الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)0%

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 254

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

مؤلف: محمّد علي المعلّم
تصنيف:

الصفحات: 254
المشاهدات: 32425
تحميل: 3918

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 254 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32425 / تحميل: 3918
الحجم الحجم الحجم
الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

مؤلف:
العربية

عاجله فأكمل العمل بعده ولده أمين السلطان والوزير الأعظم أتابك، وجعل في الجهة الغربية من الصحن إيوانا زينه بالمرايا من الداخل والكاشي من الخارج، وبنى حول الصحن غرفا متعددة أصبحت فيما بعد مقابر للأعيان والأشراف، كل ذلك مزين بالكتابة والنقوش الجميلة وقد انتهي من ذلك كله سنة (1303) هـ.

وفي سنة (1346) هـ جرت بعض التعميرات في صحن النساء وبني إيوان فيه، وفي سنة (1210 - 1214) هـ وضع (نظام السلطنة) بابين من الفضة في الضلع الغربي من الحرم(1) ...

هذا، وقد تعاقبت الأيدي - ولا زالت - على عمارة الحرم الشريف وصيانته ونظافته وتجديد بنائه.

وتشرف على الحرم منذ عهد قديم هيئة خاصة تعنى به وبمرافقه وتدير شؤون الأوقاف التابعة له، وترعى أمور الزائرين والوافدين.

وكانت الخدمة في الحرم الشريف - ولا زالت - تعتبر شرفا لا يحظى به إلا القليل، حتى أن بعض المؤمنين يتبرع بالخدمة تقربا إلى الله تعالى، وتشرفا بخدمة حرم ولية من أوليائه، وإظهارا لمودة أهل بيت نبيهعليهم‌السلام .

وأصبح هذا الحرم الشريف مصدر خير وبركة، وموطن عبادة ودعاء وأمانا للمؤمنين عامة، ولأهل قم خاصة، فقد كان هذا الحرم

____________________

(1) مجلة الهادي - العدد الثاني من السنة الثانية ذو القعدة 1392 هـ، - ص 105 - 106.

١٦١

ملجأ وملاذا للناس عند الشدائد والأزمات، حيث يلوذون بقبرها ويتوسلون بها إلى الله، وهي كريمة أهل البيت، ولها عند الله شأن من الشأن، فلا يصدرون إلا بالفرج والخير والإجابة.

١٦٢

الزيارة

( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْ‌فَعَ وَيُذْكَرَ‌ فِيهَا اسْمُهُ ) (1)

إن أهم ما يميز الشيعة الإمامية عن سواهم ولاؤهم لأهل البيتعليهم‌السلام وصدقهم في الولاء، وحفظهم المودة ورعايتهم للود، ذلك لأنهم علموا وتيقنوا أن طريق النجاة والخلاص منحصر في اتباعهم واقتفاء خطاهم، والسير على هديهم وهداهم، وربطوا مصيرهم بأئمتهمعليهم‌السلام ، لا يحيدون عن ذلك ولا يبغون عنه بدلا.

وقد قامت الأدلة عندهم من العقل والنقل على انحصار الهداية فيهم وبهم دون سواهم، في العقيدة والفقه والأخلاق، وقد تكفلت كتبهم الكلامية(2) ببيان ذلك والدلالة عليه، فأهل البيتعليهم‌السلام وهم الأئمة المعصومونعليهم‌السلام هم ذوو القربى الذين أمر الله بمودتهم وطاعتهم، وهم الأمناء على دين الله وشريعة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم حملة القرآن، ووراث علم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

____________________

(1) سورة النور الآية 36.

(2) لاحظ - على سبيل المثال - تلخيص الشافي للشيخ الطوسي، والطرائف للسيد ابن طاووس، وكشف المراد للعلامة الحلي.

١٦٣

أضف إلى ذلك ما تجلى من سيرتهمعليهم‌السلام التي كانت مثالا لسيرة جدهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكانوا بذلك مهوى الأفئدة وملتقى القلوب، فإنهم القادة إلى الصراط المستقيم.

غير أن الأمة - ويا للأسف - تنكرت لهم وتنكبت طريقهم، فما عرفت لهم فضلا، ولا رعت لهم حقا، وعاشوا غرباء، ورحلوا غرباء، وهكذا شأن الأولياء والصديقين يعيشون في غربة ويرحلون في غربة لا يعرف لهم قدرا ولا مقاما.

ولم يكن هناك إلا ثلة قليلة حظيت بشرف الاعتقاد بإمامتهم، والاقتداء بهم والسير على خطاهم، وهم شيعتهم الذين استنارت بصائرهم بولايتهم ومحبتهم، فكانوا هم الفائزين.

ثم إن من أجلى مظاهر الود ومراعاة المودة لدى الشيعة الإمامية تجاه أئمتهمعليهم‌السلام تعاهد مواطنهم ومواضع مراقدهم بالزيارة، وتجديد العهد بالولاء والمحبة يستسهلون في الوصول إليهم كل عسير، ويستمرؤن كل خطير، فقد جعل الله تعالى تلك المواطن المطهرة بيوتا أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

ومع أن الزيارة تتحقق من البعد، فقد ورد أنهم يبلغهم السلام(1) ، إلا أن الأئمةعليهم‌السلام قد أكدوا على شيعتهم في السعي إلى مقاماتهم المشرفة لما يترتب على ذلك من الفوائد العظيمة.

____________________

(1) وسائل الشيعة ج 10 باب 4 من أبواب المزار وما يناسبه الحديث 1 - 7.

١٦٤

فقد حرص الأئمةعليهم‌السلام - شفقة ورأفة منهم بشيعتهم - أن لا تفوتهم تلك المغانم الجليلة حيث جعل الله تعالى مواضع قبورهم مواطن الرحمة، ومهابط الملائكة، ومظان إجابة الدعاء وغفران الذنوب، والقربة لله والوفاء لرسوله، وإظهار المودة لذوي القربى.

روى الكليني بسنده عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما لمن زار واحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (1) .

وقال الشيخ المفيد وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: من زارنا بعد مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا(2) ...

وروى الشيخ في التهذيب بسنده عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز، قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وقلت له: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبره - يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام - وعمر تربته؟ قال:

يا أبا عامر حدثني أبي، عن أبيه، عن جده الحسين بن عليعليهم‌السلام ، عن عليعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له: والله لتقتلن بأرض العراق، وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن إليكم، وتحتمل المذلة والأذى، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها، تقربا منهم إلى الله، ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي

____________________

(1) وسائل الشيعة ج 10 باب 2 من أبواب المزار وما يناسبه الحديث 15.

(2) المقنعة ص 485 - 486.

١٦٥

المخصوصون بشفاعتي الواردون حوضي، وهم زواري غدا في الجنة.

يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم، وقرة العين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزنائها، أولئك شرار أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي، ولا يردون حوضي(1) .

إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة.

وإضافة إلى كون الزيارة إحدى القربات والعبادات، فيها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يخفى، بحيث لو لم يرد أي نص في الترغيب فيها والحث عليها لكانت في نفسها جديرة بالاغتنام.

ولما كانت السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام غصنا من تلك الشجرة الطيبة، وفرعا من ذلك الأصل الزاكي، ولها من الشأن والمقام ما قد عرفت، ورد الترغيب في زيارتها، والحث على قصد بقعتها، قربة لله تعالى ووفاء لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولم يتوان الشيعة الإمامية عن ذلك، بل صاروا يسعون أفواجا ووحدانا، من شتى بقاع الأرض، متحملين مشاق السفر وأخطاره في

____________________

(1) تهذيب الأحكام ج 6 - كتاب المزار - باب 7 في فضل زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام الحديث 7 ص 22.

١٦٦

محبة صادقة وولاء عميق، معظمين بذلك إحدى شعائر الله تعالى.

وقد ورد في العديد من الروايات التأكيد على زيارتها، وأن الله تعالى قد جعل الجنة ثوابا لمن زارها، ومن تلك الروايات ما تقدم ذكره عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد اللهعليه‌السلام وقالوا: نحن من أهل الري، فقالعليه‌السلام : مرحبا بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مرارا وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا، فقالعليه‌السلام : إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسول حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة، قال الراوي: وكان هذا الكلام منهعليه‌السلام قبل أن يولد الكاظم(1) .

ومنها: ما روي عنهعليه‌السلام أيضا أنه قال: إن زيارتها تعدل الجنة(2) .

ومنها: ما رواه الصدوق بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفرعليهم‌السلام ، فقالعليه‌السلام : من زارها فله الجنة(3) .

ومنها: ما روي عن سعد عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: قال: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسىعليهما‌السلام ، قال: نعم، من زارها عارفا بحقها فله الجنة(4) .

____________________

(1) تاريخ قم ص 215 وبحار الأنوار ج 60 ص 216 - 217.

(2) تاريخ قم ص 215 وبحار الأنوار ج 102 ص 267.

(3) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 267.

(4) بحار الأنوار ج 102 ص 266.

١٦٧

ومنها: ما روي عنهعليه‌السلام أيضا أنه قال: من زار المعصومة بقم كمن زارني(1) .

ومنها: ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي الجوادعليهما‌السلام أنه قال:

من زار قبر عمتي بقم فله الجنة(2) .

وغيرها من الروايات الدالة على فضل زيارتها، وما أعده الله تعالى ثوابا لزائرها وهو الجنة، وقد ورد أن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها لأهل قم.

نص الزيارة:

ومع كفاية حضور الزائر عند المزور والسلام عليه في تحقق الزيارة، إلا أنه قد ورد نص خاص عن الإمام الرضاعليه‌السلام في كيفية زيارة السيدة المعصومة، كما ذكر ذلك العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار، قال: رأيت في بعض كتب الزيارات: حدث علي بن إبراهيم عن أبيه، عن سعد، عن علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، قال: قال: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت:

جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسىعليهما‌السلام ، قال: نعم، من زارها عارفا بحقها فله الجنة، فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمد الله ثلاثا

____________________

(1) رياحين الشريعة ج 5 ص 35.

(2) كامل الزيارات باب 106 فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفرعليهم‌السلام الحديث 2 ص 536.

١٦٨

وثلاثين تحميدة، ثم قل:

السَّلامُ عَلَىٰ آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَىٰ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَىٰ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَىٰ مُوسىٰ كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَىٰ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَي نَبِيّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الأَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الطُّهْرَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ الرِّضا المُرْتَضىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الأَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلىٰ الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلىٰ خَلْقِكَ.

السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا

١٦٩

أُخْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ.

أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ، أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلىٰ الله راضِيا بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ وَعَلىٰ يَقِينٍ ما أَتىٰ بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدِي، اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ يا فاطِمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنِّي ما أَنا فِيهِ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1) .

____________________

(1) بحار الأنوار ج 102 ص 265 - 267.

١٧٠

خصائص الزيارة وبعض مميزاتها:

وتعد هذه الزيارة من الزيارات الجامعة حيث اشتملت على السلام على أبي البشر آدمعليه‌السلام ، وأولي العزم من الرسلعليهم‌السلام ، ثم السلام على المعصومين من أهل البيتعليهم‌السلام وهم الصديقة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، والأئمة الاثنا عشرعليهم‌السلام ، وذكرهم واحدا واحدا، ثم السلام على فاطمة المعصومة، ثم الإشارة إلى بعض مقامات أهل البيتعليهم‌السلام ، ومنزلتهم عند الله تعالى، وما أعده لهم من المنزلة في الدار الآخرة، والشأن العظيم، ثم الإقرار لهم بالمحبة والولاية والبراءة من أعدائهم، والتسليم إلى الله تعالى، وإعلان الرضا بكل ما جاء به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاعتقاد اليقيني به، ثم الابتهال إلى الله تعالى وطلب الثبات على ذلك.

وجميع هذه المضامين العالية واردة في روايات أهل البيتعليهم‌السلام ، فهي في حد ذاتها - بغض النظر عن سندها - موافقة لما ورد من أصول المعارف الحقة عن أئمة الهدىعليهم‌السلام .

ثم إن في هذه الزيارة أمورا تلفت النظر وتسترعي الانتباه، نشير إجمالا إلى ثلاثة منها:

الأول: الالتفات في السلام من الغيبة إلى الخطاب، فإن الزيارة تبدأ بالسلام على آدم في صورة الغيبة، حتى إذا بلغ السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحول إلى صورة المخاطبة.

الثاني: ذكر في الزيارة أن السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام بنت

١٧١

الحسنعليه‌السلام ، حيث ورد فيها: السلام عليك يا بنت الحسن والحسين.

ومن المعلوم أن فاطمة المعصومةعليها‌السلام تنحدر من سلالة الحسينعليه‌السلام ، فهي فاطمة بنت موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

الثالث: اشتمال الزيارة على أن للسيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام شأنا من الشأن، وبه تشفع في الجنة.

أما الأمر الأول فلأن من الثابت بالكتاب والسنة أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّةعليهم‌السلام شهداء على الخلق، وأنهم في جميع الحالات يسمعون الكلام ويردون السلام، من دون اختصاص بمكان دون مكان أو زمان دون آخر، ولذا فإن جميع ما ورد من الزيارات - إلا القليل - كان في صورة الخطاب والحضور، حتى أن التسليم المستحب في آخر كل صلاة كذلك، وهو قول المصلي (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته).

وأما في خصوص المقام فقد ذكر بعض العلماء أن في ذلك إلماحا بل إشارة إلى منزلة قم ومكانتها عند أهل البيتعليهم‌السلام ، وقد أثنى الأئمةعليهم‌السلام على أرض قم وأهلها، ووردت عنهمعليهم‌السلام أحاديث كثيرة في ذلك، وسيأتي ذكر بعضها في محله.

ويؤيد ذلك ما ورد في الرواية الواردة عن الإمام الصادقعليه‌السلام حيث قال: إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسول حرما وهو المدينة، وإن لأمير

١٧٢

المؤمنين حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم(1) ....

وفي رواية أخرى: ألا إن قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم(2) ...

ففي العدول من الغيبة إلى الخطاب إشعار بحضورهمعليهم‌السلام في هذا المكان المقدس فإنه حرمهم، وموطن شيعتهم، وورد في الروايات أنهمعليهم‌السلام لا يغيبون عن شيعتهم.

وقد أصبح لبلدة قم ميزة أخرى تضاف إلى مميزاتها وهي أنها مثوى السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام ، الأمر الذي زاد في ارتباط الأئمةعليهم‌السلام ، بقم، وقد أخبر عنه الإمام الصادقعليه‌السلام قبل ولادتها، بل قبل ولادة أبيهاعليه‌السلام حيث قال: وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة(3) .

وفي رواية أخرى: تقبض فيها امرأة هي من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنة بأجمعهم(4) وبه ينسجم العدول في السلام من الغيبة للخطاب فإن الزائر يخاطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمةعليهم‌السلام وهم حاضرون.

وأما الأمر الثاني فيظهر معناه بالرجوع إلى نسب الإمام الباقرعليه‌السلام من جهة أمهعليها‌السلام ، وهي فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام ، فتكون

____________________

(1) تاريخ قم ص 215 وبحار الأنوار ج 60 ص 216 - 217.

(2) بحار الأنوار ج 60 ص 228.

(3) تاريخ قم ص 215 وبحار الأنوار ج 60 ص 216 - 217.

(4) بحار الأنوار ج 60 ص 228.

١٧٣

جدة للإمامين الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وبذلك تكون السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام بنتا للإمام الحسنعليه‌السلام من طرف الأم.

وقد ذكر الرواة أن أم الإمام الباقرعليه‌السلام كانت على مرتبة عالية من الجلال والكمال.

يقول المحدث القمي في منتهى الآمال: أمه - أي الإمام الباقرعليه‌السلام - الماجدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام ، وقيل لها: أم عبد الله، فأصبحعليه‌السلام ابن الخيرتين، وعلويا بين العلويين.

روي في دعوات الراوندي عن الإمام محمد الباقرعليه‌السلام أنه قال:

كانت أمي قاعدة عند جدار، فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة، فقالت بيدها: لا وحق المصطفى، ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلقا حتى جازته، فتصدق عنها أبيعليه‌السلام بمائة دينار.

وذكرها الصادقعليه‌السلام يوما فقال: كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن امرأة مثلها(1) .

وعلى هذا فيكون الإمام الحسن أبا للسيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام لأنه جد الإمام الباقرعليه‌السلام لأمه، بل هو أب لسائر الأئمةعليهم‌السلام .

وأما الأمر الثالث فيعلم مما تقدم من الأبحاث السابقة، فإن شأن السيدة فاطمة المعصومة هو الشأن الشامخ، والمنزلة العالية، عند الله تعالى على ما نطقت به الروايات، ومن ذلك أن لها شأنية الشفاعة لجميع الشيعة، كما قال عنها جدها الإمام الصادقعليه‌السلام : « تدخل

____________________

(1) منتهى الآمال ج 2 ص 131.

١٧٤

بشفاعتها شيعتنا الجنة بأجمعهم ».

والشفاعة من المسائل التي أكدت عليها النصوص القرآنية وروايات أهل البيتعليهم‌السلام ، وتكفلت الكتب الكلامية ببيان تفاصيلها حكما وموضوعا.

والذي نود الإشارة إليه أن المستفاد من جملة « يا فاطمة اشفعي لي في الجنة فإن لك عند الله شأنا من الشأن » أن هذا الشأن ليس هو شأن الشفاعة فقط، وإنما الشفاعة هي أحد مصاديق ذلك الشأن.

ويؤيد هذا المعنى ما ورد من الروايات الدالة على أن الشفاعة ثابتة لجملة من الأفراد على اختلاف مراتبهم منهم النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن له المقام المحمود، وهو أعلى مراتب الشفاعة على ما ورد في كثير من الروايات(1) ، ومنهم الأئمة المعصومونعليهم‌السلام والصديقة الزهراءعليها‌السلام ، ومنهم الشهداء، ومنهم القرآن الكريم، فإنه يشفع لقرائه، ومنهم السقط فإنه يشفع لأبويه، ومنهم المؤمن الشيعي، فإن الله تعالى قد جعل له الشفاعة يوم القيامة كما ورد في صحيحة ابن أبي نجران، قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: من عادى شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنهم منا خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا...، والله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر، فيشفعه الله تعالى فيهم، لكرامته على الله عز وجل(2) .

وغيرها من الروايات.

____________________

(1) تفسير نور الثقلين ج 3 ص 206 - 211.

(2) صفات الشيعة الحديث 5 ص 82.

١٧٥

أقول: إن مقام الشفاعة وإن كان شامخا إلا أن للسيدة فاطمة المعصومة مقاما آخر عبر عنه بالشأن.

ومما يدل على ذلك ما نقله لي صديقي العزيز المحقق الشهير الفاضل السيد مهدي الرجائي - ورأيته في أكثر من كتاب(1) - عن السيد محمود المرعشي، عن أبيه السيد شهاب الدين، عن جده السيد محمود المرعشي، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراءعليها‌السلام ، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيرا، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصومعليه‌السلام ، فقال له الإمامعليه‌السلام : « عليك بكريمة أهل البيت »، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيتعليها‌السلام هي الصديقة الزهراءعليها‌السلام فقال للإمامعليه‌السلام : جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض، لأعلم بموضع قبرها، وأتشرف بزيارتها، فقالعليه‌السلام : مرادي من كريمة أهل البيت قبر السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام في قم.

ثم قال: إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من الأسرار، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيا لا يطلع على موضعه أحد من الناس، فلا يمكن الإخبار عنه، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعا يتجلى فيه قبر الصديقة الزهراءعليها‌السلام ، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراءعليها‌السلام من الجلال والعظمة

____________________

(1) كريمة أهل البيتعليهم‌السلام ص 43 - 45 وسيدة عش آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ص 37 - 38.

١٧٦

والشأن - لو كان معلوما ظاهرا - قد جعله الله تعالى لقبر السيدة المعصومة.

وعلى أثر ذلك عزم السيد محمود المرعشي على السفر من النجف الأشرف إلى قم لزيارة كريمة أهل البيتعليها‌السلام .

ونقل عن المحدث الشيخ عباس القمي أنه رأى الميرزا القمي - صاحب القوانين - في عالم الرؤيا - وسأله: هل أن شفاعة أهل قم بيد السيدة فاطمة المعصومة؟ فنظر إلي متعجبا وقال: شفاعة أهل قم بيدي، وأما فاطمة المعصومة فشفاعتها لأهل العالم(1) .

فما يردده بعض الحمقى والمغفلين من أن فاطمة المعصومة لا تعدو أن تكون امرأة، مثلها مثل سائر النساء، ولا شأن لها، إن هو إلا دليل على الجهل واللامبالاة والتطاول على المقدسات، ويكشف عن الحرمان وسلب التوفيق والتقصير في معرفة مقامات الأولياء والصالحين والصالحات من أهل البيتعليهم‌السلام ، فإن كونها امرأة لا يقعد بها عن تسنم أرفع الدرجات، وأنها من فضليات البشر، ولا يدانيها في الفضل والمنزلة أكثر الرجال وهي من التاليات للمعصومين من أهل البيتعليهم‌السلام في الفضل والشأن والمنزلة عند الله تعالى وعند الأئمةعليهم‌السلام ، وحسبك ما تقدم في الرواية الصحيحة السند عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنه قال: من زارها فله الجنة.

هذا، وقد ذكر أن للزيارة آدابا وسننا تكفلت كتب الفقه والزيارات

____________________

(1) كريمة أهل البيتعليهم‌السلام ص 60.

١٧٧

ببيان تفاصيلها.

إيقاظ:

وقبل أن أتجاوز هذا الموضع أود أن أشير إلى ضرورة الالتفات إلى أمر له مساس بما ذكرناه، وهو أنه ظهرت في الآونة الأخيرة فئة من الناس قد اكتفت من العلم بالقشور دون اللباب، وبالاسم دون المسمى، وبالشكل دون المحتوى، - وهنا تكمن الخطورة - وسوغت لنفسها القفر على ثوابت العقيدة، أو التشكيك في مسلماتها، والجدال في بديهياتها، - تحت شعارات التجديد والانفتاح ومقتضيات العصر - بل تعدت الحدود لتقدح في أصول المذهب وركائزه بإلقاء الشبه، أو إنكار الحقائق، فأحدثت بذلك الفوضى والاضطراب في نفوس البسطاء من الناس، الذين بهرتهم تلك الشعارات الجوفاء، وانساقوا وراءها يرددونها في سذاجة وغفلة أو تغافل عما تنطوي عليه وسيصحون يوما ليجدوا أنفسهم مفلسين، إلا أن يتداركوا أمرهم قبل فوات الأوان.

وبلغ الأمر إلى أنه بدلا عن تصدي المعنيين بشؤون العقيدة والدفاع عنها، لخصومها الخارجين عنها، اضطروا للتصدي لخصومها الداخلين فيها الذين هم أشد خطرا وأسوأ أثرا، لأنهم يشكلون حجر العثرة في المسار، « ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ».

وليعلم هؤلاء أن للبيت ربا يحميه، وأن للسفينة ربانا يجنبها الأخطار.

١٧٨

ومهما حاولوا في زعزعة العقيدة فلن تزداد عقيدة الناس إلا رسوخا وصلابة، وأن محاولاتهم يائسة فاشلة « ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله ».

وستبقى العقيدة المقدسة - التي غرس بذرتها النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتعاهد شجرتها أئمة الهدىعليهم‌السلام ، وصان ثمرتها علماء الشيعة - سليمة نقية، وهي أعلى وأجل من أن يخدش فيها جاهل أو متجاهل أو مشكك أو مشبوه.

١٧٩

كرامات السيدة المعصومةعليها‌السلام

تتفاوت مراتب البشر في قربهم المعنوي وبعدهم عن الله سبحانه وتعالى، لتفاوت قابلياتهم واستعداداتهم، كما هو الحال في شؤونهم الأخرى، وذلك أمر طبيعي تقتضيه حياة البشر في هذا العالم الذي جعله الخالق الحكيم ظرفا للتنافس وزود الإنسان بالعقل والاختيار والطاقات المختلفة، وأودع فيه غريزة حب الكمال والسعي إليه، وهيأ له الأسباب المؤدية إلى ذلك، بمقتضى لطفه بالعباد.

وإذا كان ثمة ما يعيق أو يمنع فمرده إلى الإنسان نفسه، وقد تكفلت المباحث الاعتقادية بالبرهنة على ذلك.

وقد اختص الله بعض عباده بعنايات وألطاف خاصة بلغوا بها أعلى درجات الكمال البشري الممكن، وأدنى مراتب القرب المعنوي من الله تعالى، فجعلهم مظاهر لطفه ومجالي رحمته ومجاري فيضه، وذلك لطهارة ذواتهم، وصفاء نفوسهم، وخلوصهم التام لله تعالى، فكانوا مظاهر أسمائه وصفاته، حتى أنه تعالى مكنهم من التصرف في هذا الكون وسخر لهم الأشياء فاستجابت لهم طائعة، فصدر عنهم ما خرقوا به نواميس الطبيعة، وخالف السنن المألوفة، وهو ما يعرف بالمعجزة والكرامة، لأنهم يتمتعون بقوى خاصة هي فوق هذا العالم المادي،

١٨٠