رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة16%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154152 / تحميل: 6240
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

محلة الخريبة بالبصرة(١) .

وقال ابن سعد : وكان ثقة ناسكا(٢) .

وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ثقة ، صدوق ، مأمون(٣) .

وقال أبو زرعة والنسائي : ثقة(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٦) .

قال المزي : روى عن : إسحاق بن الصباح الكندي الأشعثي الكبير ، وإسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء في أبي داود ، وبدر بن عثمان في أبي داود ، وبشير أبي إسماعيل في أبي داود ، وبكير بن عامر في أبي داود ، وثور بن يزيد الرحبي في الترمذي

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٩ / ٣٤٦ الرقم ١١٣.

٢ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٩٥.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق : ٢٨ / ٢٦ ـ ٢٧ ، ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم : ١ / ٢٠٢ الرقم ٥٤٢.

٤ ـ الجرح والتعديل : ٥ / ٤٧ الرقم ٢٢١ ، تهذيب الكمال : ١٤ / ٤٦٢.

٥ ـ المعارف : ٦٢٤.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤١٢ الرقم ٢٨٠ ، راجع الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٩٥.

٢٢١

والنسائي ، وجعفر بن برقان ، والحسن بن صالح بن حي في سنن النسائي ، وحفص بن ميسرة الصنعاني ، وأبي العلاء خالد بن طهمان الخفاف ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ، وسفيان الثوري في أبي داود وابن ماجة ، وسلمة بن نبيط في أبي داود وفي كتاب الشمائل والنسائي وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في البخاري وأبي داود ، وشريك ابن عبد الله النخعي ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله في ابن ماجة وأبي داود ، وعاصم بن رجاء بن حيوة ، وعافية بن يزيد القاضي ، وعبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز في سنن أبي داود والنسائي ، وعبد الملك بن جريج في البخاري ، وعبد الواحد بن أيمن في خصائص أمير المؤمنين ، وعثمان بن الأسود ، وعصام بن قدامة ، وعلي بن صالح بن حي في سنن النسائي ، وعمر بن ذر الهمداني في كتاب الرد على أهل القدر ، وعمر بن سويد الثقفي في سنن أبي داود ، وعمر بن محمد بن زيد العمري ، وعمرو بن عثمان بن موهب ، وعمران بن زائدة في ابن ماجة ، والعلاء بن عبد الكريم اليامي ، وفضيل بن غزوان في الأدب المفرد ، وفطر بن خليفة في أبي داود ، وكثير بن عبد الرحمان المؤذن ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في أبي داود ، ومستقيم بن عبد الملك ، ومسعر بن كدام في أبي داود ، ومغيرة بن زياد الموصلي ، ونعيم بن حكيم المدائني في كتاب رفع اليدين في الصلاة ، وهارون بن أبي إبراهيم البربري ، وهارون بن سلمان الفراء ، وهانئ بن عثمان في أبي داود ، وهشام بن سعد المدني في أبي داود ، وهشام بن عروة في البخاري وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، ويحيى بن أبي الهيثم العطار ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد ، ويزيد بن مردانبه ، وأبي جعفر الرازي في المراسيل ، وام داود الوابشية.

٢٢٢

روى عنه : إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، وإبراهيم بن محمد التيمي القاضي في النسائي ، وإبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر ، وبشر بن الحارث الحافي ، وبشر بن موسى الأسدي ، والحسن بن صالح بن حي ـ وهو من شيوخه ـ ، وزيد بن أخزم الطائي في النسائي ، وسفيان بن عيينة ـ وهو في عداد شيوخه ـ ، وعباس بن عبد العظيم العنبري ، وعبد الرحمان بن عبد الله الجزري ، وعبد القدوس بن محمد الحبحابي العطار ، وأبو قدامة عبيدالله بن سعيد السرخسي ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعبيد الله بن محمد العيشي ، وعبيد الله بن يوسف الجبيري ، وعلي بن حرب الطائي ، وعلي بن الحسين الدرهمي في أبي داود ، وعلي بن عثام بن علي العامري ، وعلي بن المديني ، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي الصغير ، وعمر بن هشام القبطي في المراسيل ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، وعمرو بن علي الصيرفي في البخاري والترمذي والنسائي ، وعمرو بن محمد الناقد ، والفضل بن سهل الأعرج ، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي في ابن ماجة ، ومحمد بن بشار بندار في النسائي وابن ماجة ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر الزهيري ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، ومحمد بن الفضل عارم ، وأبو موسى محمد بن المثنى ، ومحمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي ، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ، ومحمد بن يزيد الأسفاطي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومسدد بن مسرهد في البخاري وأبي داود ، ونصر بن علي الجهضمي في البخاري وفي كتاب الشمائل والنسائي وابن ماجة(١) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٤٥٩ ـ ٤٦١.

٢٢٣

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، وسنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والترمذي(٤) ، والنسائي(٥) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٦) .

[ ٦٣ ] عبد الله بن زرير الغافقي ( ـ ٨١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الله بن زرير الغافقي المصري.

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٤٢ ، باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال ، وص ١٧٤ ، باب إذا صلى ثم أم قوما ، وج ٤ / ٢٢٦ ، باب « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة » ، وج ٧ / ٦٥ ، باب ما وطئ من التصاوير ، وج ٨ / ١٥ ، باب السارق حين يسرق.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٣٢ ، كتاب الطهارة ، الحديث ١٣٠ ، وص ٦٤ ، كتاب الطهارة ، الحديث ٢٤٥.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٨١ ، المقدمة ، الحديث ٢٢٣ ، وص ٣٩٠ ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث ١٢٣٤ ، وص ٦٥٤ ، كتاب الطلاق ، الباب ٥ الحديث ٢٠٢٩ ، وج ٢ / ١٠٢٧ ، كتاب المناسك ، الحديث ٣٠٧٦ ، وص ١٣٧٦ ، كتاب الزهد ، الحديث ٤١٠٧.

٤ ـ سنن الترمذي : ٣ / ١٢١ ، كتاب الصوم ، الباب ( ٤٤ ) الحديث ٧٤٥.

٥ ـ سنن النسائي : ٣ / ٦٣ ، كيف السلام على الشمال ، وج ٤ / ١٥٣ وص ٢٠٣ ، صوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وج ٨ / ٨٣.

٦ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢٣٤ الرقم ٣١٨٢.

٢٢٤

قال ابن سعد : كان ثقة ، له أحاديث(١) .

وقال ابن حجر : ثقة(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثانية(٤) .

وقال المزي : روى عن : علي بن أبي طالب في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب.

روى عنه : بكر بن سوادة الجذامي ، والحارث بن يزيد الحضرمي ، وعبد الله ابن الحارث ، وعبد الله بن هبيرة ، وعياش بن عباس القتباني ، وكعب بن علقمة التنوخي ، وأبو أفلح الهمداني في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبو تميم الجيشاني ، وأبو الخير اليزني في أبي داود ومسند علي ، وأبو علي الهمداني في مسند علي(٥) .

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٥١٠.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤١٥ الرقم ٣٠٧ ، راجع تاريخ الثقات : ٢٥٧ الرقم ٨١١.

٣ و ٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤١٥.

٥ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٥١٧ الرقم ٣٠٧.

٢٢٥

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(١) ، وابن ماجة(٢) ، والنسائي(٣) .

[ ٦٤ ] عبد الله بن شداد ( ـ ٨١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الله بن شداد بن الهاد ، واسمه أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر أبو الوليد المدني كان يأتي الكوفة(٤) .

قال ابن سعد : كان ثقة ، قليل الحديث(٥) .

وقال ابن حجر : كان معدودا في الفقهاء ، مات بالكوفة مقتولا(٦) .

وقال الذهبي : حديث عبد الله مخرج في الكتب الستة ، ولا نزاع في ثقته(٧) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : كان شيعيا(٨) .

__________________

١ ـ سنن أبي داود : ٤ / ٥٠ ، كتاب اللباس ، الحديث ٤٠٥٧.

٢ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٨٩ ، كتاب اللباس ، الحديث ٣٥٩٥.

٣ ـ سنن النسائي : ٨ / ١٦٠ ، كتاب الزينة ، باب تحريم الذهب على الرجال.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٨١ الرقم ٣٣٣٠.

٥ ـ الطبقات الكبرى : ٥ / ٦١ ، انظر تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ٨١ ص ١١٣.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٢٢ الرقم ٣٧٤ ، وقال الكلاباذي : قتل يوم دجيل ، راجع رجال صحيح البخاري : ١ / ٤١١.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٨٩.

٨ ـ الطبقات الكبرى : ٥ / ٦١.

٢٢٦

وقال عطاء بن السائب(١) : سمعت عبد الله بن شداد يقول : لوددت أني أقمت على المنبر من غدوة إلى الظهر فأذكر فضائل علي ، فأنزل فيضرب عنقي(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن سعد في الطبقة الاولى من تابعي أهل المدينة(٣) .

وقال المزي : روى عن : رفاعة بن رافع الزرقي ، وأبيه شداد بن الهاد في النسائي ، وطلحة بن عبيدالله في النسائي ، والعباس بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب في سنن النسائي ، وعبد الله بن عباس في أبي داود والنسائي ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن مسعود في الترمذي وعمل اليوم والليلة ، وعلي بن أبي طالب في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب في النسائي ، ومعاذ بن جبل في ابن ماجة ، وخالته أسماء بنت عميس ، وعائشة في البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة ، وميمونة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وهي خالته ، وام سلمة : أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخته بنت حمزة بن عبد المطلب في النسائي وابن ماجة.

روى عنه : إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، والحكم بن عتيبة في كتاب المراسيل والنسائي وابن ماجة ، وذر بن عبد الله المرهبي في أبي داود والنسائي ، وربعي بن حراش في النسائي ، ورجاء الأنصاري الكوفي في ابن ماجة ،

__________________

١ ـ قال الذهبي : الامام الحافظ ، محدث الكوفة وكان من كبار العلماء ، توفي سنة ١٣٣ ه‍. راجع سير أعلام النبلاء : ٦ / ١١٠ الرقم ٣٠.

٢ ـ تاريخ مدينة دمشق : ٢٩ / ١٥١ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٨٩.

٣ ـ الطبقات الكبرى : ٥ / ٦١.

٢٢٧

وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمان بن عوف في البخاري ومسلم والترمذي وكتاب عمل اليوم والليلة وابن ماجة ، وأبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وصالح بن خباب الفزاري ، وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني ، وطاوس بن كيسان في النسائي ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن شبرمة الضبي في النسائي ، وعبد الله بن عبد الله بن عوف ، وعبد الملك بن أعين ، وعبيد الله بن عياض بن عمرو القاري في كتاب أفعال العباد ، وعكرمة بن خالد المخزومي ، وعمار الدهني ، ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي في النسائي ، وأبو عون محمد بن عبيدالله الثقفي في النسائي ، ومحمد بن عمرو بن عطاء في أبي داود ، ومحمد بن كعب القرظي في النسائي ، ومعبد بن خالد في البخاري ومسلم وابن ماجة ، ومنصور بن المعتمر ، ويزيد بن أبي زياد ، وأبو جعفر الفراء في عمل اليوم والليلة(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والترمذي(٥) ، وابن

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٨٣ الرقم ٣٣٣٠.

٢ ـ صحيح البخاري : ١ / ٨٥ ، ذيل باب الصلاة على النفساء وسنتها ، وص ٧٨ ، وج ٣ / ٢٢٨ ، باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه.

٣ ـ صحيح مسلم : ١ / ٣٦٧ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٥١٣ ، وج ٤ / ١٨٧٦ ، كتاب الفضائل ذيل ح ٤١.

٤ ـ سنن أبي داود : ٢ / ٩٦ ، كتاب الزكاة ، الحديث ١٥٦٥ ، وج ٤ / ٣٢٩ ، كتاب الأدب ، باب في رد الوسوسة ، الحديث ٥١١٢.

٥ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٥٠ ، كتاب المناقب ، الباب ( ٢٧ ).

٢٢٨

ماجة(١) ، والنسائي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي فيمن روى عن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

[ ٦٥ ] عبد الله بن عبد القدوس الرازي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي ، أبو محمد ، ويقال : أبو سعيد ، ويقال : أبو صالح ، الرازي(٤) .

قال ابن حجر : صدوق(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو عبيد الآجري : كان يرمى بالرفض(٦) .

__________________

١ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٨٥٦ ، كتاب الحدود ، الحديث ٢٥٦٠.

٢ ـ سنن النسائي : ٢ / ٥٧ ، كتاب المساجد.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٧١ الرقم ٦٥٥.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٢٤٢ الرقم ٣٣٩٧.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٣٠ الرقم ٤٤٣.

٦ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٢٤٤.

٢٢٩

وقال الذهبي : كوفي رافضي(١) .

وقال ابن حجر : رمي بالرفض(٢) .

وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيتعليه‌السلام (٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٤) .

وقال المزي : روى عن : جابر الجعفي ، وسليمان الأعمش فيما استشهد به البخاري والترمذي ، وعبد الملك بن عمير ، وعبيد المكتب ، وليث بن أبي سليم.

روى عنه : أحمد بن حاتم بن يزيد الطويل ، وأبو موسى إسحاق بن إبراهيم ابن موسى الهروي ، والحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وعباد بن يعقوب الرواجني في الترمذي ، وعبادة بن زياد الأسدي الكوفي ، وعبد الله بن داهر الرازي ، ومحمد بن إبراهيم بن معمر الهذلي ، ومحمد بن إبراهيم الأسباطي ، ومحمد بن حميد الرازي في الترمذي ، ومحمد بن عمرو بن عتبة الرازي ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، والوليد بن صالح النحاس ، ويحيى بن المغيرة الرازي(٥) .

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٤٥٧ الرقم ٤٤٣١.

٢ و ٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٣٠ الرقم ٤٤٣.

٣ ـ الكامل : ٤ / ١٩٨ الرقم ١٠٠٨ أقول : ومن جملة رواياته رواية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تمضي الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملؤها عدلا كما ملئت ظلما ».

٥ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣ الرقم ٣٣٩٧.

٢٣٠

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

استشهد به البخاري(١) ، وروى له الترمذي(٢) .

[ ٦٦ ] عبد الله بن عمر بن أبان ( ـ ٢٣٨ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : المحدث ، الثقة ، أبو عبد الرحمان ، عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير القرشي ، مولى عثمان(٣) .

وقال عبد الرحمان : سئل أبي عنه فقال : كوفي ، صدوق(٤) .

وقال أبو حاتم : صدوق(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : ويروى عنه أنه شيعي ، فقال بكر بن محمد الصيرفي الذي ذكره الحاكم فقال : محدث خراسان في عصره ، سمعت صالح بن محمد جزرة يقول : كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث ، وكان غاليا في التشيّع(٦) . وقال

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٢ / ١٠٨ ، باب ما ينهى من سب الأموات.

٢ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٤٩٥ ، كتاب الفتن ، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف ، الحديث ٢٢١٢.

٣ ـ سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٥٥ الرقم ٦٠.

٤ و ٥ ـ الجرح والتعديل : ٥ / ١١١ الرقم ٥٠٥.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٤٦٦ الرقم ٤٤٧٣.

٢٣١

ابن حجر : صدوق ، فيه تشيع(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(٢) .

وقال المزي : روى عن : أسباط بن محمد القرشي في كتاب خصائص عليعليه‌السلام ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وحسين بن علي الجعفي في مسلم ، وأبي الأحوص سلام بن سليم في مسلم ، والسيد بن عيسى الهمداني ، وطلحة بن سنان ابن الحارث بن مصرف اليامي ، وأبي زبيد عبثر بن القاسم ، وعبد الله بن رجاء المكي في مسند علي ، وعبد الله بن المبارك في مسلم ، وعبد الله بن نمير في مسند علي ، وعبد الرحمان بن محمد المحاربي في مسند علي ، وعبد الرحيم بن سليمان في مسلم ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي في كتاب المراسيل ، وعبدة بن سليمان في مسلم ، وعبيد الله بن عبيد الرحمان الأشجعي ، وعبيدة بن الأسود ، وعلي بن عابس ، وعلي بن هاشم بن البريد في مسلم ، وعمرو ابن محمد العنقزي في أبي داود ، وعمران بن عيينة ، وأبي معاوية محمد بن حازم الضرير ، ومحمد بن فضيل في مسلم ، والوليد بن بكير أبي خباب ، ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة ، وأبي تميلة يحيى بن واضح في أبي داود ، ويوسف بن السفر.

روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، وأحمد بن بشير الطيالسي ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد الرازي في مسند علي ، وأبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي ، وزكريا بن يحيى السجزي في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأبو الأزهر صدقة بن منصور بن عدي الكندي الحراني ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله

__________________

١ و ٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٣٥ الرقم ٤٩٤.

٢٣٢

ابن محمد البغوي ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) .

[ ٦٧ ] عبد الله بن عيسى الأنصاري ( ـ ١٣٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى الأنصاري ، أبو محمد الكوفي(٤) .

وقال النسائي : ثقة ، ثبت(٥) .

وعن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة(٦) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٣٤٥ الرقم ٣٤٤٤.

٢ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٢٢٢٩ ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، الحديث ٥٠.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ٤ ، كتاب الطهارة ، باب الرخصة في ذلك.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٤١٢ الرقم ٣٤٧٣.

٥ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٤١٥.

٦ ـ الجرح والتعديل : ٥ / ١٢٦ الرقم ٥٨٣.

٢٣٣

وعده ابن حبان في الثقات(١) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : فيه تشيع(٢) .

وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : كان يتشيّع(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٤) .

وقال المزي : روى عن : أمية بن هند المزني في النسائي وابن ماجة ، وزيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وسعيد بن جبير في مسلم والنسائي ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن أبي الجعد الغطفاني في النسائي وابن ماجة ، وعبد الله ابن عبد الله بن جبر في أبي داود والترمذي ، وعبد الرحمان بن عبد الله بن كعب بن مالك ، وجده عبد الرحمان بن أبي ليلى في البخاري ومسلم ، وعطاء السامي في الترمذي والنسائي ، وعطية العوفي في ابن ماجة ، وعكرمة مولى ابن عباس في أبي داود والنسائي ، وعلقمة بن مرثد ، وعمارة بن راشد الليثي ، وأبيه عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري في البخاري والنسائي وابن ماجة ، وموسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي في أبي داود وابن ماجة ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن الحارث الذماري في الترمذي والنسائي ، وأبي طعمة مولى عمر بن عبد العزيز.

__________________

١ ـ كتاب الثقات : ٧ / ٣٢.

٢ و ٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٣٩.

٣ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٤١٥.

٢٣٤

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن أبي خالد في مسلم ، والجراح ابن مليح الرواسي ، والحسن بن صالح بن حي في النسائي ، وخالد بن نافع الأشعري ، وزهير بن معاوية في أبي داود ، وسفيان الثوري في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسفيان بن عيينة ، وشريك بن عبد الله في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج في البخاري والنسائي ، وعمار بن رزيق الضبي في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعمر بن شبيب المسلي في ابن ماجة ، وعمرو بن قيس الملائي ، وابن ابنه عيسى بن المختار بن عبد الله بن عيسى ، وعمه محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، وأبو فروة مسلم بن سالم الجهني في البخاري ، والمطلب ابن زياد ، وهارون بن عنترة ، وأبو بكر بن أبي عون ، وأبو جناب الكلبي في الترمذي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والترمذي(٥) ، والنسائي(٦) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٤١٣.

٢ ـ صحيح البخاري : ٢ / ٢٥٠ ، كتاب الصوم ، باب صيام أيام التشريق.

٣ ـ صحيح مسلم : ١ / ٥٥٤ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، الحديث ٢٥٤.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ٢٣ ، كتاب الطهارة ، باب ما يجزي من الماء في الوضوء ، الحديث ٩٥.

٥ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٣٦٨ ، الباب ( ٣٥٦ ) من أبواب الصلاة ، الحديث ٢٥٤.

٦ ـ سنن النسائي : ٢ / ١٣٨ ، فضل فاتحة الكتاب.

٢٣٥

[ ٦٨ ] عبد الله بن لهيعة ( ٩٧ ـ ١٧٤ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان ، القاضي ، الامام ، العلامة ، محدث ديار مصر ، الليث ، أبو عبد الرحمن الحضرمي ، الأعدولي وكان من بحور العلم على لين في حديثه(١) .

وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : وسمعت أحمد بن حنبل يقول : من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه ، وضبطه واتقانه؟ وحدث عنه أحمد بحديث كثير(٢) .

وقال المزي : لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية كما كان الامام مالك في ذلك العصر عالم المدينة(٣) .

وعن أحمد بن عمرو بن المسرح يقول : سمعت ابن وهب يقول : وسأله رجل عن حديث فحدثه به فقال له : من حدثك بهذايا أبا محمد؟ قال : حدثني به ـ والله ـ الصادق البار عبد الله بن لهيعة(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : مفرط في التشيّع(٥) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ١١ الرقم ٤.

٢ و ٣ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٩٤.

٤ ـ الكامل لابن عدي : ٤ / ١٤٦٣.

٥ ـ نقل عنه في ميزان الاعتدال : ٢ / ٤٨٣.

٢٣٦

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : أحمد بن خازم المعافري ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، وبكر بن سوادة الجذامي ، وبكر بن عمرو المعافري ، وبكير بن عبد الله بن الأشج في أبي داود ، وجعفر بن ربيعة في أبي داود وابن ماجة ، والحارث بن يزيد الحضرمي في أبي داود ، وحبان بن واسع الأنصاري ، والحجاج بن شداد الصنعاني في أبي داود ، والحسن بن ثوبان في ابن ماجة ، وحفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص في أبي داود ، وأبي صخر حميد بن زياد المدني ، وأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني في ابن ماجة وأبي داود ، وحيي بن عبد الله المعافري في ابن ماجة ، وخالد بن أبي عمران ، وخالد بن يزيد المصري في أبي داود وابن ماجة ، ودراج أبي السمح في الترمذي ، وزبان بن خالد ، وزبان بن فائد في ابن ماجة ، والزبير بن سليم في ابن ماجة ، وسالم أبي النضر ، وسلمة بن عبد الله بن الحصين بن وحوح الأنصاري ، وسليمان بن زياد في كتاب الشمائل وابن ماجة ، وشرحبيل بن شريك المعافري ، وصالح بن أبي عريب ، والضحاك بن أيمن في ابن ماجة ، وعامر بن يحيى المعافري في الترمذي ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم في أبي داود ، وعبد الله ابن أبي مليكة ، وعبد الله بن هبيرة السبئي في ابن ماجة وأبي داود ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن زياد بن أنعم الأفريقي في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن هرمز الأعرج في ابن ماجة ، وعبيد الله بن أبي جعفر في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبيد الله بن المغيرة بن معيقيب في الترمذي وابن ماجة ، وعثمان بن نعيم الرعيني ، وعطاء بن دينار في الترمذي وأبي داود ، وعطاء

__________________

١ ـ المعارف : ٦٢٤.

٢٣٧

ابن أبي رباح ، وعقيل بن خالد في ابن ماجة وأبي داود ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمار بن سعد السلهمي في ابن ماجة ، وعمارة بن غزية الأنصاري ، وعمرو بن جابر الحضرمي في ابن ماجة ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب في الترمذي ، وعياش بن عباس القتباني في الترمذي ، وعيسى بن عبد الرحمان بن فروة الزرقي في ابن ماجة ، وقرة بن عبد الرحمان بن حيوئيل في ابن ماجة ، وقيس بن الحجاج في الترمذي وابن ماجة ، وكعب بن علقمة في أبي داود ، ومحمد بن زيد بن المهاجر ابن قنفذ في ابن ماجة ، ومحمد بن عبد الله بن مالك الدار ، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمان بن نوفل في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن عجلان في ابن ماجة ، ومحمد بن المنكدر ، ومشرح بن هاعان المعافري في أبي داود والترمذي ، وموسى بن أيوب الغافقي في ابن ماجة ، وموسى بن جبير في أبي داود ، وموسى بن وردان في ابن ماجة ، ويزيد بن أبي حبيب في مسلم والترمذي وابن ماجة ، ويزيد بن عمرو المعافري في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي الزبير المكي في الترمذي وابن ماجة ، وأبي عشانة المعافري ، وأبي قبيل المعافري في كتاب الرد على أهل القدر وكتاب التفسير لابن ماجة ، وأبي وهب الجيشاني في الترمذي وابن ماجة ، وأبي يونس مولى أبي هريرة في الترمذي.

روى عنه : ابن ابنه محمد بن عيسى بن عبد الله بن لهيعة ، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع في ابن ماجة ، وأسد بن موسى ، وأشهب بن عبد العزيز ، وبشر بن عمر الزهراني في ابن ماجة ، وحجاج بن سليمان الرعيني ، وحسان بن عبد الله الواسطي في ابن ماجة ، والحسن بن موسى الأشيب في الترمذي ، وروح بن صلاح ، وزيد بن الحباب ، وسعيد بن شرحبيل في ابن ماجة ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وسعيد بن أبي مريم في ابن ماجة ، وسفيان الثوري ـ ومات قبله ـ ، وشعبة بن الحجاج كذلك ، وأبو صالح عبد الله بن صالح المصري في ابن ماجة ، وعبد الله بن المبارك وربما نسبه إلى

٢٣٨

جده ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبد الله بن وهب في مسلم وأبي داود وابن ماجة ، وعبد الله بن يزيد المقرى في أبي داود ، وعبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي ـ ومات قبله ـ ، وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني في ابن ماجة ، وعثمان بن الحكم الجذامي ، وعثمان بن صالح السهمي في ابن ماجة ، وعمرو بن الحارث المصري ـ ومات قبله ـ ، وعمرو بن خالد الحراني في ابن ماجة ، وعمرو بن هاشم البيروتي في ابن ماجة ، وفضالة بن إبراهيم النسائي ، وقتيبة بن سعيد في أبي داود والترمذي ، وكامل بن طلحة الجحدري ، وابن أخيه لهيعة بن عيسى بن لهيعة ، والليث بن سعد ـ وهو من أقرانه ـ ، ومجاعة بن ثابت ، ومحمد بن الحارث المصري صدرة ، ومحمد بن حمير السليحي الحمصي في ابن ماجة ، ومحمد بن رمح التجيبي في ابن ماجة ، ومحمد بن كثير بن مروان الفهري ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومروان بن محمد الطاطري الدمشقي في ابن ماجة ، ومنصور بن عمار ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار في ابن ماجة ، والوليد بن مزيد البيروتي ، والوليد بن مسلم في الترمذي وابن ماجة ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، ويحيى بن عبد الله بن بكير في ابن ماجة(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، وابن ماجة(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٨٨ ـ ٤٩٠.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٤٣٥ ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، ذيل الحديث ١٩٧.

٣ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٨ ، باب في السرية تخفق ، الرقم ٢٤٩٧.

٤ ـ سنن الترمذي : ١ / ١٥ الرقم ١٠ ، أبواب الطهارة.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤٥ ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث ١٣٩٠.

٢٣٩

[ ٦٩ ] عبد الجبار الشبامي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني ، الكوفي. وشبام جبل باليمن(١) .

قال أبو حاتم : ثقة(٢) .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : أرجو أن لا يكون به بأس(٣) .

وقال ابن حجر : صدوق(٤) .

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان غاليا في سوء مذهبه(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العقيلي : كان يتشيّع(٦) .

وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه وكان يتشيّع(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٦ / ٣٨٤ الرقم ٣٦٩٤.

٢ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ٣١ الرقم ١٦٢.

٣ ـ العلل ومعرفة الرجال : ٢ / ٣٤١ الرقم ٢٥١٣.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٦٥ الرقم ٧٩١.

٥ ـ تهذيب الكمال : ١٦ / ٣٨٥. أقول : ولا اعتبار بقوله كما صرح به عبد الفتاح ، راجع هامش الرفع والتكميل : ٣٠٨ ـ ٣٠٩.

٦ ـ الضعفاء الكبير : ٣ / ٨٨ الرقم ١٠٥٨.

٧ ـ تهذيب الكمال : ١٦ / ٣٨٥.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ـ فذاك أبو تراب.

ـ كلا ، ذاك أبو الحسن والحسين (ع).

والتفت مدير شرطة زياد الى صيفي منكرا عليه مقاله ليتقرب الى ابن سمية قائلا :

« يقول لك الأمير : هو ابو تراب ، وتقول أنت : لا؟!! »

فنهره صيفي ورد عليه وهو غير معتن به ولا بأميره قائلا :

« وإن كذب الأمير أتريد أن اكذب وأشهد له على باطل كما شهد! »

فثار ابن سمية وانتفخت اوداجه غضبا ، فقال له :

« وهذا أيضا مع ذنبك ».

والتفت الى شرطته وهو مغيظ فقال لهم : « علي بالعصا » فأتى بها فالتفت الى صيفي :

« ما قولك؟ ».

فقال له بكل شجاعة وايمان :

« أحسن قول أنا قائله فى عبد من عباد الله المؤمنين. »

وأمر زياد جلاوزته بضرب عاتقه حتى يلصق بالأرض ، فبادروا إليه وضربوه ضربا عنيفا حتى وصل عاتقه الى الأرض ، ثم أمرهم بالكف عنه والتفت إليه :

« إيه ما قولك فى علي؟ »

وأصر بطل العقيدة على ايمانه فقال :

ـ والله لو شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت إلا ما سمعت مني.

ـ لتلعننه أو لأضربن عنقك!

ـ إذا تضربها والله قبل ذلك فان أبيت إلا أن تضربها. رضيت

٣٦١

بالله وشقيت أنت!

« ادفعوا في رقبته ».

ثم أمر به ثانيا أن يوقر في الحديد ويلقى فى ظلمات السجون(1) وأخيرا بعثه مع حجر فاستشهد معه في مرج عذراء.

ج ـ قبيصة بن ربيعة :

ومن جملة أصحاب حجر الذين أرهقهم زياد قبيصة بن ربيعة العبسي فقد بعث إليه مدير شرطته شداد بن الهيثم فهجم عليه خفية فلما أحس به قبيصة أخذ سيفه ووقف للدفاع عن نفسه ولحق به فريق من قومه فقال مدير الشرطة الى قبيصة مخادعا :

« أنت آمن على دمك ومالك ، فلم تقتل نفسك؟ »

ولما سمع بذلك اصحابه انخدعوا فلم يحاموا عنه ولم ينقذوه لأن خوفهم من سلطة زياد كان اشد وقعا في نفوسهم من خطر الموت ، فاندفعوا قائلين :

« قد امنت فعلام تقتل نفسك وتقتلنا معك؟ »

ولم يذعن لمقالة اصحابه وذلك لعلمه بغدر الأمويين وعدم وفائهم بالعهد والوعد فقال لهم :

« ويحكم إن هذا الدعي ابن العاهرة ، والله لئن وقعت فى يده لا افلت ابدا أو يقتلني ».

ـ كلا.

ولما لم يجد بدا من ذلك وضع يده في ايديهم وأخذ اسيرا الى زياد فلما مثل عنده قال له :

« أما والله لأجعلن لك شاغلا عن تلقيح الفتن والتوثب على الامراء »

__________________

(1) الطبري 4 / 198 ، الكامل 3 / 139.

٣٦٢

ـ إني لم آتك إلا على الأمان.

ـ انطلقوا به الى السجن(1) .

لقد نقض زياد الأمان وخاس بالميثاق ، ثم أمر به أن يحمل مع حجر وأصحابه الى مرج عذراء ، فحمل معهم ، فلما انتهت قافلتهم الى جبانة ( عرزم ) وكانت فيها داره ، نظر إليها وإذا بناته قد أشرفن من أعلا الدار ينظرن إليه ، وهن يخمشن الوجوه ، ويخلطن الدموع بالدعاء ، قد أخذتهن المائقة ، ومزق الأسى قلوبهن ، فلما نظر الى ذلك المنظر الرهيب طلب من الشرطة الموكلة بخفارته أن يسمحوا له بالدنو من بناته ليوصيهن بما أراد ، فسمحوا له بذلك ، فلما دنا منهن علا صراخهن فأمرهن بالسكوت والخلود الى الصبر ، وأرضاهن بوصيته التي مثلت الإيمان والرضا بقضاء الله قائلا :

« اتقين الله عز وجل ، واصبرن ، فاني أرجو من ربي في وجهي هذا إحدى الحسنيين إما الشهادة وهي السعادة ، وإما الانصراف إليكن في عافية ، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مئونتكن هو الله تعالى ، وهو حي لا يموت ، أرجو أن لا يضيعكن ، وأن يحفظني فيكن ».

ثم ودعهن وانصرف ، ولما رأى من معه شجو بناته وما داخلهن من الفزع والمصاب رقّوا لهن ، ثم رفعوا أيديهم بالدعاء والابتهال الى الله تعالى طالبين منه العافية والسلامة الى قبيصة فانبرى إليهم قائلا :

« إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا فيه هلاك قومي حيث لا ينصرونني »(2) .

__________________

(1) تاريخ الطبري 6 / 149.

(2) نفس المصدر.

٣٦٣

أراد بذلك عدم نصرة قومه وخذلانهم له ، وان ذلك أشد وقعا على نفسه من هلاكه ، وسار قبيصة مع حجر الى مرج عذراء فاستشهد معه ، وأما بقية اصحاب حجر الذين استشهدوا معه فلم نعثر على معلومات وافية عنهم ، ونشير الى أسمائهم وهم :

شريك بن شداد الحضرمي.

كدام بن حيان العنزي.

محرز بن شهاب التميمي.

وهؤلاء الحماة الذين قدموا نفوسهم ضحايا للعقيدة ، وقرابين للحق

كانوا من خيار المسلمين ومن صالحائهم ، قد ساقتهم السلطة الأموية الى ساحة الإعدام ، فاستباحت دماءهم ، لا لذنب اقترفوه ، سوى مودتهم للعترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم في لزوم مراعاتها ومودتها.

صدى الفاجعة :

وذعر المسلمون لهذا الحادث الخطير ، وعم السخط جميع ارجاء البلاد لأن حجرا من أعلام الإسلام ، ومن خيار صحابة النبيّ (ص) ، وقد انتهكت في قتله حرمة الإسلام ، لأنه لم يحدث فسادا في الأرض ، وإنما رأى منكرا فناهضه ، وجورا فناجزه ، رأى زيادا يؤخر الصلاة فطالبه باقامتها ورآه يسب امير المؤمنين فطالبه بالكف عنه ، فقتل من اجل ذلك ، وقد اندفعت الشخصيات الرفيعة في العالم الإسلامى الى اعلان سخطها على معاوية والى الإنكار عليه ، ومن الخير ان نذكر بعضهم ونستمع الى نقدهم وهم :

أ ـ الإمام الحسين (ع).

ورفع الإمام الحسين (ع) من يثرب رسالة الى معاوية أنكر فيها

٣٦٤

اشد الإنكار على ما ارتكبه من قتل حجر واصحابه الأبرار وهذا نصها :

« الست القاتل حجرا اخا كندة ، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ولا يخافون فى الله لومة لائم؟ قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت اعطيتهم الإيمان المغلظة ، والمواثيق المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث ، كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم »(1) .

لقد انكر الإمام (ع) برسالته على معاوية استباحته لدم حجر واصحابه المثاليين الذين انكروا الظلم وناهضوا الجور ، واستعظموا البدع وقد قتلهم ظلما وعدوانا ، بعد ما أكد على نفسه واعطاهم المواثيق المؤكدة ان لا يأخذهم بحدث ولا بإحنة فيما مضى ، ولكن ابن هند قد خاس بذلك ولم يف به.

ب ـ عائشة :

ومن جملة المنكرين على معاوية عائشة ، فقد دخل عليها في بيتها بعد منصرفه من الحج فقالت له :

« أأمنت ان اخبأ لك من يقتلك؟ »

فقال لها مخادعا :

« بيت الأمن دخلت ».

ـ اما خشيت الله في قتل حجر واصحابه؟(2) .

وكانت دوما تتحدث عن مصاب حجر فقد حدثت عما سمعته من رسول الله (ص) فى فضله قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول :

__________________

(1) البحار 10 / 149.

(2) الطبري 6 / 156.

٣٦٥

سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء »(1) وقالت منددة بأهل الكوفة : « أما والله لو علم معاوية أن عند أهل الكوفة منعة ما اجترأ على أن يأخذ حجرا وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام ، ولكن ابن آكلة الأكباد علم أنه قد ذهب الناس ، أما والله إن كانوا لجمجمة العرب عزا ومنعة وفقها ولله در لبيد حيث يقول :

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الأجرب

لا ينفعون ولا يرجى خيرهم

ويعاب قائلهم وان لم يشغب(2)

ج ـ الربيع بن زياد :

ومن الناقمين على معاوية الربيع بن زياد البصري(3) عامله على خراسان فانه لما سمع بالنبإ المؤلم طاش لبّه وذهبت نفسه حسرات فقال والحزن باد عليه :

« لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ـ أي بعد مقتل حجر ـ ولو نفرت عند قتله لم يقتل واحد منهم صبرا. ولكنها أقرت فذلت!! »

إن أهل الكوفة لو منعوا السلطة الأموية من قتل حجر وأصحابه لما

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 55 ، الاصابة 1 / 314.

(2) الاستيعاب 1 / 357.

(3) الربيع بن زياد بن أنس الحارثي البصري كان عاملا لمعاوية على خراسان وكان كاتبه الحسن البصري ، روي عن أبي بن كعب ، وعن جماعة وروى عنه قوم ، توفي سنة 51 ، جاء ذلك في تهذيب التهذيب 3 / 43 ، وجاء في الاصابة 1 / 491 ، ان الربيع وفد على عمر بن الخطاب فقال له : يا أمير المؤمنين والله ما وليت هذه الأمّة إلا ببلية ابتليت بها ، ولو أن شاة ضلت بشاطئ الفرات لسئلت عنها يوم القيامة ، فبكى عمر حينما سمع منه هذا الكلام.

٣٦٦

تمكن الأمويون من قتل أحرارهم وأخيارهم ، ولكنهم رضوا بالخمول والذل وكرهوا الموت في سبيل الله ، فهان أمرهم وذلوا ، وعمل فيهم الأمويون ما أرادوا من اخضاعهم للذل والهوان.

وبقي الربيع ذاهل النفس ، خائر القوى ، قد مزق الأسى قلبه ، فلما صار يوم الجمعة صلى بالناس صلاة الجمعة ، وبعد الفراغ منها خطب الناس فقال فى خطابه :

« أيها الناس ، إني قد مللت الحياة وإني داع فأمنوا » ثم رفع يديه بالدعاء فقال :

« اللهم ، إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل ».

فاستجاب الله دعاءه فما فارق المجالس حتى وافاه الأجل المحتوم(1) .

د ـ الحسن البصري :

وعدّ الحسن البصري قتل حجر إحدى الموبقات الأربعة التي ارتكبها معاوية ، فقال فيما يخص حجرا :

« ويل له من حجر وأصحاب حجر مرتين »(2) .

ه ـ عبد الله بن عمر :

لقد ذعر ابن عمر حينما علم بمقتل حجر ، فقد أخبر بقتله وهو بالسوق وكان محتبى فأطلق حبوته وولى وهو يبكي أشد البكاء وأمرّه(3) .

و ـ معاوية بن خديج :

__________________

(1) الكامل 3 / 195.

(2) ذكرنا حديثه بكامله مع ترجمته فى فصول هذا الكتاب.

(3) الاصابة 1 / 314.

٣٦٧

وانتهى الخبر المؤلم الى معاوية بن خديج(1) وكان في افريقية مع الجيش ، فقال لقومه الذين كانوا معه من كندة :

« ألا ترون أنا نقاتل لقريش ونقتل أنفسنا لنثبت ملكها ، وأنهم يثبون على بنى عمنا فيقتلونهم ».

لقد كان قتل حجر من الأحداث الكبار وكان صدعا في الاسلام وبلاء على عموم العرب ، وكان معاوية نفسه لا يشك فى ذلك فكان ينظر إليه شبحا مخيفا ويردد ذكره في خلواته ، وقد ذكره كثيرا في مرضه الذي هلك فيه فكان يقول : « ويلي منك يا حجر » وكان يقول : « يوم لي من ابن الأدبار ـ يعني حجرا ـ طويل » قال ذلك ثلاث مرات(2) .

نعم ، أن يومه لطويل من حجر وأمثاله من المؤمنين والصالحين الذين سفك دماءهم لا لذنب اقترفوه ، سوى حبهم لأهل البيت ، وهنا ينتهي بنا الحديث عن محنة حجر وأصحابه لنلتقي بزملاء له آخرين.

رشيد الهجري :

ورشيد الهجري يعد في طليعة رجال الإسلام ورعا وتقى وعلما وفضلا ، فقد تتلمذ فى مدرسة أمير المؤمنين ونال الكثير من علومه ومعارفه فكان (ع) يسميه ( رشيد البلايا ) وحدثت ابنته قنو قالت : سمعت أبي يقول :

__________________

(1) معاوية بن خديج بن جفنة السكوني ، وقيل الكندي : هو الذي قتل العبد الصالح الطيب محمد بن أبي بكر بأمر ابن العاص ، وقد غزا افريقية ثلاث مرات ، جاء ذلك في الاستيعاب 3 / 389.

(2) الطبري 6 / 156.

٣٦٨

« قال لي أمير المؤمنين ، يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ »

ـ يا أمير المؤمنين آخر ذلك الى الجنة؟

ـ يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.

وخرج رشيد مع أمير المؤمنين الى بستان فاستظلا تحت نخلة ، فقام صاحب البستان الى نخلة ، فأخذ منها رطبا وقدمه الى أمير المؤمنين فأكلعليه‌السلام منه ، فالتفت رشيد الى الإمام قائلا له :

« ما أطيب هذا الرطب!؟ »

ـ أما انك ستصلب على جذعها!!

فكان رشيد بعد حديث الإمام يتعاهد تلك النخلة التي أكل من رطبها فيسقيها ويتعبد تحتها واجتاز عليها يوما فرأى سعفها قد قطع فشعر بدنو أجله ، واجتاز عليها مرة أخرى فرأى نصفها قد جعل زرنوقا يستسقى عليه فتيقن بدنو الأجل المحتوم منه(1) ، وفي فترات تلك المدة الرهيبة بعث خلفه ابن سمية ، فلما حضر عنده قال له :

« ما قال لك خليلك إنا فاعلون بك؟ »

ـ تقطعون يديّ ورجليّ وتصلبونني.

ـ أما والله لأكذّبن حديثه ، خلّوا سبيله.

فخلت الجلاوزة سراحه ، فلما خرج قال زياد لجلاوزته : ردّوه ، فردوه إليه ، فالتفت له قائلا :

« لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك ، إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه » ، فامتثلت الجلاوزة أمره ، فقطعوا

__________________

(1) التعليقات على منهج المقال ص 140.

٣٦٩

يديه ورجليه وهو يتكلم ، فغاظ كلامه زيادا ، فقال لجلاوزته : اصلبوه خنقا ، فقال رشيد لهم : « قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه ـ أراد بذلك قطع لسانه ـ » فأمر ابن سمية بقطع لسانه ولما أرادوا قطع لسانه قال لهم : « نفسوا عني حتى أتكلم كلمة واحدة » ، فأعطوه ذلك ، فقال : « هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين (ع) أخبرني بقطع لساني » ، ثم قطع الجلاوزة لسانه(1) .

أي ذنب اقترفه هذا العابد العظيم حتى يستحق هذا التنكيل ويمثل به بدلك التمثيل الفظيع ، ولكن ابن سمية ومعاوية قد راما بذلك تصفية الحساب مع شيعة أهل البيت والقضاء على روح التشيع.

عمرو بن الحمق الخزاعي :

وكان عمرو بن الحمق يحمل شعورا دينيا قويا حيا ، وكان من خيرة

الصحابة في ورعه وتقواه ، وهو الذي سقى النبي لبنا فدعا له (ص) بأن يمتعه الله بشبابه ، فاستجاب الله دعاء نبيه فأخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء(2) .

وكان من صفوة أصحاب أمير المؤمنين (ع) ومن خلص أصحابه ، وقد دعاعليه‌السلام له فقال : « اللهم نوّر قلبه بالتقى ، واهده الى صراطك المستقيم »(3) ، وكان (ع) يكبره ويجله ويقدمه على غيره ، فقد قال

__________________

(1) سفينة البحار 1 / 522 ، وقال الحافظ الذهبي في التذكرة قتل زياد رشيدا الهجري لتشيعه ، فقطع لسانه وصلبه.

(2) الاصابة 2 / 526.

(3) سفينة البحار 2 / 360.

٣٧٠

له : « ليت في جندي مثلك مائة ». وقال لأمير المؤمنين معربا له عن ولائه واخلاصه :

« يا أمير المؤمنين ، والله ما أحببتك للدنيا ولا للمنزلة تكون لي بها ، وإنما أحببتك لخمس خصال ، إنك أول المؤمنين إيمانا ، وابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعظم المهاجرين والأنصار ، وزوج سيدة النساءعليها‌السلام ، وأبو ذريته الباقية من رسول الله (ص) ، فلو قطعت الجبال الرواسي ، وعبرت البحار الطوامي في توهين عدوك وتلقيح حجتك لرأيت ذلك قليلا من كثير ما يجب علي من حقك »(1) .

وقد دلّ حديثه على عقيدته وإيمانه وعظيم ولائه لأمير المؤمنين (ع) ولاء يلتمس منه وجه الله ويبغي فيه الدار الآخرة.

ولما ولى زياد الكوفة وتتبع زعماء الشيعة ووجوههم خاف الخزاعي من سلطته الغاشمة ففرّ الى المدائن ومعه رفاعة بن شداد فمكثا فيها برهة من الزمن ثم هربا الى الموصل وقبل أن يصلا إليها مكثا في جبل هناك ليستجما فيه ، وبلغ بلتعة بن أبي عبد الله عامل معاوية أن رجلين قد كمنا في جبل من جبال الموصل فاستنكر شأنهما فسار إليهما مع فريق من أصحابه ، فلما انتهوا الى الجبل خرج إليهما عمرو ورفاعة ، فأما عمرو فقد كان مريضا لأنه قد سقي سما وليس عنده قوى يستطيع بها على خلاص نفسه فوقف ولم يهرب ، وأما رفاعة فقد كان في شرخ الشباب فاعتلى فرسه ثم التفت الى عمرو فقال له : « أقاتل عنك؟ ».

فنهاه عن ذلك وقال له :

« وما ينفعني أن تقاتل انج بنفسك إن استطعت. »

__________________

(1) التعليقات ص 246.

٣٧١

ومضى رفاعة فهجم على القوم فأفرجوا له ، ثم خرجوا فى طلبه فلم يتمكنوا عليه لأنه كان راميا ، وأخذ عمرو أسيرا وطلبوا منه أن يعرفهم شخصيته فامتنع وقال لهم :

« أنا من إن تركتموه كان أسلم لكم ، وإن قتلتموه كان أضر لكم ».

وأصروا عليه أن يعرفهم نفسه ، فأبى ، فارتابوا من أمره ، فأرسلوه مخفورا الى عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي حاكم الموصل ، فلما رآه عرفه ورفع بالوقت رسالة الى معاوية عرفه بالأمر ، فأجابه :

« إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص(1) كانت معه ، وإنا لا نريد أن نعتدي عليه ، فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ».

فأخرجه عبد الرحمن وأمر بطعنه تسع طعنات فمات في الاولى أو الثانية منها(2) ثم احتز رأسه وبعثه الى معاوية فأمر أن يطاف به في الشام وغيره فكان أول رأس طيف به في الإسلام(3) ثم أمر به أن يبعث الى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فجيء به فوضع فى حجرها وهي غافلة لا تعلم من أمره شيئا ، فلما بصرت به اضطربت حتى كادت أن تموت ثم قالت ودموعها تتبلور على وجهها :

« وا حزناه لصغره في دار هوان ، وضيق من ضيمه سلطان ، نفيتموه عني طويلا ، وأهديتموه إليّ قتيلا ، فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية ، وأنا له اليوم غير ناسية ».

__________________

(1) المشاقص : جمع مفرده ـ مشقص ـ النصل العريض ، أو سهم فيه نصل عريض.

(2) تاريخ الطبري.

(3) الاستيعاب 2 / 517.

٣٧٢

ثم التفتت الى الحرسي فقالت له :

« ارجع به أيها الرسول الى معاوية فقل له : ولا تطوه دونه ، أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك ».

ورجع الرسول الى معاوية فأخبره بمقالتها فغضب وغاظه كلامها فأمر باحضارها في مجلسه ، فجيء بها إليه فقال لها :

« أنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغنى؟ »

فانبرت إليه غير مكترثة ولا هيّابة لسلطانه قائلة :

« نعم ، غير نازعة عنه ، ولا معتذرة منه ، ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت فى الدعاء ان نفع الاجتهاد وإن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئا من جزائك وإن الله بالنقمة من ورائك!! »

فالتفت إياس بن حسل الى معاوية متقربا إليه :

« أقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما كان زوجها أحق بالقتل منها ».

فقالت له : « تبا لك ، ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه الى قتلي كما قتل زوجي بالأمس!!! إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ».

فضحك معاوية وقال متبهرا :

« لله درك اخرجي!! ثم لا أسمع بك في شيء من الشام ».

فقالت له : « وأبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام فما الشام لي بحبيب ولا اعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها الى سكن ، ولقد عظم فيها ديني ، وما قرت فيها عيني ، وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة ».

وثقل كلامها على معاوية فأشار إليها ببنانه بالخروج ، فخرجت

٣٧٣

وهي تقول :

واعجبي لمعاوية يكف عنى لسانه ويشير الى الخروج ببنانه ، أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد أوجع من نوافد الحديد ، أو ما أنا بابنة الشريد ».

ثم خرجت من مجلسه(1) لقد كان قتل عمرو من الأحداث الجسام في الإسلام لأنه من صحابة النبي (ص) وقد عمد معاوية الى اراقة دمه فخالف بذلك ما أمر الله به من حرمة سفك دماء المسلمين إلا بالحق ، ولم يشف قتله غليل معاوية فقد أمر بأن يطاف برأسه في بلاد المسلمين وبعث به الى زوجته فروعها وكادت أن تموت من ألم المصاب ، وقد رفع الإمام الحسين (ع) من يثرب رسالة الى معاوية انكر فيها ارتكابه لهذا الحادث الخطير وهذا نصها :

« أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه ، واصفر لونه بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربك ، واستخفافا بذلك العهد »(2) .

لقد اشاد الإمام بفضل عمرو فذكر أنه صاحب رسول الله (ص) وانه قد أبلت العبادة جسمه ، كما ذكر ان معاوية قد ابرم عهدا خاصا فى شأنه يتضمن أمنه وعدم البغي عليه ولكنه قد خاس بعهده ولم يف به.

__________________

(1) أعلام النساء 1 / 4.

(2) التعليقات ص 246.

٣٧٤

أوفى بن حصن :

وكان أوفى بن حصن من المنددين بالسياسة الأموية ، ومن الناقدين لسلطتهم ، وكان يذيع مساوئهم بين أوساط الكوفيين فبلغ ذلك زيادا فبعث في طلبه فاختفى أوفى واستعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى فشك في أمره فقال لمن معه :

« من هذا؟ »

ـ أوفى بن حصن.

ـ عليّ به.

فجيء به إليه فقال متبهرا : « أتتك بخائن رجلاه تسعى ». ثم التفت إليه قائلا :

ـ ما رأيك في عثمان؟

ـ ختن رسول الله (ص) على ابنتيه.

ـ ما تقول في معاوية؟

ـ جواد حليم.

ـ ما تقول فيّ؟

ـ بلغني أنك قلت بالبصرة : « والله لآخذن البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر »

ـ قد قلت ذلك.

ـ خبطتها خبط عشواء!!

ـ ليس النفاخ بشر الزمرة.

ثم أمر بقتله(1) ، إن نكران أوفى لسياسة زياد في ذلك الظرف

__________________

(1) الكامل 3 / 183.

٣٧٥

العصيب من اعظم الأعمال التي قام بها ، ومن أفضل الجهاد الذي عناه رسول الله (ص) بقوله : « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، وأفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل تكلم عند سلطان جائر ، فأمر به فقتل »(1) .

جويرية بن مسهر العبدي :

وكان جويرية من خلّص أصحاب الإمام أمير المؤمنين ومن حملة حديثه ومن المقربين عنده فقد نظر إليه يوما فناداه : يا جويرية الحق بي فأني إذا رأيتك هويتك ، ثم حدثه ببعض أسرار الإمامة وقال له : « يا جويرية أحب حبيبنا ما أحبنا فاذا أبغضنا فابغضه ، وابغض بغيضنا ما ابغضنا فاذا أحبنا فأحبه »(2) ، ودخل على أمير المؤمنين يوما وكان مضطجعا فقال له جويرية :

« أيها النائم استيقظ فلتضربن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ».

فتبسم أمير المؤمنين (ع) وانبرى إليه فأخبره بما يجري عليه من بعده من ولاة الجور قائلا :

« وأحدثك يا جويرية بأمرك ، أما والذي نفسي بيده لتعتلن(3) الى العتل الزنيم ، فليقطعن يدك ورجلك وليصلبنك تحت جذع كافر »(4) .

وما دارت الأيام حتى استدعى ابن سمية جويرية فأمر بقطع يده ورجله

__________________

(1) النصائح ص 60.

(2) ابن أبي الحديد وقريب منه جاء في التعليقات ص 366.

(3) لتعتلن : أي لتجذبن.

(4) الكافر : القصير.

٣٧٦

ثم صلبه على جذع قصير(1) ، وقد ألف هشام بن محمد السائب كتابا فى فاجعة جويرية ورشيد وميثم التمار(2) .

عبد الله بن يحيى الحضرمي :

وكان عبد الله الحضرمى من أولياء أمير المؤمنين ومن صفوة أصحابه وكان من شرطة الخميس(3) وقد قال (ع) له يوم الجمل :

« أبشر يا عبد الله فانك وأباك من شرطة الخميس حقا لقد أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس(4) .

ولما قتل أمير المؤمنين (ع) حزن عليه عبد الله حزنا مرهقا فترك الكوفة وبنى له صومعة يتعبد فيها هو وأصحابه المؤمنون ، ولما علم ابن هند بجزعهم وحزنهم على موت أمير المؤمنين (ع) أمر باحضارهم عنده ، فلما جيء بهم أمر بقتلهم صبرا فقتلوا(5) ففي ذمة الله هؤلاء الصلحاء الأخيار الذين سفكت دماؤهم ، وتقطعت أوصالهم ، ولم يرتكبوا ذنبا أو يحدثوا في الإسلام حدثا سوى ولائهم لأمير المؤمنين (ع) امتثالا لرسول الله صلى الله

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد.

(2) التعليقات ص 366.

(3) الخميس : اسم من أسماء الجيش سمي به لأنه قد قسم الى خمسة أقسام المقدمة والميمنة والميسرة والقلب والساقة ، وقيل : إنما سمى به لأن الغنائم تخمّس فيه جاء ذلك فى نهاية ابن الأثير ، وذكرت بعض المصادر أن شرطة الخميس كانوا معروفين بالثقة والعدالة حتى كانت شهادة أحدهم تعدل شهادة رجلين.

(4) التعليقات ص 214.

(5) البحار 10 / 102.

٣٧٧

عليه وآله الذي فرض ودّه على جميع المسلمين.

ولم يقتصر معاوية في عدائه للشيعة على قتل زعمائهم ، فقد قام بأمور بالغة الخطورة وهي :

هدم دور الشيعة :

وبذل معاوية جميع جهوده في سبيل القضاء على شيعة أمير المؤمنين فأمر عماله أن يهدموا دورهم ، فقامت جلاوزته بهدمها(1) وقد تركهم بلا مأوى يأوون إليه كل ذلك لأجل القضاء على التشيع ومحو ذكر أهل البيتعليهم‌السلام .

عدم قبول شهادة الشيعة :

وعمل معاوية جميع ما يمكنه في اذلال الشيعة وفهرهم ، فقد كتب الى جميع عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة أمير المؤمنين وأهل بيته شهادة(2) فامتثل العمال أمره ، فلم تقبل شهادة الشيعة وهم من ثقات المسلمين وعدولهم وأخيارهم.

اشاعة الارهاب والاعتقال :

وأذاع معاوية الرعب والإرهاب فى نفوس الشيعة فخلّد بعضهم في السجون حتى ماتوا ، وروّع جمعا آخرين حتى تركوا أوطانهم وفرّوا هائمين على وجه الأرض يطاردهم الخوف والرعب ، وقد قبضت شرطته

__________________

(1) اعيان الشيعة 4 / 46.

(2) شرح ابن أبي الحديد 3 / 15 ، ذخيرة الدارين ص 19.

٣٧٨

على الكثيرين منهم فجيء بهم مخفورين إليه فقابلهم بالاستخفاف والاستهانة والتحقير ونحن نذكر أسماءهم مع ما جرى عليهم من العسف والظلم وهم :

1 ـ محمد بن أبي حذيفة :

محمد بن أبي حذيفة يعد في طليعة ثقات الإسلام ومن خيرة صالحاء المسلمين فقد كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وقد قال أمير المؤمنين (ع) في حقه : « ان المحامدة تأبى أن يعصى الله » ثم عده منهم ، وكان ملازما لأمير المؤمنين وفى خدمته ، ولما قتل (ع) وانتهى الأمر الى معاوية أراد قتله ثم بدا له أن يسجنه فسجنه أمدا غير قصير ، والتفت يوما الى أصحابه فقال لهم : « ألا نرسل الى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته ونخبره بضلاله ، ونأمره أن يقوم فيسب عليا » فأجابوه الى ذلك ، ثم أمر باحضاره فلما مثل عنده التفت إليه قائلا :

« يا محمد ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب (ع) ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما وان عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وان عليا هو الذي دس الناس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه ».

فأجابه محمد : « إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك ».

فقال له معاوية : أجل. واندفع محمد فقال له :

« فو الله الذي لا إله غيره ما اعلم أحدا شرك في دم عثمان والّب الناس عليه غيرك لما استعملك ، ومن كان مثلك فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى ففعلوا به ما بلغك ، والله ما أحد شرك فى قتله بدئا وأخيرا إلا طلحة والزبير وعائشة فهم الذين شهدوا عليه بالعظمة وألّبوا عليه الناس وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا ».

٣٧٩

فارتاع معاوية وقال منكرا عليه :

« قد كان ذلك؟!! »

« أي والله ، وإني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ، ما زاد الإسلام فيك لا قليلا ولا كثيرا وإن علامة ذلك فيك لبينة تلومنى على حبي عليا ، خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وانصاري وخرج معك ابناء المنافقين والطلقاء والعنقاء خدعتهم عن دينهم ، وخدعوك عن دنياك ، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت ، وما خفي عليهم ما صنعوا إذ احلوا انفسهم بسخط الله في طاعتك ، والله لا ازال احب عليا لله ولرسوله ، وابغضك في الله ورسوله ابدا ما بقيت!! »

ففزع معاوية وقال : « إني اراك على ضلالك بعد ردوه الى السجن »

فردوه للسجن فمكث فيه مدة من الزمن حتى مات فيه(1) .

لقد لاقى محمد حتفه وهو مروع في ظلمات السجون لأنه لم يرتض اعمال معاوية ولم يقره على منكراته ومساوئه ، وهكذا كان مصير الأحرار والنبلاء المعارضين لحكومة معاوية يلاقون التعذيب والتنكيل والتخليد في السجون.

2 ـ عبد الله بن هاشم المرقال :

ومن زعماء الشيعة وعيونهم الذين روعهم معاوية الزعيم المثالي عبد الله ابن هاشم المرقال ، فقد كان معاوية يحمل فى نفسه كمدا وحقدا عليه وذلك لولائه واخلاصه لأمير المؤمنين (ع) ولموقف ابيه هاشم في يوم صفين ذلك الموقف الخالد الذي اخافه وارهبه حتى صمم على الهزيمة والفرار ، وللتشفي والانتقام منه فقد كتب الى عامله زياد رسالة يطلب فيها القبض على عبد الله

__________________

(1) رجال الكشي ص 47.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482