حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٢

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام0%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 529

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

مؤلف: باقر شريف القرشي
الناشر: دار البلاغة
تصنيف:

الصفحات: 529
المشاهدات: 188741
تحميل: 4119


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188741 / تحميل: 4119
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

نبعته. وخصه بسره ، وجعله باب مدينته ، وأعلم بحبه المسلمين ، وأبان ببغضه المنافقين ، فلم يزل كذلك يؤيده بمعونته ، ويمضى على سنن استقامته لا يرجع لراحة اللذات وهو مفلق الهام ، ومكسر الأصنام ، إذ صلى والناس مشركون ، وأطاع والناس مرتابون ، فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر ، وأفنى أهل أحد ، وفرق جمع هوازن ، فيا لها وقائع زرعت فى قلوب قوم نفاقا ، وردة وشقاقا ، وقد اجتهدت فى القول ، وبالغت فى النصيحة ، وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ».

فانتفخت أوداج معاوية غيظا وحنقا وقال لها بنبرات تقطر غضبا :

« والله يا أم الخير ما أردت بهذا إلا قتلي ، والله لو قتلتك ما حرجت فى ذلك ».

فأجابته وهي غير خائفة منه :

« والله ما يسؤني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يد من يسعدني الله بشقائه ».

ـ هيهات يا كثيرة الفضول ، ما تقولين فى عثمان بن عفان؟

ـ وما عسيت أن أقول فيه استخلفه الناس وهم كارهون ، وقتلوه وهم راضون.

وبعد حديث جرى بينهما أطلق أخيرا سراحها وعفا عنها(1) .

3 ـ سودة بنت عمارة :

وسودة بنت عمارة بن الأشتر الهمداني من سيدات نساء العراق ، ومن ربات الفصاحة والبيان ، ورثت حب أمير المؤمنين من آبائها الكرام الذين عرفوا بالحب والأخلاص له ، وفدت على معاوية تشتكي عنده جور عامله

__________________

(1) اعلام النساء 1 / 332 ، بلاغات النساء ص 36 صبح الأعشى.

٤٠١

فلما دخلت عليه عرفها فقال لها :

ألست القائلة يوم صفين؟ :

شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة

يوم الطعان وملتقى الأقران

وانصر عليا والحسين ورهطه

واقصد لهند وابنها بهوان

إن الإمام أخا النبي محمد

علم الهدى ومنارة الإيمان

فقد الجيوش وسر أمام لوائه

قدما بأبيض صارم وسنان

قالت : « أي والله ما مثلي من رغب عن الحق أو اعتذر بالكذب ».

ـ فما حملك على ذلك؟!

ـ حب علي وإتباع الحق.

ـ فو الله ما أرى عليك من أثر علي شيئا؟!

ـ يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب ، فدع عنك تذكار ما قد نسي واعادة ما مضى.

ـ هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ، وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك وأخيك.

ـ صدق فوك لم يكن أخي ذميم المقام ، ولا خفي المكان كان والله كقول الخنساء :

وإن صخرا لتأتم الهداة به

كأنه علم فى رأسه نار

ـ صدقت كان كذلك.

ـ مات الرأس وبتر الذنب ، وبالله أسأل أمير المؤمنين اعفائي مما استعفيت منه.

ـ قد فعلت فما حاجتك؟

ـ إنك أصبحت للناس سيدا. ولأمرهم متقلدا ، والله سائلك من

٤٠٢

أمرنا ، وما افترض من حقنا. ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك. ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصد السنبل ، ويدوسنا دوس البقر ، ويسومنا الخسيسة ، ويسلبنا الجليلة هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك فقتل رجالي وأخذ مالي ، ولو لا الطاعة لكان فينا عز ومنعة ، فأما عزلته عنا فشكرناك ، وإما لا فعرفناك.

فتأثر معاوية من كلامها وقال لها :

« أتهدديني بقومك؟ لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه ».

فأطرقت الى الأرض وهي باكية العين حزينة القلب ثم أنشأت تقول :

صلى الإله على جسم تضمنه

قبر فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا

فصار بالحق والإيمان مقرونا

ـ ومن ذلك؟

ـ علي بن أبي طالب.

ـ وما صنع بك حتى صار عندك كذلك؟

ـ قدمت عليه في رجل ولاه صدقتنا فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين ، فأتيت علياعليه‌السلام لأشكو إليه ما صنع ، فوجدته قائما يصلي فلما نظر إلي انفتل من صلاته ، ثم قال لي برأفة وتعطف : ألك حاجة؟ فأخبرته الخبر فبكى ثم قال : « اللهم إنك أنت الشاهد عليّ وعليهم أني لم آمرهم بظلم خلقك ، ولا بترك حقك » ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب ، فكتب فيها : « بسم الله الرحمن الرحيم ، قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ، وما أنا

٤٠٣

عليكم بحفيظ ، إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام » فأخذته منه ، والله ما ختمه بطين ولا حزمه بحزام.

فتبهر معاوية وتعجب من هذا العدل والإنصاف وقال : « أكتبوا لها بالانصاف والعدل لها ».

فانبرت إليه قائلة :

« ألي خاصة أم لقومى عامة؟ »

ـ وما أنت وغيرك؟

ـ هي والله إذن الفحشاء واللؤم ، إن لم يكن عدلا شاملا ، وإلا فأنا كسائر قومى.

ـ هيهات لمظكم ابن أبي طالب الجرأة وغركم قوله :

فلو كنت بوابا على باب جنة

لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

ثم قال : « اكتبوا لها ولقومها بحاجتها »(1) .

4 ـ أم البراء بنت صفوان :

وكانت أم البراء بنت صفوان بن هلال من سيدات النساء في عفتها وطهارة ذيلها ، عرفت بالولاء والإخلاص لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان لها موقف مشرف في صفين فكانت تحرض الجماهير الحاشدة على مناجزة معاوية وقتاله ، ولما انتهى الأمر إليه وفدت عليه فقال لها :

« كيف أنت يا بنت صفوان؟ »

ـ بخير يا أمير المؤمنين.

ـ كيف حالك؟

__________________

(1) أعلام النساء 2 / 663 ، العقد الفريد 1 / 211 ، بلاغات النساء ص 30.

٤٠٤

ـ ضعفت بعد جلد ، وكسلت بعد نشاط.

ـ شتان بينك اليوم وحين تقولين :

يا عمرو دونك صارما ذا رونق

غضب المهزة ليس بالخوار

أسرج جوادك مسرعا ومشمرا

للحرب غير معرد لفرار

أجب الإمام ودب تحت لوائه

وافر العدو بصارم بتار

يا ليتني أصبحت ليس بعورة

فأذب عنه عساكر الفجار

ـ قد كان ذاك يا أمير المؤمنين ، ومثلك عفا والله تعالى يقول :

« عفا الله عما سلف ».

ـ هيهات أما انه لو عاد لعدت ، ولكن أخترم دونك فكيف قولك حين قتل؟ » فقالت نسيته.

فانبرى إليه بعض جلسائه فقال إنها تقول :

يا للرجال لعظم هول مصيبة

فدحت فليس مصابها بالهازل

الشمس كاسفة لفقد إمامنا

خير الخلائق والإمام العادل

يا خير من ركب المطي ومن مشى

فوق التراب لمحتف أو ناعل

حاشا النبي لقد هددت قواءنا

فالحق أصبح خاضعا للباطل

فتألم ابن هند وقال لها :

« قاتلك الله يا بنت صفوان ، ما تركت لقائل مقالا اذكري حاجتك ».

ولما رأت بنت صفوان الاستهانة والتحقير من معاوية امتنعت أن تفوه بحاجتها وتسأله بمسألتها فقالت له :

« هيهات بعد هذا والله لا سألتك شيئا ».

ولما قامت من مجلسه عثرت فقالت : « تعس شاءني علي »(1) .

__________________

(1) بلاغات النساء ص 75 ، وصبح الأعشى.

٤٠٥

وقد لاقت هذه المرأة النبيلة الكريمة المحتد والطيبة العنصر الاستهانة والإذلال لحبها لأمير المؤمنين.

5 ـ بكارة الهلالية :

وبكارة الهلالية من سيدات النساء الموصوفات بالشجاعة والإقدام والفصاحة والبلاغة ، كانت من أنصار أمير المؤمنين في واقعة صفين وقد خطبت فيها خطبا حماسية دعت فيها جنود الحق للذب عن سيد المسلمين وأمير المؤمنين (ع) ولحرب عدوه.

وفدت بكارة على معاوية بعد أن تم له الأمر ، وقد كبرت ودق عظمها ، ومعها خادمان وهي متكئة عليهما وبيدها عكاز ، فسلمت على معاوية بالخلافة فأحسن لها الرد وأذن لها بالجلوس ، وكان عنده مروان بن الحكم ، وعمرو بن العاص ، فعرفها مروان فالتفت الى معاوية قائلا : « أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين؟ »

ـ ومن هي؟

ـ هي التي كانت تعين علينا يوم صفين وهي القائلة :

يا زيد دونك فاستثر من دارنا

سيفا حساما فى التراب دفينا

قد كان مذخورا لكل عظيمة

فاليوم أبرزه الزمان مصونا

واندفع ابن العاص قائلا : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :

أترى ابن هند للخلافة مالكا

هيهات ذاك وما أراد بعيد

منتك نفسك في الخلاء ضلالة

أغراك عمرو للشقاء وسعيد

فارجع بأنكد طائر بنحوسها

لاقت عليا أسعد وسعود

وانبرى بعدهما سعيد قائلا : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :

قد كنت آمل أن أموت ولا أرى

فوق المنابر من أميّة خاطبا

٤٠٦

فالله أخر مدتي فتطاولت

حتى رأيت من الزمان عجائبا

في كل يوم لا يزال خطيبهم

وسط الجموع لآل أحمد عائبا

وسكت القوم ، فالتفتت بكارة الى معاوية قائلة له :

« نبحتنى كلابك يا أمير المؤمنين واعتورتني ، فقصرت محجتي وكثر عجبي ، وغشي بصري ، وأنا والله قائلة ما قالوا لا أدفع ذلك بتكذيب ، فامض لشأنك ، فلا خير فى العيش بعد أمير المؤمنين »(1) .

ثم انصرفت والألم يحز فى فؤادها ، قد نبحتها كلاب معاوية واحتوشها جلساؤه الأوغاد.

6 ـ أروى بنت الحارث :

وأروى بنت الحارث بن عبد المطلب من سيدات نساء المسلمين فى اقدامها وشجاعتها وحسن منطقها ، قد عرفت بالولاء والحب لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفدت على معاوية فوجهت له سهاما من القول ، وعرضت في كلامها عن محنة أهل البيت (ع) وما لاقوه بعد النبي (ص) من المحن والبلاء وهذا نص كلامها :

« أنت يا ابن أخي لقد كفرت بالنعمة ، وأسأت لابن عمك ـ يعني عليا ـ الصحبة ، وتسميت بغير اسمك ، وأخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الإسلام ، ولقد كفرتم بما جاء به محمد (ص) فأتعس الله منكم الجدود ، وأصعر منكم الخدود ، حتى رد الله الحق الى أهله ، وكانت كلمة الله هي العليا ، ونبينا محمد (ص) هو المنصور على من ناوأه ولو كره المشركون ، فكنا أهل البيت أعظم الناس فى الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه (ص) مغفورا ذنبه ، مرفوعا

__________________

(1) بلاغات النساء ص 34 ، عقد الفريد.

٤٠٧

درجته شريفا عند الله مرضيا فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول : « يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني » ، ولم يجمع بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لنا شمل ، ولم يسهل لنا وعر ، وغايتنا الجنة ، وغايتكم النار ».

وكان ابن العاص حاضرا فلسعه كلامها فاندفع قائلا :

« أيتها العجوز الضالة أقصري من قولك ، وغضي من طرفك ».

ـ ومن أنت لا أم لك؟

ـ عمرو بن العاص.

ـ يا ابن اللخناء النابغة ، أتكلمني؟!! أربع على ضلعك ، وأعن بشأن نفسك ، فو الله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ، ولا كريم منصبها ، ولقد ادعاك ستة من قريش كل واحد يزعم أنه أبوك ، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر فأتم بهم فانك بهم أشبه.

والتفت لها مروان بن الحكم فقال لها :

« أيتها العجوز الضالة ساخ بصرك مع ذهاب عقلك ، فلا تجوز شهادتك ».

فانبرت إليه قائلة :

« يا بني أتتكلم؟ فو الله لأنت الى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم ، وإنك لتشبهه فى زرقة عينيك ، وحمرة شعرك ، مع قصر قامته ، وظاهر دمامته ، ولقد رأيت الحكم ماد القامة ، ظاهر الأمة ، سبط الشعر وما بينكما من قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب

٤٠٨

فاسأل أمك عما ذكرت لك فانها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت ».

ثم التفتت الى معاوية فقالت له :

« والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك هند القائلة فى يوم أحد في قتل حمزة رحمة الله عليه :

نحن جزيناكم بيوم بدر

والحرب يوم الحرب ذات سعر

ما كان عن عتبة لي من صبر

أبي وعمي وأخي وصهرى

شفيت وحشي غليل صدري

شفيت نفسي وقضيت نذري

فشكر وحشي عليّ عمري

حتى تغيب أعظمي في قبري

فأجبتها :

يا بنت رقاع عظيم الكفر

خزيت فى بدر وغير بدر

صبحك الله قبيل الفجر

بالهاشميين الطوال الزهر

بكل قطاع حسام يفري

حمزة ليثي وعلي صقري

إذ رام شبيب وأبوك غدري

أعطيت وحشي ضمير الصدر

هتك وحشي حجاب الستر

ما للبغايا بعدها من فخر

فثار معاوية والتفت الى ابن العاص ومروان قائلا :

« ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره ».

ثم التفت إليها فقال لها :

« يا عمة اقصدي حاجتك ودعي عنك أساطير النساء ».

ـ تأمر لي بألفي دينار ، وألفي دينار ، وألفي دينار.

ـ ما تصنعين بألفي دينار؟

ـ أشتري بها عينا خرخارة ، في أرض خوارة تكون لولد الحارث ابن عبد المطلب.

٤٠٩

ـ نعم الموضع وضعتها ، فما تصنعين بألفي دينار؟

ـ أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم.

ـ نعم الموضع وضعتها ، فما تصنعين بألفي دينار؟

ـ أستعين بها على عسر المدينة ، وزيارة بيت الله الحرام.

ـ نعم الموضع وضعتها ، هي لك نعم وكرامة.

ثم التفت إليها بعد هذا العطاء الجزيل ليرى مدى اخلاصها لأمير المؤمنين قائلا :

« أما والله لو كان علي ما أمر لك بها!! »

ـ صدقت ، إن عليا أدى الأمانة ، وعمل بأمر الله وأخذ به ، وأنت ضيعت أمانتك ، وخنت الله فى ماله ، فأعطيت مال الله من لا يستحقه وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيّنها فلم تأخذ بها ، ودعانا علي الى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحربك عن وضع الأمور في مواضعها ، وما سألتك من مالك شيئا فتمن به إنما سألتك من حقنا ، ولا نرى أخذ شيء غير حقنا ، أتذكر عليا فضّ الله فاك وأجاهد بلاءك؟.

ثم بكت وقالت راثية لأمير المؤمنين :

ألا يا عين ويحك أسعدينا

ألا وابكي أمير المؤمنينا

رزينا خير من ركب المطايا

وفارسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال أو احتذاها

ومن قرأ المثاني والمئينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين

رأيت البدر راع الناظرينا

ولا والله لا أنسى عليا

وحسن صلاته في الراكعينا

أفي الشهر الحرام فجعتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا

٤١٠

فأمر لها معاوية بستة آلاف دينار فأخذتها وانصرفت(1) وقد أراد معاوية بتكريمه لها استمالة قلبها وصرفها عن حب أمير المؤمنين (ع) ، وقد خاب سعيه ، فان من طبع على حب أمير المؤمنين والإخلاص إليه كيف يغيره المال؟ وتقلب عقيدته المادة ، وقد فاهت بهذا الشعور الطيب كريمة أبي الأسود الدؤلي فقد بعث معاوية حلوى هدية الى أبيها ليستميله عن حب أمير المؤمنين (ع) فتناولت ابنته قطعة من تلك الحلوى ووضعتها في فيها فقال لها أبوها :

« يا بنتي القيها فانها سم ، هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين ويردنا عن محبة أهل البيت!! »

فلما سمعت بذلك انبرت الى أبيها تعرب له عن شعورها الطيب وعن مدى حبها لأمير المؤمنين قائلة :

« قبحه الله ، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر ، تبا لمرسله وآكله!! »

ثم قاءت ما أكلته وأنشأت تقول :

أبا لشهد المزعفر يا ابن هند

نبيع عليك أحسابا ودينا

معاذ الله كيف يكون هذا

ومولانا أمير المؤمنينا(2)

7 ـ عكرشة بنت الأطرش :

وعكرشة بنت الأطرش سيدة جليلة تعد في طليعة نساء العرب فى شجاعتها ، وقوة بيانها ، كانت فى صفين تدعو الناس الى نصرة الإمام ومناجزة عدوه ، ولما تم الأمر الى معاوية وفدت عليه فسلمت عليه بالخلافة

__________________

(1) بلاغات النساء ص 27 ، العقد الفريد 1 / 219.

(2) الكنى والألقاب 1 / 8.

٤١١

فتذكر موقفها في صفين فقال لها :

« يا عكرشة الآن صرت أمير المؤمنين؟ »

فقالت له :

« نعم إذ لا عليّ حي ».

فلم يقتنع بذلك وأخذ يذكرها بموقفها وخطبها فى صفين قائلا :

« ألست صاحبة الكور المسدول ، والوسيط المشدود ، والمتقلدة بحمائل السيف ، وأنت واقفة بين الصفين تقولين :

« يا أيها الناس ، عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إن الجنة دار لا يرحل عنها من قطنها ، ولا يحزن من سكنها ، فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ، ولا تنصرم همومها ، كونوا قوما مستبصرين ، إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب ، غلف القلوب ، لا يفقهون الإيمان ، ولا يدرون ما الحكمة؟ دعاهم بالدنيا فأجابوه ، واستدعاهم الى الباطل فلبوه ، فالله الله عباد الله في دين الله!! وإياكم والتواكل ، فان فى ذلك نقض عروة الإسلام ، وإطفاء نور الإيمان ، وذهاب السنة ، وإظهار الباطل هذه بدر الصغرى ، والعقبة الأخرى ، قاتلوا يا معشر الأنصار والمهاجرين على بصيرة من دينكم ، واصبروا على عزيمتكم ، فكأني بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة ، والبغال الشحاجة تضفع ضفع البقر ، وتروث روث العتاق ».

وبعد ما تلى معاوية عليها خطابها قال لها بنبرات تقطر غضبا :

« فو الله لو لا قدر الله ، وما أحب أن يجعل لنا هذا الأمر لقد كان انكفأ علي العسكران فما حملك على ذلك؟ »

فقابلته بناعم القول قائلة :

٤١٢

« إن اللبيب إذا كره أمرا لم يحب إعادته ».

ـ صدقت اذكري حاجتك.

ـ إن الله قد رد صدقاتنا علينا ورد أموالنا فينا إلا بحقها ، وإنا قد فقدنا ذلك ، فما ينعش لنا فقير ، ولا يجبر لنا كسير فان كان ذلك عن رأيك فما مثلك من استعان بالخونة ، ولا استعمل الظالمين.

فما اعتنى معاوية باسترحامها وقال لها :

« يا هذه إنه تنوبنا أمور هي أولى بنا منكم ، من بحور تنبثق ، وثغور تنفتق ».

ـ يا سبحان الله!! ما فرض الله لنا حقا جعل لنا فيه ضررا على غيرنا ما جعله لنا وهو علام الغيوب.

ولم يجد حينئذ معاوية بدا من إجابتها فقال لها :

ـ هيهات يا أهل العراق نبهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا.

ثم أمر لها بقضاء حاجتها وردها الى أهلها(1) .

8 ـ الدارمية الحجونية :

ومن سيدات النساء وخيارهن الدارمية الحجونية ، عرفت بالصلاح والنسك ، وبقوة الحجة ، وشدة العارضة ، قد والت الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولما تم الأمر الى معاوية بعث خلفها وكان آنذاك في الحجاز فلما مثلت عنده قال لها :

« كيف حالك يا ابنة حام »

ـ بخير ، ولست لحام إنما أنا امرأة من قريش من بني كنانة ، ثمت من بني أبيك.

__________________

(1) بلاغات النساء ص 70 ، العقد الفريد 1 / 215 ، صبح الأعشى.

٤١٣

ـ صدقت ، هل تعلمين لم بعثت إليك؟

ـ لا ، يا سبحان الله!! وأنّى لي بعلم ما لم أعلم؟

ـ بعثت إليك أن أسألك علام أحببت عليا (ع) وأبغضتيني؟ وعلام وأليتيه وعاديتيني؟

ـ أو تعفيني من ذلك؟

ـ لا أعفيك ، لذلك دعوتك.

ـ فأما إذا أبيت فإني أحببت عليا (ع) على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية ، وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالأمر منك ، وطلبك ما ليس لك ، وواليت عليا على ما عقد له رسول الله (ص) من الولاية وحب المساكين ، واعظامه لأهل الدين ، وعاديتك على سفكك الدماء ، وشقك العصا.

فتأثر ابن هند من مقالها وقال فاحشا ومستهزئا :

« صدقت فلذلك انتفخ بطنك ، وكبر ثديك ، وعظمت عجيزتك » فردت عليه مقالته بالمثل :

« يا هذا بهند والله يضرب المثل لا أنا ».

ـ لا تغضبي فانا لم نقل إلا خيرا ، إنه إن انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها ، وإذا كبر ثديها حسن غذاء ولدها ، وإذا عظمت عجيزتها وزن مجلسها.

فهدأ روعها ، وسكن غضبها ، ثم التفت لها :

ـ هل رأيت عليا؟

ـ أي والله لقد رأيته.

ـ كيف رأيته؟

٤١٤

ـ لم ينفخه الملك ، ولم تصقله النعمة(1) .

ـ هل سمعت كلامه؟

ـ كان والله كلامه يجلو القلوب من العمى ، كما يجلي الزيت صداء الطست.

ـ صدقت ، هل لك من حاجة؟

ـ أو تفعل إذا سألتك؟

ـ نعم.

ـ تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها.

ـ ما تصنعين بها؟

ـ أغذو بألبانها الصغار ، وأستحيي بها الكبار ، واكتسب بها المكارم واصلح بها بين العشائر.

ـ فان أعطيتك ذلك فهل أحل عندك محل علي بن أبي طالب؟

ـ سبحان الله!!! أو دونه أو دونه.

فتبهر معاوية وقال :

إذا لم أعد بالحلم مني عليكم

فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم

خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد

جزاك على حرب العداوة بالسلم

أما والله لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا.

ـ لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين(2) .

__________________

(1) وفي العقد الفريد : رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ، ولم تشغله النعمة التي شغلتك.

(2) بلاغات النساء ص 72 ، العقد الفريد 1 / 216 ، صبح الأعشى 1 / 259.

٤١٥

الى هنا يننهي بنا الحديث عما لاقته شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام من التنكيل ، والتعذيب ، والإعدام ، والعسف ، والإرهاب ، والإذلال ، والتحقير من قبل معاوية وعامله زياد ، وبذلك فقد نقض معاوية أهم شروط الصلح ، وهو عدم التعرض لشيعة آل البيت بسوء ومكروه وغائلة :

المؤتمر الحسيني :

ولما رأى سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) الإجرءات الحاسمة التي اتخذها معاوية ضد العترة الطاهرة ، عقد (ع) مؤتمرا في مكة ، دعا فيه جمهورا غفيرا ممن شهد موسم الحج من المهاجرين والأنصار ، والتابعين ، وغيرهم من سائر المسلمين ، وعرض عليهم ما ألمّ بأهل البيت وبشيعتهم من المحن والخطوب من جراء الحكم القائم الذي عمد الى اتخاذ جميع الوسائل للكيد لآل النبي (ص) واخفاء فضائلهم ، وستر ما أثر عن الرسول فى حقهم وقد ألزم حضار مؤتمره باذاعة ذلك بين المسلمين ، ونسوق ما رواه سليم ابن قيس فى ذلك قال :

« ولما كان قبل موت معاوية بسنة ، حج الحسين بن علي ، وعبد الله ابن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحسين بني هاشم ، رجالهم ونساءهم ، ومواليهم ، ومن حج منهم من الأنصار ، ممن يعرفه الحسينعليه‌السلام وأهل بيته ، ثم أرسل رسلا وقال لهم : لا تدعوا أحدا حج العام من أصحاب رسول الله (ص) المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمعوهم لي ، فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم فى سرادقه. عامتهم من التابعين ، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقام فيهم خطيبا :

٤١٦

« فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فان هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم. وإني أريد أن أسألكم عن شيء فان صدقت فصدقوني ، وإن كذبت فكذبوني ، اسمعوا مقالتي ، واكتبوا قولي ، ثم ارجعوا الى أمصاركم وقبائلكم ، فمن أمنتم من الناس ، ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا. فاني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويغلب ، والله متم نوره ولو كره الكافرون ».

« وما ترك شيئا مما أنزله الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره ، ولا شيئا مما قاله رسول الله (ص) فى أبيه وأخيه وأمه وفى نفسه وأهل بيته إلا رواه وكل ذلك يقول أصحابه اللهم نعم ، وقد سمعنا وشهدنا ، ويقول التابعي : اللهم قد حدثني به من أصدقه وائتمنه من الصحابة ، فقال : أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه »(1)

وكان هذا المؤتمر الذي عقده الإمام أول مؤتمر عرفه العالم الإسلامى في ذلك الوقت ، فقد شجب فيه الإمام سياسة معاوية ، ودعا المسلمين الى مناهضة حكمه ، والى الإطاحة بسلطانه.

4 ـ البيعة ليزيد :

ومن أهم بنود الصلح إرجاع الخلافة الإسلامية الى الإمام الحسن ، ومن بعده الى أخيه الحسينعليهما‌السلام بعد هلاك معاوية ، فقد كانت هذه المادة من أهم شروط الصلح التي وقع عليها معاوية ، ولكنه بعد ما تم له الأمر ، وصفا له الملك ، صمم على نقضها ، وعلى عدم الوفاء بها ، فقد أخذ يعمل مجدّا في جعل الخلافة وراثة في أهل بيته ، وهو بهذا الفعل

__________________

(1) سليم بن قيس.

٤١٧

كما يقول الاستاذ السيد قطب : « مدفوع بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية والقبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه ، فمعاوية بن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، وهو وريث قومه وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام »(1) .

لقد كان معاوية في فعله هذا مدفوعا بدافع الجاهلية العمياء ، وبدافع العصبية القبلية التي شجبها الإسلام فقد اعتبر المواهب والكفاءة والعلم والجدارة فيمن يتولى شئون الحكم ، والغى جميع الاعتبارات التي لا تمت لذلك ، فقد صح عن رسول الله (ص) أنه قال : « من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمّر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم »(2) ولكن معاوية الذي برىء من الإسلام راح يعمل بوحي من جاهليته الى الانتقام من الإسلام والى تمزيق صفوف المسلمين فعمد الى جعل الخلافة الى ولده الفاسق الأثيم يزيد وقد صور فسقه ومجونه الشاعر العبقري الاستاذ الكبير بولس سلامة بقوله :

وترفق بصاحب العرش مشغو

لا عن الله بالقيان الملاح

ألف ( الله أكبر ) لا يساوي

بين كفي يزيد نهلة راح

تتلظى في الدنان بكرا فلم

تدنس بلثم ولا بماء قراح(3)

وقال فيه عبد الله بن حنظلة الصحابي العظيم المنعوت بالراهب قتيل واقعة الحرة : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إنه رجل ينكح الامهات ، والبنات ، والأخوات ، ويشرب الخمر

__________________

(1) العدالة الاجتماعية ص 180.

(2) النصائح ص 39.

(3) ملحمة الغدير ص 227.

٤١٨

ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا »(1) . وقال فيه المنذر بن الزبير لما قدم المدينة : « إن يزيد قد أجازني بمائة الف ، ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره ، والله إنه ليشرب الخمر ، والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة »(2) ، وقال ابن فليح إن أبا عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه ، وأحسن جائزته ، فلما قدم المدينة قام الى جنب المنبر وكان مرضيا صالحا فخطب الناس فقال لهم : « ألم أحب؟ ألم أكرم؟ والله رأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة مسكرا ،(3) .

لقد كان معاوية يعلم فسق ولده وارتكابه للموبقات ، وادمانه على شرب المسكر ، وتركه للصلاة ، وقد أدلى بذلك في كتابه الذي ندد فيه بأفعاله فقد جاء فيه ما نصه :

« بلغني أنك اتخذت المصانع والمجالس للملاهي والمزامير كما قال تعالى : « أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخالدون » ، وأجهرت الفاحشة حتى اتخذت سريرتها عندك جهرا. اعلم يا يزيد ، ان أول ما سلبكه السكر معرفة مواطن الشكر لله على نعمه المتظاهرة ، وآلائه المتواترة ، وهي الجرحة العظمى ، والفجعة الكبرى : ترك الصلوات المفروضات في أوقاتها ، وهو من أعظم ما يحدث من آفاتها ، ثم استحسان العيوب ، وركوب الذنوب ، وإظهار العورة ، وإباحة السر ، فلا تأمن نفسك على سرك ، ولا تعتقد على فعلك »(4) .

__________________

(1) تأريخ ابن عساكر 7 / 372 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 81.

(2) البداية والنهاية 8 / 216 ، الكامل لابن الأثير 4 / 45.

(3) تاريخ ابن عساكر 7 / 28.

(4) صبح الأعشى 6 / 388.

٤١٩

ومع علمه بمروق ولده عن الدين ، واستحلاله لما حرّم الله ، واغراقه في الشهوات ، كيف يمكنه من رقاب المسلمين ويفرضه حاكما عليهم ، إنه بذلك مدفوع بدافع الحقد على الإسلام ، وبدافع العصبية الجاهلية التي أترعت بها نفسه الشريرة.

لقد أجاهد معاوية نفسه في فرض يزيد حاكما على المسلمين ، فقد ظل سبع سنين يروض الناس ، ويعطي الأقارب ، ويدني الأباعد من أجل ذلك(1) ، ولما هلك زياد وكان كارها لبيعة يزيد أظهر عهدا مفتعلا عليه فيه عقد الخلافة ليزيد من بعده(2) ، وهكذا اعتمد على جميع الوسائل التي لم يألفها المسلمون ، ولم يقرها الدين فى سبيل جعل الملك في بني أميّة وتحويل الخلافة عن مفاهيمها الخلاقة الى الملك العضوض. وقد جرت تلك المقدمات التي عملها معاوية فى حياة الإمام الحسن (ع) ولكنه لم يعلن البيعة الرسمية ليزيد إلا بعد اغتياله للإمام ، وعلينا أن نعرض بعض الوسائل التمهيدية التي عملها معاوية من أجل ذلك.

دعوة المغيرة :

وأول من تصدى الى الدعوة لهذه البيعة المشومة المنافق الأثيم أعور ثقيف المغيرة بن شعبة صاحب الأحداث والموبقات في الإسلام(3) وسبب

__________________

(1) العقد الفريد 2 / 302.

(2) تاريخ الطبري 6 / 270 ، العقد الفريد 2 / 302.

(3) من موبقات المغيرة انه أول من رشى في الإسلام كما يروي ذلك البيهقي وغيره ، ومن جرائمه انه الوسيط في استلحاق زياد بمعاوية ، وهو صاحب الدعوة الى البيعة ليزيد ،

٤٢٠