حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٢

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام0%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 529

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

مؤلف: باقر شريف القرشي
الناشر: دار البلاغة
تصنيف:

الصفحات: 529
المشاهدات: 188786
تحميل: 4119


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188786 / تحميل: 4119
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

ولم يشك في الله طرفة عين ، وأيم الله لتنتهين يا ابن أم عمرو أو لأقرعن جبينك بكلام تبقى سمته عليك ما حييت ، فاياك والابراز علي فاني من قد عرفت لست بضعيف الغميزة(1) ولا بهش المشاشة(2) ولا بمرئ المأكلة وإني من قريش كاوسط القلادة ، يعرف حسبي ، ولا أدعى لغير أبي وقد تحاكمت فيك رجال من قريش فغلب عليك ألأمهم نسبا وأظهرهم لعنة فاياك عنى فانك رجس ، وأما نحن بيت الطهارة أذهب الله عنا الرجس ، وطهرنا تطهيرا »(3) .

8 ـ ومما وقع للإمام في دمشق انه دخل على معاوية فلما رآه قام إليه واحتفى به فساء ذلك مروان واضطرب غيظا وموجدة واندفع قائلا :

يا حسن ، لو لا حلم أمير المؤمنين وما قد بنى له آباؤه الكرام من المجد والعلا ما أقعدك هذا المقعد ، ولقتلك وأنت له مستوجب بقودك الجماهير

فلما أحسست بنا وعلمت أن لا طاقة لك بفرسان أهل الشام ، وصناديد بني أمية اذعنت بالطاعة ، واحتجزت بالبيعة ، وبعثت تطلب الأمان ، أما والله لو لا ذلك لأريق دمك ، وعلمت أنا نعطي السيوف حقها عند الوغى فاحمد الله اذا ابتلاك بمعاوية فعفا عنك بحلمه ثم صنع بك ما ترى!. ».

فرد عليه الإمام قائلا :

ويحك يا مروان ، لقد تقلدت مقاليد العار في الحروب عند مشاهدتها والمخاذلة عند مخالطتها ، نحن ـ هبلتك الهوابل ـ لنا الحجج البوالغ ، ولنا إن شكرتم عليكم النعم السوابغ ندعوكم إلى النجاة وتدعوننا إلى النار ، فشتان ما بين المنزلتين تفخر ببني أمية وتزعم أنهم صبر في الحروب أسد عند اللقاء

__________________

(1) الغميزة : ضعف العقل أو العمل.

(2) المشاشة : الأرض اللينة كنى (ع) بذلك عن مقدرته وحزمه.

(3) شرح ابن ابى الحديد 4 / 10 المحاسن والمساوى.

٣٢١

ثكلتك أمك أولئك البهاليل السادة والحماة الذادة والكرام القادة بنو عبد المطلب أما والله لقد رأيتهم وجميع من في هذا البيت ما هالتهم الأهوال ولم يحيدوا عن الأبطال كالليوث الضارية الباسلة الحنقة فعندها وليت هاربا وأخذت أسيرا فقلدت قومك العار لأنك في الحروب خوار ، أيراق دمى زعمت؟!! أفلا أرقت دم من وثب على عثمان في الدار فذبحه كما يذبح الجمل؟ وأنت تثغو ثغاء النعجة!! وتنادي بالويل والثبور كالأمة اللكعاء ألا دفعت عنه بيد أو ناضلت عنه بسهم؟! لقد أرتعدت فرائصك!! وغشي بصرك فاستغثت بي كما يستغيث العبد بربه فأنجيتك من القتل ومنعتك منه ثم تحث معاوية على قتلي؟ ولو رام ذلك معك لذبح كما ذبح ابن عفان ، أنت معه أقصر يدا وأضيق باعا وأجبن قلبا من أن تجسر على ذلك ثم تزعم أنى ابتليت بحلم معاوية أما والله لهو أعرف بشأنه ، وأشكر لما وليناه هذا الأمر فمتى بدا له ، فلا يغضين جفنه على القذى معك فو الله لاعقبن أهل الشام بجيش يضيق عنه فضاؤها ويستأصل فرسانها ثم لا ينفعك عند ذلك الهرب والروغان ، ولا يرد عنك الطلب تدريجك الكلام فنحن من لا يجهل آباؤنا القدماء الأكابر ، وفروعنا السادة الأخيار ، أنطلق إن كنت صادقا ».

فقال ابن العاص مستهزا بمروان :

« ينطق بالخنا وتنطق بالصدق ». ثم أنشأ يقول :

قد يضرط العير والمكواة تأخذه

لا يضرط العير والمكواة في النار

« ذق وبال أمرك يا مروان ».

وصاح معاوية بمروان :

« قد كنت نهيتك عن هذا الرجل وأنت تأبى إلا إنهما كما فيما لا يعنيك أربع على نفسك فليس أبوك كأبيه ولا أنت مثله ، أنت ابن الطريد الشريد وهو ابن

٣٢٢

رسول الله (ص) الكريم ، ولكن رب باحث عن حتفه وحافر عن مديته ».

وانتفخت أوداج مروان غضبا وحنقا فاندفع نحو معاوية قائلا :

« ارم من دون بيضتك ، وقم بحجة عشيرتك ».

ثم التفت إلى ابن العاص قائلا :

« وطعنك أبوه فوقيت نفسك بخصييك فلذلك تحذره ».

ثم قام وهو محطم الكيان قد أهين وحقر فقال معاوية :

« لا تجار البحور فتغمرك ، ولا الجبال فتبهرك »(1) .

9 ـ ودخل الإمام على معاوية وكان في مجلس ضيق فجلس (ع) عند رجليه فتحدث معاوية بما شاء أن يتحدث به ثم قال « عجبا لعائشة!! تزعم أني في غير ما أنا أهله ، وان الذي أصبحت فيه ليس لي بحق ، مالها ولهذا يغفر الله لها ، انما كان ينازعنى أبو هذا الجالس ـ وأشار إلى الحسن ـ وقد استأثر الله به ».

فقال (ع) : « أوعجب ذلك يا معاوية!! ».

ـ أي والله! :.

ـ أفلا اخبرك بما هو أعجب؟!!.

ـ ما هو؟

ـ جلوسك في صدر المجالس وأنا عند رجليك.

فضحك معاوية وراوغ على عادته وقال :

« يا ابن أخي بلغنى أن عليك دينا ، كم هو؟ ».

ـ مائة الف.

ـ أمرنا لك بثلاثمائة ألف ، مائة ألف منها لدينك ، ومائة ألف تقسمها

__________________

(1) المحاسن والمساوى 1 / 63 ـ 65.

٣٢٣

في أهل بيتك خاصة ، ومائة ألف لخاصة نفسك ، فقم مكرما فاقبض صلتك.

وخرج الإمام من عنده وكان يزيد حاضرا في مجلس أبيه فلما رأى حفاوته بالإمام ساءه ذلك وحينما انصرف من في المجالس اندفع قائلا :

« تالله ما رأيت رجلا مثلك ، استقبلك بما استقبلك به ثم أمرت له بثلاثمائة ألف! »

ـ يا بني ، إن الحق حقهم فمن جاءك منهم فاحث له(1) .

وقد اعترف معاوية أن الخلافة الإسلامية لأهل البيت وانه قد غصبها منهم.

هذه بعض مناظرات الإمام مع خصومه ، قد روى أكثرها البيهقي والجاحظ ، ونصّ عليها غيرهما من المؤرخين ، وقد فضح بها الإمام معاوية وأتباعه ، وأبدا عارهم وعيارهم ، وأظهر لأهل الشام مخازي بنى أمية ، وعيوب آل أبي سفيان ، فهي بحق ثورة على حكومة معاوية ، فقد حطمت كيانه ، وأنزلته من عرشه إلى قبره.

وشكك بعض أهل العلم فى بعض تلك المناظرات ، واحتمل فيها الوضع لأنها قد اشتملت على تعيير الإمام لخصومه باسلوب يستبعد صدور منه وقد استدل على ذلك بما روى من أن الإمام لم تسمع منه كلمة فحش قط إلا قوله لمروان : « ليس لك عندي إلا ما رغم به أنفك » ومع هذا فكيف يصدر ذلك منه ، وهو احتمال موهوم لأن خصومه الحقراء قد تجرءوا عليه وجابهوه بألفاظ قاسية بذيئة ، فرد عليهم اعتداءهم ، ولكن لم يستعن بالكذب ، ولم يتذرع بالبذاء كما تذرعوا به.

وعلى أي حال فان معاوية بالرغم مما انزله الإمام به من الذل والهوان فانه كان يحذر جانبه ويخشاه وذلك لما له من المكانة المرموقة في نفوس المسلمين ، وتقديمهم له بالفضل على غيره ، وكانوا يعلنون ذلك أمام معاوية

__________________

(1) شرح ابن ابي الحديد 4 / 4.

٣٢٤

فقد ذكر رواة الأثر ان معاوية تحدث في مجلسه فقال :

« اخبروني بخير الناس أبا وأما ، وعما وعمة ، وخالا وخالة ، وجدا وجدة ».

وانما قال ذلك ليرى مدى انطباع المسلمين عن الإمام ، فقام إليه مالك بن عجلان فقال له : « هذا ـ وأشار إلى الحسن ـ خير الناس أبوه علي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة بنت رسول الله (ص) ، وعمه جعفر الطيار في الجنان ، وعمته أم هاني بنت أبي طالب ، وخاله القاسم بن رسول الله ، وخالته زينب بنت رسول الله ، وجده رسول الله (ص) ، وجدته خديجة بنت خويلد ».

فسكت معاوية ولم يطق جوابا ، ولما انصرف الإمام انبرى ابن العاص الى مالك فانكر عليه قوله ، قائلا له :

« أحب بني هاشم حملك على أن تكلمات بالباطل؟! ».

فرد عليه مالك قائلا :

« ما قلت إلا حقا : وما أحد من الناس يطلب مرضاة المخلوق بمعصية الخالق ، إلا لم يعط أمنيته في دنياه ، وختم له بالشقاء في آخرته ، بنو هاشم أنضرهم عودا ، واوراهم زندا ».

والتفت إلى معاوية فقال له : « أليس هم كذلك؟ » ولم يسع معاوية إلا التصديق لكلامه(1) .

ان معاوية كان يخشى من الإمام ويحذر من انتفاضته عليه ، ولا تزال ذكريات صفين ماثلة امامه فيفزع منها ، ويخاف ان تعود عليه مرة اخرى ، ولهذا كان يرعى عواطف الإمام ، وقد ذكر المؤرخون ان عمرو ابن عثمان بن عفان ، واسامة بن زيد مولى رسول الله (ص) تخاصما عند

__________________

(1) المحاسن والمساوى 1 / 62.

٣٢٥

معاوية في ارض فقال عمرو لأسامة : « كأنك تنكرني؟! » فرد عليه اسامة مقالته ، وكثر التشاجر بينهما فهدده أسامة بالهاشميين ، ثم قام فجلس إلى جانب الحسن (ع) وقام الهاشميون فجلسوا إلى جانبه ، ولما راى الأمويون ذلك انضموا إلى ابن عثمان ، وخاف معاوية من اثارة الفتنة فبادر الى حسم النزاع قائلا :

« لا تعجلوا أنا كنت شاهدا إذ أقطعها رسول الله (ص) اسامة ».

وقد حكم بذلك لأسامة وقدمه على عمرو ولما خرج الإمام اقبل الأمويون على معاوية يلومونه على ذلك ، وقالوا له : « الا كنت اصلحت بيننا؟ » فأجابهم معاوية بما ينم عن فزعه وخوفه قائلا :

« دعوني فو الله ما ذكرت عيونهم تحت المغافر بصفين إلا لبس علي عقلي ، وإن الحرب اولها نجوى ، واوسطها شكوى ، وآخرها بلوى ».

ثم تمثل بأبيات لامرئ القيس قائلا :

الحرب اول ما تكون فتية

تدنو بزينتها لكل جهول

حتى إذا حميت وشب ضرامها

عادت عجوزا غير ذات حليل

شمطاء جزت راسها وتنكرت

مكروهة للّثم والتقبيل

ثم قال : ما في القلوب يشب الحروب ، والأمر الكبير يدفعه الأمر الصغير ، وتمثل بقول الشاعر :

قد يلحق الصغير بالجليل

وإنما القرم من الأفيل

وتسحق النخل من الفسيل(1)

إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن سفر الإمام إلى دمشق ، وعن مناظراته فيها.

__________________

(1) مروج الذهب 2 / 309.

٣٢٦

خرق معاوية شروط الصّلح

٣٢٧
٣٢٨

والتزمت أغلب الأمم والشعوب على اختلاف عناصرها وأديانها بالوفاء بالعهود ، وتنفيذ الشروط ، وعدم مجافاتها لما تلتزم به ، وذلك حرصا منها على الروابط الاجتماعية ، وحفظا على النظام العام ، وقد اهتم الإسلام بهذه الناحية اهتماما بالغا فأكد رعاية العهود ، وضرورة الوفاء بها قال تعالى :( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) (1) وقال تعالى :( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ) (2) لقد دعا تعالى المسلمين ـ بهذه الآية ـ إلى أن يهبوا إلى نصرة إخوانهم في الدين وإلى الاشتراك معهم في عمليات الحروب إذا دعوهم إلى ذلك وقد استثنى تعالى المسلمين الذين بينهم وبين المشركين عهد وميثاق فانه لا يجوز لهم خرق ذلك الميثاق ، وذلك لما للعهود من الأهمية عند الله ، يقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المؤمنون عند شروطهم ، وقال (ص) : « المؤمن إذا وعد وفى » ويقول أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الأشتر :

« وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة ، أو ألبسته منك ذمة ، فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت.

فانه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم ، من تعظيم الوفاء بالعهود.

وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استبلوا من عواقب الغدر. فلا تغدرن بذمتك ، ولا تخيسن بعهدك ، ولا تختلن عدوك فانه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي. وقد جعل الله عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته ، وحريما يسكنون إلى منعته ، ويستفيضون إلى

__________________

(1) سورة بني إسرائيل : آية 34.

(2) سورة الأنفال : آية 72.

٣٢٩

جواره ».

هذا هو موقف الإسلام تجاه المعاهدات والشروط فقد الزم بوفائها ورعايتها ، وحرم نكثها ، ولنرجع بعد هذا إلى اتفاقية الصلح التي تمت بين الإمام ومعاوية ، لنرى مدى الالتزام بها من الجانبين ، أما ما يخص الإمام الحسن (ع) من الشروط التي اشترطها معاوية عليه فانه لم يكن سوى شرط واحد وهو أن لا يخرج الإمام عليه ، وقد وفى له بذلك ، فقد خف إليه خلص شيعته بعد أن أعلن معاوية نقضه للشروط التي أعطاها للإمام ، فعرضوا عليه أن يخرج على معاوية ، ويناجزه فأبى (ع) أن ينقض ما أعطاه من العهد ، وبعد خروجه من الكوفة وشخوصه إلى يثرب جاءه زعماء شيعته فطلبوا منه مناجزة معاوية ، وضمنوا له احتلال الكوفة وإخلائها من عامل معاوية ، فامتنع (ع) من إجابتهم وأمرهم بالخلود الى الصبر ـ كما تقدم بيان ذلك ـ.

وأما ما يخص معاوية فانه قد خان بعهده ، وحنث بيمينه ، وكذب بمواعيده ، بالرغم من أنه الزم نفسه بالإيمان المغلظة والعهود المؤكدة على الوفاء بما أعطاه للإمام من شروط فقد جاء فى ختام المعاهدة بتوقيعه : « وعلى معاوية بن أبي سفيان ، عهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء ، وبما أعطى الله من نفسه. » فلم تمض أيام على امضاء المعاهدة حتى أعلن نقضها فقال أمام المسلمين : « الا ان كل شيء أعطيته للحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به! » يقول الحصين بن نمير : « ما وفى معاوية للحسن بشيء مما أعطاه ، قتل حجرا وأصحاب حجر ، وبايع لابنه وسم الحسن. »(1) .

__________________

(1) شرح ابن ابي الحديد 4 / 16.

٣٣٠

إن جميع ما شملته بنود المعاهدة من شرط قد نقضها « كسرى العرب » فلم يف بشيء منها ، وقد أسفر بذلك عن سياسته التي رفعت شعار الغدر ونكث الذمم ونقض العهود ، وفيما بلي الشروط التي نقضها ولم يف بها.

1 ـ سبه لأمير المؤمنين :

إذا مات الإنسان وجب أن تموت معه الحزازات ، وتنطوي معه الأحقاد ، وسائر المؤثرات ، وقد جرت سيرة الناس على ذلك منذ فجر التأريخ ، ولكن ابن هند قد جافى ذلك ، فقد أخذ بعد إبرام الصلح يعلن سب أمير المؤمنينعليه‌السلام ويبالغ فى انتقاصه ، لم يمنعه عنه أنه قد اشترط عليه تركه فى اتفاقية الصلح ، ولم يمنعه عنه انتقال الإمام إلى جوار الله ، وقد قيل :

واحترام الأموات حتم وإن كا

نوا بعادا فكيف بالقرباء(1)

لقد اندفع معاوية بجميع طاقاته وقواه إلى النيل من الإمام وإلى الحط من شأنه ، وقد سخّر جميع أجهزة دولته فى ذلك حتى جعل سب العترة الطاهرة سنة من سنن المسلمين يحتجون على تركها ، ويتنادون عليها ويأثمون على عدم أدائها.

ومما لا شبهة فيه أن سب أمير المؤمنين (ع) إنما هو سب للنبي (ص) وانتقاص له فقد أثر عنه (ص) أنه قال : « من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله »(2) وأثر عنه أنه قال : من آذى عليا فقد

__________________

(1) ديوان الرصافى ص 589.

(2) مستدرك الحاكم 3 / 121 ، ذخائر العقبى ص 66.

٣٣١

آذاني. »(1) وقال (ص) : « اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ».

وتواترت الأخبار عنه (ص) في أن الإمام أخوه ، ووصيه ، وخليله وباب مدينة علمه ، ولو لا جهاده ودفاعه عن دين الله لما قام الإسلام ، وما عبد الله عابد ، ولا وحّده موحد ، وقديما قيل :

أعلى المنابر تعلنون بسبه

وبسيفه نصبت لكم أعوادها

أما بواعث سبه ، فان معاوية علم أنه لا يستقيم له الأمر إلا بانتقاص الإمام والنيل منه وقد صرح بذلك مروان بن الحكم فقال :

« لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك ـ أي بسب علي ـ ».(2)

وعلى أي حال فان معاوية حينما رجع إلى دمشق بعد الصلح أمر بجمع الناس فقام فيهم خطيبا فقال :

« أيها الناس ، إن رسول الله (ص) قال لي : إنك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة فان فيها الأبدال ، وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب ».

__________________

(1) مسند الامام أحمد بن حنبل 3 / 483 ، أسد الغابة 4 / 113 » وجاء في مجمع الهيثمي 9 / 129 عن سعد بن أبي وقاص قال كنت جالسا في المسجد أنا ورجلين معي ، فنلنا من علي فأقبل رسول الله (ص) غضبان يعرف فى وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه ، فقال (ص) : مالكم ومالي؟ من آذى عليا فقد آذاني ، وفي ذخائر العقبى ص 65 عن عمرو بن شاس الأسلمي قال : قال رسول الله (ص) : « من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ».

(2) الصواعق المحرقة ص 33.

٣٣٢

فأخذ الناس في لعنه وانتقاصه(1) ثم اتخذ سبه سنة جارية في خطب الجمعة والأعياد ، فكان يخطب على الناس ويقول في آخر خطبته :

« اللهم إن أبا تراب ألحد في دينك وصد عن سبيلك ، فالعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما » فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر(2) ثم كتب إلى جميع عماله وولاته بلعن أخي رسول الله وسيد هذه الأمة.

فانبرت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنونه ويبرءون منه(3)

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد 3 / 361.

(2) النصائح الكافية ص 72 نقله عن أبي عثمان الجاحظ فى كتاب « الرد على الإمامية ».

(3) شرح ابن أبي الحديد 3 / 15 ومن الخير أن نذكر موقف أمير المؤمنين وولده الحسن من سب معاوية فقد جاء في شرح النهج 1 / 420 أن أمير المؤمنين 7 سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام صفين فنهرهم ونهاهم وقال لهم : « إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب فى القول وأبلغ فى العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم اللهم احقن دماءنا ودماءهم واصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ».

وأما موقف الإمام الحسن من سب معاوية فقد جاءه رسول معاوية فلما رأى الرسول هيبة الإمام وعظمته قال له : « أسأل الله أن يحفظك ويهلك هؤلاء القوم ».

فنهره الإمام وقال له : « رفقا لا تخن من ائتمنك ، وحسبك أن تحبني لحب رسول الله (ص) ولأبي وأمى ، ومن الخيانة أن يثق بك قوم وأنت عدو لهم وتدعو عليهم » الملاحم والفتن ص 143.

٣٣٣

وسار عماله على ذلك ، ومن أبى منهم عزله ، فقد عزل سعيد بن العاص عن إمارة يثرب لأنه امتنع من سب الإمام ، وجعل في مكانه مروان بن الحكم ، وقد بالغ هذا الوغد الخبيث في لعن الإمام وانتقاصه حتى امتنع الإمام الحسن (ع) من الحضور فى الجامع(1) وكان المغيرة بن شعبة يبالغ فى كثرة السب حتى لم يحص أحد كثرة سبه له(2) وكان زياد يحرض الناس على ذلك ، ومن أبى عرضه على السيف(3) .

لقد بالغ الولاة في لعن الإمام حتى جعلوا سبه من أجزاء صلاة الجمعة وبلغ الحال أن بعضهم نسي اللعن في خطبة الجمعة فذكره وهو في السفر فقضاه ، وبنوا مسجدا سموه « مسجد الذكر »(4) وخطب هشام بن عبد الملك بعرفة فلم يتناول الإمام بسوء فانكر عليه عبد الملك بن الوليد قائلا :

« يا أمير المؤمنين ، هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبي تراب »

فقال له هشام : « ليس لهذا جئنا »(5) ولما ولي عبد الملك بن مروان جعل في طليعة مهامه سب أمير المؤمنين ، وتعميم لعنه على جميع الحضر الإسلامية ، وقد رمى بالفجور فى مجلسه ، وكان خالد بن عبد الله القسرى(6) وهو أحد ولاة الأمويين على مكة والعراق يجاهر في لعن

__________________

(1) تطهير الجنان واللسان ص 142.

(2) شرح ابن أبي الحديد 1 / 361.

(3) المسعودي على هامش ابن الأثير 6 / 99.

(4) مقتل الحسين للمقرم ص 198.

(5) شرح ابن أبي الحديد 3 / 476.

(6) خالد بن عبد الله القسري كان امير العراقين من قبل هشام بن عبد الملك وكانت أمه نصرانية فبنى لها كنيسة تتعبد بها وفي ذلك يقول الفرزدق فى هجائه : ـ

٣٣٤

أمير المؤمنين والحسن والحسين فكان ينزو على المنبر ويقول :

« اللهم العن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم صهر رسول الله (ص) على ابنته ، وأبا الحسن والحسين ».

ثم يلتفت إلى الناس ويقول لهم :

« هل كنيت؟ »(1) .

وذكر الحافظ السيوطى أنه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين الف منبر يلعن عليها ابن أبي طالب (ع) وذلك بما سنه لهم معاوية ، وفي ذلك يقول العلامة أحمد حفظي مصطفى الشافعي في أرجوزته :

وقد حكى الشيخ السيوطي أنه

قد كان فيما جعلوه سنة

سبعون الف منبر وعشرة

من فوقهن يلعنون حيدرة

وهذه في جنبها العظائم

تصغر بل توجه اللوائم(2)

ولما رأى سواد الناس والطبقة الواطئة في الشعب أن أحب شيء

__________________

ـ

ألا قبح الرحمن ظهر مطية

أتتنا تهادى من دمشق بخالد

وكيف يؤم الناس من كانت أمه

تدين بأن الله ليس بواحد

بنى بيعة فيها الصليب لأمه

ويهدم من بغض منار المساجد

وعزله هشام عن العراقين لأنه قد أكره امرأة مسلمة على الزنا ثم قتله في أيام الوليد ، جاء ذلك فى وفيات الأعيان 5 / 152 ـ 162 وقريب منه ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 10 / 20 والعجب من ابن حبان حيث عد هذا المجرم الأثيم من الثقات كما ذكر ذلك ابن حجر فى تهذيب التهذيب 3 / 101 قاتل الله العصبية فانها تلبس الباطل لباس الحق.

(1) النصائح ص 80.

(2) النصائح ص 79.

٣٣٥

للسلطة الأموية وأقوى سبب للاتّصال بها سب أمير المؤمنين (ع) وانتقاصه أخذوا يتقربون إليها بذلك فقد أقبل بعض الأوغاد إلى الحجاج وهو رافع عقيرته قائلا :

« أيها الأمير ، إن أهلي عقوني فسموني عليا ، وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج ».

فأنس الحجاج بذلك وتضاحك وقال له :

« للطف ما توصلت به فقد وليتك موضع كذ »(1) .

لقد انتشر سب أمير المؤمنين ولعنه في جميع الأقطار الإسلامية سوى سجستان فانه لم يلعن على منابرها إلا مرة واحدة ولما أصر الأمويون على ذلك امتنعوا عليهم حتى أضطر الأمويون أخيرا إلى موافقتهم(2) وبذلك فقد حاز أهل سجستان الشرف والمجد وسجلت لهم هذه المأثرة بمداد من الشرف والنور.

وظل الأمويون مصرين على سب بطل الإسلام وحامى حوزته وقد بذلوا قصارى جهودهم فى نشر ذلك إلى أن جاء دور عمر بن عبد العزيز فمنع السب وكتب بالمنع إلى جميع عماله وولاته ، وأمر أن يجعل بدل اللعن فى خطبة الجمعة والأعياد قوله تعالى :( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) (3) .

وقيل بل جعل مكان ذلك قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ

__________________

(1) النصائح الكافية وشرح ابن أبي الحديد 1 / 356.

(2) معجم البلدان.

(3) سورة الحشر : آية 10.

٣٣٦

وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (1) .

وقيل بل جعلهما معا(2) وقد سجل بذلك مكرمة لا تنسى مدى الأجيال والأحقاب ، وقد مدحه شاعر العبقرية والنبوغ السيد الشريف الرضيرحمه‌الله على ذلك وشكر له هذه اليد البيضاء التي أسداها على عموم المسلمين فقال :

يا ابن عبد العزيز لو بكت الع

ين فتى من أمية لبكيتك

__________________

(1) سورة النحل : آية 90.

(2) الغدير 10 / 266 وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج 1 / 356 ان عمر حدث عن السبب في تركه لسب أمير المؤمنين قال : كنت غلاما أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود فمر بي يوما وأنا العب مع الصبيان ونحن نلعن عليا فكره ذلك ودخل المسجد فتركت الصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وردى فلما رآني قام فصلى وأطال في الصلاة شبه المعرض عني حتى أحسست منه بذلك فلما انفتل من صلاته كلح في وجهي فقلت له ما بال الشيخ؟ فقال لي أنت اللاعن عليا منذ اليوم؟ قلت نعم قال فمتى علمت أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضى عنهم؟ فقلت له يا أبت وهل كان علي من أهل بدر؟ فقال ويحك وهل كانت بدر كلها إلا له ، فقلت له لا أعود ، فقال بالله عليك لا تعود فقلت له نعم وقال كنت أحضر تحت منبر المدينة وأبي يخطب يوم الجمعة وهو حينئذ أمير المدينة فكنت أسمع أبي يمر في خطبه تهدر شقاشقه حتى يأتي إلى لعن علي (ع) فيجمجم ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به ، فكنت أعجب من ذلك ، فقلت له يوما يا أبت أنت أفصح الناس ، وأخطبهم فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك حتى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييا ، فقال يا بني لو علم من تحت منبرنا من ـ

٣٣٧

غير أني أقول إنك قد طب

ت وإن لم يطب ولم يزك بيتك

أنت نزهتنا عن السب والقذ

ف فلو أمكن الجزاء جزيتك

ولو اني رأيت قبرك لاستحيي

ت من أن أرى وما حييتك

وقليل ان لو بزلت دماء ال

بدن ضربا على الذرى وسقيتك

دير سمعان فيك مأوى أبي حفص

فبودي لو أنني آويتك

دير سمعان لا أغبك غيث

خير ميت من آل مروان ميتك

(1) لقد قدم له السيد الشريف آيات الشكر والثناء بهذه الأبيات الرائعة وشكره على محوه لهذه البدعة التي أثبتت جاهلية معاوية ، ومروقه من الدين

المنكرون ذلك :

وأثار سب الامام أمير المؤمنين سخط الأخيار والمتحرجين فى دينهم لأن الامام نفس النبي (ص) وأخوه وأبو سبطيه ، وصاحب العناء فى الاسلام ، ولأن سب المسلم من أفحش المحرمات ، فقد أثر عن النبي أنه

__________________

ـ أهل الشام وغيرهم فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد ، فقال عمر فوقرت كلمته فى صدري مع ما قال لي معلمي أيام صغرى فأعطيت الله عهدا لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لأغيرنه فلما منّ الله علي بالخلافة اسقطت ذلك ، وجاء فى « الاسلام بين السنة والشيعة » ص 25 أن عمر بن عبد العزيز لما ألغى سب أمير المؤمنين خطب بعض الخطباء بجامع « حران » ولما ختم خطابه لم يسب أمير المؤمنين فتصايح الناس من كل جانب ويحك السنة السنة ، تركت السنة وذكرت بعض للصادر ان جميع الحضر الاسلامية تركت سب أمير المؤمنين بعد تحريم عمر بن عبد العزيز له سوى أهل حمص فإنهم أصروا على ذلك.

(1) شرح ابن أبي الحديد 1 / 357.

٣٣٨

« سباب المسلم فسوق »(1) ، وقال (ص) : « لا يكون المؤمن لعانا »(2) الى غير ذلك من الأحاديث التي وردت عنه (ص) فى تحريم سب المسلم وقذفه ، فلذا اندفعوا الى اعلان سخطهم والى الانكار عليه وعلى ولاته ، ونسوق نص كلامهم في ذلك :

1 ـ سعد بن أبي وقاص :

وعزّ على سعد أن يسمع سب أمير المؤمنين وهو يعير ذلك أذنا صماء من دون أن ينكر عليه ، فقد ذكر المؤرخون ان معاوية بعد عام الصلح قصد بيت الله الحرام ، وبعد فراغه من الطواف توجه الى دار الندوة فلما استقرّ به المجالس شرع فى سبّ أمير المؤمنين فغضب سعد والتفت الى معاوية قائلا :

« يا معاوية أجلستني على سريرك ثم شرعت فى سبّ عليّ ، والله لان يكون فيّ خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن أكون صهرا لرسول الله (ص) ولي من الولد ما لعلي أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس والله لأن يكون رسول الله (ص) قال لي ما قال له فيه يوم خيبر : « لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ليس بفرّار ، يفتح الله على يديه » أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن يكون رسول الله (ص) قال لي ما قال له فى غزوة تبوك : « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، وأيم الله

__________________

(1) الترغيب والترهيب 3 / 394 ، وفيض القدير 4 / 84.

(2) صحيح الترمذي.

٣٣٩

ما دخلت لك دارا ما بقيت ، ثم نهض وهو غضبان ثائر »(1) .

2 ـ السيدة أم سلمة :

وكانت السيدة أم سلمة عالمة بمنزلة أمير المؤمنين (ص) ولما له من المنزلة الكريمة عند رسول الله (ص) ولما رأت أن معاوية يسبه علانية وجهرا اندفعت الى انكار ذلك وقد رفعت الى معاوية مذكرة جاء فيها : « إنكم تعلنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب (ع) ومن أحبه ، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله ».

ولكن انكارها لم يجد شيئا فقد بقي معاوية مصرّا على غيه وإثمه(2) .

3 ـ عبد الله بن عباس :

واجتاز حبر الأمّة عبد الله بن عباس على قوم يسبون أمير المؤمنين فقال لقائده : ادنني منهم فأدناه ، فانبرى إليهم وقد قدّ قلبه قائلا لهم بنبرات تقطر غضبا وألما :

ـ أيّكم الساب رسول الله؟

ـ نعوذ بالله أن نسب رسول الله!!

ـ أيّكم الساب علي بن أبي طالب!

__________________

(1) مروج الذهب 2 / 317 ، وذكره ابن كثير فى تاريخه ، ومسلم فى صحيحه ، والترمذي في صحيحه مع اختلاف يسير بين الروايات ، وذكر المسعودي جواب معاوية لسعد ما يقبح التصريح به رأينا من المناسب تركه.

(2) العقد الفريد 3 / 127 ، وجاء فى مستدرك الصحيحين 1 / 121.

عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكم؟ فقلت : معاذ الله ، أو سبحان الله ، أو كلمة نحوها فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : من سبّ عليا فقد سبني.

٣٤٠