فضل الجمعة والجماعة

فضل الجمعة والجماعة0%

فضل الجمعة والجماعة مؤلف:
تصنيف: فقه استدلالي
الصفحات: 69

فضل الجمعة والجماعة

مؤلف: الشيخ عبد الزهراء الكعبي الاهوازي
تصنيف:

الصفحات: 69
المشاهدات: 23439
تحميل: 3928

توضيحات:

فضل الجمعة والجماعة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 69 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23439 / تحميل: 3928
الحجم الحجم الحجم
فضل الجمعة والجماعة

فضل الجمعة والجماعة

مؤلف:
العربية

الثالث: ربما يتوهم رجحان العدو والاسراع الى الجمعة، لقوله تعالى:(فاسعو) وقد عرفت أنه غير محمول على ظاهره، وقد وردت الأخبار باستحباب السكينة والوقار إلا مع ضيق الوقت وخوف فوت الصلاة فلا يبعد وجوب الاسراع حينئذ.

الرابع: بناء على تفسير الذكر بالخطبة فقط أو مع الصلاة يدل على شرعية الخطبة بل وجوبها، إذ الظاهر أن وجوب السعي إليها يستلزم وجوبها. ولا خلاف في وجوب الخطبتين في الجمعة ولا تقديمها على الصلاة في الجمعة إلا من الصدوق - رحمه اللّه - حيث يقول بتأخير الخطبتين في الجمعة والعيدين، وهو ضعيف، وفيها دلالة ما على التقديم إن فسر بالخطبة فقط إذ مع تقديم الصلاة الأمر بالسعي الى الخطبة فقط بعيد، بخلاف ما اذا كانتا متقدمتين فإن حضورهما يستلزم حضور الصلاة، وهما من مقدماتها.

الخامس: استدل بها على وجوب إيقاع الخطبة بعد الزوال، واختلف الأصحاب فيه، فذهب الأكثر - منهم المرتضى وابن أبي عقيل وأبو الصلاح - ألى أن وقتها بعد الزوال. وقال الشيخ في الخلاف والنهاية والمبسوط: انه ينبغي للامام اذا قرب من الزوال أن يصعد المنبر ويأخذ في الخطبة بمقدار ما اذا خطب الخطبتين زالت الشمس، فاذا زالت نزل فصلى بالناس. واختاره ابن البراج والمحقق والشهيدان، وظاهر ابن حمزة وجوب التقديم. وجواز التقديم لا يخلو من قوة، وتدل عليه صحيحة ابن سنان(١) وغيرها.

واحتج المانعون بهذه الآية حيث أوجب السعي بعد النداء الذي هو الأذان فلا يجب قبله، وأجيب بأنه موقوف على عدم جواز الأذان يوم الجمعة قبل الزوال وهو ممنوع.

السادس: تدل الآية على تجريم البيع بعد النداء ونقل الاجماع عليه العلامة

______________________________

(١) التهذيب: ج ٣ ص ١٢ ح ٣٩.

٦١

وغيره، والاستدلال بقوله(وذروا البيع) فإنه في قوة اتركوا البيع بعد النداء وربما يستدل عليه بقوله تعالى «فاسعوا» بناء على ان ان الفورية تستفاد من ترتّب الجزاء على الشرط، والأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده، وهذا على تقدير تمامه إنما يدل على التحريم مع المنافاة، والمشهور التحريم مطلقاً.

ثم اعلم أن المذكور في عبارة أكثر الأصحاب تحريم البيع بعد الأذان حتى أن العلامة في المنتهى والنهاية نقل إجماع الأصحاب على عدم تحريم البيع قبل النداء ولو كان بعد الزوال، وفي الارشاد أناط التحريم بالزوال، وتبعه الشهيد الثاني في شرحه، وهو ضعيف، إلا أن يفسر النداء بدخول وقته فتدل الآية عليه.

واختلف الأصحاب في تحريم غير البيع من العقود والايقاعات، والمشهور عدم التحريم، وذهب بعضهم الى التحريم للمشاركة في العلة المومي إليها بقوله «ذلكم خير لكم» وبأن الأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده، والأخير إنما يتم مع منافاة، والدعوى أعم من ذلك، والأحوط الترك مطلقاً لاسيما مع المنافاة وهل الشراء مثل البيع في التحريم ؟ ظاهر الأصحاب ذلك، وحملو البيع الواقع فيها على ما يعم الشراء، وللمناقشة فيه مجال.

واختلفوا أيضاً فيما لو كان أحد المتعاقدين ممن لا يجب عليه السعي، فذهب جماعة من المتأخرين الى تحريم، والمحقق إلى عدمه وفاقاً للشيخ فإنه كرهه، والأحوط الترك لا سيما اذا اشتمل على معاونة الآخر على الفعل.

ثم اختلفوا في أنه مع التحريم هل يبطل العقد ؟ فالمشهور عدم البطلان، لأن النهي في المعاملات لا يستلزم الفساد عندهم، وذهب ابن الجنيد والشيخ في المبسوط والخلاف الى عدم الانعقاد، ولعل الأول اقوى.

السابع: في الآية الأخيرة دلالة على وجوب الحضور في وقت الخطبة إن فسر قوله «وتركوك قائماً» على القيام في وقت الخطبة، ولعله لا خلاف فيه وإنما

٦٢

اختلفوا في وجوب الانصات، فذهب الأكثر إلى الوجوب، وذهب الشيخ في المبسوط والمحقق في المعتبر إلى أنه مستحب، وعلى تقدير الوجوب هل يجب أن يقرب البعيد بقدر الامكان ؟ المشهور بينهم ذلك، ولا يبعد كون حكمه حكم القراءة، فلا يجب قرب البعيد واستماعه.

وكذا اختلفوا في تحريم الكلام فذهب الأكثر الى التحريم فمنهم من عمّم التحريم بالنسبة الى المستمعين والخطيب، ومنهم من خصه بالمستمعين. ونقل عن الشيخ الجليل أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي أنه قال في جامعه: اذا قام الامام يخطب فقد وجب على الناس الصمت. وذهب الشيخ في المبسوط وموضع من الخلاف والمحقق الى الكراهية، ولعله أقرب. ومن القائلين بالتحريم من صرح بانتفاء التحريم بالنسبة الى البعيد الذي لا يسمع والأصم لعدم الفائدة.

ومن المتأخرين من صرح بعموم التحريم ولم يصرح الأكثر ببطلان الصلاة أو الخطبة بالكلام، والأقرب العدم. قال العلامة في النهاية: ولا تبطل جمعة المتكلم وإن حرمناه إجماعاً، والخلاف في الاثم وعدمه، والظاهر تحريم الكلام أو كراهته بين الخطبتين، ولا يحرم بعد الفراغ منهما، ولا قبل الشروع فيهما اتفاقاً.

الى هنا نكتفي نقله ما جاء في البحار، وله - رحمه اللّه - تتمة في البحث فمن أراد التوسعة فليراجع.

٦٣

كلام صدر المتألهين في صلاة الجمعة وفضل يومها

قال الفيلسوف الكبير والحكيم الالهي محمد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي بعد ذكر آية الجمعة:

وفيه إشراقات:

الاول: في اللغة والقراءة

قال الشيخ أبو علي الطبرسي - رحمه اللّه -: الجمعة: والجمعة لغتان وجمعها جمع وجمعات. قال الفراء: وفيه لغة ثالثة جمعة - بفتح الميم - كضحكة وهمزة.

وفي الكشاف: يوم الجمعة يوم الفوج المجموع كقولهم: ضحكة للمضحوك منه. ويوم الجمعة - بفتح الميم - يوم الوقت الجامع كقولهم ضحكة ولعنة ولعبة ويوم الجمعة تثقيل للجمعة كما قيل: عسرة في عسر. وقرئ بالوجوه الثلاثة.

و «من» بيانية مفسرة لـ «اذا».

و النداء الأذان، وقد كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مؤذن واحد، وكان اذا جلس على المنبر أذن المؤذن على باب المسجد، فاذا نزل أقام الصلاة، وكان ذلك مستمراً الى زمان عثمان، فكثر الناس وتباعدت المنازل فأحدث الأذان الثاني،

٦٤

فزاد مؤذناً آخر فأمر بالتأذين الأول على داره التي تسمى زوراء، فاذا جلس على المنبر أذن الموذن الثاني، فاذا نزل أقام الصلاة.

وإنما سميت جمعة لأن اللّه تعالى فرغ فيه من خلق الأشياء، فاجتمعت فيه المخلوقات.

وقيل: لأنه يجتمع فيه الجماعات.

وقيل: إن أول من سماها جمعة كعب بن لؤي، وهو أول من قال: أما بعد وكان يقال لها العروبة، عن ابي سلمة.

وقيل: أول من سماها جمعة الأنصار. وذكر ابن سيرين: جمع أهل المدينة قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ونزول هذه السورة، فقالت الأنصار: لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى مثل ذلك فهلموا نجعل لنا يوماً نجتمع فيه فنذكر اللّه فيه ونصلي، فقالوا: يوم السبت لليهود: ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العروبة، فاجتمعوا الى سعد بن زرارة، فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم، فسموه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه، فانزل آية الجمعة فهي أول جمعة كانت في الاسلام.

وأما أول جمعة جمعها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فهي أنه لما قدم المدينة مهاجراً نزل «قبا» على بني عمرو بن عوف وأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة عامداً المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم، فخطب وصلى الجمعة(١) .

الاشراق الثاني: في فضل يوم الجمعة

عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، وفيه خلق آدم،

______________________________

(١) الكشاف: ج ٤ ص ٥٣٢.

٦٥

وفيه ادخل الجنة وفيه اهبط الى الأرض، وفيه تقوم الساعة(١) .

وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلم: أتاني جبرئيل وفي كفه مرآة بيضاء وقال: هذه الجمعة يعرضها عليك ربك ليكون لك عيداً ولامتك من بعدك، وهو سيد الأيام عندنا، ونحن ندعوه الى الآخرة يوم المزيد(٢) .

وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلم: أن للّه في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار(٣) .

وفي الحديث: اذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد بايديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب، يكتبون الأول فالأول على مراتبهم(٤) .

قيل: كانت الطرقات في أيام السلف وقت السحر وبعد الفجر مختصة بالمبكّرين الى الجمعة يمشون بالسرج.

وقيل: أول بدعة احدثت في الاسلام ترك البكور الى الجمعة.

وعن ابي جعفر عليه السلام يقول: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعه(٥) .

وروى سهل بن زياد عن ابن ابي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف اللّه فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات ويكشف به الكربات، ويقضي فيه الحوائج العظام وهو يوم المزيد للّه فيه عتقاء وطلقاء من النار ما دعا أحد من الناس وعرف حقه وحرمته إلا كان حقاً للّه ان يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعث آمناً، وما استخف أحد بحرمته وضيّع حقه إلا كان حقاً على اللّه عز وجل أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب(٦) .

______________________________

(١) سنن الترمذي: ج ٢ ص ٣٥٩، سنن ابن ماجة: ج ١ ص ٣٤٥، الوسائل: ج ٥ ص ٦٧.

(٢) و (٣) الكشاف: ج ٤ ص ٥٣٢.

(٤) جاء قريب منه في الوسائل: ج ٥ ص ٤٢ ب ٢٧ من أبواب صلاة الجمعة ح ١.

(٥) الوسائل: ج ٥ ص ٦٢ ب ٤٠ من أبواب صلاة الجمعة ح ٢.

(٦) الوسائل: ج ٥ ص ٦٣ ب ٤٠ من أبواب صلاة الجمعة ح ٤.

٦٦

وفي فضله أحاديث كثيرة، وفيما نقلناه كفاية للمستبصر(١) .

ختام

وأخيراً أسأل اللّه جل وعلا أن يسددنا لمراضيه ويوفقنا لاقامة شعائره

«ومن يعظم شعائر اللّه فإنها من تقوى القلوب))

وآخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على محمد وآله الطاهرين

شعبان المعظم ١٤١٠ هـ. ق

عبد الزهراء الكعبي الأهوازي

______________________________

(١) تفسير القرآن الكريم لصدر المتألهين الشيرازي: ص ٢١٠ - ٢١٣.

٦٧

الفهرس

دعاء يوم الجمعة ٨

فضل المسجد والجماعة ٩

فصل الصلاة في المسجد: ٩

فضل صلاة الجماعة: ١٠

أول جماعة في الاسلام: ١٤

الجمعة فضلها وآدابها وأحكامها ١٥

فضل يوم الجمعة وليلته: ١٥

أهمية غسل الجمعة ١٦

فضيلة صلاة الجمعة ١٧

من أحكامها وبعض آدابها ١٨

من المكلف بصلاة الجمعة؟ ٢٠

ما قاله الشهيد الثاني في الجمعة: ٢٠

ما قاله الشهيد الثاني أيضاً في الجمعة ٢٢

خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ٢٣

لزوم كون الجمعة جماعة ٢٦

صلاة الجمعة و«المذاهب الخمسة». ٢٧

تاريخ صلاة الجمعة في الاسلام ٢٩

فضل امة محمد صلى الله عليه وآله على سائر الامم في صلاة الجمعة ٢٩

ما جاء في «الميزان» حول تفسير سورة الجمعة ٣٠

محاضرة للشهيد المطهري حول صلاة الجمعة ٣٢

ما هو الهدف من الاجتماع في صلاة الجمعة ؟ ٣٤

ما هو محتوى خطبتي صلاة الجمعة ؟ ٣٤

٦٨

القائلون بالوجوب العيني التعييني في عصر الغيبة ٣٥

ما ينبغي لخطيب الجمعة ٣٧

ما يستحب لامام الجمعة ٣٨

ما يجب على امام الجمعة ٣٨

ما ينبغي لمستمعي الخطبة ٣٩

ما قاله العلامة المجلسي حول وجوب الجمعة ٤١

كلام صدر المتألهين في صلاة الجمعة وفضل يومها ٦٤

الاول: في اللغة والقراءة ٦٤

الاشراق الثاني: في فضل يوم الجمعة ٦٥

ختام ٦٧

٦٩