حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام16%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 307355 / تحميل: 6767
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٤- وفي ترجمة: إبراهيم بن عبد العزيز، وأنّه مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، والراوين عنه.

قال ابن حجر: روى عن أبيه وجعفر الصادق، ذكره عليّ بن الحَكم في رجال الشيعة. لسان الميزان ج١ ص٧٨ رقم ٢١٤.

٥- وفي ترجمة: إبراهيم بن عيسى الخزّاز الكوفي.

قال ابن حجر: ذكره عليّ بن الحَكم وغيره في رجال الشيعة، وقال روى عن الصادق والكاظم. روى عنه الحسن بن محبوب وغيره. لسان الميزان ج ١ ص ٨٨ رقم ٢٥١.

وكيف ما كان، فيظهر أنّ الكتاب موجود عند الذهبي، أو عند ابن حجر الذي لخّص الميزان.

١٨ - عليّ بن مهزيار: القرن الثالث(١) .

قال النجاشي ( ٦٦٢ ): علي بن مهزيار الأهوازي. أبو الحسن، دروقي الأصل، مولى. كان أبوه نصرانيّاً فأسلم.

وقد قيل: إنّ علياً أيضاً أسلم وهو صغير، ومَنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر، وتَفقّه.

وروى عن الرضا وأبي جعفرعليهما‌السلام ، واختصّ بأبي جعفر ( ع )، وتوكّل له، وعظُم محلّه منه، وكذلك أبو الحسن الثالث ( ع )، وتوكّل لهم في

____________________

(١) اُنظر: رجال النجاشي ج٢ ص٧٤ رقم ( ٦٦٢ )، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم ص٢٦٥ رقم ٣٧٩، رجال الطوسي ص٣٨١ و٤٠٣ و٤١٧.

٤١

بعض النواحي، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير.

وكان ثقة في روايته، لا يُطعن عليه، صحيحاً اعتقاده(١) .

وقال الطوسي ( ٣٧٩ ): جليل القدر، واسع الرواية، ثقة. له ثلاثة وثلاثون كِتاباً، مثل كتاب الحسين بن سعيد، وزيادة(٢) .

وذكره في أصحاب الإمام الرضا ( ع )، فقال: علي بن مهزيار، أهوازي، ثقة صحيح(٣) ، وفي أص-حاب الإمام الجواد ( ع )(٤) ، وفي أصحاب الإمام الهادي ( ع )، فقال: علي بن مهزيار، أهوازي، ثقة(٥) .

وله مِن كُتُب الرجال:

١ - كتاب المثالب.

٢ - كتاب الأنبياء.

٣ - رسائل عليّ بن أسباط.

٤ - وفاة أبي ذر.

٥ - حديث بدء إسلام سلمان.

١٩ - محمّد العمّي.

قال النجاشي ( ٩٠٢ ): محمّد بن جمهور أبو عبد الله العمّي، ضعيف

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٧٤.

(٢) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم ص٢٦٥.

(٣) رجال الطوسي ص٣٨١.

(٤) رجال الطوسي ص٤٠٣.

(٥) رجال الطوسي ص٤١٧.

٤٢

في الحديث، فاسد المذهب، وقيل فيه أشياء الله أعلم بها مِن عِظمها. روى عن الرضا ( ع )(١) .

وقال الطوسي ( ٦٢٧ ): محمّد بن الحسن بن جمهور العمّي البصري له كُتُب منها:

١ - كتاب صاحب الزمان.

٢ - كتاب وقت خروج القائم ( ع ). ذكرهما الطوسي.

٢٠ - يحيى العلوي العقيقي: وُلد ٢١٤، تُوفّي ٢٧٧ ه-(٢) .

هو: يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو الحسين.

مشايخه وتلامذته:

روى يحيى بن الحسن عن الإمام الرضا ( ع )، وعن مشايخ كثيرة ذُكر منهم السمهودي أكثر مِن ثمانين شيخاً، ومنهم: ابن زبالة.

وروى عنه عدد كبير مِن المُحدِّثين، وأهل النَسب والسِيَر منهم: حفيده الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن، ومنهم أبو أسحاق إبراهيم بن إسحاق بن

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٢٢٥ رقم ٩٠٢.

(٢) اُنظر ترجمته في: رجال النجاشي ج٢ رقم ( ١١٩٠ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي رقم ( ٨٠٢ و٨٠٣ و٨٠٤)، مجلّة المَجمع العِلمي العراقي ج١١، كما عن مقدّمة المناسك للحربي ص١٦٢، الذريعة ج١ ص٣٤٩ و ج٢ ص٣٧٨، الأعلام للزركلي ج٨ ص١٤٠.

٤٣

إبراهيم الحربي صاحب كتاب ( المناسك ) الذي روى عنه كثيراً في كتابه المناسك.

قال النجاشي ( ١١٩٠ ): العالم الفاضل الصدوق، روى عن الرضاعليه‌السلام صنف كُتُباً، منها: كتاب نَسب آل أبي طالب، كتاب المسجد(١) .

الشيخ الطوسي في الفهرست ترجم ثلاثة أشخاص بعنوان يحيى بن الحسن وهم:

١ - تحت رقم ( ٨٠٣ ): يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، له كتاب المناسك. عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام .

٢ - تحت رقم ( ٨٠٢ ): يحيى بن الحسن العلوي، له كتاب المسجد، تأليفه.

٣ - تحت رقم ( ٨٠٤ ): يحيى بن الحسن، له كتاب نَسب آل أبي طالب.

وممّا تقدّم عن النجاشي أن هؤلاء الثلاثة هُم رجل واحد. وذلك فإنّ كتاب نَسب آل أبي طالب، والمسجد ذكرهما النجاشي ليحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله … ولا يَضرّ كون كتاب المناسك له أيضاً بعدَ أن سَرد اسمه كما سرد اسمه النجاشي.

ويُحتمل أن يكون صاحب كتاب المسجد الذي ذكره الطوسي، وذكر سَنَده إليه، قال أخبرنا جماعة عن التلعكبري عنه. فلعلّ هذا غير المُترجَم.

فإنّ التلعكبري: هارون بن موسى التلعكبري تُوفّي ٣٨٥ه- فيُستبعد أن يروي عن المُترجَم المُتوفّى ٢٧٧ه-.

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٤١٢ رقم ١١٩٠.

٤٤

ثقافته:

يحيى بن الحسن العلوي ذو ثقافة عالية وواسعة في مُختلف الميادين، يدلّ على ذلك مؤلّفاته في الفِقه، والنَسب، والسيرة، والتاريخ، وعدد مشايخه الذين بلغوا بالعشرات، وقد أخذ عنهم ومِن مُختلف الطبقات.

مؤلّفاته:

١ - المناسك.

٢ - المسجد.

٣ - نَسب آل أبي طالب.

٤ - أخبار المدينة.

كتابه في الرجال:

كتابنَسب آل أبي طالب . الذي ذكره النجاشي والطوسي. وهو أوّل كتاب في نَسب آل أبي طالب.

قال ابن عنبه في عُمدة الطالب عنه:

يحيى النسّابة ابن الحسن بن جعفر الحجّة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدينعليهم‌السلام . ويُقال إنّه أوّل مَن جمعَ كتاباً في نَسب آل أبي طالب(١) .

ويحيى هذا هو جدّ أُمراء المدينة، الّذين كانوا يحكمونها في زمن السمهودي المُتوفّى ٩١١ه-، وهو مِن الشيوخ المؤلِّفين، له مِن الكُتُب غير

____________________

(١) عُمدة الطالب ص٣٣١. اُنظر هامش رجال النجاشي ج٢ ص٤١٢.

٤٥

المُتقدّمة كتاب حول المدينة بعنوان: أخبار المدينة.

كتابه في أخبار المدينة:

مِن أوائل الكُتب التي أُلّفت في تاريخ المدينة المُنوّرة - كما تقدّم عن السمهودي - وهو مِن الكُتب المُهمّة جدّاً التي تحدّثت عن تاريخ المدينة بشكل مُفصَّل.

فقد بحث في هجرة الرسول ونزوله قباء، ثمّ استقرار مقامه في بني النجّار، والمِربد، وبناء المسجد، وتحويل القبلة، والمنبر، ومُعتكَف الرسول، وبيوت زوجات النبي، وأبواب المسجد وتوسعته، والدور التي حوله، وزيادة الخُلفاء وخاصّة الوليد، والمؤذِّنين، والحرَس، ومواضع قبر الرسول والخُلفاء، وتجمير المسجد والبلاليع والأبواب والمُصلّى، وقباء، وبعض مساجد المدينة التي صلّى فيه(١) .

وهذا الكتاب قد اعتمده تلميذه أبو إسحاق الحربي المُتوفّى ٢٨٥ ه-، واستفاد منه كثيراً، ونقل عنه في مواضع عديدة مِن كتابه ( المناسك )(٢) .

وكذلك نقل عنه المراغي المُتوفّى ٨١٦ ه- في كتابه ( تحقيق النصرة بتلخيص معالِم دار الهجرة) في مواضع عدّة.

وأكثر مَن نقل عنه السمهودي في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المُصطفى فقد بَلغت ٢١٠ مِن المواضع.

____________________

(١) مُقدّمة المناسك للحربي ص ١٦٣ عن مقال الدكتور صالح العلي مجلّة المَجمع العِلمي العراقي.

(٢) اُنظر: المناسك للحربي ص ٣٥٩ و٣٦٣ و٣٦٥ و ٣٦٦ و٣٦٧-٣٦٩ و ٣٧١ و٣٧٢ و٣٧٨ و٣٧٩ و٣٨١ و٣٨٣-٣٨٧ و٣٨٩-٣٩٥ و٣٩٧ و٤٠٣ و٤٠٤ و٤٢٥. طبع دار اليمامة بتحقيق حمد الجاسر.

٤٦

ذكره السمهودي له بهذا العنوان في كتابه وفاء الوفاء(١) .

وقد اطّلع السمهودي على عدّة نسخ مِن هذا الكتاب:

١ - النسخة التي رواها ابن المؤلِّف طاهر بن يحيى العلوي عن المدائني(٢) .

٢ - النسخة التي رواها ابن المؤلّف طاهر بن يحيى العلوي عن أبيه مُباشرة(٣) .

٣ - النسخة التي رواها حفيده الحسن بن محمّد بن يحيى(٤) .

٤ - النسخة التي رواها ابن فارس عن ابن المؤلِّف طاهر بن يحيى عن أبيه يحيى(٥) .

أقدم مَن أرّخ للمدينة:

يقول السمهودي حول أقدم مَن أرّخ للمدينة: وابن زبالة ويحيى عُمدة في ذلك، فإنّهما أقدم مَن أرّخ للمدينة؛ لأنّ ابن زبالة هو محمّد بن الحسن، أحد أصحاب الإمام مالك بن أنس، ويؤخذ مِن كلامه أنّه وضع كتابه في صَفَر سَنَة تسع وتسعين ومائة، وأمّا يحيى فهو مِن أصحاب أصحابه، وكانت وفاته سَنة سبع وسبعين ومائتين عن ثلاث وستّين سَنَة(٦) .

وقال السمهودي أيضاً: وابن زبالة وإن كان ضعيفاً، ولكن اعتضد بموافقة يحيى له، وروايته لكلامه مِن غير تعقيب(٧) .

____________________

(١) وفاء الوفاء ج١ ص٢٤٤ طبع دار الكُتب العِلمية بتحقيق محمّد محيّ الدين، وفي غيره كما عن هامش المناسك للحربي ج١ ص١٧٤ و٢٠٣ وج٢ ص ١٧ و ٤٠١.

(٢) وفاء الوفاء ج٢ ص٥٠٨.

(٣) وفاء الوفاء ج١ ص٦٨ و٢٤٤ وج٢ ص٢٩٤ و٥٥٤.

(٤) وفاء الوفاء ج١ ص٢٤٥ وج٢ ص٢٩٤.

(٥) وفاء الوفاء ج٢ ص٥٥٥.

(٦) وفاء الوفاء ج١ ص٣٥٢.

(٧) وفاء الوفاء ج١ ص٢٥٢ بواسطة مُقدّمة مناسك الحربي.

٤٧

ومع الأسف إن الكتاب مفقود، ولا يوجد إلاّ ما نُقل عنه فقط.

ولادته ووفاته:

وُلد بالمدينة المُنوّرة سَنة ٢١٤ه-، وبها نشأ، وكَتَب عنها (أخبار المدينة).

تُوفّي في سَنة ٢٧٧ه- عن ٦٣ سَنة، كما عن وفاء الوفاء، ودُفن في مكّة المُكرّمة كما عن أعيان الشيعة.

٢١ - عيسى بن مِهْراَن: القرن الثالث(١) .

هو عيسى بن مهران المستعطف، أبو موسى، وكان يسكن ببغداد. وث-قه محمّد بن جرير الطبري العامّي(٢) . ويظهر أنّه عاش في النصف الثاني مِن المائة الثالثة، حيث روى عنه أبو علي محمّد بن هارون التلعكبري المُتوفّى ٣٣٦ه- بواسطة واحدة.

له مِن الكُتب في علم الرجال:

( كتاب المُحدّثين ) كما ذكره النجاشي، والطوسي، وابن النديم.

____________________

(١) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي رقم (٨٠٥)، الفهرست للطوسي رقم (٥٢٠)، الذريعة ج١ ص ١٣٩، مصفى المقال ص ٣٤٥، لسان الميزان ج ٤ ص ٤٠٦ رقم ١٣٤٢، الفهرست لابن النديم ص٣٧٠، رجال الطوسي ص٤٨٧ رقم ( ٦٤ ) مِن حرف العين، فيمن لم يروِ عنهم، قاموس الرجال ج٨ ص٣٣٥ رقم ٥٨٢٨، تاريخ بغداد ج١١ ص١٦٧ رقم ٥٨٦٦، الكامل لابن عدي ج٦ ص٤٥٧ رقم ( ١٤٠٥ ).

ومهران: قيل بكسر الميم وقيل بفتحها.

(٢) لسان الميزان ج٤ ص٤٠٦ رقم ١٣٤٢.

٤٨

٢٢ - إبراهيم بن محمّد الثقفي: المُتوفّى ٢٨٣ه-(١) .

إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال … الثقفي أبو إسحاق، أصله كوفيّ وانتقل إلى أصفهان.

قال النجاشي ( ١٨ ): كان زيديّاً أوّلاً، ثم انتقل إلينا.

ويُقال: إنّ جماعة مِن القُميّين - كأحمد بن محمّد بن خالد - وفدوا إليه، وسألوه الانتقال إلى قُم فأبى.

وكان سَبب خروجه مِن الكوفة أنّه عَمل كتاب المعرفة وفيه المناقب والمثالب، فاستعضمه الكوفّيون، وأشاروا إليه بأن يتركه ولا يُخرجه، فقال: أيّ البلاد أبعد مِن الشيعة فقالوا: أصفهان، فحَلف أن لا أروي هذا الكتاب إلاّ بها؛ فانتقل إليها، ورواه بها، ثقة منه بصحّة ما رواه فيه(٢) .

ووث-قه ابن النديم بقوله: مِن الث-قات العُلماء المصنّفين(٣) .

له كُتُب كثيرة في مُختلف المواضيع قرابة خمسين كتاباً ذكرها النجاشي والطوسي.

كُتُبه في عِلم الرجال:

وله في عِلم الرجال خاصّة كُتُب عديدة منها:

١- أخبار المُختار.

٢- كِتاب الرِدّة.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي (١٨) ، الفهرست للطوسي (٣١) ، مصفى المقال ص٨، الذريعة ج١٠ ص٨٢، لسان الميزان ج١ ص١٠٢، قاموس الرجال ج١ ص٢٧٥-٢٨٠ رقم ( ١٨٧ )، الفهرست لابن النديم ص٣٧٢.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٩٠.

(٣) الفهرست لابن النديم ص ٣٧٢.

٤٩

٣- كِتاب مقتل عثمان.

٤- أخبار عمر.

٥- أخبار يزيد.

٦- أخبار ابن الزبير.

٧- أخبار زيد.

٨- كِتاب التوّابين.

٩- أخبار محمّد، وإبراهيم ابني عبد الله.

١٠- كِتاب فضل الكوفة، ومَن نزلها مِن الصحابة.

١١- كِتاب مَن قُتِل مِن آل أبي طالبعليه‌السلام ( آل محمّدعليهم‌السلام ).

١٢ - مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

١٣ - قيام الحسن بن عليعليهما‌السلام .

١٤ - مقتل الحسينعليه‌السلام .

توفّي سَنة ٢٨٣ ه-.

٢٣- أحمد العلوي العقيقي: المُتوفّى ٢٨٢ه-(١) .

هو أحمد بن علي بن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، العلوي العقيقي كان مُقيماً بمكّة.

وهو يروي عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم القُمّي، ويروي عنه ابنه أبو الحسن عليّ بن أحمد العقيقي صاحب الرجال المشهور.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم (١٩٤)، الفهرست للطوسي رقم (٧٣) ، مصفى المقال ص ٥٧، الذريعة ج٣ ص٢٥٣، قاموس الرجال ج١ ص٥٣٧ رقم ( ٤٥٨ ).

٥٠

له في علم الرجال:

كِتاب ( تاريخ الرجال )، كما في رجال النجاشي والفهرست للطوسي.

٢٤- عبد الرحمان المروزي البغدادي: المُتوفّى ٢٨٣ه-(١) .

هو عبد الرحمان بن يوسف بن سعيد خراش المروزي البغدادي، الحافظ.

مدحه والثناء عليه:

قال ابن عدي، سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش حديث ( لا نُورِّث ما تركنا صدقة ).

قال: باطل.

قلت: مَن تتّهم في هذا الإسناد: رواه الزُهري، وأبو الزبير وعِكرمة بن خالد، عن مالك بن أنس بن الحدثان، أتَتَّهِم هؤلاء ؟

قال: لا، إنّما أتّهم مالك بن أوس.

وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلى بندار جُزأين صنّفهما في مثالب الشيخين؛ فجازاه بألفي درهم …

وقال ابن عدي: وسمعت أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف ب- ( ابن عقدة ) يقول: كان ابن خراش في ( الكوفة ) إذا كُتِب شيئاً مِن باب التشيُّع يقول لي: هذا لا يُنفق إلاّ عندي وعندك يا أبا العبّاس.

وقال ابن عدي: وسمعت عبد الملك بن محمّد أبا نعيم يُثني على ابن خراش هذا، وقال: ما رأيت أحفظ مِنه لا يذكر شيء مِن الشيوخ والأبواب إلاّ مرَّ فيه.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: مصفى المقال ص٢٢٥، الذريعة ج١٠ ص٨٤، لسان الميزان ج٣ ص٤٤٤، تاريخ بغداد ج١٠ ص٢٧٨ رقم ٥٣٩٨، الكامل لابن عدي ج٥ ص٥١٨ رقم الترجمة ١١٥٥، قاموس الرجال ج٦ ص١٤٨ رقم الترجمة ٤٠٨٤، الميزان للذهبي ج٤ ص٣٢٩ رقم ٥٠١٤.

٥١

وقال ابن عدي: وابن خراش هذا هو أحد مَن يُذكر بحفظ الحديث مِن حُفّاظ العراق، وكان له مَجلسُ مذاكرة لنفسه على حدة، وإنّما ذكر عنه شيء مِن التشيّع كما ذكره عبدان، فأمّا الحديث فأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب(١) .

وقال الخطيب: كان أحد الرحّالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق، والشام، ومصر، وخُراسان، وممَّن يُوصَف بالحفظ والمعرفة، روى عنه العبّاس بن عقدة(٢) .

وقال أبو زرعة محمّد بن يوسف الجُرْجَاني: كان خرّج مثالب الشيخين وكان رافضيّاً، وعن ابن المُنادى أن ابن خراش كان مِن المعدودين المذكورين بالحفظ والفَهم بالحديث والرجال(٣) .

وقال الذهبي: فإنّه كان حافظ زمانه، وله الرحلة الواسعة، والإطلاع الكثير والإحاطة(٤) .

ومع ذلك تحامل عليه، وعلى مذهب التشيُّع لأنّه كان يتشيَّع.

وأنت سمعت، فقد مدحه بعض عُلماء العامّة، كما قد ذمّه آخرون؛ لأنّه ألّف في المثالب، وأنكر حديث ( لا نورِّث ما تركناه صدقة )، ورموه بالتشيُّع والرفض، وهو أحد مشايخ ابن عُقدة.

له في عَلم الرجال:

( كِتاب الجرح والتعديل )

تُوفّي في خمس شهر رمضان ٢٨٣ه-.

____________________

(١) الكامل لابن عدي ج٥ ص٥١٩.

(٢) تاريخ الخطيب ج١٠ ص٣٧٩.

(٣) تاريخ بغداد ج١٠ ص٢٨٠.

(٤) الميزان للذهبي ج٤ ص٣٣٠.

٥٢

٢٥ - عليّ بن الحسن بن فضّال: ولد ٢٠٦ ه - وتُوفّي ٢٩٠ه-(١) .

هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال بن عمر بن أيمن ...أبو الحسن.

ذكره الطوسي في أصحاب الإمامين الهُمامين الإمام الهادي والإمام العسكريعليهما‌السلام .

وقال النجاشي ( ٦٧٤ ): كان فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم، وثقتهم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سُمِع منه شيئاً كثيراً، ولم يُعثَر له على زَلّة فيه ولا ما يشينه، وقلّ ما روى عن ضعيف، وكان فطحيّاً، ولم يروِ عن أبيه شيئاً، وقال: كنت أُقابِلُهُ وسنّي ثمان عشرة سَنة، ولا أفهم إذ ذاك الروايات، ولا أستحلُّ أن أرويها عنه.

وروى عن أخَوَيه، عن أبيهما(٢) .

وقد وثذقه الطوسي بقوله: فطحيَّ المذهب، ثقة كوفيّ، كثير العِلم، واسع الأخبار، جيد التصانيف، غير مُعاند، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالإثني عشر(٣) .

وقد وث-قه الكشّي قال: سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جماعة هو منهم، فقال: أمّا عليّ بن الحسن بن فضّال، فما لقيت بالعراق وناحية خُراسان أفقه، ولا أفضل مِن عليّ بن الحسن بالكوفة، ولم يكن كَتَب عن الأئمة -عليهم‌السلام - في كل صِنف إلاّ وقد كان عِنده، وكان أحفظ الناس، غير أنّه كان

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم ( ٦٧٤ )، الفهرست للطوسي ( ٣٩٣ )، رجال الطوسي ص٤١٩ و٤٣٣، مصفى المقال ص٢٧٤، الذريعة ج١٠ ص٩٠، قاموس الرجال ج٧ ص٤١٣ رقم ٥٠٩٢.

(٢) رجال النجاشي ج٢ ص٨٣.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص ٢٧٢ رقم ( ٣٩٢ ).

٥٣

فطحيّاً يقول بعبد الله بن جعفر، ثم بأبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وكان مِن الث-قات(١) .

وله كُتُب كثيرة منها في الرجال:

١ - (كِتاب الرجال). ذكره النجاشي والطوسي في الفهرست.

٢ - الأصفياء.

٣ - المثالب.

٢٦ - أبان البَجَلي: القرن الثالث(٢) .

أبان بن محمّد البجلي، وهو المعروف بسندي البزّاز، أبو بشر، وهو ابن أخت صفوان بن يحيى. كان ثقة، وجهاً في أصحابنا الكوفيّين.

وصفوان بن يحيى تُوفّي٢١٠ه-.

والمُترجَم ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام الذي تُوفّي ٢٥٤ه-.

وقد روى عن خاله صفوان بن يحيى وغيره.

وروى عنه: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي المُتوفّى٢٧٤ أو ٢٨٠ه-، وعليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال المُتوفّى حدود (٢٩٠ه-)، ومحمّد بن الحسن الصفّار المُتوفّى ٢٩٠ه-.

____________________

(١) قاموس الرجال ج٧ ص٤١٤ عن الكشّي.

(٢) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ١٠ و ٤٩٥ )، والفهرست للطوسي برقم (٣٤٣)، ورجال الطوسي في أصحاب الإمام الهادي ص٤١٦، مُعجَم رجال الحديث ج١ ص١٧١ و ج٨ ص٣١٧، مصفى المقال ص٥، الذريعة ج١٠ ص٨٢، قاموس الرجال ج١ ص١٢٣ رقم الترجمة ٢٩.

٥٤

قال النجاشي ( ٤٩٥ ): وهو ابن أُخت صفوان بن يحيى، كان ثقة، وجهاً في أصحابنا الكوفييّن.

وله كِتاب في عِلم الرجال:

( النوادر عن الرجال ). ذكره النجاشي.

٢٧ - محمّد بن عيسى اليقطيني: القرن الثالث(١) .

قال النجاشي ( ٨٩٧ ): محمّد بن عيسى بن عُبيد بن يقطين بن موسى، مولى أسد بن خزيمة، أبو جعفر.

جليل في أصحابنا ثقة، عين، كثير الرواية، حَسِن التصنيف، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام مُكاتبة ومُشافهة.

ثم عدّد كُتُبه إلى أن ذكر له: كِتاب (الرجال)، وذكر سَنَده إليه.

وذكره الطوسي في أصحاب الرضا والهادي والعسكريعليهم‌السلام مِن رجاله وضعَّفه، وكذلك ذكره في فهرست كُتُب الشيعة ( ٦١٢) وضعَّفه لحُسن ظنّه بابن بأبويه القُمّي، والقُمّي تبعاً لشيخه محمّد بن الحسن بن الوليد. فأصل التضعيف يرجع لابن الوليد، حيث استثناه مِن كِتاب نوادر الحكمة.

إلاّ أنّ الأكثريّة ممَّن تقدّم على ابن الوليد أو تأخّر عنه، مثل الفضل بن شاذان، وجعفر بن معروف، والكشّي، وابن نوح، والنجاشي فكُلّهم مُجمعون على جلالة قدره.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ٨٩٧ )، الفهرست للطوسي ( ٦١٢ )، رجال الطوسي ص٣٩٣ في أصحاب الرضا رقم ( ٧٦ ) وص٤٢٢ في أصحاب الهادي رقم ( ١٠ ) وص٤٣٥ في أصحاب العسكري رقم ( ٣٠ ) وص٥١١ في مَن لم يروِ عن الأئمّة رقم ( ١١١ )، قاموس الرجال ج٩ ص٤٩٩ رقم ( ٧١٤٥ ) مُعجَم رجال الحديث ج١٧ ص١١٠ - ١٢٠، مصفى المقال ص٤٢١.

٥٥

قال المُحقِّق التستري: وأمّا تحقيق حاله، فأوّل مَن ضعَّفه ابن الوليد، وتبعه ابن بأبويه لحُسن ظنّه به كما يُفهَم مِن كلام ابن نوح، ومِن قول نفسه في صوم فقيهه بأنّ كلّ خَبَر لم يُصحّحه شيخه ابن الوليد ليس عنده بصحيح، وتبع ابن بأبويه الشيخ لحُسن ظنّه به، كما يُفهم مِن تعبير فهرسته المُتقدّم، وحينئذ فكأن المضعِّف منحصر بابن الوليد، ولا يدرى ما رابه فيه - كما قال ابن نوح - بعد كونه على ظاهر العدالة ؟

ولعلّه رابه روايته القدح العظيم في زُرارة، ومحمّد بن مُسلم، ومؤمن الطاق، وأبي بصير، وبريد العجلي، وإسماعيل الجعفي وهُم أجلاّء، وكذلك في المُفضل أو روايته عن يونس، عن الرضاعليه‌السلام جواز الاغتسال والوضوء بماء الورد.

رواه الكافي في ١٢ مِن أخبار باب نوادر طهارته(١) .

وأمّا مَن تقدّم على ابن الوليد، أو مَن عاصره أو مَن تأخّر عنه - غير تابعيه مِن الفضل بن شاذان، وبورق الورع، والقتيبي، وجعفر بن معروف، والكشّي، وابن نوح، والنجاشي - مُجمعون على جلالته، ويكفي في فَضله ثناء مثل الفضل عليه، كما قاله النجاشي(٢) .

إلاّ أنّ المُعتَمد هو قول النجاشي في توثيقه؛ لأنّ سند التض-عيف هو استثناؤه مِن كِتاب ( نوادر الحكمة ).

وقال النجاشي حول ذلك: ورأيت أصحابنا يُنكرون هذا القول، ويقولون: مَن مثل أبي جعفر محمّد بن عيسى سكن بغداد؟!(٣) .

____________________

(١) الكافي ج٣ ص٧٣.

(٢) اُنظر ذلك في قاموس الرجال ج٩ ص٥٠٣.

(٣) رجال النجاشي ج ٢ ص ٢١٩.

٥٦

وقال القتيبي - محمّد بن عليّ بن قتيبة -: كان الفضل ابن شاذانرحمه‌الله يُحب العبيدي، ويُثني عليه، ويمدحه ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مِثله، وبحسبك هذا الثناء مِن الفضلرحمه‌الله (١) .

والمُترجَم روى عن أخيه جعفر بن عيسى، والحسن بن عليّ بن يقطين، وصفوان بن يحيى، وعلي بن مهزيار، ومحمّد بن أبي عُمير وغيرهم.

وروى عنه: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وعبد الله بن جعفر الحميري، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، ومحمّد بن الحسن الصفّار وغيرهم.

٢٨ - محمّد بن عمر الواقدي: المولود ١٣٠ه-، والمُتوفّى ٢٠٧ه-(٢)

محمّد بن عمر الواقدي المَدني البغدادي مولى بني هاشم، وقيل مولى بني سهم بن أسلم المؤرّخ المشهور صاحب ( المغازي ) المُنتشر.

تشيعه:

قال ابن النديم في الفهرست: وكان يتشيَّع، حسن المَذهب، يُلزم التقيَّة. وهو الذي روى أنّ عليّاًعليه‌السلام كان مِن مُعجزات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم كالعصا لموسىعليه‌السلام ، و إحياء الموتى لعيسى بن مريمعليه‌السلام . وذكر تاريخ ولادته ووفاته.

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٢١٩.

(٢) اُنظر ترجمته: الفهرست لابن النديم، أعيان الشيعة ج١٠ ص٣٠-٣٣، مصفى المقال ص٤٢١، تهذيب الكمال ج٢٦ ص١٨٠ رقم ٥٥٠١ وهي ترجمة مُفصّلة، مُعجَم رجال الحديث ج١٧ ص٧٢ وج١ ص٢٧٤، قاموس الرجال ج٩ ص٤٩٢ رقم ( ٧١٢٨ ).

٥٧

كُتبه في الرجال:

١ - كِتاب الطبقات.

٢ - تاريخ الفقهاء.

أقول: تَشيّعه مُحتمل؛ لأنّ أكثر العامّة الّذين ترجموه لم يَنسبوه إلى التشيُّع أو الرفض.

٢٩ - إبراهيم النهاوندي: تُوفّي بعد ٢٦٩ه-.

هو إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الأحمري النهاوندي.

قال النجاشي ( ٢٠ ): كان ضعيفاً في حديثه، منهوماً.

وقال الطوسي ( ٩ ): كان ضعيفاً في حديثه، متَّهماً في دينه.

له كُتُب منها في الرجال:

١ - كِتاب مقتل الحسين بن عليعليهما‌السلام . ذكره النجاشي والطوسي.

٢ - كِتاب نفي أبي ذر عليه الرحمة. ذكره النجاشي.

٣٠ - سعد بن عبد الله الأشعري القُمّي: المُتوفّى سَنة ( ٢٩٩ أو ٣٠٠ أو ٣٠١ ه-)(١) .

قال النجاشي ( ٤٦٥ ): سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ٤٦٥ ) ورقم ( ١٠٧٢ و ١١٧١ )، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي (٣١٦)، رجال الطوسي ص٤٧٥ في مَن لم يروِ عن الأئمّة رقم ( ٦ )، مُعجَم رجال الحديث ج٨ ص٧٤، مصفى المقال ص١٨٦، قاموس الرجال ج٥ ص٥٦ رقم الترجمة ٣١٧٦.

٥٨

القُمّي، أبو القاسم. شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها - إلى أن قال - ولقي مولانا أبا محمّدعليه‌السلام - يعني الإمام العسكريعليه‌السلام -، ثم ذكر كُتُبه ووفاته فقال: تُوفّي سعدرحمه‌الله ٣٠١ه-، وقيل سَنة ٢٩٩ه-.

وقال الطوسي في الفهرست ( ٣١٦ ): جليل القدر، واسع الأخبار، كثير التصانيف، ثقة. ثم ذكر كُتُبه.

وقال في رجاله في مَن لم يروِ عن الأئمّةعليهم‌السلام : جليل القدر، صاحب تصانيف ذكرناها في الفهرست، روى عنه ابن الوليد وغيره، روى ابن قولويه عن أبيه عنه(١) .

وله في عِلم الرجال:

١ - طبقات الشيعة. ذكره النجاشي في ترجمة محمّد بن يحيى المعيني برقم (١٠٧٢) وفي ترجمة هيثم بن عبد الله برقم (١١٧١).

٢ - فِرَق الشيعة.

٣ - كِتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤ - كِتاب فضل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ - مناقب رواة الحديث.

٦ - مثالب رواة الحديث. ذكرها النجاشي والطوسي.

٧ - كِتاب فهرست كِتاب ما رواه ( سعد بن عبد الله ). ذكره الطوسي في الفهرست (٣١٦).

____________________

(١) رجال الطوسي ص٤٧٥.

٥٩

القَرنُ الرابع

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

كما كان ضخماً ذا سمنة كثير الشعر(١) . وأمّا صفاته النفسية : فقد ورث صفات جدّه أبي سفيان وأبيه معاوية مِن الغدر والنفاق والطيش والاستهتار. يقول السيد مير علي الهندي :

وكان يزيد قاسياً غداراً كأبيه ، ولكنّه ليس داهية مثله ؛ كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرفاته القاسية بستار مِن اللباقة الدبلوماسية الناعمة ، وكانت طبيعته المنحلّة وخلقه المنحطّ لا تتسرب إليهما شفقة ولا عدل.

كان يقتل ويعذّب نشداناً للمتعة واللذة التي يشعر بها وهو ينظر إلى آلام الآخرين ، وكان بؤرة لأبشع الرذائل ، وها هم ندماؤه مِن الجنسين خير شاهد على ذلك ؛ لقد كانوا مِن حُثالة المجتمع(٢) .

لقد كان جافي الخُلُق مستهتراً ، بعيداً عن جميع القيم الإنسانية ، ومِن أبرز ذاتياته ميله إلى إراقة الدماء ، والإساءة إلى الناس.

ففي السّنة الأولى مِن حكمه القصير أباد عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وفي السّنة الثانية أباح المدينة ثلاثة أيّام ، وقتل سبعمئة رجل مِن المهاجرين والأنصار وعشرة آلاف مِن الموالي والعرب والتابعين.

ولَعه بالصيد :

ومِن مظاهر صفات يزيد : ولعه بالصيد فكان يقضي أغلب أوقاته فيه.

ويقول المؤرخون : كان يزيد بن معاوية كلفاً بالصيد لاهياً به ، وكان يُلبس كلاب

__________________

(١) تاريخ الإسلام للذهبي ١ / ٢٦٧.

(٢) روح الإسلام / ٢٩٦.

١٨١

الصيد الأساور مِن الذهب والجِلال المنسوجة منه ، ويُهب لكلّ كلب عبداً يخدمه(١) .

شغفه بالقرود :

وكان يزيد ـ فيما أجمع عليه المؤرخون ـ ولِعاً بالقرود ، فكان له قرد يجعله بين يديه ويكنيه بأبي قيس ويسقيه فضل كأسه ، ويقول : هذا شيخ مِن بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ ، وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلَبَة السّباق ، فحمله يوماً فسبق الخيل فسرّ بذلك ، وجعل يقول :

تمسّك أبا قيس بفضل زمامها

فليس عليها إنْ سقطت ضمان

فقد سبقت خيل الجماعة كلّها

وخيل أمير المؤمنين أتان

وأرسله مرّة في حلَبَةِ السباق فطرحته الريح فمات فحزن عليه حزناً شديداً وأمر بتكفينه ودفنه ، كما أمر أهل الشام أنْ يعزّوه بمصابه الأليم ، وأنشأ راثياً له :

كم مِن كرامٍ وقومٍ ذوو محافظه

جاؤوا لنا ليعزّوا في أبي قيسِ

شيخِ العشيرة أمضاها وأجملها

على الرؤوس وفي الأعناق والريسِ

لا يبعد الله قبراً أنت ساكنه

فيه جمال وفيه لحية التيس(٢)

وذاع بين الناس هيامه وشغفه بالقرود حتى لقّبوه بها. ويقول رجل مِن تنوخ هاجياً له :

__________________

(١) الفخري / ٤٥.

(٢) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب / ١٤٣ ، مِِن مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم.

١٨٢

يزيد صديق القرد ملّ جوارنا

فحنّ إلى أرض القرود يزيد

فتبّاً لِمَ أمسى علينا خليفةً

صحابته الأدنون منه قرود(١)

إدمانه على الخمر :

والظاهرة البارزة مِن صفات يزيد إدمانه على الخمر ، وقد أسرف في ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ ، فلمْ يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمِلٌ لا يعي مِن السكر.

ومِنْ شعره في الخمر :

أقولُ لصحبٍ ضمّتِ الكاسُ شملَهم

وداعي صباباتِ الهوى يترنمُ

خذُوا بنصيبٍ مِنْ نعيمٍ ولذّةٍ

فكلٌّ وإنْ طالَ المدى يتصرّمُ(٢)

وجلس يوماً على الشراب وعن يمينه ابن زياد بعد قتل الحُسين ، فقال :

اسقني شربةً تروّيَ شاشي

ثمّ مِلْ فاسقِ مثلها ابن زيادِ

صاحبَ السرّ والأمانةِ عندي

ولتسديدِ مغنمي وجهادي(٣)

وفي عهده طرّاً تحوّل كبير على شكل المجتمع الإسلامي ؛ فقد ضعف ارتباط المجتمع بالدين ، وانغمس الكثيرون مِن المسلمين في الدعارة والمجون ، ولمْ يكن ذلك التغيير إقليميّاً ، وإنّما شمل جميع الأقاليم الإسلامية ، فقد سادت فيها الشهوات والمتعة والشراب ، وقد تغيّرت الاتجاهات الفكرية التي ينشدها الإسلام عند أغلب المسلمين.

وقد اندفع الأحرار مِنْ شعراء المسلمين في أغلب عصورهم إلى هجاء

__________________

(١) انساب الاشراف ٢ / ٢.

(٢) تاريخ المظفري.

(٣) مروج الذهب ٢ / ٧٤.

١٨٣

يزيد لإدمانه على الخمر. يقول الشاعر بن عرادة :

أبَني أُميّة إنّ آخر ملككم

جسدٌ بحوارين ثمّ مقيمُ

طرقَتْ منيته وعند وساده

كوبٌ وزِقٌ راعفٌ مرثومُ

ومرنةٌ تبكي على نشوانه

بالصنجِ تقعدُ تارةً وتقومُ(١)

ويقول فيه أنور الجندي :

خُلقت نفسه الأثيمة بالمكر

وهامت عيناه بالفحشاءِ

فهو والكاس في عناقٍ طويل

وهو والعار والخناء في خباءِ

ويقول فيه بولس سلامة :

وترفّق بصاحبِ العرشِ مشغو

لا عن اللهِ بالقيانِ الملاحِ

ألف (الله أكبر) لا تساوي

بين كفَي يزيد نهلةَ راحِ

تتلظّى في الدن بكراً فلمْ

تدنّس بلثمٍ ولا بماءِ قراحِ(٢)

لقد عاقر يزيد الخمر وأسرف في الإدمان حتّى أنّ بعض المصادر تعزو سبب وفاته إلى أنّه شرب كمية كبيرة مِنه فأصابه انفجار فهلك منه(٣) .

ندماؤه :

واصطفى يزيد جماعة مِن الخُلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء ، وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٤٣.

(٢) ملحمة الغدير / ٢٢٧.

(٣) تاريخ المظفري مِن مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، وجاء في أنساب الأشراف ٤ / ق ٢ / ٢ أنّ سبب وفاة يزيد أنّه حمل قرده على أتان ، وهو سكران فركض خلفها فاندقّت عنقه ، فانقطع شيء في جوفه فمات.

١٨٤

فكانا يشربان ويسمعان الغناء وإذا أراد السفر صحبه معه(١) ، ولمّا هلك يزيد وآلَ أمر الخلافة إلى عبد الملك بن مروان قرّبه فكان يدخل عليه بغير استئذان ، وعليه جبّة خزّ وفي عُنقه سلسلةٌ مِنْ ذهب والخمر يقطر مِنْ لحيته(٢) .

نصيحة معاوية ليزيد :

ولمّا شاع استهتار يزيد واقترافه لجميع ألوان المنكر والفساد ، استدعاه معاوية فأوصاه بالتكتّم في نيل الشهوات ؛ لئلاّ تسقط مكانته الاجتماعية ، قائلاً : يا بُني ، ما أقدرك على أنْ تصير إلى حاجتك مِنْ غير تهتّك يذهب بمرؤتك وقدرك ، ثمّ أنشده :

انصب نهاراً في طلاب العلا

واصبر على هجر الحبيب القريبِ

حتى إذا الليل أتى بالدجا

واكتحلت بالغمض عين الرقيبِ

فباشر الليل بما تشتهي

فإنّما الليل نهار الأريبِ

كم فاسق تحسبه ناسكاً

قد باشر الليل بأمرٍ عجيبِ(٣)

دفاع محمّد عزّة دروزة :

مِن الكتّاب الذين يحملون النزعة الأمويّة في هذا العصر محمّد عزّة دروزة ؛ فقد جهد نفسه ـ مع الأسف ـ على الدفاع عن منكرات الأمويين

__________________

(١) الأغاني ٧ / ١٧٠.

(٢) الأغاني ٧ / ١٧٠.

(٣) البداية والنهاية ٨ / ٢٢٨.

١٨٥

وتبرير ما أُثر عنهم مِن الظلم والجور والفساد ، وقد دافع عن معاوية ونزّهه عمّا اقترفه مِن الموبقات التي هي لطخة عارٍ في تاريخ الإنسانية. وقد علّق على هذه البادرة بقوله : نحن ننزّه معاوية صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكاتب وحيه ، والذي أثرت عنه مخافةَ الله وتقواه ، وحرصه عن أنْ يرضى مِن ابنه الشذوذ عن هذه الحدود ، بل التشجيع ، بل نستبعد هذا عن يزيد(١) . وهذا ممّا يدعو إلى السّخرية والتفكّه ؛ فقد تنكّر دروزة للواضحات التي لا يشكّ فيها أي إنسان يملك عقله واختياره ، وقديماً قد قيل :

وليس يصح في الأذهان شيء

إذا احتاج النهار إلى دليلِ

إنّ ما أُثر عن معاوية مِن الأحداث الجِسام كقتله حِجْر بن عَدِيّ ورشيد الهجري ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ونظرائهم مِن المؤمنين ، وسبّه للعترة الطاهرة ونكايته بالأُمّة بفرض يزيد خليفة عليها ، وغير ذلك مِن الجرائم التي ألمعنا إلى بعضها في البحوث السّابقة ، وهي ممّا تدلّ على تشويه إسلامه وانحرافه عن الطريق القويم ، ولكنّ دروزة وأمثاله لا ينظرون إلى الواقع إلاّ بمنظار أسود ، فراحوا يقدّسون الأمويين الذين أثبتوا بتصرفاتهم السّياسية والإدارية أنّهم خصوم الإسلام وأعداؤه.

إقرار معاوية لاستهتار يزيد :

وهام معاوية بحبّ ولده يزيد فأقرّه على فسقه وفجوره ولمْ يردعه عنه. ويقول المؤرخون : إنّه نُقِلَ له أنّ ولده على الشراب فأتاه يتجسّس عليه فسمعه ينشد :

__________________

(١) تاريخ الجنس العربي ٨ / ٨٦.

١٨٦

أقولُ لصحبٍ ضمّتِ الكاسُ شملهم

وداعي صبابات الهوى يترنمُ

خذوا بنصيبٍ مِن نعيمٍ ولذّةٍ

فكلّ وإنْ طالَ المدى يتصرّمُ

ولا تتركوا يومَ السّرورِ إلى غدٍ

فإنّ غداً يأتي بما ليس يُعلمُ

ألا إنّ أهنأ العيشِ ما سمحَتْ بهِ

صروفُ الليالي والحوادثُ نُوّمُ

فعاد معاوية إلى مكانه ولمْ يعلمه بنفسه ، وراح يقول :

والله لا كنت عليه ، ولا نغّصت عليه عيشه(١) .

حقد يزيد على النبي :

وأترعت نفس يزيد بالحقد على النّبي (صلّى الله عليه وآله) والبغض له ؛ لأنّه وتِره بأُسرته يوم بدر ، ولمّا أباد العترة الطاهرة جلس على أريكة المُلْك جذلانَ مسروراً يهز أعطافه ، فقد استوفى ثأره مِن النّبي (صلّى الله عليه وآله) وتمنّى حضور أشياخه لِيَرَوا كيف أخذ بثأرهم ، وجعل يترنم بأبيات ابن الزبعرى :

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع الخزرجِ مِن وقع الأسل

لأهلوا واستهلّوا فرحا

ثمّ قالوا يا يزيدَ لا تُشل

قد قتلنا القرمَ مِن أشياخهم

وعدلناه ببدرٍ فاعتدل

لعبت هاشم بالمُلْك فلا

خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل

لستُ مِنْ خندفَ إنْ لمْ أنتقم

مِنْ بني أحمدَ ما كان فعل(٢)

__________________

(١) تاريخ المظفري مِن مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم.

(٢) البداية والنهاية ٨ / ١٩٢.

١٨٧

بغضه للأنصار :

وكان يزيد يبغض الأنصار بغضاً عارماً ؛ لأنّهم ناصروا النّبي (صلّى الله عليه وآله) وقاتلوا قريش ، وحصدوا رؤوسَ أعلامهم ، كما كانوا يبغضون بني أُميّة ، فقد قُتِلَ عثمان بين ظهرانيهم ولم يدافعوا عنه ، ثمّ بايعوا علياً وذهبوا معه إلى صفين لحرب معاوية ، ولمّا استشهد الإمام كانوا مِنْ أهم العناصر المعادية لمعاوية ، وكان يزيد يتميّز مِنْ الغيظ عليهم وطلب مِنْ كعب بن جعيل التغلبي أن يهجوهم فامتنع ، وقال له : أردتني إلى الإشراك بعد الإيمان ، لا أهجو قوماً نصروا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ولكنْ أدلّك على غلامٍ منّا نصراني كان لسانه لسان ثور ـ يعني الأخطل ـ.

فدعا يزيد الأخطلَ وطلب منه هجاء الأنصار فأجابه إلى ذلك ، وهجاهم بهذه الأبيات المقذعة :

لعن الإلهُ مِن اليهودِ عصابةً

ما بين صليصلٍ وبين صرارِ(١)

قومٌ إذا هدرَ القصيرُ رأيتَهم

حمراً عيونهم مِن المسطارِ(٢)

خلّوا المكارمَ لستمُ مِن أهلها

وخذوا مساحيكم بني النجّارِ

إنّ الفوارسَ يعلمون ظهوركم

أولادَ كلّ مقبّحٍ أكّازِ(٣)

ذهبت قريشٌ بالمكارمِ كلّها

واللؤم تحت عمائمِ الأنصارِ(٤)

__________________

(١) صليصل وصرار : مِن الأماكن القريبة للمدينة.

(٢) المسطار : الخمر الصارعة لشاربها.

(٣) أكّاز : الحراث.

(٤) طبقات الشعراء / ٣٩٢.

١٨٨

لقد ابتدأ الأخطل هجاءه للأنصار بذمِ اليهود وقرن بينهم وبين الأنصار ، لأنّهم يساكنونهم في يثرب ، وقد عاب على الأنصار بأنّهم أهل زرع وفلاحة وأنّهم ليسوا أهل مجدٍ ولا مكارم ، واتهمهم بالجبن عند اللقاء ونسب الشرف والمجد إلى القرشيين واللؤم كلّه تحت عمائم الأنصار.

وقد أثار هذا الهجاء المرّ حفيظة النعمان بن بشير الذي هو أحد عملاء الأمويين ، فانبرى غضباناً إلى معاوية ، فلمّا مَثُلَ عنده حسر عمامته عن رأسه وقال : يا معاوية ، أترى لؤماً؟.

لا ، بل أرى خيراً وكرماً ، فما ذاك؟!

زعم الأخطل أنّ اللؤم تحت عمائمنا!

واندفع النعمان يستجلب عطف معاوية قائلاً :

معاوي ألا تعطنا الحقّ تعترف

لحقّ الأزد مسدولاَ عليها العمائمُ

أيشتمُنا عبدُ الأراقم ضلّةً

فماذا الذي تجدي عليك الأراقمُ

فما ليَ ثأرٌ دون قطعِ لسانهِ

فدونكَ مَنْ ترضيه عنه الدراهمُ(١)

قال معاوية : ما حاجتك؟

ـ لسانه.

ـ ذلك لك.

وبلغ الخبرُ الأخطلَ فأسرع إلى يزيد مستجيراً به ، وقال له : هذا الذي كنت أخافه! فطمأنه يزيد وذهب إلى أبيه فأخبره بأنّه قد أجاره ، فقال معاوية : لا سبيل إلى ذمّة أبي خالد ـ يعني يزيداً ـ فعفى عنه.

وجعل الأخطل يفخر برعاية يزيد له ، ويشمت بالنعمان بقوله :

__________________

(١) العقد الفريد ٥ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.

١٨٩

أبا خالدٍ دافعتَ عنّي عظيمةً

وأدركتَ لحمي قبل أنْ يتبددا

وأطفأت عنّي نارَ نعمان بعدما

أغذّ لأمرٍ عاجزٍ وتجردا

ولمّا رأى النعمان دوني ابن حرّة

طوى الكشح إذ لمْ يستطعني وعرّدا(١)

هذه بعض نزعات يزيد واتجاهاته ، وقد كشفت عن مسخه وتمرّسه في الجريمة ، وتجرّده مِنْ كلّ خُلُقٍ قويم. وإنّ مِنْ مهازل الزمن وعثرات الأيّام أنْ يكون هذا الخليعُ حاكماً على المسلمين ، وإماماً لهم.

دعوةُ المغيرة لبيعة يزيد :

وأوّل مَنْ تصدى لهذه البيعة المشؤومة أعورُ ثقيف المغيرة بن شعبة ، صاحب الأحداث والموبقات في الإسلام(٢) ، وقد وصفه (بروكلمان) بأنّه رجلٌ انتهازي ، لا ذمة له ولا ذمام(٣) ، وهو أحد دهاة العرب الخمسة(٤) ، وقد قضى حياته في التآمر على الأُمّة ، والسعي وراء مصالحه الخاصة.

أمّا السبب في دعوته لبيعة يزيد ـ فيما يرويه المؤرّخون ـ فهو أنّ معاوية أراد عزله مِن الكوفة ليولّي عليها سعيد بن العاص(٥) ، فلمّا بلغه ذلك سافر إلى دمشق ليقدّم استقالته مِن منصبه حتّى لا تكون حزازة عليه في عزله ، وأطال التفكير في أمره ، فرأى أنّ خير وسيلة لإقراره في منصبه

__________________

(١) ديوان الأخطل / ٨٩.

(٢) مِن موبقات المغيرة أنّه أوّل مَنْ رُشِيَ في الإسلام كما يروي البيهقي ، كما أنّه كان الوسيط في استلحاق زياد بمعاوية.

(٣) تاريخ الشعوب الإسلامية ١ / ١٤٥.

(٤) تاريخ الطبري.

(٥) الإمامة والسياسة ٢ / ٢٦٢.

١٩٠

أنْ يجتمع بيزيد فيحبّذ له الخلافة حتّى يتوسّط في شأنه إلى أبيه. والتقى الماكر بيزيد فأبدى له الإكبار ، وأظهر له الحبّ ، وقال له :

قد ذهب أعيان محمّد وكبراء قريش وذوو أسنانهم ، وإنّما بقى أبناؤهم وأنت مِنْ أفضلهم وأحسنهم رأياً ، وأعلمهم بالسُنّة والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أنْ يعقد لك البيعة؟!

وغزت هذه الكلمات قلبَ يزيد ، فشكره وأثنى على عواطفه ، وقال له : أترى ذلك يتمّ؟

ـ نعم.

وانطلق يزيد مسرعاً إلى أبيه فأخبره بمقالة المغيرة ، فسرّ معاوية بذلك وأرسل خلفه ، فلمّا مَثُلَ عنده أخذ يحفّزه على المبادرة في أخذ البيعة ليزيد قائلاً : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان مِنْ سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان ، وفي يزيد منك خَلَفٌ فاعقد له ؛ فإنْ حدثَ بك حدثٌ كان كهفاً للناس ، وخَلَفاً منك ، ولا تُسفكُ دماءٌ ، ولا تكون فتنةٌ.

وأصابت هذه الكلمات الوتر الحساس في قلب معاوية ، فراح يخادعه مستشيراً في الأمر قائلاً : مَنْ لي بهذا؟

ـ أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يُخالف.

واستحسن معاوية رأيه فشكره عليه ، وأقرّه على منصبه ، وأمره بالمبادرة إلى الكوفة لتحقيق غايته. ولمّا خرج مِنْ عند معاوية قال لحاشيته : لقد وضعت رِجْلَ معاوية في غرزٍ بعيد الغاية على أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ،

١٩١

وفتقت عليه فتقاً لا يُرتق. ثم تمثّل بقول الشاعر :

بمثلي شاهد النّجوى وغالى

بي الأعداء والخصم الغِضابا

ففي سبيل المغنم فتق المغيرة على أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) فتقاً لا يُرتق ، وأخلد لها الكوارث والخطوب.

وسار المغيرة إلى الكوفة وهو يحمل الشرّ والدمار لأهلها ولعموم المسلمين ، وفور وصوله عقد اجتماعاً ضم عُملاء الاُمويِّين ، فعرض عليهم بيعة يزيد فأجابوه إلى ذلك ، وأوفد جماعة منهم إلى دمشق وجعل عليهم ولده أبا موسى ، فلمّا انتهوا إلى معاوية حفّزوه على عقد البيعة ليزيد ، فشكرهم على ذلك وأوصاهم بالكتمان ، والتفت إلى ابن المغيرة ، فقال له : بكم اشترى أبوك مِنْ هؤلاء دينهم؟

ـ بثلاثين ألف درهم.

فضحك معاوية ، وقال ساخراً : لقد هانَ عليهم دينُهم. ثمّ أوصلهم بثلاثين ألف درهمٍ(١) .

لقد استجاب لهذه البيعة ورضي بها كلّ مَنْ يحمل ضميراً قلِقاً عرضه للبيع والشراء.

تبريرُ معاوية :

ودافع جماعة مِن المؤلّفين والكتاب عن معاوية ، وبرّروا بيعته ليزيد التي كانت مِنْ أفجع النكبات التي مُنِيَ بها العالم الإسلامي ، وفيما يلي بعضهم :

١ ـ أحمد دحلان :

ومِنْ أصلب المدافعين عن معاوية أحمد دحلان ، قال : فلمّا نظر

__________________

(١) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٤٩.

١٩٢

معاوية إلى قوّة شوكتهم ـ يعني الاُمويِّين ـ واستحكام عصبيتهم ، حتّى إنّهم لو خرجت الخلافة عنهم بعده يُحدِثون فتنةً ، ويقع افتراق للأُمّة ، فأراد اجتماع الكلمة بجعل الأمر فيهم. ثمّ إنّه نظر فيمَنْ كان منهم أقوى شوكة فرآه ابنه يزيد ؛ لأنّه كان كبيراً ، وباشر إمارة الجيوش في حياة أبيه ، وصارت له هيبةٌ عند الأُمراء ، وله تمكّن ونفاذ كلمةٍ ، فلو جعل الأمر لغيره منهم كان ذلك سبباً لمنازعته ، لا سيما وله تمكّن واقتدار على الاستيلاء على ما في بيت المال مِن الأموال ، فيقع الافتراق والاختلاف. فرأى أنّ جعل الأمر له بهذا الاجتهاد يكون سبباً للأُلفة وعدم الافتراق ، وهذا هو السبب في جعله وليّ عهده ، ولمْ يعلم ما يبديه الله بعد ذلك(١) .

حفنة من التراب على أمثال هؤلاء الذين دفعتهم العصبية الآثمة إلى تبرير المنكر وتوجيه الباطل ، فهل إنّ أمر الخلافة التي هي ظلّ الله في الأرض يعود إلى الاُمويِّين حتّى يرعى معاوية عواطفهم ورغباتهم ؛ وهم الذين ناهضوا نبي الإسلام وناجزوه الحرب ، وعذّبوا كلّ مَنْ دخل في دين الإسلام ، فكيف يكون أمر الخلافة بأيديهم؟! ولو كان هناك منطق ووعي ديني لكانوا في ذيل القافلة ، ولا يُحسب لهم أي حساب.

٢ ـ الدكتور عبد المنعم :

ومن المبررين لمعاوية في بيعته ليزيد الدكتور عبد المنعم ماجد قال : ويبدو أنّ معاوية قصد مِنْ وراء توريث يزيد الخلافة القضاء على افتراق كلمة الأُمّة الإسلامية ووقوع الفتنة ، مثلما حدث بعد عثمان.

ولعلّه أيضاً أراد أنْ يوجد حلاً للمسألة التي تركها النّبي (صلّى الله عليه وآله) دون حلّ ؛ وهي إيجاد سلطة دائمة للإسلام ، ومِن المحقّق أنّ معاوية لمْ يكن له مندوحة مِنْ أنْ يفعل

__________________

(١) تاريخ دول الإسلامية / ٢٨.

١٩٣

ذلك ؛ خوفاً مِنْ غضب بني أُميّة الذين لمْ يكونوا يرضون بتسليم الأمر إلى سواهم(١) . وهذا الرأي لا يحمل أي طابعٍ مِن التوازن ؛ فإنّ معاوية في بيعته ليزيد لمْ يجمع كلمة المسلمين ، وإنّما فرّقها وأخلد لهم الشرّ والخطوب ؛ فقد عانت الأُمّة في عهد يزيد مِن ضروب البلاء والمحن ما لا يوصف ؛ لفضاعته ومرارته ، فقد جهد حفيد أبي سفيان على تدمير الإسلام وسحق جميع مقدّساته وقيمه ؛ فأباد العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم حسب النصوص النّبوية المتواترة ، وأنزل بأهل المدينة في واقعة الحرّة مِن الجرائم ما يندى له جبين الإنسانية ، فهل جمع بذلك معاوية كلمة المسلمين ووحّد صفوفهم؟! وممّا يدعو إلى السّخرية ما ذهب إليه مِن أنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) ترك مسألة الخلافة بغير حلّ ، فجاء معاوية فحلّ هذه العقدة ببيعته ليزيد!! إنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) لمْ يترك أي شأنٍ مِن شؤون أُمّته بغير حلّ ، وإنّما وضع لها الحلول الحاسمة ، وكان أهم ما عنى به شأن الخلافة ، فقد عَهِدَ بها إلى أفضل أُمّته ، وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقد بايعه كبار الصحابة وعموم مَنْ كان معه في يوم الغدير ، ولكنّ القوم كرهوا اجتماع النّبوة والخلافة في ببت واحد ، فزووا الخلافة عن أهل بيت نبيهم (صلّى الله عليه وآله) ، فأدّى ذلك إلى أنْ يلي أمر المسلمين يزيد وأمثاله مِن المنحرفين الذين أثبتوا في تصرفاتهم أنّهم لا علاقة لهم بالإسلام ، ولا عَهْدَ لهم بالدين.

٣ ـ حسين محمّد يوسف :

ومِن المدافعين بحرارة عن معاوية في ولايته ليزيد حسين محمّد يوسف ، وقد أطال الكلام بغير حجّة في ذلك ، قال في آخر حديثه : وخلاصة القول في موقف معاوية أنّه كان مجتهداً في رأيه ، وأنّه حين دعا

__________________

(١) التاريخ السياسي للدولة العربية ٢ / ٦٢.

١٩٤

الأُمّة إلى بيعة يزيد كان حسن الظن به ؛ لأنّه لمْ يثبت عنده أي نقص فيه ، بل كان يزيد يدسّ على أبيه مَنْ يحسّن له حاله حتّى اعتقد أنّه أولى مِنْ أبناء بقية الصحابة كلّهم ؛ فإنْ كان معاوية قد أصاب في اختياره فله أجران ، وإنْ كان قد أخطأ فله أجر واحد ، وليس لأحدٍ بعد ذلك أنْ يخوض فيما وراء ذلك ؛ فإنّما الأعمال بالنّيات ، ولكلِّ امرئ ما نوى(١) .

إنّ مِن المؤسف حقّاً أنْ ينبري هؤلاء لتبرير معاوية في اقترافه لهذه الجريمة النكراء التي أغرقت العالم الإسلامي بالفتن والخطوب! ومتّى اجتهد معاوية في فرض ابنه خليفة على المسلمين؟! فقد سلك في سبيل ذلك جميع المنعطفات والطريق الملتوية ، فأرغم عليها المسلمين ، وفرضها عليهم تحت غطاءٍ مكثّفٍ من قوة الحديد. إنّ معاوية لمْ يجتهد في ذلك وإنّما استجاب لعواطفه المترعة بالحنان والولاء لولده ، مِن دون أنْ يرعى أي مصلحةٍ للأُمّة في ذلك.

هؤلاء بعض المؤيدين لمعاوية في عقده البيعة ليزيد ، وهم مدفوعون بدافعٍ غريبٍ على الإسلام ، وبعيد كلّ البعد عن منطق الحقّ.

كلمةُ الحسن البصري :

وشجب الحسن البصري بيعة يزيد وجعلها مِنْ جملة موبقات معاوية ، قال : أربع خصال كُنَّ في معاوية ، لو لمْ يكن فيه منهنَّ إلاّ واحدة لكانت موبقة : ابتزاؤه على هذه الأُمّة بالسّفهاء حتّى ابتزّها أمرها بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلاف ابنه بعده سكّيراً خمّيراً ، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادّعاؤه زياد وقد

__________________

(١) سيد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي (عليه السّلام) / ٢٠٨.

١٩٥

قال رسول (صلّى الله عليه وآله) : «الولد للفراش وللعاهر الحَجَر». وقتله حِجْراً وأصحابه ، ويلٌ له مِنْ حِجْر وأصحابه(١) !

كلمةُ ابن رشد :

ويرى الفيلسوف الكبير ابن رشد أنّ بيعة معاوية ليزيد قد غيّرت مجرى الحياة الإسلامية ، وهدمت الحكم الصالح في الإسلام ، قال : إنّ أحوال العرب في عهد الخلفاء الراشدين كانت على غاية مِن الصلاح ، فكأنّما وصف أفلاطون حكومتهم في (جمهوريته) الحكومة الجمهورية الصحيحة التي يجب أنْ تكون مِثالاً لجميع الحكومات ، ولكنّ معاوية هدم ذلك البناء الجليل القديم ، وأقام مكانه دولة بني أُميّة وسلطانها الشديد ؛ ففتح بذلك باباً للفتن التي لا تزال إلى الآن قائمة حتّى في بلادنا هذه(٢) ـ يعني الأندلس ـ.

لقد نَقِمَ على معاوية في بيعة يزيد جميعُ أعلام الفكر وقادة الرأي في الأُمّة الإسلامية ، منذ عهد معاوية حتّى يوم الناس هذا ، ووصفوها بأنّها اعتداء صارخ على الأُمّة ، وخروج على إرادتها.

دوافعُ معاوية :

أمّا الدوافع التي دعت معاوية لفرض ابنه السكّير خليفة على المسلمين ، فكان مِنْ أبرزها الحبّ العارم لولده ؛ فقد هام بحبّه ، وقد أدلى بذلك

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٥٧ وغيره.

(٢) ابن رشد وفلسفته ـ فرج انطون / ٦٠.

١٩٦

في حديثه مع سعيد بن عثمان حينما طلب مِنه أنْ يرشّحه للخلافة ويدع ابنه يزيد ، فسخِرَ مِنه معاوية وقال له : والله ، لو ملأتَ لي الغوطة رجالاً مثلك لكان يزيد أحبّ إليّ مِنكم كلّكم(١) .

لقد أعمّاه حبّه لولده ، وأضله عن الحقّ ، وقد قال : لولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي(٢) . وكان يؤمن بأنّ استخلافه ليزيد مِن أعظم ما اقترفه مِن الذنوب ، وقد صارح ولده بذلك فقال له : ما ألقى الله بشيء أعظم في نفسي مِن استخلافي إيّاك(٣) .

لقد اقترف معاوية وزراً عظيماً فيما جناه على الأُمّة بتحويل الخلافة إلى مُلْكٍ عضوضٍ لا يُعنى فيه بإرادة الأٌمّة واختيارها.

الوسائل الدبلوماسية في أخذ البيعة :

أمّا الوسائل الدبلوماسية التي اعتمد عليها معاوية في فرض خليعه على المسلمين فهي :

١ ـ استخدام الشعراء :

أمّا الشعراء فكانوا في ذلك العصر مِنْ أقوى أجهزة الإعلام ،

__________________

(١) البداية والنهاية ٨ / ٨٠.

(٢) المناقب والمثالب ـ القاضي نعمان المصري / ٦٨.

(٣) تاريخ الخلفاء ـ لمؤلّف مجهول قامت بنشره أكاديمية العلوم للاتحاد السوفيتي.

١٩٧

وقد أجزل لهم معاوية العطاء ، وأغدق عليهم الأموال ، فانطلقت ألسنتهم بالمديح والثناء على يزيد ، فأضافوا إليه الصفات الرفيعة ، وخلعوا عليه النعوت الحسنة ، وفيما يلي بعضهم :

أ ـ العجّاج :

ومدحه العجّاج مدحاً عاطراً ، فقال فيه :

إذ زُلزِلَ الأقوامُ لمْ تزلزلِ

عن دينِ موسى والرسولِ المُرسلِ

وكنتَ سيف الله لمْ يفلّلِ

يفرع(١) أحياناً وحيناً يختلي(٢)

ومعنى هذا الشعر أنّ يزيد يقتفي أثر الرسول موسى والنّبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وأنّه سيف الله البتّار ، إلاّ أنّه كان مشهوراً على أولياء الله وأحبّائه.

الأحوس :

ومدحه الشاعر الأحوس بقصيدة جاء فيها :

ملِكٌ تدينُ له الملوكُ مباركٌ

كادت لهيبته الجبالُ تزولُ

يُجبى له بلخٌ ودجلةُ كلّها

وله الفراتُ وما سفى والنيلُ

لقد جاءته تلك الهيبة التي تخضع لها الجباه ، وتزول منها الجبال مِن إدمانه على الخمر ، ومزاملته للقرود ، ولعبه بالكلاب ، واقترافه للجرائم والموبقات!

مسكين الدارمي :

ومِن الشعراء المرتزقة مسكين الدارمي ، وقد أوعز إليه معاوية أنْ يحثّه على بيعة يزيد أمام مَنْ كان عنده مِنْ بني أُميّة ، وأشراف أهل الشام ،

__________________

(١) يفرع : يعلو رؤوس الناس.

(٢) شعراء النصرانية بعد الإسلام / ٢٣٤.

١٩٨

فدخل مسكين على معاوية ، فلمّا رأى مجلسه حاشداً بالناس رفع عقيرته :

إنْ ادُعَ مسكيناً فإنّي ابنُ معشرٍ

مِن الناس أحمي عنهم وأذودُ

ألا ليت شعري ما يقول ابنُ عامرٍ

ومروانُ أمْ ماذا يقول سعيدُ

بني خلفاء اللهِ مهلاً فإنّما

يبوِّئها الرحمنُ حيث يريدُ

إذا المنبر الغربي خلاّه ربّهُ

فإنّ أميرَ المؤمنين يزيدُ

على الطائر الميمون والجدّ ساعدٌ

لكلّ اُناس طائرٌ وجدودُ

فلا زلتَ أعلى الناس كعباً ولمْ تزلْ

وفودٌ تساميها إليك وفودُ

ولا زال بيتُ المُلْك فوقك عالياً

تُشيَّد أطنابٌ له وعمود(١)

هؤلاء بعض الشعراء الذين مدحوا يزيد ، وافتعلوا له المآثر لتغطية ما ذيع عنه مِن الدعارة والمجون.

بذلُ الأموال للوجوه :

وأنفق معاوية الأموال الطائلة بسخاءٍ للوجوه والأشراف ؛ ليقرّوه على فرض ولده السكّير خليفة على المسلمين. ويقول المؤرّخون : إنّه أعطى عبد الله بن عمر مئة ألف درهم فقبلها منه(٢) ، وكان ابن عمر مِنْ أصلب المدافعين عن بيعة يزيد ، وقد نَقِمَ على الإمام الحسين (عليه السّلام) خروجه عليه ، وسنذكر ذلك بمزيد مِن التفصيل في البحوث الآتية.

__________________

(١) الأغاني ٨ / ٧١.

(٢) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٥٠.

١٩٩

مراسلةُ الولاة :

وراسل معاوية جميع عمّاله وولاته في الأقاليم الإسلاميّة بعزمه على عقد البيعة ليزيد ، وأمرهم بتنفيذ ما يلي :

١ ـ إذاعة ذلك بين الجماهير الشعبية ، وإعلامها بما صمّمت عليه حكومة دمشق مِنْ عقد الخلافة ليزيد.

٢ ـ الإيعاز للخطباء وسائر أجهزة الإعلام بالثناء على يزيد ، وافتعال المآثر له.

٣ ـ إرسال الوفود إليه مِن الشخصيات الإسلاميّة حتّى يتعرّف على رأيها في البيعة ليزيد(١) . وقام الولاة بتنفيذ ما عهد إليهم ، فأذاعوا ما صمّم عليه معاوية مِن عقد البيعة ليزيد ، كما أوعزوا للخطباء وغيرهم بالثناء على يزيد.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

واتّصلت الحكومات المحلّية في الأقطار الإسلاميّة بقادة الفكر ، فعرضت عليهم ما عزم عليه معاوية مِنْ تولية ولده للخلافة ، وطلبوا منهم السّفر فوراً إلى دمشق لعرض آرائهم على معاوية. وسافرت الوفود إلى دمشق وكان في طليعتهم :

١ ـ الوفد العراقي بقيادة زعيم العراق الأحنف بن قيس.

٢ ـ الوفد المدني بقيادة محمّد بن عمرو بن حزم(٢) .

__________________

(١) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٥٠.

(٢) المصدر نفسه.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470