رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154210 / تحميل: 6240
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، وابن ماجة(٥) ، والنسائي(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام علي بن الحسينعليه‌السلام (٧) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٦١ ، باب ما جاء في غسل البول ، وص ٨٥ ، باب المرأة تحيض بعد الإفاضة ، وج ٢ / ٩٨ ، باب الجريد في القبر ، وج ٣ / ١٨ و ٢٣ ، باب بيع الطعام قبل أن يقبض ، وص ٢٧ ، باب هل يبيع حاضر لباد ، وص ٢١٠ ، باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد ، وج ٤ / ٧٢ ، باب إثم الغادر للبر والفاجر ، وج ٨ / ١٤ ، باب الحجم في السفر ، وص ٣٦ ، باب جيب القميص.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٣٠٣ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٦١ ، وص ٤١٣ ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، الحديث ١٣٤ ، وص ٤٢٥ ، الحديث ١٦٥ ، وج ٢ / ٦٢٧ ، كتاب الكسوف ، الحديث ١٨ ، وص ٩٨٦ ، كتاب الحج ، باب تحريم مكة وصيدها ، الحديث ٨٢ ، وص ٩٦٣ ، الحديث ٣٨٠.

٣ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٢٣٥ ، كتاب الايمان والنذور ، الحديث ٣٣٠٢ ، وص ٢٤٦ ، الحديث ٣٣٤٠ ، وج ١ / ٢٠١ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٧٥٩ ، وص ٢٠٥ ، الحديث ٧٧١ ، وص ٢٥٦ ، الحديث ٩٧٤.

٤ ـ سنن الترمذي : ٣ / ١٨٥ ، كتاب الحج ، باب ما جاء في التمتع ، الحديث ٨٢٢ ، وص ١٩٨ ، كتاب الحج ، باب ( ٢٢ ) ما جاء في الحجامة للمحرم ، الحديث ٨٣٩ ، وص ٢١٧ ، الباب ( ٣٩ ) باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة ، الحديث ٨٦٣.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٢٥ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب التشديد في البول ، الحديث ٣٤٧ ، وص ٣٣١ ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث ١٠٤٠ ، وج ٢ / ١١٩٨ ، كتاب اللباس ، الحديث ٣٦٢٧ ، وص ١٣١٢ ، كتاب الفتن ، الحديث ٣٩٦٧.

٦ ـ سنن النسائي : ٥ / ١٢٣ ، كتاب مناسك الحج ، وص ١٢٥ و ١٧٩ و ١٨٤ و ٢٠٣ و ٢٠٤ و ٢٢١ و ٢٤٥.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١١٦ الرقم ١١٦٦.

٢٠١

حرف الظاء

[ ٥٥ ] ظالم بن عمرو الدؤلي ( ـ ٦٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : أبو الأسود الدؤلي ، ويقال : الديلي ، العلامة ، الفاضل ، قاضي البصرة. واسمه : ظالم بن عمرو ـ على الأشهر ـ. ولد في أيام النبوة(١) .

وقال ابن خلكان : وكان من أكمل الرجال رأيا ، وأسدهم عقلا(٢) .

وقال ابن منظور : وكان أبو الأسود من أفصح الناس(٣) .

وعن يحيى بن معين : ثقة(٤) .

وقال ابن منجويه : شهد مع علي صفين(٥) .

وقال ابن حجر : ثقة ، فاضل ، مخضرم(٦)

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨١ الرقم ٢٨.

٢ ـ وفيات الأعيان : ٢ / ٥٣٥ الرقم ٣١٣ ، بغية الوعاة : ٢ / ٢٢ الرقم ١٣٣٤ ، معجم الادباء : ١٢ / ٣٤ الرقم ٣٤.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق : ٢٥ / ١٩٠ ، مختصر تاريخ دمشق : ١١ / ٢٢٦ الرقم ١٢٤.

٤ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ٥٠٣ الرقم ٢٢١٤.

٥ ـ رجال صحيح مسلم : ١ / ٣٣٣ الرقم ٧٢٥.

٦ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٩١ الرقم ٥٢.

٢٠٢

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : وكان من وجوه الشيعة ، ومن أكملهم عقلا ورأيا(١) .

وقال الجاحظ : أبو الأسود مقدم في طبقات الناس ، كان معدودا في : الفقهاء ، والشعراء ، والمحدثين ، والأشراف ، والفرسان ، والامراء ، والدهاة ، والنحاة ، والحاضري الجواب ، والشيعة(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : أبي بن كعب في كتاب الرد على أهل القدر ، والزبير ابن العوام ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود في الرد على أهل القدر ، وعلي ابن أبي طالب في سنن أبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب في البخاري والترمذي وسنن النسائي ، وعمران بن حصين في صحيح مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، ومعاذ بن جبل في سنن أبي داود ، وأبي ذر الغفاري في الكتب الستة ، وأبي موسى الأشعري في مسلم.

روى عنه : سعيد بن عبد الرحمان بن رقيش في كتاب الرد على أهل القدر ، وعبد الله بن بريدة في البخاري والترمذي وابن ماجة والنسائي وأبي داود ، وعمر بن عبد الله مولى غفرة في كتاب الرد على أهل القدر ، ويحيى بن يعمر في البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة ، وابنه أبو حرب بن أبي الأسود في مسلم وأبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة(٣) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨١ ، راجع تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ( ٦١ ) ، ص ٢٧٨.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨٤.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٣٣ / ٣٧.

٢٠٣

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن ماجة(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي فيمن روى عن الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٧) .

__________________

صحيح البخاري : ٢ / ١٠٠ ، كتاب الجنائز ، وج ٣ / ١٤٩ ، كتاب الشهادات.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٩٥ ، كتاب الايمان ، الباب ( ٤٠ ) الحديث ١٥٤ ، وج ٢ / ٦٩٧ ، كتاب الزكاة ، الحديث ٥٣.

٣ ـ سنن أبي داود : ٢ / ٢٧ ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الضحى ، الحديث ١٢٨٦.

٤ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٢٣٢ ، كتاب اللباس ، الباب ( ٢٠ ) الحديث ١٧٥٣.

٥ ـ سنن النسائي : ٤ / ٥١ ، كتاب الجنائز.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٩٦ ، كتاب اللباس ، باب الخضاب بالحناء ، الحديث ٣٦٢٢.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٧٠ الرقم ٦٣٦.

٢٠٤

حرف العين

[ ٥٦ ] عائذ بن حبيب الكوفي ( ـ ١٩٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال المزي : عائذ بن حبيب بن الملاح العبسي ، ويقال : القرشي ، مولاهم ، أبو أحمد ، ويقال : أبو هشام الكوفي(١) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ثقة(٢) .

وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر عائذ بن حبيب ، فأحسن الثناء عليه ، وقال : كان شيخا جليلا عاقلا(٣) .

وذكره ابن حبان في الثقات(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي جلد(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٩٥.

٢ و ٣ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٩٦.

٤ ـ كتاب الثقات : ٧ / ٢٩٧.

٥ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٦٣.

٢٠٥

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٢) .

قال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وأشعث بن سوار ، وبكر ابن ربيعة ، وحجاج بن أرطاة ، وحميد الطويل في سنن النسائي وابن ماجة ، وزرارة بن أعين الكوفي ، وسعيد بن أبي عروبة ، وصالح بن حسان في سنن ابن ماجة ، وعامر ابن السمط في مسند علي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن قيس الطائفي.

روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه في سنن النسائي ، والحسن ابن بشر البجلي ، والحسين بن يزيد الطحان ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأبو نعيم ضرار بن صرد ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وأبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، ومحمد بن جميل ، ومحمد بن حماد بن زيد الحارثي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن طريف البجلي في ابن ماجة ، ومحمد بن عباد بن موسى العكلي ، ومحمد بن عبيد المحاربي ، وأبو كريب محمد بن العلاء في ابن ماجة ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني في مسند علي ، ونائل بن نجيح ، ويوسف ابن موسى(٣) .

__________________

١ و ٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٠ الرقم ٧٧.

٣ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٩٥.

٢٠٦

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(١) ، والنسائي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٣) .

[ ٥٧ ] عاصم بن عمرو البجلي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال المزي : عاصم بن عمرو ، ويقال : ابن عوف البجلي الكوفي ، أحد الشيعة(٤)

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : هو صدوق ، وكتبه البخاري في كتاب الضعفاء فسمعت أبي يقول : يحول من هناك(٥) .

وقال ابن حجر : صدوق(٦) .

__________________

١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٥١ ، كتاب المساجد والجماعات ، الحديث ٧٦٢.

٢ ـ سنن النسائي : ٢ / ٥٢ ، باب تخليق المساجد.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢٦٢ الرقم ٣٧٤٧.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٣ / ٥٣٣ الرقم ٣٠٢٢.

٥ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ٣٤٨ الرقم ١٩٢١.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٨٥ الرقم ٢٣.

٢٠٧

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن منظور : أحد الشيعة(١)

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٣) .

وقال المزي : روي عن : أبي امامة صدي بن عجلان الباهلي ، وعمر بن الخطاب مرسلا في سنن ابن ماجة ، وعمرو بن شرحبيل ، وعمير مولى عمر بن الخطاب في ابن ماجة.

روى عنه : حجاج بن أرطاة ، وشعبة بن الحجاج ، وطارق بن عبد الرحمان البجلي في ابن ماجة ، وعامر الشعبي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي في سنن ابن ماجة ، وفرقد السبخي ، والقاسم أبو عبد الرحمان الشامي ، ومالك بن مغول ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، ومرزوق بن عبد الله الشامي(٤) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(٥) .

__________________

١ ـ مختصر تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٤٠ الرقم ١٣٩ ، وراجع تاريخ مدينة دمشق : ٢٥ / ٢٨٣ الرقم ٣٠٢٠.

٢ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٨٥.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٣ / ٥٣٣.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٣٧ ، الحديث ١٣٧٥ ، باب ما جاء في التطوع في البيت.

٢٠٨

[ ٥٨ ] عامر بن واثلة ( ـ ١٠٧ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : خاتم من رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا ، واستمر الحال على ذلك في عصر التابعين وكان أبو الطفيل ثقة فيما ينقله ، صادقا ، عالما ، شاعرا ، فارسا ، عمر دهرا طويلا ، وشهد مع علي حروبه(١) .

وقال ابن عدي : وكان الخوارج يذمونه باتصاله بعلي بن أبي طالب وقوله بفضله وفضل أهله ، وليس برواياته بأس(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

عن محمد بن نعيم الضبي قال : سمعت أبا عبد الله بن الأحرم الحافظ وسئل : لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل؟(٣) قال : لأنه كان يفرط في التشيّع(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الأدب المفرد ومسلم ، وعن بكر بن قرواش الكوفي ، وأبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري في مسلم وابن ماجة

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٧ و ٤٧٠.

٢ ـ الكامل : ٥ / ٨٧ الرقم ١٢٦٤.

٣ ـ سيوافيك حديث البخاري عنه قريبا.

٤ ـ الكفاية في علم الدراية للخطيب البغدادي : ١٣١.

٢٠٩

والترمذي والنسائي وأبي داود ، وحذيفة بن اليمان في مسلم والترمذي ، وحلام بن جزل ، ابن أخي أبي ذر ، وزيد بن أرقم في الترمذي والنسائي ، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدري في ابن ماجة ، وسلمان الفارسي ، وعبد الله بن عباس في مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي بكر عبد الله بن أبي قحافة الصديق في أبي داود ، وعبد الله بن مسعود في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وعبد الملك بن أخي أبي ذر ، وعلي بن أبي طالب في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ـ وكان من شيعته ـ ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب في مسلم وابن ماجة ، وعمرو بن ضليع في الأدب المفرد ، ومجمع بن جارية الأنصاري في ابن ماجة ، ومعاذ بن جبل في مسلم وابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، ونافع بن عبد الحارث الخزاعي في مسلم وابن ماجة.

روى عنه : إسماعيل بن مسلم المكي ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وجرير بن حازم ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحمران بن أعين في ابن ماجة ، وسعيد بن إياس الجريري في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي ، وابنه سلمة بن أبي الطفيل الليثي ، وسيف بن وهب في الأدب المفرد ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن أبي حسين في الأدب المفرد ومسلم ومسند علي ، وعبد الله بن عثمان بن خيثم في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الله بن عطاء المكي ، وعبد العزيز بن رفيع في مسلم ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر في مسلم ، وعبيد الله بن أبي زياد القداح ، وعبيد الله بن أبي طلحة المكي في كتاب الرد على أهل القدر ، وعثمان بن عبيد الراسبي ، وعكرمة بن خالد المخزومي في مسلم ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمارة بن ثوبان في الأدب المفرد وأبي داود ، وعمرو بن دينار في مسلم ، وفرات القزاز في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وفطر بن

٢١٠

خليفة ، والقاسم بن أبي بزة في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والنسائي ، وقتادة في مسلم ، وكلثوم بن جبر في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وكهمس بن الحسن ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري في مسلم وابن ماجة ، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي في مسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، ومعروف بن خربوذ في البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة ، ومنصور بن حيان في مسلم والنسائي ، ومهدي بن عمران البصري ، والوليد بن عبد الله بن جميع في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، ووهب بن عبد الله بن أبي ذبي في مسند علي ، ويحيى بن عبد الله بن الأدرع في مسند علي ، ويزيد بن بلال ، ويزيد بن أبي حبيب في أبي داود والترمذي ، وأبو عاصم الغنوي في أبي داود(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، وابن ماجة(٥) ، والترمذي(٦) ، والنسائي(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٧٩ ـ ٨١.

٢ ـ صحيح البخاري : ١ / ٤١ ، كتاب العلم ، باب من خص بالعلم قوما دون قوم.

٣ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٩٢٧ ، كتاب الحج ، الحديث ١٢٧٥.

٤ ـ سنن أبي داود : ٤ / ٢٦٧ ، كتاب الأدب ، الحديث ٤٨٦٤.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٩٨٣ ، كتاب المناسك ، الحديث ٢٩٤٩.

٦ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٣ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧١٣.

٧ ـ سنن النسائي : ١ / ٢٨٥ ، كتاب المواقيت ، الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر.

٢١١

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في من روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين ، والحسن ابن علي ، وعلي بن الحسينعليهم‌السلام (١) .

[ ٥٩ ] عباد بن العوام ( ـ ١٨٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر ، الامام المحدث الصدوق ، أبو سهل الكلابي الواسطي(٢) .

قال المفضل بن غسان الغلابي ، وعبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة(٣) .

وقال ابن خراش : صدوق(٤) .

وقال ابن حجر : ثقة(٥) .

وقال ابن سعد : وكان ثقة(٦) .

__________________

١ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٤٤ الرقم ٣٣٠ وص ٧٠ الرقم ٦٤٦ ، وص ٩٥ الرقم ٩٤١ ، وص ١١٨ الرقم ١١٩٢.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ٥١١ الرقم ١٣٤.

٣ و ٤ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٤٣.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٣.

٦ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٣٣٠.

٢١٢

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : وكان يتشيّع ، فأخذه هارون فحبسه زمانا(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(٢) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن مسلم الهجري ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ، وأشعث بن سوار ، وأبي بكر جبريل بن أحمر في النسائي ، وحجاج ابن أرطاة في الترمذي وابن ماجة ، وحسين بن ذكوان المعلم في النسائي ، وحصين ابن عبد الرحمان السلمي في مسلم ، وحميد الطويل في كتاب الشمائل ، وسعيد بن إياس الجريري في النسائي وابن ماجة ، وسعيد بن أبي عروبة في كتاب الشمائل والنسائي ، وأبي مسلمة سعيد بن يزيد في مسلم ، وسفيان بن حسين الواسطي في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري وفي أبي داود والترمذي والنسائي ، وشريك بن عبد الله النخعي في كتاب المراسيل ، وعبد الله بن عون في البخاري ، وعبد الله بن أبي نجيح ، حديثا واحدا ، وعبيد الله بن العيزار ، وعمر بن إبراهيم العبدي في ابن ماجة ، وعمر بن عامر ، وعوف الأعرابي في ابن ماجة ، ومحمد بن عمرو بن علقمة في ابن ماجة ، وميمون بن أبي حمزة الأعور في الترمذي ، وهارون بن عنترة ، وهلال بن خباب في أبي داود والترمذي ، وواصل مولى أبي عيينة ، حديثا واحدا ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، ويحيى بن عبيدالله بن موهب التيمي ، ويونس بن عبيد ، وأبي إسحاق الشيباني في البخاري

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٣٣٠.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٣.

٢١٣

ومسلم وابن ماجة ، وأبي مالك الأشجعي في مسلم وأبي داود.

روى عنه : إبراهيم بن زياد سبلان ، وإبراهيم بن عبيدالله بن حاتم الهروي في الترمذي وابن ماجة ، وإبراهيم بن موسى الرازي في كتاب القراءة خلف الإمام للبخاري وفي ابن ماجة ، وأحمد بن حنبل في أبي داود ، وأحمد بن منيع في الترمذي والنسائي ، وإسماعيل بن توبة القزويني في ابن ماجة ، وإسماعيل بن سالم الصائغ ، وإسماعيل بن علية في البخاري ـ وهو من أقرانه ـ ، وإسماعيل بن عيسى العطار ، والحسن بن عرفة ، وداود بن رشيد في أبي داود ، وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي ، وزياد بن أيوب الطوسي في الترمذي ، وسعيد بن سليمان الواسطي سعدويه في البخاري والنسائي والترمذي وابن ماجة وأبي داود ، وأبو الربيع سليمان ابن داود الزهراني في مسلم ، وعباد بن موسى الختلي في كتاب المراسيل ، وعباد ابن يعقوب الرواجني في البخاري ، وعبد الله بن محمد بن الربيع الكرماني في النسائي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مسلم وابن ماجة ، وعبد الله بن محمد النفيلي في أبي داود ، وعبد المتعالي بن طالب ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن مسلم الطوسي في أبي داود ، وعمر بن يزيد السياري في أبي داود ، وعمرو بن عون الواسطي ، وعمرو بن محمد الناقد ، وعمران بن ميسرة المنقري في البخاري ، والعلاء بن هلال الرقي في النسائي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد ابن حاتم بن سليمان المؤدب ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن عيسى بن الطباع في كتاب الشمائل وسنن النسائي ، ومحمد بن كامل المروزي في الترمذي ، ومحمد بن معاوية بن مالج الأنماطي في النسائي ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي القاضي ، ومحمود بن

٢١٤

خداش الطالقاني في الترمذي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن ماجة(٦) ، والترمذي(٧) .

[ ٦٠ ] عباد بن يعقوب ( ـ ٢٥٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الشيخ العالم الصدوق ، محدث الشيعة ، أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي(٨) .

وقال أبو حاتم : كوفي ثقة(٩) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٤١ ـ ١٤٢.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ٣١ ، كتاب البيوع ، باب بيع الذهب بالورق يدا بيد.

٣ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٢٤٣ ، كتاب الهبات ، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة.

٤ ـ سنن أبي داود : ٢ / ٩٨ ، كتاب الزكاة ، باب في زكاة السائمة ، الحديث ١٥٦٨.

٥ ـ سنن النسائي : ٧ / ٣٧ ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٥٠ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب ما جاء في مسح الرأس ، الحديث ٤٣٥.

٧ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٢٢٠ ، الباب ( ٢٨٠ ) من أبواب الصلاة ، الحديث ٣٨١.

٨ ـ سير أعلام النبلاء : ١١ / ٥٣٦ الرقم ١٥٥.

٩ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ٨٨ الرقم ٤٤٧.

٢١٥

وقال الدارقطني : صدوق(١) .

وقال ابن حجر : صدوق(٢) .

وقال الذهبي : صادق في الحديث(٣) .

وقال الحاكم أبو عبد الله : كان أبو بكر بن خزيمة يقول : حدثنا الثقة في روايته ، المتهم في دينه عباد بن يعقوب(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : عباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة ، وفيه غلو فيما فيه من التشيّع ، وروى أحاديث انكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم(٥) .

وقال الدارقطني : شيعي(٦) .

وقال ابن حجر : رافضي(٧) .

وقال الذهبي : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع(٨) .

وقال علي بن محمد المروزي : سمعت صالحا يقول : سمعت عباد بن يعقوب يقول الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة ، قلت : ويلك ولم؟ قال : لأنهما

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٨٠.

٢ و ٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٤ الرقم ١١٨.

٣ و ٨ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٧٩ الرقم ٤١٤٩.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٧٧. أقول : ولا شك بأن الاتهام في الدين ليس إلا التشيع.

٥ ـ الكامل : ٤ / ١٦٥٣.

٦ ـ تهذيب التهذيب : ٥ / ١١٠ الرقم ١٨٣.

٢١٦

قاتلا علي بن أبي طالب بعد أن بايعاه(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(٢) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وإسماعيل بن عياش ، وثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع ، وحاتم بن إسماعيل المدني ، والحسين بن زيد بن علي العلوي في ابن ماجة ، والحكم بن ظهير ، وحماد ابن عيسى العبسي ، وحنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي ، وسلم بن المغيرة الكوفي ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعباد بن العوام في البخاري ، وعبد الله ابن عبد القدوس في الترمذي ، وأبي عبد الرحمان عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود المسعودي ، وعبد الرحمان بن محمد بن عبيد العرزمي ، وعبيد ابن محمد بن قيس البجلي ، وعلي بن عابس الأسدي ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وعيسى بن راشد الكوفي ، وعيسى بن عبد الرحمان ، شيخ يروي عن أبيه عن جده عن علي ، والقاسم بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن عقيل ، ومحمد بن الفضل بن عطية في الترمذي ، ومحمد بن فضل بن غزوان ، وموسى بن عمير القرشي ، والوليد بن أبي ثور في الترمذي ، وأبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، ويونس بن أبي يعفور العبدي.

روى عنه : البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره ، والترمذي ، وابن ماجة ، وإبراهيم بن جعفر الاستراباذي ، وإبراهيم بن محمد بن الحسن السامري ، وإبراهيم

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٧٨.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٤ الرقم ١١٨.

٢١٧

ابن محمد العمراني الكوفي ، وأحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي ، وأبو بكر أحمد ابن عمرو بن عبد الخالق البزاز ، وإسحاق بن محمد بن الضحاك الكوفي ، وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، والحسين بن إسحاق التستري ، وصالح بن محمد البغدادي الحافظ ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعلي بن الحسين بن أبي قربة العجلي ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وعلي بن العباس البجلي المقانعي ، والقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة ، ومحمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني الأخرم ، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي ، وأبو جعفر محمد بن منصور المرادي الكوفي ، ويحيى بن الحسن ابن جعفر العلوي النسابة ، ويحيى بن محمد بن صاعد(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، وسنن الترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

٢ ـ صحيح البخاري : ٨ / ٢١٢ ، كتاب التوحيد ، راجع رجال صحيح البخاري : ٢ / ٨٦٣ الرقم ١٤٥٩.

٣ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٣ ، كتاب المناقب ، الباب (٦) الحديث ٣٦٢٦.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٧١ ، كتاب الجنائز ، الباب (١٠) الحديث ١٤٦٨.

٢١٨

[ ٦١ ] عبد الله بن الجهم الرازي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الله بن الجهم الرازي ، كنيته أبو عبد الرحمان. قال أبو زرعة : وكان صدوقا(١) .

وقال ابن حجر : صدوق(٢) .

وعده ابن حبان في الثقات(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو حاتم : وكان يتشيّع(٤) .

وقال ابن حجر : صدوق(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(٦) .

وقال المزي : روى عن : جرير بن عبد الحميد ، وحكام بن سلم الرازي ،

__________________

١ ـ الجرح والتعديل : ٥ / ٢٧ الرقم ١٢١.

٢ و ٥ و ٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٠٧.

٣ ـ كتاب الثقات : ٨ / ٣٤٤.

٤ ـ نقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال : ٢ / ٤٠٤.

٢١٩

وزكريا بن سلام العتبي الكوفي الأصم ، وعبد الله بن العلاء بن خالد بن وردان البصري ، وعبد الله بن المبارك ، وعكرمة بن إبراهيم الأزدي قاضي الري ، وعمرو بن أبي قيس الرازي في أبي داود ، والعلاء بن حصين ، ويحيى بن الضريس الرازي ، وأبي تميلة يحيى بن واضح.

روى عنه : أحمد بن أبي سريج الرازي في أبي داود ، وعلي بن شهاب الرازي ، ومحمد بن بكير الحضرمي ، وأبو هارون محمد بن خالد بن يزيد الرازي الخراز ، وموسى بن سفيان بن زياد الجنديسابوري السكري ، ونوح بن أنس الرازي المقرئ ، ويوسف بن موسى القطان(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة : سنن أبي داود(٢) .

[ ٦٢ ] عبد الله بن داود الخريبي ( ١٢٦ ـ ٢١٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عبد الله بن داود بن عامر بن ربيع ، الامام ، الحافظ ، القدوة ، أبو عبد الرحمن الهمداني ، ثم الشعبي الكوفي ، ثم البصري ، المشهور بالخريبي لنزوله

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٣٨٩.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٨٣ ، كتاب الطهارة ، باب المستحاضة يغشاها زوجها ، الحديث ٣١٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

ذلك فيما يرويه المؤرخون أن معاوية أراد عزله عن الكوفة فبلغه ذلك ، فرأى أن يسافر الى دمشق ويبادر بتقديم استقالته عن منصبه حتى لا تكون عليه حزازة ، وليرى الناس أنه كاره للإمارة والحكم ، ولما وصل الى دمشق عنّ له أن يلتقي بيزيد قبل التقائه بمعاوية فيحبذ له الخلافة من بعد أبيه ليتخذ من اغرائه وسيلة الى اقراره فى الحكم ، كما أدلى بذلك لأصحابه ولما التقى بيزيد قال له :

« إنه قد ذهب أعيان أصحاب محمد (ص) وكبراء قريش وذوو أسنانهم ، وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم ، وأحسنهم رأيا ، وأعلمهم بالسنة والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة؟. »

ولما سمع ذلك يزيد الطائش المغرور طار لبه فرحا وسرورا فانبرى إليه قائلا :

« أو ترى ذلك يتم؟ »

« نعم ».

ومضى يزيد مستعجلا الى أبيه فأخبره بمقالة المغيرة ، فارتاح معاوية بذلك وبعث بالوقت خلفه فعرض عليه مقالته ليزيد فأجابه بصدور ذلك منه ثم انبرى إليه يحفزه على تحقيق هذه الفكرة قائلا له مقال المنافق الذي لا يعرف الخير ولا يفكر به :

« يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان. وفي يزيد منك خلف فاعقد له ، فان حدث بك حدث كان كهفا للناس وخلفا منك ، ولا تسفك دماء ، ولا تكون فتنة!! »

وأصابت هذه الكلمات الهدف المقصود لمعاوية فقال له مخادعا ومستشيرا :

« ومن لي بهذا؟ »

٤٢١

« أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك. »

فاستحسن معاوية رأيه ، وأجازه على ذلك فأقره فى عمله ، ثم أمره بالخروج الى الكوفة ليعمل على تحقيق ذلك ، ولما انصرف عنه اجتمع بقومه فبادروه بالسؤال عن مصيره فأجابهم بما جلبه من البلاء والفتن لعموم المسلمين من أجل غايته قائلا :

« لقد وضعت رجل معاوية فى غرز بعيد الغاية على أمة محمد (ص) وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا » وتمثل :

بمثلي شاهد النجوى وغالى

بي الأعداء والخصم الغضابا

وسار المغيرة حتى انتهى الى الكوفة ، ففاوض بمهمته جماعة ممن عرفهم بالولاء والإخلاص للبيت الأموي فأجابوه الى ما أراد فأوفد منهم عشرة الى معاوية بعد أن أرشاهم بثلاثين ألف درهم ، وجعل عليهم عميدا ولده موسى ، فلما انتهوا الى معاوية حبذوا له الأمر ودعوه الى انجازه فشكرهم معاوية ، وأوصاهم بكتمان الأمر ، ثم التفت الى ابن المغيرة فساره قائلا :

« بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ »

ـ بثلاثين ألف درهم.

فضحك معاوية وقال :

« لقد هان عليهم دينهم »(1) .

لقد توصل معاوية الى تحقيق ذلك بشراء الأديان والضمائر والى الاعتماد

__________________

(1) تأريخ الطبري 6 / 169 ، الكامل لابن الأثير 3 / 214 ، وكان قدوم المغيرة على معاوية في سنة 45 ، ففي هذه السنة عمل معاوية مقدمات البيعة لولده.

٤٢٢

على الوسائل التي لم يألفها المسلمون ، ولم يقرها الدين.

وفود الأمصار :

ووجه معاوية دعوة رسمية الى جميع الشخصيات الرفيعة فى العالم الإسلامى يدعوهم الى الحضور في دمشق ليفاوضهم في أمر البيعة ليزيد ، فلما حضروا عنده دعا الضحاك بن قيس الفهري سرّا وقال له :

« إذا جلست على المنبر ، وفرغت من بعض موعظتي وكلامى ، فاستاذني للقيام ، فاذا أذنت لك فاحمد الله تعالى ، واذكر يزيد وقل فيه الذي يحق له عليك ، من حسن الثناء عليه ، ثم ادعني الى توليته من بعدي فاني قد رأيت وأجمعت على توليته ، فاسأل الله في ذلك ، وفى غيره الخيرة وحسن القضاء ».

ثم دعا فريقا آخر من الأذناب والعملاء الذين هان عليهم دينهم فباعوه بأبخس الأثمان ، فأمرهم بتصديق مقالة الضحاك وتأييد فكرته ، وهم : عبد الرحمن بن عثمان الثقفي ، وعبد الله بن مسعدة الفزاري ، وثور بن معن السلمي ، وعبد الله بن عصام الأشعري ، فاستجابوا لدعوته ، ونزى معاوية على المنبر فحدث الناس بما شاء أن يتحدث به ، وبعد الفراغ من حديثه انبرى إليه الضحاك فاستأذنه بالكلام فأذن له ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : « أصلح الله أمير المؤمنين ، وأمتع به ، إنا قد بلونا الجماعة والألفة والاختلاف ، والفرقة ، فوجدناها ألمّ لشعثنا ، وأمنة لسبلنا ، وحاقنة لدمائنا وعائدة علينا فى عاجل ما نرجو ، وآجل ما نؤمل ، مع ما ترجو به الجماعة من الألفة ، ولا خير لنا أن نترك سدى ، والأيام عوج رواجع والله يقول : « كل يوم هو في شأن » ، ولسنا ندري ما يختلف به العصران ، وأنت

٤٢٣

يا أمير المؤمنين ميت كما مات من كان قبلك من أنبياء الله وخلفائه ، نسأل الله بك المتاع ، وقد رأينا من دعة يزيد بن أمير المؤمنين ، وحسن مذهبه وقصد سيرته ، ويمن نقيبته ، مع ما قسم الله له من المحبة في المسلمين ، والشبه بأمير المؤمنين ، في عقله ، وسياسته وشيمته المرضية ، ما دعانا الى الرضا به في امورنا ، والقنوع به في الولاية علينا ، فليوله أمير المؤمنين ـ أكرمه الله ـ عهده ، وليجعله لنا ملجأ ومفزعا بعده ، نأوي إليه إن كان كون ، فانه ليس أحد أحق بها منه ، فاعزم على ذلك عزم الله لك في رشدك ، ووفقك في امورنا ».

ودل هذا الكلام على أن صاحبه رجل سوء ونفاق ، فقد عمد الى سحق جميع القيم الإنسانية في سبيل أطماعه ومنافعه.

ولما فرغ الضحاك من مقالته انبرى من بعده زملاؤه فأيدوا مقالته ، وأخذوا ينسبون ليزيد فضائل المحسنين ، ويضفون عليه مواهب العبقريين ، ويطلقون عليه الألقاب الضخمة ، والنعوت الشريفة التي اتصف بعكسها ، وأخذوا يموهون على المجتمع أنهم إنما تكلموا من صالحه واسعاده ، وهم ـ يعلم الله ـ إنما أرادوا هلاكه وتحطيمه ، والقضاء على نواميسه ومقدساته وبعد ما انتهى حديث هؤلاء التفت معاوية الى الوفد العراقي ليسمع رأيه وكان شخصية الوفد الأحنف بن قيس حليم العرب وسيد تميم فطلب منه معاوية الرأي فى الأمر ، فقام الأحنف خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم التفت الى معاوية قائلا :

« أصلح الله أمير المؤمنين ، ان الناس قد أمسوا فى منكر زمان قد سلف ، ومعروف زمان مؤتنف ، ويزيد بن أمير المؤمنين ، نعم الخلف وقد حلبت الدهر أشطره يا أمير المؤمنين فاعرف من تسند إليه الأمر من

٤٢٤

بعدك ، ثم اعص أمر من يأمرك ، لا يغررك من يشير عليك ، ولا ينظر لك وأنت أنظر للجماعة ، وأعلم باستقامة الطاعة ، مع أن أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ، ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيا » :

لقد منح الأحنف النصيحة الى معاوية وأرشده الى الحق فأشار عليه بعدم سماع أقوال المرتزقين الذين ينظرون الى صالح أنفسهم أكثر مما ينظرون لصالحه ، وبيّن له أن العراقيين والحجازيين لا يرضون بهذه البيعة ما دام حفيد الرسول وسبطه الأول حيا ، وقد اثارت هذه الكلمات غضب النفعيين والمرتشين الذين تذرع معاوية بهم الى تحقيق هدفه فقام إليه الضحاك بن قيس فندد بمقالته وشتم العراقيين وهذا نص كلامه :

« أصلح الله أمير المؤمنين ، إن أهل النفاق من أهل العراق مروءتهم في أنفسهم الشقاق ، والفتهم في دينهم الفراق ، يرون الحق على أهوائهم كأنما ينظرون بأقفائهم ، اختالوا جهلا وبطرا ، لا يرقبون من الله راقبة ، ولا يخافون وبال عاقبة ، اتخذوا ابليس لهم ربا ، واتخذهم ابليس حزبا ، فمن يقاربوه لا يسروه ، ومن يفارقوه لا يضروه ، فادفع رأيهم يا أمير المؤمنين فى نحورهم ، وكلامهم في صدورهم ، ما للحسن وذوي الحسن في سلطان الله الذي استخلف به معاوية في أرضه؟ هيهات لا تورث الخلافة عن كلالة ، ولا يحجب غير الذكر العصبة ، فوطنوا أنفسكم يا أهل العراق على المناصحة لإمامكم ، وكاتب نبيكم وصهره ، يسلم لكم العاجل ، وتربحوا من الآجل ».

ولم نحسب أن العراق قد ذم بمثل هذا الذم الفظيع ، أو وصم بمثل هذه الامور ، ولكن العراقيين هم الذين جروا لأنفسهم هذا البلاء وتركوا هذا الوغد وأمثاله يحط من كرامتهم ، ويتطاول عليهم.

٤٢٥

وعلى أي حال ، فان الأحنف لم يذعن لمعاوية ولم يعتن بمقالة الضحاك فقد انبرى يهدد معاوية باعلان الحرب إن أصرّ على تنفيذ فكرته قائلا :

« يا أمير المؤمنين ، إنا قد فررنا(1) عنك قريشا فوجدناك أكرمها زندا ، وأشدها عقدا ، وأوفاها عهدا ، قد علمت أنك لم تفتح العراق عنوة ، ولم تظهر عليها قعصا ، ولكنك أعطيت الحسن بن علي من عهود الله ما قد علمت ليكون له الأمر من بعدك ، فان تف فأنت أهل الوفاء وإن تغدر تعلم ، والله إن وراء الحسن خيولا جيادا ، وأذرعا شدادا ، وسيوفا حدادا ، إن تدن له شبرا من غدر ، تجد وراءه باعا من نصر ، وإنك تعلم أن أهل العراق ما أحبوك منذ أبغضوك ، ولا أبغضوا عليا وحسنا منذ أحبوهما ، وما نزل عليهم فى ذلك غير من السماء ، وإن السيوف التي شهروها عليك مع علي يوم صفين لعلى عواتقهم ، والقلوب التي أبغضوك بها لبين جوانحهم ، وأيم الله إن الحسن لأحب لأهل العراق من علي ».

لقد بالغ الأحنف فى نصح معاوية ، وذكر له تمسك العراقيين بولاء أهل البيت (ع) وان اخلاصهم للإمام الحسن أكثر من أبيه ، وهم على استعداد الى مناجزته إن نفذ بيعة يزيد ، وانطلق عبد الرحمن بن عثمان فندد بمقالة الأحنف ، وحرض معاوية على تنجيز مهمته قائلا له :

« أصلح الله أمير المؤمنين ، ان رأي الناس مختلف ، وكثير منهم منحرف ، لا يدعون أحدا الى رشاد ، ولا يجيبون داعيا الى سداد ، مجانبون لرأي الخلفاء ، مخالفون لهم في السنة والقضاء ، وقد وقفت ليزيد فى أحسن القضية وأرضاها لحمل الرعية ، فاذا خار الله لك فاعزم ثم اقطع قالة الكلام فان يزيد أعظمنا حلما وعلما ، وأوسعنا كنفا ، وخيرنا سلفا ، قد

__________________

(1) فررنا : أي بحثنا وفتشنا.

٤٢٦

أحكمته التجارب ، وقصدت به سبل المذاهب فلا يصرفنك عن بيعته صارف ، ولا يقفن بك دونها واقف ، ممن هو شاسع عاص ينوص للفتنة كل مناص لسانه ملتو ، وفي صدره داء دوّى ، إن قال فشر قائل ، وإن سكت فذو دغائل ، قد عرفت من هم أولئك وما هم عليه لك من المجانبة للتوفيق والكلف للتفريق فاجعل ببيعته عنا الغمة ، واجمع به شمل الأمّة ، فلا تحد عنه إذا هديت له ، ولا تنش عنه إذا وقفت له ، فان ذلك الرأي لنا ولك ، والحق علينا وعليك ، اسأل الله العون وحسن العاقبة لنا ولك ».

وصورت لنا هذه الكلمات ضميرا قلقا ، ونفسا أثيمة ، قد اعتنقت الشر ، وابتعدت عن الخير ، وانبرى معاوية يهدد من لا يوافقه على رغبته ليفرض على المجتمع الخضوع لفكرته ، والرضا ببيعة يزيد قائلا :

« أيها الناس : إن لإبليس إخوانا وخلاّنا ، بهم يستعد ، وإياهم يستعين ، وعلى ألسنتهم ينطق ، إن رجوا طمعا أو جفوا ، وإن استغنى عنهم أرجفوا ، ثم يلحقون الفتن بالفجور ، ويشققون لها حطب النفاق ، عيابون مرتابون ، إن ولوا عروة أمر حنقوا ، وإن دعوا الى غي أسرفوا وليسوا أولئك بمنتهين ، ولا بمقلعين ، ولا متعظين ، حتى تصيبهم صواعق خزي وبيل ، وتحل بهم قوارع أمر جليل ، تجتث اصولهم كاجتثاث اصول الفقع(1) فأولى لأولئك ثم أولى ، فانا قد قدما وأنذرنا إن أغنى التقدم شيئا أو نفع النذر ».

بمثل هذا الإرهاب الفظيع الذي لم يعهد له نظير تذرع معاوية الى تحقيق فكرته ، ثم استدعى الضحاك بن قيس فولاه الكوفة جزاء لكلامه

__________________

(1) الفقع : بالفتح والكسر ، البيضاء الرخوة من الكماة.

٤٢٧

بعد هلاك المغيرة ، واستدعى عبد الرحمن فولاه الجزيرة ، وقام يزيد بن المقفع رافعا عقيرته قائلا :

« أمير المؤمنين هذا ـ وأشار الى معاوية ـ ».

ثم قال : « فإن هلك ، فهذا ـ وأشار الى يزيد ـ ».

ثم قال : « فمن أبى ، فهذا ـ وأشار الى السيف ـ!!! »

فاستحسن معاوية كلامه وقال له :

« اجلس ، فأنت سيد الخطباء وأكرمهم!! »

بهذا اللون من الإرهاب فرض معاوية ابنه الفاسق الفاجر خليفة على المسلمين ، فلولا السيف لما وجد الى ذلك سبيلا. ولما رأى الأحنف بن قيس تصميم معاوية على فكرته وعدم تنازله عنها انبرى إليه قائلا :

« يا أمير المؤمنين : أنت أعلمنا بليله ونهاره ، وبسره وعلانيته ، فان كنت تعلم أنه خير لك فوله واستخلفه ، وإن كنت تعلم أنه شر لك ، فلا تزوده الدنيا وأنت صائر الى الآخرة ، فانه ليس لك من الآخرة إلا ما طاب ، واعلم أنه لا حجة لك عند الله إن قدمت يزيد على الحسن والحسين وأنت تعلم من هما ، وإلى ما هما ، وإنما علينا أن نقول : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير »(1) .

ولم يعتن معاوية بمقالة الأحنف ونصحه ، ولم يفكر في مصير المسلمين إذا استخلف عليهم ولده قرين الفهود والمدمن على الخمور ، وأخذ معاوية ولده يزيد فأجلسه فى قبة حمراء وبايعه بولاية العهد وأمر الناس بمبايعته ، وأقبل بعض العملاء فسلم عليهما ثم أقبل على معاوية فقال له :

« يا أمير المؤمنين : اعلم انك لو لم تول هذا ـ وأشار الى يزيد ـ

__________________

(1) الامامة والسياسة 1 / 174 ـ 180.

٤٢٨

أمور المسلمين لاضعتها ».

فالتفت معاوية الى الأحنف :

« ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟ »

ـ أخاف الله إذا كذبت ، وأخافكم إذا صدقت.

ـ جزاك الله على الطاعة خيرا.

وخرج الأحنف فلقيه ذلك الرجل بعد أن أجزل له معاوية بالعطاء فقال للأحنف معتذرا من مقالته :

« يا أبا بحر : إني لأعلم ان شر من خلق الله هذا وابنه ـ يعنى معاوية ويزيد ـ ولكنهم استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال ، فليس يطمع في استخراجها إلا بما سمعت »(1) .

لقد أحدث معاوية بهذه البيعة المشومة صدعا في الإسلام ، وقد صور لنا الشاعر الموهوب عبد الله بن هشام السلولي بمقطوعته الرائعة جزعه وجزع خيار المسلمين من خلافة يزيد بقوله :

فان تأتوا برملة أو بهند

نبايعها أميرة مؤمنينا

إذا ما مات كسرى قام كسرى

نعد ثلاثة متناسقينا

فيا لهفا لو أن لنا ألوفا

ولكن لا نعود كما عنينا

إذا لضربتموا حتى تعودوا

بمكة تلعقون بها السخينا

خشينا الغيظ حتى لو شربنا

دماء بني أميّة ما روينا

لقد ضاعت رعيتكم وأنتم

تصيدون الأرانب غافلينا(2)

لقد ذعر المسلمون في جميع أقطار الأرض من هذا الحادث الخطير

__________________

(1) تاريخ ابن خلكان 1 / 230 ، التمدن الإسلامى 4 / 76 ـ 77.

(2) مروج الذهب 2 / 339.

٤٢٩

لأن الخلافة عندهم ليست كسروية ولا قيصرية حتى تورث بل أمرها شورى بين المسلمين يختارون لخلافتهم من أحبوا وذلك عند الجمهور من أبناء السنة والجماعة ، وأما عند الشيعة فإنها حق شرعي لأمير المؤمنين وأولاده الطيبين كما نصّ النبي (ص) على ذلك.

ومهما يكن من شيء فإن معاوية بعد ما أخذ البيعة ليزيد من أهل دمشق رفع مذكرة الى جميع عماله يطلب فيها أخذ البيعة ليزيد من جميع المواطنين ، واستجاب جميع عماله لذلك سوى مروان بن الحكم فإنه قد ورم أنفه لصرف الأمر عنه وهو شيخ الأمويين بعد معاوية ، وتوجّه فورا بحاشيته الى دمشق ، فلما مثل عند معاوية انبرى إليه وهو مغيظ قائلا :

« أقم الامور يا ابن أبي سفيان ، واعدل عن تأميرك الصبيان ، واعلم أن لك من قومك نظراء ، وأن لك على مناوءتهم وزراء ».

فاندفع إليه معاوية يخادعه قائلا له بناعم القول :

« أنت نظير أمير المؤمنين ، وعدته في كل شديدة ، وعضده ، والثاني بعد ولي عهده. »

ثم أعطاه ولاية العهد حيلة منه ومكرا وأخرجه من عاصمته مكرما فلما وصل الى يثرب عزله عن منصبه(1) وجعل مكانه سعيد بن العاص وقيل الوليد بن عاقبة ، وكتب إليه أن يأخذ البيعة من أهل المدينة لولده إلا انه فشل أخيرا فى أداء مهمته فقد أصرت الجماهير على رفض دعوة معاوية وعدم طاعته في شأن خليفته الجديد ، خصوصا الشخصيات الرفيعة من أبناء المهاجرين والأنصار فإنهم قد شجبوا ذلك وأعلنوا سخطهم وإنكارهم على معاوية ، فإنهم كانوا يحقرون يزيد ويأنفون أن يعد في مصافهم ،

__________________

(1) مروج الذهب 2 / 330.

٤٣٠

فضلا عن أن يكون خليفة عليهم.

سفرة معاوية الاولى بشرب :

ورأى معاوية بعد امتناع المدنيين عن بيعة يزيد واجماعهم على رفضها أن ينطلق بنفسه الى المدينة ليفاوض أهل الحل والعقد ، وليشتري الذمم والضمائر بالأموال ، ويتوعد ويرهب من لم يخضع للمادة ليفوز ولده بالخلافة وسافر من أجل هذه الغاية الى يثرب وذلك سنة خمسين من الهجرة ، فلما انتهى إليها بعث فورا نحو عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير. فلما حضروا عنده أمر حاجبه أن لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى يخرج هؤلاء النفر من عنده ثم التفت إليهم قائلا :

« الحمد لله الذي أمرنا بحمده ، ووعدنا عليه ثوابه ، نحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد : فإني قد كبر سني ، ووهن عظمي ، وقرب أجلي ، وأوشكت أن أدعى فأجيب ، وقد رأيت أن أستخلف بعدي يزيد ، ورأيته لكم رضا ، وأنتم عبادلة قريش وخيارهم ، وأبناء خيارهم ، ولم يمنعني أن أحضر حسنا وحسينا إلا أنهما أولاد أبيهما علي ، على حسن رأيي فيهما ، وشديد محبتي لهما فردوا على أمير المؤمنين خيرا ، رحمكم الله ».

وقد احتوى كلامه على اللين والمدح والثناء ، ولكن هؤلاء الأبطال الذين هم نخبة العرب والمسلمين رأيا وإقداما ، لم يذعنوا لمعاوية وردوا عليه مقاله وعرفوه بمن هو أهل للخلافة وأول من تكلم منهم حبر الأمّة عبد الله

٤٣١

ابن عباس فقال :

« الحمد لله الذي ألهمنا أن نحمده ، واستوجب علينا الشكر على آلائه وحسن بلائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وصلى الله على محمد وآل محمد.

أما بعد : فانك قد تكلمات فأنصتنا ، وقلت فسمعنا ، وإن الله جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه اختار محمدا (ص) لرسالته ، واختاره لوحيه ، وشرّفه على خلقه ، فأشرف الناس من تشرف به ، وأولاهم بالأمر أخصهم به ، وإنما على الأمّة التسليم لنبيها ، إذا اختاره الله لها ، فإنه إنما اختار محمدا (ص) بعلمه ، وهو العليم الخبير ، واستغفر الله لي ولكم ».

وتكلم من بعده عبد الله بن جعفر فقال :

« الحمد لله أهل الحمد ومنتهاه : نحمده على إلهامنا حمده ، ونرغب إليه في تأدية حقه ، وأشهد أن لا إله إلا الله واحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأن محمدا عبده ورسوله (ص).

أما بعد : فان هذه الخلافة إن أخذ فيها بالقرآن ، فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، وإن أخذ فيها بسنة رسول الله (ص) فأولو رسول الله (ص) ، وإن أخذ فيها بسنة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر من آل الرسول؟ وأيم الله لو ولوه بعد نبيهم لوضعوا الأمر موضعه لحقه وصدقه ، ولأطيع الرحمن وعصي الشيطان ، وما اختلف في الأمّة سيفان ، فاتق الله يا معاوية ، فانك قد صرت راعيا ، ونحن رعية ، فانظر لرعيتك ، فانك مسئول عنها غدا ، وأما ما ذكرت من ابني عمي ، وتركك أن تحضرهما ، فو الله ما أصبت الحق ، ولا يجوز لك ذلك إلا بهما ، وإنك لتعلم انهما معدن العلم

٤٣٢

والكرم ، فقل أودع واستغفر الله لي ولكم ».

وبيّن عبد الله بن جعفر استحقاق أهل البيت (ع) للخلافة على جميع الوجوه فان كان مدرك استحقاقها القرآن الكريم فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ، وإن كانت السنة المقدسة قال الرسول أولى بالأمر من غيرهم ، وإن كانت سنة الشيخين قال الرسول (ص) أولى بالأمر وذلك لمواهبهم وكمالهم وتقدمهم على غيرهم بالعلم والفضل ، ثم بيّن الأضرار الناجمة من ترك الأمّة لهم وعدم اتباعهم ، وانبرى من بعده عبد الله بن الزبير فقال :

« الحمد لله الذي عرفنا دينه ، وأكرمنا برسوله ، أحمده على ما أبلى وأولى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد : فان هذه الخلافة لقريش خاصة ، تتناولها بمآثرها السنية وأفعالها المرضية ، مع شرف الآباء وكرم الأبناء ، فاتق الله يا معاوية وأنصف نفسك ، فإن هذا عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله (ص) ، وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عم رسول الله (ص) ، وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمة رسول الله ، وعلي خلف حسنا وحسينا وأنت تعلم من هما ، وما هما ، فاتق الله يا معاوية ، وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك ».

وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة ، وحفزهم لمعارضة معاوية وإفساد مهمته ، وانبرى من بعده عبد الله بن عمر فقال :

« الحمد لله الذي أكرمنا بدينه ، وشرفنا بنبيه (ص).

أما بعد : فإن هذه الخلافة ليست بهرقلية ، ولا قيصرية ، ولا كسروية يتوارثها الأبناء عن الآباء ، ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي ، فو الله ما أدخلنى مع الستة من أصحاب الشورى إلا على أن الخلافة ليست

٤٣٣

شرطا مشروطا ، وإنما هي في قريش خاصة ، لمن كان لها أهلا ممن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ممن كان أتقى وأرضى ، فإن كنت تريد الفتيان من قريش فلعمري إن يزيد من فتيانها ، واعلم انه لا يغني عنك من الله شيئا ».

لقد شجب ابن عمر بيعة يزيد ولكنه لم يلبث أن سمع وأطاع وبايع له لأن معاوية قد أرشاه بمائة ألف دينار(1) وبذلك فقد باع عليه ضميره ودينه.

ومهما يكن من شيء فان معاوية قد ثقل عليه كلام هؤلاء النفر فلقد جابهوه بعدم صلاحية ابنه للخلافة ، وانهم أولى بها منه ، وانبرى إليهم مجيبا :

« قد قلت وقلتم ، وإنه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء ، فابني أحب إلي من أبنائهم ، مع ان ابني إن قاولتموه وجد مقالا ، وإنما كان هذا الأمر لبني عبد مناف لأنهم أهل رسول الله (ص) فلما مضى رسول الله ولىّ الناس أبا بكر وعمر من غير معدن الملك والخلافة ، غير أنهما سارا بسيرة جميلة ثم رجع الملك الى بني عبد مناف فلا يزال فيهم الى يوم القيامة وقد أخرجك الله يا ابن الزبير وأنت يا ابن عمر منها ، فأما ابنا عمي هذان فليسا بخارجين من الرأي إن شاء الله ».

وعلى أي حال فقد فشل معاوية فى مهمته ونزح عن يثرب وولى الى عاصمته ، وأعرض عن ذكر بيعة يزيد(2) فلقد عرف انها لا تتم ما دام الحسن حيا ، فأخذ يطيل التفكير في كيفية اغتيال الإمام حتى يتم له الأمر وقد توصل الى ما أراد ، فاغتاله بالسم كما سنبينه عند نهاية المطاف من هذا الكتاب.

__________________

(1) سنن البيهقي 8 / 159 ، تأريخ ابن كثير 8 / 137 ، فتح الباري 13 / 59.

(2) الامامة والسياسة 1 / 180 ـ 183 ، جمهرة الخطب 2 / 233 ـ 236.

٤٣٤

لقد اتخذ معاوية بعد اغتياله للإمام جميع التدابير ، واعتمد على جميع الوسائل فى ارغام المسلمين على بيعة يزيد ، وفرضه حاكما عليهم ، وقد راسل الوجوه من أبناء المهاجرين والأنصار يدعوهم الى ذلك ، وذكر المؤرخون نصوص رسائله مع أجوبتهم له ، وقد كتب الى الإمام الحسينعليه‌السلام ما نصه :

« أما بعد : فقد انتهت إلي منك امور ، لم أكن أظنك بها رغبة عنها ، وإن أحق الناس بالوفاء لمن أعطى بيعة من كان مثلك ، في خطرك وشرفك ، ومنزلتك التي أنزلك الله بها ، فلا تنازع الى قطيعتك ، واتق الله ، ولا تردن هذه الأمّة في فتنة ، وانظر لنفسك ودينك وأمّة محمد ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون »

وأجابه أبو الشهداء (ع) فذكر له الاحداث الجسام التي ارتكبها وعرض عليه ما مني به المسلمون من الظلم والجور فى دوره ، وقد استشهدنا ببعض فصوله للاستدلال به على شجب الإمام الحسين (ع) لموبقات معاوية وقد جاء فى آخر جوابه ما لفظه :

« وقلت فيما قلت : لا ترد هذه الأمّة في فتنة. وإني لا أعلم فتنة لها أعظم من امارتك عليها.

وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ، ولأمّة محمد ، وإني والله ما أعرف أفضل من جهادك ، فإن أفعل فإنه قربة الى ربي ، وإن لم أفعل فأستغفر الله لذنبي وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى.

وقلت فيما قلت : متى تكدني أكدك ، فكدني يا معاوية فيما بدا لك فلعمري لقديما يكاد الصالحون ، وإني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك ، ولا تمحق إلا عملك ، فكدني ما بدا لك.

٤٣٥

واتق الله يا معاوية ، واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها! واعلم أن الله ليس بناس لك ، قتلك بالظنة ، وأخذك بالتهمة وامارتك صبيا يشرب الخمر ، ويلعب بالكلاب!! ما أراك إلا وقد أوبقت نفسك ، وأهلكت دينك ، وأضعت الرعية والسلام. »(1)

ولم يجد مع ابن هند النصح ، ولا التحذير من عقوبة الله ، فقد راح يعمل بوحي من جاهليته الى ضرب الإسلام ، والى ارغام المسلمين على مبايعة يزيد المستحل لجميع ما حرم الله.

سفره الثاني الى يثرب :

ولما رأى معاوية أن خيار الصحابة ، وأبناء المهاجرين والأنصار لم يستجيبوا لدعوته ، وأصروا على رفض بيعة يزيد سافر مرة أخرى الى يثرب ، وقد أحاط نفسه بالقوى العسكرية ليرغم الجبهة المعارضة على الاستجابة له ، وفي اليوم الثاني من قدومه أرسل الى الإمام الحسين ، والى عبد الله بن عباس ، وسبق ابن عباس فأجلسه معاوية عن يساره وشاغله بالحديث حتى أقبل الحسين (ع) فأجلسه عن يمينه وسأله عن بني الحسن وعن أسنانهم فاخبره بذلك ، وخطب معاوية خطبة أشاد فيها بيزيد ، وذكر علمه بالقرآن والسنة ، وحسن سياسته ، ثم دعاهم الى بيعته والى الاستجابة لقوله.

خطبة الامام الحسين :

وقام أبي الضيم بعد خطاب معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 188 ـ 190.

٤٣٦

« أما بعد : يا معاوية ، فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول (ص) من جميع جزءا ، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله (ص) من ايجاز الصفة ، والتنكب عن استبلاغ النعت ، وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبح فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السرج ، ولقد فضلت حتى أفرطت ، واستأثرت حتى أجحفت ، ومنعت حتى بخلت ، وجرت حتى جاوزت ، ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب ، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ، ونصيبه الأكمل.

وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمّة محمد ، تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوبا ، أو تنعت غائبا ، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحمام السبّق لأترابهن ، والقيان ذوات المعازف ، وضروب الملاهي تجده ناصرا.

ودع عنك ما تحاول!! فما أغناك أن تلقي الله بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه ، فو الله ما برحت تقدح باطلا في جور ، وحنقا في ظلم ، حنى ملأت الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلا غمضة ، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ، ولات حين مناص ، ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا تراثا ، ولقد لعمر الله أورثنا الرسول (ص) ولادة ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول فاذعن للحجة بذلك ، ورده الإيمان الى النصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل وقلتم كان ويكون حتى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك فهناك فاعتبروا يا اولي الأبصار.

٤٣٧

وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (ص) وتأميره له ، وقد كان ذلك ، ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار لعمر الله يومئذ مبعثهم حتى أنف القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدوا عليه أفعاله ، فقال (ص) : لا جرم معشر المهاجرين لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري ، فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول فى أوكد الأحكام ، وأولاها بالمجتمع عليه من الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعا ، وحولك من لا يؤمن في صحبته ، ولا يعتمد فى دينه وقرابته وتتخطاهم الى مسرف مفتون ، تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي فى دنياه ، وتشقى بها في آخرتك ، إن هذا لهو الخسران المبين ، واستغفر الله لي ولكم. »

وذهل معاوية فنظر الى ابن عباس فقال له :

« ما هذا يا ابن عباس؟؟ »

« لعمر الله إنها لذرية الرسول ، وأحد أصحاب الكساء ، ومن البيت المطهر ، قاله عما تريد ، فإن لك في الناس مقنعا حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين »(1) .

وانصرف الإمام (ع) وترك الأسى يحر في نفس معاوية ، واعتمد معاوية بعد ذلك على جميع وسائل العنف والإرهاب ، فقد روى المؤرخون أنه لما كان في مكة أحضر الإمام الحسين ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن ابن أبي بكر ، وابن عمر وقال لهم : إني أتقدم إليكم ، إنه قد أعذر من أنذر ، إني كنت أخطب فيكم ، فيقوم إليّ القائم منكم فيكذبني على رءوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح. وإني قائم بمقالة ، فأقسم بالله لئن ردّ عليّ

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٤٣٨

أحدكم كلمة فى مقامى هذا ، لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى رأسه ، فلا يبقينّ رجل إلا على نفسه!

ودعا صاحب حرسه بحضورهم فقال له : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف ، فان ذهب رجل يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما؟!

وخرج وخرجت الجماعة معه فنزى على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

« إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتز أمر دونهم ، ولا يقضى إلا عن مشورتهم ، وانهم قد رضوا وبايعوا يزيد ، فبايعوا على اسم الله »(1) .

وبهذه الوسائل الرهيبة ، والكذب السافر حمل معاوية المسلمين على بيعة يزيد وقد انتهك بذلك الحرمات ، والقى المسلمين فى الفتن والبلاء.

عائشة وبيعة يزيد :

ولم تعارض عائشة هذه البيعة المشومة ، ولم تعمل أي عمل إيجابي ضد هذه الكارثة الكبرى التي روع بها المسلمون ، وانتهكت بها حرمة الإسلام ، فقد كانت تدلي بالرأي لمعاوية في حمل المعارضين على الطاعة فقد أوصته بالرفق بهم ، واللين معهم ليستجيبوا له قائلة :

« وارفق بهم ـ أي بالمعارضين ـ فإنهم يصيرون الى ما تحب إن شاء الله!! »(2)

__________________

(1) الكامل لابن الأثير وغيره.

(2) الإمامة والسياسة.

٤٣٩

لقد وقفت عائشة هذا الموقف المؤسف من بيعة يزيد الماجن الخليع وهي من دون شك تعلم بفسقه ، وبلعبه بالفهود والقرود ، واستباحته لما حرم الله ، إن الفكر ليقف حائرا أمام موقفها هذا ، وموقفها من بيعة أمير المؤمنين (ع) الذي هو أخو النبي وأبو سبطيه ، وباب مدينة علمه ، فإنها لما أخبرت ببيعته انهارت أعصابها ، وهتفت وهي حانقة مغيظة ، وبصرها يشير الى السماء ثم ينخفض فيشير الى الأرض قائلة :

« والله ليت هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لابن أبي طالب!! »

وقفلت راجعة الى مكة تحفز الجماهير لحرب الإمام رائد العدالة الاجتماعية الكبرى في الأرض ، فقادت الجيوش لمناجزته حتى أغرقت الأرض بالدماء ، وأشاعت الثكل والحزن والحداد بين المسلمين للإطاحة بحكمه.

وعلى أي حال ، فإن موقف عائشة من بيعة يزيد ، وتأييد ابن عمر وسائر القوى النفعية لها قد أخلد للمسلمين الفتن والمصاعب وجرّ لهم الويلات والخطوب ، فقد سارت الخلافة الإسلامية تنتقل بالوراثة الى الطلقاء وأبنائهم الذين لم يألوا جاهدا في الكيد للإسلام ، وفى نشر البغي والفساد في الأرض.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482