أدب الطف الجزء ٩

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 363

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 363
المشاهدات: 120569
تحميل: 6407


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 363 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 120569 / تحميل: 6407
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 9

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

ومصطنع الرجال بما توالت

عليهم راحتاه من العطاء

إذا دهمته نازلة فدوه

فسابقهم إلى شرف الفداء

كذا الانسان مهما شاء يعلو

وإلا فهو من إبل وشاء

ألا قتل الانسان ..

تباعدت عن ريحان ريفك والعصف

وأعرضت يا لمياء عن نفحة العرف

توسطتِ أزهار الربيع جديبة

وكيف يكون الجدب في الكلأ الوحف

خيال الكرى ما مرّ منك بمقلة

فرحت من الأشجان مطروفة الطرف

سهرت وغلمان الحدائق نوّمٌ

أهم حرس الأزهار أم فتية الكهف

وجاورت هاتيك القصور شواهقاً

بدار بلا بهو وبيت بلا سقف

طوى السائح المقتص صفحة ذكرها

وأصبح مكسوراً لها قلم الصحفي

ومرّ عليها الشاعر الفحل مطرقاً

كأن لم يكن في شعره بارع الوصف

أجارة هذا القصر نوحك مزعجٌ

لآنسةٍ فيه أكبّت على العزف

أدرتِ الرحى في الليل يقلق صوتها

وجارتك الحسناء تنقر بالدفّ

تطوف عليها بالكؤوس نواصعاً

كواعب أتراب طبعن على اللطف

يُرشّفنها ما ساغ بالكأس شربه

وشربك من ضحٍّ وكأسك من كف

لو اسطاع هذا الصرح شحّ بظله

على بيتك العاري عن الستر والسجف

إلى أين يعلو في قرون حديده

أهل يأت في أمن من الهدّ والنسف

يحاول نطح الكبش وهو ببرجه

ويذهل عما راع قارون بالخسف

ألا قتل الإنسان ماذا يريده

وقد جاز حدّ المسرفين أما يكفي

أبى أن يساوي نوعه في شؤونه

فجار على صنفٍ ورقّ على صنف

وعالج لاعن حكمة ضعف نفسه

متى عولج الضعف المبرّح بالضعف

فيا بنتَ حيّي الركائب والدجى

على صهوات الحي منسدل السدف

ومَن نبّة الجزار من سنة الكرى

لينحرها غير المسنات والعجف

سمعت الأغاني فاستمالك لحنها

وملت - وحاشا - للخلاعة والقصف

٢٨١

نشدتك ما أحلى وأحسن موقعاً

أنغمة هذا اللحن أم نغمة الخشف

لك الله ما أحلاك من غير حلية

فجيدٌ بلا طوق واذنٌ بلا شنف

إذا طرق الجاني عريشك لابساً

فضاضة وجه قُدّ من جلدة العسف

أيرجع في خُفّى حنين كما أتى

بغير حنان أم تراجع في خف

ترومين منه العطف أنى ولم نكن

سمعنا لصماء الحجارة من عطف

تنسمت نشر الورد وهو لأهله

وما لك منه غير شمك بالأنف

ولو علموا أن النسيم يسوقه

لساقوكم يا أبرياء إلى « العرفي »

حتى نبلغ الغايات سعياً بأرجل

تعامت خطاها عن مقاومة الرسف

إذا ما قطعنا للأمام فراسخاً

نردّ مسافات من الخلف للخلف

وقفنا نرى ما لا يصح ارتكابه

وليس لنا أمر فنثبت أو ننفي

ترى يا مريض القلب منك ابن علة

يعالجها جهلاً بمشمولة صرف

وتختار موبوء المواطن للشفا

ومن ذا الذي من موطن الداء يستشفي

ومن فرّ في لذاته عن بلاده

كمن فرّ عن طيب الحياة إلى الحتف

سواء فرار المرء في شهواته

إلى حيث يردى أو فرارٌ من الزحف

فمن لك يا هذي البلاد بمصلح

يقول لأيدي العابثين ألا كُفي

ويجعلهم صفاً لرأي وراية

فإن خالفوه يضرب الصف بالصف

تنهدات ..

عبر الزمان استجلبت عبراتي

والانت الأيام صدر قناتي

انى أعان على الجهاد بواحد

وخطوبها يملأن ستّ جهاتي

انى التفتُ رأيت خطباً هائلاً

فكأنما الأهوال في لفتاتي

وإذا أردت صراعها في نهضة

عاقتني الأيام عن نهضاتي

نفسي لماء الرافدين يسيلها

نفس يصعّده جوى الزفرات

يحيا به خصمي فأشرق بالردى

وأذاد عنه وفيه ماء حياتي

لا دجلتي أمّ السيول بدجلتي

كلا ولا هذا الفرات فراتي

٢٨٢

لي من جناي - وما اقترفت جناية -

أشواكه والقطف عند جناتي

واضيمة الأكفاء بعد مناصب

حفظت مقاعدَها لغير كُفاة

ولوا الامور ولو أطاعوا رشدهم

لسعوا وراء الحق سعيَ ولاة

من كل كأس يستجد لنفسه

حللاً ولكن من جلود عراة

الناهبي رمق الضعيف وقوته

والقاتلي الأوقات بالشهوات

قطعوا البلاد ومنهم أوصالها

والقطع يؤلم من أكف جُفاة

سكروا بخمر غرورهم والعامل -

المجهود بين الموت والسكرات

غزوا المصايف والهوى يقتادهم

لمسارح الفتيان والفتيات

هم أغنموا مغذّوهم وتراجعوا

أفهذه العقبى من الغذوات

مال تكلفت الجباة بعسفهم

إحضاره لخزائن اللذات

نهبٌ من الحجرات صيح به وفى

عزف القيان يردّ للحجرات

طارت شعاعاً فيه أيد لم تزل

مخضوبة بالراح في الحانات

أدريت « عالية » المصايف إنه

مالٌ تحدّر من عيون بُكاة

سهرت عيون العاملين لحفظه

فأضاعه الأقوام في السهرات

بذل القناطير الكرام وما دروا

أو ساقها يُجمعنَ من ذرّات

فهم كمن يهب المواشي لم يكن

فيها له من ناقة أو شاة

يا مفقر العمال إن يك غيرهم

سبباً لاثراء البلاد فهات

هم عدة السلطان في الأزمات

هم حاملوا الأعباء في الحملات

هم ماله المخزون والحرس الذي

يفديه يوم الروع في الهجمات

انظر لحالتهم تجد أحياءَهم

صوراً مشين بأرجل الأموات

باتوا وسقفهم السماء وأصبحت

خيل الجباة تغيرُ في الأبيات

وتستروا بين الكهوف فأين ما

رفعوه من طرف ومن صهوات

غرقى وأمواج الهموم تقاذفت

بهم لشاطي الظلم والظلمات

٢٨٣

هذي الضرائب لا تزال سياطها

تستوقف الزعماء للضربات

لو يدرك الوطن الذي ضيموا به

ماذا لقوا لأنهال بالحسرات

ما هذه الأصوات ضعضعت الربى

واستبكت الآساد في الأجمات

أصدى الحجيج وقد أناب لربه

طلباً لعفو الله في عرفات

أم هذه الاسر الكريمة أوقفت

من هذه الأبواب بالعتبات

أصوات مهتضمين في أوطانهم

وارحمتاه لهذه الأصوات

وعت الملائك في السماء صراخهم

ومن انتجوا في الأرض غير وعاة

عقدات رمل الرافدين تضاعفي

بعواصف الأرزاء والنكبات

قلّ اصطبار النازليك وغلّهم

يزداد بالابرام والعقدات

أرثي لحاضرهم فأحمل بؤسه

والهم أحمله لجيل آت

قهرتهم أُم السفور وذللت

للناشئات مصاعب العادات

أصبحن يقعدن الحصيف عن الحجى

ويقفن أغصاناً على الطرقات

ما هذه الوقفات وهي خلاعة

تفضي بهن لموقف الشبهات

ما ان مشين وراء سلطان الهوى

إلا سقطن بهوّة العثرات

منع السفور كتابنا ونبيّنا

فاستنطقي الآثار والآيات

تلك الوجوه هي الرياض بها ازدهت

للناظرين شقائق الوجنات

كانت تكتّم في البراقع خيفة

من أن تمس حصانة الخفرات

واليوم فتّحها الصبا فتساقطت

بقواطف الألحاظ والقبلات

صوني جمالك بالبراقع إنها

ستر الحسان ومظهر الحسنات

وإذا يلاحقك الحديث ولو أب

فتراجعي عن غنّة النبرات

خير الحديث إذ جرى مصبوبه

للسامعين بقالب الاخفات

اياك والجهر الذي حصياته

يقذفن حول مسامع الجارات

فالجهر للرجل المحاجج خصمه

أو للخطيب يقوم في الحفلات

٢٨٤

فضل الفتى إخوانه بعفافه

وفضلتِ أنت عفائف الأخوات

وضعي الصدار على الترائب انه

حق عليك فحق نهدك ناتي

وتماثلي في البيت صورة دمية

مكنونة الأعضاء في الحبرات

قد تعشق الحسناء لم ينظر لها

إلا المثال بصفحة المرآة

والعشق أطهر ما يكون لسامع

الأخلاق لا بتبادل النظرات

والوجه مثل الورد لم يك عرضة

للشم أصبح ذابل الزهرات

وبروق ثغرك للمغازل أسقطت

درر الحيا بتألق البسمات

أحدائق الزوراء لاطفك الهوى

بعبائر الأرواح والنسمات

قصدوك يقتنصون سربك سانحاً

فأزور وجهك مشرق القسمات

حتى إذا نصبوا الحبال تواثبوا

ووقعت يا زوراء في الشبكات

لعبت مقابيس الطِلابك دورها

فأذابت الجمرات في الكاسات

ورأيتها عجباً فقلت لصاحبي

ما هذه النيران في الجنات

كان المؤمّل أنها نارُ القرى

يا عرب أو هي جذوةُ العزمات

فإذا هي النار التي سطع السنا

منها على الأقداح والجامات

أتخوضها ذمر الشباب بدافع

من جهلهم لنتائج النشوات

هبهم أضاعوا المال في لذاتهم

أيضاع مثل العقل في الشهوات

ما كان أضعفها نفوساً أذعنت

للجائرين الوقت والقوات

عجز الدليل بأن يقرّ سفينها

يوماً بساحل راحة ونجاة

وإذا النفوس تلبست في جهلها

لا تطمئن لحكمة وعظات

قالوا: التمدن ساح واختبر الثرى

فرأى « العراق » سريعة الأنبات

غرس الخلاف بأرضها فتهدلت

منها قطوف الويل والهلكات

سالت بها عين الحياة بزعمهم

وهل الحياة تجئ من حيات

يا ظالمين أما لكم من نزعة

عن هذه الأطوار والنزعات

٢٨٥

سممتم الأفكار وهي صحيحة

وخنقتم الأقطار بالغازات

يا حقب أيام « الرشيد » ذواهباً

بمحاسن الآصال والبكرات

يهنيك انك قد ذهبت ولم ترى

نوباً جرين بهذه السنوات

حق يضاع وأمة نكصت على

الأعقاب بعد بلوغها الغايات

ولقد سألت مواطني بمدامعي

عن هذه الحركات والسكنات

هل حرمة بك للعلوم وأهلها

أنّى ودهرك هاتك الحرمات

فمدارس الأسلاف لا لفوائد

ومساجد الاسلام لا لصلاة

فاستعبرت بدم الفؤاد وقد رمت

بالجمر تخرجه مع الكلمات

فصمت عرى الرحم القريبة عصبتي

واستمسكت إيمانها بعداتي

فبأي سابغة ارد سهامهم

و النبلُ نبلي والرماةُ رماتي

زعموا حمايتنا بهم وتوهموا

ان تستظل حماتنا بحماة

ماذا السكوت هو الخضوع وإنه

لو يعلمون تربص الوثبات

أعدوة الانصاف اذنك مالها

رتقت عن الاصغاء والانصات

كم قد نفيت المدعين بحقهم

والنفي آيتهم على الاثبات

ومن القضاء على البلاد خصومها

لو رافعوها منهم لقضاة

بليت بآفات البحار بلادنا

وشبابها من أكبر الآفات

رقطا حوينَ المال في وجه الثرى

فمتى يتاح لقبضها بحواة

لم نام ثائركم وواتركم مشت

خيلاؤه منكم على الهامات

أنسيتم الآراء أجمع أمرها

أن لا يظلكم سوى الرايات

ارفعتم عقبانهم وجعلتم

الأوكان منها في جسوم عتاة

وأطار أسراباً عليكم حوّماً

شبه البزاة ولم تكن ببزاة

بيضاً تناذرها النسور بجوّها

وتخافها الآساد في الأجمات

فصعدتم والموت منها نازل

ووقفتم في أرفع الدرجات

٢٨٦

بيّتموهم فاستفذّهم الردى

وتنقلوا من ظلمة لسبات

وضربتم شرك الحصار عليهم

فارتدّ هاربهم عن الافلات

واستقتم مثل الربائق منهم

اسرى يدار بهم على الجبهات

حتى أتوا لحمى الوصي فرنجة(1)

سحبتهم الأغلال للذكوات

شادت بعاصمة العراق سيوفكم

عرشاً قواعده من الهمات

بلطتموه فاستقرّ قراره

واعدتموه أبلج الجنبات

توجع وحنين ..

كتم الهوى والدمع أعلن

صبٌ بأهل الريف يفتن

عانى الصبابة من صبا

ه وداؤها في القلب أزمن

تبكي الحمامة إن بكى

وتئن فوق الغصن إن أن

ذكر الذين تريفوا

والسحب حول الحي هتّن

والعيس أطربها الحدا

ء وخيلهم للسبق تعتن

والروض ألبسه الحيا

حللاً من الورد الملوّن

وسري هذا الحي سيطره

الإبا فيهم وهيمن

هزّ النَديّ حديثُه

عن محتد العرب المعنعن

يكفي من التاريخ ما

ملأ القلوب به ودوّن

داعي الصلاة بجنبه

داعي صلات الوفد أذن

يترسل البطل الفصيح

وصوته في الجوّ قد رَن

بنصائح لبلاغها

قلبُ العلند الصلب أذعن

ورق الأراك غطاؤهم

ومهادُهم شيحٌ وسَوسَن

الطاعنون وما يهم

لأسنة الوصمات مطعن

والجاعلون بيوتهم

للخائف المطرود مأمن

لا يتبعون عطاءهم

وصنايع المعروف في من

__________________

1 - يشير إلى وصول قسم من اسرى الانكليز الى النجف بعد ثورة سنة 1920 م.

٢٨٧

غالوا بقيمة جارهم

والجار عقد لا يُثمّن

لو أعطى الدنيا لما

جذبته زينتها فيظعن

من أين أقبل ما وعت

أذن له، أو قول ممن

كم أحسنوا وسكوتهم

عن ذكريات المنّ أحسن

والمرء يرجح فضله

ما دام بالحسنات يوزن

أنفق حطامك ما استطععت

تجده في الآثار يُخزن

ربح الصفا متريف

لا مَن تمصر أو تمدين

إن المدائن أصبحت

لنتائج الآمال مدفن

ومن الغرائب سائحٌ

وصف العراق الرحب بالظن

هَنّا البلادَ برغدها

ولو اهتدى للحق أبّن

هل ترغد الامم التي

بديارها الأخطار تستن

ما للسياسة ما لها

لمراسم الأوهام تركن

تبنى على متن الهبا

في سحرها الصرح المحصن

وعلى الخُداع تمرنت

حقباً ففاتت من تمرن

فسحت ميادين الرهان

وعندها القصبات ترهن

وبرأيها الفرس الكريم

به هجين الأصل يقرن

الله بالوطن الذي

فيه الذياب علا وطنطن

يا ما ضغين خراجه

من مغرسي زاكٍ ومعدن

أتلفتموه وقلتم

منا الدمار وأنت تضمن

فسلوا البواخر هل غدت

من غير هذا النهب تُشحن

وسلوا القوافل ما على

تلك الظهور وما تبطن

وسلوا المناصب هل بها

من أهلها أحد تعنون

وسلوا المراسيم التي

أقلامها للحق تطعن

يا ذا الأجم انكص فقد

لاقاك كبش النطح أقرن

أو فاتخذ لك في دما

غك من نسيج الصبر جوشن

٢٨٨

لا تركدن كهضبة

فالماء إن لم يجر يأسن

حاجج مجاورك الذي

خلط الجدال المحض بالفن

ماذا انتفاعك بالدخيل

إذا تقحطن أو تعدنن

متصاغراً حتى إذا

ثنيت وسادته تفرعن

كم فتنة حمراء في

إيقاد شعلتها تفنن

فانشر له النسب الصريح

وقل لأ لكنه: ترطّن

ما خانك النائي الغريب

أتاك مهزولاً ليسمن

لكنما الأدنى القريب

لحقك المنصوص أخون

وللشيخ الشبيبي ديوان ضخم عدا ما ضاع من شعره، أما شعره في أهل البيتعليهم‌السلام فكثير، وبعد بحث وتنقيب عثرت له على ثلاث قصائد في الإمام الحسين (ع) يبتدء بحرف من حروف الهجاء في أوائل أبيات القصائد الثلاث: فواحدة منهن جعلناها في صدر الترجمة، والقصيدتان نذكر المطلع منهما فقط، قال يخاطب حجة آل محمد صاحب الزمانعليه‌السلام :

أما هاجتك للوتر الطفوف

فيدمي الأرض منصلك الرعوف

والثانية أولها:

أمقيم قاعدة الهدى والدين

حان انهزاع قواعد التكوين

وله تخميس وتشطير لأبيات السيد حسين القزويني في مدح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. كما له تخميس لقصيدة السيد المذكور في مدح الإمامين الكاظمينعليهما‌السلام ، ذكر التخميس الشيخ السماوي في ترجمته في كتابه ( الطليعة من شعراء الشيعة ) ج 1 / 75.

ومن روائعه رثاؤه للسيد محمد سعيد الحبوبي بطل العلم والأدب والجهاد، ومطلع القصيدة:

٢٨٩

لواء الدين لفّ فلا جهادُ

وباب العلم سُدّ فلا اجتهادُ

تخارست المقاول والمواضي

فليس لها جدال أو جلاد

بكيت معسكر الإسلام لما

أُتيح عميدها وهوى العماد

ورائعته التي عنوانها ( قمرية الدوح ) وقد نظمها بمناسبة وصول ام كلثوم إلى العراق وعلى أثر الاحتفال الذي أقيم لها في بغداد، وأولها:

قمرية الدوح يا ذات الترانيم

مع النسور على ورد الندى حومي

توفى رحمه الله في بغداد عام 1363 ه‍. ونقل جثمانه إلى النجف ودفن في مقبرة بجنب داره، وأُقيمت له ذكرى أربعينية في مدرسة الصدر من أضخم الذكريات تبارى فيها فحول الشعراء.

٢٩٠

السيد مضر الحلي

المتوفى 1363

قال في قصيدة حسينية:

إلى مَ أغض الطرف والهم لازم

ولي عزم صدق عنه تنبو الصوارم

إذا لم أقدها ضابحات بقفرها

عليها من الفتيان غلب عواصم

فلا عرّفت بي من لوي عصابة

ولا كان لي من غالب الغلب هاشم

إلى أن يقول:

ألا أيها الساري بحرف لدى السرى

تزف زفيفاً لم تخنها القوائم

إذا أنت أبصرت الغري فعج به

ونادع عليا والدموع سواجم

أبا حسن إني تركت بكربلا

حسيناً صريعاً وزعته الصوارم

قضى ضامياً دامي الوريد وبعدذا

عقائلكم سارت بهن الرواسم

الخطيب الأديب السيد مضر ابن السيد مرزة - المتقدمة ترجمته في الجزء الثامن من هذه الموسوعة - ابن السيد عباس بن علي المعروف بالسيد علاوي ابن الحسين بن سليمان الكبير من اسرة الشعر والأدب والاباء والشمم تمثل السيادة حق تمثيلها وتطفح على شمائلها الشمائل العلوية تعرف هذه النفسية من شعرهم وقد قيل: الشعر شعور.

ولد شاعرنا في قرية ( الحصين ) قرب الحلة 22 شعبان من سنة 1319 ه‍. وأرخ أبوه عام ولادته بأبيات والتاريخ منها جملة:

٢٩١

أعوامه أرخت ( غرٌ حسان ). ونشأ مطبوعاً بطابع الاسرة الشريفة، وكما رباه أبوه ( ومن يشابه أبه فما ظلم ) وشعره يعطيك صورة عن نفسه وما جبل عليه من فخر وكرم وإباء وشمم وذلك ما حبب هذه الاسرة في الأوساط فكان ناديهم في ( الحصين ) محط الادباء والمتأدبين، ومن شعره قصيدته التي عارض بها قصيدة البارودي التي أولها:

سواي بتحنان الأغاريد يطرب

وغيري باللذات يلهو ويلعب

فقال:

إلى مَ التمني والأمانيّ خلّب

فليس بغير العضب ما أنت تطلب

من العار تغضي راغماً غير راكبٍ

من العزم طرقاً للمهمات يركب

عجبت لعمرو المجد ترضخ للتي

تشين وترك الخصم جذلان أعجب

ألست الذي لم يكترث لملمة

وأنت لدى الجُلّى عذيق مُرجّب(1)

سواء لديه ان رنا طرف عينه

إلى غاية شرق البلاد ومغرب

حرام إلى غير المعالي محاجري

تصدّ ولا في غيرها لي مأرب

ولولا العلى لم أرتض العيش والبقا

ولكن سبيل المجد ما أنا أدأب

ولست بمن إن حيل دون مرامه

يصعّد لا يدري الهدى ويصوّب

فان أنا لم أبلغ بجدى مساعيا

لنا سنّها قدماً نزار ويعرب

فلا ضمنى من هاشم بيت سؤدد

سما شرفاً فوق الضراح مطنب

ولا وخدت بي للوغى بنت أعوج

ولا اهتزّ في كفي الحسام المشطب

فما أنا ممن همه صر خدية

وعود إذا ما ينتشي فيه يضرب

وخود تغنّيه وتسقيه نشوة

ويصبح لا يدري إلى أين يذهب

ولكنني ممن تقرّ له العدا

لدى الهول لا ألوي ولا أتنصّب

وما الفخر في لهو وعودٍ وقينة

وكاس بها يطفو الحباب ويرسب

__________________

1 - العذيق مصغر عذق. والمرجب: المحفوف بالشوك.

٢٩٢

بل الفخر في ضرب وطعن ونائل

وحلم رزين لا يطيش ويشعب

ولي شيمة تأبى الدنايا وعزمة(1)

وقلب بأفواج الآباء محجب

وقول كوخز السمهري مسدد

وقلب جرئ ثابت ليس يرهب

قبيح لعمري ان أكون مخاتلا

وأقبح من ذا أن يقال مذبذب

فخاطر بنفس إنما أنت واحدٌ

فاما حياة أو حمام محبب

فلم أرَ خلاً في المودة صادقاً

إذا قلب هذا كاذب ذاك أكذب

وقال من قصيدة يرثي بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام :

أبا حسن في فقدك اليوم أصبحت

ربوع الهدى والدين قفر الجوانب

وجار على أطرافه كل ظالم

وغار على أبياته كل ناهب

فما زلت ترعاه بعين بصيرة

كما كنت تحميه بماضي المضارب

لتبك اليتامى والأرامل مطعماً

لها والندى والدين أصدق صاحب

وتبك معدٌ ليثها وعمادها

وتبك نزار غوثها في النوائب

وتبك الجياد القبّ أعظم فارس

يقحمها في الروع من آل غالب

وتبك غمار الحرب خواض بحرها

وتبك الضبا والسمر مردي الكتائب

فقد قوّض المعروف وانطمس التقى

ولم يبق بحر للندى غير ناضب

وبالافق نادى جبرئيل تهدمت

قواعد أركان الهدى والمناقب

فيا نفس مهلاً ان للثار قائماً

عن الدين يجلو داجيات الغياهب

فيدرك ثار المرتضى ووصيه

الزكي وثار الماجدين الأطائب

لقد منعوا يوم الطفوف مضارباً

لهم بحدود الماضيات القواضب

وأجروا بحاراً من دماء تلاطمت

سفائنهم فيها ظهور الشوازب

وهي طويلة تقع في مائة بيت.

__________________

1 - صدور البيت لشاعر مصر الكبير محمود سامي البارودي التي كانت هذه القصيدة جواباً لتلك.

٢٩٣

كانت وفاته في القرية التي ولد فيها بالسكتة القلبية، ليلة الأحد سابع جمادى الاولى من سنة 1363 ه‍. المصادف 30/4/1944 م. وحمل جثمانه إلى الحلة بموكب حافل ومن ثم شيع إلى النجف تشييعاً يليق وكرامته ورثاه جمع من أصدقائه ومواطنيه باللغتين: الفصحى والدارجة(1) ومنهم أخوه السيد سليمان بقصيدة مطولة جاء فيها:

أبا شاكر لا راق لي بعدك الدهر

ولا لذّ لي عيش وقد ضمك القبر

أُقلّبُ طرفي في دجى الليل ساهراً

ويقلقني في كل آن لك الفكر

ذكرتك لما غصّ بالقوم مجلسي

وكنت تُرى فيه لك النهي والأمر

أقول: وعند الرجوع إلى صحف بغداد ونشراتها نجد للمترجم له بعض النوادر الأدبية والمراسلات الودية أمثال رسالته لصديقه المرحوم ابراهيم صالح شكر - الأديب الشهير بقوله من قصيدة:

ما سليمى وما هناك سعاد

فعليك السلام يا بغداد

من محب ناءٍ به شطت البين

فأدنى دياره الابعاد

ساهر الليل لم ترَ النوم عيناه

نديماه يقظة وسهاد

وقال يشكر هاني بن عروة - زعيم مذحج - على موقفه المشرّف دون سفير الحسين بن علي بن أبي طالب وهو مسلم بن عقيل بن أبي طالب:

جزى الله خيراً هانياً في صنيعه

مع ابن عقيل نعم شيخ المكارم

غداة دعوه أن يسلّم مسلما

فقال بعيد منك نيل ابن هاشم

اسلّم ضيفي وابن عم محمد

ولم ترتوي مني حدود الصوارم

سأدفع عنه ما حييت بمرهف

وقومي لدى الهيجا طوال المعاصم

__________________

1 - نشرت نبأ وفاته صحف بغداد وأبنته وكتبت عنه جريدة الأهالي كلمة مؤثرة.

٢٩٤

كلمة في هاني بن عروة:

كان هاني بن عروة بن نمراذ المذحجي الغطيفي صحابيا كأبيه عروة وكان معمّراً، وهو وأبوه من وجوه الشيعة، وحضر مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حروبه الثلاث وهو القائل يوم وقعة الجمل:

يا لكِ حرباً حثّها جمالها

يقودها لنقصها ضلالها

هذا عليٌ حوله أقيالُها

قال ابن سعد في الطبقات كان عمره يوم قتل بضعا وتسعين سنة وكان يتوكأ على عصى بها زجّ وهي التي ضربه ابن زياد بها، وهو شيخ مراد وزعيمها يركب في أربعة آلاف دارع، فإذا تلاها أحلافها من كنده ركب في ثلاثين ألفاً. ولسيدنا بحر العلوم الطباطبائي كلام ضاف في ترجمته في ( رجاله ) وقد أغرق نزعاً في اثبات جلالته والدفاع عنه والجواب عما قيل فيه وتابعه على رأيه السديد السيد المحقق الأعرجي في ( عدة الرجال ) وبالغ شيخنا الحجة المامقاني في ( تنقيح المقال ) بترجمته في مدحه والثناء عليه.

قال أهل السير لما دخل ابن زياد الكوفة وتفرق الناس عن مسلم بن عقيل بعدما بايعوه خرج مسلم من دار المختار التي كان قد نزلها إلى دار هاني بن عروة وفهم ابن زياد بذلك أرسل محمد بن الأشعث وأسما بن خارجة وقال لهما: ائتياني بهاني آمناً، فقالا وهل أحدث حدثاً حتى تقول آمناً قال لا، فأتياه به فلما رآه ابن زياد قال: أتتك بخائن رجلاه تسعى. قال هاني وما ذاك أيها الأمير، قال يا هاني أما تعلم ان أبي قتل هذه الشيعة غير أبيك وأحسن صحبته فكان جزائي منك أن خبأت رجلاً في بيتك ليقتلني - وطال الكلام بينهما إلى أن أخذ المعكزة من يد هاني وضرب بها وجه هاني حتى ندر الزج واتزّ بالجدار ثم ضرب وجهه حتى هشم أنفه وجبينه وسمع الناس الهيعة فأطافت مذحج بالقصر، فخرج اليهم شريح القاضي فقال لهم إن أميركم حي وقد حبسه الأمير، فقالوا لا بأس بحبس الأمير وتفرقوا.

٢٩٥

قال أهل السير ولما قتل مسلم بن عقيل ورمي من أعلا القصر أمر ابن زياد باخراج هاني وقتله، فأخرج إلى السوق التي يباع فيها الغنم مكتوفاً فجعل يقول: وامذحجاه وأين مني مذحج، فلما رأى أن لا أحداً ينصره نزع يده من الكتاف وقال أما من عصى أو سكين يدافع به رجل عن نفسه، فتواثبوا عليه وشدوه كتافاً ثم قيل له: مدّ عنقك، فقال: ما انابها بسخي فضربه رشيد التركي على رأسه فلم تعمل به شيئاً، فقال هاني: إلى الله المعاد اللهم إلى رحمتك ورضوانك ثم ضربه ثانياً فقتله، فقام أهل الكوفة وربطوا الحبال في رجلي مسلم وهاني وجعلوا يسحبونهما في الأسواق. وفي ذلك يقول عبدالله ابن الزبَير الأسدي كما روى ابن الأثير في الكامل:

فان كنتِ لا تدرين ما الموت فانظري

إلى هاني في السوق وابن عقيل

إلى بطل قد هشم السيف أنفه

وآخر يهوي من طمار قتيل

٢٩٦

السيد عباس آل سليمان

المتوفى 1363

بوادر دمع لا يجف انسكابها

ونيران حزن ليس يطفى التهابها

خليلي ما هاجت على الشوق لوعتي

ولا اسهرت مني العيون كعابها

ولكن عرتني من جوى الطف لوعة

يشبّ بأحناء الضلوع التهابها

غداة انتضت أبناء حرب مواضباً

أراق دم الإسلام هدراً ضرابها

وقد أودعت في مهجة الدين حرقة

فلم يلتئم طول الزمان انشعابها

لقد غصبت آل الرسالة حقها

بكفٍ مدى الدهر استمرّ اغتصابها

تجاذب أيديها إلى صفقة بها

يعزّ على الهادي الرسول انجذابها

فقل للعدى امناً قضى الضيغم الذي

يردّ الكماة الغلب تُدمى رقابها

وأصبح ذاك الليث بين امية

تناهشه ذؤبانها وكلابها

أصبراً وآل الله تمسى على الظما

ذعاف المنايا في الطفوف شرابها

أصبراً وأمن الخائفين بكربلا

يروّع حتى فيه ضاقت رحابها

إمام الهدى نهضا فإن دماءكم

على الأرض هدرا يستباح انصبابها

أصبراً وفي الطف الحسين تناهبت

قواضبها اشلاءه وحرابها

أصبراً وتلك الفاطميات أصبحت

يباح جهاراً سبيها وانتهابها

كما شاءت الأعداء تسبى حواسراً

تطوف بها البيداء وخداً ركابها

٢٩٧

فمن مبلغ المختار عني ألوكة

على نشر رزء الطف يطوى كتابها

شفت حقد بدر في بنيك بوقعة

أصاب جميع المسلمين مصابها

السيد عباس ابن السيد حسين ابن الشاعر الذائع الصيت السيد حيدر الحلي المشهور بآل السيد سليمان. ولد في الحلة حوالي سنة 1299 ه‍. وكان عمره يوم وفاة جده خمس سنوات، أوفده أبوه إلى النجف وهو دون العشرين فمكث أربع سنين مكباً على الدراسة والتحصيل ولما توفي أبوه سنة 1339 ه‍. قام مقامه في مهماته الزراعية يقول الشيخ اليعقوبي: وكانت ترى آثار النجابة على أسارير وجهه مزيجة بالأريحية والنبل وكرم الطباع وخفة الروح، وله شغف شديد وولع عظيم بمطالعة الكتب الأدبية ودواوين الشعراء، ولقد ساهم في نشر ( العقد المفصل ) أحد آثار جده السيد حيدر حين طبع ببغداد سنة 1331 ه‍. ومن روائعه العصماء قصيدته في تأبين العلامة السيد حسين القزويني المتوفى سنة 1325 ه‍.

قم ما على مضض المصاب مقام

قد حان من يوم القيام قيام

وانظم سويداء الفؤاد مراثياً

فالدين منه اليوم حلّ نظام

علم الهدى الراسي تدكدك بعدما

منه توقّر في الندي شمام

سار تخف به الرجال وقبله

ما خلت أن تتدكدك الأعلام

بحر الندى الزخار غاض عبابه

فلتغتدِ الآمال وهي حيام

أدرى ( المفيد ) فلا مفيد ( مرتضى )

بنداه ( لابن نما ) الرجاء قوام

ذهب الحمام ( بعدّة الداعي ) التي

هي كالصوارم للعدو حمام

يا مبرماً تقضى الحلوم بفقد مَن

قد كان منه النقض والابرام

في ليلة صبغت بحالك لونها

وجه النهار فعاد وهو ظلام

ولدت فلا لقحت بها الأعوام

رزءً يشيب الدهر وهو غلام

قد أنكرت سود الليالي وقعه

وتبرأت عن مثله الأيام

رزء له جبريل أصبح نادياً

بمآثم فوق السماء تقام

٢٩٨

بجوى كمنقدح الشواظ زفيره

قد كاد يورى الشمس منه ضرام

لا غرو إن بكت الملائك شجوها

في أدمع تنهلّ وهي سجام

فالميّت الإسلام والمفجوع فيه

الدين والثكلى هي الإحكام

والنادب التوحيد والناعي الهدى

وبه الفضائل كلها أيتام

أأبا محمد العليّ فخاره

لا راع قلبك حادث مقدام

من حط ذاك الطود وهو ممنعٌ

وأباد ذاك العضب وهو حسام

أبذلك العاديّ طحن طوائح

وبنا بذاك المشرفيّ كهام

أم حلّت الأقدار حبوة ماجد

في بردتيه الطود والصمصام

كم أنفس غاليت في إعزازها

أضحت رخاصاً في الهوان تسام

وأخا وما ضمنت برودك من حجى

خفّت لوزن ثقيله الاعلام

ما زالت الأحلام فيك رواجحاً

حتى حملت فطاشت الأحلام

حملوا سريرك والملائك خشّعٌ

فبهم تساوت تحته الأقدام

يتمسكون بفضل بردك وقّعاً

فلهم قعود حوله وقيام

حتى أتوا جدثاً تقدّس تربة

فيها توارى منك أمس إمام

جدث يموج البحر تحت صفيحه

ويصوب فيه الغيث وهو ركام

والقصيدة كلها بهذه المتانة والروعة واكتفينا ببعضها.

وله في مدح والده السيد حسين ابن السيد حيدر قصيدة في مطلعها:

بادر بنا نتعاطى أكؤوس الطرب

عن ثغر أغيد معسول اللمى شنب

واخرى في مدح والده اولها:

محياك ام بدر على الافق اشرقا

ورياك ام نشر من المسك عبقا

وله في الإمام الحسين مرثية جاء فيها:

غداة استهاج الرجس جيش ضلالة

على ابن هداها بالطفوف تهاجمه

اراع قلوب المسلمين بمدهش

تجدد حزناً كل آن مآثمه

أصبراً وقد آلت امية لا ترى

لآل الهدى عزاً تشاد دعائمه

٢٩٩

فيا مقلة الإسلام دونك والبكا

بدمع من الأحشاء ينهل ساجمه

فان ابن بنت الوحي بين امية

بحدّ المواضي تستحل محارمه

له الله دام بالطفوف مجرداً

كسته بابراد الثناء مكارم

وقال اخرى في رثاء الحسين (ع):

طرقت تزلزل أرضها وسماءها

نكباء تقدح بالحشا إيراءها

الله أكبر يا لها من نكبة

أسدت على افق الهدى ظلماءها

عمّت جميع المسلمين بقرحة

للحشر لا زالت تعالج داءها

وبها اقتدى التوحيد يشكو لوعة

طول الليالي لا يرى إبراءها

سامته إما ان يسالم في يد

ما سالمت في ذلة أعداءها

أو أن يموت على ظماً في كربلا

تروي الضبا من نحره إظماءها

وقال يفتخر بنسبه ويمدح أهل البيت:

خليليّ ما هاج اشتياقي صبا نجد

ولا طربت نفسي لشيء سوى المجد

وإني فتى بي يشهد الفضل والعلى

بأني فريد بالمفاخر والحمد

وإني فتى ليست تلين جوانبي

لداهية دهماء توهي قوى الصلد

ولي عزماتٌ يحجم الليث دونها

تورثتها عن حيدر الأسد الوردي

فتى يقطر الموت الزوام حسامه

إذا استلّه يوم الكفاح من الغمد

هو البطل الفتاك عزمة بأسه

تغل بيوم الحرب حد ضبا الهندي

حمى حوزة الإسلام خائض دونها

كفاحاً بنار الحرب تلفح بالوقد

وله في الحسين من قصيدة اخرى:

ما لفهر هجرت ماضي ضباها

فلتصل بالموت أرواح عداها

أتناست فعل حرب أم على

حسك الضيم أقرّت مقلتاها

وفاته بالحلة الفيحاء سنة 1363 ه‍. ونقل إلى النجف ودفن بها ورثاه أخوه السيد محمد وارخ عام وفاته.

٣٠٠