حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام12%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 307444 / تحميل: 6768
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(1) .

وقال أبو جعفر العقيلي : كان يقول بالرجعة(2) .

وقال أبو حاتم بن حبان : فتن بحب علي بن أبي طالبعليه‌السلام (3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(4) .

وقال المزي : روى عن : الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام في سنن ابن ماجة ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وثابت بن أسلم البناني ، وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي ، ورزين بياع الأنماط ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وسعد بن طريف الاسكاف في سنن ابن ماجة ، وسعيد بن مينا ، وعلي بن الحزور ، وفطر بن خليفة ، ومحمد بن السائب الكلبي ، والوليد بن عبدة الكوفي ، ويحيى بن أبي الهيثم العطار(5) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(6) .

__________________

1 ـ المعارف : 624.

2 و 5 ـ تهذيب الكمال : 3 / 308.

3 ـ المجروحين : 1 / 174 ، تهذيب التهذيب : 1 / 363 الرقم 658.

4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 81 الرقم 613.

6 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1152 الرقم 3482 ، باب موضع الحجامة.

٦١

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

أورده النجاشي وقال : « كان من خاصة أمير المؤمنينعليه‌السلام »(1) ، وعده الشيخ الطوسي تارة فيمن روى عن الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واخرى في أصحاب الامام المجتبىعليه‌السلام (2) .

[ 13 ] إياس بن عامر الغافقي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

إياس بن عامر الغافقي ثم المناري المصري ، ومنار بطن من غافق ، وهو عم موسى بن أيوب(3) .

قال العجلي : صدوق ، تابعي ، لا بأس به(4) .

وقال ابن حجر : صدوق(5) .

وقال أيضا : وصحح له ابن خزيمة(6) .

وعده ابن حبان في الثقات(7) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : 8 الرقم 5.

2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 57 الرقم 470 ، وص 93 الرقم 919.

3 ـ تهذيب الكمال : 3 / 404 الرقم 591.

4 ـ تاريخ الثقات : 75 الرقم 126.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 87 الرقم 672.

6 ـ تهذيب التهذيب : 1 / 340.

7 ـ كتاب الثقات : 4 / 33.

٦٢

2 ـ تشيّعه :

قال أبو سعيد بن يونس : كان من شيعة علي ، والوافدين عليه من أهل مصر ، وشهد معه مشاهده(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(2) .

وقال المزي : روى عن : عقبة بن عامر الجهني ، وعلي بن أبي طالب.

روى عنه : ابن أخيه موسى بن أيوب الغافقي(3) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 و 3 ـ تهذيب الكمال : 3 / 404 الرقم 591.

2 ـ تقريب التهذيب : 1 / 87 الرقم 672.

4 ـ سنن أبي داود : 1 / 230 ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، الحديث 869.

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 287 ، كتاب اقامة الصلاة والسنة فيها ، باب التسبيح في الركوع والسجود ، الحديث 20.

٦٣

حرف الباء

[ 14 ] بكير بن عبد الله الطائي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

بكير بن عبد الله ، ويقال : ابن أبي عبد الله الطائي الكوفي الطويل ، المعروف بالضخم(1) .

قال ابن حجر : مقبول(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالرفض(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(4) .

وقال المزي : روى عن : سعيد بن جبير ، وكريب مولى ابن عباس في مسلم وسنن ابن ماجة ، ومجاهد.

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 246 الرقم 766.

2 ـ 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 108.

٦٤

روى عنه : إسماعيل بن سميع الحنفي ، وأشعث بن سوار ، وسلمة بن كهيل في مسلم وابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن ابن ماجة(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 246 الرقم 766.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 529 ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ، ذيل الحديث 187.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 170 ، كتاب الطهارة ، باب وضوء النوم ، ذيل الحديث 508.

٦٥

حرف التاء

[ 15 ] تليد بن سليمان ( ـ 190 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

تليد بن سليمان المحاربي ، أبو سليمان ، ويقال : أبو إدريس ، الكوفي الأعرج(1) .

قال أبو بكر المروذي : قال أحمد : ولم ير به بأسا(2) .

وقال العجلي : لا بأس به(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو داود : رافضي خبيث ، رجل سوء ، يشتم أبا بكر وعمر(4) .

وقال عباس الدوري : قعد فوق سطح مع مولى لعثمان بن عفان ، فذكروا عثمان ، فتناوله تليد ، فقام إليه مولى عثمان ، فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 320 الرقم 798.

2 ـ تهذيب الكمال : 4 / 321.

3 ـ تاريخ الثقات : 88 الرقم 176.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 322.

٦٦

رجليه ، وكان يمشي على عصا(1) .

وقال العجلي : كان يتشيّع(2) .

وقال أحمد : كان مذهبه التشيّع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(4) .

وقال المزي : روى عن : حمزة بن حبيب الزيات ، وأبي الجحاف داود بن أبي عوف في سنن الترمذي ، وعبد الملك بن عمير ، وعطاء بن السائب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

روى عنه : إبراهيم بن عبس التنوخي الكوفي ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وحسن بن حسين العرني الكوفي ، وسعيد بن نصير ، وسهل بن عثمان العسكري ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في الترمذي ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، وعبد العزيز بن بحر البغدادي ، ومحمد بن إسماعيل القلوسي ، ومحمد بن الجنيد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن علي العطار ، ومختار بن غسان ، ونعيم بن حماد الخزاعي ، وهشيم بن أبي ساسان الكوفي ، ويحيى بن يحيى النيسابوري(5) .

__________________

1 و 3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 322.

2 ـ تاريخ الثقات : 88 الرقم 176.

4 ـ تقريب التهذيب : 4 / 322 الرقم 6.

5 ـ تهذيب الكمال : 4 / 321.

٦٧

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له الترمذي فقط(1) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (2) .

__________________

1 ـ سنن الترمذي : 5 / 616 ، كتاب المناقب ، الحديث 3680.

2 ـ راجع رجال الشيخ الطوسي : 173 الرقم 2045.

٦٨

حرف الثاء

[ 16 ] ثوير بن أبي فاختة

1 ـ شخصيته ووثاقته :

ثوير بن أبي فاختة ، واسمه سعيد بن علاقة القرشي الهاشمي ، أبو الجهم الكوفي(1) .

قال العجلي : كوفي ، هو وأبوه لا بأس بهما(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال محمود بن غيلان ، عن شبابة بن سوار : قلت ليونس بن أبي إسحاق : مالك لا تروي عن ثوير ، فإن إسرائيل كتب عنه؟ قال : إسرائيل أعلم ما صنع به ، كان رافضيا(3) .

وقال الحاكم : لم ينقم عليه إلا التشيّع(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 429 الرقم 863.

2 ـ تاريخ الثقات : 91 الرقم 191.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 430 ، الكامل : 2 / 532 ، المعرفة والتاريخ : 3 / 112.

4 ـ المستدرك على الصحيحين : 2 / 510.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 121 الرقم 54.

٦٩

وقال المزي : روى عن : زيد بن أرقم ، وسعيد بن جبير ، وأبيه أبي فاختة سعيد بن علاقة في سنن الترمذي ، والطفيل بن أبي كعب ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الترمذي ، ومجاهد بن جبر في الترمذي ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ويحيى بن جعفر بن هبيرة ، وعن رجل من أهل قباء ، عن أبيه في سنن الترمذي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في الترمذي ، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث النخعي ، وحجاج بن أرطاة ، وسفيان الثوري في الترمذي ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج في الترمذي ، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، وعبيدة بن حميد ، وعمرو بن قيس الملائي ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ، وهارون بن سعد ، وأبو بلج الفزاري الكبير يحيى بن أبي سليم(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال

الشيعة : عده الشيخ الطوسي تارة في أصحاب الامام السجاد ، وثانية في أصحاب الامام الباقر ، وثالثة في أصحاب الامام الصادقعليهم‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 429.

2 ـ سنن الترمذي : 3 / 300 ، كتاب الجنائر ، باب ما جاء في عيادة المريض ، الحديث 969.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 111 الرقم 1085 ، وص 129 الرقم 1310 ، وص 174 الرقم 2055. وانظر رجال النجاشي : 188 الرقم 303.

٧٠

حرف الجيم

[ 17 ] جابر بن يزيد الجعفي ( ـ 128 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مرئي بن جعفي الجعفي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو يزيد ، ويقال : أبو محمد الكوفي(1) .

قال أبو عيسى : وسمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول : لولا جابر الجعفي لكان أهل الكوفة بغير حديث(2) .

وقال إسماعيل بن علية ، عن شعبة : جابر صدوق في الحديث(3) .

وعن الجراح بن مليح يقول : سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلها(4) .

عن ابن مهدي ، سمعت سفيان يقول : ما رأيت في الحديث أورع من جابر الجعفي(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 465 الرقم 879.

2 ـ سنن الترمذي : 5 / 741.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 467.

4 ـ صحيح مسلم : 1 / 20 المقدمة.

5 ـ ميزان الاعتدال : 1 / 382.

٧١

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : من أكبر علماء الشيعة(1) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن يعلى المحاربي : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروي عنهم ، لم لا تروي عنهم؟ ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، والكلبي؟ قال : أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة(2) .

وقال ابن حجر : رافضي(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(4) .

قال المزي : روى عن : حارث بن مسلم ، وخيثمة بن أبي خيثمة البصري في سنن الترمذي ، وزيد العمي في سنن ابن ماجة ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وطاووس بن كيسان ، وعامر بن شراحيل الشعبي في سنن ابن ماجة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي ، وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان في سنن ابن ماجة وعبد الله بن نجي في التفسير ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن الأسود بن يزيد في سنن الترمذي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس في سنن ابن ماجة ، وعمار الدهني في سنن ابن ماجة ، والقاسم بن عبد الرحمان بن عبد الله ابن مسعود في سنن ابن ماجة ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومجاهد بن

__________________

1 ـ الكاشف : 1 / 131 الرقم 748.

2 ـ تهذيب الكمال : 4 / 468 الرقم 879.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 123 الرقم 17.

٧٢

جبر في سنن الترمذي ، ومحمد بن قرظة الأنصاري في سنن ابن ماجة ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي في سنن ابن ماجة ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح في سنن ابن ماجة ، وأبي عازب مسلم بن عمرو في سنن ابن ماجة ، والمغيرة بن شبيل في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في سنن ابن ماجة ، وحسان بن إبراهيم الكرماني ، والحسن بن صالح بن حي في سنن ابن ماجة ، وحفص بن عمر البرجمي الأزرق في سنن ابن ماجة ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ، وسفيان بن عيينة ، وسلام بن أبي مطيع ، وشريك بن عبد الله في سنن ابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج في سنن الترمذي ، وشيبان بن عبد الرحمان ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي في سنن ابن ماجة ، وقيس بن الربيع ، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، ومسعر بن كدام ، ومعمر بن راشد في سنن ابن ماجة ، والمفضل بن عبد الله الكوفي في سنن ابن ماجة ، وأبو عوانة في سنن ابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، وابن ماجة(3) ، والترمذي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 466.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 272 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1036.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 381 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1208.

4 ـ سنن الترمذي : 2 / 200 ، باب ما جاء في الامام ينهض في الركعتين ناسيا.

٧٣

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي تارة في أصحاب الامام الباقر ، واخرى في أصحاب الامام الصادقعليهما‌السلام .(1)

[ 18 ] جرير بن عبد الحميد ( 110 ـ 188 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : جرير بن عبد الحميد بن يزيد ، الامام الحافظ القاضي ، أبو عبد الله الضبي الكوفي ، نزل الري ونشر بها العلم ، ويقال : مولده بأعمال أصبهان ، ونشأ بالكوفة(2) .

وقال أبو القاسم اللالكائي : مجمع على ثقته(3) .

وقال النسائي : ثقة(4) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، سكن الري(5) .

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(6) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 129 ، الرقم 1316 ، وص 176 الرقم 2092 ، ورجال النجاشي : 128 الرقم 332.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 9 / 9 الرقم 3 ، الكاشف : 1 / 135 الرقم 780.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 550.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 550 ، الطبقات الكبرى : 7 / 381.

5 ـ تاريخ الثقات : 96 الرقم 205.

6 ـ المعارف : 624.

٧٤

3 ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : إبراهيم بن محمد بن المنتشر في صحيح مسلم ، وأسلم المنقري في كتاب المسائل لأبي داود ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ومسلم ، وأشعث بن سوار ، وأيوب بن عائذ الطائي في سنن النسائي ، وأبي بشر بيان بن بشر في مسلم والنسائي ، وثعلبة بن سهيل في الترمذي ، وجرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي ، وحبيب بن أبي عمرة في النسائي ، والحسن بن عبيدالله في مسلم وأبي داود والترمذي ، وحصين بن عبد الرحمان في مسلم ، وحمزة بن حبيب الزيات في مقدمة مسلم ، وحنيف بن رستم المؤذن في مسند علي ، وداود بن سليك السعدي في الرد على أهل القدر لأبي داود ، ورقبة بن مصقلة في مقدمة مسلم وسنن النسائي ، والركين بن الربيع في مسلم ، وزيد بن عطاء بن السائب في النسائي ، وسفيان الثوري ، وسليمان الأعمش في الكتب الستة ، وسليمان التيمي في مسلم والنسائي ، وسهيل بن أبي صالح في مسلم ، وشيبة بن نعامة الضبي ، وطلق بن معاوية في مسلم والنسائي ، وعاصم بن سليمان الأحول في مسلم وأبي داود ، وعبد الله بن شبرمة الضبي في النسائي ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم في النسائي ، وأبيه عبد الحميد بن قرط الضبي ، وعبد العزيز بن رفيع الأسدي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعبد الملك بن عمير في البخاري ومسلم ، وعبيد الله بن عمر في ابن ماجة ، وعطاء بن السائب في أبي داود والترمذي والنسائي ، وعلي بن عمرو الثقفي في المراسيل ، وعمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي في البخاري ومسلم والنسائي ، والعلاء بن المسيب في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وفضيل بن غزوان الضبي في مسلم وأبي داود ، وقابوس بن أبي ظبيان في الأدب المفرد وأبي داود وابن ماجة ، وليث بن أبي سليم في الأدب المفرد ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن اسحاق بن يسار في الترمذي والنسائي ، ومحمد بن شيبة بن نعامة الضبي في مسلم ، والمختار بن فلفل في مسلم ، ومسلم الملائي في سنن ابن ماجة ، ومطرف

٧٥

ابن طريف في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، ومغيرة بن مقسم الضبي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، ومنصور بن المعتمر في الكتب الستة ، وموسى بن أبي عائشة في البخاري ومسلم وكتاب المراسيل ، وهشام بن حسان في مسلم والنسائي ، وهشام بن عروة في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري في مسلم ، ويزيد بن أبي زياد في أبي داود والترمذي والخصائص ، ومما استشهد به البخاري ، وأبي إسحاق الشيباني في البخاري ومسلم وأبي داود ، وأبي جناب الكلبي في أبي داود ، وأبي حيان التيمي في مسلم ، وأبي فروة الهمداني في أفعال العباد ومسلم وأبي داود والنسائي.

روى عنه : إبراهيم بن شماس في كتاب المسائل لأبي داود ، وإبراهيم بن موسى الفراء في أبي داود ، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن موسى مردويه في الترمذي ، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني في أبي داود ، وإسحاق بن راهويه في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وإسحاق بن موسى الأنصاري في النسائي ، والحسن بن عمرو السدوسي في أبي داود ، وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي في النسائي ، وداود بن مخراق الفريابي في أبي داود ، وأبو خيثمة زهير بن حرب في البخاري ومسلم وأبي داود ، وأبو هاشم زياد بن أيوب الطوسي ، وسعيد بن منصور في أبي داود ، وسفيان ابن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسليمان بن حرب ، وعبد الله بن الجراح في أبي داود وابن ماجة ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان في البخاري ، وعبد الله بن المبارك ، ومات قبله ، وعبد الله بن محمد بن إسحاق الآدرمي في النسائي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مسلم وابن ماجة ، وأخوه عثمان بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعلي بن حجر السعدي في مسلم والترمذي والنسائي ، وعلي بن المديني في البخاري ، وعمرو بن رافع القزويني في ابن ماجة ، وقتيبة بن سعيد في البخاري ومسلم والترمذي وعمل اليوم

٧٦

والليلة ، ومحمد بن حميد الرازي في الترمذي ، ومحمد بن سلام البيكندي في البخاري ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، ومحمد بن عمرو زنيج الرازي في مسلم وأبي داود ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ومحمد بن قدامة بن إسماعيل السلمي البخاري ، ومحمد بن قدامة بن أعين المصيصي في أبي داود والنسائي ، ومحمد بن قدامة الطوسي ، وهارون بن عباد الأزدي في أبي داود ، ويحيى بن أكثم في الترمذي ، ويحيى بن معين بن يحيى النيسابوري في البخاري ومسلم ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن موسى القطان في أبي داود والبخاري ، ومسند علي ، وسنن ابن ماجة ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو الربيع الزهراني في سنن أبي داود(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، والترمذي(5) ، والنسائي(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 540 الرقم 918.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 25 ، كتاب العلم ، وج 2 / 107 ، باب ما جاء في قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص 122 ، باب من ملك من العرب ، وص 157 ، باب فضل الحرم ، وص 160 ، باب اليمين بعد العصر ، وج 5 / 109 ، باب بعث أبي موسى ومعاذ الى اليمن ، وج 6 / 176 ، باب الاشارة في الطلاق.

3 ـ صحيح مسلم : 1 / 188 ، كتاب الايمان ، الحديث 196 ، وص 330 ، كتاب الصلاة ، باب الاستماع للقراءة ، وج 2 / 869 ، باب إحرام النفساء الحديث 1209 ، وج 3 / 1671 ، كتاب اللباس والزينة ، الحديث 2111.

4 ـ سنن أبي داود : 2 / 11 ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الخوف ، الحديث 1236 ، وج 3 / 321 ، كتاب العلم ، الحديث 3659.

5 ـ سنن الترمذي : 1 / 159 ، باب ( 71 ) من أبواب الطهارة ، ذيل الحديث 95 ، وج 5 / 159 ، كتاب فضائل القرآن ، الباب ( 4 ) الحديث 2881.

6 ـ سنن النسائي : 3 / 12 ، كتاب السهو.

٧٧

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (1) .

[ 19 ] جعفر بن زياد ( ـ 175 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

جعفر بن زياد الأحمر ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمان الكوفي ، والد علي بن جعفر ، وجد الحسين بن علي بن جعفر الأحمر(2) .

قال العجلي : كوفي ، ثقة(3) .

وقال الذهبي : صدوق(4) .

وقال ابن حجر : صدوق(5) .

2 ـ تشيّعه :

قال الحسين بن علي بن جعفر الأحمر : كان جدي من رؤساء الشيعة بخراسان(6) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 177 الرقم 2105.

2 ـ تهذيب الكمال : 5 / 38 الرقم 941.

3 ـ تاريخ الثقات : 1 / 97 الرقم 211.

4 ـ الكاشف : 1 / 129 الرقم 799.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 130 الرقم 81.

6 ـ تهذيب الكمال : 5 / 41.

٧٨

وقال الذهبي : شيعي(1) .

وقال ابن عدي : وهو يروي شيئا من الفضائل ، وهو من جملة متشيعة الكوفة ، وهو صالح في رواية الكوفيين(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(3) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وأبي بشر بيان بن بشر ، والحارث بن حصيرة ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن عطاء في الترمذي والنسائي في الخصائص ، وعطاء بن السائب في الترمذي ، وأبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، والعلاء بن المسيب ، وعيسى بن عمر القارئ ، وقابوس بن أبي ظبيان ، وكثير بن إسماعيل النواء ، وأبي سهل كثير بن زياد البرساني ، ومجالد بن سعيد ، ومحمد بن سالم ، ومخول بن راشد ، وأبي فروة مسلم بن سالم في مسند علي ، ومطرح بن يزيد الكناني ، ومغيرة بن مقسم الضبي في كتاب المسائل لأبي داود ، والمنذر بن ثعلبة ، ومنصور بن المعتمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن عبد الله الجابر ، ويزيد بن أبي زياد في خصائص أمير المؤمنين وأبي إسحاق الشيباني ، وأبي جعفر الرازي ، وأبي حيان التيمي ، وأبي هاشم الرماني.

روى عنه : أحمد بن المفضل الحفري ، وإسحاق بن منصور السلولي في سنن الترمذي ، وإسماعيل بن أبان الوراق ، والأسود بن عامر شاذان في الترمذي

__________________

1 ـ الكاشف : 1 / 129 الرقم 799.

2 ـ الكامل : 2 / 566.

3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 130 الرقم 81.

٧٩

وخصائص أمير المؤمنين ، وأسيد بن زيد الجمال ، وحسين بن حسن الأشقر ، وزافر ابن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الكلبي الكسائي الكوفي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن الحكيم الأودي ، وعلي بن قادم في خصائص أمير المؤمنين ، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل في مسند علي ، ومحمد بن إسحاق ، ومخلد بن أبي قريش ، وموسى بن داود في كتاب المسائل ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن بشر الحريري ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى الترمذي في كتاب المناقب ، عن جعفر الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة ، ومن الرجال علي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 5 / 39 ـ 40.

2 ـ سنن الترمذي : 5 / 698 ، كتاب المناقب ، باب فضل فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحديث 3868 ، وراجع خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : 128 الرقم 113.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 175 الرقم 2069.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

«ما لنا والدخول بين السلاطين».

إنّ حياتهم العملية لمْ تكن صدى لعقيدتهم التي آمنوا بها ، فقد كانوا يمنّون قادتهم بالوقوف معهم ثمّ يتخلّون عنهم في اللحظات الحاسمة.

ومِنْ مظاهر ذلك التناقض : أنّهم بعدما أرغموا الإمام الحسن (عليه السّلام) على الصلح مع معاوية وغادر مصرهم جعلوا ينوحون ويبكون على ما فرّطوه تجاهه ، ولمّا قتلوا الإمام الحُسين (عليه السّلام) ودخلت سبايا أهل البيت (عليهم السّلام) مدينتهم أخذوا يعجّون بالنياحة والبكاء ، فاستغرب الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ذلك منهم ، وراح يقول : «إنّ هؤلاء يبكون وينوحون مِنْ أجلنا! فمَنْ قتلنا؟!».

إنّ فقدان التوازن في حياة ذلك المجتمع جرّ لهم الويلات والخطوب وألقاهم في شرّ عظيم.

الغدر والتذبذب :

والظاهرة الاُخرى في المجتمع الكوفي الغدر ، فقد كان مِنْ خصائصهم التي اشتهروا بها ، وقد ضُرِبَ بهم المثل فقيل : أغدر مِنْ كوفيّ(١) ، كما ضُرِبَ المثل بعدم وفائهم فقيل : الكوفي لا يوفي(٢) .

وقد وصفهم أمير المؤمنين (عليهم السّلام) بقوله : «اُسود روّاغة ، وثعالب روّاغة». وقال فيهم : «إنّهم اُناس مجتمعة أبدانهم ، مختلفة أهواؤهم ، وإنّ مَنْ فاز بهم فاز بالسهم الأخيب». وإنّه أصبح لا يطمع في نصرتهم

__________________

(١) الفرق بين الفِرق ـ لعبد القاهر البغدادي / ٢٦.

(٢) آثار البلاد ـ لزكريا القزويني / ١٦٧.

٤٢١

ولا يصدق قولهم(١) .

لقد كان الجانب العملي في حياتهم هو التقلّب والتردّد والتخاذل ، وقد غرّوا زيد بن علي الثائر العظيم فقالوا له : إنّ معك مئة ألف رجل مِنْ أهل الكوفة يضربون دونّك بأسيافهم(٢) ، وقد أحصى ديوانه منهم خمسة عشر ألفاً كانوا قد بايعوه على النصرة(٣) ، ثمّ لمّا أعلن الثورة هبط عددهم إلى مئتي وثمانية عشر رجلاً(٤) .

وقد نصح داود بن علي زيداً بأنْ لا ينخدع بأهل الكوفة ، فقال له : يابن عمّ ، إنّ هؤلاء يغرّونك مِنْ نفسك ؛ أليس قد خذلوا مَنْ كان أعزّ عليهم منك جدّك علي بن أبي طالب حتّى قُتِلَ؟ والحسن مِنْ بعده بايعوه ثمّ وثبوا عليه فانتزعوا رداءه مِنْ عنقه ، وانتهبوا فسطاطه وجرحوه؟ أو ليس قد أخرجوا جدّك الحُسين وحلفوا له بأوكد الأيمان ثمّ خذلوه وأسلموه ، ثمّ لمْ يرضوا بذلك حتّى قتلوه(٥) ؟

وكانوا ينكثون البيعة بعد البيعة ، وقد ألمع إلى هذه الظاهرة أعشى همدان الذي كان شاعر ثورة محمّد بن الأشعث الذي ثار على الحجّاج ، يقول داعياً على أهل الكوفة :

أبى اللهُ إلاّ أنْ يتمّمَ نورَهُ

ويُطفئَ نورَ الفاسقين فيخمدا

ويُنزل ذلاً بالعراقِ وأهلهِ

لما نقضوا العهد الوثيق المؤكّدا

وما أحدثوا مِنْ بدعةٍ وعظيمةٍ

مِن القول لمْ تصعد إلى الله مصعدا

__________________

(١) الإمامة والسياسة ١ / ٢٣٨.

(٢) تاريخ الطبري ٢ / ٣ / ١٦٧٧.

(٣) الطبري ٢ / ٣ / ١٦٨٥.

(٤) (٥) الطبري ٢ / ٣ / ١٦٧٩.

٤٢٢

وما نكثوا مِن بيعةٍ بعد بيعةٍ

إذا ضمنوها اليوم خاسوا بها غدا(١)

وقد عرفوا بهذا السمت عند جميع الباحثين ، ويرى (فلهوزن) إنّهم متردّدون متقلّبون ، وإنّهم لمْ يألفوا النظام والطاعة ، وإنّ الإخلاص السياسي والعسكري لمْ يكنْ معروفاً لهم على الإطلاق ، وأكّد ذلك الباحث (وزتر شنين) يقول : إنّ مِنْ صفاتهم المميّزة البارزة الهوائية والتقلّب ، ونقص الثقة بأنفسهم(٢) .

ولمْ يكنْ هذا التذبذب في حياتهم مقتصراً على العامّة ، وإنّما كان شائعاً حتّى عند رجال الفكر والأدب ؛ فسراقة الشاعر المعروف وقف في وجه المختار ، واشترك في قتاله يوم جبّانة السبيع ، فلمّا انتصر المختار وقع سراقة أسيراً بين يدي أصحابه فزُجّ به في السجن ، فأخذ سراقة يستعطفه وينظم القصيد في مدحه ، ويذكر مبادئ ثورته ويبالغ في تمجيده ، فكان ممّا قاله فيه :

نُصرتَ على عدوِّك كلّ يومٍ

بكلّ كتيبةٍ تنعى حُسينا

كنصرِ محمّد في يوم بدرٍ

ويوم الشِّعبِ إذ لاقى حُنينا

فأسجح(٣) إذ ملكت فلو ملكنا

لجرنا في الحكومةِ واعتدينا

تقبّل توبةً منّي فإنّي

سأشكرُ إنْ جعلتَ النقد دينا

ولمّا عفا عنه المختار خرج مِن الكوفة ، فلمْ يبعد عنها قليلاً حتّى أخذ يهجو المختار ويحرّض عليه. وقد قال في هجائه :

ألا أبلغ أبا إسحاقَ أنّي

رأيتُ البلقَ دهماً مصمتاتِ

__________________

(١) تاريخ الطبري ٢ / ١١١٣.

(٢) السيادة العربية / ٧٤.

(٣) السجح : حسن العفو.

٤٢٣

كفرتُ بوحيكُمْ وجعلتُ نذراً

عليّ قتالكمْ حتّى المماتِ

أرى عينيّ ما لمْ تُبصراهُ

كلانا عالمٌ بالترّهاتِ

إذا قالوا أقولُ لهم كذبتمْ

وإنْ خرجوا لبستُ لهم أداتي(١)

لقد مضى يصبّ ثورته وسخريته على المختار وأصحابه في نفس الوزن الذي نظم فيه قصيدته السابقة. ومِن الطبيعي إنّ هذا التناقض في حياتهم كان ناجماً مِن الاضطراب النفسي ، وعدم التوازن في السلوك.

ومِن غرائب ذلك التناقض أنّ بعضهم كان يحتاط في أبسط الاُمور ولا يتحرّج مِن اقتراف أعظم الموبقات! فقد جاء رجل مِنْ أهل الكوفة إلى عبد الله بن عمر يستفتيه في دم البعوض يكون على الثوب أطاهر أم نجس ، فقال له ابن عمر : مِنْ أين أنت؟

ـ مِنْ أهل العراق.

فبُهر ابن عمر وراح يقول : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)! وقد سمعته يقول فيه وفي أخيه : «هما ريحانتاي مِن الدنيا»(٢) !

ويعزو بعضهم السبب في هذا الاضطراب إلى الظروف السياسية القاسية التي مرّت عليهم ؛ فإنّ الحكم الاُموي كان قد عاملهم بمنتهى القسوة والشدّة ، فرماهم بأقسى الولاة وأشدّهم عنفاً ، أمثال المغيرة بن شعبة وزياد بن سُميّة ؛ ممّا جعل الحياة السياسية ضيّقة ومتحرّجة ، ممّا نجم عنه هذا التناقض في السلوك.

__________________

(١) أنساب الأشراف ٥ / ٢٣٤ ، الأخبار الطوال / ٢٦٤.

(٢) الصراط السوي في مناقب آل النّبي / ٩٤ مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين.

٤٢٤

التمرّد على الولاة :

والطابع الخاص الذي عُرِفَ به المجتمع الكوفي التمرّد على الولاة والتبرّي منهم ، فلا يكاد يتولّى عليهم والٍ وحاكمٍ حتّى أعلنوا الطعن عليه ، فقد طعنوا في سعد بن أبي وقاص مؤسس مدينتهم واتّهموه بأنّه لا يحسن الصلاة(١) فعزله عمر ولّى مكانه الصحابي الجليل عمّار بن ياسر ، ولمْ يلبثوا أنْ شكوه إلى عمر فعزله وولّى مكانه أبا موسى الأشعري ، ولمْ تمضِ أيّام مِنْ ولايته حتّى طعنوا فيه ، وقالوا : لا حاجة لنا في أبي موسى(٢) .

وضاق عمر بهم ذرعاً وبدا عليه الضجر ، فسأله المغيرة عن شأنه ، فقاله له : ما فعلت هذا يا أمير المؤمنين إلاّ مِنْ عظيم فهل نابك مِنْ نائب؟ فانبرى عمر يشكو إليه الألم الذي داخله مِنْ أهل الكوفة قائلاً : وأيّ نائب أعظم مِنْ مئة ألف لا يرضون عن أمير ، ولا يرضى عنهم أمير(٣) .

وتحدّث عمر عنهم فقال : مَنْ عذيري مِنْ أهل الكوفة ؛ إنْ استعملت عليهم القوي فجروه ، وإنْ ولّيت عليهم الضعيف حقرّوه(٤) . لقد جُبلوا على التمرّد فهم لا يُطيقون الهدوء والاستقرار.

ويرى (ديمومبين) إنّ هذه الظاهرة اعتادها الكوفيون مِنْ أيّام الفرس الذين دأبوا

__________________

(١) فتوح البلدان / ٢٨٧.

(٢) الطبري ، وجاء فيه أنّهم اتّهموه بأنّه يتاجر في أقواتهم.

(٣) فتوح البلدان / ٢٧٩.

(٤) مختصر كتاب البلدان / ١٨٤ لابن الفقيه.

٤٢٥

على تغيير حكّامهم دوماً(١) ، ويذهب (فان فلوتن) إلى أنّ العرب المستقرّين بالكوفة كانوا قد تعوّدوا على حياة الصحراء بما فيها مِنْ ضغن وشحناء ، وحبّ الانتقام والتخريب والأخذ بالثأر ؛ فلذا تعوّدوا على التمرّد وعدم الطاعة للنظام(٢) .

الانهزاميّة :

والظاهرة الغريبة التي عُرِفَ بها المجتمع الكوفي هي الانهزامية وعدم الصمود أمام الأحداث ، فإذا جدّ الجد ولّوا منهزمين على أعقابهم ، فقد أجمعوا في حماس على مبايعة مسلم ونصرته ، ولمّا أعلن الثورة على ابن مرجانة انفضّوا مِنْ حوله حتّى لمْ يبقَ معه إنسان يدلّه على الطريق ، وقد وقفوا مثل هذا الموقف مِنْ زيد بن علي ، فقد تركوه وحده يصارع جيوش الاُمويِّين ، وراح يقول : فعلوها حُسينية.

وبايعوا عبد الله بن معاوية ، فقالوا له : ادعُ إلى نفسك فبنو هاشم أوّلى بالأمر مِنْ بني مروان(٣) ، وأخرجوه حيث كان مقيماً وأدخلوه القصر فبايعوه ، ولمّا زحف لقتاله والي الاُمويِّين عبد الله بن عمر فرّوا منهزمين ، ونظر عبد الله بن معاوية فإذا الأرض بيضاء مِنْ أصحابه فقد غدر به قائد قواته ؛ لأنّه كان على اتفاق مع والي الاُمويِّين فانهزم وانهزم معه الجيش(٤) ، وكان عيسى بن زيد يقول فيهم : لا أعرف موضع ثقة يفي ببيعته ويثبت عند اللقاء(٥) .

__________________

(١) النظم الإسلاميّة / ٢٦.

(٢) السيادة العربية / ١١.

(٣) (٤) تاريخ الطبري ٢ / ٣ / ١١٨٨٠.

(٥) مقاتل الطالبيِّين / ٤١٨.

٤٢٦

مساوئ الأخلاق :

واتّصفت الأكثرية الساحقة مِنْ أهل الكوفة بمساوئ الأخلاق. يقول فيهم عبد الله بن الحسن إنّهم : نفج العلانية ، خور السريرة ، هوج الردّة ، جزع في اللقاء ، تقدمهم ألسنتهم ولا تشايعهم ، وإن حوريتم خرتم ، وإنْ اجتمع الناس على إمام طعنتم ، وإنْ جئتم إلى مشاقّة نكصتم(١) .

ووصفهم المختار لعبد الله بن الزّبير حينما سأله عنهم ، فقال : لسلطانهم في العلانية أولياء وفي السرّ أعداء. وعلّق ابن الزّبير على قول المختار فقال : هذه صفة عبيد السوء ، إذا رأوا أربابهم خدموهم وأطاعوهم ، فإذا غابوا عنهم شتموهم(٢) .

وهجاهم أعشى همدان بقوله :

وجبناً حشاه ربُّهمْ في قلوبهمْ

فما يقربونَ الناسَ إلاّ تهدّدا

فلا صدقَ في قولٍ ولا صبرَ عندهمْ

ولكنّ فخراً فيهم وتزيّدا(٣)

ويقول فيهم أبو السرايا :

وما رستُ أقطارَ البلاد فلمْ أجدْ

لكمْ شبهاً فيما وطأتُ مِن الأرضِ

خلافاً وجهلاً وانتشار عزيمةٍ

ووهناً وعجزاً في الشدائدِ والخفضِ

لقد سبقتْ فيكم إلى الحشر دعوةٌ

فلا عنكمُ راضٍ ولا فيكمُ مَرضي(٤)

__________________

(١) (٢) الطبري ٢ / ٣ / ١٦٨١.

(٣) الطبري ٢ / ٢ / ١١١٤.

(٤) يشير إلى دعوة الإمام الشهيد الحُسين (عليه السّلام) على أهل الكوفة يوم عاشوراء بقوله : «... ولا يرضي الولاة عنكم أبداً».

٤٢٧

سأبعد داري مِنْ قلى عن ديارِكُمْ

فذوقوا إذا ولّيتُ عاقبةَ البُغضِ(١)

وحلّل الدكتور يوسف خليف هذه الأبيات بقوله : وأبو السرايا في هذه الأبيات يردّد تلك الفكرة القديمة التي عُرِفَتْ عن أهل الكوفة مِنْ أنّهم أهل شقاق ونفاق ومساوئ أخلاق ، فيصفهم بالشقاق والجهل وتفرّق العزيمة والضعف والعجز ، ويرى أنّ هذه صفاتهم التي تلازمهم دائماً في الحرب والسلم ، وهي صفات لمْ تجعل أحداً مِنْ زعمائهم أو أئمتهم يرضى عنهم ، وهم منفردون بها مِنْ بين سائر البشر في جميع أقطار الأرض التي وطأتها قدماه ، ثمّ يعلن في النهاية ببغضه لهم واعتزامه البعد عنهم ؛ ليذوقوا مِنْ بعده سوء العاقبة وسوء المصير(٢) .

ووصفهم أبو بكر الهذلي بقوله : إنّ أهل الكوفة قطعوا الرحم ووصلوا المثانة ، كتبوا إلى الحُسين بن علي إنّا معك مئة ألف وغرّوه ، حتّى إذا جاء خرجوا إليه وقتلوه وأهل بيته صغيرهم وكبيرهم ثمّ ذهبوا يطلبون دمه ، فهل سمع السامعون بمثل هذا؟!(٣) .

الجشع والطمع :

وهناك نزعة عامّة سادت في أوساط المجتمع الكوفي ، وهي التهالك على المادة والسعي على حصولها بكلّ طريق. فلا يُبالون في سبيلها بالعار والخزي ، ولقد لعبت هذه الجهة دورها الخطير في إخفاق ثورة مسلم ؛ فقد بذل ابن زياد الأموال بسخاء للوجوه والأشراف فخفّوا إليه سِراعاً ،

__________________

(١) مقاتل الطالبيِّين / ٥٤٤ ـ ٥٤٦.

(٢) حياة الشعر في الكوفة / ٤٤٥.

(٣) مختصر البلدان / ١٧٣.

٤٢٨

فغدروا بمسلم ونكثوا عهودهم ، وقد ملكهم ابن زياد بعطائه ؛ فأخرجهم لحرب ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد أنْ أقسموا الأيمان المغلّظة على نصرته والذبّ عنه.

التأثّر بالدعايات :

وظاهرة أخرى مِنْ ظواهر المجتمع الكوفي ، وهي سرعة التأثر بالدعايات مِنْ دون فحص ووقوف على واقعها ، وقد استغلّ هذه الظاهرة الاُمويِّون أيّام (مسكن) ؛ فأشاعوا في أوساط الجيش العراقي أنّ الحسن صالح معاوية ، وحينما سمعوا بذلك ماجوا في الفتنة وارتطموا في الاختلاف ، فعمدوا إلى أمتعة الإمام فنهبوها كما اعتدوا عليه فطعنوه في فخذه. ولمّا أذاعت عصابة ابن زياد بين جيوش مسلم أنّه جيش أهل الشام قد أقبل إليكم فلا تجعلوا أنفسكم عرضة للنقمة والعذاب ، فلمّا سمعوا ذلك انهارت أعصابهم وولّوا منهزمين ، وأمسى ابن عقيل وحده ليس معه إنسان يدلّه على الطريق.

هذه بعض مظاهر الحياة الاجتماعية في الكوفة ، وهي تكشف عن ضحالة ذلك المجتمع وانهياره أمام الأحداث ، فلمْ تكنْ له إرادة صلبة ولا وعي اجتماعي أصيل ؛ وقد جرّوا لهم بذلك الويل ، فدمّروا قضاياهم المصيرية وتنكّروا لجميع حقوقهم ، وفتحوا المجال للطاغية ابن مرجانة أنْ يتحكّم فيهم ، ويصبّ عليهم وابلاً مِن العذاب الأليم.

٤٢٩

الحياة الاقتصاديّة :

أمّا الحياة الاقتصادية في الكوفة فكانت تتّسم بعدم التوازن ، فقد كانت فيها الطبقة الأرستقراطية التي غرقت في الثراء العريض ، فقد منحتها الدولة الاُمويّة أيّام عثمان ومعاوية الهبات والامتيازات الخاصة ؛ فآثرت على حساب الضعفاء والمحرومين ، ومِنْ بين هؤلاء :

١ ـ الأشعث بن قيس : وقد اشترى في أيّام عثمان أراضي واسعة في العراق ، وكان في طليعة الإقطاعيين في ذلك العصر ، وهو الذي أرغم الإمام على قبول التحكيم ؛ لأنّ حكومته كانت تهدّد مصالحه وامتيازاته الخاصة.

٢ ـ عمرو بن حُريث : وكان أثرى رجل في الكوفة(١) ، وقد لعب دوراً خطيراً في إفساد ثورة مسلم وشلّ حركتها.

٣ ـ شبث بن ربعي : وهو مِن الطبقة الأرستقراطية البارزة في الكوفة(٢) ، وهو أحد المخذّلين عن مسلم ، كما تولّى قيادة بعض الفرق التي حاربت الحُسين (عليه السّلام).

هؤلاء بعض المثرين في ذلك العصر ، وكانوا يداً لابن مرجانة وساعده القوي الذي أطاح بثورة مسلم ؛ فقد كانوا يملكون نفوذاً واسعاً في الكوفة ، وقد استطاعوا أنْ يُعلنوا معارضتهم للمختار رغم ما كان يتمتّع به مِن الكُتل الشعبية الضخمة المؤلفة مِن الموالي والعبيد ، وهم الذين أطاحوا بحكومته.

أمّا الأكثرية الساحقة في المجتمع الكوفي فكانت مرتبطة بالدولة ، تتلقّى موادّها المعاشية منها ؛ باعتبارها المعسكر الرئيس للدولة ، فهي التي تقوم

__________________

(١) في الطبري : أنّ عمرو بن حُريث كان أكثر أهل الكوفة مالاً.

(٢) حياة الشعر في الكوفة / ١٦٨.

٤٣٠

بالاتفاق عليها ، وقد عانى بعضهم الحرمان والبؤس. وقد صوّر الشاعر الأسدي سوء حياته الاقتصادية بقصيدة يمدح بها بعض نبلاء الكوفة لينال مِنْ معروفه وكرمه ، يقول فيها :

يا أبا طلحةَ الجواد أغثني

بسجالٍ مَنْ سيبكَ المقسومْ

أحيي نفسي فدتك نفسي فإنّي

مفلسٌ قد علمتَ ذاك عديمْ

أو تطوع لنا بسلتِ دقيقٍ

أجرهُ إنْ فعلت ذاك عظيمْ

قد علمتمْ فلا تعامس عنّي

ما قضى الله في طعام اليتيمْ

ليس لي غيرُ جرّةٍ وأصيصٍ

وكتابٍ منمنمٍ كالوشومْ

وكساءٍ أبيعهُ برغيفٍ

قد رقعنا خروقَهُ بأديمْ

وأكافٍ أعارنيه نشيطٍ

هو لحافٌ لكلِّ ضيفٍ كريمْ(١)

أرأيت هذا الفقر المدقع الذي دعا الشاعر إلى هذا الاستعطاف والتذلل ، إنها مشكلة الفقر الذي أخذ بخناقه.

وعلّق شوقي ضيف على هذه الأبيات بقوله : ومِنْ هنا ارتفع صوت المال في القصيدة الاُمويّة ، واحتلّ جوانب غير قليلة منها ؛ فقد كان أساسياً في حياة الناس ، فطبيعي أنْ يكون أساسياً في فنّهم وشعرهم. أليس دعامة هامّة مَن دعائم الحياة؟! فلمْ لا يكون دعامة هامّة مِنْ دعائم البناء الفنّي؟ إنّه يستنر في قاع الحياة وقاع الشعر ؛ لأنّ الشعر إنّما هو تعبير عن الحياة(٢) .

إنّ الحياة الاقتصادية تؤثّر أثراً عميقاً وفعّالاً في كيان المجتمع ، وتلعب دوراً خطيراً في توجيه المجتمع نحو الخير أو الشرّ ؛ وقد ثبت أنّ كثيراً مِن الجرائم التي يقترفها بعض المصابين في سلوكهم إنّما جاءت نتيجة لفقرهم وبؤسهم ، أو لجشعهم على تحصيل المادة ، وقد اندفع أكثر الجيش

__________________

(١) حياة الحيوان ـ الجاحظ ٥ / ٢٩٧ ـ ٢٩٩.

(٢) التطور والتجدد في الشعر الاُموي / ١٣٤.

٤٣١

الذي خرج لحرب الإمام الحُسين (عليه السّلام) حينما منّاهم ابن مرجانة بزيادة مرتّباتهم التي يتقاضونها مِن الدولة.

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ سوء الحالة الاقتصادية في الكوفة كانت مِن الأسباب الفعّالة في إخفاق ثورة مسلم ، وتحوّل الجماهير عنه حينما أغدق ابن زياد الأموال على الوجوه والعرفاء وغيرهم ، فاندفعوا إلى القيام بمناهضة مسلم وصرف الناس عنه.

عناصر السكّان :

كانت الكوفة أممية قد امتزجت فيها عناصر مختلفة في لغاتها ، ومتباينة في طباعها وعاداتهم وتقاليدها.

فكان فيها العربي والفارسي والنبطي إلى جانب العبيد وغيرهم ، ولمْ تعدْ مدينة عربية خالصة كمكة والمدينة ، وإنّما كانت مدينة أهلها أخلاط مِن الناس كما يقول اليعقوبي.

وقد هاجرت إليها هذه العناصر باعتبارها المركز الرئيسي للمعسكر الإسلامي. فمنها تتدفّق الجيوش الإسلاميّة للجهاد ، كما تتدفّق بها المغانم الكثيرة التي وعد الله بها المجاهدين ، وقد بلغ نصيب الجندي المقاتل مِنْ فيء المدائن اثني عشر ألفاً(١) ؛ ممّا دعا ذلك إلى الهجرة إليها باعتبارها السبيل إلى الثروة. ونلمع إلى بعض تلك العناصر :

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٤ ، مختصر كتاب البلدان / ١٦٦.

٤٣٢

العرب :

وحينما تمّ تأسيس الكوفة على يد فاتح العراق سعد بن أبي وقاص اتّجهت إليها أنظار العرب ، وتسابقوا إلى الهجرة إليها ، فقد سكنها في وقت مبكر سبعون بدرياً ، وثلاثمئة مِنْ أصحاب الشجرة(١) .

وقد ترجم ابن سعد في طبقاته مئة وخمسين صحابياً ممّن نزلوا الكوفة(٢) . ويقول فيها السفّاح : وهي ـ أيّ الكوفة ـ منزل خيار الصحابة وأهل الشرف(٣) .

أمّا القبائل العربية التي سكنتها فهي :

القبائل اليمنيّة :

وتسابقت القبائل اليمنية إلى سكنى الكوفة ، فكان عددهم فيما يقول المؤرّخون اثني عشر ألفاً(٤) ، وهي :

١ ـ قضاعة.

٢ ـ غسان.

٣ ـ بجيلة.

٤ ـ خثعم.

٥ ـ كندة.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٤.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٤٣.

(٣) مختصر كتاب البلدان / ٧٣.

(٤) معجم قبائل العرب ١ / ١٥ ، فتوح البلدان / ٢٧٦ ، معجم البلدان ٧ / ٢٦٧.

٤٣٣

٦ ـ حضرموت.

٧ ـ الأزد.

٨ ـ مذحج.

٩ ـ حِمْيَر.

١٠ ـ همدان.

١١ ـ النخع.

فهذه هي الاُسر التي تنتمي إلى اليمن وقد استوطنت الكوفة ، ونزلت في الجانب الشرقي مِن المسجد.

ويرى (فلهوزن) أنّ القبائل المشهورة مِن اليمن ، وهي : مذحج وهمدان وكندة ، قد كانت لها السيطرة والسيادة على الكوفة. ويقول عبد الملك بن مروان بعد دخوله إلى الكوفة ، حينما جاءته قبائل مذحج وهمدان : ما أرى لأحد مع هؤلاء شيئاً.

القبائل العدنانيّة :

أمّا القبائل العدنانية التي سكنت الكوفة ، فكان عددها ثمانية آلاف شخصاً ، وهي تتشكّل مِنْ أسرتين :

١ ـ تميم.

٢ ـ بنو العصر.

قبائل بني بكر :

وسكنت الكوفة قبائل بني بكر ، وهي عدّة اُسر منها :

١ ـ بنو أسد.

٤٣٤

٢ ـ غطفان.

٣ ـ محارب.

٤ ـ نمير.

وهناك مجموعة اُخرى مِن القبائل العربية استوطنت الكوفة ، وهي كنانة وجديلة وضبيعة وعبد القيس وتغلب وأياد وطي وثقيف وعامر ومزينة(١) .

ويرى (ماسنيون) أنّه إلى جانب القرشيين الذين سكنوا الكوفة عناصر شديدة البداوة مِنْ سكان الخيام ، وبيوت الشعر وأصحاب الإبل مِنْ بني دارم التميمي وجيرانهم اليمنيين القدماء مِنْ طيء ، وعناصر نصف رحالة مِنْ ربيعة وأسد مِن الغرب والشمال الغربي ، وبكر مِن الشرق والجنوب الشرقي ، وعبد القيس الذين جاءوا مِنْ هجر مِن الجنوب الشرقي.

ثمّ عناصر متحضّرة مِن القبائل الجنوبية الأصيلة مِن العربية الذين نزحوا مِن اليمن وحضرموت ، وهؤلاء كانوا قسمين : عناصر نصف متحضّرة مِنْ كندة وبجبلة ، وعناصر متحضّرة تماماً مِنْ سكّان المدن والقرى اليمنية مِنْ مذحج وحِمْيَر وهمدان(٢) .

إنّ العنصر العربي الذي استوطن الكوفة منذ تأسيسها كان مزيجاً مِن اليمانية والنزاريّة وغيرها ، ولكنّ اليمانية كانت أكثر عدداً ، كما كان تأثيرها في حياة المجتمع الكوفي أشدّ مِنْ غيرها.

الروح القبليّة :

وسادت في قبائل المجتمع العربي في الكوفة الروح القبلية فكانت كلّ قبيلة

__________________

(١) الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة / ٤٢.

(٢) خطط الكوفة / ١٢ ـ ١٣.

٤٣٥

تنزل في حي معين لها لا يشاركها فيه إلاّ حلفاؤها ، كما كان لكلّ قبيلة مسجدها الخاص ومقبرتها الخاصة. ويرى (ماسنيون) أنّ جبّانات الكوفة هي إحدى الصفات المميّزة لطبوغرافيتها(١) ، كما سمّيت شوارعها وسككها بالقبائل التي كانت تقطن فيها(٢) ، وغدت المدينة صورة تامّة للحياة القبلية ، وبلغ الإحساس بالروح القبلية والتعصّب لها إلى درجة عالية ، فكانت القبائل تتنافس فيما بينها على إحراز النصر كما حدث في واقعة الجمل ؛ ومِنْ هنا غلب على الحياة فيها طابع الحياة الجاهلية(٣) .

ويحدّثنا ابن أبي الحديد عن الروح القبلية السائدة في الكوفة بقوله : إنّ أهل الكوفة في آخر عهد عليٍّ كانوا قبائل ، فكان الرجل يخرج مِنْ منازل قبيلته فيمرّ بمنازل قبيلة اُخرى ، فينادي باسم قبيلته : يا للنخع أو يا لكندة ، فيتألّب عليه فتيان القبيلة التي مرّ بها فينادون : يا لتميم أو يا لربيعة ، ويقبلون إلى ذلك الصائح فيضربونه ، فيمضي إلى قبيلته فيستصرخها ، فتُسلّ السيوف وتثور الفتنة(٤) .

لقد كانت الروح القبلية هي العنصر البارز في حياة المجتمع الكوفي ، وقد استغل ابن سُميّة هذه الظاهرة في إلقاء القبض على حِجْر وإخماد ثورته ؛ فضرب بعض الاُسر ببعض ، وكذلك استغل هذه الظاهرة ابنه للقضاء على حركة مسلم وهانئ وعبد الله بن عفيف الأزدي.

__________________

(١) (٢) خطط الكوفة / ١٨.

(٣) التطور والتجديد في الشعر الاُموي / ٨٠ ـ ٨١.

(٤) شرح نهج البلاغة ٣ / ٢٣٩.

٤٣٦

الفرس :

وإلى جانب العنصر العربي الذي استوطن الكوفة كان العنصر الفارسي ، وكانوا يسمّون الحمراء(١) ، وقد سألوا عن أمنع القبائل العربية فقيل لهم تميم فتحالفوا معهم(٢) .

وأكبر موجة فارسية استوطنت الكوفة عقيب تأسيسها هي المجموعة الضخمة مِنْ بقايا فلول الجيوش الساسانية التي انضمت إلى الجيش العربي وأخذت تُقاتل معه ، وقد عُرفت في التاريخ باسم (حمراء ديلم) ، فكان عددهم فيما يقول المؤرّخون أربعة آلاف جندي ، يرأسهم رجل يسمّى (ديلم) ، قاتلوا معه تحت قيادة رستم في القادسية ، فلمّا انهزمت الفرس وقُتل رستم عقدوا أماناً مع سعد بن أبي وقاص ، وشرطوا عليه أن ينزلوا حيث شاؤوا ، ويحالفوا مَنْ أحبّوا ، وأنْ يفرض لهم العطاء ، وقد حالفوا زهرة بن حويّة التميمي أحد قادة الفتح ، وفرض لهم سعد في ألف ألف ، وأسلموا وشهدوا فتح المدائن معه كما شهدوا فتح جلولاء ، ثمّ تحوّلوا فنزلوا الكوفة(٣) .

وقد كوّنت هذه الجالية مجموعة كبيرة في المجتمع الكوفي ، ويذكر (فلهوزن) أنّهم كانوا أكثر مِنْ نصف سكّان الكوفة ، وقد أخذ عددهم بازدياد حتّى تضاءلت نسبة العرب في الكوفة ، وتغلّبوا في عصر المأمون حتّى كانت اللغة الفارسية تحتلّ الصدارة في ذلك العصر(٤) . ويقول الجاحظ :

__________________

(١) الأخبار الطوال / ٢٩٦.

(٢) تاريخ الطبري.

(٣) فتوح البلدان / ٢٨٠ ، خطط الكوفة / ١١.

(٤) فك العربية / ٨٣ ـ ٨٤.

٤٣٧

إنّ اللغة الفارسية أثّرت تأثيراً كبيراً في لغة الكوفة(١) .

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الفرس كانوا يشكّلون عنصراً مهمّاً في الكوفة وكوّنوا بها جالية متميزة ، فكان أهل الكوفة يقولون : جئت مِنْ حمراء ديلم(٢) .

ويقول البلاذري : إنّ زياداً سيّر بعضهم إلى الشام وسيّر قوماً منهم إلى البصرة(٣) ، وقد شاركت هذه الجالية في كثير مِن الفتوحات الإسلاميّة ، كما شكّلت المدّ العالي للإطاحة بالحكم الاُموي.

الأنباط :

وكانت الأنباط مِن العناصر التي سكنت الكوفة ، وقد أثّروا في الحياة العامّة تأثيراً عقلياً واجتماعياً.

ويقول المؤرّخون : إنّ الأنباط ليسوا عنصراً خاصاً مِن البشر وإنّما هم مِن العرب ، وكانوا يستخدمون اللغة الدارمية في كتابتهم ، وكانوا يستوطنون بلاد العرب الصخرية وقد انتقلوا منها إلى العراق ، واشتغلوا بالزراعة ، وكانوا ينطقون بلغتهم الدارمية(٤) ، وقد أثّروا تأثيراً بالغاً في حياة الكوفة.

يقول أبو عمرو بن العلاء لأهل الكوفة : لكم حذلقة النبط وصلفهم ، ولنا زهاء الفرس وأحلامهم(٥) .

ويروي الطبري أنّ رجلاً مِنْ بني عبس أسر رجلاً مِنْ أهل نهاوند اسمه دينار ، وكان يواصل العبسي ويهدي إليه ، وقد قدم

__________________

(١) البيان والتبيين ١ / ١٩ ـ ٢٠.

(٢) اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري / ٥٥.

(٣) فتوح البلدان / ٢٧٩.

(٤) الحضارة الإسلاميّة / ٩٧.

(٥) البيان والتبيين ٢ / ١٠٦.

٤٣٨

الكوفة في أيّام معاوية فقام في الناس وقال لهم : يا معشر أهل الكوفة ، أنتم أوّل مَنْ مررتم بنا كنتم خيار الناس ، فعمّرتم بذلك زمان عمر وعثمان ثمّ تغيّرتم ، وفشت فيكم خصال أربع : بخل وخبّ وغدر وضيق ، ولمْ يكن فيكم واحدة منهنّ فرافقتكم فإذا ذلك في مواليدكم ، فعلمت مِنْ أين أتيتم(١) .

ويرى (دي بود) أنّ التغيّر الاجتماعي ، وتبدّل الأخلاق في الكوفة قد نشأ في وقت مبكّر أيّام معاوية بن أبي سفيان(٢) ، ومِن الطبيعي أنّ للأنباط ضلعاً كبيراً في هذا التغيير.

السريانيّة :

والعنصر الرابع الذي شارك في تكوين الكوفة هي السريانية ، فقد كانت منتشرة في العراق قبل الفتح الإسلامي ، وكان الكثيرون منهم مقيمين على حوض دجلة ، وبعضهم كان مقيماً في الحيرة والكوفة وقد ارتبطوا بأهل الكوفة وتأثّروا بعاداتهم وأخلاقهم ؛ فإنّ الحياة الاجتماعية ـ كما يقول علماء الاجتماع ـ حياة تأثير وتأثر ، فكلّ إنسان يتأثر ويؤثر فيمَنْ حوله.

هذه هي العناصر التي شاركت في استيطان الكوفة وبناء مجتمعها ، فهي لمْ تكن عربيةً خالصةً وإنّما امتزجت بها هذه العناصر ، وقد نشأت بينها المصاهرة ، فنشأ جيل مختلط مِنْ هذه العناصر ولكنْ التغلّب الجنسي كان للعرب ؛ باعتبارهم الأكثرية الساحقة في القطر ، فقد أصبحت التقاليد

__________________

(١) تاريخ الطبري.

(٢) تاريخ الفلسفة في الإسلام / ١٥ ـ ١٨.

٤٣٩

الدينية والعادات الاجتماعية خاضعة للعرب ، كما كانت لهم الكلمة العليا في البلاد. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن عناصر السكّان في الكوفة.

الأديان :

ولمْ يكن المجتمع الكوفي يدين بدين واحد وإنّما كانت فيه أديان متعدّدة ، ولكلّ دينٍ الحرية في إقامة طقوسه الدينية ، وهذه بعضها :

١ ـ الإسلام :

وكان الإسلام دين الأكثرية الساحقة للعرب الذين استوطنوا الكوفة ، فإنّها إنّما اُنشأت لتكون حامية للجنود الإسلاميّة التي كانت تبعث بهم الدولة لحركات الفتوح وعمليات الجهاد ، ولكنّ الإسلام لمْ ينفذ إلى أعماق قلوب الكثيرين منهم ، وإنّما جرى على ألسنتهم طمعاً بثمرات الفتوح التي أفاء الله بها على المجاهدين.

وقد أكّد علم الاجتماع أنّ التحوّل الاجتماعي لا يكون إلاّ بعد أجيال وأجيال ، وأنّ المجتمع يظلّ محافظاً على عاداته وتقاليده التي اكتسبها مِنْ آبائه ، ويؤيد ذلك ما مُنِيَ به مِن الحركات الفكرية التي تتنافى مع الإسلام ، والانقسامات الخطيرة بين صفوفه ، ونلمع إلى بعض تلك الانقسامات :

الخوارج :

واعتنق هذه الفكرة القرّاء وأصحاب الجباه السود حينما رفعت المصاحف في صفّين ، وقد أرغموا الإمام على قبول التحكيم بعد ما مُنِيَ

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470