أدب الطف الجزء ٨

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 355

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 355
المشاهدات: 110355
تحميل: 7851


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 355 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110355 / تحميل: 7851
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 8

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

أم شربة السم إذ دسّت إلى حسن

منها ومن شربها كأس الردى شربا

قد جلّ رزء الزكي المجتبى حسن

لكن رزء حسين قد سمى رتبا

إن قطّع السم منه في حرارته

أحشاه والقلب منه كابد الوصبا

فإن حرّ الظما من صنوه قطع

الأحشاء من حيث قد أذكى بها لهبا

وإن اصيب له في خنجر فخذ

فالسبط بالباترات البيض قد ضُربا

أو صيّرت نعشه حرب لأسهمها

مرمىً ولم يرعووا أو يرعوا النسبا

فإن جسم حسين يوم مصرعه

درية لسهام القوم قد نُصبا

أو أنهم سلبوا منه عمامته

فبعد قتل حسين جسمه سلبا

وإن قضى حسن تلقاء اسرته

فالسبط بات بأرض الطف مغتربا

ومذ قضى حسن ألفت جنازته

التشييع والندبَ حتى أودع التربا

والسبط لما قضى لم يلف من أحد

سوى نساه تصوب الدمع منسكبا

أو دفنه القوم تلقا جدّه منعوا

وغيره جاور المختار مغتصبا

فالسبط عن دفنه أعداءه منعوا

حتى أقام ثلاثاً بالعرى تربا

وإن رآه حسين في الفراش لقىً

وحوله معشر من قومه نجبا

فقد رأى السبط زين العابدين لقى

وآله حوله صرعى بحرّ ربى

وله ثالثة مطلعها:

نقيبة رب المجد للذلّ تسأم

وعيش الفتى بالذلّ عيشٌ مذمم

١٨١

السيد عبد الوهّاب الوهّاب (1)

المتوفى 1322

قال يرثي الحسين:

خلت أربع ممن تحبّ وأرسمُ

وأنتَ بها صبٌ مشوق متيّم

أمهما جرى ذكر العذيب وحاجر

بهتّ فلا سمع لديك ولا فم

سقى الوابل الوكاف أكناف حاجر

وأومض ثغر البرق فيهن يبسم

وما كنت أستجدي السحاب لربعها

وسقياه لولا الدمع من أعيني دم

أرقت ولم ترق الدموع ولا خبت

بجنبي نارٌ للجوى تتضرم

ذكرت السيوف الغر من آل هاشم

غدت بسيوف الهند وهي تثلّم

ولم يبق إلا السبط في الجمع مفردا

ولا ناصر إلا حسامٌ ولهذم

لئن عاد فرداً بين جيش عرمرم

ففي كل عضو منه جيشٌ عرمرم

وخيّر بين الموت غير مذمم

عزيزاً وبين العيش وهو مذمم

رمى جمرات الحرب منهم بفتية

ليوث يراع الموت في الحرب منهموا

فصال وصالوا معلمين كأنهم

وهم في ظلام النقع بدرٌ وأنجم

فما يذبلٌ إن هدّ من فوق شاهق

بأدهى على الأعداء منهم وأعظم

فلم يرَ إلا السيف ينثر أرؤساً

على الأرض والرمح الردينيّ ينظم

إلي أن ثووا صرعى على الأرض لم تجد

سبيلاً عليهم للملامة لوّم

__________________

1 ـ السبب في تسمية هذه الاسرة ب‍ ( آل الوهاب ) تيمناً بذكرى شهدائها في الحادثة الوهابية المفجعة، وهي غير آل الوهاب من آل طعمة: الفائزيين.

١٨٢

تساقوا كؤس الموت حتى انثنوا وهم

نشاوى على وجه البسيطة نوّم

قضوا فقضوا حق المعالي أماجداً

بيوم به الاسد الضراغم تحجم

ويصف بسالة الامام الحسين (ع) بقوله:

كأن لديه الحرب إذ شبّ نارها

حدائق جنات وأنهارها دم

كأن المواضي بالدماء خواضبا

لديه أقاح بالشقيق مكمم

كأن لديه السمهريات في الوغى

نشاوى غصون هزهنّ التنسم

مُحّلاً سعى للحرب غير مقصّرٍ

ولكنه عن بارد الماء محرم

بذي شفرة تبكي النحور له دماً

إذا ما تبدى ثغره المتبسم

كأن الحسام المشرفيّ بكفه

عذاب من الجبار يصلاه مجرم

كأن الرماح الخط أقلام كاتب

يخط بها والموت يقضي ويحكم

إلى أن هوى فوق الصعيد فمذ هوى

هوى عمد الدين الحنيف المقوم

هوى ضامياً لم يروَ منه غليله

ومن نحره يروى الحسام المصمم

فراح به ظفر الغواية ضافراً

وعاد به صبح الهدى وهو مظلم

أيدري قسيم النار أن سليله

قضى وهو للارزاء فييء مقسّم

فلهفي لحذر المصطفى بعد نهبه

وسلب أهاليه به النار تضرم

ولهفي لربات الخدور وقد غدت

على خدرها الأعداء بالخيل تهجم

ولهفي لآل الله تسبى حواسراً

ولا ساتر إلا لها الصون يعصم

تكفّ عيون الناظرين أكفّها

ويعصمهم عن أعين الناس معصم

تشاهد رأس السبط فوق مثقف

فينهل منها الدمع كالغيث يسجم

* * *

السيد عبد الوهاب بن علي بن سليمان بن عبد الوهاب من سلالة آل السيد يوسف الموسويين من آل زحيك الحائري الذين هم من سلالة الإمام الكاظم (ع)

١٨٣

ولد في كربلاء سنة 1291 وتوفي في رمضان سنة 1322 بالوباء في ضياع لهم خارج كربلاء ودفن هناك ثم نقل إلى كربلاء ودفن في الرواق الشريف بالقرب من مرقد صاحب ( الرياض ).

ذكره في الطليعة وقال: كان أبوه من خدمة الروضة الحسينية أباً عن جد فطلب هو العلم والفضل والأدب فناله بمدة قليلة ونال ملكة في أغلب العلوم مع تقى ونسك وعبادة ومن شعره ما أنشد نيه من لفظه:

وأغنّ يمنعه الحياء كلامه

فتخاله لا يحسن التكليما

أعطى القلوب بوصله وبصدّه

في حالتيها جنة ونعيما

وقوله مراسلا:

أحباي ما حيلتي فيكم

ولستُ على هجركم صابرا

فكيف السبيل لسلوانكم

وقد عاد لي عاذلي عاذرا

وقوله من ابيات:

أقل من اللوم أو فازدد

فما موردي أمس بالمورد

وما ابيض مفرقه بالمشيب

إلا بيوم النوى الاسود

فلا عذر وابيض منه العذار

إن هام بالرشأ الأغيد

وأذهله عن سؤال الطلول

سؤال المؤمل والمجتدي

أأقنع بالخفض فعل الذليل

وأقعد عن نهضة السيد

لئن أنا لم تعل بي همة

فترقى على هامة الفرقد

لرحت إذاً ورداء العقوق

من امّ المعالي به أرتدي

ولست بواف ذمام العلى

إذا خان قولي فعل اليد

ابا حوا حمى الله في ارضه

وردوا الضلال كما قد بُدي

فمن غادر بعد يوم الغدير

وما غاب عن ذلك المشهد

ومن ملحد خان عهد النبي

والمصطفى بعد لم يُلحد

ترجم له السيد الأمين في الأعيان وذكر طائفة من شعره، وكتب عنه صديقنا سلمان هادي الطعمة في مجلة ( العرفان ) فقال: كان قوي الحجة اشتهر بدراسته لعلم الكواكب وعلم الجفر مضافاً لدراسة الفقه والاصول.

١٨٤

ابن رمضان الاحسائي

المتوفى 1323

الحاج علي بن موسى بن رمضان القارئ الاحسائي

قال في الحسين (ع):

باب الهدى الهادي عليٌ ذو التقى

مجري القضا مهما تحدّر وارتقى

من نوره اقتبست مصابيح السما

لما أضا والبدر منه أشرقا

وبدا لموسى منه نور ساطع

بلغ السما لما على الجبل ارتقى

فدعاه وهو مترجم عن ربه

إني أنا الباري فكن بي موثقا

وبسرّه نار الخليل قد انطفت

من بعد ما كانت حريقاً محرقا

منها:

يا قبلة المتهجدين وكعبة

المسترفدين، ومَن تورّع واتقى

فلك العزا والأجر في السبط الذي

لمصابه انصدع الهدى وتفرقا

يا ليت عينك شاهدته بكربلا

عار بلاغسل على البوغا لقى

وبقية الأطهار من أهل العبا

أضحى بجامعة الحديد مطوقا

منها:

يا صفوة الباري الذين ذواتهم

قد وحّدته وآدم لن يخلقا

إن فاتني ادراك نصركم ولن

أحضى به في كربلا وأوفقا

فلأنصرنكم بنشر قصائد

هجرية ما دمت في رسم البقا

أرجو به مع والديّ واسرتي

والمؤمنين الفوز يوم الملتقى

عن مخطوط العلامة الشيخ حسين الشيخ علي القديحي المسمى ب‍ ( نجوم السماء في تراجم علماء وادباء الاحساء ) نقلاً عن مخطوطة لجده راضي بن محمد بن علي، وللشاعر فيها قصائد غير هذه وفي ( الروضة الندية في المراثي الحسينية ) للشيخ فرج آل عمران مرثية اخرى للشاعر نفسه.

١٨٥

السيد علي الترك

المتوفى 1324

نهضاً فقد نسيت لُويّ شعارها

فأزل بسيفك عن لويٍّ عارها

هدأت على حسك الردى موتورة

فانهض فديتك طالباً أوتارها

فمتى تقرّ العين طلعتك التي

حسدت مصابيح الدجى أنوارها

ومتى تشنّ على الأعادي غارة

شعواء ترفع للسماء غبارها

ومتى أراك على الجواد مشمراً

تحتَ العجاجة صارماً أعمارها

ومتى تصولُ على الطغاة مطهراً

منها البسيطة ماحياً آثارها

وتحيل ليلَ النقع بالبيض الظبا

صبحاً وليلاً بالقتام نهارها

لا صبرَ يابن العسكري فشرعة ال‍

‍هادي النبي استنصرت أنصارها

هُدمت قواعدها وطاح منارها

فأقم بسيفك ذي الفقار منارها

حتى مَ تصبر والعبيد طغت على

السادات حتى استعبدت أحرارها

وإلى مَ تغضي والطغاة تحكّمت

في المسلمين وحكّمت أشرارها

وبنت على ما أسست آباؤها

من قبل حين تتبعت أخبارها

وبنت على ذاك الأساس امية

غصب الإله ووازرت خمارها

وتواترت بالطف تطلب وترها

عصب الضلال فأدركت أوتارها

ثارت على أبناء آل محمد

في كربلا حتى أصابت ثارها

سلوا سيوف الشرك حتى جدّلوا

فوق الصعيد صغارها وكبارها

١٨٦

نفسي الفداء لاسرة قد أرخصت

دون ابن بنت نبيها أعمارها

ولفتية مضرية حمت العلى

فقضت وما صبغ المشيب عذارها

صامت بيوم الطف لكن صيّرت

عصب الضلالة بالدما إفطارها

ما جاءها الموت الزؤام مقطباً

إلا رثى بوجوهها استبشارها

صيدٌ إذا اشتبكت أنابيب القنا

وأطارت البيض الرقاق شرارها

والخيل تعثر بالجماجم والشوى

والصيد رعباً أشخصت أبصارها

هزوا الردينيات حتى حطّموا

بحشى الكماة طوالها وقصارها

حيث الظبا ترمي العدا جمراً كما

بمنى رمت زمر الحجيج جمارها

خطبوا لبيضهم النفوس وصيّروا

الاعمار مهراً والرؤس نثارها

غرسوا الصوارم بالطلى لكنما

في جنة المأوى جنت أثمارها

ودعاهم داعي القضا لمراتب

قد شاءها الباري لهم واختارها

ركبوا مناياهم ففازوا بالمنى

أبداً وحازوا عزها وفخارها

وهووا على وجه الثرى ونفوسهم

عرجت إذ الباري أحبّ جوارها

ثاوين تحسب أنهم صرعى وهم

بجنان عدن عانقوا أبكارها

وغدا فريد المجد ما بين العدى

فرداً يوبّخ ناصحاً أشرارها

فهناك هزّ من الوشيج مثقفاً

واستلّ من البيض الظبا بتارها

ماضي المضارب ما اكفهرت غارة

إلا تألق ومضه فأنارها

ضاق الفضا حتى انتضى ابن المرتضى

عضباً به لولا القضا لأبارها

وسطا فقل بالليث أصحَر طاوياً

والصقر شدّ على القطا فأطارها

يطفو ويرسب بالالوف بسيفه

ويخوض من لجج الحتوف غمارها

غيران ثقّف بالمثقف أضلعاً

منها وقدّ بذي الفقار فقارها

إن كرّ فرّت منه خيفة بأسه

والخوف يمزج بالعثار فرارها

فكأنه تخذ الكريهة روضة

تزهو ونقع الصافنات غرارها

١٨٧

أو خال مستنّ النزال حديقة

من جلنار والدما أنهارها

ويرى صليل المرهفات غوانيا

أمست تحرك للغنا أوتارها

وكأنما السمر الكعاب كواعبٌ

رقصت لديه ورددت أشعارها

أو أنها أغصان بانٍ هزّها

مرّ النسيم فأطربت أطيارها

لو شاء ما أبقى من الأعداء ديا

راً وعَفى الحسام ديارها

لكن تجلت هيبة الباري له

فهوى كليماً حين آنس نارها

ورأى المنية مذ أتته هي المنى

كالصب شام من الدُما معطارها

فهوى على حرّ الظهيرة بالعرا

واري الحشا وظماه زاد أوارها

لم تروَ غلّة صدره لكنما الا

سياف روت من دماه شفارها

الله أكبر يا لها من نكبة

فقماءَ لم تنسَ الورى تذكارها

الله أكبر يا لها من وقعة

قدحت بأحناء الضلوع شرارها

أيبيت سرّ الكون عارٍ والعدى

في كربلا أجرت عليه مهارها

رضّت صدور بني النبي وصيّرت

ظلماً على صدر الحسين مغارها

صدرٌ به علم الامامة مودع

وبه النبوة أودعت أسرارها

صدر تربّى فوق صدر محمد

تخذته خيل امية مضمارها

وودايع الرحمن صيح برحلها

نهباً ولم ترع الطغاة ذمارها

فتناهبت نوب الدهور فؤادها

وأكفّ شاربة الخمور خمارها

برزت بعين الله تندب ندبها

بمدامع يحكي الحيا مدرارها

وغدت تشوط لهولها مذعورة

مثل الحمائم ضيعت أوكارها

ودنت إلى نحو الغري ونادت ال‍

‍كرار فارس هاشم مغوارها

حامي الحمى طلاع كل ثنية

مقدام كل كريهة مسعارها

هذا حبيبك بالتراب معفر

فيه المنية أنشبت أظفارها

وكرائم التنزيل أضحت كالإما

حسرى تطوف بها العدا أمصارها

١٨٨

سلب العدو سوارها وبسوطه

قد صاغ ـ يا شلّت يداه ـ سوارها

تدعو بهاشمها ولم ترَ منعماً

منهم وتندب فهرها ونزارها

وترى الرؤوس على الرماح وقد علا

رأس الحسين من القنا خطّارها

بأبي رؤوساً طبقت أنوارها

الدنيا وفاقت بالسنا أقمارها

بابي جسوماً وزعت أشلاءها

عصب الضلال مطيعة أمارها

لم ترع فيهم ذمة الهادي ولا

الشهر المحرم إذ قضت أوطارها

ولقد أحلت فيه سفك دمائها

وهو الحرام وحرّمت إقبارها

يا أقبراً شيدت بعرصة كربلا

أضحت ملائكة السما زوارها

حياك خفاق النسيم مواضباً

وحدا اليك من السحاب عشارها

يا عترة الهادي النبي ومن بكم

قبل الاله من الورى استغفارها

أنتم نجاة الخلق إن هي أقبلت

للحشر تحمل للجزا أوزارها

نطق الكتاب بفضلكم وبمدحكم

أهل الفصاحة وشحّت أشعارها

زهت المنابر والمنائر باسمكم

وبمدحكم حدت الحداة قطارها

ولكم مزايا لو أخذت بوصفها

حتى القيامة لم أصف معشارها

فعليكم صلى المهيمن كلما

هزّ النسيم على الثرى أشجارها

وعليكم صلى المهيمن كلما

روة الرواة بفضلكم أخبارها

* * *

١٨٩

السيد علي الترك هو ابن أبي القاسم بن فرج الله الموسوي الشهير ب‍ ( الترك ) خطيب شهير وأديب بارع، ولد في النجف الأشرف عام 1285 ونشأ بها بعناية والده العالم الكبير وبعد أن درس المقدمات اختار لنفسه أن يدرس فنّ الخطابة فتدرب على المنبري المعروف الشيخ محمد علي الجابري فعنى بتربيته لما يرى من لياقته ونباهته وحدة ذكائه ونبرات صوته وجلب انتناه الرأي العام اليه بإلمامه بعدة من اللغات كالفارسية والتركية بالاضافة الى العربية. سافر إلى إيران فأقام في طهران في عهد الشاه مظفر الدين القاجاري فحظى عنده وقدمه على مجموعة من الخطباء ومكث هناك اكثر من عامين كان فيها موضع احترام كافة الطبقات ثم قفل راجعاً إلى النجف، وفي عام 1324 سافر إلى حج بيت الله الحرام وبعد اداء المناسك وتوجهه من منى إلى مكة في الرابع من عيد الأضحى توفي على اثر انتشار داء الهيضة الذي تفشّى في ذلك العام، قال الشيخ النقدي في ( الروض النضير ) جمع المترجم له مجموعة من الشعر الحسيني لمختلف الشعراء تقع في ثلاثة اجزاء ضخمة، اقول: وخير المخلفات المؤلفات.

* * *

١٩٠

الشيخ علي عَوَض

المتوفى 1325

علاقة حبّ لا يخف ضرامها

ودمعة صبٍّ لا يجفّ انسجامها

ومهجة عان لا تزال مشوقة

يزيد على نزر الوصال غرامها

بنفسي الخليط المدلجون لرامة

وما رامة لولاهم ومرامها

فما كنت أدري قبل شدّ حدوجهم

بأن الحشا بين الحدوج مقامها

فمن لي بقلبي أن يقرّ قراره

ومَن لي بعيني أن يعود منامها

فلا عيش في الدنيا يروق صفاؤه

ولم يك عذباً شربها وطعامها

فلو أنها تصفو صفت لابن احمد

وما ناضلته في المنايا سهامها

أتته بنو حرب تجرّ جموعها

مثال الدبى سدّ الفضاء جهامها

فثار لها ابن المرتضى بصفيحة

ذعاف المنايا حدها وسمامها

وأثكل أمّ الحرب أبناءها ضحى

فضجت عراقاها وريعت شئامها

على سابح قد كاد يسبق ظله

ولما تحسّ الوطء منه رغامها

رماها أبو السجاد منه بعزمة

يجبنّ آساد العرين اصطدامها

فأورد أولاها بكاس أخيرها

وخرّت سجوداً طوع ماضيه هامها

هو ابن الذي أودى بمرحب سيفه

وعاث بعمرو مذرءاه حمامها

فكيف يهاب الموت وهو حمامه

ويخشى لظى الهيجاء وهو ضرامها

نعم قد رأى أن الحياة مذلة

وعزته في القتل يسمو مقامها

١٩١

هناك قضى نفسى الفداء لمن قضى

وغلّته لم يطف منها أُوامها

بكته السما والأرض والجن كلها

وناحت له وحش الفلا وحمامها

وكادت له تهوي السماء ومن بها

وتندك غبراها ويهوي شمامها

فيا ثلمة في الدين أعوز سدّها

ويا خطة شان الوجود اجترامها

كرائم بيت الوحي أضحت مهانة

ترامى بها عرض الفلاة لئامها

يسار بها عنفاً على سوء حالة

بها خفرت للمسلمين ذمامها

عفاء على الدنيا غداة أُسرتُم

بني خير مبعوث وانتم كرامها

فلو كان لي صبرٌ لقلتُ عدمته

بلى وقوى عادت هباء رمامها

ولما يفت ثار به الله طالب

ولم تهن الدعوى وانتم خصامها

كأني بداعي الحق حان قيامه

وقد حان منه للطغاة اخترامها

على حين لا وتر يضيع لواتر

وفي كفّ مهديّ الزمان حسامها

فثمّ ترى نهج الشريعة واضحاً

تقشع عنها ريبها وظلامها

فيا خير مَن يرجى لكل عظيمة

إذا خيّب الراجي هناك عظامها

دعوناك في الدنيا لترأب صدعنا

وفي عقبات لا يطاق اقتحامها

بيوم به كل رهين بذنبه

سواء به اذنابها وكرامها

فأنت لنا في هذه الدار منعة

وللنفس في يوم الحساب اعتصامها

* * *

ابو الأمين علي بن حسين بن علي العوضي نسبة إلى آل عوض من اقدم الاسر العربية الحلية، ويصرح المترجم له في شعره ان نسبه يمت بامراء آل مزيد الاسديين ـ مؤسسي الحلة وامرائها في اخريات القرن الخامس إلى اواخر القرن السادس للهجرة، قال الشيخ السماوي في ( الطليعة ): علي بن الحسين من آل عوض الأسدي الحلي كان اديباً شاعراً ظريفاً حلو الحديث الى تقى ونسك وديانة قوية، حاضرته فرأيت منه رجلاً صافي السريرة نقي القلب طاهر

١٩٢

الثوب وراسلني بشعر في المدح وأجبته بمثله ثم ذكر قطعة شعرية من غزله، قال السماوي: وتوفي سنة 1325 ه‍ في الحلة ودفن بالنجف، وترجم له الشيخ اليعقوبي في ( البابليات ) وقال: يمتاز شعره بالرقة والعذوبة فمن غزله:

من لي بوصل مهفهف

ينأى على قرب المزار

ذات الوقود بخده

وبجفنه ذات الفقار

قال: وقد وقفت على ديوان شعره الذي جمعه ولده الأكبر الشيخ محمد أمين بعد وفاة والده، وكان يحتفظ به ويبقية آثاره المخطوطة والمطبوعة ولكنها بعد وفاة ولده المذكور بيعت، وللمترجم له رسالة صغيرة بخطه أودعها مقاطيع من شعره وبعض نوادر ( الكوازين ) وغيرهما كتبها باقتراح من العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء في إحدى زياراته الحلة ولا تزال في مكتبته بالنجف ولعلها هي التي أشار اليها شيخنا في ( الذريعة ) ج 4 / 62 بقوله: تراجم المعاصرين من علماء الحلة للشيخ علي عوض. وذكر في آخرها أن ولادته كانت في الحلة سنة 1253 وتوفي كما أخبرني ولده الأمين في ثاني جمادى الثانية سنة 1325 ونقل إلى النجف، وهذه قطعة من شعره في الرثاء قالها يرثي بها العلامة الحجة السيد مهدي القزويني:

منك الفراق ومني الوجد والحرق

وشأن شأني عليك الدمع والأرقُ

يا أمن كل حشا كانت مروعة

عليك كل حشا أودى بها الفرق

لأنت واحد هذا العصر إذ عجزت

عن نعتك البلغاء القالة النطق

علامة إن عرت شوهاء مشكلة

كشفتها فكأن الصبح منفلق

كالبدر والبحر في يومي هدى وندى

من كفك السيل أم من وجهك الشفق

يشع من غرة المهدي نور هدى

للمدلجين إذا ما ضمها الغسق

قد كان للركب زاداً حينما نزلوا

ومعقلاً إن تناهى الخوف والرهق

هذي فواضل لا تخفى صنايعها

وذي فضائل لا تغشى وتنمحق

١٩٣

أأستقى لثراك الغيث مجتدياً

وفيه قد حلّ منك الوابل الغدق

بلى سرت من نسيم الخلد نفحتها

فعطّرت منك رمساً كله عبق

ومن نوادره ان جلس يوماً مع الشاعر الذائع الصيت الشيخ صالح الكواز. فعصفت ريح هوجاء أظلمت منها مدينة الحلة، فقال الشيخ صالح مرتجلاً:

قد قلت للفيحاء مذ عصفت

فيها الرياح وبات الناس في رعف

ما فيكِ مَن يدفع الله البلاء به

إن شئتِ فانخسفي أو شئتِ فانقلبي

فقال له شاعرنا العوضي: أيها الشيخ إني نظمت هذين البيتين قبل مدة في مثل هذه العاصفة على غير هذه القافية وأنشد:

قد قلت للفيحاء مذ عصفت

فيها الرياح وبات الناس في رعب

ما فيكِ مَن يدفع الله البلاء به

إن شئت فانخسفي أو شئت فانقلبي

فقال له الكواز: أنت والله قلبتها هذه الساعة.

وله مهنياً العلامة السيد مهدي القزويني بقدوم السيد محمد حسين ابن السيد ربيع من مشهد الامام الرضاعليه‌السلام من قصيدة مطلعها:

هم بالعذيب فثمّ أعذب مورد

وأشرب على ذكر الحبيب وغرّد

ومنها:

هيفاء قد لعب الدلال بقدّها

لعب الشمول بقدّها المتأود

نظرت اليك بمقلة ريم الحمى

وجلت لعينك غرة كالفرقد

أملت عليّ حديثها فحسبته

سلكا وهي من لؤلؤ متنضد

ولقد أغار لنقطة من عنبر

قد حكّمت في خدها المتورد

ولقد تشير بأنمل من فضة

مصبوغة عند الوداع بعسجد

حتى فرغت إلى السلوّ فخانني

فيه الضمير وعزّ ثمّة مسعدي

هل تلكم العتمات ثمّ رواجع

فأنال منها بلغة المتزود

١٩٤

أيام لا صبغ الشبيبة ناصل

منى ولا وصل الحسان بمنفد

فلتلح لوّامي وتكثر حسّدي

وتشي وشاتي، وليجدّ مفندي

أنا ذلك الصب الذي ألف الهوى

قلبي وأعطيت الصبابة مقودي

لا أنثني أو أبلغ السبب الذي

حاولته ولو أنه في الفرقد

وكذا محمد الحسين سرى به

عزم لطوس وهو أكرم مقصد

فيها بأكرم مرقد بلغ الرضا

بلغ الرضا فيها بأكرم مرقد

وغدا يطوف على ضريح كم به

طاف الملائك ركعاً في سجّد

تعنو له صيد الملوك جلالة

ومتى تعد نظراً اليه تسجد

هو ذاك غوث الناس وابن ربيعها

وخضم جود قال للدنيا: رِدي

ساد الأنام بفضله وشآهم

في حلمه، وكذاك شأن السيد

ولكم أجار من الليالي خائفاً

ما زال يرصده الزمان بمرصد

ولكم أسال على الوفود نواله

كمسيل وادٍ بالمواهب مزبد

الطاهر الأعراق مَن شهدت له

أفعاله الحسنى بطيب المولد

من مبلغ عني بشارة رجعة

لجناب ( مهدي ) الزمان محمد

علامة العلماء شمس الملّة الـ

ـغراء غوث الدهرغيث المجتدي

الموقد النار التي بوقودها

قد راح ساري الليل فيها يهتدي

هو ذاك بدر سماء العلاء وإنه

لأبو أماجد كلهم كالفرقد

قلّدته ديني، وقلّد أنعماً

جيدي، فراح مقلِدي ومقلّدي

وقال في قدوم السيد محمد القزويني من الحج سنة 1296:

أضاءت ثنيات الغرى إلى نجد

بأبيض طلاع الثنايا إلى المجد

فللذكوات البيض عندي صنيعة

بتجديدها مافات من سالف العهد

أتت بابن ودٍّ لا عدمت وفاءه

سواء على قرب من الدار أو بعد

كريم متى استجديته فاض جوده

عليّ كفيض البحر مداً على مدّ

١٩٥

طليق المحيّا لم تصافح يمينه

يمينك إلا باليسار وبالرفد

له شغف بالمكرمات، وغيره

له شغف لكن بملياء أو دعد

ترقّى لما لم يبلغ الفكر كنهه

ولم تقف الأوهام منه على حد

أتى عرفات بعد ما عرفت له

شميم فخار دونه فائح الند

ونالت مِني فيه المُنى بعدما رمى

جمار الجوى في مهجة الخصم عن قصد

فيا كعبة أضحى يطوف بكعبة

ولا عجب أن يقرن السعد بالسعد

أتتك فريدَ المكرمات فريدة

تهادى بنظم راق من شاعر فرد

أتت والمعاني الغر تبهج لفظها

كما تبهج الأيام في طلعة المهدي

غدت أربع الفيحاء من نشر علمه

كاخلاقه فيحاء بالندّ والورد

فيا عالماً أعيت مذاهب فكرتي

معانيه حتى لا أعيد ولا أُبدي

فدتك اناس أخطأ الرشد رأيهم

وقد علموا معنى الاصابة والرشد

وإن علاً أمسيت بدر سمائها

لتزهر فيها منكم أنجم السعد

نظمت بنيك لغر عقداً لجيدها

وأنت برغم الخصم واسعة العقد

١٩٦

الشيخ حمّادي نوح

المتوفى 1325

قال في احدى روائعه في الحسين:

أهاتفة البان بالأجرع

مليّاً بفرع الاراك اسجعي

وأمنا فما ريع سرب القطا

بنافحة الروض من لعلع

يقرّ المقيل لذات الهديل

بدور البليل على المرتع

جزعنا التياعاً ليوم الحسين

فإن كنت والهة فاجزعي

ليوم به انكسف المشرقان

بغاشية الغسق الأسفع

وغودر في الطف سبط الرسول

صريع الظما بالقنا الشرّع

سقى حفراً بثرى كربلا

نمير الحيا غدق المربع

توارت بها أنجم المكرمات

بأدراع غلب هوت صرع

بمصرعها يصدع الحامدون

ثوت والمكارم في مصرع

تعفرها سافيات الرياح

عصفن بآفاقها الأربع

تحف بعاقد أعلامها

وملحقها بالذرى الأرفع

قضى عطشا ولديه الزلال

تدفق عن طافح مترع

فيا ظامياً شكرت فيضه

ظوامي ثرى الخصب الممرع

أيا غادياً بذرى جسرة

متى اتقدت هضب تقطع

أمون تجانب لمع السراب

إذا عبث اللمع بالألمعي

إذا جزت متقّد الحرتين

وشمت سَنا يثرب فاخشع

١٩٧

وقبّل ثرى روضة المصطفى

وصلّ وسلّم ولج واصدع

سقتك العدى يا نبيّ الهدى

بكأس الردى رنق المنقع

أتاحت لأبناك ضنك الفناء

وأفناهم ضنك الموقع

وصمّاء جعجع فيها بنوك

نفوساً على أقتم جعجع

جلتها جسومهم النيرات

ممزقة بالظبا اللمع

هوت وقّعاً من ذرى الصافنات

كأقمار تمٍّ هوت وقّع

تمزّقها شفرات الضبا

بكف ابن رافثة ألكع

وجوه كشارقة الزبرقان

لها السمر منزلة المطلع

تناديك تحت مهاوي السيوف

بآخر صوت فلم تسمع

أُريقت دماك فلم تنتقم

وسيقت نساك فلم تهلع

مروّعة بصدى هجمة

أطارت لها أعين الروع

فأبرزن من خيم أضرمت

بذاكية اللهب المسفع

تشدّ براقعها خيفة

فتغلب قهراً على البرقع

وخائفة فزعت رهبة

فاهوت على جسد المفزع

تلوذ به فتنحي بها

بعنف يدا لُكع أكوع

ومرضعة نحرت طفلها

من القوس نافذة المنزع

تلاقى السما بدما نحره

أفي الله هان دم الرضّع

* * *

وثاكلة صرخت حوله

تناديك عن كبد موجع

أيا جدّ صلّى عليك المجيد

ونلت ثنا الافوه المصقع

حبيبك بين ذويك الكرام

أضاحي منى بتن في موضع

تقلّبها حلبات الخيول

سليبة ضافية المدرع

ومضنى يئنّ بثقل القيود

مشالاً على جمل أضلع

١٩٨

يرى حرم الوحي إن أرسلت

مدامعها بالقنا تُقرَع

أُسارى يكلفهنّ الحداة

رسيما على هزلٍّ ضُلّع

تجشمّها ربوات الفلى

وتحضرها مجلس ابن الدعي

ويُدنى القضيب لثغر الحبيب

فان ضاء مبسمه يقرع

تسرّع فيك ابن مرجانة

فنال المنى أمل المسرع

وساق عيالك سوق الإما

تجوب فلى مربع مربع

أألله يا غضب الأنبياء

لهتك الهدى بضبا الوضّع

* * *

فيا صفوة الله من خلقه

ومن لشفاعتهم مرجعي

أُجلكم أن أزور القبور

وحمل ذنوبي غدا مضلعي

أبى الله يخزي وليّ الكرام

ويدعو بها يا كرام اشفعي(1)

أقول وكأن الشاعر كان متأثراً بقصيدة الشيخ حسن التاروتي القطيفي المتوفى سنة 1250 ه‍ ـ والذي كان يعيش من صيد السمك ـ وأولها:

أللراعبية بالاجرع

صبابة وجد فلم تهجع

فجاراه بها وزناً وقافية، ذكرناها في ترجمته صفحة 310 من الجزء السادس من هذه الموسوعة. وستأتي ـ بعون الله في جزء آتٍ ـ رائعة محمد مهدي الجواهري ـ شاعر العرب اليوم ـ فهي على هذا الوزن والقافية والتي استوحاها من ضريح الإمام الحسينعليه‌السلام ومطلعها:

فداءً لمثواك من مضجع

تبلّج بالأبلج الأروع

وهي من غرر أشعاره.

__________________

1 ـ عن ديوانه المخطوط ـ مكتبة آل القزويني، ولأول مرة تنشر هذه القصيدة بكاملها.

١٩٩

الشيخ حمادي نوح هو أبو هبة الله محمد بن سلمان بن نوح الغريبي الكعبي الأهوازي الأصل الحلي المعروف بالشيخ حمادي نوح والصحيح اسمه ( محمد ) كما كان يوقع. ولد سنة 1240 وتوفي في صفر 23 منه سنة 1325 بالحلة وحمل إلى النجف الأشرف فدفن فيها فيكون عمره خمسة وثمانين سنة.

والكعبي نسبة إلى قبيلة كعب التي تقطن في الأهواز، أخذ عن السيد مهدي ابن السيد داود الحلي والشيخ حسن الفلوجي ـ الأديب الحلي ـ وخرج إلى الأهواز والجزائر مدة ومنها أصله. وكان يتنسك وأنشأ أوراداً وأذكاراً من الشعر لتعقيبه في الصلاة. وهو شاعر مفلق مكثر طويل النفس وكان أهله بزازين في الحلة وكان هو صاحب حانوت فيها يبيع البزّ ويجتمع اليه الادباء والشعراء يتناشدون أشعارهم وقد أخذ عن المترجم له جماعة، منهم الشيخ محمد الملا، والحاج حسن القيم وابن أخيه الشيخ سلمان نوح، والحاج مهدي الفلوجي. وكان كثير الاعجاب بشعره وإذا أنشده أحد شعراً لغيره نادى: كرب. كرب. أي هذا يشبه كرب النخل، وجلّ ادباء الحلة يرون له فضل السبق والتقدم في صناعة القريض شغوفاً بغريب اللغة وشواردها، مفضلاً لأساليب الطبقة الاولى على الأساليب الحديثة بعيداً عن استخدام البديع والصناعات اللفظية لذلك ترى الغموض غالباً على شعره، ولا يعجبه من الشعراء الأقدمين أحد غير المتنبي ويفضله على شعراء العرب ويتأثر به.

لقد دوّن شعره في حياته وسماه ( اختبار العارف ونهل الغارف ) فجاء في مجلد ضخم يربو على 550 صفحة على ورق جيد بخط أحسن الخطاطين في الحلة آنذاك، رتّبه على سبعة فصول: الفصل الأول في الالهيات والعرفانيات، والفصل الثاني الحسينيات وهو ما قاله في أهل البيت عامة، والحسين خاصة مدحاً ورثاءاً ويبلغ 31 قصيدة من غرر الشعر، قال الخطيب الأديب الشيخ يعقوب في تقريضه قصيدة منها:

مدحت بني النبوة في قواف

ترددهن ألسنة الرواة

٢٠٠