الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي12%

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 611

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي
  • البداية
  • السابق
  • 611 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 173303 / تحميل: 7423
الحجم الحجم الحجم
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

4026 ـ ابن الطيّار :

حمزة بن محمّد(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

قلت : وكذا في المجمع والوجيزة(4) ، والظاهر صحّة إطلاقه على محمّد أبيه أيضاً كما أشرنا إليه فيه(5) .

4027 ـ ابن الطيالسي :

أحمد بن العبّاس(6) ، نقد(7) ، عنهتعق (8) .

4028 ـ ابن عبدك :

من أهل جرجان ، يكنّى أبا محمّد ، محمّد بن علي العبدكي من كبار المتكلّمين في الإمامة ، له تصانيف كثيرة ، وكان يذهب إلى الوعيد ، وكذلك أبو منصور الصرام على مذهب البغداديين ،صه (9) .

وزادست : ويخالفهما أبو الطيّب الرازي وكان يقول بالارجاء ، ولابن عبدك كتب كثيرة منها : كتاب التفسير كبير حسن ، وكتاب الردّ على الإسماعيليّة(10) . وقد تقدّم في الأسماء(11) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 177 / 209 والخلاصة : 53 / 2 ورجال ابن داود : 85 / 534.

(2) نقد الرجال : 404 ، وفيه : حمزة بن الطيّار.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(4) مجمع الرجال : 7 / 164 ، الوجيزة : 360 / 2288 ، وفيها : هو حمزة.

(5) رجال الشيخ : 135 / 7 والتهذيب 4 : 4 / 9.

(6) رجال الشيخ : 446 / 45.

(7) نقد الرجال : 4040.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(9) الخلاصة : 188 / 17 ، وفيها : أبو عبدك.

(10) الفهرست : 193 / 904 ، وفيه بدل كتاب التفسير : كتاب تفسير القرآن.

(11) عن رجال النجاشي : 382 / 1040 والخلاصة : 162 / 159 ورجال ابن داود : 179 / 1458.

٣٢١

4029 ـ ابن عبدوس :

أحمد(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4030 ـ ابن عبدون :

أحمد بن عبد الواحد(4) ، نقد(5) ، عنهتعق (6) .

4031 ـ ابن عجلان :

محمّد(7) ، نقد(8) ، عنهتعق (9) .

قلت : وكذا قال في المجمع(10) إلاّ أنّ محمّد مجهول ولنا عبد الله بن عجلان ممدوح(11) ، فتدبّر.

4032 ـ ابن العرزمي :

يقال لعبيد الله أو عبد الله أو عبيد العرزمي(12) ، ولنا عيسى بن صبيح العزرمي(13) ، وعبد الرحمن بن محمّد بن عبيد الله العرزمي(14) ، إلاّ أنّ الاشتهار‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 447 / 52 والفهرست : 24 / 74 ورجال النجاشي : 1 / 197 ورجال ابن داود : 39 / 93.

(2) نقد الرجال : 404.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(4) رجال النجاشي : 87 / 211 والخلاصة : 20 / 47 ورجال ابن داود : 39 / 87.

(5) نقد الرجال : 404.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(7) رجال الشيخ : 135 / 5 و 136 / 33 و 295 / 244 و 245.

(8) نقد الرجال : 404.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(10) مجمع الرجال : 7 / 164.

(11) رجال الكشّي : 242 / 443 445 ورجال الشيخ : 127 / 10 والخلاصة : 108 / 28.

(12) رجال الشيخ : 229 / 108 و 113 ، وفيه : عبيد الله.

(13) الخلاصة : 123 / 6 ورجال ابن داود : 149 / / 117.

(14) رجال الشيخ : 232 / 142 والفهرست : 108 / 472 ورجال النجاشي : 237 / 628 والخلاصة : 114 / 11 ورجال ابن داود : 129 / 955 إلاّ أنّ في النجاشي والخلاصة : الرزمي.

٣٢٢

به موضع نظر.

قلت : أمّا الأوّل فمجهول لا ينصرف الإطلاق إليه ولذا لم يذكره في المجمع معهما(1) ، وفي الوجيزة لم يذكر إلاّ الأخير(2) .

4033 ـ ابن عرور :

مضى بعنوان أبي طالب بن عرور(3) ،تعق (4) .

قلت : الّذي رأيته حيثما ذكر غرور بالمعجمة ، ويأتي عن المجمع أيضاً(5) . وفيتعق كما ترى أثبته بالمهملة.

4034 ـ ابن عقدة :

أحمد بن محمّد بن سعيد(6) ، نقد(7) ، عنهتعق (8) .

4035 ـ ابن عمّ الحسين بن أبي العلاء :

محمّد بن عبد الله(9) ، نقد(10) ، عنهتعق (11) .

__________________

(1) مجمع الرجال : 7 / 165 ، وفيه : ابن العرزمي ( محمّد بن عبيد الله بن أبي سليمان ل ) وعبد الرحمن بن محمّد.

(2) الوجيزة : 360 / 2291.

(3) عن البحار : 107 / 137.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(5) مجمع الرجال : 7 / 165 ، وفيه : غزور.

(6) رجال الشيخ : 441 / 30 والفهرست : 28 / 86 والخلاصة : 203 / 13 ورجال ابن داود : 229 / 39.

(7) نقد الرجال : 405.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(9) الخلاصة : 164 / 184.

(10) نقد الرجال : 405.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

٣٢٣

4036 ـ ابن عمّ خلاّد بن عيسى :

حكم بن حكيم الصيرفي(1) ، مجمع(2) .

4037 ـ ابن عمّ الهيثم بن أبي مسروق :

داود بن محمّد(3) ، مجمع(4) .

4038 ـ ابن العمري :

محمّد بن حفص(5) ، نقد(6) ، عنهتعق (7) .

قلت : في المجمع : ومحمّد بن عثمان بن سعيد(8) .

4039 ـ ابن العميد :

محمّد بن الحسين بن العميد(9) ، مجمع(10) .

4040 ـ ابن عيّاش :

أحمد بن محمّد بن عبيد الله(11) ، غير مذكور في الكتابين.

__________________

(1) رجال النجاشي : 137 / 353.

(2) مجمع الرجال : 7 / 165.

(3) رجال النجاشي : 161 / 427 والخلاصة : 69 / 13 ورجال ابن داود : 91 / 597.

(4) مجمع الرجال : 7 / 165.

(5) رجال الكشّي : 531 / ذيل الحديث 1015 والخلاصة : 153 / 75 ورجال ابن داود : 171 / 1364.

(6) لم يرد له ذكر في نسخنا من النقد.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(8) مجمع الرجال : 7 / 165.

(9) الفهرست : 31 / 93 ورجال النجاشي : 97 / 242 والخلاصة : 16 / 21 ورجال ابن داود : 36 / 61 ترجمة أحمد بن إسماعيل بن سمكة.

(10) مجمع الرجال : 7 / 165.

(11) رجال الشيخ : 449 / 64 والفهرست : 33 / 99 ورجال النجاشي : 85 / 207 والخلاصة : 204 / 15 ورجال ابن داود : 229 / 41.

٣٢٤

4041 ـ ابن عيينة :

سفيان(1) ، والحكم(2) ، مجمع(3) .

4042 ـ ابن غراب :

علي بن عبد العزيز(4) .

4043 ـ ابن غرور :

أبو طالب ، في أحمد بن محمّد بن عمر(5) ، مجمع(6) .

قلت : ذكرنا أحمد هذا بعنوان ابن محمّد بن عمران ، ورأيت بخطّ بعض تلامذة العلاّمة المجلسي عدّه في جملة مشايخ الشيخ(7) ، وقد مرّ أيضاً عنتعق في أبي طالب(8) .

هذا ومرّ عنه بعنوان ابن عرور بالمهملة ، ولعلّه اشتباه من قلمه.

4044 ـ ابن الغضائري :

أحمد بن الحسن بن عبيد الله(9) ، لم أجد تصريحاً من الأصحاب فيه بتوثيق ولا ضدّه.

__________________

(1) رجال الكشّي : 390 / 735 ورجال الشيخ : 212 / 163 والخلاصة : 228 / 1 ورجال ابن داود : 248 / 215.

(2) رجال الكشّي : 209 / 368 370 ورجال الشيخ : 86 / 6 و 114 / 11 و 171 / 102 والخلاصة : 218 / 1 ورجال ابن داود : 243 / 163 ، وفي الجميع : ابن عتيبة.

(3) مجمع الرجال : 7 / 165 ، وفيه : ابن عينية.

(4) رجال الشيخ : 242 / 299 والفهرست : 95 / 412.

(5) الفهرست : 33 / 98.

(6) مجمع الرجال : 7 / 165 ، وفيه : غزور.

(7) رياض العلماء : 5 / 470.

(8) نقلاً عن بحار الأنوار : 107 / 137 إجازة العلاّمة لأولاد زهرة.

(9) الخلاصة : 8 / 6 ترجمة إسماعيل بن مهران.

٣٢٥

قلت : مرّ في ترجمته ما فيه.

4045 ـ ابن الفارسي :

محمّد بن أحمد بن علي(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4046 ـ ابن فضّال :

علي بن الحسن بن علي بن فضّال(4) ، وقد يطلق على أخويه أحمد(5) ومحمّد(6) ، وعلى أبيه الحسن(7) ، ومن بين الثلاثة في الأخير أشهر ، نقد(8) ، عنهتعق (9) .

4047 ـ ابن قبّة :

محمّد بن عبد الرحمن(10) .

__________________

(1) رجال ابن داود : 163 / 1298.

(2) نقد الرجال : 405.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(4) رجال الكشّي : 385 / 721 و 530 / 1014 ورجال الشيخ : 419 / 26 و 433 / 12 والفهرست : 92 / 392 ورجال النجاشي : 257 / 676 والخلاصة : 93 / 15 ورجال ابن داود : 261 / 340.

(5) الفهرست : 24 / 72 ورجال النجاشي : 80 / 194 والخلاصة : 203 / 10 ورجال ابن داود : 228 / 23.

(6) رجال الكشّي : 345 / 639.

(7) رجال الكشّي : 556 / 1051 و 565 ورجال الشيخ : 371 / 2 والفهرست : 47 / 164 ورجال النجاشي : 34 / 72 والخلاصة : 37 / 2 ورجال ابن داود : 76 / 442.

(8) نقد الرجال : 405.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(10) رجال النجاشي : 375 / 1023 والخلاصة : 143 / 31 ورجال ابن داود : 177 / 1440.

٣٢٦

4048 ـ ابن القدّاح :

عبد الله بن ميمون(1) .

4049 ـ ابن قولويه :

غير مذكور في الكتابين ، وهو جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى ابن قولويه(2) ، ويأتي لأبيه محمّد(3) .

4050 ـ ابن قياما :

لعلّه الحسين(4) عند الإطلاق ، ومضى مقاتل بن مقاتل(5) . وفي ترجمة يحيى بن القاسم : الحسن بن قياما الواقفي(6) .

وفي العيون : عن حمزة بن محمّد بن أحمد(7) ، عن محمّد بن عيسى ابن عبيد ، عن ابن أبي نجران وصفوان بن يحيى قالا : حدّثنا الحسين بن قياما وكان من رؤساء الواقفة ، فسألنا أن نستأذن له على الرضاعليه‌السلام ففعلنا ، فلمّا صار بين يديه قال له : أنت إمام؟ قال : نعم ، قال : فانّي أُشْهِد الله أنّك لست بإمام إلى أنْ قال : وكان الحسين بن قياما واقفاً في الطواف فنظر إليه أبو الحسن الأوّلعليه‌السلام فقال له : مالك حيّرك الله ؛ فوقف عليه بعد الدعوة(8) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 389 / 731 و 732 ورجال الشيخ : 225 / 40 والفهرست : 103 / 442 ورجال النجاشي : 213 / 557 والخلاصة : 108 / 29 ورجال ابن داود : 124 / 910 ، وفي الجميع بدل ابن القدّاح : القدّاح.

(2) رجال الشيخ : 458 / 5 والفهرست : 42 / 140 ورجال النجاشي : 123 / 318 والخلاصة : 31 / 6 ورجال ابن داود : 65 / 326.

(3) رجال الشيخ : 494 / 22.

(4) رجال الكشّي : 553 / 1044 و 1045 ورجال الشيخ : 348 / 27 والخلاصة : 216 / 3 ورجال ابن داود : 241 / 147.

(5) عن رجال الشيخ : 390 / 40.

(6) رجال الكشّي : 475 / 902 ، وفيه بدل الواقفي : الصيرفي.

(7) في المصدر زيادة : عن علي بن إبراهيم بن هاشم.

(8) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 209 / 13 باب 47.

٣٢٧

4051 ـ ابن كازر :

عيسى بن راشد(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4052 ـ ابن كبرياء :

موسى بن الحسن بن محمّد(4) ، نقد(5) ، عنهتعق (6) .

4053 ـ ابن محبوب :

الحسن(7) ،تعق (8) .

4054 ـ ابن مروان :

عبّاس بن عمر بن العبّاس(9) ،تعق (10) .

4055 ـ ابن مسكان :

في الغالب عبد الله(11) ، لكن في الرجال عمران بن مسكان(12) ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 259 / 582 ، وفيه : ابن كاذر ، وفي مجمع الرجال : 4 / 301 نقلاً عنه كما في المتن ، ورجال النجاشي : 295 / 800 ورجال ابن داود : 149 / 1168.

(2) نقد الرجال : 405.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(4) رجال النجاشي : 407 / 1080 والخلاصة : 166 / 6 ورجال ابن داود : 193 / 1614.

(5) نقد الرجال : 405.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403 ، وفيها : ابن كبير.

(7) رجال الكشّي : 584 / 1094 و 1095 ورجال الشيخ : 347 / 9 و 372 / 11 والفهرست : 46 / 162 والخلاصة : 37 / 1 ورجال ابن داود : 77 / 454.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(9) رجال النجاشي : 110 / 279 ترجمة بكر بن محمّد بن حبيب.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(11) رجال الكشّي : 375 / 705 و 382 / 716 ورجال الشيخ : 264 / 685 ورجال النجاشي : 214 / 559 والخلاصة : 106 / 22 ورجال ابن داود : 124 / 907.

(12) رجال الشيخ : 479 / 16 والفهرست : 119 / 539 ورجال النجاشي : 291 / 783 والخلاصة : 125 / 4 ورجال ابن داود : 147 / 1149.

٣٢٨

ومحمّد ابن مسكان(1) ، وحسين بن مسكان(2) ، فلا يحمل على غيره مع احتماله إلاّ بقرينة صالحة.

قلت : المطلق ينصرف إلى عبد الله كما مضى في المقدّمة الرابعة ومضى فيها ما ينبغي أن يلاحظ(3) .

وفيمشكا : الغالب عند الإطلاق إرادة عبد الله ، فلا يحمل على غيره مع احتماله إلاّ بقرينة صالحة(4) .

4056 ـ ابن المعلّم :

محمّد بن محمّد بن النعمانرحمه‌الله (5) ،تعق (6) .

4057 ـ ابن معمّر :

محمّد بن علي بن معمّر(7) ، مجمع(8) .

4058 ـ ابن المغيرة :

عبد الله(9) ،تعق (10) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 302 / 350.

(2) الخلاصة : 217 / 13 ورجال ابن داود : 241 / 152.

(3) منتهى المقال : 1 / 29.

(4) هداية المحدّثين : 309.

(5) الفهرست : 157 / 705.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(7) رجال الشيخ : 500 / 60.

(8) مجمع الرجال : 7 / 166.

(9) رجال الكشّي : 594 / 1110 ورجال الشيخ : 355 / 21 و 356 / 32 و 379 / 4 ورجال النجاشي : 215 / 561 والخلاصة : 109 / 34 ورجال ابن داود : 124 / 909.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

٣٢٩

4059 ـ ابن المكاري :

الحسين بن أبي سعيد(1) ،تعق (2) .

4060 ـ ابن مملك :

الأصفهاني أبو عبد الله من متكلّمي الإماميّة ، وله مع أبي علي الجبائي مجلس في الإمامة بحضرة أبي القاسم بن محمّد ،صه (3) .

وزادست : الكرخي ، له كتب منها كتاب الإمامة ، كتاب نقض الإمامة على الجبائي ولم يتمّه(4) .

وفيتعق : هو محمّد بن عبد الله بن مملك(5) (6) .

4061 ـ ابن ميّاح :

اسمه الحسين ، ضعيف تقدّم(7) .

4062 ـ ابن ميثم :

علي بن إسماعيل الميثمي(8) ،تعق (9) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 38 / 78 ورجال ابن داود : 240 / 135.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(3) الخلاصة : 188 / 18 ، وفيها : أبي القاسم بن محمّد الكرخي.

(4) الفهرست : 193 / 903.

(5) رجال النجاشي : 380 / 1033 والخلاصة : 161 / 153 ورجال ابن داود : 177 / 1435.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(7) عن الخلاصة : 217 / 12.

(8) رجال الشيخ : 383 / 52 والفهرست : 87 / 375 ورجال النجاشي : 251 / 661 والخلاصة : 93 / 9 ورجال ابن داود : 135 / 1022.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

٣٣٠

4063 ـ ابن النجاشي :

عبد الله(1) ،تعق (2) .

4064 ـ ابن النديم :

أبو الفرج محمّد بن إسحاق أبي يعقوب النديم صاحب الفهرست(3) ، أو أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون الكاتب النديم(4) ، فليتدبّر.

وفيتعق : ذكرنا في محمّد بن إسحاق بعض ما فيه ، وأنّه المشهور بالكنية(5) .

قلت : في المجمع : ابن النديم ، محمّد بن إسحاق(6) .

4065 ـ ابن نمير :

هو عبد الله وابنه محمّد من علماء العامّة.

فيهب : عبد الله بن نمير الهمداني أبو هشام ، عن هشام بن عروة والأعمش ، وعنه ابنه محمّد وأحمد وابن معين ، حجّة ، توفّي سنة تسع وتسعين ومائة(7) .

ومحمّد بن عبد الله بن نمير أبو عبد الرحمن الخارقي الكوفي الزاهد ،

__________________

(1) رجال الكشّي : 342 / 634 ورجال النجاشي : 213 / 555 والخلاصة : 108 / 30 ورجال ابن داود : 124 / 911.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(3) رجال النجاشي : 114 / 294 ترجمة بندار بن محمّد.

(4) الفهرست : 27 / 83 ورجال النجاشي : 93 / 230 والخلاصة : 16 / 15 ورجال ابن داود : 35 / 53.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(6) مجمع الرجال : 7 / 167.

(7) الكاشف 2 : 122 / 3062.

٣٣١

عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة ومطين وأبو يعلى. قال أبو إسماعيل الترمذي : كان أحمد بن حنبل يعظّم ابن نمير تعظيماً عجيباً. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين(1) .

وإنّما ذكرتهما لأنّ العلاّمة في مواضع يروي عن ابن عقدة عنه التوثيق ونحوه(2) ، فينبغي معرفته.

قلت : مرّ في عبد العزيز بن أبي ذئب نقل الشيخرحمه‌الله أيضاً تضعيفه عن ابن نمير(3) .

4066 ـ ابن نوح :

هو أحمد بن محمّد بن نوح(4) ، أو ابن علي بن عبّاس بن نوح(5) .

4067 ـ ابن نهيك :

اسمه عبد الله بن أحمد بن نهيك(6) ، ويقال : عبيد الله(7) .

وفيتعق : وأخوه عبد الرحمن(8) (9) .

قلت : وكذا قال في المجمع(10) ، ولعلّ الظاهر انصراف الإطلاق إلى‌

__________________

(1) الكاشف 3 : 58 / 5057 ، ولم يرد فيه : البخاري.

(2) الخلاصة : 8 / 3 ترجمة إسماعيل بن عبد الرحمن ، و 34 / 3 ترجمة جميل بن عبد الله بن نافع ، و 59 / 3 ترجمة حميد بن حمّاد.

(3) رجال الشيخ : 235 / 195.

(4) رجال الشيخ : 456 / 108 والفهرست : 37 / 117 والخلاصة : 18 / 27.

(5) رجال النجاشي : 86 / 209 والخلاصة : 19 / 45 ورجال ابن داود : 40 / 101.

(6) الفهرست : 103 / 447 والخلاصة : 112 / 57 ورجال ابن داود : 116 / 835.

(7) رجال الشيخ : 480 / 19 ورجال النجاشي : 232 / 615.

(8) رجال النجاشي : 236 / 624 والخلاصة : 239 / 4 ورجال ابن داود : 256 / 298.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(10) مجمع الرجال : 7 / 168.

٣٣٢

عبد الله ، ولذا في الوجيزة : ابن نهيك هو عبد الله(1) .

4068 ـ ابن وضّاح :

له كتاب التفسير ،ست : (2) .

قلت : ظاهرست : كونه إماميّاً ، وكونه صاحب كتاب التفسير يدلّ على كونه من العلماء.

4069 ـ ابن الوليد :

محمّد بن الحسن بن الوليد(3) ، مجمع(4) .

وفي الوجيزة : هو محمّد بن الحسن(5) .

4070 ـ ابن همّام :

اسمه محمّد(6) ، وربما أريد به إسماعيل بن همّام(7) .

قلت : في المجمع : ابن(8) همّام محمّد بن أبي بكر(9) ، وإسماعيل ابن همّام(10) .

__________________

(1) الوجيزة : 360 / 2298 ، وفيها : هو عبيد الله.

(2) الفهرست : 193 / 901.

(3) رجال الشيخ : 495 / 23 والفهرست : 156 / 703 ورجال النجاشي : 383 / 1042 والخلاصة : 147 / 43 ورجال ابن داود : 168 / 1346.

(4) مجمع الرجال : 7 / 168.

(5) الوجيزة : 361 / 2299.

(6) رجال الشيخ : 303 / 370 و 304 / 372 و 494 / 20 والفهرست : 141 / 611 ورجال ابن داود : 185 / 1523.

(7) رجال الشيخ : 368 / 15 ورجال النجاشي : 30 / 62 والخلاصة : 10 / 19 ورجال ابن داود : 52 / 200.

(8) في نسخة « م » : أبو.

(9) رجال النجاشي : 379 / 1032 ورجال ابن داود : 158 / 1263.

(10) مجمع الرجال : 7 / 168.

٣٣٣

وفي الوجيزة : هو إسماعيل(1) .

__________________

(1) الوجيزة : 361 / 2300.

٣٣٤

باب المصدر بأخ‌

4071 ـ أخو أبي مريم عبد الغفّار :

عبد المؤمن(1) ، مجمع(2) .

4072 ـ أخو أديم :

أيّوب بن الحر(3) ،تعق (4) .

قلت : في المجمع ولزكريّا(5) (6) . أي زكريّا بن أبجر ، ولا يخفى عدم انصراف الإطلاق إليه.

4073 ـ أخو أسباط بن سالم :

يعقوب بن سالم(7) ، غير مذكور في الكتابين.

4074 ـ أخو إسحاق بن جرير :

خالد(8) ، مجمع(9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 11 / 37 و 237 / 227 ورجال النجاشي : 249 / 655 والخلاصة : 131 / 14 ورجال ابن داود : 132 / 979.

(2) مجمع الرجال : 7 / 168.

(3) رجال النجاشي : 103 / 256 ورجال ابن داود : 53 / 223.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(5) رجال النجاشي : 174 / 459 ورجال ابن داود : 98 / 637 ، وفيهما : زكريّا بن الحر.

(6) مجمع الرجال : 7 / 168.

(7) رجال الشيخ : 337 / 65 ورجال النجاشي : 449 / 1212 والخلاصة : 186 / 2 ورجال ابن داود : 206 / 1730.

(8) رجال الشيخ : 189 / 70 ورجال النجاشي : 149 / 389 ورجال ابن داود : 87 / 546.

(9) مجمع الرجال : 7 / 168.

٣٣٥

4075 ـ أخو إسحاق بن يحيى :

عبد الله(1) ، مجمع(2) .

4076 ـ أخو بشير بن ميمون :

شجرة(3) ، مجمع(4) .

4077 ـ أخو جعفر بن حيّان :

هذيل(5) ، مجمع(6) .

4078 ـ أخو دعبل :

علي بن علي بن رزين(7) ، مجمع(8) .

4079 ـ أخو سعيد بن جناح :

أبو عامر(9) ، مجمع(10) .

4080 ـ أخو سعيد بن خيثم :

معمر(11) ، مجمع(12) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 221 / 580 والخلاصة : 108 / 31 ورجال ابن داود : 125 / 918.

(2) مجمع الرجال : 7 / 168.

(3) رجال الشيخ : 125 / 1 و 218 / 20.

(4) مجمع الرجال : 7 / 168.

(5) رجال الشيخ : 165 / 73.

(6) مجمع الرجال : 7 / 169.

(7) رجال النجاشي : 276 / 727.

(8) مجمع الرجال : 7 / 169.

(9) رجال النجاشي : 191 / 521 والخلاصة : 80 / 8.

(10) مجمع الرجال : 7 / 169.

(11) رجال النجاشي : 180 / 474 والخلاصة : 226 / 4.

(12) مجمع الرجال : 7 / 169.

٣٣٦

4081 ـ أخو سعيد بن يسار :

بشّار(1) ، مجمع(2) .

4082 ـ أخو عبد الله بن سعيد :

عبد الملك(3) ، مجمع(4) .

4083 ـ أخو عبد الله بن غالب :

إسحاق(5) ، مجمع(6) .

4084 ـ أخو عبد الحميد بن سالم :

عبد الرحمن(7) ، مجمع(8) .

4085 ـ أخو عبد الرحمن بن الحجاج :

عبد الله(9) ، مجمع(10) .

4086 ـ أخو علي بن النعمان :

داود(11) ، مجمع(12) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 113 / 290 والخلاصة : 27 / 3.

(2) مجمع الرجال : 7 / 169.

(3) رجال النجاشي : 217 / 565 والخلاصة : 110 / 39 ورجال ابن داود : 119 / 866. وفي نسخة « ش » : أخو عبد الله ، عبد الملك بن سعيد مجمع.

(4) مجمع الرجال : 7 / 170.

(5) رجال النجاشي : 222 / 582 ورجال ابن داود : 122 / 891.

(6) مجمع الرجال : 7 / 170.

(7) رجال النجاشي : 237 / 629.

(8) مجمع الرجال : 7 / 170.

(9) رجال النجاشي : 225 / 589 والخلاصة : 111 / 49 ورجال ابن داود : 118 / 847.

(10) مجمع الرجال : 7 / 170.

(11) رجال النجاشي : 159 / 419 والخلاصة : 69 / 6 ورجال ابن داود : 91 / 598.

(12) مجمع الرجال : 7 / 170.

٣٣٧

4087 ـ أخو فارس :

طاهر بن حاتم(1) ،تعق (2) ، مجمع(3) .

4088 ـ أخو فضيل :

سعيد بن غزوان(4) ، مجمع(5) .

4089 ـ أخو القاسم بن بريد :

موسى(6) ، مجمع(7) .

4090 ـ أخو محمّد بن خالد :

الحسن(8) ، مجمع(9) .

4091 ـ أخو محمّد بن عبد الله بن زرارة :

إبراهيم بن عبد الحميد(10) ، مجمع(11) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 379 / 1 ورجال النجاشي : 208 / 551 والخلاصة : 231 / 2 ورجال ابن داود : 251 / 243.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(3) مجمع الرجال : 7 / 170.

(4) رجال النجاشي : 181 / 479 ورجال ابن داود : 103 / 692.

(5) مجمع الرجال : 7 / 170.

(6) رجال النجاشي : 408 / 1084.

(7) مجمع الرجال : 7 / 170.

(8) رجال الشيخ : 462 / 1 والفهرست : 49 / 169 ورجال النجاشي : 61 / 139 والخلاصة : 43 / 37 ورجال ابن داود : 73 / 410.

(9) مجمع الرجال : 7 / 170.

(10) رجال النجاشي : 20 / 27.

(11) مجمع الرجال : 7 / 170.

٣٣٨

4092 ـ أخو مصدّق بن صدقة :

الحسن(1) ، مجمع(2) .

4093 ـ أخو مغلس :

محمّد بن يحيى بن سليم(3) ، وهو غير مذكور في الكتابين.

4094 ـ أخو منصور :

سلمة بن محمّد(4) ، نقد(5) ، عنهتعق (6) .

قلت : في المجمع : أخو منصور محمّد بن علي بن الربيع(7) ، وسلمة بن محمّد(8) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ الّذي يقال له أخو منصور هو سلمة المذكور كما مرّ التصريح به في منصور بن محمّد(9) ، وأيضاً الإطلاق ينصرف إلى المعروف المشهور ، وهو سلمة دون محمّد ، مع أنّ أخا محمّد وهو منصور بن المعتمر غير مشهور بحيث يعرّف به أخوه ، فتدبّر.

__________________

(1) رجال الشيخ : 168 / 43 والخلاصة : 45 / 51 ورجال ابن داود : 74 / 425.

(2) مجمع الرجال : 7 / 170.

(3) رجال النجاشي : 359 / 963 والخلاصة : 158 / 119 ورجال ابن داود : 182 / 1531 وفي الجميع بدل سليم : سليمان.

(4) رجال النجاشي : 412 / 1099 والخلاصة : 167 / 1 ورجال ابن داود : 193 / 1605.

(5) نقد الرجال : 406.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 403.

(7) رجال الشيخ : 295 / 250.

(8) مجمع الرجال : 7 / 170.

(9) عن رجال النجاشي : 412 / 1099 والخلاصة : 167 / 1 ورجال ابن داود : 193 / 1605.

٣٣٩
٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

وهذه الرواية ينفرد بها عبد الرحمن بن مالك بن مغول وهو كذَّاب وضَّاع.(١)

أقول :

وإلى هاتين الروايتين وأمثالهما استند ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) ومن كان قبله ومن جاء بعده ممن أخذ عنه ليقول إنَّ التشيُّع أصله عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم على عهد عثمان.

قال ابن تيمية : " وقد علم أهل العلم أنَّ أوّل ما ظهرت الشيعة الإمامية المدعية للنَّص في أواخر أيام الخلفاء الراشدين وأفترى ذلك عبد الله بن سبأ ".(٢)

وقال الدكتور سليمان العودة من المعاصرين من أهل الحجاز : إنَّ عبد الله بن سبأ هو أصل التشيع.(٣)

__________________

السنة وعن أبي عاصم خشيش بن صريم بن الأسود النسائي ت ٢٥٣ هـ في كتابه ، وعن أبي القاسم الطبري في شرح أصول السنَّة ، كلهم عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول : وهو كذَّاب ، وكذلك رواه ابن عبد ربَّه ت ٣٢٧ هـ في العقد الفريد.

(١) أوردنا أقوال علماء الجرح والتعديل فيه في كتابناالمدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي .

(٢) ابن تيمية ،منهاج السنَّة ج ١ ص ٢٥١ وأيضاً ج ١ ص ١١ ، ٣٠٦ ، ج ٨ ص ٤٧٩.

(٣) سليمان العودة :عبد الله بن سبأ ودوره في احداث الفتنة ط ١ ، ٢٣٢ وما بعدها.

٤٠١

الباب الثالث / الفصل الخامس

كتاب أبي مخنف في مقتل الحسين عليه‌السلام

تُعدُّ كتب أبي مخنف لوط بن يحي الازدي ت ما قبل ١٧٠ هجرية في مقتل الحسينعليه‌السلام وحركة التوابين وحركة المختار ، من اقدم واشهر المصادر في موضوعه ، الطبري في التاريخ ، وابن اعثم في الفتوح ، والبلاذري في انساب الاشراف ، وروى المسعودي طرفا منها في مروج الذهب ، ثم أخذ ابن الاثير في كتابه الكامل ، وابن كثير ، وابن خلدون ، والذهبي ، برواية الطبري ، لأنه اوردها كاملة ، وعن هؤلاء أخذ المعنيون بالتاريخ الإسلامي ، من القدامى والمعاصرين شيعة كانوا او سنّة.

لم يكن أبو مخنف من القائلين بإمامة عليعليه‌السلام والنص عليه من النبي فهو ليس شيعيا بالمعنى الخاص للتشيع.

قال ابن أبي الحددي : وأبو مخنف من المحدثين وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار ، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها.(١)

وأكَّد ذلك الشيخ المفيد في كتابه عن حرب الجمل وقد أورد اخبار حرب الجمل عن أبي مخنف والواقدي وغيرهما قال بعدها : فهذه جملة من اخبار البصرة ، وسبب فتنتها ، ومقالات أصحاب الآراء في حكم الفتنة بها ، قد اوردنا على سبيل الاختصار ، واثبتنا ما أثبتنا من الاخبار عن رجال العامة دون الخاصة ، ولم نثبت في

__________________

(١) ابن أبي الحديد ،شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٤٧.

٤٠٢

ذلك ما روته كتب الشيعة).(١)

هذا وقد عاصر أبو مخنف أربعة من الأئمة ، وهم السجاد والباقر والصادق والكاظمعليهم‌السلام ، ولم يروِ عن واحد منهم بشكل مباشر ، نعم روى عن بعض اصحابهم بعض الروايات.

وقد وثَّقَ أبا مخنف في النقل عددٌ من اعلام الشيعة(٢) ، الا ان ذلك قابل للمناقشة ، ونحن نتئِد على الأقل بل نرفض قبول فقرات مبثوثة في رواياته التي ترتبط بسيرة بعض الأئمةعليهم‌السلام او سيرة شيعتهم في الكوفة او علاقة الأئمة بهم في الفترة الواقعة من سنة حكم عليعليه‌السلام سنة ٣٥ هجرية وحروبه إلى مقتل المختار سنة ٦٧ هجرية ، وذلك لأنها تعطي رؤية تخالف الثابت عن أهل البيتعليهم‌السلام ، او الثابت من التاريخ عن شيعتهم في الكوفة وعلاقتهم بهم.

من قبيل : ان الحسينعليه‌السلام ندم على أخذ نسائه وبناته معه ، وأنه تذكَّر نصيحة ابن عباس يوم العاشر لما ارتفعت اصواتهن يوم العاشر من المحرم عند احتدام القتال وسقوط القتلى.(٣)

أو أن يزيد بن معاوية قال لعلي بن الحسينعليه‌السلام لما أمر بإرجاعه والسبايا إلى المدينة : لعن الله ابن مرجانه ، أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبدا الا أعطيتها إياه ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ، ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت.(٤)

__________________

(١) الشيخ المفيد ،الجمل ، ص ٢٢٥.

(٢) انظر الخوئي ،معجم رجال الحديث ، والتستري ، قاموس الرجال.

(٣) قال أبو مخنف حدثني عبد الله بن عاصم قال حدثني الضحاك المشرقي قال : لما سمع أخوات الحسين كلام الحسين يخاطب القوم يوم العاشر صحن وبكين وبكى بناته فارتفعت أصواتهن فأرسل اليهن أخاه العباس بن علي وعليا ابنه ، وقال لهما : أسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن ، قال : فلما ذهبا ليسكتاهن ، قال : لا يبعد ابن عباس ، قال : فظننا أنه إنما قالها حين سمع بكاؤهن لأنه قد كان نهاه أن يخرج بهن. الطبريتاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣٢١ وقال أبو مخنف وحدثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان : أن حسينا لما أجمع المسير إلى الكوفة أتاه عبد الله بن عباس وقال له فإن كنت سائرا فلا تسر بنسائك وصبيتك فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه الطبري ،تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٢٨٧.

(٤) الطبري ،تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٥٣.

٤٠٣

وهناك من الرواة من أسفَّ إلى اكثر من هذا ، كما فعل يزيد بن روح بن زنباغ الجذامي المعاصر لابي مخنف ، روى عن الغاز بن ربيعة الجرشى من حمير قال : والله إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زُحَر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية.

فقال له يزيد : ويلك ما وراءك وما عندك؟ فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته ، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد ، أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فَعَدَوْنا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم ، أخذوا يهربون إلى غير وَزَر ، ويلوذون منا بالآكام والحفر ، لواذا كما لاذ الحمائم من صقر.

فوالله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جَز~رَ جَزور ، أو نومةَ قائل حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجردة ، وثيابهم مرملة ، وخدودهم معفرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفي عليهم الريح ، زوارهم العقبان والرخم ...

قال : فدمعت عين يزيد وقال : قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن الله ابن سمية أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه فرحم الله الحسين.(١)

أو أن شيعة علي في الكوفة أمثال سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة وغيرهم كتبوا للحسين بالقدوم ثم خذلوه حتى قُتل ، ثم ندموا بعد ذلك ونهضوا للاخذ بثأره.

أقول :

وفي ضوء ذلك كان من الضروري التحقيق في الرواية التاريخية التي ظهرت في فترة الخمسين سنة من حكم المنصور وولده وما بعدها سواء كانت رواية أبي مخنف او رواية غيره وتجزئة الرواية إلى اجزاء واستبعاد الجزء الذي يلتقي مع الهدف الاعلامي للعباسيين ان لم يكن لدينا غيرها.

ان كتابا وباحثين معاصرين أمثال الشيخ محمود شاكر(٢) والدكتور احمد شلبي(٣)

__________________

(١) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٥١.

(٢) كاتب مصري الف موسوعة في التاريخ الإسلامي في عدة محلدات.

(٣) كاتب مصري ألف موسوعة التاريخ الإٍلامي في عدة مجلدات وطبعت طبعات عديدة آخر ما رايته هو الطبعة السابعة سنة ١٩٨٤ م وعنها ننقل في كتابنا هذا.

٤٠٤

والشيخ الخضري ونظرائهم قد يكونون معذورين حين يعتمدون على رواية أبي مخنف دون ان يحققوا فيها بسبب خلفيتهم العقائدية التي تسوغ لهم قبول ذلك أو الانس به ،

اما ان يعتمد الكاتب الشيعي الامامي(١) على رواية أبي مخنف دون تحقيق او دون تجزئة فليس معذورا.(٢)

لقد شحن كتاب أبي مخنف باخبار تشوه الكوفيين وتجعلهم المسؤلين عن دعوة الحسين إلى الكوفة وعن خذلانه وقتله ،

وكذلك تشوه من سيرة المختار والثوار معه وتسميهم التوابين ليكفِّروا عن خذلانهم للحسين ،عليه‌السلام في الوقت الذي كان هؤلاء في السجون ، قبل مجيء الحسين إلى العراق.

الرواية عن الأئمة من ذرية الحسين عليه‌السلام : أهل الشام

هم قتلة الحسين عليه‌السلام

وتأتي روايات الأئمة من ذرية الحسينعليه‌السلام لتؤكد ان قتلة الحسينعليه‌السلام هم أهل الشام ، وان أهل الكوفة اوفياء في نصرتهم لأهل البيتعليهم‌السلام .

في الكافي (ج ٤ ص ١٤٧) سئل أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام عن صوم يوم تاسوعاء فقال :

تاسوعا يومٌ حوصِرَ فيه الحسينعليه‌السلام وأصحابه بكربلاء ، واجتمع عليه خيلُ أهلِ الشام وأناخوا عليه ، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها ، واستضعفوا فيه الحسينعليه‌السلام وأصحابه وأيقنوا أنه لا يأتي الحسين ناصر ولا يمده أهل العراق(٣) ، بأبي المستضعف الغريب.

وفي أمالي الطوسي (٦٦٧) : أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته عن صوم يوم

__________________

(١) قد يعترض البعض علينا باعتماد مرجع الشيعة في وقته الشيخ المفيدرحمه‌الله على رواية أبي مخنف في كتابهالإرشاد ، او في كتابهالجمل ، ولكنه اعتراض غير وارد لان الشيخ المفيد فيالجمل يصرح انه انما أورد اخبار الجمل من المصادر غير امامية لأجل الاحتجاج بها على من يؤمن بتلك المصادر.

(٢) اشرنا إلى طرف من هذا الموضوع في كتابناالمدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي ، ص ٤٦٩ ـ ٤٨٠ ، نرجو ان نوفق إلى تفصيلها في دراسة مستقلة.

(٣) لأنهم ما بين سجين ومختف ، فضلا عن قطع الطرق ووضع المراصد فيها.

٤٠٥

عاشورا فقال : ذاك يومُ قُتِلَ الحسينعليه‌السلام فان كنت شامتا فصم.

ثم قال :

إن آل أمية لعنهم الله ومن أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام نذرا إن قتل الحسينعليه‌السلام وسلِم من خرج إلى الحسين ، وصارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا ، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم في الناس ، واقتدى بهم الناس جميعا لذلك ، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح في ذلك اليوم.

ونصوص التاريخ تؤيد ذلك

قال الطبري : وكان معاوية حين أجمع عليه أهل العراق بعد عليعليه‌السلام يخرج من الكوفة المستغرب في أمر على وينزل داره المستغرب في أمر نفسه من أهل الشام وأهل البصرة وأهل الجزيرة وهم الذين يقال لهم النواقل في الأمصار.(١)

أقول : روى البلاذري قال : سيَّر زياد بأمر معاوية خمسا وعشرين ألف من الكوفة ومن البصرة مثلهم إلى خراسان.

ومن ذلك يتبين ان أهل الكوفة قد خلطهم معاوية بعدد لا يستهان بها من أهل الشام الموالين له. وكان هؤلاء وأهل الجزيرة وأهل البصرة هم مادة الجيش الذي خرج إلى قتال الحسين مضافا إلى الحمراء مرتزقة الجيش الفارسي الذين اعتمدهم زياد في بناء جهاز شرطته الداخلية في الكوفة.

وفي رواية الشيخ الصدوق قال (وحال بنو كلاب بين الحسين وبين الماء واقبل عدو الله سنان بن انس الايادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على راس الحسينعليه‌السلام ...).(٢)

قال ابن خلدون : (وأما بنو كلاب بن ربيعة فمنهم بنو لاضباب الذين منهم شمر بن ذي الجوشن بن الأعور بن معاوية قاتل الحسين بن علي وكانت بلاد بني كلاب حمى

__________________

(١) الطبري ،تاريخ الطبري ج ٢ ص ٥٠٠ ـ ٥٠١.

(٢) الشيخ الصدوق ، الامالي ص ٢٦٦.

٤٠٦

ضريَّة والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي ، ثم انتقل بنو كلاب إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيتٌ وملكٌ وملكوا حلب وكثيرا من مدن الشام).(١)

طرف من كلمات أهل البيت عليهم‌السلام في الكوفيين

كان عليعليه‌السلام يخاطب الكوفيين : انتم الأنصار على الحق ، والاخوان في الدين.

وكان يقول : الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء ، والذي نفسي بيده لينتصرَنَّ الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز.(٢)

وقال أيضا وهو بالكوفة : ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا ، إن مكة ، حرم إبراهيم والمدينة حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والكوفة حرمي ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه لينزع إليها.(٣)

وروى حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمَّاما بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا من القوم؟ فقلنا من أهل العراق ، فقال وأي العراق؟ قلنا كوفيون ، فقال مرحبا بكم يأهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ، فسألنا عنه فإذا هو علي بن الحسين.(٤)

وعن محمد الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال : ان الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها الا أهل الكوفة.(٥)

وعن عبد الله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه.

فسألنا : من انتم؟

__________________

(١) ابن خلدون ،تاريخ ابن خلدون ج ٢ ق ١ ص ٣١١ ـ ٣١٢.

(٢) الحموي ،معجم البلدان ج ٤ ص ٤٩٢.

(٣) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ١ ص ٢٩٧.

(٤) الحر العاملي ،وسائل الشيعة ، ج ١ ص ٣٦٨ عن الكافي ورواه الصدوق أيضا.

(٥) المجلسي ،بحار الانوار ، ج ٦٠ ص ٢٠٩.

٤٠٧

فقلنا : من أهل الكوفة.

فقال : أما إنه ليس بلد من البلدان اكثر محبا لنا من أهل الكوفة.

إن الله هداكم لأمر جهله الناس ، أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، واتبعتمونا وخالفنا الناس. فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا.

وقال أيضا وقد جاءه رجل قال بعت ضياعي وضربت على كل شيء لي ذهبا وفضة وقلت انزل مكة فقال لا تفعل فان أهل مكة يكفرون بالله جهرة ، فقلت ففي حرم رسول الله فقال هم شر منهم قلت فأين انزل قال عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا هكذا هكذا والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط ولا ملهوف قط الا فرج الله عنه.(١)

__________________

(١) المجلسي ،بحار الانوار ، ج ٦٠ ص ٢٠٩.

٤٠٨

الباب الثالث / الفصل السادس

الروايات الطاعنة في أهل الكوفة على لسان علي والحسن عليهما‌السلام

النموذج الأول : ما نسبه الرواة إلى علي عليه‌السلام قوله :

(وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام)

الرواية الأولى : قال ابن عساكر أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صرصري التغلبي بدمشق نا أبو القاسم نضر بن أحمد الهمداني نا أبو بكر الخلي بن هبة الله بن الخليل نا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نا يحيى بن بكير نا الليث قال بلغني أن عليا قال : يا أهل العراق وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام يصرف الدراهم عشرة بدينار.

فقيل له نحن وأنت كما قال الأعشى :

علِّقتُها وعلِّقتْ رجلا غيري

وعُلِّق أخرى غيرَها الرجلُ

علقناك ، وعلقتَ أهلَ الشام وعلق أهل الشام معاوية(١)

الرواية الثانية : وروى ابن عساكر أيضا قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا

__________________

(١) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ، ج ١ ص ٣٢٠.

٤٠٩

أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي (ابن ديزل) نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثني أبو داود (سليمان الطيالسي البصري ـ ٢٠٣ هـ)(١) أنا أبو معاوية (ت ١٩٥ هـ) عن عمر بن حسان البرجمي(٢) عن خباب بن عبد الله : أن معاوية بعث خيلا فأغارت على هيت والأنبار فاستنفر علي الناس فأبطئوا وتثاقلوا فخطبهم فقال

أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم.

كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم عدوكم فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم وتثاقلتم وثلتم كيت وكيت أعاليل أباطيل سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول حيدي حياد لا يمنع الضيم الذليل ولا يدرك الحق إلا بالجد والصدق فأي دار بعد داركم تمنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون!

المغرور والله من غررتموه ومن قاربكم فازز بالسهم الأخيب أصبحتم والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم.

__________________

(١) قال المزي في تهذيب الكمال ج ١١ ص ٤٠١ : من فارس مولى لآل الزبير بن العوام ،أقول : هو صاحب المسند المعروف ولد سنة ١٢١ هـ وتوفي سنة ٢٠٣ هـ. وكان يروج له عبد الرحمن بن مهدي بقوله فيه : اصدق الناس. وكان وكيع يقول ابو داود جبل العلم ، وذكره سبط بن العجمي ت ٨٤١١ هـ في كتابه (التبيين لأسماء المدلسين).

(٢)أقول : روى الطبري في تاريخه ج ٤ ص ١٠٢ قطعة من الرواية قال حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي قال حدثنا أبيقال حدثني سليمان عن عبد الله قال حدثني عبد الله بن أبي معاوية عن عمرو بن حسان عن شيخ من بني فزارة قال بعث معاوية النعمان بن بشير في ألفين فأتوا عين التمر فأغاروا عليها وبها عامل لعليعليه‌السلام يقال له ابن فلان الأرحبي في ثلثمائة فكتب إلى علي يستمده فأمر الناس أن ينهضوا إليه فتثاقلوا فصعد المنبر فانتهيت إليه وقد سبقني بالتشهد وهو يقول يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر من مناسر أهل الشام أظلكم انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وِجارها المغرور من غررتموه ولمن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب لا أحرار عند النداء ولا إخوان ثقة عند النجاءإنا لله وإنا إليه راجعون ماذا منيت به منكم عمى لا تبصرون وبكم لا تنطقون وصم لا تستمعون إنا لله وإنا إليه راجعون. سند الطبري فيه تصحيف وسلمان في سند الطبري هو سليمان الطيالسي وعمرو بن حسان وهو عمر بن حسان المسلي التميمي البرجمي الكوفي. وعبد الله زيادة من النساخ وعبد الله بن أبي معاوية الصحيح فيه أبو معاوية.

٤١٠

فرق الله بيني وبينكم وأعقبني بكم من هو خير لي منكم وأعقبكم مني من هو شر لكم مني.

أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا ذلا شاملا وسيفا قاطعا وأثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة فتبكي لذلك أعينكم ويدخل الفقر بيوتكم وستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني وهرقتم دماءكم دوني ولا يبعد الله إلا من ظلم ،

والله لوددت أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام ،

فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا وإياك كما قال الأعشى :

علقتها عرضا وعلقت رجلا

غيري وعلق أخرى غيرها الرجل

علقنا بحبك ، وعلقت أنت بأهل الشام ، وعلق أهل الشام معاوية.(١)

تعليقنا على الروايتين :

١ : في سند الرواية الأولى إبراهيم الجوزجاني وهو متهم في الكوفيين وقد اشتهرت التهمة عنه عند علماء الجرح والتعديل.

ترجمة ابراهيم الجوزجاني :

قال علاء الدين مغلطاي : إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، أبو إسحاق السعدي ، سكن دمشق. قال ابن حبان لما ذكره في كتاب (الثقات) كان حروري المذهب (وقال ابن حجر انه رأى نسخة فيها حريزي المذهب أي على مذهب حريز في النصب) ، وكان صلبا في السنة حافظا للحديث ، إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره.

وقال ابن عدي : كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على عليرضي‌الله‌عنه .

وقال السلمي عن الدارقطني : كان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات ، لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب ، اجتمع على بابه أصحاب الحديث فأخرجت

__________________

(١) ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ١ ص ٣٢١.

٤١١

جارية له فروجة ليذبحها ، فلم يجد من يذبحها فقال : سبحان الله! فروجة لا يوجد من يذبحها؟! وقد ذبح علي في ضحوة نيفا وعشرين ألفا.

وقال النسائي : ثقة حافظ للحديث.

توفي بعد سنة أربع وأربعين ومائتين وقال غيره توفي سنة ٢٥٦ هـ.(١)

٢ : وفي سند الرواية الثانية أبو معاوية وهو محمد بن خازم صاحب الأعمش ، وهو من شيوخ الخليفة هارون يقرأ عليه الحديث ويضع له الروايات في الطعن على الرافضة.

ترجمة محمد بن خازم ابي معاوية :

قال الخطيب البغدادي : محمد بن خازم ، أبو معاوية التميمي السعدي ، من أهل الكوفة. وكان ضريرا ، يقال أنه عمي وهو ابن أربع ، وقيل : ثمان سنين ، وقدم بغداد ، وحدث بها عن : سليمان الأعمش وهشام بن عروة وغيرهم. روى عنه : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وغيرهم.

وروى المزي بسنده عن أبي داود : أبو معاوية رئيس المرجئة بالكوفة. وقال ابن حبان في الثقات : كان حافظا متقنا ، ولكنه كان مرجئا خبيثا ، ولد سنة ١١٣ هـ وتوفي سنة ١٩٥ هـ(٢) ،

وذكر الخطيب أخباره مع الرشيد قال : حججت مع جدي أبي أمي وأنا غلام ، فرآني أعرابي فقال لجدي : ما يكون هذا الغلام منك؟ قال : ابني. قال : ليس بابنك قال : ابن ابنتي. قال : ابن ابنتك وليكونن له شأن ، وليطأن برجليه هاتين بسط الملوك. قال : فلما قدم الرشيد بعث إلي ، فلما دخلت عليه ذكرت حديث الأعرابي ، فأقبلت التمس برجلي البساط. قال : يا أبا معاوية لم تلتمس؟ قلت : يا أمير المؤمنين حججت مع جدي ، وحدثته بالحديث فأعجب به. قال أبو معاوية : وحركني شيء فقلت : يا أمير المؤمنين ، أحتاج إلى موضع الخلاء ، فقال للأمين والمأمون خذا بيد عمكما فأرياه الموضع ، فأخذا بيدي فأدخلاني إلى الموضع ، فشممت منه رائحة طيبة. فقالا : يا أبا

__________________

(١) علاء الدين مغلطاي ،إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ٢٠٠١ م ، ج ١ ص ٣٢٤ ـ ٣٢٦.

(٢) المزي ،تهذيب الكمال ج ٢٥ ص ١٣٢.

٤١٢

معاوية ، هذا الموضع فشأنك. فقضيت حاجتي فحدثته أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة ، من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون».(١)

٣ : مضافا إلى ما في السند من علل فان اساس الخبر كما نقدِّر هو ما ذكره ابن قتيبة ونسج على منواله رجال الاعلام العباسي.

قال ابن قتيبة : قدم مصعب على اخيه عبد الله بن الزبير في سنة إحدى وسبعين ومعه رؤساء أهل العراق ووجوههم واشرافهم فقال : يا أمير المؤمنين : قد جئتك برؤساء أهل العراق واشرافهم كل مطاع في قومه ، وهم الذين سارعوا إلى بيعتك وقاموا باحياء دعوتك ، ونابذوا أهل معصيتك ، وسعوا في قطع عدوك(٢)

فقال له عبد الله بن الزبير اسكت : فوالله لوددت ان لي بكل عشرة من أهل العراق واحدا من أهل الشام صرف الدينار بالدراهم.

فقال أبو حاضر الأسدي : يا أمير المؤمنين ان لنا ولك مثلا أفتأذن في ذكره.

قال نعم.

قال : مَثَلُنا ومثَلُك ومَثَل أهل الشام كقول الأعشى :

عُلِّقْتُها عَرَضاً ، وعُلِّقت رجلاً غيري وعُلِّقَ أخرى غيرَها الرَّجُلُ.

__________________

(١) الخطيب البغدادي ،تاريخ بغداد ، ج ٢ ص ٢٩٩ ـ ٣٠١ ، وقد روى له في تاريخ بغداد أيضا يصف تفاعل الرشيد مع ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله !! قال أبو معاوية : كنت أقرأ حديث الأعمش عن أبي صالح على أمير المؤمنين هارون ، فكلما قلت : قال رسول الله ، قال :صلى‌الله‌عليه‌وسلم الله علي سيدي ومولاي وروى له ايضا عن أحمد بن زكريا ابن سفيان قال : سمعت أصحابنا يقولون : قال أبو معاوية : دخلت على هارون يعني أمير المؤمنين فقال لي : يا أبا معاوية : هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي : تكلم. قال : قلت : إن أذنت لي تكلمت. قال : تكلم ، فقلت : يا أمير المؤمنين قالت تيم : منا خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالت عدي : منا خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالت بنو أمية : منا خليفة الخلفاء ، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال : والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا ، وليس في هذا ما يعدل الصورة عن أبي معاوية إذ لا تناقض بين العقيدة بعلي رابع الخلفاء وبين وضع الحديث ضد الرافضة واباحة دمهم.

(٢) ابن قتيبة ،الإمامة والسياسة ج ٢ ص ٢٠. الجاحظ : البيان والتبيين ص ١٥٩ ، ابن قتيبة عيون الاخبار ج ٣ ص ١٧.

٤١٣

احبَّك اهلُ العراق واحببتَ أهل الشام ، واحبَّ أهل الشام عبدَ الملك ، فما تصنع.(١)

أقول :

يريد بأهل العراق في حديثه : هم أهل البصرة ، ورؤوس الجيش الكوفي الذين قاتلوا الحسين وهم شبث بن ربعي وحجار بن ابجر بن الأشعث ، ونظراؤهم الذين بايعوا لدحروجة الجعل واليا لعبد الله بن الزبير بعد موت يزيد ، ثم فروا من المختار إلى البصرة معهم جندهم واستعان بهم مصعب في القضاء على المختار.

٤ : مضافا إلى ذلك فانه ليس من طريقة تفكير عليعليه‌السلام ان يرغب بأهل الشام وقد وصفهم بقلة المعرفة والدين ومدح أهل العراق على علمهم ودينهم.

فهو القائل في رسالة إلى معاوية : (وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة).

والقائل في أهل الشام : (جفاة طغام ، عبيد أقزام ، جمعوا من كل أوب ، وتلقطوا من كل شوب ، ممن ينبغي أن يفقه ويؤدب ، ويعلم ويدرب ، ويولي عليه ، ويؤخذ على يديه ، ليسوا من المهاجرين والأنصار ، ولا من الذين تبوؤوا الدار والايمان).(٢)

اما الجزء الآخر من الرواية الثانية وهو الطعن في أهل الكوفة بما وصفهم فيه فيكفي ان راويها أبو معاوية الذي مرت ترجمته.

٥ : وقد روى الخطبة الشيخ الطوسي قال : أخبرني جماعة ، عن أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثنا محمد بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن سهل ، قال :

__________________

(١) ابن أبي الحديد ،شرح نهج البلاغة ج ٧ ص ٧٥. وفيه ان عبد الله بن الزبير قد اخذ كلامه من علي ،أقول : لكن الصواب هو ما قدمناه في المتن تحت رقم (٢).

(٢) ابن أبي الحديد ،شرح نهج البلاغة ج ١٣ ص ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، قال ابن أبي الحديد : جفاة جمع جاف ، أي هم اعراب أجلاف والطغام أوغاد الناس ، ويقال للأشرار واللئام عبيد ، وان كانوا أحرارا. والأقزام ، بالزاي رذال الناس وسفلتهم ، وجمعوا من كل أوب ، أي من كل ناحية. وتلقطوا من كل شوب ، أي من فرق مختلطة. ثم وصف جهلهم وبعدهم عن العلم والدين ، فقال ممن ينبغي أن يفقه ويؤدب ، أي يعلم الفقه والأدب ويدرب ، أي يعد اعتماد الأفعال الحسنة والأخلاق الجميلة. ويولي عليه ، أي لا يستحقون أن يولوا أمرا ، بل ينبغي أن يحجر عليهم كما يحجر على الصبي والسفيه لعدم رشده وروى (ويولى عليه) بالتخفيف. ويؤخذ على يديه ، أي يمنع من التصرف.

أقول : رذال جملع رذل ورذيل وارذل : الدون من الناس. وقيل هو الرديء من كل شيء.

٤١٤

أخبرنا هشام ، قال : حدثني أبو مخنف ، قال : حدثني الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن جندب بن عبد الله الأزدي ، قال : قام علي بن أبي طالبعليه‌السلام في الناس ليستنفرهم إلى أهل الشام ، وذلك بعد انقضاء المدة التي كانت بينه وبينهم ، وقد شن معاوية على بلاد المسلمين الغارات ، فاستنفرهم بالرغبة في الجهاد والرهبة فلم ينفروا ، فأضجره ذلك فقال :

أيها الناس المجتمعة أبدانهم ، المختلفة أهواؤهم ، ما عزت دعوة من دعاكم ، ولا استراح قلب من قاساكم ، كلامكم يوهن الصم الصلاب ، وتثاقلكم عن طاعتي يطمع فيكم عدوكم ، إذا أمرتكم قلتم : كيت وكيت ، وليت وعسى ، أعاليل أباطيل ، وتسألوني التأخير دفاع ذي الدين المطول ، هيهات هيهات ، لا يدفع الضيم الذليل ، ولا يدرك الحق إلا بالجد والصبر. أي دار بعد داركم تمتعون ، ومع أي إمام بعدي تقاتلون؟! المغرور والله من غررتموه ، ومن فاز لكم فاز بالسهم الأخيب ، أصبحت لا أطمع في نصرتكم ، ولا أصدق قولكم ، فرق الله بيني وبينكم ، وأعقبني بكم من هو خير لي منكم.

أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملا ، وسيفا قاطعا ، وأثرة يتخذها الظالمون فيكم سنة ، تفرق جماعتكم ، وتبكي عيونكم ، وتمنون عما قليل أنكم رأيتموني فنصرتموني ، وستعرفون ما أقول لكم عما قليل ، ولا يبعد الله إلا من ظلم. قال : فكان جندب لا يذكر هذا الحديث إلا بكى ، وقال : صدق والله أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قد شملنا الذل ، ورأينا الأثرة ، ولا يبعد الله إلا من ظلم.(١)

ولا يوجد فيها تمنية ان يصارف عشرة من اهل الكوفة بواحد من اهل الشام ولا شعر الاعشى.

ومع ذلك فان الرواية محرفة ايضا. والصحيح منها هو قولهعليه‌السلام (أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملا ، وسيفا قاطعا ، وأثرة يتخذها الظالمون فيكم سنة ، تفرق جماعتكم ، وتبكي عيونكم).

__________________

(١) الشيخ الطوسي ،الأمالي ص ١٨٠ ـ ١٨١.

٤١٥

٦ : وقد رواها ايضا الشريف الرضي في نهج البلاغة : قال وقد تواترت عليه الأخبار ـ بالاستيلاء أصحاب معاوية على البلاد وقدم عليه عاملاه على اليمن وهما عبيد الله بن عباس وسعيد بن نمران لما غلب عليهما بسر بن أبي أرطاة فقامعليه‌السلام على المنبر ضجراً بتثاقل أصحابه عن الجهاد ومخالفتهم له في الرأي فقال مَا هِيَ إلَّا الْكُوفَةُ أَقْبِضُهَا وأَبْسُطُهَا ـ إِنْ لَمْ تَكُونِي إِلَّا أَنْتِ تَهُبُّأَعَاصِيرُكِ فَقَبَّحَكِ الله ـ وتَمَثَّلَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ :

لَعَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ يَا عَمْرُو إِنَّنِي

عَلَى وَضَرٍ مِنْ ذَا الإِنَاءِ قَلِيلِ

ثُمَّ قَالَعليه‌السلام أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اطَّلَعَ الْيَمَنَ ـ وإِنِّي والله لأَظُنُّ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقَّكُمْ ، وبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي الْحَقِّ وطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي الْبَاطِلِ ، وبِأَدَائِهِمُ الأَمَانَةَ إِلَى صَحِبِهِمْ وخِيَانَتِكُمْ ، وبِصَلَاحِهِمْ فِي بِلَادِهِمْ وفَسَادِكُمْ ، فَلَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ ، لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلَاقَتِه ، اللهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ ومِلُّونِي وسَئِمْتُهُمْ وسَئِمُونِي ، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وأَبْدِلْهُمُ بِي شَرّاً مِنِّي ، اللهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، أَمَا والله لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ ، مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ ، هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ فَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَمِيمِ ، ثم نزلعليه‌السلام من المنبر.

قال السيد الشريف : أقول الأرمية جمع رميّ وهو السحاب والحميم ها هنا وقت الصيف وإنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنه أشد جفولا وأسرع خفوفا لأنه لا ماء فيه وإنما يكون الصحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء وذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا والإغاثة إذا استغيثوا.(١)

وهذه الخطبة موضوعة ايضا على لسانهعليه‌السلام فقد رواها المسعودي قال حدثنا المنقري ، قال : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي ، قال : حدثنا فضيل بن مرزوق ، قال : لما غلب بُسر بن ارطاة على اليمن ، وكان من قبله لابني عبيد الله بن عباس ـ وكان لأهل مكة والمدينة واليمن ـ ما كان ، قام علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه خطيباً فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : ان بسر بن ارطاة قد غلب على اليمن ، والله ما أرى هؤلاء القوم الا سيغلبون على ما في

__________________

(١)نهج البلاغة ـ خطب الإمام علي (ع) (تحقيق صالح) ص ٦٦ ـ ٦٧.

٤١٦

أيديكم ، وما ذلك بحق في أيديهم ، ولكن بطاعتهم واستقامتهم لصاحبهم ، ومعصيتكم لي ، وتناصرهم وتخاذلكم ، واصلاح بلادهم وافساد بلادكم ، وتا لله يا أهل الكوفة لوددت اني صرفتكم صرف الدنيانير العشرة بواحد ، ثم رفع يديه فقال : اللهم اني قد مللتهم وملوني ، وسئمتهم وسئموني ، فابدلني بهم خيراً منهم ، وابدلهم بي شراً مني ، اللهم عجل عليهم بالغلام الثقفي الذيال الميال ، يأكل خضرتها ، ويلبس فروتها ، ويحكم فيها بحكم الجاهلية : لا يقبل من محسنها ، ولا يتجاوز عن مسيئها.(١)

وآفة الرواية هو فضيل بن مرزوق :

قال ابن حجر : فضيل بن مرزوق الأغر بالعجمة والراء الرقاشي الكوفي أبو عبد الرحمن صدوق يهم ورمي بالتشيع من السابعة مات في حدود سنة ستين.(٢)

وقال الذهبي : فضيل بن مرزوق الكوفي. وثقه سفيان بن عيينة ، وقال النسائي ، ضعيف ، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد ، قلت : وكان معروفا بالتشيع من غير سب.(٣)

قال المزي : وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال : كان ممن يخطئ. وذكره في (المجروحين) أيضا وقال : منكر الحديث جدا ، كان ممن يخطئ على الثقات ، ويروي عن عطية الموضوعات ، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره ، والذي عنده أن كل ما روى عن عطية المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها ، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الاثبات يكون محتجا به.(٤)

أقول : لنا تعليقتان على ما ذكروه في ترجمته :

الاولى : حول ما ذكره ابن حبان (ان ما رواه فضيل عن عطية من مناكير تلزق بعطية) ،أقول ان هذه المناكير من قبيل :

ما رواه ابن عساكر قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا علي بن عمر بن محمد الحربي نا أبو حبيب العباس بن محمد بن أحمد بن

__________________

(١) المسعودي ،مروج الذهب ج ٣ ص ١٤٢.

(٢) ابن حجر ،تقريب التهذيب ، ج ٢ ص ١٥.

(٣) الذهبي ،ميزان الاعتدال ج ٣ ص ٣٦٢.

(٤) المزي ،تهذيب الكمال ، ج ٢٣ هامش ص ٣٠٩.

٤١٧

محمد البري نا ابنت بنت السدي يعني إسماعيل بن موسى أنا عمرو بن سعيد البصري عن فضيل بن مرزوق عن أبي سخيلة عن سلمان وأبي ذر قالا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد علي فقال إلا إن هذا أول من امن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين.(١)

وما رواه عن أبي القاسم بن السمرقندي قال : أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو العباس بن عقدة نا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني نا مخلد بن شداد نا محمد بن عبيد الله عن أبي سخيلة قال حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله فلما حان منا حفوف قلت يا أبا ذر إني أرى أمورا قد حدثت واني خائف أن يكون في الناس اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني قال الزم كتاب الله عز وجل وعلي بن أبي طالب فأشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول علي أول من امن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.(٢)

وما رواه عن عبد الله بن الحسن الخلال أنا أبو محمد الحسن بن الحسين نا علي بن عبد الله بن مبشر نا محمد بن حرب نا علي بن يزيد الصدائي عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال انقطع شسع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فتخلف عليه علي يخصفها لشسع فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فاستشرف الناس أبا بكر وعمر فقال ليس بهما ولكن خاصف النعل فذهبنا إلى علي فبشرناه بما قال فلم يرفع بقولنا رأسا كأنه شئ قد سمعه.(٣)

الثانية : حول توثيقه ، فان الاصل فيهي هو سفيان بن عيينة سيد الناس برأي الخليفة هارون العباسي وهو امام مكة على عهده وعهد ابيه المهدي ، وابن عيينة لا

__________________

(١) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤١.

(٢) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤١.

(٣) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤٥٥.

٤١٨

يوثق احدا من الشيعة الا ان يكون على نهجه في معاداتهم ، وقد كان فضيل من الشيعة بالمعنى العام للتشيع بمعنى انه يفضل عليا على غيره من دون سب ، ثم اخذ يروى ضد شيعة الامام الصادق ما يوافق هوى العباسيين وقد روى ابن عساكر نماذج منها :

قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي نا أبو محمد الحسن بن علي إملاء أنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ نا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي نا الفضل بن سهل نا أبو أحمد الزبيري نا فضيل بن مرزوق قال سمعت حسن يقول لرجل من الرافضة والله لئن أمكن الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولا تقبل لكم توبة.

وقال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبدالرحمن بن محمد الزهري نا عبد الله بنإسحاق المدائني نا الحسن نا يزيد بن هارون عن فضيل قال سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة إن قتلك لقربة إلى الله عز وجل فقال له الرجل إنك تمزح فقال والله ما هذا بمزاح ولكنه مني الجد.

وقال : أخبرنا أبو الحسن بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال كان الفضيل بن مرزوق يقول سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل يغلو فيهم ويحكم أحبونا الله فإن أطعنا الله فأحبونا فإن عصينا فابغضوا فلو كان الله نافعا أحدا بقرابته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بغير طاعة الله لنفع بذلك أباه وأمه قولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم.(١)

وقال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون أنا فضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن بن الحسن وسأله رجل ألم يقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال لي بلى والله لو يعني بذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الإمارة والسلطان لأفصح لهم بذلك فإن رسول الله (صلى الله

__________________

(١) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٦٧ ـ ٧١.

٤١٩

عليه وسلم) كان أنصح للمسلمين لقال يا أيها الناس هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده ثم ترك علي أمر الله ورسوله لكان علي أول من ترك أمر الله وأمر رسوله قال البيهقي ورواه شبابة بن سوار عن الفضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يتولاهم فذكر قصة ثم قال ولو كان الأمر كما يقولون إن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إن كان علي لأعظم الناس خطيئة وجرما في ذلك إذ ترك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني فلم يمض لما أمره أو يعذر فيه إلى الناس قال فقال له الرافضي ألم يقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه فقال أما والله إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لو كان يعني ب ذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا شئ فإن أفصح الناس كان للمسلمين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .(١)

ومما وضعه في فضائل الخلفاء :

قال ابن عساكر ، أخبرنا أبو الفضل الفضيلي نا أبو القاسم الخليلي أنا أبو القاسم الخزاعي أنا الهيثم بن كليب الشاشي نا الحسن بن علي بن عفان العامري نا زيد بن الحباب نا فضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي أنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إن تولوا أبا بكر تجدوه زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وإنتولوا عمر تجدوه قويا أمينا لا يأخذه في الله لومة لائم وإن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق.(٢)

قال ابن عساكر اخبرنا زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا نا عبد الله بن محمد بن الحسن نا عبد الله ابن هاشم بن حيان العبدي نا وكيع نا فضيل بن مرزوق

__________________

(١) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ـ ص ٧٠.

(٢) ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ـ ص ٤٢١.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611