الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)0%

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 254

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

مؤلف: محمّد علي المعلّم
تصنيف:

الصفحات: 254
المشاهدات: 32444
تحميل: 3919

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 254 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32444 / تحميل: 3919
الحجم الحجم الحجم
الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

مؤلف:
العربية

مسجد جمكران

يقع في الجهة الجنوبية من قم وعلى بعد بضعة آلاف من الأمتار مسجد كبير يقال له مسجد جمكران إضافة إلى اسم المكان، يقصده المئات بل الآلاف من المؤمنين من شتى بقاع إيران وغيرها، ولا سيما في ليالي الأربعاء من كل أسبوع، يقضون فيه أوقاتا في العبادة والتهجد والتوسل بالحجة ابن الحسن العسكريعليهما‌السلام وهو عامر بالعبادة في جميع الأوقات.

ويعود تاريخ هذا المسجد إلى القرن الرابع الهجري، وقد ذكرت في كيفية تأسيسه قصة عجيبة ترتبط بالإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولذا نسب المسجد إليه.

ويعد هذا المسجد من العلائم البارزة لهذه المدينة المقدسة.

ومن النادر جدا أن يزور شخص مدينة قم ويغفل عن زيارة هذا المسجد والصلاة فيه.

وقد ذكر أن له صلاة مخصوصة بكيفية خاصة كما سيأتي بيانها.

٢٤١

ومنذ أن أسس هذا المسجد وإلى يوم الناس هذا ولا زال المؤمنون يتوافدون على هذا المسجد وحدانا وأفواجا، ويبتهلون إلى الله تعالى ويتوسلون بوليه الحجة ابن الحسنعليهما‌السلام في مختلف شؤونهم وقضاياهم، ولا سيما بالدعاء لتعجيل الفرج.

وقد اتسعت رقعة هذا المسجد بعد أن كانت مساحته صغيرة، وأصبح يتسع للآلاف من المصلين وخصص قسم منه إلى النساء، وتشرف عليه هيئة خاصة تدير شؤونه ولوازمه وسائر مرافقه.

وإنك لتجد في كل ليلة أربعاء من كل أسبوع ازدحام الزائرين من أهل قم وغيرها من سائر المدن لزيارة حرم السيدة المعصومة ومسجد جمكران وبعض المزارات الأخرى.

ونظير ذلك ما كان يجري في الكوفة حيث مسجد السهلة فقد دأب الصالحون وأهل العبادة على قضاء هذه الليلة من كل أسبوع في مسجد السهلة للصلاة والتهجد والابتهال، وكانت ألطاف الله تعالى وعناياته تغمر بعض هؤلاء فيحظون بالكرامة الخاصة أو بقضاء الحوائج أو باستجابة الدعوات.

أما اختصاص ليلة الأربعاء من بين الليالي فلم نعرف له وجها، اللهم إلا أن يكون من المجربات لبعض الصالحين وأصبحت عادة عند المؤمنون.

نعم ذكر السيد ابن طاووس في أعمال مسجد السهلة ذلك، فقال:

إذا أردت أن تمضي إلى السهلة فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء

٢٤٢

الآخرة من ليلة الأربعاء، وهو أفضل من غيره من الأوقات(1) .

فلعل اختيار زيارة مسجد جمكران في ليلة الأربعاء والصلاة فيه بمقتضى المناسبة بين المسجدين حيث التوسل بالإمام الحجة ابن الحسن صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

وأما قصة بناء هذا المسجد وما رافقها من أحداث فهي كما في الحكاية الثامنة من كتاب جنة المأوى، قال: في تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين من مصنفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمي ما لفظه بالعربية...

سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمامعليه‌السلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال: كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائما في بيتي، فلما مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم واجب الإمام المهدي صاحب الزمان، فإنه يدعوك.

قال: فقمت وتعبأت وتهيأت، فقلت: دعوني حتى ألبس قميصي، فإذا بنداء من جانب الباب: هو ما كان قميصك، فتركته وأخذت سراويلي فنودي: ليس ذلك منك فخذ سراويلك، فألقيته وأخذت

____________________

(1) مصباح الزائر ص 105.

٢٤٣

سراويلي ولبسته، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: الباب مفتوح.

فلما جئت إلى الباب رأيت قوما من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي، وذهبوا بي إلى موضع المسجد الآن، فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان، وعليها وسائد حسان، ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكئا عليها، وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه، وحوله أكثر من ستين رجلا يصلون في تلك البقعة، وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر.

وكان ذلك الشيخ هو الخضرعليه‌السلام ، فأجلسني ذلك الشيخعليه‌السلام ودعاني الإمامعليه‌السلام باسمي، وقال: إذهب إلى حسن بن مسلم وقل له:

إنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها، زرعت خمس سنين والعام أيضا أنت على حالك من الزراعة والعمارة، ولا رخصة لك في العود إليها، وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبنى فيها مسجد، وقل لحسن بن مسلم: إن هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرفها، وأنت قد أضفتها إلى أرضك، وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه من غفلتك، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر.

قال حسن بن مثله: [قلت:] يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة، فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه، ولا يصدقون قولي، قال:

إنا سنعلم هناك، فاذهب وبلغ رسالتنا، واذهب إلى السيد أبي الحسن

٢٤٤

وقل له: يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص من غلة رهق ملكنا بناحية اردهال ويتم المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته.

وقل للناس: ليرغبوا إلى هذ الموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات، ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات، وركعتان للإمام صاحب الزمانعليه‌السلام هكذا: يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى « إياك نعبد وإياك نستعين » كرره ماءة مرة، ثم يقرؤها إلى آخرها، وهكذا يصنع في الركعة الثانية، ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات، فإذا أتم الصلاة يهلل:

ويسبح تسبيح فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله ماءة مرة، ثم قالعليه‌السلام : ما هذه حكاية لفظه: « فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق ».

قال حسن بن مثلة: قلت في نفسي: كأن هذا موضع أنت تزعم أنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيرا إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد، فأشار ذلك الفتى إلي أن اذهب.

فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية، وقال: إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزا يجب أن تشتريه، فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك، وتجئ به إلى هذا الموضع

٢٤٥

وتذبحه الليلة الآتية، ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جميعهم، وذلك المعز أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم.

فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال: تقيم بهذا المكان سبعين يوما أو سبعا فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر، وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة: فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكرا حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال: والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها أن هذه السلاسل والأوتاد هاهنا.

فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا، فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون إن السيد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه، وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني، ومكن لي في مجلسه، وسبقني قبل أن أحدثه، وقال: يا حسن بن مثلة إني كنت نائما فرأيت شخصا يقول لي: إن رجلا من جمكران يقال له: حسن بن مثلة يأتيك

٢٤٦

بالغدو ولتصدقن ما يقول، واعتمد على قوله، فإن قوله قولنا، فلا تردن عليه قوله، فانتبهت من رقدتي وكنت أنتظرك الآن.

فقص عليه الحسن بن مثله القصص مشروحا، فأمر بالخيول لتسرج، وتخرجوا فركبوا، فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق، فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع، فأقبل المعز عاديا إلى الحسن بن مثلة، فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط، ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته، وكلما أريد أن آخذه لا يمكنني، والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه.

وجاء السيد أبو الحسن الرضا رضي الله عنه إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات، وجاؤا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجزوع، (الجذوع) وذهب السيد أبو الحسن الرضا رضي الله عنه بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته، فكان يأتي المرضى والإعلاء - المعلولون - ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلا ويصحون.

قال أبو الحسن محمد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض - بعد وفاته - ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد

٢٤٧

فلم يجدها.

ثم قال المحدث النوري: وقد نقلنا الخبر السابق من خط السيد المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري عن مجموعة نقله منه، ولكنه كان بالفارسية فنقلناه ثانيا إلى العربية ليلائم نظم هذا المجموع.

ولا يخفى أن كلمة التسعين الواقعة في صدر الخبر بالمثناة فوق ثم السين المهملة كانت في الأصل سبعين مقدم المهملة على الموحدة واشتبه على الناسخ لأن وفاة الشيخ الصدوق كانت قبل التسعين، ولذا نرى جمعا من العلماء يكتبون في لفظ السبع أو السبعين بتقديم السين أو التاء حذرا عن التصحيف والتحريف، والله تعالى هو العالم(1) .

هذا ما ذكر في قصة بناء هذا المسجد، وظاهرها أنها في اليقظة لا في المنام.

وعلى أي حال فالحكاية المذكورة وإن لم تكن حجة شرعية، ليثبت بها استحباب الصلاة المذكورة بالكيفية الخاصة - كما هو مقتضى الصناعة - إلا أن يقال بثبوته بعنوان آخر وهو كونه من صغريات قاعدة التسامح في أدلة السنن والتي تناولها العلماء بالدراسة في علم الأصول على اختلاف بينهم في توجيهها.

مضافا إلى أن أصل القضية أمر مسلم عند علماء الشيعة، حيث تلقوه بالقبول، وتسالموا عليه، وقد ذهب بعض الأجلاء منهم إلى أن ما

____________________

(1) جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة أو معجزته في الغيبة الكبرى - المطبوع ضمن الجزء الثالث والخمسين من بحار الأنوار - ص 230 - 234.

٢٤٨

اتفقت سيرة الشيعة عليه والتزموا به لا يحتاج إلى دليل.

ويؤيد ذلك: ما يشاهده المؤمنون ويلمسونه من آثار العبادة والتوسل في هذا المكان المبارك، الأمر الذي يكشف عن صحة هذه القضية وواقعيتها.

والحاصل: أن هذه البقعة لا تخرج عن كونها مسجدا من المساجد العامرة بالعبادة، وموطنا من مواطن الدعاء والتوسل بصاحب الزمانعليه‌السلام وردت فيها هذه الخصوصية وظهرت لها آثار جليلة كثيرة.

٢٤٩

٢٥٠

نهاية المطاف

وبعد، فهذا آخر ما أردناه من هذه الصفحات المختصرة حول سيدة جليلة من سيدات البيت العلوي، اختصها الله تعالى بكثير من المميزات، وكان لها عنده تعالى شأن من الشأن، حتى غدت من أفضل النساء.

وقد أدرك القارئ العزيز الوجه في الاستطراد بذكر بعض المباحث الخارجة - كما يبدو - عن دائرة الموضوع، فإنه أمر تفرضه طبيعة هذه الدراسات التحليلية ذات القضايا المتداخلة.

على أن فقدان عدة حلقات من مسلسل الأحداث أو قلة ما سجله المؤرخون، تضطر الباحث لأن يلتمس وجوه الملاءمة والانسجام بين المقدمات ونتائجها، أو الفحص عن مقدمات لبعض النتائج، بغية التوصل إلى إعطاء صورة واضحة بالمقدار الممكن، فيؤدي ذلك - بدوا - إلى خروج البحث عن دائرة موضوعة.

وأسأل الله تعالى أن يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم وأن يكون أداء لبعض الحق من الوفاء والإخلاص والمودة لغصن من أغصان

٢٥١

الشجرة الطيبة لا زلنا نتفيأ ظلاله، ولا تزال السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام تغمرنا بألطافها وبركاتها، وتحوطنا برعايتها وعنايتها ونحن في حماها، فإنها سيدة عش آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكريمة أهل البيتعليهم‌السلام (1) .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين الجمعة 26 ذو القعدة الحرام 1420 هـ.

____________________

(1) (سيدة عش آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) و (كريمة أهل البيتعليهم‌السلام ) عنوانا كتابين لمؤلفين فاضلين حول حياة السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام ، وقد استفدت منهما كثيرا فجزاهما الله خير الجزاء.

٢٥٢

الفهرس

المقدمة 5

الشجرة الطيبة: 7

السلالة الموسوية: 9

أسباب انتشار السادة الموسويين: 15

السيدة تكتم: 23

أمهات أكثر الأئمة عليهم‌السلام من الجواري... لماذا؟! 24

تنبيه: 45

تعدد الأسماء: 46

ولادة السيدة فاطمة المعصومة عليها‌السلام 54

أسماء وألقاب: 59

1 - فاطمة: 62

2 - المعصومة: 64

3 - كريمة أهل البيت: 70

في رحاب العلم والمعرفة: 73

المكانة الاجتماعية والشأن الرفيع: 81

لماذا لم تتزوج السيدة المعصومة؟ 86

المآسي والآلام: 115

لوعة الوداع: 119

إلى الرضا عليه‌السلام : 127

في قم: 139

أفول الشمس وبزوغها: 141

تاريخ الوفاة: 147

الحرم الشريف 151

٢٥٣

الزيارة 163

نص الزيارة: 168

خصائص الزيارة وبعض مميزاتها: 171

إيقاظ: 178

كرامات السيدة المعصومة عليها‌السلام 180

السيدة المعصومة عليها‌السلام في ضمائر الشعراء 195

من عشق المستجدين 203

عش آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم 211

النماذج الخيرة في العلم والعمل: 217

قم وأهلها في روايات أهل البيت عليهم‌السلام 224

مفاخر القميين: 229

العلويون في قم: 235

مسجد جمكران 241

نهاية المطاف 251

٢٥٤