الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي0%

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 611

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

مؤلف: السيد سامي البدري
تصنيف:

الصفحات: 611
المشاهدات: 153014
تحميل: 5266

توضيحات:

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 611 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 153014 / تحميل: 5266
الحجم الحجم الحجم
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

مؤلف:
العربية

ثم أتانا فقال ما شأن السلاح وساق نحو حديث قبله قال لا يجد عبد أو يذوق حلاوة الإيمان حتى يستقين يقينا غير ظان أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، قال وقال قتادة إن آخر ليلة أتت على علي قال جعل لا يستقر فارتاب به أهله فجعل يدس بعضهم إلى بعض حتى اجتمعوا قال فناشدوه فقال إنه ليس من عبد إلا ومعه ملكان يدفعان عنه ما لم يقدر أو قال ما لم يأت القدر فإذا أتى القدر خليا بينه وبين القدر قال وخرج إلى المسجد يعني فقتل.(1)

زيد بن وهب أبو سليمان الجهني (84 هـ) :

قال الخطيب في تاريخ بغداد 8 / 441 زيد بن وهب أبو سليمان الهمداني ثم الجهني جاهلي ذُكِر أنه رحل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقبض وهو في الطريق وأسلم. وكان قد نزل الكوفة وحضر مع علي بن أبي طالب الحرب بالنهروان.

وقال ابن سعد زيد بن وهب الجهني ويكنى أبا سليمان. شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده. في ولاية الحجاج بعد الجماجم وكان ثقة كثير الحديث.(2)

وقال المزي : قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراض كوفي ثقة دخل الشام.(3)

وقال ابن حجر : اتفقوا على توثيقه مات سنة ست وتسعين.(4)

وقال الذهبي : وكان ثقة كثير العلم(5) ، وقال أيضا متفق على الاحتجاج به الا ما كان من يعقوب الفسوي فانه قال في حديثه خلل كثير ولم يصيب الفسوي.(6) وقال أيضا : 287 ع / زيد بن وهب ، تابعي جليل ثبت وإنما أوردته (أي في الضعفاء) لأن يعقوب الفسوي قال في تاريخه : (في حديثه خلل كثير ثم ذكر له قول عمر بالله يا حذيفة أنا من المنافقين) قال : وهذا محال أخاف أن يكون كذبا رواه الأعمش عنه ، قال

__________________

(1) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ، ج 42 ص 552 ـ 553.

(2) محمد بن سعد ،الطبقات الكبرى ، ج 6 ص 414.

(3) المزي ،تهذيب الكمال ، ج 3 ص 707.

(4) ابن حجر ،الاصابة ، 2 / 270.

(5) الذهبي ،تذكرة الحفاظ ، دار الكتب العلمية بيروت 1998 م ، ج 1 ص 53.

(6) الذهبي ،ميزان الاعتدال ، تحقيق علي محمد البجاوي ، دار المعرفة بيروت 1963 م ، ج 2 ص 107.

١٤١

ومما يستدل به على ضعف حديثه روايته عن حذيفة إن خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان) وهذا الذي استنكره الفسوي ما استنكره أحد ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا السنن بالوهم).(1)

قال الشيخ الطوسي زيد الجهني له كتاب خطب أمير المؤمنين على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها ، أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى عن أحمد بن سعيد بن عقدة عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي عن نصر بن مزاحم المنقري عن عمرو بن ثابت عن عطية بن الحارث عن عمر بن سعد عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن أبي منصور الجهني عن زيد بن وهب قال : خطب أمير المؤمنين وذكر الخطب جميعها».(2)

أقول : قد نقل نصر بن مزاحم في كتاب صفين والطبري في تأريخه في موارد عديدة من كتابيهما عن مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب الجهني عن عليعليه‌السلام .

وروى الخطيب في تاريخ بغداد 8 / 441 عن الأعمش قال كنت إذا سمعت الحديث من زيد بن وهب فكأنك سمعته من الذي يحدث عنه. وفي رواية : لم يضرك أن لا تسمعه من صاحبه.

روى الخطيب في تاريخ بغداد 8 / 441 بسنده عن أبي عن سلمة بن كهيل الجعفي عن زيد بن وهب قال كنت مع علي بن أبي طالب يوم النهروان فنظر إلى بيت وقنطرة فقال هذا بيت بوران بنت كسرى وهذه قنطرة الديزجان قاقل حدثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أني أسير هذا المسير وأنزل هذا المنزل.

وروى النسائي عن زكريا بن يحيى قال حدثنا عثمان قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان الجهني قال سمعت عليا على المنبر يقول : أنا عبد الله وأخو رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يقولها إلا كذاب مفتري.(3)

__________________

(1) الذهبي ،المغني ، تحقيق أبي الزهراء حازم القاضي الضعفاء ، دار الكتب العلمية بيروت 1997 م ، ج 1 ص 384.

(2) الشيخ الطوسي ،الفهرست ، تحقيق الشيخ جواد القيومي ، الفقاهة قم 1417 هـ ، ص 72.

(3) النسائي ،السنن الكبرى ، دار الكتب العلمية 1991 م ، ج 5 ص 126.

١٤٢

قال أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد وهو بن وهب عن علي بن أبي طالب قال لما كان يوم النهروان لقي الخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح فقتلوا جميعا قال علي اطلبوا ذا الثدية فطلبوه فلم يجدوه ، فقال علي ما كذبت ولا كذبت اطلبوه فطلبوه فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور فكبر علي والناس وأعجبهم ذلك.(1)

وقال أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل قال حدثنا زيد بن وهب أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج ،

فقال علي : أيها الناس إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : سيخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم شيئا ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ، ولا صيامكم إلى صيامهم شيئا ، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلمون الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تلكوا عن العمل ، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ، وليست له ذراع ، على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة ، عليه شعرات بيض.

فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله.

قال سلمة فنزلني زيد منزلا منزلا ، (قال) حتى مررنا على قنطرة فلما التقينا على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم. قال فسلوا السيوف وألقوا جفونها وشجرهم الناس يعني برماحهم فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان.

قال علي التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه ، فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا قتلى

__________________

(1) النسائي ،السنن الكبرى ، ج 5 ص 163.

١٤٣

بعضهم على بعض. قال جردوهم فوجدوه مما يلي الأرض. فكبر علي وقال صدق الله وبلغصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو سمعت هذا الحديث من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

قال أي والله الذي لا إله إلا هو لسمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له.(1)

وروى احمد في مسنده قال حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن جميل أبو يوسف أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب قال لما خرجت الخوارج بالنهروان قام علي رضي الله تعالى عنه في أصحابه فقال ان هؤلاء القوم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس وهم أقرب العدو إليكم وان تسيروا إلى عدوكم أنا أخاف ان يخلفكم هؤلاء في أعقابكم إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول تخرج خارجة من أمتي ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء يقرؤون القرآن يحسبون انه لهم وهو عليهم لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وآية ذلك ان فيهم رجلا له عضد وليس لها ذراع عليها مثل حلمة الثدي عليها شعرات بيض لو يعلم الجيش اللذين يصيبونهم ما لهم على لسان نبيهم لا تكلوا على العمل فسيروا على اسم الله فذكر الحديث بطوله.(2)

وقال النسائي أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن قيس الحضرمي ن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب قال خطبنا علي بقنطرة الديزجان فقال إنه (أي النبي) قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق وفيهم ذو الثدية فقاتلهم فقالت الحرورية بعضهم لبعض لا تكلموه فيردكم كما ردكم يوم حروراء فشجر بعضهم بعضا بالرماح فقال رجل من أصحاب علي اقطعوا العوالي والعوالي الرماح فداروا واستداروا وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا أو ثلاثة عشر

__________________

(1) النسائي ،سنن الكبرى ، ج 5 ص 163.

(2) احمد بن حنبل ،مسند احمد ، ج 1 ص 474.

١٤٤

رجلا فقال علي التمسو المخدج وذلك في يوم شات فقالوا ما نقدر عليه فركب علي بغلة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم الشهباء فأتى وهدة من الأرض فقال التمسوه في هؤلاء فأخرج فقال ما كذبت ولا كذبت فقال اعملوا ولا تتكلوا لو لا أني أخاف أن تتكلوا لأخبرتكم بما قضى الله لكم على لسانه يعني النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولقد شهدنا ناس باليمن قالوا كيف يا أمير المؤمنين قال كان هواؤهم معنا.

وروى ابن أبي الحديد عن إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين عن الأعمش عن زيد بن وهب قال لما شجرهم عليعليه‌السلام بالرماح قال اطلبوا ذا الثدية فطلبوه طلبا شديدا حتى وجدوه في وهده من الأرض تحت ناس من القتلى فأتى به وإذا رجل على ثديه مثل سبلات السنور فكبر عليعليه‌السلام وكبر الناس معه سرورا بذلك.(1)

وفي المعجم الكبير قال حدثنا عبدان بن أحمد بن ثنا يحيى بن حاتم العسكري ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال أول شيء علمت من أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قدمت مكة في عمومة لي فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه أشم أقنى أذلف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شئن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبرت وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه قال فرأينا شيئا لم نكن نعرفه فيكم أشيء حدث قال أجل والله أما تعرفون هذا قلنا لا قال هذا بن أخي محمد بن عبد الله

__________________

(1) ابن أبي الحديد ،شرح نهج البلاغة ، ج 2 ص 447.

١٤٥

والغلام علي بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد أم والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.(1)

وقال حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم قال ناشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول الذي قال له فقام ستة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال زيد بن أرقم فكنت فيمن كتم فذهب بصري وكان علي رضي الله تعالى عنه دعا على من كتم.(2)

وفي فتح الباري أخرج البزار من طريق زيد بن وهب قال بينا نحن حول حذيفة إذ قال كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم فرقتين يضرب بعضكم وجوه بعض بالسيف قلنا يا أبا عبد الله فكيف نصنع إذا أدركنا ذلك قال انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر علي بن أبي طالب فانها على الهدى.(3)

وروى الطبري في حوادث سنة 37 قال أبو مخنف : حجثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب أن عليا قال : حتى متى لا نناهض هؤلاء القوم بأجمعنا. فقام في الناس عشية الثلاثة ليلة الأربعاء بعد العصر فقال :

الحمد لله الذي لا يبرم ما نقض ، وما أبرم لا ينقضه الناقضون ، لو شاء ما اختلف اثنان من خلقه ، ولا تنازعت الأمة في شيء من أمره ، ولا جحد المفضول ذا الفضل فضله ، وقد ساقتنا وهؤلاء القوم الأقدار فلفت بيننا في هذا المكان فنحن من ربنا بمرأى ومسمع فلوشاء عجل النقمة وكان منه التغيير حتى يكذب الله الظالم ويعلم الحق أين مصيره ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة عنده هي دار القرار ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. إلا أنكم لاقوا القوم غدا فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلاوة القرآن وسلوا الله عز وجل النصر والصبر والقوهم بالجد والحزم وكونوا صادقين.

__________________

(1) الطبراني ،المعجم الكبير ، ج 10 ص 183.

(2) الطبراني ،المعجم الكبير ، ج 5 ص 171.

(3) ابن حجر ،فتح الباري ، ج 13 ص 66.

١٤٦

ثم انصرف.

ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم ونبالهم يصلحونها ...

قال : فلما كان من الليل خرج علي فعبى الناس ليلته كلها حتى إذا أصبح زحف بالناس وخرج إليه معاوية في أهل الشام فأخذ علي يقول : من هذه القبيلة ومن هذه القبيلة فنسبت له قبائل أهل الشام حتى إذا عرفهم ورأى مراكزهم قال للأزد : اكفوني الأزد ، وقال لخثعم : اكفوني خثعم. فأمر كل قبيلة من أهل العراق أن تكفيه أختها من أهل الشام إلا أن تكون قبيلة ليس منها بالشام أحد فيصرفها إلى قبيلة أخرى تكون بالشام ليس منهم بالعراق احد مثل بجيلة لم يكن بالشام منهم إلا عدد قليل فصرفهم إلى لخم.

قال أبو مخنف : حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن عليا خرج إليهم غداة الأربعاء فاستقبلهم فقال :

اللهم رب السقف المرفوع المحفوظ المكفوف ، الذي جعلته مغيضا لليل والنهار ، وجعلت فيه مجرى الشمس والقمر ومنازل النجوم ، وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة.

ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والأنعام وما لا يحصى مما لا يرى ومما يرى من خلقك العظيم.

ورب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض.

ورب البحر المسجور المحيط بالعالم ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق متاعا.

إن أطهرتنا على عدونا فجنبنا البغي ، سددنا للحق.

وإن أظهرتهم علينا فارزقني الشهادة واعصم بقية أصحابي من الفتنة.(1)

وفيه أيضا قال أبو مخنف : حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن ابن بديل قام في أصحابه فقال : ألا إن معاوية ادعى ما ليس أهله ، ونازع هذا الأمر من

__________________

(1) الطبري ،تاريخ الطبري ج 3 ص 254.

١٤٧

ليس مثله ، وجادل بالباطل ليدحض به الحق ، وصال عليكم بالأعراب والأحزاب ، قد زين لهم الضلالة ، وزرع في قلوبهم حب الفتنة ، ولبس عليهم الأمر وزادهم رجسا إلى رجسهم ، وأنتم على نور من ربكم وبرهان مبين. فقاتلوا الطغاة الجفاة ولا تخشوهم ، فكيف تخشونهم وفي أيديكم كتاب الله عز وجل طاهرا مبرورا ، أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين وقد قاتلناهم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مرة وهذه ثانية والله ما هم في هذه بأتقى ولا أزكى ولا أرشد قوموا إلى عدوكم بارك الله عليكم فقاتل قتالا شديدا هو وأصحابه.(1)

وفيه أيضا قال أبو مخنف : حدثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب أن عليا لما رأى ميمنته قد عادت إلى مواقعها ومصافها وكشفت من بإزائها من عدوها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم أقبل حتى انتهى إليهم فقال : إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم يحوزكم الطغاة الجفاة وأعراب أهل الشام وأنتم لهاميم العرب والسنانم الأعظم وعمار الليل بتلاوة القرآن. وأهل دعوة الحق إذ ضل الخاطئون فلولا إقبالكم بعد أدباركم وكركم بعد انحيازكم وجب عليكم ما وجب على المولى يوم الزحف دبره وكنتم من الهالكين ولكن هون وجدي وشفى بعض أحاح نفسي إني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم تحسونهم بالسيوف تركب أولاهم أخراهم كالإبل المطردة الهيم فالآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة. وثبتكم الله عز وجل باليقين ليعلم المنهزم أنه مسخط ربه وموبق نفسه إن في الفرار موجدة الله عز وجل عليه والذل اللازم والعار الباقي واعتصار الفيء من يده وفساد العيش عليه. وإن الفار منه لا يزيد في عمره ولا يرضي ربه فموت المرء محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتأنيس لها الإقرار عليها.(2)

وروى عن هشام بن الكلبي عن أبي مخنف قال : حدثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بنب وهب الجهني أن عمار بن ياسررحمه‌الله قال يومئذ : أين من يبتغي رضوان الله

__________________

(1) الطبري ،تاريخ الطبري ج 3 ص 255.

(2) الطبري ،تاريخ الطبري ج 3 ص 259.

١٤٨

عليه ولا يئوب إلى مال ولا ولد ، فأتته عصابة من الناس فقال : أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء الذين يبغون دم عثمان ويزعمون أنه قتل مظلوما والله ما طلبتهم بدمه ، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبوها واستمرءوها ، وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه من دنياهم ، وليس للقوم سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم فخدعوا أتباعهم أن قالوا : إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة ملوكا ، وتلك مكيدة بلغوا بها ما ترون ، ولو لا هي ما تبعهم من الناس رجلان.

اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم.

ثم مضى ومضت تلك العصابة التي أجابته حتى دنا من عمرو فقال : يا عمرو بعت دينك بمصر تبا لك تبا طالما بغيت في الإسلام عوجا.

وقال لعبيد الله ابن عمر بن الخطاب : صرعك الله بعت دينك بالدنيا من عدو الإسلام وابن عدوه.(1)

وروى أيضا عن أبي مخنف : حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب أن عليا أتى أهل النهر فوقف عليهم فقال : أيتها العصابة التي أخرجتها عداوة المراء واللجاجة وصدها عن الحق الهوى ، وطمح بها النزق وأصبحت في اللبس والخطب العظيم إني نذير لكم أن تصبحوا تلفيكم الأمة غدا صرعى بأثناء هذا النهر ، وبأهضام هذا الغائط بغير بينة من ربكم ولا برهان بين. ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة وأخبرتكم أن طلب القوم إياها منكم دهن ومكيدة لكم ونبأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإني أعرف بهم منكر عرفتهم أطفالا ورجالا ، فهم أهل المكر والغدر وإنكم إن فارقتم رأيي جانبتم الحزم فعصيتموني حتى أقررت بأن حكمت فلما فعلت شرطت واستوثقت فأخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن ، فاختلفنا وخالفا حكم الكتاب والسنة ، فنبذنا أمرهما ونحن على أمرنا الأول ، فما الذي بكم ومن أين أتيتم؟

__________________

(1) الطبري ،تاريخ الطبري ج 3 ص 266.

١٤٩

قالوا : أنا حكمنا فلما حكمنا أثمنا وكنا بذلك كافرين ، وقد تبنا فإن تبت كما تبنا فنحن منك ومعك ، وإن أبيت فاعتزلنا فإنا منابذوك على سواء إن الله لا يحب الخائنين.

فقال علي : أصابكم حاصب ، ولا بقي منكم وابر ، أبعد إيماني برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله أشهد على نفسي بالكفر لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.

ثم انصرف عنهم.(1)

وروى الحسكاني بسنده عن الأعمش عن زيد بن وهب ن حذيفة ان أناسا تذاكروا فقالوا : ما نزلت آية في القرآن فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلا في أصحاب محمد فقال حذيفة : ما نزلت في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا كان لعلي لبُّها ولُبابها.(2)

وروى أيضا بسنده عن زيد بن وهب عن حذيفة في قوله (وصالح المؤمنين) قال هو علي بن أبي طالب.(3)

قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا معلى بن عبد الرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن زيد بن وهب قال : سرنا معه يعني عليا حين رجع من صفين حتى إذا كان عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال علي ما هذه القبور فقالوا يا أمير المؤمنين إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة ، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أفنيتهم ، وعلى أبواب دورهم فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس.

فقال علي : رحم الله خباباب لقد أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، وابتلي في جسمه أحوالا ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا.

ثم دنا من القبور فقال : السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا سلف فارط ، ونحن لكم تبع عما قليل لاحق ، اللهم اغفر لنا ولهم ، وتجاوز بعفوك

__________________

(1) الطبري ،تاريخ الطبري ج 3 ص 289.

(2) الحسكاني ،شواهد التنزيل ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي مجمع إحياء الثقافة الإسلامية 1990 م ، ج 1 ص 75.

(3) الحسكاني ،شواهد التنزيل ، ج 2 ص 407.

١٥٠

عنا وعنهم ، طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز وجل.(1)

وقال : حدثنا ، إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن بن عيينة عن الأعمش عن زيد بن وهب قال قيل لابن مسعود هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمرا قال قد نهينا عن التجسس فإن يظهر لنا يعني نقيم عليه.(2)

وروى الثقفي قال : حدثنا محمد قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا إبراهيم قال : حدثنا إبراهيم بن عمرو بن المبارك البجلي قال : حدثني أبي عن بكر بن عيسى قال : حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب :

أن علياعليه‌السلام قال للناس وهو أول كلام له بعد النهروان وأمور الخوارج التي كانت فقال : يا أيها النسا استعدوا إلى عدو في جهادهم القربة من الله وطلب الوسيلة إليه ، حيارى عن الحق لا يبصرونه ، وموزعين بالكفر والجور لا يعدلون به ، جفاة عن الكتاب ، نكب عن الدين ، يعمهون في الطغيان ، ويتسكعون في غمرة الضلال ، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) الأنفال 60 ، وتوكلوا على الله (كفى بالله وكيلا ، وكفى بالله نصيرا) النساء 45.(3)

وقال : حدثنا محمد قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا إبراهيم ، قال : أخبرنا يوسف بن بهلول السعدي قال : حدثنا شريك بن عبد الله بن عثمان الاعشى عن زيد بن وهب قال :

قدم على عليعليه‌السلام وفد من أهل البصرة فيهم رجل م نرؤساء الخوارج يقال له : الجعدة بن نعجة فقال له في لباسه : ما يمنعك أن تلبس؟ ـ فقال : هذا أبعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدى بي المسلم ، فقال له : اتق الله فانك ميت قال : ميت؟! بل والله قتلا ضربة على هذا يخضب هذه ، قضاءا مقضيا وعهدا معهودا ، وقد خاب من افترى.(4)

__________________

(1) الطبراني ،المعجم الكبير ، ج 4 ص 56.

(2) الطبراني ،المعجم الكبير ، ج 9 ص 350.

(3) إبراهيم بن محمد الثقفي ،الغارات ، السيد جلال الدين الحسيني الأرمولي المحدث ، ص 2324.

(4) إبراهيم بن محمد الثقفي ،الغارات ، ص 66.

١٥١

أقول : وقد رواه احمد ابن حنبل ، في مسنده قال : حدثنا عبد الله ، حدثني علي بن حكيم الاودي ، أنبأنا شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن زيد بن وهب قال : قدم على عليعليه‌السلام قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له : الجعدة بن بعجة فقال له : اتق الله يا علي فانك ميت ، فقال عليعليه‌السلام بل مقتول ضربة على هذا تخضب هذي يعني لحيته من رأسه عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى ، وعاتبه في لباسه فقال : مالكم واللباس؟ ـ هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدى بي المسلم. وفي العمدة : وعاتبه قوم في لباسه فقالوا : ما يمنعك أن تلبس ، إلى آخره».

وعثمان بن أبي زرعة الواقع في سند مسند ابن حنبل هو عثمان الاعشى المذكور في سند الغارات كما تقدم آنفا.

عبد الرحمن بن أبي ليلى ت 83 :

قال ابن عبد البر في ترجمة أبي ليلى : أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي ليلى. اختلف في اسمه. فقيل يسار بن نمير. وقيل أوس بن خولى. وقيل داود بن بليل بن بلال بن أحيحة. وقيل يسار بن بلال بن أحيحة بن الجلاح. وقيل بلال بن بليل. وقال ابن الكبي : أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد معه أحدا وما بعدها من المشاهد ، ثم انتقل إلى الكوفة ، وله بهار دار في جهينة ، يلقب بالأيسر. روى عنه ابنه عبد الرحمن ، وشهد هو وابنه عبد الرحمن مع علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه مشاهده كلها.(1) وقال في ترجمة أم ليلى الأنصارية ، انها والدة عبد الرحمن بن أبي ليلى ، كانت من المبايعات حديثها عند أهل بيتها من الكوفيين.(2)

قال المزي : عبد الرحمن بن أبي ليلى ولد لست بقين من خلافة عمر بن الخطاب ، قال عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أدركت عشرين ومئة من أصحاب

__________________

(1) ابن عبد البر ،الاستيعاب ج 4 ص 1744.

(2) ابن عبد البر ،الاستيعاب ج 4 ص 1956.

١٥٢

النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم من الأنصار إذا سئل أحدهم عن شيء أحب ان يكفيه صاحبه. وقال عبد الملك بن عمير لقد رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يستمعون لحديثه وينصتون له فيهم البراء بن عازب ، وقال يزيد بن أبي زياد قال عبد الله بن الحارث يعني بن نوفل اجمع بيني وبين عبد الرحمن بن أبي ليلى فجمعت بينهما فقال عبد الله بن الحارث ما ظننت ان النساء ولدت مثل هذا.(1)

قال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس عن أبي حصين قال لما قدم الحجاج أراد أن يستعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء فقال له حوشب إن كنت تريد أن تبعث علي بن أبي طالب على القضاء فافعل. قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا همام بن عبد الله التميمي قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى مضروبا عليه سراويل أفواف ضربه الحجاج قال وحوشب كان على شرط الحجاج وهو أبو العوام بن حوشب. (افواف جمع فوف وهو القطن أي سراويل قطن أو سراويل ابيض) قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد أوقفه الحجاج وقال له العن الكذابين علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد قال فقال عبد الرحمن : لعن الله الكذابين ، ثم ابتدأ فقال عليُّ بن أبي طالب وعبدُ الله بن الزبير والمختارُ بن أبي عبيد ، قال الأعمش : فعلمت أنه حين ابتدأ فرفعهم لم يعنِهم. قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان إذا سمعهم يذكرون عليا وما يحدثون عنه ، قال قد جالسنا عليا وصحبناه فلم نره يقول شيئا مما يقول هؤلا ء ، أولا يكفي عليا أنه بن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وختنه على ابنته وأبو حسن وحسين شهد بدرا والحديبية. قال وأجمعوا جميعا أن عبد الرحمن بن أبي ليلى خرج مع من خرج على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد بنب الأشعث وأنه قتل بدجيل.(2)

وقال الذهبي عبد الرحمن بن أبي ليلى الإمام أبو عيسى الأنصاري الكوفي الفقيه

__________________

(1) المزي ، تهذيب الكمال ج 6 ص 253.

(2) محمد بن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج 6 ص 419.

١٥٣

والد القاضي محمد رأى عمر يمسح على خفيه ، قال بن سيرين جلست إليه وأصحابه يعظمونه كأنه أمير.(1)

روى النسائي في سننه قال أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا عبيد الله قال أخبرنا بن أبي ليلى عن الحكم والمنهال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه :

أنه قال لعلي وكان يسير معه إن الناس قد أنكروا منك أنك تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الحشو والثوب الغليظ. قال : أولم تكن معنا بخيبر قال بلى. قال : فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع. وبعث عمر وعقد له لواء فرجع بالناس. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار فأرسل إلي وأنا أرمد ، قلت : إني أرمد. فتفل في عيني وقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد فما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا.(2)

وروى الحاكم في مستدركه قال أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني حدثنا محمد بن أيوب أنبأ يحيى بن المغيرة السعدي حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال :

قال علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى ،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) المجادلة / 12 ، قال : كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم نسخت ، فلم يعمل بها أحد فنزلت( أَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المجادلة / 13.

__________________

(1) الذهبي ،تذكرة الحفاظ ، ج 1 ص 47.

(2) النسائي ،السنن الكبرى ج 5 ص 108. النسائي ،فضائل الصحابة ، دار الكتب العلمية بيروت ، ص 242. ابن ماجة ،سنن ابن ماجة ، دار الفكر بيروت ، ص 33. الطبراني ،المعجم الكبير ج 7 ص 77.

١٥٤

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.(1)

وروى احمد عن أبي سعيد ثنا إسرائيل حدثنا أبو اسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلىعن علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك على انه مغفور لك لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله الا هو الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين.(2)

وروى النسائي قال أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد قال حدثنا العوام قال حدثني عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : عن علي رضي الله تعالى عنه قال أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى وضع قدمه بيني وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذ أخذنا مضجعا ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة قال علي فما تركتها بعد قال له رجل ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين.(3)

وفي مسند احمد قال حدثنا عبد الله حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يونس بن أرقم ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت عليا رضي الله تعالى عنه في الرحبة ينشد الناس أنشد الله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد قال عبد الرحمن فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم فقلنا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.(4)

وفيه أيضا قال حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن عمر الوكيعي ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسي حدثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني انه شهد عليا رضي الله تعالى عنه في الرحبة قال أنشد الله رجلا سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وشهده يوم غدير خم الا قام ولا يقوم

__________________

(1) الحاكم النيسابوري ،المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 524.

(2) احمد بن حنبل ، مسند احمد ، ج 2 ص 162. النسائي ،فضائل الصحابة ص 274 ، النسائي ،السنن الكبرى ، دار الفكر ، ج 4 ص 397.

(3) النسائي ،السنن الكبرى ج 6 ص 204.

(4) احمد بن حنبل ،مسند احمد ج 2 ص 22 ـ 23.

١٥٥

الا من قد رآه فقام اثنا عشر رجلا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصروه واخذل من خذلوه فقام إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.(1)

أقول : وقد روى البلاذري قال حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن غياث بن إبراهيم عن المعلى بن عرفان الأسدي عم أبي وائل شقيق بن سلمة قال قال علي على المنبر نشدت الله رجلا سمع رسول الله يقول يوم غدير خم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الا قام فشهد وتحت المنبر انس بن مالك والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله فأعادها فلم يجبه أحد فقال اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها.

قال : فبرص انس وعمي البراء ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته فأتى السراة فمات في بيت امه بالسراة.(2)

وفي المناقب للخوارزمي بالاسناد عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن والده (أبي ليلى قتل بصفين سنة 37) قال قال أبي : دفع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله تعالى على يده ، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة.(3)

وروى البخاري في صحيحه قال حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو قرة مسلم بن سالم الهمداني قال حدثني عبد الله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت بلى فأهدها لي فقال سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت

__________________

(1) احمد بن حنبل ،مسند احمد ج 2 ص 24.

(2) البلاذري ،انساب الاشراف ج 2 ص 157.

(3) الخوارزمي ،المناقب ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1414 هـ ، ص 61.

١٥٦

على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.(1)

وروى الترمذي قال : حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثني أبو أسامة عن مسعر والأجلح ومالك بن مغول عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمنا فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

قال وفي الباب عن علي وأبي حميد وأبي مسعود وطلحة وأبي سعيد وبريدة وزيد بن خارجة ويقال بن جارية وأبي هريرة قال أبو عيسى حديث كعب بن عجرة حديث حسن صحيح وعبد الرحمن بن أبي ليلى كنيته أبو عيسى وأبو ليلى اسمه يسار.(2)

وفي شرح نهج البلاغة قال أبو مخنف فحدثني موسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال لما دخل الحسن وعمار الكوفة اجتمع إليهما الناس فقام الحسن فاستنفر الناس فحمد الله وصلى على رسوله ثم قال ايها الناس أنا جئنا ندعوكم إلى الله وكتابه وسنة رسوله والى افقه من تفقه من المسلمين واعدل من تعدلون وافضل من تفضلون واوفى من تبايعون من لم يعبه القرآن ولم تجهله السنة ولم تقعد به السابقة ، إلى من قربه الله تعالى إلى رسوله قرابتين قرابة الدين وقرابة الرحم إلى من سبق الناس إلى كل مأثرة ، إلى من كفى الله به رسوله والناس متخاذلون ، فقرب منه وهم متباعدون وصلى معه وهم مشركون وقاتل معه وهم منهزمون وبارز معه وهم محجمون وصدَّقه وهم يكذِّبون ، إلى من لم ترد له رواية ولا تكافأ له سابقة ، وهو يسألكم النصر ويدعوكم إلى الحق ويأمركم بالمسير إليه لتوازروه وتنصروه على قوم نكثوا بيعته وقتلوا أهل الصلاح من أصحابه ومثلوا بعماله وانتهبوا بيت ماله فاشخصوا إليه رحمكم الله فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واحضروا بما يحضر به الصالحون.(3)

__________________

(1) البخاري ،صحيح البخاري ، ص 618.

(2) الترمذي ،سنن الترمذي ، تحقيق وتصحيح : عبد الوهاب عبد اللطيف ، دار الفكر بيروت 1983 م ، ص 144.

(3) ابن أبي الحديد ،شرح نهج البلاغة ، ج 14 ص 225 ـ 226.

١٥٧

وفيه أيضا روى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الأشعث انه قال فيما كان يخص به الناس على الجهاد اني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين واثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام :

(ايها المؤمنون انه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فانكره بقلبه فقد سلم وبرئ ومن انكره بلسانه فقد اجر وهو افضل من صاحبه ومن انكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين.(1)

وروى الطبري في تفسيره قال حدثنا محمد بن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن هلال الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قال نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط.(2)

وروى ابن عساكر بسنده عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمار قال سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضياح(3) لبن ، وقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تقتلك الفئة الباغية.(4)

أقول :

قال ابن عبد البر وروى الأعمش ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : شهدنا مع عليرضي‌الله‌عنه صفّين ، فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفّين إلا رأيت أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتبعونه ، كأنه علم لهم. وسمعت عمارا يقول يومئذ لهاشم بن عقبة : يا هاشم ، تقدم الجنة تحت الأبارقة اليوم ألقى الأحبة : محمدا وحزبه. والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ، ثم قال :

__________________

(1) ابن أبي الحديد ،شرح نهج البلاغة ، ج 19 ص 178.

(2) الطبري ،تفسير الطبري ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، مؤسسة الرسالة 2000 م ، ج 11 ص 384.

(3) ضياح : في القاموس : الضيح والضياح : اللبن الرقيق الممزوج ، وتضيَّح اللبن : صار ضياحا.

(4) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ، ج 43 ص 418 ، وج 46 ص 288.

١٥٨

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحقّ إلى سبيله

قال : فلم أر أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذ.(1)

وقال ابن عساكر أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو العباس أحمد بن منصور أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عمي أنا أبو علي نا أحمد بن عمر القاضي نا وكيع نا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب أنه قال يوم الجمل ادع إلي الزبير لَعلّي أذكِّره شيئا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعي الزبير فجاء على دابته وجاء علي على دابته حتى اختلف رؤوس دوابهما فلم يزل علي يذكره ووجه الزبير يتغير ثم انصرفا.

فأما الزبير فمضى فنزل على ناس من بني سعد فأخبر طلحة أن الزبير قد انصرف.

فقال مروان إن لم أدرك ثأري اليوم لم أدركه أبدا فرماه بسهم فقتله ، قال وقتل ابن جرموز الزبير. فقال علي أقتله وقد أمنته ائذنوا له وبشروه بالنار.(2)

قال ابن عبد البر حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أبو بكر أحمد ابن زهير ، قال حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو سلمة التّبوذكيّ ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا أبو فروة ، قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال قال عمررضي‌الله‌عنه : عليّ أقضانا.(3)

أقول : وجدنا في روايات هؤلاء المحدثين الثلاثة وقد دخلوا الشام نماذج من الحديث النبوي واخبار سيرة عليعليه‌السلام التي انتشرت في الشام مما كان أهل الشام قد جهلوه بسبب سياسة منع الحديث ، وسياسة الحرب والاعلام الكاذب مما يؤكد نجاح الحسن في خطته في مواجهة المخطط الأموي.

__________________

(1) ابن عبد البر ،الاستيعاب ج 3 ص 1139.

(2) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ، ج 20 ص 301 ـ 302.

(3) ابن عبد البر ،الاستيعاب ، ج 3 ص 1102.

١٥٩

الباب الثاني / الفصل الثالث

سيرة الامام الحسن عليه‌السلام (معالم امامته الدينية ومرجعيته في عمل الخير)

المبحث الأول في سنوات الصلح

عالج الامام الحسنعليه‌السلام الانشقاق الذي كان ينطوي على مخاطر جسيمة على الرسالة والأمة تحدثنا عنها في الفصول السابقة ، وفتح الشام لمشروع عليعليه‌السلام الاحيائي للسنة ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة واقام حكومة المجتمع المدني وقدم اختيار اهل الشام على اهل العراق مؤقتا ، محتفظا لنفسه بموقع الإمامة الهادية الذي لم يأته ببيعة الناس بل بالوصية من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو موقع لا يزيده الحكم شيئا ولا ينقصه شيئا.

وقد سجلت له كتب التاريخ من فعل الخير وعبادة الله تعالى في هذه السنوات ما يجعله مصداقا لقوله تعالى( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) الأنبياء / 73 الأمر الذي جعله يرتقي في الشرف عند الناس ما لم يبلغه احد الا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويكون يوم وفاته كيوم وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين حشد أهل المدينة انفسهم جميعا الرجال والنساء والاطفال لكي يحضروا جنازته. وفيما يلي طرف من أعمال الخير هذه قد اقف عند بعضها بتحليل مختصر ، واترك الباقي لوضوحها في الإفصاح عن نفسها :

١٦٠