أدب الطف الجزء ١٠

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 320

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 320
المشاهدات: 111494
تحميل: 7399


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 320 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 111494 / تحميل: 7399
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 10

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

الشيخ حسن سبتي

المتوفى 1374 ه‍

أهلت دموعي حين هل محرم

فطيب الكرى فيه علي محرم

فلهفي لال المصطفى كم تجرعوا

أذى يوم وافوا كربلاء وخيموا

فوافتهم اجناد آل امية

وقائدهم شمر الخنا يتقدم

فهب بنو العلياء أبناء فاطم

وسيدهم أهدى الانام وأكرم

حسين من الباري اجتباه وخصه

ظهيرا الى الدين الحنيف يقوم

فهب بها ابن المجتبى القرن قاسم

يكيلهم بالمشرفي ويقسم

وغاص بهم شبل الزكي مدمرا

بصارمه نثرا وبالرمح ينظم

يجول بهم جول الرحى فكأنه

عليم بفن الحرب لا متعلم

دجى صبح ذاك اليوم نقعا ووجهه

أضاء كبدر التم والليل مظلم

فنكس أعلاما وأردى قساورا

ودمر باقي جيشهم وهو معلم

اذا ما تجلى في النزال يريهم

ثبات علي جده وهو يبسم

وقام يسوي بينهم شسع نعله

فلم يخش ما بين العدى يترنم

يقول انا ابن المجتبى نجل فاطم

فان تنكروني فالوغى بي تعلم

فشلت يد الازدي كيف بسيفه

نحى رأسه ضربا فخضبه الدم

وخر على وجه البسيطة فاحصا

برجليه في الرمضا جديلا يخذم

فلم انس اذ وافاه ينعاه عمه

كمنقض صقر والمدامع تسجم

فقدتك بدرا غاله الخسف بغتة

ونجم سعود لا تضاهيه أنجم

فيا لك عريسا تزف مخضبا

بنبل الاعادي اذ نثارك أسهم

فلو أنني باق بكيتك لوعة

ولكن الى ما صرتم متقدم

١٠١

الحسن بن الكاظم بن الحسن بن علي بن سبتي السهلاني الحميري خطيب أديب ضليع بحاثة ولد في النجف 1299 ونشأ بها على أبيه شيخ الخطباء ودرس المقدمات من علوم العربية وتخصص لخدمة المنبر الحسيني فألف (الكلم الطيب) و (أنفع الزاد) في سيرة النبي وآله الامجاد نظما، وله ديوان شعر كبير كما له (سلوة الجليس) في التشطير والتخميس ونظم باللغة الدارجة باوزان مختلفة ومن منظوماته الرصينة قصيدته المشجية يستنهض بها العرب وملوك الاسلام ومن خدماته نشره ديوان والده عام 1372 وكان يقرأ ما ينظمه من ملحمته الكبيرة في أهل البيت وعدد ابياتها (1500) بيتا فرغ من نظمها سنة 1347 طبعت بالنجف سنة (1357) ومن المشهور بين المتأدبين أن في مقدمة الخطباء الذين يخلو كلامهم من اللحن هو الخطيب الشيخ حسن سبتي وكان ذواقة مدح الناس وشاركهم في أفراحهم وأتراحهم وأرخ كثيرا من الحوادث والعمارات ووفيات الاعلام.

كانت وفاته عصر يوم الخميس 23 من شهر صفر 1374 ه‍ وشيع باجلال وتبجيل واحترام شارك فيه كافة الطبقات ودفن في الصحن الحيدري الشريف بالقرب من قبر والده وأعقب ولدا واحدا يتحلى بحسن السلوك.

١٠٢

حسين علي الأعظمي

المتوفى 1375 ه‍

1955 م

القصيدة التي القاها الاستاذ حسين علي الاعظمي وكيل عميد كلية الحقوق في حفلة التأبين الكبرى في الصحن الكاظمي.

لا تلمني ان جرت عيني دما

اي دمع ويك لم ينبجس

هل ترى العالم الا مأتما

قد طغت نيرانه في الانفس

أيها الباكون حولي اقتربوا

واسمعوا انشودة الدمع الهتون

ان شعري أكبد تلتهب

ودموع غرقت فيها العيون

ثم نوحوا واندبوا من ذهبوا

انهم بعد النوى لا يرجعون

قتلوا ظلما وهم لم يذنبوا

انهم خير الورى لو يعلمون

لهم القرآن أم وأب

وعلى قرآنهم هم عاكفون

غير أن الظلم بالغدر رمى

أمة الحق ولم يبتئس

صال كالذئب عليها مجرما

ويله من مجرم مفترس

* * *

مصرع أو مذبح أو مأتم

رفرفت فيه نفوس الشهداء

ودموع جاريات ودم

وعويل وصراخ وبكاء

فهنا الغيد ثكالى تلطم

وهنا الاطفال غرقى في الدماء

وهنا الابطال صرعى جثم

حاربوا الظلم فماتوا كرماء

١٠٣

مشهد يا لهف نفسي مؤلم

مفزع قد شهدته كربلاء

لا ترى الا دما منسجما

وجسوما فصلت من أرؤس

ووجوها مثل أقمار السما

بعثرت مشرقة في الغلس

* * *

مصرع فاضت به روح الشهيد

وهي تعلو في سماوات الخلود

هو حرب بين شهم وعنيد

ما له في دولة الظلم حدود

غيرأن المال ذو بأس شديد

وله الناس قيام وقعود

وبه قد ربح الحرب يزيد

وهو لولا المال خانته الجنود

غير أن الظلم شيطان مريد

وعليه العدل لا بد يسود

أرأيت الظلم كيف انهدما

وعلا العدل متين الاسس

وهوى ذكر يزيد وسما

عاليا مجد الحسين الاقدس

* * *

مبدأ قد خطه خير الشباب

في كتاب المجد تتلوه العصور

اقرؤه انه خير كتاب

لو وعت أحكامه الغر الصدور

كله عزم وحزم وانقلاب

وسمو وحياة ونشور

واذا جن ظلام أو سراب

فهو للسارين في الظلماء نور

واذا السيف تلاقى والحراب

ولد المبدأ كالليث الهصور

ياحسين انك الحي بما

لك من مجد سما لم يطمس

انما الميت الذي مات وما

ذكره غير بلى مندرس

* * *

دولة عاث بأهليها الفساد

وطغى في أرضها بحر المجون

كانت الدولة شورى واجتهاد

فغدت ملكا كما هم يشتهون

وطغى فيها يزيد وزياد

ونأى عنها بنوها الاقربون

لا ترى فيها صلاحا أو رشاد

كل ما فيها ضلال أو جنون

واذا أرشدهم اهل السداد

أقبروهم في غيابات السجون

١٠٤

واذا الظلم تمادي هدما

اي ظلم ويك لم يندرس

واذا ما غشي القلب العمى

ما له في ليله من قبس

* * *

بايع الناس الحسين بن علي

وهو أولى الناس لما بايعوا

انه سبط رسول ونبي

أي انسان له لا يخضع

قرشي هاشمي عربي

حسب كالشمس زاه يسطع

عبقري النفس محبوب أبي

قائد في قومه متبع

وله في الحرب باس علوي

أي ذي قلب له لا يخشع

بايعوه فاتاهم قدما

لا يبالي بالعدا كالبيهس

وله آل النبي العظما

حرس أعظم بهم من حرس

* * *

موكب يسبح في بحر القفار

من نجوم وشموس وبدور

هجروا الافلاك او تلك الديار

لبلاد حفرت فيها القبور

وكأن الشمس في البيداء نار

جمرها من وهج الحر الصخور

وكأن الليل من نار النهار

لهب فيها وتنور يفور

واذا الليل عليهم خيما

لا ترى غير الظبى من قبس

ووجوه مثل أقمار السما

طلعت مشرقة في الغلس

* * *

وصلوا الطف فحل الموكب

آمنا تحرسه تلك الاسود

والدجى كالبحر ساج مرهب

ما له غير السماوات حدود

كوكب يبدو فيخفى كوكب

عله في الليلة الاخرى يعود

وبدا الصبح فعز المطلب

اذ رأوا موكبهم بين جنود

نقضوا عهدهم وانقلبوا

بعدما قد أبرموا تلك العهود

لست أدري كيف خانوا الذمما

وهي صك ثابت في الانفس

١٠٥

ويلهم قد نقضوا العهد وما

عهدهم غير هوى مندرس

* * *

اعلنوا الحرب على من بايعوا

واستباحوا دمه منقلبين

واذا خاطبهم لم يسمعوا

أعلنوا الحرب عليه ثائرين

قال ياقوم عن الحرب ارجعوا

لم نجئ أوطانكم مغتصبين

انكم بايعتمونا فدعوا

شأننا ان كنتم منتقضين

والى الله تعالى المرجع

وغدا عنكم ترونا راجعين

أطلقوا آل النبي كرما

لهم من شر هذا المحبس

قبل أن أملأ دنياكم دما

بحسام دمه لم يحبس

* * *

سمع القوم فصالوا كالذئاب

فتصدى لهم شبل هصور

حكم السيف بأغماد الرقاب

عله يدفع عنهم من يجور

فرموه فهوى مثل الشهاب

غارقا في دمه وهو يفور

صارخا الموت في عهد الشباب

في سبيل الحق بعث ونشور

نحن آل البيت لم نرض العذاب

وعلى مملكة الظلم نثور

واذا متنا حيينا وسما

ذكرنا من بعدنا لم يطمس

ان من رام خلودا دائما

عشق الموت ولم يبتئس

* * *

وهنا دوى صراخ وعويل

من فؤاد بالاسى متقد

من أب يصرخ من هذا القتيل

ويلكم هذا القتيل ولدي

ويحكم هذا ذبيح أو مسيل

من دم فوق الثرى منجمد

غسلوه بدم منه يسيل

وادفنوا جثمانه في كبدي

انني من بعده ارجو الرحيل

عن حياة شب فيها كمدي

أضرمت في القلب نارا بعدما

قلبت ظهر المجن الانحس

١٠٦

في عدو زدت فيه سأما

وبلاد ضاق فيها نفسي

* * *

فأجاب القائد الفظ العنيد

ما لكم عندي طعام أو شراب

انما عندي سلاح وحديد

وبلاء وشقاء وعذاب

فأجاب الاب ما ذنب الوليد

قال ذنب الاب للابن عقاب

أسقه من دمه كأس صديد

ورماه فهوى مثل الشهاب

غارقا في دمه وهو شهيد

لم يخف قاتله يوم الحساب

هل ترى في الناس يوما مجرما

مثل هذا المجرم المفترس

أغضب الارض وسكان السما

وهو في ذلك لم يبتئس

* * *

آب بالطفل الى الام الحنون

غارقا في دمه المنحدر

فتعالى صوتها بعد سكون

ووجوم وأسى منفجر

ذبحوا طفلي وهم لا يخجلون

ويلهم في ذبحه من بشر

وهنا فاضت قلوب وعيون

بدموع أو دم منهمر

حيث آل البيت ضجوا يندبون

مصرع الشمس وخسف القمر

لا ترى الا ظلاما خيما

في نفوس ما لها من قبس

يحسبون الصبح ليلا مظلما

مكفهرا وهم في حندس

* * *

مشهد لان له قلب الجماد

وقلوب القوم غضبى لا تلين

غير قلب لفتى (حر) جواد

خاف من غضبة رب العالمين

أغمد السيف ونادى يا عباد

اتقوا الله وكونوا راحمين

لم يكن حربكم هذا جهاد

بل هو الباطل والظلم المبين

لم يكونوا اهل بغي وفساد

انهم كانوا كراما مؤمنين

بهم الدين تعالى وسما

مشرق النور وطيد الاسس

١٠٧

واذا ما بات ليلا مظلما

ما لنا غير الهدى من قبس

* * *

يا الهي انهم قد غدروا

واستباحوا دمنا واضطهدوا

قد نصحناهم فلم يعتبروا

وطلبنا قربهم فاتبعدوا

وأردنا وصلهم فاستنكروا

ورجونا عطفهم فاستأسدوا

وخطبنا ودهم فاستنكروا

وحفظنا عهدهم فاستبعدوا

وصبرنا في الوغى فانفجروا

وعصمنا دمهم فاستنفدوا

لست أدري ما يريدون لما

فيهم من جنة أو هوس

قد رضينا بالذي قد قسما

في الورى من أنعم او ابؤس

* * *

وهوى كالشمس في بحر الدماء

بعدما قد فتكت فيه الجروح

فعلا من نسوة البيت البكاء

هذه تندب والاخرى تنوح

ثم نادى ابتغي قطرة ماء

علني أشربها ثم أروح

غير أن القوم كانوا لؤماء

قطعوا الرأس وفي القلب قروح

فتوارى غارقا ذاك الضياء

واختفى ذيالك الوجه الصبوح

ومضى من ظمأ مضطرما

غارقا في دمه المنبجس

وتعالت روحه نحو السما

يحتسي من دمه ما يحتسي

* * *

وهنا ضجت من الحزن الفواطم

عندما غاب عن الدنيا الشهيد

لا ترى غير سبايا ومآتم

وقتيل وذبيح وشريد

غنموهن وما هن غنائم

ليزيد أو لاتباع يزيد

واذا ما طفن يوما بالعواصم

قلن هل نحن سبايا أو عبيد

اننا يا ويلكم أولاد هاشم

سيد الاحرار ذي المجد التليد

أيها القوم اطلقونا كرما

اننا قوم كرام الانفس

ما خلقنا أعبدا أو خدما

اننا آل النبي الاقدس

١٠٨

ولد حسين بن علي بن حبشي العبيدي الاعظمي سنة 1325 ه‍ والمصادف 1907 م في محلة الحارة في الاعظمية وتعلم قراءة القرآن الكريم ثم أكمل الدراسة الابتدائية، وبعدها دخل مدرس الامام أبي حنيفة وتخرج عام 1924 م فدخل جامعة آل البيت وتخرج سنة 1927 م فعين مدرسا بكلية الامام الاعظم ثم أكمل دراسة الحقوق وتخرج فيها سنة 1936 م واشتغل بالمحاماة فترة من الزمن، ثم عين مدرسا بالغربية المتوسطة، ثم عين مدرسا معيدا في كلية الحقوق ثم رئيسا لقسم الشريعة وبعدها تولى عمادة كلية الحقوق.

كان اديبا شاعرا فاضلا محبا للخير متواضعا، غزير العلم محبوبا لدى الخاص والعام، يسعى في مصالح الناس. له مؤلفات قيمة منها:

(أحكام الاوقاف) بغداد 1947 و (اصول الفقه) بغداد 1948 و (مع ابن سينا) بغداد 1352 و (الوصايا) بغداد 1942 و (احكام الزواج) بغداد 1949 و (الاحوال الشخصية) بغداد 1947 وعلم الميراث بغداد - 1941 وغيرها كثير، وديوان شعر فخم، ما يزال مخطوطا. توفي في 5 - 9 - 1955 ودفن في مقبرة الخيزران بالاعظمية(1) .

وطبعت له رسالة بعنوان (مع ابن سينا) وهي قصيدة عصماء فلسفية مع شرحها وقد القاها في المهرجان الالفي الذي عقد باهتمام الجامعة العربية وقد اختاره العراق ليمثله في هذا المهرجان وأول القصيدة.

هلا هبطت من المحل الارفع

روحا لتشهد مهرجان المجمع

وهو يباري قصيدة ابن سينا الفلسفية والتي أولها:

هبطت اليك من المحل الارفع

ورقاء ذات تعزز وتمنع

___________

1 - اعلام العراق الحديث - باقر أمين الورد المحامي.

١٠٩

وللاستاذ حسين علي الاعظمي في الامام الحسين قصيدة عنوانها: (الشهيد) القاها في صحن الكاظميين يوم عاشوراء.

نظمت وما غير المناحات لي شعر

له من دمي شطر ومن أدمعي شطر

نظمت دم الاحرار لي قصيدة

تنوح بها الدنيا ويبكي بها الدهر

نظمت دم الاحرار من آل هاشم

اذا ما جرى والطف من دمهم بحر

نظمت دموع الهاشميات نادبا

بدمع له مد وليس له جزر

فتى هاشمي ثار حين تعطلت

شريعته الغراء واستفحل الشر

بمملكة فيها يزيد خليفة

له النهي دون الهاشميين والامر

يزيد طغى في الارض حتى تزلزلت

بطغيانه وانهد من ظلمه الصبر

وعاث فسادا في البلاد وأهلها

فمادت وعم الناس في حكمه الجور

أيرضى امام الحق والدين أن يرى

عدو الهدى والدين في يده الامر

يريدون منه أن يبايع فاجرا

وفي بيعة الفجار لو علموا فجر

أبى بيعة الباغي وخف لحربه

بآل لهم في النصر آماله الغر

أتى الكوفة الحمراء ليثا محررا

وفي الكوفة الحمراء ينتظر النصر

هنالك أنصار دعوه فجاءهم

بقلب شجاع لا يداخله ذعر

فخانوا عهودا أبرموها ولم يكن

له منهم الا الخصومة والغدر

وقد منعوه الماء وهو أسيرهم

فضاقت به الدنيا وضاق به الاسر

يرى النهر والاطفال يبكون حوله

عطاشى وما غير السراب لهم نهر

قد اضطرمت أكبادهم فتساقطوا

على الارض لا حول لديهم ولا صبر

وجفت ثدي المرضعات من الظما

وأصبحن في عسر يضيق به العسر

ينادين قوما لا تلين قلوبهم

وقد لان لو نادين صماءه الصخر

وهل يرتجى ماء بقفر عدوهم

ألا ليت لا كان العدو ولا القفر

أب في يديه طفله جاء يستقي

له الماء اذ أودى بمهجته الحر

رضيع كمثل الطير يخفق قلبه

فما رحموا الطفل الرضيع وما بروا

سقوه دما من طعنة في وريده

فخر ذبيحا لا وريد ولا نحر

أب في يديه طفله يذبحونه

فهل لهم فيه وفي طفله وتر

وهل يقتل الطفل الرضيع بشرعهم

فان كان هذا شرعهم فهو الكفر

أب رفع الطفل الرضيع الى السما

ليعلن في آفاقها دمه الطهر

وآب غريقا في دماء رضيعه

تمج دما منه الحشاشة والثغر

فدوى صراخ الام تلقى وليدها

ذبيحا قد احمرت وريداه والشعر

١١٠

تقبله من جرحه وتضمه

الى قلبها والقلب مستعر جمر

ورددت الآفاق صوت صراخها

وفي أذن الباغين عن سمعه وقر

وهبت صقور الهاشميين للوغى

اذا ما هوى صقر تقدمه صقر

الى أن هوى الليث الهصور مضرجا

على الارض لا فر لديه ولا كر

فتى أغرقته في الدماء جروحه

وهد قواه الضرب والطعن والنحر

هنالك قامت في الخيام مناحة

وشبت بها النيران وانهتك الستر

ودوى صراخ الهاشميات في السما

فناحت عليهن الملائكة الغر

مشين اسارى خلف رأس معلق

على الرمح لا وعي لهن ولا صبر

قد اضطرمت اكبادهن من الاسى

وحل بهن الموت والرعب والذعر

سبايا وهل تسبى بنات محمد

وهن بتاج المجد انجمه الزهر

* * *

شهيد العلى ما أنت ميت وانما

يموت الذي يبلى وليس له ذكر

وما دمك المسفوك الا قيامة

لها كل عام يوم عاشوره حشر

وما دمك المسفوك الا رسالة

مخلدة لم يخل من ذكرها عصر

وما دمك المسفوك الا تحرر

لدنيا طغت فيها الخديعة والختر

وثورة ايمان على ظلم عصبة

اطاعتها شر وعصيانها خير

وهدم لبنيان على الظلم قائم

بناه الهوى والكيد والحقد والغدر

فأين يزيد وهو فيها خليفة

وهل ليزيد في خلافته فخر

لقد غصب الدنيا ولم يدر أنه

اذا مات من دنياه ليس له قبر(1)

ولسعادة الاستاذ حسين علي الاعظمي استاذ الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق قصيدة حسينية وقد ألقاها صبيحة يوم عاشوراء سنة 1365 وأولها

أي دمع نظمته الشعراء

ودماء ذرفتها الخطباء

__________________

1 - مجلة الغري: السنة الثامنة.

١١١

في مصاب مادت الارض له

وله اهتزت من الهول السماء(1)

ورائعته رابعة القاها يوم العاشر من المحرم سنة 1364 أولها:

الدمع ينطق والعيون تترجم

عما يضم اليوم هذا المأتم

اليوم قد ذبح الحسين وآله

ظلما وفاض الدمع وانفجر الدم(2)

__________________

1 - مجلة البيان: السنة الاولى.

2 - مجلة البيان: السنة الاولى.

١١٢

الشيخ قاسم محيي الدين

المتوفى 1376 ه‍

بسبط محمد قل ما تشاء

به الضراء تدفع والبلاء

تعاظم في مكارمه علاء

حسين من به شرف العلاء

لقد ضربت به أعراق مجد

بلغن لخير من تلد النساء

يناجز آل سفيان ضرابا

كأن حسامه فيه القضاء

يكهم كل مصقول صنيع

يحل بمن يناجزه الفناء

ولولا أن حكم الله يجري

لجاراه القضاء كما يشاء

الى أن خر بدر هدى رمته

على عفر من الارض السماء

هوى سبط الهدى تربا جبينا

على عفر تغسله الدماء

وقد نسجت عليه الريح بردا

وعاري الجسم حجبه السناء

ورضت منه جرد الخيل صدرا

فصدري دون أضلعه الفداء

فوا لهفي على الرأس المعلى

على رأس السنان له سناء

وقال:

بنفسي صريعا بكته السما

وناحت عليه بسكانها

بنفسي عار كسته الرياح

برودا تردى بقمصانها

طريحا على حرها والعيون

تمنت تقيه بانسانها

وأمست لقى حوله صحبه

تعادى العدا فوق أبدانها

فلهفي على كل صدر غدا

لخيل العدا صدر ميدانها

وحمل الفواطم فوق المطى

تقاسي لواعج اشجانها

يطاف بها فوق عجف النياق

بأمصارها وببلدانها

١١٣

تصوب المدامع عن عندم

وتشجي الصخور بألحانها

ثواكل تدعو أسى جدها

وتنعى له غر شبانها

فمن شأن أعدائها زجرها

وطول النياحة من شانها

سبوها الى الشام سبي الاماء

وقد ربقوها بأشطانها

سوافر من فوق عجف المطي

تطوي النجود بغيطانها

بنفسي من روعتها العدا

فطاشت خطاها كأذهانها

لقد أدخلوها على مجلس

تعاني به آل مروانها

تنوح وتنحب من ثكلها

وتنعى بها ليل عدنانها

وتسبى كسبي الاما، والحبال

بأكتافها وبأيمانها

فكم من رضيع غذته يد

المنايا بدرة ألبانها

وكم من فتاة سباها العدا

تستر في فضل أردانها

وكم من كرائم للمصطفى

نوائح عجت بألحانها

الشيخ قاسم ابن الشيخ حسن ابن الشيخ موسى ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن الحسين بن محيي الدين الاول ابن عبد اللطيف بن علي نور الدين بن أحمد شهاب الدين ابن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد جمال الدين بن ابي جامع العاملي الحارثي الهمداني.

توفي والده بعد سنة من ولادته فكفله جده الشيخ جواد ثم خاله الشيخ أمان ومن السنين الاولى لنشأته كان معقد آمال الاسرة وموضع تعهدها، وفي سن مبكرة بدت علائم نبوغه عليه وظاهرة صلاح ونجابة في سلوكه الامر الذي اكسبه حب الناس واعجابهم باستقامته وفضله.

ولد في 25 رمضان سنة 1314 وتوفي 1376 ه‍.

نشأ في النجف الاشرف ودرس المقدمات من العربية وما اليها على الشيخ جواد محيي الدين وتلمذ في الفقه والاصول على الشيخ احمد كاشف الغطاء والميرزا حسين النائيني والسيد أبي الحسن الاصبهاني يقتصر شعره على أهل البيتعليهم‌السلام طبع له أكثر

١١٤

من ديوان، الاول نشر سنة 1955 م وكتاب البيان في غريب القرآن كما طبع من نظمه العلويات العشر تحتوي على عشر قصائد في مدح أمير المؤمنينعليه‌السلام قضى ردحا من الزمن وهو الموجه المرشد لقبائل الجبور في قضاء (الحمزة) و (القاسم) وسعى في تعمير هاتين البقعتين وكتب عن حياة القاسم ابن الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام كما كتب كتابة مفصلة عن حياة الحمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن الامام امير المؤمنين المكنى بأبي يعلى، والكتابة عن علمه وفضله استفدت منها. والشيخ قاسم يتحلى بصفات عالية قل من يتحلى بها وهذا هو الذي جعل له هذا الاثر الكبير في نفوس عارفيه ولم يزل أبناء تلك المنطقة يذكرونه ويتأسفون عليه فهو أبي الى أبعد حدود الاباء حتى لو التهم التراب لم يظهر عليه ولم يطلب من أحد بالرغم من سعيه المتواصل لاغاثة المحتاجين فكم اغاث الارامل وكم بنى الدور للطلاب وكم سعى في ايفاء ديون المعسرين لكنه لنفسه لا يطلب شيئا وشخصيته شخصية محبوبة جذابة معروف بلطف المعشر لا تجده متبرما ولا غضبانا يستحيل ان يجافي احدا ويقاطعه ومجلسه العامر في كل ليلة بالمذاكرات العلمية والنوادي الادبية يجمع بين العالم والاديب والوجيه والموظف الى جنب مكتبته العامرة التي ملأت رفوفها جوانب المجلس، والشيخ قاسم أشهر العروضيين في النجف ومن قدماء الشعراء سافر الى جنوب لبنان وكان موضع الحفاوة من طبقات اللبنانيين وساجل الادباء والشعراء هناك وكانت له مناظرات علمية وسجل من الذكريات ملحمته الشهيرة في مناظر جباع وأولها:

بوركت يا جباع ذات الشجر

حياك منهل الحيا المنهمر

جباع جنات وصاف ماؤها

يمتد من سلسال عذب الكوثر

كان لا يعتز بكل ما نظم الا شعره في اهل بيت النبي صلوات الله عليهم فقد جمعه ونشره في مطابع النجف بجزئين وأسماه (المقبول في رثاء الرسول وآل الرسول) توفي يوم السابع عشر من ربيع الثاني ودفن بوادي السلام مع الزفرات والحسرات وما أروع المرثية التي ألقاها الدكتور عبد الرزاق محيي الدين يوم اربعينه في مسجد اّل الجواهري واليكم المقطع الاول منها:

١١٥

تطاردني الذكرى فما الطرف هاجع

ولا أنت منسي ولا أنت راجع

رؤى لست بالمحصي مداها تواكبت

وحشد طيوف مرزمات تدافع

تعرفتها طفلا صبيا ويافعا

فتيا فكيف الحال والشيب ناصع

أطلت تناغي المهد اذ انا راضع

وتدرج بي في البيت اذ أنا راتع

تتابع خطوي ما استقام فان هفا

اخذن بضبعي فاستوى لك ضالع

وتدفعني دفعا الى حيث ترتقي

سموا وحاشا لا أقول المطامع

تعهدتني نبتا تزعزعه الصبا

فكيف اذا هبت عليه الزعازع

تزيد ارتكاسي في التراب تواضعا

فيزهي لك العود الذي هو فارع

وتعرضه للشمس في وقدة الضحى

ليقوى على ما بيتته الزوابع

وتورده من بعض ما أنت وارد

نميرا تساقي او مريرا تقارع

وتعتده ظلا وعودك شاخص

ورجع الصدى الحاكي وصوتك ساجع

تريه المنى ما ذر في الافق طالع

وعقبى العنا ماحط في الارض واقع

وترميه للجلى وان ناء منكب

وحالت معاذير واقصر شافع

فينهض لا مستحقبا غير عزمة

ولا زاد الا ما تجن الاضالع

تقاصرت الابعاد دون مراده

فسيان داني غايتيه وشاسع

مراح طويل سهده متواصل

وصبح حثيث خطوه متتابع

أناف على العهد التليد بطارف

خبا ماتع منه فاشرق رائع

متى احتضنته الجامعات تنفست

وقد صبأت غيري عليه الجوامع

وما كان فقدي يوم فقدك واحدا

ولكن منايا جمة ومصارع

وتاريخ قوم ما انثنوا عن ولاية

ولا قطعتهم عن علي قواطع

مشوا يوم صفين بما زحم الوغى

وضاق به سهل ودكت متالع

وحين تغشى الناس شك وابلسوا

وخالطهم من كيد عمرو مخادع

وشيلت على أعلى الرماح مصاحف

وقيل ارجعوا فالحكم لله راجع

ابت قومه همدان الا صلابة

وان زلزلت بكرو طاشت مجاشع

وظلوا على عهد الجهاد وشوطه

وان بذلت ساحاته والذرائع

رواة حديث او بناة عقيدة

وحفاظ سر ضقن عنه المسامع

على حين كان النطع والسيف مركبا

وكان ارتدادا ان يقال مشايع

* * *

وعاد لهم من عامل وهضابها

حصون منيعات الذرى ومصانع

١١٦

ونقطة بعث للولاء مجدد

يصد بها الغازي ويحمى المدافع

وكان انطلاق بعد فترة شجعة

وبعث على أرض العراقين طالع

سروا كالنجوم الزهر تقتحم الدجى

فيهدى بها سار ويأمن فازع

تقاسمت الآفاق هذا محدث

وذلك محتج وهذاك شارع

جريئون ما هابوا الملوك كأنما

ممالكهم مما أفاضوا قطائع

وهذا الذي أثرى وذاك الذي اقتنى

فقير الى ماعندهم متواضع

الى أن رسا اصل وقامت معالم

وسنت قوانين وسادت شرائع

أخا الصالحات الباقيات مناثرا

أصات بها داع وأمن سامع

ورب الندي الرحب ضاق بأهله

فأوسعه خلق على العسر واسع

والقصيدة بكاملها نشرها الدكتور عبد الرزاق في مؤلفه (الحالي والعاطل تتمة لملحق أمل الآمل) مع ترجمة وافية للمترجم له.

١١٧

السيد حسين القزويني البغدادي

المتوفى 1376 ه‍

ما لي أرى الدمن الخوالي

صم المسامع عن سؤالي

اني عهدت ربوعها

كانت محطا للرحال

وفناءها مأوى الضيو

ف ومركز السمر العوالي

ما بالها حكم البلى

بعراصها فغدت خوالي

ومحا الجديد رسومها

فغدت مسارح للرئال

واستبدلت وحش الفلا

سكنا من البيض الحوالي

ورياضها قد صوحت

بعد الغضارة والجمال

شجوا لخطب قد جرى

في آل أحمد خير آل

أهل المناقب والفضا

ئل والفواضل والمعالي

وذووا الفصاحة والسجا

حة والسماحة والنوال

قد غالهم ريب الزما

ن فصرعوا بشبا النصال

من كل اشوس باسل

جم العلى سامي المنال

وأشم أغلب أروع

شهم لنار الحرب صالي

تلقاه في ليل القتا

م كأنه بدر الكمال

فاذا الجموع تكاثرت

رد الرعال على الرعال

وقفوا لعمري وقفة

أرسى من الشم الجبال

حتى قضوا في كربلا

عطشا على الماء الزلال

١١٨

السيد حسين ابن السيد صالح ابن السيد مهدي الحسيني القزويني النجفي البغدادي المعروف بالسيد حسون.

وأبوه صاحب القصائد المشهورة في أهل البيتعليهم‌السلام ولد في حدود سنة 1280 وتوفي في المائة الرابعة بعد الاف. وهو أديب شاعر سليقي لا نحوي قال الشيخ السماوي في الطليعة: رأيته فرأيت منه رجلا بهي الصورة ضخم المناكب قوي العارضة اذا انشد شعره وشعر أخيه الراضي وشعر أبيه الصالح وكان يتولى مسك الدفاتر لبعض تجار بغداد فمن شعره قوله متغزلا:

جاءتك تسحب للهنا أذيالها

غيداء ما رأت العيون مثالها

بيضاء ناعمة الشبيبة غضة

رسمت لمرآة الهدى تمثالها

جعلت عقارب صدغها حراسها

من لثمها وجعودها أفعى لها

قد زين الزند البهي سوارها

حسنا وزين ساقها خلخالها

حوراء حالية المعاصم والطلى

عشق المتيم غنجها ودلالها

ومن قوله في قصيدة الغزل:

ألؤلؤ ثغر ساطع في المباسم

يلوح لصب بالجآذر هائم

أم الكاعب الحسناء كالشمس ضوؤها

تميس محلاة الطلى والمعاصم

وقوله مشطرا بيتي الشيخ محمد النقاش النجفي المتوفى في حدود 1300 ه‍ في السماور:

نديم كلما أججت نارا

به شوقا يزيل الغم عني

ومهما الماء يصلى للندامى

بأحشاه غدا طربا يغني

يغني ثم يسقيني كؤوسا

معسلة المذاق بغير من

ويطربني بصوت معبدي

ألا أفديه من ساق مغني

وقال أحدهم: السيد حسين السيد صالح القزويني الحسيني البغدادي النجفي وقد غلب عليه اسم السيد (حسون). ولد سنة 1280 ه‍ ببغداد ونشأ بها، كان طويل القامة جسيما أبيض الوجه، بهي المنظر نظم فأجاد ومن شعره يستنهض لاخذ الثأر ومطلع القصيدة:

١١٩

مدارس وحي الله هد مشيدها

وشتت منها شملها وعديدها

وأضحت يبابا مقفرات عراصها

يجوب بها وحش الفلاة وسيدها

الى ان يقول:

ألم تعلمي أضحى الحسين بكربلا

صريعا على البوغاء وهو فريدها

ألم تعلمي بالطف أضحت نساؤكم

برغم العلى تبتز عنها برودها

ومنها:

مضى اليوم من عليا نزار عميدها

وقوض عنها فخرها وسعودها

فيا أيها الغلب الجحاجحة الاولى

على هامة الجوزا تسامى صعودها

دهاك من الارزاء أعظم فادح

له اسودت الايام وابيض فودها

فتلك بنو حرب بعرصة كربلا

أحاطت على سبط النبي جنودها

لقد حشدت من كل فج لحربه

جيوش ضلال ليس يحصى عديدها

وذادته عن ورد الشريعة ظاميا

الى أن قضى بالطف وهو شهيدها

فأين لك الرايات تقطر بالدما

اذا خفقت يوم الكفاح بنودها

وأين لك البيض القواطع في الوغى

تذعر قلب الموت رعبا حدودها

وأين لك السمر الطوال التي لها

المراكز لبات العدى وكبودها

وأين لك الجرد العتاق اذا جرت

تزلزل أغوار الربى ونجودها

وأين الابا منكم وتلك نساؤكم

يسير بها جبارها وعنديها

قال الشيخ السماوي في الطلعية: وهي طويلة وشعره في هذا الباب كثير.

ومن قصيدة في الحماس

سأركب للعلياء اجرد شيظما

واستل يوم الروع ابيض مخذما

وأسري بجنح الليل لا أرهب العدى

واعتقل الرمح الوشيج المقوما

توفي يوم الاثنين في الخامس عشر من شهر ربيع الثاني سنة

١٢٠