من لا يحضره الفقيه الجزء ٢

من لا يحضره الفقيه0%

من لا يحضره الفقيه مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 640

من لا يحضره الفقيه

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف:

الصفحات: 640
المشاهدات: 235710
تحميل: 6931


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 640 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235710 / تحميل: 6931
الحجم الحجم الحجم
من لا يحضره الفقيه

من لا يحضره الفقيه الجزء 2

مؤلف:
العربية

٢٢٣١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " كل نعيم مسؤول عنه صاحبه إلا ما كان في غزو أو حج ".

٢٢٣٢ - وقال أبوجعفر الباقر عليه السلام: " الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة اللازم لهما من أضياف الله عزوجل إن أبقاه أبقاه ولا ذنب له وإن أماته أدخله الجنة ".

٢٢٣٣ - وسئل الصادق عليه السلام " عن رجل ذي دين يستدين ويحج؟ فقال: نعم هو أقضى للدين"(١) .

٢٢٣٤ - وروي عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: " إن رجلا استشارني في الحج وكان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحج، فقال: ما أخلقك أن تمرض سنة، فقال: فمرضت سنة ".

٢٢٣٥ - وقال الصادق عليه السلام: " ليحذر أحدكم أن يعوق أخاه من الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخر له في الآخرة ".

٢٢٣٦ - وقد روي " أن الحج أفضل من الصلاة والصيام لان المصلي إنما يشتغل عن أهله ساعة.

وأن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، وأن الحاج يشخص بدنه ويضحى نفسه(٢) وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله، لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة ".

٢٢٣٧ - وروي " أن صلاة فريضة خير من عشرين حجة وحجة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدق به حتى ينفى ".

قال مصنف هذا الكتاب - رضى الله عنه - هذان الحديثان متفقان، غير مختلفين وذلك أن الحج فيه صلاة والصلاة ليس فيها حج فالحج بهذا الوجه أفضل من الصلاة

___________________________________

(١) رواه الشيخ في الاستبصار ج ٢ ص ٣٢٩ مسندا.

(٢) من الضحية يعنى يجعلها بارزة للشمس بالسير والسلوك في ضاحية النهار.

٢٢١

وصلاة فريضة أفضل من عشرين حجة متجردة عن الصلاة(١) .

٢٢٣٨ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما من حاج يضحى ملبيا(٢) حتى تزول الشمس إلا غابت ذنوبه معها، والحج والعمرة ينفيان الفقر كما ينفي الكير(٣) خبث الحديد ".

٢٢٣٩ - و " سئل الصادق عليه السلام عن الرجل يحج عن آخر أله من الاجر والثواب شئ؟ فقال: للذي يحج عن الرجل أجر وثواب عشر حجج ويغفر له ولابيه ولامه ولابنه ولابنته ولاخيه ولاخته ولعمه ولعمته ولخاله ولخالته، إن الله واسع كريم ".

٢٢٤٠ - وقال الصادق عليه السلام: " من حج عن إنسان اشتركا حتى إذا قضى طواف الفريضة انقطعت الشركة، فما كان بعد ذلك من عمل كان لذلك الحاج ".

٢٢٤١ - وسأل علي بن يقطين أبا الحسن عليه السلام " عن رجل دفع إلى خمسة نفر حجة واحدة، فقال: يحج بها بعضهم، وكلهم شركاء في الاجر(٤) فقال له: لمن الحج؟

___________________________________

(١) قال الشهيد في قواعده: لعل المعارضة بين الصلاة الواجبة والحج المندوب، وبين المتفضل في الصلاة والمستحق في الحج مع قطع النظر عن المتفضل في الحج، أو يراد به أن لو حج في ملة غير هذه الملة، وأما الصلاة المندوبة فيمكن أن لا يراد الواحدة أفضل من الحج اذ ليس في الحديث الا الفريضة، وأما حديث " خير أعمالكم الصلاة الخ " فيمكن حمله على المعوهدة وهى الفرائض ويؤيده الاذان والاقامة لاختصاصهما بها أو نقول لو صرف زمان الحج والعمرة في الصلاة المندوبة كان أفضل منها، أو يختلف بحسب الاحوال والاشخاص كما نقل أنه صلى الله عليه وآله " سئل أى الاعمال أفضل، فقال: الصلاة لاول وقتها، وسئل أيضا أى الاعمال أفضل، فقال: بر الوالدين، وسئل أى الاعمال أفضل فقال: حج مبرور " فتخص بما يليق بالسائل من الاعمال فيكون لذلك السائل والدان محتاجان إلى بره، والمجاب بالصلاة يكون عاجزا عن الحج والجهاد، والمجاب بالجهاد في الخبر السابق يكون قادرا عليه كذا ذكره بعض العلماء رفعا للتناقض.

(٢) أى يبرز في حر الشمس ويلبى.

(٣) هو الزق الذى ينفخ فيه الحديد.

(٤) أى أعطاهم جميعا ليذهب واحد منهم ويكون سائرهم شركاء في الثواب الحج

٢٢٢

فقال: لمن صلي في الحر والبرد ".

فإن أخذ رجل من رجل مالا يحجعنه ومات ولم يخلف شيئا فإن كان الاجير قد حج اخذت حجته ودفعت إلى صاحب المال، وإن لم يكن حج كتب لصاحب المال ثواب الحج(١) .

٢٢٤٢ - وقال الصادق عليه السلام: " لو أشركت ألفا في حجتك لكان لكل واحد حج من غير أن ينقص من حجتك شئ ".

٢٢٤٣ - وروي " أن الله عزوجل جاعل له ولهم حجا وله أجر لصلته إياهم "(٢) .

ومن أراد أن يطوف عن غيره فليقل حين يفتتح الطواف: " اللهم تقبل من فلان " ويسمي الذي يطوف عنه(٣) .

٢٢٤٤ - ومن حج عن غيره فليقل " اللهم ما أصابني من نصب أو تعب أو شعث فآجر فيه فلانا وآجرني في قضائي عنه "(٤) .

___________________________________

فالثواب الكامل لمن حج منهم ولكل واحد منهم حظ من الثواب، وفى الصحاح صلى بالامر إذا قاسى شدة حره.(المرآة)

(١) لما رواه على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض رجاله عن أبى عبدالله عليه السلام كما في الكافى ج ٤ ص ٣١١ وقوله " اخذت حجته " لعل هذا ينافى وجوب استيجار الحج ثانيا واستعادة الاجر مع الامكان كما هو المشهور.(المرآة)

(٢) روى الكلينى ج ٤ ص ٣١٥ باسناده الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " قلت له: أشرك أبوى في حجتى؟ قال: نعم، قلت: أشرك اخوتى في حجتى؟ قال: نعم ان الله عزوجل جاعل لك حجا ولهم حجا ولك أجر لصلتك اياهم، قلت: فأطوف عن الرجل والمرأة وهم بالكوفة؟ فقال: نعم تقول حين تفتتح الطواف: " اللهم تقبل من فلان " الذى تطوف عنه " أى تسميه باسمه.

(٣) كما في ذيل خبر ابن عمار.

(٤) رواه الكلينى ج ٤ ص ٣١١ في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام هكذا " اللهم ما أصابنى من نصب أو شعث أو شدة فأجر فلانا فيه وآجرنى في قضائى عنه ".

والشعث تفرق البال ونحوه.

وفى آخر عن الحلبى " اللهم ما أصابنى في سفرى هذا من تعب أو شدة أو بلاء أو شعث فأجر فلانا فيه وآجرنى في قضائى عنه ".

٢٢٣

وقد روي أنه يذكره إذا ذبح(١) ، وإن لم يقل شيئا فليس عليه شئ لان الله عزوجل عالم بالخفيات. ومن وصل قريبا بحجة أو عمرة كتب الله عزوجل له حجتين وعمرتين(٢) وكذلك من حمل عن حميم يضاعف له الاجر ضعفين(٣) .

٢٢٤٥ - وروي " أن حجة واحدة أفضل من عتق سبعين رقبة "(٤) .

٢٢٤٦ - و " ولما صد رسول الله صلى الله عليه وآله(٥) أتاه رجل فقال يا رسول الله إني رجل ميل - يعني كثير المال - وإني في بلد ليس يصلح مالي غيري(٦) فأخبرني يا رسول الله بشئ إن أنا صنعته كان لي مثل أجر الحاج، فقال له: انظر إلى الجبل - يعني أبا قبيس - لو أنفقت مثل هذا ذهبا تتصدق به في سبيل الله عزوجل ما أدركت أجر الحاج "(٧) .

___________________________________

(١) روى الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٥٦٦ والاستبصار ج ٢ ص ٣٢٦ بسند حسن عن أبى عبدالله عليه السلام " في الرجل يحج عن الانسان يذكره في جميع المواطن كلها؟ قال: ان شاء فعل وان شاء لم يفعل، الله يعلم أنه قد حج عنه، ولكنه يذكره عند الاضحية إذا ذبحها ".

(٢) روى الكلينى ج ٤ ص ٣١٦ في الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام " في الرجل يشرك أباه وأخاه وقرابته في حجه؟ فقال: إذا يكتب لك حجا مثل حجهم وتزداد أجرا بما وصلت ".

(٣) " حمل عن حميم " بان قضى له دينا أو أدى دية كانت عليه والاخبار في ذلك مستفيضة.

(٤) رواه الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ٤٥٢ عن عمر بن يزيد عن الصادق عليه السلام.

وروى المصنف في ثواب الاعمال ص ٧٢ باسناده عن عمر بن يزيد قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الحج أفضل من عتق عشر رقبات حتى عد سبعين رقبة، والطواف وركعتاه أفضل من عتق رقبة ".

(٥) أى منعه المشركون من دخول مكة في الحديبية من العمرة، والظاهر أن لفظة " صد " تصحيف وقع من الناسخ والصواب " أفاض " كما في الكافى والتهذيب وثواب الاعمال أو الصواب " صدر رسول الله صلى الله عليه وآله " بمعنى أفاض وسقط حرف الراء من قلم الناسخ في الاوائل.

(٦) أن أنا ضابط مالى وليس أحد يقوم بأمرى، وفى بعض النسخ " ليس يصلح لى غيرى "

(٧) زاد في التهذيب " ثم قال: ان الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، فاذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك، فاذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فاذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، فاذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فاذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فاذا رمى الجمار خرج من ذنوبه، قال: فعد رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا موقفا إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه، ثم قال: أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج ".

٢٢٤

٢٢٤٧ - وقال الصادق عليه السلام: " من أنفق درهما في الحج كان خيرا له من مائة ألف درهم ينفقها في حق ".

٢٢٤٨ - وروي " درهما في الحج خير من ألف ألف درهم في غيره، ودرهم يصل إلى الامام مثل ألف ألف درهم في الحج ".

٢٢٤٩ - وروي " أن درهما في الحج أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه في سبيل الله عزوجل".(١)

٢٢٥٠ - و " الحاج عليه نور الحج ما لم يلم بذنب "(٢) .

وهدية الحاج من نفقة الحج(٣) .

ولا تماكس في أربعة أشياء في ثمن الكفن وفي ثمن النسمة وفي شراء الاضحية وفي الكراء إلى مكة.(٤)

___________________________________

(١) روى البرقى عن المحاسن ص ٦٤ مسندا عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث " ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفى ألف درهم في سبيل الله ".

(٢) روى الكلينى ج ٤ ص ٢٥٥ باسناده عن داود بن أبى يزيد عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب " وقال الجوهرى: ألم الرجل من اللمم وهى صغار الذنوب، ويقال: هو مقاربة المعصية.

(٣) روى الكلينى ج ٤ ص ٢٨٠ باسناده عن اسحاق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال: " هدية الحج من الحج " وفى مرفوعة " الهدية من نفقد الحج " ولعل المعنى أن ما يهدى إلى أهله واخوانه بعد الرجوع من الحج له ثواب نفقة الحج، أو أنه ينبغى أن يحسب أولا عند نفقة الحج الهدية أيضا، أو لا يزيد في شراء الهدية على ما معه من النفقة. (المرآة)

(٤) هذا مضمون الحديث لا لفظه ورواه المصنف على وجهه في الخصال ص ٢٤٥ في مرفوع عن أبى جعفر عليه السلام وفى خبر آخر مسند عن على عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله والنهى محمول

٢٢٥

٢٢٥١ - وقال الصادق عليه السلام: " ود من في القبور لو أن له حجة بالدنيا و ما فيها "(١) .

٢٢٥٢ - وروي " أن الحاج والمعتمر يرجعان كمولودين مات أحدهما طفلا لا ذنب له، وعاش الآخر ما عاش معصوما ".(٢)

٢٢٥٣ - و " الحاج على ثلاثة أصناف فأفضلهم نصيبا رجل يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووقاه الله عذاب القبر، وأما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره، وأما الذي يليه فرجل يحفظ في أهله وماله "(٣) وروي " أنه هو الذي لا يقبل منه الحج "(٤) .

٢٢٥٤ - وقال الصادق عليه السلام: " الحج جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ".(٥)

٢٢٥٥ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش: دعوة الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر ".

٢٢٥٦ - و " من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل أو أكثر كتب الله عزوجل له من الاجر والحسنات من أول جمعة في الدنيا إلى آخر جمعة

___________________________________

(١) الظاهر أنه يتمنى أنه ليت له كل الدنيا ويصرفه في حجة واحدة، أوليت له الدنيا بما فيها ويعطيها ويأخذ ثواب حجة في الاخرة. (م ت)

(٢) يمكن أن يكون على اللف والنشر المرتب، أو كل واحد لكل واحد ويكون الاختلاف باختلاف الاشخاص كما سيذكر. (م ت)

(٣) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٦٢ بهذا اللفظ مسندا عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله ومعناه أنه لا يغفر له لكن يحفظ في أهله وماله فقط.

(٤) لم أجده.

(٥) مروى في الكافى ج ٤ ص ٢٥٩ مسندا عن جندب عن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله قال " الحج جهاد الضعيف، ثم وضع أبوعبدالله عليه السلام يده على صدر نفسه وقال: نحن الضعفاء ونحن الضعفاء " يعنى استضعفنا أهل الجور وأخذوا حقنا ولا يمكننا الجهاد فأبدلناه بالحج.

٢٢٦

تكون، وكذلك إن ختمه في سائر الايام "(١) .

٢٢٥٧ - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى منزله من الجنة "(٢) .

٢٢٥٨ - و " تسبيحة بمكة تعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله عزوجل "(٣) .

٢٢٥٩ - و " من صلى بمكة سبعين ركعة فقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية السخرة وآية الكرسي لم يمت إلا شهيدا، والطاعم بمكة كالصائم فيما سواها، وصيام يوم بمكة يعدل صيام سنة فيما سواها، والماشي بمكة في عبادة الله عزوجل "(٤) .

٢٢٦٠ - وقال الباقر أبوجعفر عليه السلام: " من جاور بمكة غفر الله له ذنبه ولاهل بيته ولكل من استغفر له ولعشيرته ولجيرانه ذنوب تسع سنين وقد مضت و عصموا من كل سوء أربعين ومائة سنة". والانصراف والرجوع أفضل من المجاورة(٥) .

___________________________________

(١) رواه المصنف في ثواب الاعمال ص ١٢٥ والكلينى في الكافى ج ٢ ص ٦١٢ مسندا عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام.

(٢) رواه البرقى في المحاسن ص ٦٩ بسند مرسل عن أبى جعفر عليه السلام.

(٣) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٥٨١ مسندا عن خالد بن ماد القلانسى عن أبى عبدالله عليه السلام رواه عن جده على بن الحسين عليهما السلام في صدر الحديث المتقدم وفيه " تسبيحة بمكة أفضل من خراج العراقيين " ورواه البرقى في المحاسن ص ٦٨ مسندا عن أبى عبدالله عليه السلام كما في المتن.

(٤) الظاهر أن من قوله " ومن صلى بمكة " إلى ههنا تتمة رواية خالد بن ماد عن على ابن الحسين عليهما السلام.

والمراد بآية السخرة " ان ربكم الله الذى خلق السماوات والارض إلى قوله: تبارك الله رب العالمين " وقيل: إلى قوله " ان رحمة الله قريب من المحسنين ".

(٥) روى الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٣٠ في الصحيح كالشيخ في التهذيب عن محمد ابن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: " لا ينبغى للرجل أن يقيم بمكة سنة، قلت: كيف يصنع؟ قال: يتحول عنها " واعلم أن الفيض وسلطان العلماء رحمهما الله جعلا هذه الجملة تتمة لحديث الباقر عليه السلام وليس ببعيد.

٢٢٧

٢٢٦١ - و " النائم بمكة كالمتجهد في البلدان ".(١)

٢٢٦٢ - و " الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل الله عزوجل "(٢) .

٢٢٦٣ - و " من خلف حاجا في أهله بخير كان له كأجره حتى كأنه يستلم الاحجار ".(٣)

٢٢٦٤ - وقال علي بن الحسين عليه السلام: " يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج إذا قدموا فصافحوهم وعظموهم فإن ذلك يجب عليكم، تشاركوهم في الاجر "(٤) .

٢٢٦٥ - وقال عليه السلام: " بادروا بالسلام على الحاج والمعتمرين ومصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذنوب "(٥) .

٢٢٦٦ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " وقروا الحاج والمعتمرين فإن ذلك واجب عليكم ".

٢٢٦٧ - و " من أماط أذى عن طريق مكة(٦) كتب الله عزوجل له حسنة ".

___________________________________

(١) مروى في المحاسن ص ٦٨ من حديث خالد بن ماد عن أبى عبدالله عليه السلام عن على بن الحسين عليهما السلام وفيه " كالمتشحط في البلدان ".

(٢) مروى في المحاسن ص ٦٨ بسند فيه ارسال عن أبى جعفر الباقر عليه السلام.

(٣) مروى في المحاسن ص ٧٠ من حديث خالد بن ماد عن على بن الحسين عليهما السلام بادنى اختلاف في اللفظ، ورواه المصنف في عقاب الاعمال ص ٣٤٥ عن النبى صلى الله عليه وآله قاله في خطبة طويلة له.

(٤) مروى في المحاسن ص ٧١ والكافى ج ٤ ص ٢٦٤ مسندا عن أبى عبدالله عن على بن الحسين عليهما السلام، والخبر يدل على استحباب الاستبشار والتبسم وطلاقة الوجه والمصافحة والتعظيم لهم عند مجيئهم، ويحتمل إلى انقضاء أربعة أشهر والاعم منه ومن الاستقبال والمعانقة والمبادرة بالسلام.(م ت)

(٥) رواه الكلينى ج ٤ ص ٢٥٦ بسند مرسل عن على بن الحسين عليهما السلام.

(٦) أى كل ما يؤذى الناس من حجر أو شجر أو ضيق طريق وأمثال ذلك.

٢٢٨

وفي خبر آخر " من قبل الله منه حسنة لم يعذبه ".(١)

٢٢٦٨ - و " من مات محرما بعث يوم القيامة ملبيا بالحج مغفورا له "(٢) .

٢٢٦٩ - و " من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الاكبر يوم القيامة ".(٣)

٢٢٧٠ - و " من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين "(٤) .

٢٢٧١ - و " من مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان "(٥) .

٢٢٧٢ - و " من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر من بر الناس وفاجرهم "(٦) .

٢٢٧٣ - و " ما من سفر أبلغ في لحم ولادم ولا جلد ولا شعر من سفر مكة، وما من أحد يبلغه حتى تلحقه المشقة"(٧) وإن ثوابه على قدر مشقته.

نكت في حج الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين

٢٢٧٤ - قال أبوجعفر عليه السلام: " أتى آدم عليه السلام هذا البيت ألف أتية على قدميه منها سبعمائة حجة وثلاثمائة عمرة، وكان يأتيه من ناحية الشام، وكان يحج على ثور والمكان الذي يبيت فيه عليه السلام الحطيم - وهو ما بين باب البيت والحجر الاسود - وطاف

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٥٤٧ مع الخبر السابق كليهما في حديث عن الصادق عليه السلام.

(٢) كأنه مضمون رواية أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام المروية في الكافى ج ٤ ص ٢٥٦ حيث قال: " الحاج والمعتمر في ضمان الله، فان مات متوجها غفر الله له ذنوبه، وان مات محرما بعثه الله ملبيا الخ " وروى الخطيب في تاريخه مسندا عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " من مات محرما حشر ملبيا ".

(٣) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٦٣ مسندا عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام.

(٤) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٥٦ في ذيل خبر أبى بصير المتقدم.

(٥) لم أجده، وفى المحاسن ص ٧٠ عن أبى عبدالله عليه السلام " من مات بين الحرمين بعثه الله في الامنين ".

(٦) رواه البرقى في المحاسن ص ٧٢ باسناده عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام بأدنى اختلاف وكذا الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٥٨.

(٧) رواه الكلينى ج ٤ ص ٢٦٢ في الصحيح في هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام والظاهر أن الباقى من كلام المؤلف.

٢٢٩

آدم عليه السلام قبل أن ينظر حواء مائة عام، وقال له جبرئيل عليه السلام: حياك الله و بياك(١) - يعني أضحكك الله".

٢٢٧٥ - وقال الصادق عليه السلام: " لما أفاض آدم عليه السلام من منى تلقته الملائكة بالابطح فقالوا: يا آدم بر حجك(٢) أما إنا قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام ".

٢٢٧٦ - و " نزل جبرئيل عليه السلام(٣) بمهاة من الجنة - وروي بياقوتة حمراء - فأدارها على رأس آدم وحلق رأسه بها "(٤) .

٢٢٧٧ - وروي أنه " كان طول سفينة نوح عليه السلام ألفا ومائتي ذراع وعرضها مائة ذراع وطولها في السماء ثمانين ذراعا فركب فيها فطافت بالبيت سبعة أشواط وسعت بين الصفا والمروة سبعا ثم استوت على الجودي(٥) ".

٢٢٧٨ - وسئل الصادق عليه السلام " عن الذبيح من كان فقال: إسماعيل عليه السلام لان الله عزوجل ذكر قصته في كتابه، ثم قال: " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ".

وقد اختلفت الروايات في الذبيح فمنها ما ورد بأنه إسماعيل، ومنها ما ورد

___________________________________

(١) " حياك الله " أى أبقاك أو فرحك أو سلم عليك، و " بياك " هو تابع حياك، معناه أصلحك أو أضحكك. وفى بعض النسخ " حياك الله ولباك " أى أجاب تلبيتك وقبل حجتك.

(٢) " بر " بفتح الباء وضمها وشد الراء فهو مبرور من البر وهو الصلة والخير والاتساع في الاحسان وقيل: الحج المبرور مالا يخالطه شئ من المآثم وقيل هو المقبول المقابل بالبر و هو الثواب (الوافى) أقول: والمراد بحج الملائكة الطواف.

(٣) كما في الكافى ج ٤ ص ١٩٥. والمهاة: البلورة أو الدرة كما سيفسرها المؤلف.

(٤) روى الكلينى ج ٤ ص ٢٦٥ مسندا عن على بن محمد العلوى قال: " سألت أبا جعفر عليه السلام عن آدم حيث حج بما حلق رأسه؟ فقال: نزل عليه جبرئيل عليه السلام بياقوتة من الجنة فامرها على رأسه فتناثر شعره ".

(٥) في الكافى ج ٤ ص ٢١٢ " كان طول سفينة نوح ألف ذراع ومائتى ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء مائتين ذراعا فطافت الخ ".

٢٣٠

بأنه إسحاق، ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح طرقها، وكان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي امر أبوه بذبحه، وكان يصبر لامر الله عزوجل ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه فينال بذلك درجته في الثواب فعلم الله عزوجل ذلك من قبله فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه لذلك، وقد ذكرت إسناد ذلك في كتاب النبوة متصلا بالصادق عليه السلام.

٢٢٧٩ - وسئل الصادق عليه السلام " أين أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه؟ فقال: على الجمرة الوسطى ".

ولما أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه صلى الله عليهما قلب جبرئيل عليه السلام المدية واجتر الكبش من قبل ثبير(١) واجتر الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام و نودي من ميسرة مسجد الخيف: " أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلؤا المبين.

وفديناه بذبح عظيم " يعني بكبش أملح يمشي في سواد، ويأكل في سواد، وينظر في سواد، ويبعر في سواد، ويبول في سواد، أقرن فحل، وكان يرتع في رياض الجنة أربعين عاما(٢) .

قال مصنف الكتاب - رضيه الله عنه -: لم احب تطويل هذا الكتاب بذكر القصص لان قصدي كان بوضع هذا الكتاب على إيراد النكت وقد ذكرت القصص مشروحة في كتاب النبوة.

٢٢٨٠ - " وإن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حدا المسجد الحرام ما بين الصفا والمروة(٣) فكان الناس يحجون من مسجد الصفا "(٤) .

___________________________________

(١) ثبير كامير جبل بمكة.

وفى الكافى ج ٤ ص ٢٠ " واجتر الغلام من تحته و تناول جبرئيل الكبش من قلة ثيبر فوضعه تحته".

(٢) كما في الكافى ج ٤ ص ٢٠٩ عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام.

(٣) في الكافى ج ٤ ص ٢٠٩ مسندا عن حماد بن عثمان عن الحسن بن نعمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام حدا المسجد الحرام بين الصفا والمروة ".

(٤) لعل المراد الطواف أى يطوفون حول الكعبة إلى الصفا.

والخبر في التهذيب ج ١ ص ٥٧٦ إلى هنا عن حماد عن الحسين بن نعيم عنه عليه السلام وهو الصواب.

٢٣١

٢٢٨١ - وقد روي " أن إبراهيم عليه السلام خط ما بين الحزورة إلى المسعى(١) ".

وأول من كسا البيت إبراهيم عليه السلام(٢) .

٢٢٨٢ - وروي " أن إبراهيم عليه السلام لما قضى مناسكه أمره الله عزوجل بالانصراف فانصرف".

وماتت ام إسماعيل فدفنها في الحجر وحجر عليه لئلا يوطأ قبرها(٣) .

وبقي إسماعيل عليه السلام وحده، فلما كان من قابل أذن الله عزوجل لابراهيم عليه السلام في الحج وبناء الكعبة وكانت العرب تحج البيت وكان ردما(٤) إلا أن قواعده معروفة.

وكان إسماعيل عليه السلام لما صدر الناس جمع الحجارة وطرحها في جوف الكعبة، فلما قدم ابراهيم عليه السلام كشف هو وإسماعيل عنها فإذا هو حجر واحد أحمر، فأوحى الله عزوجل إليه ضع بناء‌ها عليه وأنزل عليه أربعة أملاك.

فلما تم بناؤه قعد على كل ركن ثم نادى هلم إلى الحج هلم إلى الحج فلو ناداهم هلموا إلى الحج لم يحج إلا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا ولكنه نادى إلى الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال وأرحام النساء لبيك داعي الله لبيك داعي الله، فمن لبى مرة حج مرة، ومن لبى عشرا حج عشرا حجج، ومن لم يلب لم يحج(٥) .

وكان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يضعان الحجارة ويرفعان لها القواعد والملائكة

___________________________________

(١) الحزورة وزان قسورة موضع كان به سوق مكة بين الصفا والمروة قريب من موضع النخاسين وهو معروف أو عند باب الحناطين. وقوله " إلى المسعى " أى مبتدأ السعى هو الصفا.

(٢) سيأتى ما يدل على أن المراد أن ابراهيم عليه السلام أول من كسا البيت بالخصف وأن آدم عليه السلام أول من كساه وكساه بالشعر.

(٣) كما روى الكلينى ج ٤ ص ٢١٠ باسناده عن أبى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله عليه السلام.

(٤) كما في الكافى ج ٤ ص ٢٠٣، والردم ما يسقط من الجدار المنهدم، وردمت الثلمة ونحوها ردما سددتها. وفى مكة موضع يقال له الردم كأنه تسمية بالمصدر. (المصباح)

(٥) كما هو مروى عن أبى عبدالله عليه السلام في العلل ص ٤١٩ والكافى ج ٤ ص ٢٠٣.

٢٣٢

يناولونهما حتى تمت اثنا عشر ذراعا، فلما انتهى إلى موضع الحجر ناداه أبوقبيس يا إبراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، وهيأ له بابين بابا يدخل منه وبابا يخرح منه وجعلا عليه عتبا وشريجا(١) من جريد على أبوابها.

وكانت الكعبة عريانة فصدر إبراهيم عليه السلام وقد سوى البيت وأقام إسماعيل عليه السلام فتزوج إسماعيل امرأة من العمالقة وخلى سبيلها، وتزوج اخرى حميرية فكانت عاقلة فتأملت بابي البيت فقالت لاسماعيل عليه السلام: هلا تعلق على هذين البابين سترين سترا من ههنا وسترا من ههنا؟ فقال لها: نعم فعملت للبيت سترين طولهما اثنا عشر ذراعا فعلقهما إسماعيل عليه السلام على البابين فأعجبها ذلك فقالت: فهلا أحوك للكعبة ثيابا تسترها كلها فإن هذه الاحجار سمجة؟ فقال لها إسماعيل عليه السلام: بلى فأسرعت في ذلك وبعث إلى قومها تستغزلهم، وإنما وقع استغزال النساء بعضهن من بعض لذلك فكلما فرغت من شقة علقتها، فجاء الموسم وقد بقي وجه واحد من وجوه الكعبة فقالت لاسماعيل عليه السلام: كيف نصنع بهذا الوجه؟ فكسوه خصفا(٢) فلما جاء الموسم نظرت العرب إلى أمر أعجبهم فقالوا: ينبغي أن نهدي إلى عامر هذا البيت فمن ثم وقع الهدي، فجعل يأتي الكعبة كل فخذ من العرب بشئ من ورق وغيره حتى اجتمع شئ كثير فنزعوا ذلك الخصف وأتموا الكسوة وعلقوا على البيت بابين.

ولم تكن الكعبة مسقفة فوضع إسماعيل فيها أعمدة مثل الاعمدة التي ترون من خشب، وسقفها بالجرائد، وسواها بالطين، فجاء‌ت العرب من الحول فدخلوا الكعبة ورأوا عمارتها فقالوا: ينبغي لعامر هذا البيت أن يزاد، فلما كان من قابل جاء‌ه الهدي فلم يدر إسماعيل عليه السلام ما يصنع به، فأوحى الله عزوجل إليه أن انحره وأطعمه الحاج.

___________________________________

(١) الشريج ما يضم من القصب ويجعل على الحوانيت كالابواب. (المصباح)

(٢) الخصف شئ يعمل من الخوص والنخل. وقيل المراد به هنا الثياب الغلاظ جدا تشبيها.

٢٣٣

وانقطع ماء زمزم فشكى إسماعيل إلى إبراهيم عليهما السلام قلة الماء فأوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام وأمره بالحفر فحفر هو وإسماعيل وجبرئيل عليهم السلام حتى ظهر ماؤها(١) وضرب في أربع زوايا البئر، وقال في كل ضربة بسم الله، فتفجرت بأربعة أعين فقال له جبرئيل عليه السلام: اشرب يا إبراهيم وادع لولدك فيها بالبركة وأفض عليك من الماء، وطف بهذا البيت فهذه سقيا سقاها الله تعالى لاسماعيل وولده(٢) .

وأما قول الله عزوجل " فيه آيات بينات مقام إبراهيم " فأحدها أن إبراهيم عليه السلام حين قام على الحجر أثر قدماه فيه، والثانية الحجر، والثالثة منزل إسماعيل عليه السلام(٣) .

٢٢٨٣ - وروي " أن موسى عليه السلام أحرم من رملة مصر(٤) وأنه مر في سبعين نبيا على صفائح الروحاء عليهم العباء القطوانية(٥) يقول: لبيك عبدك وابن عبديك لبيك ".

٢٢٨٤ - وروي في خبر آخر " أن موسى عليه السلام مر بصفائح الروحاء على جمل أحمر، خطامه من ليف عليه عباء‌تان قطوانيتان وهو يقول: " لبيك يا كريم

___________________________________

(١) قال العلامة المجلسى في مرآة العقول: لعل ماء زمزم كان أول ظهوره بتحريك اسماعيل عليه السلام رجله على وجه الارض ثم يبس فحفر ابراهيم عليه السلام في ذلك المكان حتى ظهر الماء ويحتمل أن يكون الحفر لازدياد الماء فيكون المراد بقوله عليه السلام " حتى ظهر ماؤها " أى ظهر ظهورا بينا بمعنى كثر.

(٢) راجع الكافى حديث كلثوم بن عبدالمؤمن الحرانى عن الصادق عليه السلام ج ٤ ص ٢٠٣ إلى ٢٠٥.

(٣) كما في الكافى ج ٤ ص ٢٢٣ مسندا عن أبى عبدالله عليه السلام.

(٤) في المراصد: الرملة واحدة الرمل: مدينة بفلسطين، كانت قصبتها، وكانت رباطا للمسلمين وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا وهى كورة منها انتهى، وقال الجوهرى: رملة مدينة بالشام، وقال العلامة المجلسى يحتمل أن نسبتها إلى مصر لكونها في ناحيتها، أو يكون في مصر أيضا رملة اخرى انتهى.

وقيل: موضع في طريق مصر.

(٥) الصفح الجانب ومن الجبل مضجعه والجمع صفاح، والصفائح: حجارة عراض رقاق.

(القاموس)، والروحاء موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.

والقطوانية: عباء‌ة بيضاء قصيرة الخمل.

٢٣٤

لبيك " ومر يونس بن متى عليه السلام بصفائح الروحاء وهو يقول لبيك كشاف الكرب العظام لبيك " ومر عيسى بن مريم عليهما السلام بصفائح الروحاء وهو يقول: " لبيك عبدك ابن أمتك، لبيك " ومر محمد صلى الله عليه وآله بصفائح الروحاء وهو يقول: " لبيك ذا المعارج لبيك "(١) .

وكان موسى عليه السلام يلبي وتجيبه الجبال.(٢) وسميت التلبية إجابة لانه أجاب موسى عليه السلام ربه عزوجل وقال: لبيك(٣) .

٢٢٨٥ - وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: " إن سليمان عليه السلام قد حج البيت في الجن والانس والطير والرياح وكسا البيت القباطي(٤) ".

٢٢٨٦ - وروى أبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إن آدم عليه السلام هو الذي بنى البيت ووضع أساسه وأول من كساه الشعر، وأول من حج إليه، ثم كساه تبع بعد آدم عليه السلام الانطاع(٥) ثم كساه إبراهيم عليه السلام الخصف، وأول من كساه الثياب سليمان بن داود عليهما السلام كساه القباطي ".

٢٢٨٧ - وقال الصادق عليه السلام: " لما حج موسى عليه السلام نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له موسى: يا جبرئيل ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ولا نفقة طيبة؟ قال: لا أدري حتى أرجع إلى ربي عزوجل، فلما رجع قال الله عزوجل: يا جبرئيل ما

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٢١٣ من حديث هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام.

(٢) كما في العلل ص ٤١٨ رواه عن أبى جعفر عليه السلام.

(٣) في الكافى ج ٤ ص ٢١٤ باسناده عن زيد الشحام عمن رواه عن أبى جعفر عليه السلام قال: " حج موسى بن عمران عليه السلام ومعه سبعون نبيا من بنى اسرائيل " خطم ابلهم من ليف، يلبون وتجيبهم الجبال، وعلى موسى عباء‌تان قطوانيتان يقول: لبيك عبدك ابن عبدك ".

(٤) القباطى جمع القبطى منسوب إلى القبط بالكسر: ثوب يعمل في القبط و هى بلدة أو ناحية.

(٥) الانطاع جمع نطع وهو بساط من الاديم.

٢٣٥

قال لك موسى؟ وهو أعلم بما قال، قال: يا رب قال لي: ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ولا نفقة طيبة، قال الله عزوجل: ارجع إليه وقل له: أهب له حقي وارضي عنه خلقي، قال: فقال: يا جبرئيل فما لمن حج هذا البيت بنية صادقة ونفقة طيبة؟ قال: فرجع إلى الله تعالى فأوحى الله إليه قل له: أجعله في الرفيق الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك وفيقا ".

٢٢٨٨ - ونزلت المتعة(١) على النبي صلى الله عليه وآله عند المروة بعد فراغه من السعي(٢) فقال: يا أيها الناس هذا جبرئيل - وأشار بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لقعلت كما أمرتكم ولكني سقت الهدي(٣) وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله، فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني(٤) فقال: يا رسول الله علمتنا ديننا فكأننا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو للابد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا بل لابد الابد، وإن رجلا قام(٥) فقال: يا رسول الله نخرج حاجا ورؤوسنا تقطر(٦)

___________________________________

(١) راجع الكافى ج ٤ ص ٢٤٥ إلى ٢٤٧ رواه في الصحيح عن الصادق عليه السلام.

(٢) قال سلطان العلماء رحمه الله: كان صلى الله عليه وآله محرما بالحج وهذه الواقعة قبل الوقوف بعرفات فالمراد بالسعى اما الندب فلا خلاف في جواز تقديمه وتقديم الطواف المندوب على الوقوفين إذا دخل المفرد والقارن مكة، أو الواجب بناء على مذهب الاكثر من تقديم الطواف والسعى الواجب لهما على الوقوفين إذا دخلا مكة.

(٣) يعنى لو جاء‌نى جبرئيل بحج التمتع وادخال العمرة في الحج قبل سياقى الهدى كما جاء‌نى بعد ما سقت الهدى لصنعت مثل ما أمرتكم يعنى لتمتعت بالعمرة وما سقت الهدى.

(٤) هو سراقة بن مالك بن جعشم بن ملك بن عمرو بن مالك ينتهى نسبه إلى كنانة المدلجى يكنى أبا سفيان من مشاهير الصحابة وهو الذى لحق النبى صلى الله عليه وآله حين خرج مهاجرا إلى المدينة وقصته معروفة مشهورة وقد صحف في بعض النسخ " بسراقة بن مالك ابن خثعم ".

(٥) هو عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء كما صرح به في غير واحد من المصادر العامية كالصحاح.

(٦) أى من ماء غسل الجنابة.

٢٣٦

فقال: إنك لن تؤمن بهذا أبدا، وكان علي عليه السلام باليمن فلما رجع وجد فاطمة عليها السلام قد أحلت فجاء النبي صلى الله عليه وآله مستفتيا ومحرشا على فاطمة عليها السلام(١) ، فقال له: أنا أمرت الناس بذلك فبم أهللت(٢) أنت يا علي؟ فقال: إهلالا كإهلال النبي صلى الله عليه وآله فقال له النبي صلى الله عليه وآله: كن على إحرامك مثلي فأنت شريكي في هديي، وكان النبي صلى الله عليه وآله ساق معه مائة بدنة فجعل لعلي عليه السلام منها أربعا وثلاثين ولنفسه ستا وستين ونحرها كلها بيده ثم أخذ من كل بدنة جذوة(٣) وطبخها في قدر وأكلا منها وتحسيا من المرق(٤) فقال: قد أكلنا الآن منها جميعا ولم يعطيا الجزارين جلودها و لاجلالها ولا قلائدها ولكن تصدقا بها ".

٢٢٨٩ - و " كان علي عليه السلام يفتخر على الصحابة ويقول: من فيكم مثلي وأنا شريك رسول الله صلى الله عليه وآله في هديه، من فيكم مثلي وأنا الذي ذبح رسول الله صلى الله عليه وآله هديي بيده ".

٢٢٩٠ - وروي " أن رسول الله صلى الله عليه وآله غدا من منى في طريق ضب(٥) ورجع من بين المأزمين(٦) وكان عليه السلام إذا سلك طريقا لم يرجع فيه(٧) ".

٢٢٩١ - وروي " أنه عليه السلام حج عشرين حجة مستسرا وفي كلها يمر بالمأزمين

___________________________________

(١) في النهاية: ومنه حديث على في الحج " فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله محرشا على فاطمة عليها السلام " أراد بالتحريش ههنا ذكر ما يوجب عتابه لها.

(٢) أى بم أحرمت؟ بالحج أو العمرة.

(٣) الجذوة القطعة وهى مثلثة.

(٤) أى شربا المرق شيئا بعد شئ، والحسوة بالضم والفتح: الجرعة من الشراب مل‌ء الفم.

وفى الكافى " وحسيا من مرقها ".

(٥) الضب بفتح المعجمة وشد الباء الموحدة واحد ضباب: اسم الجبل الذى مسجد الخيف في أصله.

(٦) المأزم: كل طريق ضيق بين جبلين، ومنه سمى الموضع الذى بين المشعر وبين عرفة مأزمين (الصحاح).

(٧) رواه الكلينى ج ٤ ص ٢٤٨ في الصحيح عن اسماعيل بن همام عن أبى الحسن (ع).

٢٣٧

فينزل ويبول(١) ".

واعتمر عليه السلام تسع عمر(٢) ولم يحج حجة الوداع إلا وقبلها حج.

٢٢٩٢ - وروى محمد بن أحمد السناني، وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق، قالا: حدثنا أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبدالله ابن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي(٣) عن سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد عليهما السلام: " كم حج رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين فينزل فيبول، فقلت له: يا ابن رسول الله ولم كان ينزل هناك فيبول؟ قال: لانه موضع عبد فيه الاصنام ومنه أخذ الحجر الذي نحت هبل الذي رمى به علي عليه السلام من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله فأمر به فدفن عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لاجل ذلك، قال سليمان: فقلت: فكيف صار التكبير يذهب

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٢٤٤ في الحسن عن ابن أبى يعفور عن الصادق عليه السلام وفيه " عشر حجات " وفى الضعيف ج ٤ ص ٢٥٢ كما في المتن وروى في الموثق كالصحيح عن عمر بن يزيد عنه عليه السلام قال: " حج رسول الله صلى الله عليه وآله عشرين حجة " وفى الموثق عن غياث بن ابراهيم عنه عليه السلام قال: " لم يحج النبى صلى الله عليه وآله بعد قدومه المدينة الا واحدة وقد حج بمكة مع قومه حجات ". والظاهر أن المراد بالعشر بعد البعثة وبالعشرين ما يعم ما قبلها وما بعدها. وسبب الاستسرار النسئ الذى يعمله قريش.

(٢) لم نعثر على رواية تدل عليه، وفى الكافى ج ٤ ص ٢٥١ " ثلاث عمر " ولعل ما في المتن تصحيف من النساخ حيث فسرت في الكافى عمرة الحديبية وعمرة القضاء ومن الجعرانة حين أقبل من الطائف وكلهن في ذى القعدة.

وفى الخصال ص ٢٠٠ بسند عامى عن ابن عباس قال: " ان النبى صلى الله عليه وآله اعتمر أربع عمر: عمرة الحديبية، وعمرة القضاء من قابل، والثالثة من الجعرانة (يعنى حين منصرفه من غزوة الطائف)، والرابعة التى مع حجته " يعنى حجة الوداع وهو غريب، وسيأتى من المؤلف في باب العمرة في أشهر الحج حديث بأنه صلى الله عليه وآله اعتمر ثلاث عمر متفرقات كلها في ذى القعدة.

(٣) في بعض النسخ " أبى الحسن القندى " والسند عامى.

٢٣٨

بالضغاط هناك(١) ؟ قال: لان قول العبد: " الله أكبر " معناه الله أكبر من أن يكون مثل الاصنام المنحوتة والالهة المعبودة دونه، وأن إبليس في شياطينه يضيق على الحاج مسلكهم في ذلك الموضع فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه وتبعتهم الملائكة حتى يقعوا في اللجة الخضراء.

قلت: وكيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟ فقال: لان الصرورة قاضي فرض مدعو إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه(٢) فقلت: وكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال: ليصير بذلك موسما بسمة الامنين، ألا تسمع قول الله عزوجل يقول: " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون " فقلت: فكيف صار وطأ المشعر الحرام عليه فريضة(٣) ؟ قال: ليستوجب بذلك وطأ بحبوحة الجنة ".

٢٢٩٣ - وروي معاوية بن عمارعن أبي عبدالله عايه السلام قال: " الذى كان على بدن النبي صلى الله عليه وآله ناجية بن الخزاعي الاسلمي، والذي حلق رأسه عليه السلام يوم الحديبية خراش بن امية الخزاعي، والذي حلق رأسه في حجته معمر بن عبدالله ابن حارث(٤) بن نصر بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب فقيل له وهو يحلقه: يا معمر اذن رسول الله صلى الله عليه وآله في يدك(٥) قال: والله إني لاعده فضلا علي من الله عظيما، و

___________________________________

(١) يدل على استحباب التكبير لرفع الضغاط بالازدحام.

(٢) يدل على استحباب دخول الكعبة للصرورة وعلى وجوب الحلق.

(٣) الظاهر أن المراد بالمشعر الحرام المسجد الذى على قزح أو أصل جبل قزح والمراد بوطئه أن يكون راجلا وان لم يكن حافيا فان لم يمكنه فراكبا ببعيره كما سيجيئ.

(٤) في الكافى " الحراثة " مكان حارث، وفى أسماء آباء معمر اختلاف راجع الاصابة واسد الغابة وجمهرة أنساب العرب لابن حزم وتهذيب التهذيب وغيرها.

(٥) زاد في الكافى " وفى يدك الموسى " وقال الفيض رحمه الله كأن قريشا كنوا بما قالوا عن قدرة معمر على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وتمنوا أن لو كانوا مكانه فقتلوه، وربما يوجد في بعض نسخ الكافى " أذى " بدل " أذن " والمعنى حينئذ أن ما يوجب الاذى.

٢٣٩

كان معمر بن عبدالله يرجل شعره(١) عليه السلام(٢) وكان ثوبا رسول الله صلى الله عليه وآله اللذان أحرم فيهما يمانيين عبري وظفار(٣) وقطع التلبية حين زاغت الشمس يوم عرفة(٤) ".

٢٢٩٤ - و " قد أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله في ثوبي كرسف(٥) ".

٢٢٩٥ - و " إن رسول الله صلى الله عليه وآله طاف بالكعبة حتى إذا بلغ الركن اليماني رفع رأسه إلى الكعبة وقال: " الحمد لله الذي شرفك وعظمك، والحمد لله الذي بعثني نبيا وجعل عليا إماما، اللهم اهد له خيار خلقك، وجنبه شرار خلقك(٦) ".

___________________________________

(١) في الكافى ج ٤ ص ٢٥٠ " يرحل لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معمر ان الرحل الليلة لمسترخى " وهكذا في التهذيب، وقال في الصحاح: رحلت البعير أرحله رحلا إذا شددت على ظهره الرحل.

ويمكن أن يكون أصل نسخة الفقيه " يرحل بعيره " فصحف بيد النساخ لقرب الكتابة.

(٢) إلى هنا مروى في الكافى في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام في باب حج النبى صلى الله عليه وآله مع زيادة لم يذكرها المصنف رحمه الله.

(٣) العبر بالكسر: ما أخذ على غربى الفرات إلى برية العرب يسمى العبر، واليه ينسب العبريون من اليهود لانهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ، والظفار بفتح أوله والبناء على الكسر كقطام وحذام: مدينتان باليمن أحداهما قرب صنعاء ينسب اليها الجزع الظفارى، بها كان مسكن ملوك حمير، وقيل: ظفار مدينة صنعاء نفسها. (المراصد)

(٤) إلى هنا من حديث معاوية بن عمار كما في الكافى ج ٤ ص ٣٣٩ و ٤٦٢ والظاهر أن المصنف أخذه من كتاب حج معاوية بن عمار رأسا، لكن الكلينى نقله بتقطيع في تضاعيف أبواب كتاب الحج في كل باب ما يناسبه.

(٥) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٣٣٩ بسند فيه ارسال عن بعض الائمة عليهم السلام.

ويمكن أن يكون من تتمة خبر معاوية بن عمار.

(٦) رواه الكلينى ج ٤ ص ٤١٠ بسند مرسل عن أبى الحسن موسى عليه السلام.

٢٤٠