

انها كانت لاشواقي بريدا

شد ما كابدت من يوم النوى

انه كان على القلب شديدا

أنا ذاك الصب والعاني الذي

بهواكم لم يزل صبا عميدا

حدت عن نهج الوفا يا مي ان

أنا حاولت عن الحب محيدا

واذا ما أخلق النأي الهوى

فغرامي ليس ينفك جديدا

لم يدع بينكم لي جلدا

ولقد كنت على الدهر جليدا

من عذيري من هوى طل دمي

وصدود جرع القلب صديدا

بي من الاشجان ما لو أنه

بالجبال الشم كادت أن تميدا

لو طلبتم لي مزيدا في الهوى

ما وجدتم فوق ما في مزيدا

ومن غرامياته قوله:

الى م تسر وجدك وهو باد

وتلهج بالسلو وأنت صب

وتخفي فرط حبك خوف واش

وهل يخفى لاهل الحب حب

ولولا الحب لم تك مستهاما

على خديك للعبرات سكب

وان ناحت على الاغصان ورق

يحن الى الرصافة منك قلب

تحن لها وان لحت اللواحي

وتذكرها وان غضبوا فتصبو

وتصبو للغوير وشعب نجد

وغير الصب لا يصبيه شعب

نعم شب الهوى بحشاك نارا

وكم للشوق من نار تشب

تشب ومنزل الاحباب دادن

فهل هي بعد بعد الدار تخبو

أجل بان التجلد يوم بانوا

وأظلم بعدهم شرق وغرب

٨٧

كبا دون السلو جواد عزمي

وعهدي فيه لم يك قط يكبو

فلي من لاعج الزفرات زاد

ولي من ساكب العبرات شرب

وبين القلب والاشجان سلم

وبين النوم والاجفان حرب

وليس هوى المها الا عذاب

ولكن العذاب بهن عذب

لحى الله الحوادث كم رمتني

بقاصمة لها ظهري أجب

كذاك الدهر بالاحرار مزر

كأن للحر عند الدهر ذنب

ولو يجدي العتاب لطال عتبي

ولكن ما على الايام عتب

٨٨

محمد بن عبد الله حرز

المتوفى 1277

عج بالطفوف وقل يا ليث غابتها

واذر الدموع وناجي الرسم والتزم

وانح الفرات وسل عن فتية نزلوا

يوم الطفوف على الرمضاء والضرم

ونسوة بعد فقد الصون بارزة

بين الطفوف بفرط الحزن لم تنم

ما بين باكية عبرى ونادبة

تدعو أباها ربيب البيت والحرم

تحنو على السبط شوقا كي تقبله

فلم تجد ملثما فيه لملتثم

والقصيدة تحتوي على 65 بيتا ومطلعها:

قف بالديار وسل عن جيرة الحرم

أهل أقاموا برضوى أم بذي سلم

أم يمموا الصعب قودوا نحو قارعة

ومحنة رسمت في اللوح والقلم

أم قد غدى في لظى الرمضاء ركبهم

نحو الردى والهدى لله من حكم

* * *

جاء في معارف الرجال: الشيخ أبو المكارم محمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ حمد الله بن الشيخ محمود حرز الدين المسلمى النجفي ولد في النجف حدود سنة 1193 هـ ونشأ وقرأ

٨٩

مقدمات العلوم فيها. هو عالم علامة محقق له المآثر الجليلة والخصال الحميدة وكان فقيها أصوليا منطقيا أديبا شاعرا، ومن مهرة العلماء في العربية والعروض، حدثنا الفقيه الشيخ ابراهيم الغراوي المتوفى سنة 1306 ان المترجم له من أصحاب الفقيه الاجل الشيخ محمد الزريجاوي النجفي والسيد أسد الله الاصفهاني، سافر الشيخ الى ايران لزيارة الامام الرضا (ع) وفي رجوعه صير طريقه على اصفهان لملاقاة صديقه العالم السيد أسد الله الاصفهاني صاحب الكري في النجف المتوفي سنة 1290 وحل ضيفا على السيد فأفضل في اكرامه وتبجيله ونوه باسمه واظهار فضيلته علانية في محافل أصفهان والتمس منه الاقامة في اصفهان على أن يكون مدرسا فلم يؤثر على النجف شيئا وأراه الجامع الذي أحدثه السيد والده بعد قدومه من الحج سنة 1230 هـ.

تتلمذ في الفقه على الشيخ علي صاحب الخيارات المتوفى سنة 1253 والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر الفقه والاصول. والسيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1300 وحضر يسيرا درس الشيخ محمد حسين الكاظمي.

مؤلفاته:

كتاب الحج فقه استدلالي مبسوط جدا يوجد في مكتبتنا بخطه، وكتاب الحاشية في المنطق على شرح الشمسية بخطه، والمصباح وهو كتاب جامع في أعمال المساجد الاربعة المعظمة والاوراد والادعية المأثورة وكتاب في الحديث ومقتل يتضمن

٩٠

شهادة الامام الحسين (ع) وأصحابه في واقعة الطف وفيه بعض مرثياته، ومجموع يشتمل على جملة من مراثيه ومراثي بعض معاصريه كالشيخ عبدالحسين محي الدين والشيخ عبد الحسين الاعسم وفيه عدة قصائد في الغزل والنسيب وكتاب شرح الحديث - هو شرح لكتاب أستاذه السيد القزويني شارحا ما نظمه خاله العلامة السيد بحر العلوم من مضمون الحديث - قال في المقدمة الحمد لله الذي هدانا الى السبيل بمعرفة البرهان الدليل أما بعد فيقول العبد الجاني طالب العفو من الكريم الودود محمد ابن عبدالله بن حمد الله بن محمود حرز الدين المسلمى، قال في نظم الحديث:

ومشي خير الخلق بابن طاب

يفتح منه أكثر الابواب

وذكر الشيخ في شرحه أربعين بابه بخطه، وتتلمذ عليه جماعة منهم الشيخ ابراهيم السوداني كما حدثنا عنه السوداني.

توفي في النجف سنة 1277 هـ بداره بمحلة المسيل قرب مقبرة الصفا غربي البلد ودفن في وادي السلام بمقبرة آل حرز الدين ولم يخلف سوى بنتين.

وله في رثاء مسلم بن عقيل (ع):

اللدار أبكي اذ تحمل أهلها

أم السيد السجاد أم أبكي مسلما

همام عليه الكون ألوى عنانه

وخانت به الاقدار لما تقدما

تجمعت الاحزاب تطلب ذحلها

عليه وفيها العلج عدوا تحكما

كأنى به بين الجماهير مفردا

يحطم في الحامين لدنا ولهذما

وقال في تخميس أبيات الجزيني الكناني في مدح زيد بن علي (ع):

٩١

أبي يرى ان المصاليت والقنا

لديها المعالي في الكريهة تجتنى

تولت حيارى القوم تطلب مأمنا

ولما تردى بالحمائل وانثنى

يصول بأطراف القنا والذوابل

فتى كان لا يهفو حذارا جنانه

وقوع العوالي في الكريهة شانه

ولما انثنى للشوس يعدو حصانه

تبينت الاعداء ان سنانه

يطيل حنين الامهات الثواكل

همام اذا ما القعضبية في اللقا

تحوم تراه في الكتيبة فيلقا

ولما علا ظهر المطهم وارتقى

تبين منه مبسم العز والتقى

وليدا يفدى بين أيدي القوابل

وقال يرثي ولده جعفر وكان شابا بعدة قصائد منها:

علي الدهر بالنكبات صالا

وفاجئني بنكبته اغتيالا

وأوهى جانبي فصار جسمي

لما ألقاه من زمني خلالا

وألم ما لقيت من الرزايا

فراق أحبة خفوا ارتحالا

ومن شأن القروح لها اندمال

وقرحة جعفر تأبى اندمالا

أروم سلوه فتقول نفسي

رويدك لا تسل مني محالا

أراني كلما أبصرت شيئا

تخيل مقلتي منه خيالا

وقد أثبتنا له عدة قصائد في الجزء الثاني من النوادر. انتهى أقول وأورد صاحب ( شعراء الغري ) ترجمته وذكر مراثيه لولده، أما تتمة هذه القصيدة:

أري أقرانه فتجود عيني

فازجرها فتزداد انهمالا

لو أن الدهر يقنع في فداء

لكان فداؤه نفسا ومالا

فلا والله لا أنساك حتي

أوسد نحو مضجعك الرمالا

٩٢

درويش علي البغدادي

المتوفى 1277

عين سحي دما على الاطلال

بربوع عفت لصرف الليالي

قد تولى سعود أنسي بنحس

بعد خسف البدور بعد الكمال

ما لهذا الزمان يطلب بالثارات

ما للزمان عندي ومالي

أين أهل التقى مهابط وحي الله

أين الهداة أهل المعالي

آل بيت الاله خير البرايا

خيرة العالمين هم خير آل

جرعوا من كؤوس حتف المنايا

ورد بيض الضبا وسمر العوالي

ليت شعري وما أرى الدهر يوفي

بذمام لسادة وموالي

غير مجد في ملتي نوح باك

لطلول بمدمع ذي انهمال

بل شجاني ناع أصاب فؤادي

بابن بنت النبي شمس المعالي

كوكب النيرين ريحانة الهادي

النبي الرسول فرع الكمال

بأبي سبط خاتم الرسل اذ صار

يقاسي عظائم الاهوال

لست أنساه وهو فرد ينادي

هل نصير لنا وهل من موالي

لم تجبه عصابة الكفر الا

بقنا الخط أو برشق النبال

وغدى يظهر الدلائل حتى

لم يدع حجة لقيل وقال

وأتته تشن غارة غدر

فسقاها من المواضي الصقال

وهو فرد وهم الوف ولكن

آية السيف يوم وقع النزال

٩٣

بطل يرهب الاسود اذا ما

حكم البيض من رقاب الرجال

وقضى بالطفوف غوث البرايا

فبكائي لفقد غيث النوال

فالسماوات أعولت بنحيب

فهي تبكي بمدمع هطال

وبكى البدر في السماء وحق

أن يرى باكيا لبدر الكمال

فعزيز على البتولة تلقى الراس

منه يسري على العسال

وبنات النبي تهدى الى الشام

أسارى من فوق عجف الجمال

* * *

الشيخ درويش بن علي البغدادي المولود سنة 1220 والمتوفى 1277 هو الاديب الماهر درويش علي بن حسين بن علي بن احمد البغدادي الحائري كان عالما فاضلا أديبا مطبوعا أحد شعراء القرن الثالث عشر المتفوقين بسائر العلوم الغريبة وكانت له اليد الطولى في تتبع اللغة والتفسير وعلوم الادب والدين وصنف كتبا كثيرة. ذكره جمع من المؤرخين وأرباب السير والتراجم منهم العلامة شيخنا آغا بزرك الطهراني حيث قال: ولد في بغداد حدود سنة 1220 ونشأ وترعرع بها وأخذ عن علمائها حتى توفي أبوه وأمه وسائر حماته في الطاعون سنة 1246 فسافر الى كربلاء وجالس بها وأخذ عن علمائها حتى صارت الافاضل تشير اليه بالانامل وبرزت له تصانيف مفيدة الخ وظهر خلاف واضح في تاريخ مولده وتاريخ نزوحه اذ ذكر صاحب معارف الرجال: انه ولد في الزوراء سنة 1230 هـ ونشأ فيها وحضر مقدمات العلوم ومبادئ الفقه فيها وجد في تحصيله حتى صار يحضر عند المدرسين المقدمين وحصل الادب والعلم والكمال وملكة الشعر في الزوراء وفي سنة 1248 الذي وقع الطاعون فيها وعم

٩٤

أغلب مدن العراق فقد المترجم أهله كلهم فيه على المعروف بين المعاصرين ثم بعد ذلك هاجر الى كربلاء وأقام فيها وهو ضابط لمقدماته العلمية باتقان فحضر على علمائها الاعلام الفقه والاصول والكلام حتى صار عالما فقيها محققا بارعا. اما البحاثة عباس العزاوي فيؤيد المحقق الشيخ آغا بزرك في تاريخ مولد الشاعر اذ قال: هو ابن حسين البغدادي كان عالما أديبا شاعرا وله: ( غنية الاديب في شرح مغني اللبيب ) لابن هشام في ثلاث مجلدات ولد ببغداد سنة 1220 هـ - 1815 م وتوفي في كربلاء سنة 1277 هـ - 1860 م. ورثاه ابنه الشيخ احمد بقصيدتين نشرهما في كتابه كنز الاديب وقد ورد له ذكر في ( شهداء الفضيلة ) وهذا نصه:

كان عالما فقيها متكلما شاعرا طويل الباع في التفسير واللغة وعلوم الادب ولد في حدود 1220 وتوفي حدود 1277 وله تأليف ممتعة وشعره حسن.

توفي الشاعر بكربلاء عام 1277 هـ وقيل سنة 1287 هـ ودفن بباب الزينبية عند مشهد الامام الحسين (ع).

وأعقب ولدا فاضلا شاعرا هو الشيخ احمد بن درويش ترك آثارا قيمة أشهرها: الشهاب الثاقب والجوهر الثمين، وغنية الاديب الذي يقع في ثلاثة أجزاء وقبسات الاشجان في مقتل الحسين (ع) يقع في جزئين مخطوط بمكتبة الامام أمير المؤمنين بالنجف تسلسل 376 / 2 ومعين الواعظين وبعض الرسائل وأخيرا كتاب ( المزار ) الذي ختمه ببيت شعر قال فيه:

٩٥

سيبقى الخط مني في الكتاب

ويبلى الكف مني في التراب

واضافة الى ما تقدم فان له مجموعة شعرية حوت عدة قصائد قيلت في شتى فنون الشعر وأغراضه.

قال مخمسا قصيدة الفرزدق الميمية في مدح الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) وأولها:

هذا الذي طيب الباري أرومته

فخرا وأعلا على الجوزاء رتبته

هذا الذي تلت الآيات مدحته

هذا الذي تعرف البطحاء وطاته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن من تعرف التقوى بقربهم

والعلم والدين مقرون بعلمهم

وما السعادة الا قيل حسبهم

هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

وله راثيا العلامة المولى محمد تقي البرغاني القزويني المعروف بالشهيد الثالث المتوفى سنة 1264 هـ:

فلا غرو في قتل التقي اذا قضى

قضى وهو محمود النقيبة والاصل

له اسوة بالطهر ( حيدرة ) الرضا

وقاتله ضاهى ابن ملجم بالفعل

وقال راثيا الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر المتوفى غرة شعبان سنة 1266 هـ بقصيدة مطلعها:

هوت من قبات الفخر أعمدة المجد

فأضحت يمين المكرمات بلا زند

٩٦

وغارت بحيرات العلوم وغيبت

شموس النهى والبدر والكوكب السعد

فلا غرو أن تبكي جواهر شخصه

فقد ضيعت في الترب واسطة العقد

ويتضح من المعلومات التي نقبنا عنها ان الشاعر كان مقلا في نظمه وأغراض شعره لا تتعدى الاغراض المألوفة.

وللشيخ درويش علي من قصيدة:

عج بالطفوف وقبل تربة الحرم

ودع تذكر جيران بذي سلم

يا عج وعجل الى أرض الطفوف فقد

أرست على بقع في السهل والأكم

راقت وجاوزت الجوزاء منزلة

كما بمدح حسين راق منتظمي

اخلاقه وعطاياه وطلعته

قد استنارت كضوء النار في الظلم

يكفي حسينا مديح الله حيث أتى

في هل أتى وسبا والنون والقلم

كان الزمان به غضا شبيبته

فعاد ينذرنا من بعد بالهرم

ورأيت في كتابه ( قبسات الاشجان ) كثيرا من شعره في رثاء الامام الحسين (ع) فمن قصيدة يقول في أولها:

هل المحرم لا طالت لياليه

طول المدى حيث قد قامت نواعيه

ما للسرور قد انسدت مذاهبه

وأظلم الكون واسودت نواحيه

فمطلق الدمع لا ينفك مطلقه

جار يروي ثرى البوغاء جاريه

يعزز عليك رسول الله مصرع من

جبريل في المهد قد أضحى يناغيه

وله من قصيدة حسينية:

صروف الدهر شبت في غليلي

وجسمي ذاب من فرط النحول

٩٧

عبد الله الذهبة

المتوفى 1277

أين الابا هاشم أين الابا

ما للعلى لم تلف منكم نبا

هذا لوى العليا بلا حامل

أكلكم عن حمله قد أبى

بعد مقام في ذرى يذبل

كيف رضيتم بمقام الربى

ولم تزل ترفع فيكم الى

أن جازت الجوزا بكم منصبا

فما جنت اذ هجرت فيكم

حاشا على العلياء أن تذنبا

قد أصبحت غضبى لما نابكم

وحق يا هاشم ان تغضبا

فالجد الجد لمرضاتها

فكم أنال الطلب المطلبا

القتل القتل فان العلى

لم ترض أو ترضى القنا والضبا

وأضرموا نار وغى لم تقل

لمبعث الناس لظاها خبا

وواصلوا حتى تبيدوا العدى

منكم بأثر المقنب المقنبا

الله يا هاشم في مجدكم

لا يغتدي بين البرايا هبا

الله يا هاشم في شملكم

فقد غدا في الناس ايدي سبا

اين الفخار المشمخر الذي

ناطح منه الاخمص الكوكبا

أين الاغارات التي أرغمت

شانئكم شرق أو غربا

اين غمام لم يكن قلبا

قبل وبرق لم يكن خلبا

كيف وهت عزائم منكم

كادت على الافلاك أن تركبا

وكم غدت أسادكم هاشم

تعدو عليها في شراها الظبا

٩٨

أما أتاكم ما على كربلا

من نبأ منه شباكم نبا

ما جاءكم ان العظيم الذي

على الثريا مجدكم طنبا

وكاشف الارزاء عنكم اذا

دهر بأجناد البلا اجلبا

وذي الايادي الهامرات التي

أضحى بها مجدكم مخصبا

أضحى فريدا في خميس ملا

رحب البسيط الشرق والمغربا

لم يلف منكم من ظهير له

اذ جاوز الخطب بلاغ الزبا

يخوض تيار الوغى ذا حشى

فيه الظما ساعره الهبا

مجاهدا عن شرعة الله من

الى الغوى عن نهجها نكبا

حتى قضى لم يلف من ناصر

بعد لمن عن نصره قد أبى

مقطرا تعدو بأشلائه

برغمكم خيل العدى شزبا

ما أعجب الاقدار فيما أتت

لصفوة الرحمن ما أعجبا

كيف قضت لغالب الموت من

عن نابه كشر أن يغلبا

فما بقى الاكوان والموت في

روح البرايا أنشب المخلبا

مضى الى الرحمن في عصبة

لنصره الرحمن قبل اجتبى

قضوا كراما بعد ما ان قضوا

ما الله لابن المصطفى أوجبا

على العرى عارين قد شاركت

في سترها هامي النحور الظبا

وخلفوا عزائز الله من

دون محام للعدى منهبا

غرائبا في هتك أستارها

وخفضها صرف القضى أعربا

تذري على فقدان ساداتها

دمعا كوكاف الحيا صيبا

تحملها العيس على وخدها

تطوي بأثر السبسب السبسبا

تقرعهن الاصبحيات ان

نضو من الاعيا بها قد كبا

يا غضبة الاقدار هبي فقد

أن الى الاقدار أن تغضبا

ان التي يسدف أستارها

جبريل حسرى في وثاق السبا

٩٩

ومن على أعتابها تخضع الا

ملاك يقفو الموكب الموكبا

خواضع بين العدى لم تجد

من ذلة الاسر لها مهربا

عز على الاملاك والرسل ان

تمسي لابناء الخنا منهبا

تود لو أن الدجى سرمدا

لما عن الرائي لها غيبا

وان بدا الصبح دعت من أسى

يا صبح لا أهلا ولا مرحبا

أبديت يا صبح لنا أوجها

لها جلال الله قد حجبا

تراك قد هانت عليك التي

عن شأنها القرآن قد أعربا

فما جنى يا شمس جان كما

جنيت في حرات آل العبا

الليل يكسوها حذارا على

أوجهها من دجنة الغيهبا

وأنـ تبديها لنظارها

فمن جنى مثلك أو أذنبا

لم لا تواريت بحجب الخفا

للبعث لما آن أن تسلبا

يا هاشم العليا ولا هاشما

الخطب قد أعضل واعصوصبا

ما آن لا بعدا لاسيافكم

من هامر الاوداج ان تشربا

لا عذر أو تجتاح أعداءكم

أراقم المران أو تعطبا

أو تنعل الافراس من هم من

رام على علياك أن يشغبا

جافي عن الاسياف اغمادها

وواصلي بين الطلا والشبا

حتى تبيدي أو تبيدي العدى

الله في ثارك أن يذهبا

ولا تملي من قراع الردى

أو يجمع الشمل الذي شعبا

ما صد أسماعكم عن ندى

زينب والهفا على زينبا

وقد درت أن لا ملب لها

لكن حداها الثكل أن تندبا

تندب واقوماه من هاشم

لنسوة لها السبا اذهبا

هذي بنات الوحي لم تلف من

كل الورى ملجا ولا مهربا

١٠٠