رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة16%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154211 / تحميل: 6240
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

في كتاب رفع اليدين للبخاري وأبي داود في السنن وسنن الترمذي وسنن النسائي ، وعبد الله بن نمير في سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وأبو زهير عبد الرحمان بن مغراء ، وعبد الرحيم ابن سليمان ، وعلي بن مسهر في الأدب المفرد للبخاري وسنن أبي داود وسنن النسائي ، وعيسى بن يونس ، والقاسم بن مالك المزني في عمل اليوم والليلة ، والقاسم بن معن المسعودي ، ومالك بن سعير بن الخمس ، ومحاضر بن المورع في سنن النسائي ، ومحمد بن صبيح بن السماك ، وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري صاحب كتاب ( فتوح الشام ) ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في سنن النسائي ، ومحمد بن فضيل بن غزوان في سنن الترمذي ، والنسائي في الخصائص ، وهشيم بن بشير ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله ، ويحيى بن سعيد القطان في سنن أبي داود وسنن النسائي ، ويعلى بن عبيد في عمل اليوم والليلة ، وأبو بكر بن عياش في الأدب المفرد(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والنسائي(٤) ، والترمذي(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٢ / ٢٧٥ الرقم ٢٨٢.

٢ ـ سنن أبي داود : ٤ / ٣٥٦ ، كتاب الأدب ، باب في قبلة ما بين العينين ، الحديث ٥٢٢٠ و ٣٥٤ ، باب في المصافحة ، الحديث ٥٢١١.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٦١٢ ، كتاب النكاح ، باب الغناء والدف ، الحديث ١٩٠٠ ، وص ٦٨٤ ، كتاب الكفارات ، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت ، الحديث ٢١١٧ ، وج : ٢ / ١١٩٦ ، كتاب اللباس ، باب الخضاب بالحناء ، الحديث ٣٦٢٢ وص ١٢٢٠ ، كتاب الأدب ، باب المصافحة ، الحديث ٣٧٠٣.

٤ ـ سنن النسائي : ٦ / ١٨٢ ، باب القرعة في الولد إذا تنازعوا فيه وص ١٨٣ ، وج : ٨ / ١٣٩ ، باب الخضاب بالحناء والكتم وص ٢٩٩ ، باب تفسير التبع والمزر.

٥ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٢٣٢ ، كتاب اللباس ، باب ما جاء في الخضاب ، الحديث ١٧٥٣ ،

٤١

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (١) .

[ ٥ ] أحمد بن المفضل ( ـ ٢١٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

أحمد بن المفضل القرشي الأموي ، أبو علي الكوفي الحفري ، مولى عثمان بن عفان ، وهو ابن عم عمرو بن محمد العنقزي(٢) .

قال ابن حجر : صدوق(٣) .

وقال أبو حاتم : كان صدوقا(٤) .

قال ابن اشكاب : ثنا أحمد بن المفضل ، دلني عليه ابن أبي شيبة وأثنى عليه خيرا(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو حاتم : وكان من رؤساء الشيعة(٦) .

__________________

وج : ٥ / ٤٣ ، كتاب الاستئذان ، باب ما جاء في المصافحة ، الحديث ٢٧٢٧. راجع الأدب المفرد للبخاري : ١٨٦ باب ٢٤٤ ، الرقم ٥٣١ ، وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : ١٧٩ الرقم ١٧٤.

١ ـ رجال الشيخ : ٣٢٣ الرقم ٤٨٢٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ١ / ٤٨٧.

٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٦ الرقم ١٢٣.

٤ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ٧٧ الرقم ١٦٤.

٥ ـ تهذيب التهذيب : ١ / ٧٠.

٦ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ٧٧ الرقم ١٦٤ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٧٠ الرقم ١٣٩.

٤٢

وقال ابن حجر : شيعي(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : أسباط بن نصر الهمداني في سنن أبي داود وسنن النسائي ، وإسرائيل بن يونس ، وجعفر بن زياد الأحمر ، والحسن بن صالح بن حي ، وسفيان الثوري ، وعبيد الله الأشجعي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، ومعاوية بن عمار الدهني ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، ويحيى بن يمان(٢) .

روى عنه :أحمد بن الحسين بن عبد الملك ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، وأحمد بن يحيى الصوفي ، وأحمد بن يوسف السلمي النيسابوري ، وجعفر ابن محمد بن شاكر الصائغ ، وحاتم بن الليث الجوهري ، والحسين بن عمرو بن محمد العنقزي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في سنن أبي داود ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة في سنن أبي داود ، والقاسم بن زكريا بن دينار الكوفي في سنن النسائي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني(٣) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) .

__________________

١ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٦.

٢ و ٣ ـ تهذيب الكمال : ١ / ٤٨٧ الرقم ١٠٩.

٤ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٥٩ ، كتاب الجهاد ، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الاسلام ، الحديث ٢٦٨٣ ، وج ٤ / ١٢٨ ، كتاب الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد ، الحديث ٤٣٥٩.

٥ ـ سنن النسائي : ٧ / ١٠٥.

٤٣

[ ٦ ] إسحاق بن منصور السلولي ( ـ ٢٠٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

إسحاق بن منصور السلولي ، مولاهم ، أبو عبد الرحمان الكوفي(١) .

قال العجلي : كوفي ، ثقة(٢) .

وقال ابن حجر : صدوق(٣) .

وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العجلي : كان فيه تشيع ، وقد كتبت عنه(٥) .

وقال ابن حجر : تكلم فيه للتشيع(٦) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٢ / ٤٧٨ الرقم ٣٨٤.

٢ و ٥ ـ تاريخ الثقات : ٦٢ الرقم ٧١.

٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٦١ الرقم ٤٣٧.

٤ ـ تاريخ الدارمي : ٧٠ الرقم ١٣٨.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٦١ الرقم ٤٣٧. قلت : قال عبد الوهاب عبد اللطيف والصحيح عند أرباب الصناعة أن التشيّع وحده ليس بجرح في الرواية ، والمدار على الظن بصدق الراوي أو كذبه ، والجرح الذي لم يفسر لا يقبل. انظر هامش تقريب التهذيب : ١ / ١٤١.

٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٦١ الرقم ٤٣٦.

٤٤

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن حميد الرؤاسي في سنن النسائي ، وإبراهيم بن سعد الزهري في سنن النسائي وسنن ابن ماجة ، وإبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة ، وأسباط بن نصر الهمداني في سنن أبي داود ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي في مسلم وأبي داود والنسائي في عمل اليوم والليلة ، وابن ماجة في التفسير وجعفر بن زياد الأحمر في سنن الترمذي ، والحسن بن صالح بن حي ، وحماد بن سلمة في أبي داود ، وداود بن نصير الطائي في سنن النسائي ، والربيع بن بدر ، وزهير بن معاوية في سنن النسائي ، وسليمان بن قرم ، وشريك بن عبد الله في سنن النسائي ، وأبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي في سنن ابن ماجة ، وعبد السلام بن حرب في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبيد بن الوسيم ، وعمار ابن سيف الضبي في سنن ابن ماجة ، وعمر بن أبي زائدة في مسلم ، وقيس بن الربيع في سنن ابن ماجة ، وكامل أبي العلاء في سنن ابن ماجة ، ومحمد بن طلحة ابن مصرف في أبي داود وابن ماجة ، ومسلمة بن جعفر البجلي ، ومندل بن علي ، وهريم بن سفيان في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، ويزيد بن عبد العزيز بن سياه.

روى عنه : إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي الزهري ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري ، وأبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ، وأحمد بن سعيد الرباطي في البخاري وسنن النسائي ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، وأحمد بن يحيى الصوفي في سنن النسائي ، وأبو علي الحسن بن بكر بن عبد الرحمان المروزي ، والحسين بن يزيد الطحان ، وسليمان بن خلاد المؤدب ، وعباس بن جعفر بن الزبرقان ، وعباس بن عبد العظيم العنبري في سنن أبى داود ، وعباس بن محمد الدوري في سنن الترمذي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي

٤٥

شيبة في سنن ابن ماجة ، وأخوه عثمان بن محمد بن أبي شيبة في سنن أبي داود ، وعلي بن أحمد بن عبد الله الجواربي الواسطي ، وعلي بن عبد الله ابن المديني ، وعلي ابن محمد الطنافسي في سنن ابن ماجة ، وعلي بن المنذر الطريقي في سنن ابن ماجة ، وعمرو بن محمد الناقد ، وأبو نعيم الفضل بن دكين وهو من أقرانه ، والقاسم ابن زكريا بن دينار الكوفي في سنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة ، ومحمد بن حاتم بن ميمون في مسلم ، ومحمد بن حزابة في سنن أبي داود ، ومحمد ابن سعد العوفي ، ومحمد بن عبد الله بن نمير في صحيح البخاري ومسلم ، وأبو كريب محمد بن العلاء الهمداني في مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي ، ويعقوب ابن شيبة السدوسي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) .

[ ٧ ] إسماعيل بن أبان الوراق ( ـ ٢١٦ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال البخاري : صدوق(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٢ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ١٦٥ باب صفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٨٤٨ كتاب الحج ، الحديث ٤٤ ، وج ٤ / ١٨١٩ ، كتاب الفضائل ، الحديث ٩٣.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ٢٤ ، كتاب الطهارة ، الحديث ٩٩.

٥ ـ التاريخ الكبير : ١ / ٣٤٧ الرقم ١٠٩٢.

٤٦

وقال الذهبي : وكان من أئمة الحديث ، وثقه أحمد بن حنبل وأبو داود(١) . وقال ابن عدي : صدوق(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الدارقطني : ثقة مأمون ، ولكن قال أبو عبد الله الحاكم في سؤالاته للدارقطني : وسألته عن إسماعيل بن أبان الوراق ، فقال : قد أثنى عليه أحمد بن حنبل ، وليس هو عندي بالقوي.

قلت : من جهة المذهب؟

قال : المذهب وغيره(٣) .

وقال البزار : وإنما كان عيبه شدة تشيّعه لا على أنه عيب عليه في السماع(٤) .

وقال ابن حجر : تكلم فيه للتشيع(٥) .

وقال الذهبي : قيل : كان في الوراق تشيع قليل كدأب أهل بلده(٦) .

__________________

١ و ٦ ـ سير أعلام النبلاء : ١٠ / ٣٤٨ الرقم ٨٥.

٢ ـ الكامل : ١ / ٣١٠ الرقم ١٣٢.

٣ ـ راجع هامش تهذيب الكمال : ٣ / ١٠.

٤ ـ راجع هامش تهذيب الكمال : ٣ / ١٠. قلت : وقال اللكنوي في الرفع والتكميل ص ٤٠٩ : الجرح إذا صدر من تعصب ، أو عداوة ، أو منافرة ، أو نحو ذلك ، فهو جرح مردود ، ولا يؤمن به إلا المطرود. وقال عبد الفتاح أبو غدة في ذيل هذا الكلام : كالجرح بسبب التحاسد أو الاختلاف في أمر العقيدة كمسألة خلق القرآن أو قدمه ، وكالقول بخلق الأفعال أو عدمه ، وكعقيدة الرفض والنصب والتشيع ، أو الاختلاف في المذهب ، أو الاختلاف في المشرب

٥ ـ تهذيب التهذيب : ١ / ٢٧٠ الرقم ٥٠٦.

٤٧

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن سعد في الطبقة الثامنة(١) ، وابن حجر في الطبقة التاسعة(٢) .

قال المزي : روى عن : أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي. وإسحاق بن إبراهيم الأزدي ، وإسرائيل بن يونس ، وجرير بن عبد الحميد ، وجعفر بن زياد الأحمر ، وحاتم بن إسماعيل المدني ، وحبان بن علي العنزي ، وحفص بن غياث ، والربيع بن بدر التميمي ، وأبي الجارود زياد بن المنذر ، وسهل بن شعيب ، وأبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي في البخاري ، وسلام بن سليمان أبي المنذر القارئ ، وسلام بن أبي عمرة ، وشبة بن عقال بن شبة الدارمي ، وشريك بن عبد الله النخعي في الترمذي ، وصالح بن أبي الأسود الليثي ، والصباح بن يحيى المزني ، وعبد الله بن إدريس ، وأبي أويس عبد الله بن عبد الله المدني ، وعبد الله بن المبارك في البخاري ، وعبد الله بن مسلم بن كيسان الملائي ، وأبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي ، وعبد الحميد بن بهرام في الأدب المفرد ، وعبد الرحمان بن سليمان ابن الغسيل في البخاري ، وعبد السلام بن حرب ، وأبي مريم عبد الغفار بن القاسم ، وعبد الملك بن عثمان الثقفي ، وعثمان بن عبد الرحمان الوقاصي ، وعلي بن عبد العزيز ، وعلي بن مسهر في الأدب المفرد ، وعمرو بن شمر الجعفي ، وعنبسة بن عبد الرحمان القرشي ، وأبي داود عيسى بن مسلم الطهوي ، وعيسى بن يونس في البخاري ، وفضيل بن الزبير ، والقاسم بن معن المسعودي ، وقيس بن الربيع الأسدي ، وكثير بن سليم المدائني ، ومحمد بن أبان الجعفي ، ومحمد بن طلحة بن عبد الرحمان التيمي ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ومسعر بن كدام ، ومسعود بن

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ٦ / ٢٨٥.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٦٥ الرقم ٤٧٠.

٤٨

سعد الجعفي ، ومعاوية بن عمار الدهني ، ومندل بن علي العنزي ، وموسى بن محمد الأنصاري ، وناصح بن عبد الله المحلمي ، وأبي معشر نجيح بن عبد الرحمان المدني ، ونصير بن زياد الطائي ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة في فضائل الأنصار ، ويحيى ابن يعلى الأسلمي في الترمذي ، وأبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي ، ويحيى بن يمان ، ويعقوب بن عبد الله القمي ، ويونس بن أبي يعفور العبدي ، وأبي إسرائيل الملائي ، وأبي بكر بن عياش في البخاري ، وأبي بكر النهشلي.

روى عنه : البخاري ، وأبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني ، وأبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، وأحمد بن سنان القطان ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، وأبو بكر أحمد بن محمد ابن الأصفر البغدادي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المقرئ ، وأحمد بن محمد بن يحيى ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأبو جعفر أحمد بن موسى المعدل ، وأحمد بن الوليد بن أبان الكرابيسي ، وأحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي ، وإسحاق بن بهلول التنوخي ، وإسحاق بن سليمان بن زياد ، وإسحاق بن وهب العلاف ، وإسماعيل بن عبد الله سمويه الاصبهاني ، وإسماعيل بن محمد بن دينار ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وأيوب بن إسحاق بن سافري ، وجعفر بن أحمد بن سويد الزنجاني ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، وجعفر بن محمد بن النضر الواسطي ، والحسن بن إسحاق العطار الحربي ، والحسن بن علي بن بزيع البناء ، والحسن بن عيسى ، والحسن بن محمد المزني ، والحسين بن الحكم الحبري الكوفي ، والحسين بن محمد بن شيبة الواسطي ، وروح بن الفرج البغدادي ، وزكريا بن يحيى الكسائي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وزهير بن محمد بن قمير المروزي ، وسفيان بن وكيع بن الجراح ، وسهل بن عثمان العسكري ، والعباس بن

٤٩

جعفر بن الزبرقان ، وعبد الله بن أحمد بن المستورد ، وعبد الله بن عبد الرحمان الدارمي ، وعبد الله بن محمد بن خلاد ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة في فضائل الأنصار ، وعثمان بن معبد بن نوح المقري ، وعلي بن إبراهيم الواسطي ، وعلي بن حرب الطائي ، وعلي بن الحسين بن عبيدالله القرشي البزاز ، وعلي بن محمد بن خبيئة ، وعمر بن الخطاب السجستاني ، والقاسم بن زكريا بن دينار الكوفي في الترمذي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، ومحمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين ، ومحمد بن الحسين البرجلاني ، ومحمد بن خلف الحدادي ، ومحمد بن سليمان بن بزيع ، وأبو بكر محمد بن سليمان الباغندي الكبير ، ومحمد بن عبادة الواسطي ، ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، ومحمد ابن عمارة بن صبيح الكوفي ، ومحمد بن مروان القطان الكوفي ، ومحمد بن النضر النجاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ويحيى بن إسحاق بن سافري ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن شيبة السدوسي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، وسنن الترمذي(٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٥ ـ ٨.

٢ ـ صحيح البخاري : ١ / ٢٢٣ ، باب من قال في الخطبة بعد الثناء : أما بعد.

٣ ـ سنن الترمذي : ٣ / ٣٨٨ كتاب الجنائز ، الحديث ١٠٧٧.

٥٠

[ ٨ ] إسماعيل بن خليفة ( ٨٣ ـ ١٦٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

إسماعيل بن خليفة العبسي ، أبو إسرائيل بن أبي إسحاق الملائي الكوفي(١) .

قال عمرو بن علي : ليس من أهل الكذب(٢) .

وقال أبو زرعة : صدوق إلا أن في رأيه غلوا(٣) .

وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح الحديث(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٥) .

وقال الذهبي : كان شيعيا بغيضا من الغلاة الذين يكفرون عثمان(٦) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة السابعة(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٧٧ الرقم ٤٤٠.

٢ و ٣ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٧٩.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٧٨.

٥ ـ المعارف : ٦٢٤.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ٤ / ٤٩٠ الرقم ٩٩٥٧.

٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٦٩ الرقم ٥٠٥.

٥١

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي ، وإسماعيل بن مسلم المكي ، والحارث بن حصيرة ، والحكم بن عتيبة في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، والسري بن إسماعيل ، ومولاه سعد بن حذيفة ، وطلحة بن مصرف ، وعبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، وعبد الرحمان بن الأسود بن يزيد ، وعطية بن سعيد العوفي ، وعلي بن بذيمة ، وفضيل بن عمرو الفقيمي في سنن ابن ماجة ، ومجاهد بن رومي ، وميمون بن مهران ، وأبي بكر بن حفص القرشي ، وأبي عمر البهراني في سنن ابن ماجة.

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، وإسماعيل بن أبان الوراق ، وإسماعيل بن صبيح اليشكري في سنن ابن ماجة ، وإسماعيل بن عمرو البجلي ، واسيد بن زيد الجمال ، والحسن بن بشر البجلي ، وخالد بن عمرو القرشي ، وسفيان الثوري ـ وهو من أقرانه ـ ، وطلق بن غنام النخعي ، وعبادة بن زياد الأسدي ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن ثابت الجزري ، وعون بن سلام ، وعيسى بن موسى غنجار ، وغسان بن الربيع ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في سنن ابن ماجة ، ومحمد بن سابق ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، وموسى بن أعين ، ووكيع بن الجراح في سنن ابن ماجة ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، وأبو الوليد الطيالسي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(٢) ، وابن ماجة(٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٧٧ ـ ٧٨.

٢ ـ سنن الترمذي : ١ / ٣٧٨ ، أبواب الصلاة ، الباب ( ١٤٥ ) ، الحديث ١٩٨.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١٠ / ٢٣٧ ، كتاب الأذان ، الحديث ٧١٥.

٥٢

[ ٩ ] إسماعيل بن زكريّا ( ١٠٨ ـ ١٧٣ هـ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : إسماعيل بن زكريا ، المحدث الحافظ ، أبو زياد الكوفي الخلقاني(١) .

وقال أيضا : صدوق(٢) .

وقال عبد الرحمان بن يوسف بن خراش : صدوق(٣) .

وقال الفضل بن زياد : سألت أبا عبد الله عن أبي شهاب ، وإسماعيل بن زكريا ، فقال : كلاهما ثقة(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة الثامنة(٦) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن ميمون الخياط المعروف بالنحاس ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأشعث بن سوار ، وأبي بردة يزيد بن عبد الله بن أبي بردة

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ٤٧٥ الرقم ١٢٢.

٢ و ٥ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٢٢٨ الرقم ٨٧٨.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٩٥.

٤ ـ المعرفة والتاريخ : ٢ / ١٧٠.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٦٩ الرقم ٥١١.

٥٣

ابن أبي موسى في البخاري ومسلم ، وبكير بن عتيق ، وحبيب بن أبي عمرة ، والحجاج بن دينار في سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة والنسائي في مسند علي ، والحسن بن الحكم النخعي ، والحسن بن عبيدالله في سنن أبي داود ، وحصين بن عبد الرحمان في سنن النسائي ، وسعد بن طريف الاسكاف ، وأبي إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني ، وسليمان الأعمش في مسلم ، وسهيل بن أبي صالح في مسلم وأبي داود ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله في مسلم ، وعاصم الأحول في البخاري ومسلم ، وعبد الله بن بسر الحبراني ، وعبد الرحمان بن زيد بن أسلم ، وعبيد الله بن عمر العمري في صحيح البخاري ، وعثمان بن الأسود ، وعمرو بن قيس الملائي في الأدب المفرد وسنن النسائي ، والعلاء بن عبد الرحمان ابن يعقوب في سنن أبي داود ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي ، وليث بن أبي سليم ، ومالك بن مغول في مسلم ، وأبي رجاء محرز بن عبد الله الجزري في الأدب المفرد ، ومحمد بن سوقة في البخاري ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن قيس الأسدي ، ومسعر بن كدام في مسلم ، ومطرف بن طريف في سنن أبي داود ، وموسى ابن نافع أبي شهاب الحناط الأكبر ، وأبي عمر النضر بن عبد الرحمان الخزاز ، ويزيد ابن أبي زياد ، وأبي جعفر الفراء في الأدب المفرد للبخاري.

روى عنه : إبراهيم بن زياد سبلان ، وإسماعيل بن عيسى العطار ، وخلف بن الوليد العتكي ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسعيد بن منصور في سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة والنسائي في مسند علي ، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني في البخاري ومسلم ، ومحمد بن بكار بن الريان في مسلم ، ومحمد ابن سليمان لوين ، ومحمد بن الصباح الدولابي في البخاري ومسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي ، ومعاوية بن حفص الشعبي ، والنضر بن عبد الله الأصم في سنن الترمذي ، وهشام بن بهرام المدائني ، والهيثم بن يمان(١) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٩٢ الرقم ٤٤٥.

٥٤

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والنسائي(٤) ، والترمذي(٥) ، وابن ماجة(٦) .

[ ١٠ ] إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ( ـ ١٢٧ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة ، الإمام المفسر أبو محمد الحجازي ثم الكوفي الأعور السدي(٧)

وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : السدي ثقة(٨) .

وقال ابن عدي : وهو عندي مستقيم الحديث ، صدوق ، لا بأس به(٩) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : ورمي السدي بالتشيع(١٠) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٧ / ٨٧ ، كتاب الأدب ، باب ما يكره من التمادح.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٢٣٤ ، كتاب الطهارة ، ذيل ح ٨٩.

٣ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٦ ، كتاب الجهاد ح ٢٤٨٩.

٤ ـ سنن النسائي على ما في تهذيب الكمال : ٣ / ٩٢.

٥ ـ سنن الترمذي : ٣ / ٦٣ ، كتاب الزكاة ، باب ما جاء في تعجيل الزكاة ح ٦٧٨.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٧٢ ، كتاب الزكاة ، باب تعجيل الزكاة قبل محلها ، ح١٧٩٥.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٦٤ الرقم ١٢٤.

٨ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ١٣٤.

٩ ـ الكامل : ١ / ٢٧٦.

١٠ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٢٣٧ الرقم ٩٠٧.

٥٥

قال ابن حجر : ورمي بالتشيع(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(٢) .

وقال المزي : روى عن : أنس بن مالك في مسلم وسنن الترمذي والنسائي في مسند علي ، وأوس بن ضمعج ، وأبي صالح باذان في سنن الترمذي وابن ماجة في التفسير ، وحفص بن أبي حفص ، ورفاعة الفتياني ، وسعد بن عبيدة في مسلم وسنن الترمذي وسنن النسائي ، وصبيح مولى ام سلمة في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، وعباد بن أبي يزيد في سنن الترمذي ، وعبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمان السلمي ، وعبد الله بن عباس في سنن أبي داود ، وعبد الله البهي في مسلم والترمذي ، وعبد خير الهمداني في مسند علي للنسائي ، وأبيه عبد الرحمان بن أبي كريمة في سنن أبي داود وسنن الترمذي ، وعدي بن ثابت في سنن النسائي وسنن ابن ماجة ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمرو بن حريث المخزومي ، وغزوان أبي مالك الغفاري في سنن الترمذي وأبي داود في الناسخ والمنسوخ ، ومرة الهمداني في سنن الترمذي ، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص في سنن أبي داود وسنن الترمذي ، والوليد بن أبي هشام ، ويقال : ابن أبي هاشم ، وأبي هبيرة يحيى بن عباد الأنصاري في مسلم وأبي داود وسنن الترمذي ، وأبي حكيم البارقي ، وأبي سعد الأزدي في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة.

ورأى الحسن بن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة.

روى عنه : أسباط بن نصر الهمداني في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة وسنن الترمذي وسنن النسائي ، واسرائيل بن يونس في مسلم وسنن الترمذي ،

__________________

١ و ٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٧٣ الرقم ٥٣١.

٥٦

وإسماعيل بن أبي خالد في الرد على أهل القدر لأبي داود ، والحسن بن صالح بن حي في مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي ، والحسن بن يزيد الكوفي ، والحكم ابن ظهير ، والحكم بن عبد الله الكوفي ، وحماد بن عيسى العبسي ، وزائدة بن قدامة في مسلم وسنن الترمذي والنسائي في مسند علي ، وزيد بن أبي أنيسة ، وسفيان الثوري في مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي ، وسماك بن حرب ـ وهو من أقرانه ـ ، وسليمان التيمي ، وأبو الأحوص سلام بن سليم ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج في سنن الترمذي ، وابنه عبد الله بن إسماعيل السدي ، وعبيد بن أبي امية الطنافسي ، وعلي بن صالح بن حي ، وعلي بن عابس ، وعمر بن زياد الباهلي ، وعمرو بن عبد الملك بن سلع الهمداني ، وعمرو بن أبي قيس الرازي ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي ، وعيسى بن عمر القارئ في سنن الترمذي والنسائي في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقيس بن الربيع ، ومالك بن مغول ، ومحمد بن أبان الجعفي ، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري ، ومطلب بن زياد في مسند علي وابن ماجة في التفسير ، ونعيم بن ميسرة النحوي في التفسير لابن ماجة ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري في مسلم وسنن الترمذي وسنن النسائي ، والوليد بن أبي ثور في سنن الترمذي ، وأبو بكر بن عياش في كتاب الرد على أهل القدر(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والنسائي(٤) ، والترمذي(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ١٣٢ ـ ١٣٤.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٤٩٢ ، كتاب صلاة المسافرين ، الباب ٧ الحديث ٦٠ ، وج : ٢ / ١١٢٠ ، كتاب الطلاق ، الحديث ٥١.

٣ ـ سنن أبي داود : ٣ / ١٤٦ ، كتاب الخراج ، الحديث ٢٩٨١.

٤ ـ سنن النسائي : ٣ / ٨١ ، كتاب السهو ، باب الانصراف في الصلاة.

٥ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢١.

٥٧

[ ١١ ] إسماعيل بن موسى الفزاري ( ـ ٢٤٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الشيخ الامام محدث الكوفة ، أبو محمد ، وقيل : أبو إسحاق إبراهيم(١) بن موسى الفزاري الكوفي ، سبط إسماعيل السدي(٢) .

قال ابن حجر : صدوق يخطئ(٣) .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : صدوق(٤) .

وقال النسائي : ليس به بأس(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : ورمي بالرفض(٦) .

__________________

روى عنه عن أنس بن مالك قال : كان عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله طير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه. أقول : حديث الطير المشوي من جملة الأحاديث المتواترة والمشتهرة عند أئمة أهل الحديث ، رواه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة : ٢ / ٥٦٠ ح ٩٤٥ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٤٢ و ١٣٠ ، والخطيب في تاريخ بغداد : ٨ / ٣٨٢ ، وج : ٩ / ٣٦٩ ، والطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٠٣ ، والذهبي في تاريخ الاسلام في مجلد عهد الخلفاء الراشدين : ص ٦٣٣ ، وفي سير أعلام النبلاء : ١٣ / ٢٣٢ ، وكذا في ميزان الاعتدال : ٣ / ٥٨٠ ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح : ٣ / ١٧٢١ ح ٦٠٨٥ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٢ / ٣٠٥.

١ ـ في تهذيب الكمال : ٣ / ٢١٠ : إسماعيل بن موسى.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٧٦ الرقم ٧٧.

٣ و ٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٧٥ الرقم ٥٦١.

٤ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ١٩٦ الرقم ٦٦٦.

٥ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٢٥١ الرقم ٩٥٨.

٥٨

وقال الذهبي : وكان من شيعة الكوفة(١) .

وقال ابن عدي : وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيّع ، وأما الرواية فقد احتمله الناس ورووا عنه(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(٣) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سعد الزهري في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، وبشر بن الوليد الهاشمي ، وداود بن الزبرقان في سنن الترمذي ، وأبي معمر سعيد بن خثيم الهلالي في سنن الترمذي ، وسفيان بن عيينة في سنن ابن ماجة ، وسيف بن هارون البرجمي في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، وشريك بن عبد الله النخعي في سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، وعبد الله بن بكير الغنوي ، وعبد الرحمان بن أبي الزناد في سنن الترمذي ، وعبد السلام بن حرب الملائي في سنن الترمذي ، وعلي بن عابس في سنن الترمذي ، وعمر بن سعيد البصري في سنن الترمذي ، وعمر بن شاكر البصري في سنن الترمذي الراوي عن أنس ، وعيسى بن ابراهيم العبدي ، ومالك بن أنس عن سنن ابن ماجة ، ومحمد بن عمر بن الرومي في سنن الترمذي ، وهشيم بن بشير في سنن الترمذي والبخاري في كتاب أفعال العباد ، والوليد بن مسلم.

روى عنه : البخاري في كتاب « أفعال العباد » وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، واسماعيل بن هارون

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٧٦ الرقم ٧٧.

٢ ـ الكامل : ١ / ٣١٩.

٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٧٥ الرقم ٥٦١.

٥٩

الكوفي ، وبقي بن مخلد الاندلسي ، وأبو عروبة الحسين بن محمد الحراني ، وزكريا ابن يحيى الساجي ، وأبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ، وعلي بن جعفر بن الرماني ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن بشير الدهقان ، والقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو لبيد محمد بن ادريس السامي السرخسي ، وأبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة ، وأبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي الكوفي ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) .

[ ١٢ ] الأصبغ بن نباتة

١ ـ شخصيته ووثاقته :

الأصبغ بن نباتة التميمي ، ثم الحنظلي ، ثم الدارمي ، ثم المجاشعي ، أبو القاسم الكوفي(٤) .

قال العجلي : كوفي ، تابعي ، ثقة(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٢١٠ الرقم ٤٩١.

٢ ـ سنن أبي داود : ٤ / ١٦٥ ، كتاب الحدود ، الحديث ٤٤٨٦.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٣ ، المقدمة ، الحديث ٣١.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٣ / ٣٠٨.

٥ ـ تاريخ الثقات : ٧١.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

ذلك فيما يرويه المؤرخون أن معاوية أراد عزله عن الكوفة فبلغه ذلك ، فرأى أن يسافر الى دمشق ويبادر بتقديم استقالته عن منصبه حتى لا تكون عليه حزازة ، وليرى الناس أنه كاره للإمارة والحكم ، ولما وصل الى دمشق عنّ له أن يلتقي بيزيد قبل التقائه بمعاوية فيحبذ له الخلافة من بعد أبيه ليتخذ من اغرائه وسيلة الى اقراره فى الحكم ، كما أدلى بذلك لأصحابه ولما التقى بيزيد قال له :

« إنه قد ذهب أعيان أصحاب محمد (ص) وكبراء قريش وذوو أسنانهم ، وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم ، وأحسنهم رأيا ، وأعلمهم بالسنة والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة؟. »

ولما سمع ذلك يزيد الطائش المغرور طار لبه فرحا وسرورا فانبرى إليه قائلا :

« أو ترى ذلك يتم؟ »

« نعم ».

ومضى يزيد مستعجلا الى أبيه فأخبره بمقالة المغيرة ، فارتاح معاوية بذلك وبعث بالوقت خلفه فعرض عليه مقالته ليزيد فأجابه بصدور ذلك منه ثم انبرى إليه يحفزه على تحقيق هذه الفكرة قائلا له مقال المنافق الذي لا يعرف الخير ولا يفكر به :

« يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان. وفي يزيد منك خلف فاعقد له ، فان حدث بك حدث كان كهفا للناس وخلفا منك ، ولا تسفك دماء ، ولا تكون فتنة!! »

وأصابت هذه الكلمات الهدف المقصود لمعاوية فقال له مخادعا ومستشيرا :

« ومن لي بهذا؟ »

٤٢١

« أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك. »

فاستحسن معاوية رأيه ، وأجازه على ذلك فأقره فى عمله ، ثم أمره بالخروج الى الكوفة ليعمل على تحقيق ذلك ، ولما انصرف عنه اجتمع بقومه فبادروه بالسؤال عن مصيره فأجابهم بما جلبه من البلاء والفتن لعموم المسلمين من أجل غايته قائلا :

« لقد وضعت رجل معاوية فى غرز بعيد الغاية على أمة محمد (ص) وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا » وتمثل :

بمثلي شاهد النجوى وغالى

بي الأعداء والخصم الغضابا

وسار المغيرة حتى انتهى الى الكوفة ، ففاوض بمهمته جماعة ممن عرفهم بالولاء والإخلاص للبيت الأموي فأجابوه الى ما أراد فأوفد منهم عشرة الى معاوية بعد أن أرشاهم بثلاثين ألف درهم ، وجعل عليهم عميدا ولده موسى ، فلما انتهوا الى معاوية حبذوا له الأمر ودعوه الى انجازه فشكرهم معاوية ، وأوصاهم بكتمان الأمر ، ثم التفت الى ابن المغيرة فساره قائلا :

« بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ »

ـ بثلاثين ألف درهم.

فضحك معاوية وقال :

« لقد هان عليهم دينهم »(1) .

لقد توصل معاوية الى تحقيق ذلك بشراء الأديان والضمائر والى الاعتماد

__________________

(1) تأريخ الطبري 6 / 169 ، الكامل لابن الأثير 3 / 214 ، وكان قدوم المغيرة على معاوية في سنة 45 ، ففي هذه السنة عمل معاوية مقدمات البيعة لولده.

٤٢٢

على الوسائل التي لم يألفها المسلمون ، ولم يقرها الدين.

وفود الأمصار :

ووجه معاوية دعوة رسمية الى جميع الشخصيات الرفيعة فى العالم الإسلامى يدعوهم الى الحضور في دمشق ليفاوضهم في أمر البيعة ليزيد ، فلما حضروا عنده دعا الضحاك بن قيس الفهري سرّا وقال له :

« إذا جلست على المنبر ، وفرغت من بعض موعظتي وكلامى ، فاستاذني للقيام ، فاذا أذنت لك فاحمد الله تعالى ، واذكر يزيد وقل فيه الذي يحق له عليك ، من حسن الثناء عليه ، ثم ادعني الى توليته من بعدي فاني قد رأيت وأجمعت على توليته ، فاسأل الله في ذلك ، وفى غيره الخيرة وحسن القضاء ».

ثم دعا فريقا آخر من الأذناب والعملاء الذين هان عليهم دينهم فباعوه بأبخس الأثمان ، فأمرهم بتصديق مقالة الضحاك وتأييد فكرته ، وهم : عبد الرحمن بن عثمان الثقفي ، وعبد الله بن مسعدة الفزاري ، وثور بن معن السلمي ، وعبد الله بن عصام الأشعري ، فاستجابوا لدعوته ، ونزى معاوية على المنبر فحدث الناس بما شاء أن يتحدث به ، وبعد الفراغ من حديثه انبرى إليه الضحاك فاستأذنه بالكلام فأذن له ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : « أصلح الله أمير المؤمنين ، وأمتع به ، إنا قد بلونا الجماعة والألفة والاختلاف ، والفرقة ، فوجدناها ألمّ لشعثنا ، وأمنة لسبلنا ، وحاقنة لدمائنا وعائدة علينا فى عاجل ما نرجو ، وآجل ما نؤمل ، مع ما ترجو به الجماعة من الألفة ، ولا خير لنا أن نترك سدى ، والأيام عوج رواجع والله يقول : « كل يوم هو في شأن » ، ولسنا ندري ما يختلف به العصران ، وأنت

٤٢٣

يا أمير المؤمنين ميت كما مات من كان قبلك من أنبياء الله وخلفائه ، نسأل الله بك المتاع ، وقد رأينا من دعة يزيد بن أمير المؤمنين ، وحسن مذهبه وقصد سيرته ، ويمن نقيبته ، مع ما قسم الله له من المحبة في المسلمين ، والشبه بأمير المؤمنين ، في عقله ، وسياسته وشيمته المرضية ، ما دعانا الى الرضا به في امورنا ، والقنوع به في الولاية علينا ، فليوله أمير المؤمنين ـ أكرمه الله ـ عهده ، وليجعله لنا ملجأ ومفزعا بعده ، نأوي إليه إن كان كون ، فانه ليس أحد أحق بها منه ، فاعزم على ذلك عزم الله لك في رشدك ، ووفقك في امورنا ».

ودل هذا الكلام على أن صاحبه رجل سوء ونفاق ، فقد عمد الى سحق جميع القيم الإنسانية في سبيل أطماعه ومنافعه.

ولما فرغ الضحاك من مقالته انبرى من بعده زملاؤه فأيدوا مقالته ، وأخذوا ينسبون ليزيد فضائل المحسنين ، ويضفون عليه مواهب العبقريين ، ويطلقون عليه الألقاب الضخمة ، والنعوت الشريفة التي اتصف بعكسها ، وأخذوا يموهون على المجتمع أنهم إنما تكلموا من صالحه واسعاده ، وهم ـ يعلم الله ـ إنما أرادوا هلاكه وتحطيمه ، والقضاء على نواميسه ومقدساته وبعد ما انتهى حديث هؤلاء التفت معاوية الى الوفد العراقي ليسمع رأيه وكان شخصية الوفد الأحنف بن قيس حليم العرب وسيد تميم فطلب منه معاوية الرأي فى الأمر ، فقام الأحنف خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم التفت الى معاوية قائلا :

« أصلح الله أمير المؤمنين ، ان الناس قد أمسوا فى منكر زمان قد سلف ، ومعروف زمان مؤتنف ، ويزيد بن أمير المؤمنين ، نعم الخلف وقد حلبت الدهر أشطره يا أمير المؤمنين فاعرف من تسند إليه الأمر من

٤٢٤

بعدك ، ثم اعص أمر من يأمرك ، لا يغررك من يشير عليك ، ولا ينظر لك وأنت أنظر للجماعة ، وأعلم باستقامة الطاعة ، مع أن أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ، ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيا » :

لقد منح الأحنف النصيحة الى معاوية وأرشده الى الحق فأشار عليه بعدم سماع أقوال المرتزقين الذين ينظرون الى صالح أنفسهم أكثر مما ينظرون لصالحه ، وبيّن له أن العراقيين والحجازيين لا يرضون بهذه البيعة ما دام حفيد الرسول وسبطه الأول حيا ، وقد اثارت هذه الكلمات غضب النفعيين والمرتشين الذين تذرع معاوية بهم الى تحقيق هدفه فقام إليه الضحاك بن قيس فندد بمقالته وشتم العراقيين وهذا نص كلامه :

« أصلح الله أمير المؤمنين ، إن أهل النفاق من أهل العراق مروءتهم في أنفسهم الشقاق ، والفتهم في دينهم الفراق ، يرون الحق على أهوائهم كأنما ينظرون بأقفائهم ، اختالوا جهلا وبطرا ، لا يرقبون من الله راقبة ، ولا يخافون وبال عاقبة ، اتخذوا ابليس لهم ربا ، واتخذهم ابليس حزبا ، فمن يقاربوه لا يسروه ، ومن يفارقوه لا يضروه ، فادفع رأيهم يا أمير المؤمنين فى نحورهم ، وكلامهم في صدورهم ، ما للحسن وذوي الحسن في سلطان الله الذي استخلف به معاوية في أرضه؟ هيهات لا تورث الخلافة عن كلالة ، ولا يحجب غير الذكر العصبة ، فوطنوا أنفسكم يا أهل العراق على المناصحة لإمامكم ، وكاتب نبيكم وصهره ، يسلم لكم العاجل ، وتربحوا من الآجل ».

ولم نحسب أن العراق قد ذم بمثل هذا الذم الفظيع ، أو وصم بمثل هذه الامور ، ولكن العراقيين هم الذين جروا لأنفسهم هذا البلاء وتركوا هذا الوغد وأمثاله يحط من كرامتهم ، ويتطاول عليهم.

٤٢٥

وعلى أي حال ، فان الأحنف لم يذعن لمعاوية ولم يعتن بمقالة الضحاك فقد انبرى يهدد معاوية باعلان الحرب إن أصرّ على تنفيذ فكرته قائلا :

« يا أمير المؤمنين ، إنا قد فررنا(1) عنك قريشا فوجدناك أكرمها زندا ، وأشدها عقدا ، وأوفاها عهدا ، قد علمت أنك لم تفتح العراق عنوة ، ولم تظهر عليها قعصا ، ولكنك أعطيت الحسن بن علي من عهود الله ما قد علمت ليكون له الأمر من بعدك ، فان تف فأنت أهل الوفاء وإن تغدر تعلم ، والله إن وراء الحسن خيولا جيادا ، وأذرعا شدادا ، وسيوفا حدادا ، إن تدن له شبرا من غدر ، تجد وراءه باعا من نصر ، وإنك تعلم أن أهل العراق ما أحبوك منذ أبغضوك ، ولا أبغضوا عليا وحسنا منذ أحبوهما ، وما نزل عليهم فى ذلك غير من السماء ، وإن السيوف التي شهروها عليك مع علي يوم صفين لعلى عواتقهم ، والقلوب التي أبغضوك بها لبين جوانحهم ، وأيم الله إن الحسن لأحب لأهل العراق من علي ».

لقد بالغ الأحنف فى نصح معاوية ، وذكر له تمسك العراقيين بولاء أهل البيت (ع) وان اخلاصهم للإمام الحسن أكثر من أبيه ، وهم على استعداد الى مناجزته إن نفذ بيعة يزيد ، وانطلق عبد الرحمن بن عثمان فندد بمقالة الأحنف ، وحرض معاوية على تنجيز مهمته قائلا له :

« أصلح الله أمير المؤمنين ، ان رأي الناس مختلف ، وكثير منهم منحرف ، لا يدعون أحدا الى رشاد ، ولا يجيبون داعيا الى سداد ، مجانبون لرأي الخلفاء ، مخالفون لهم في السنة والقضاء ، وقد وقفت ليزيد فى أحسن القضية وأرضاها لحمل الرعية ، فاذا خار الله لك فاعزم ثم اقطع قالة الكلام فان يزيد أعظمنا حلما وعلما ، وأوسعنا كنفا ، وخيرنا سلفا ، قد

__________________

(1) فررنا : أي بحثنا وفتشنا.

٤٢٦

أحكمته التجارب ، وقصدت به سبل المذاهب فلا يصرفنك عن بيعته صارف ، ولا يقفن بك دونها واقف ، ممن هو شاسع عاص ينوص للفتنة كل مناص لسانه ملتو ، وفي صدره داء دوّى ، إن قال فشر قائل ، وإن سكت فذو دغائل ، قد عرفت من هم أولئك وما هم عليه لك من المجانبة للتوفيق والكلف للتفريق فاجعل ببيعته عنا الغمة ، واجمع به شمل الأمّة ، فلا تحد عنه إذا هديت له ، ولا تنش عنه إذا وقفت له ، فان ذلك الرأي لنا ولك ، والحق علينا وعليك ، اسأل الله العون وحسن العاقبة لنا ولك ».

وصورت لنا هذه الكلمات ضميرا قلقا ، ونفسا أثيمة ، قد اعتنقت الشر ، وابتعدت عن الخير ، وانبرى معاوية يهدد من لا يوافقه على رغبته ليفرض على المجتمع الخضوع لفكرته ، والرضا ببيعة يزيد قائلا :

« أيها الناس : إن لإبليس إخوانا وخلاّنا ، بهم يستعد ، وإياهم يستعين ، وعلى ألسنتهم ينطق ، إن رجوا طمعا أو جفوا ، وإن استغنى عنهم أرجفوا ، ثم يلحقون الفتن بالفجور ، ويشققون لها حطب النفاق ، عيابون مرتابون ، إن ولوا عروة أمر حنقوا ، وإن دعوا الى غي أسرفوا وليسوا أولئك بمنتهين ، ولا بمقلعين ، ولا متعظين ، حتى تصيبهم صواعق خزي وبيل ، وتحل بهم قوارع أمر جليل ، تجتث اصولهم كاجتثاث اصول الفقع(1) فأولى لأولئك ثم أولى ، فانا قد قدما وأنذرنا إن أغنى التقدم شيئا أو نفع النذر ».

بمثل هذا الإرهاب الفظيع الذي لم يعهد له نظير تذرع معاوية الى تحقيق فكرته ، ثم استدعى الضحاك بن قيس فولاه الكوفة جزاء لكلامه

__________________

(1) الفقع : بالفتح والكسر ، البيضاء الرخوة من الكماة.

٤٢٧

بعد هلاك المغيرة ، واستدعى عبد الرحمن فولاه الجزيرة ، وقام يزيد بن المقفع رافعا عقيرته قائلا :

« أمير المؤمنين هذا ـ وأشار الى معاوية ـ ».

ثم قال : « فإن هلك ، فهذا ـ وأشار الى يزيد ـ ».

ثم قال : « فمن أبى ، فهذا ـ وأشار الى السيف ـ!!! »

فاستحسن معاوية كلامه وقال له :

« اجلس ، فأنت سيد الخطباء وأكرمهم!! »

بهذا اللون من الإرهاب فرض معاوية ابنه الفاسق الفاجر خليفة على المسلمين ، فلولا السيف لما وجد الى ذلك سبيلا. ولما رأى الأحنف بن قيس تصميم معاوية على فكرته وعدم تنازله عنها انبرى إليه قائلا :

« يا أمير المؤمنين : أنت أعلمنا بليله ونهاره ، وبسره وعلانيته ، فان كنت تعلم أنه خير لك فوله واستخلفه ، وإن كنت تعلم أنه شر لك ، فلا تزوده الدنيا وأنت صائر الى الآخرة ، فانه ليس لك من الآخرة إلا ما طاب ، واعلم أنه لا حجة لك عند الله إن قدمت يزيد على الحسن والحسين وأنت تعلم من هما ، وإلى ما هما ، وإنما علينا أن نقول : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير »(1) .

ولم يعتن معاوية بمقالة الأحنف ونصحه ، ولم يفكر في مصير المسلمين إذا استخلف عليهم ولده قرين الفهود والمدمن على الخمور ، وأخذ معاوية ولده يزيد فأجلسه فى قبة حمراء وبايعه بولاية العهد وأمر الناس بمبايعته ، وأقبل بعض العملاء فسلم عليهما ثم أقبل على معاوية فقال له :

« يا أمير المؤمنين : اعلم انك لو لم تول هذا ـ وأشار الى يزيد ـ

__________________

(1) الامامة والسياسة 1 / 174 ـ 180.

٤٢٨

أمور المسلمين لاضعتها ».

فالتفت معاوية الى الأحنف :

« ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟ »

ـ أخاف الله إذا كذبت ، وأخافكم إذا صدقت.

ـ جزاك الله على الطاعة خيرا.

وخرج الأحنف فلقيه ذلك الرجل بعد أن أجزل له معاوية بالعطاء فقال للأحنف معتذرا من مقالته :

« يا أبا بحر : إني لأعلم ان شر من خلق الله هذا وابنه ـ يعنى معاوية ويزيد ـ ولكنهم استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال ، فليس يطمع في استخراجها إلا بما سمعت »(1) .

لقد أحدث معاوية بهذه البيعة المشومة صدعا في الإسلام ، وقد صور لنا الشاعر الموهوب عبد الله بن هشام السلولي بمقطوعته الرائعة جزعه وجزع خيار المسلمين من خلافة يزيد بقوله :

فان تأتوا برملة أو بهند

نبايعها أميرة مؤمنينا

إذا ما مات كسرى قام كسرى

نعد ثلاثة متناسقينا

فيا لهفا لو أن لنا ألوفا

ولكن لا نعود كما عنينا

إذا لضربتموا حتى تعودوا

بمكة تلعقون بها السخينا

خشينا الغيظ حتى لو شربنا

دماء بني أميّة ما روينا

لقد ضاعت رعيتكم وأنتم

تصيدون الأرانب غافلينا(2)

لقد ذعر المسلمون في جميع أقطار الأرض من هذا الحادث الخطير

__________________

(1) تاريخ ابن خلكان 1 / 230 ، التمدن الإسلامى 4 / 76 ـ 77.

(2) مروج الذهب 2 / 339.

٤٢٩

لأن الخلافة عندهم ليست كسروية ولا قيصرية حتى تورث بل أمرها شورى بين المسلمين يختارون لخلافتهم من أحبوا وذلك عند الجمهور من أبناء السنة والجماعة ، وأما عند الشيعة فإنها حق شرعي لأمير المؤمنين وأولاده الطيبين كما نصّ النبي (ص) على ذلك.

ومهما يكن من شيء فإن معاوية بعد ما أخذ البيعة ليزيد من أهل دمشق رفع مذكرة الى جميع عماله يطلب فيها أخذ البيعة ليزيد من جميع المواطنين ، واستجاب جميع عماله لذلك سوى مروان بن الحكم فإنه قد ورم أنفه لصرف الأمر عنه وهو شيخ الأمويين بعد معاوية ، وتوجّه فورا بحاشيته الى دمشق ، فلما مثل عند معاوية انبرى إليه وهو مغيظ قائلا :

« أقم الامور يا ابن أبي سفيان ، واعدل عن تأميرك الصبيان ، واعلم أن لك من قومك نظراء ، وأن لك على مناوءتهم وزراء ».

فاندفع إليه معاوية يخادعه قائلا له بناعم القول :

« أنت نظير أمير المؤمنين ، وعدته في كل شديدة ، وعضده ، والثاني بعد ولي عهده. »

ثم أعطاه ولاية العهد حيلة منه ومكرا وأخرجه من عاصمته مكرما فلما وصل الى يثرب عزله عن منصبه(1) وجعل مكانه سعيد بن العاص وقيل الوليد بن عاقبة ، وكتب إليه أن يأخذ البيعة من أهل المدينة لولده إلا انه فشل أخيرا فى أداء مهمته فقد أصرت الجماهير على رفض دعوة معاوية وعدم طاعته في شأن خليفته الجديد ، خصوصا الشخصيات الرفيعة من أبناء المهاجرين والأنصار فإنهم قد شجبوا ذلك وأعلنوا سخطهم وإنكارهم على معاوية ، فإنهم كانوا يحقرون يزيد ويأنفون أن يعد في مصافهم ،

__________________

(1) مروج الذهب 2 / 330.

٤٣٠

فضلا عن أن يكون خليفة عليهم.

سفرة معاوية الاولى بشرب :

ورأى معاوية بعد امتناع المدنيين عن بيعة يزيد واجماعهم على رفضها أن ينطلق بنفسه الى المدينة ليفاوض أهل الحل والعقد ، وليشتري الذمم والضمائر بالأموال ، ويتوعد ويرهب من لم يخضع للمادة ليفوز ولده بالخلافة وسافر من أجل هذه الغاية الى يثرب وذلك سنة خمسين من الهجرة ، فلما انتهى إليها بعث فورا نحو عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير. فلما حضروا عنده أمر حاجبه أن لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى يخرج هؤلاء النفر من عنده ثم التفت إليهم قائلا :

« الحمد لله الذي أمرنا بحمده ، ووعدنا عليه ثوابه ، نحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد : فإني قد كبر سني ، ووهن عظمي ، وقرب أجلي ، وأوشكت أن أدعى فأجيب ، وقد رأيت أن أستخلف بعدي يزيد ، ورأيته لكم رضا ، وأنتم عبادلة قريش وخيارهم ، وأبناء خيارهم ، ولم يمنعني أن أحضر حسنا وحسينا إلا أنهما أولاد أبيهما علي ، على حسن رأيي فيهما ، وشديد محبتي لهما فردوا على أمير المؤمنين خيرا ، رحمكم الله ».

وقد احتوى كلامه على اللين والمدح والثناء ، ولكن هؤلاء الأبطال الذين هم نخبة العرب والمسلمين رأيا وإقداما ، لم يذعنوا لمعاوية وردوا عليه مقاله وعرفوه بمن هو أهل للخلافة وأول من تكلم منهم حبر الأمّة عبد الله

٤٣١

ابن عباس فقال :

« الحمد لله الذي ألهمنا أن نحمده ، واستوجب علينا الشكر على آلائه وحسن بلائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وصلى الله على محمد وآل محمد.

أما بعد : فانك قد تكلمات فأنصتنا ، وقلت فسمعنا ، وإن الله جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه اختار محمدا (ص) لرسالته ، واختاره لوحيه ، وشرّفه على خلقه ، فأشرف الناس من تشرف به ، وأولاهم بالأمر أخصهم به ، وإنما على الأمّة التسليم لنبيها ، إذا اختاره الله لها ، فإنه إنما اختار محمدا (ص) بعلمه ، وهو العليم الخبير ، واستغفر الله لي ولكم ».

وتكلم من بعده عبد الله بن جعفر فقال :

« الحمد لله أهل الحمد ومنتهاه : نحمده على إلهامنا حمده ، ونرغب إليه في تأدية حقه ، وأشهد أن لا إله إلا الله واحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأن محمدا عبده ورسوله (ص).

أما بعد : فان هذه الخلافة إن أخذ فيها بالقرآن ، فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، وإن أخذ فيها بسنة رسول الله (ص) فأولو رسول الله (ص) ، وإن أخذ فيها بسنة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر من آل الرسول؟ وأيم الله لو ولوه بعد نبيهم لوضعوا الأمر موضعه لحقه وصدقه ، ولأطيع الرحمن وعصي الشيطان ، وما اختلف في الأمّة سيفان ، فاتق الله يا معاوية ، فانك قد صرت راعيا ، ونحن رعية ، فانظر لرعيتك ، فانك مسئول عنها غدا ، وأما ما ذكرت من ابني عمي ، وتركك أن تحضرهما ، فو الله ما أصبت الحق ، ولا يجوز لك ذلك إلا بهما ، وإنك لتعلم انهما معدن العلم

٤٣٢

والكرم ، فقل أودع واستغفر الله لي ولكم ».

وبيّن عبد الله بن جعفر استحقاق أهل البيت (ع) للخلافة على جميع الوجوه فان كان مدرك استحقاقها القرآن الكريم فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ، وإن كانت السنة المقدسة قال الرسول أولى بالأمر من غيرهم ، وإن كانت سنة الشيخين قال الرسول (ص) أولى بالأمر وذلك لمواهبهم وكمالهم وتقدمهم على غيرهم بالعلم والفضل ، ثم بيّن الأضرار الناجمة من ترك الأمّة لهم وعدم اتباعهم ، وانبرى من بعده عبد الله بن الزبير فقال :

« الحمد لله الذي عرفنا دينه ، وأكرمنا برسوله ، أحمده على ما أبلى وأولى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد : فان هذه الخلافة لقريش خاصة ، تتناولها بمآثرها السنية وأفعالها المرضية ، مع شرف الآباء وكرم الأبناء ، فاتق الله يا معاوية وأنصف نفسك ، فإن هذا عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله (ص) ، وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عم رسول الله (ص) ، وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمة رسول الله ، وعلي خلف حسنا وحسينا وأنت تعلم من هما ، وما هما ، فاتق الله يا معاوية ، وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك ».

وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة ، وحفزهم لمعارضة معاوية وإفساد مهمته ، وانبرى من بعده عبد الله بن عمر فقال :

« الحمد لله الذي أكرمنا بدينه ، وشرفنا بنبيه (ص).

أما بعد : فإن هذه الخلافة ليست بهرقلية ، ولا قيصرية ، ولا كسروية يتوارثها الأبناء عن الآباء ، ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي ، فو الله ما أدخلنى مع الستة من أصحاب الشورى إلا على أن الخلافة ليست

٤٣٣

شرطا مشروطا ، وإنما هي في قريش خاصة ، لمن كان لها أهلا ممن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ممن كان أتقى وأرضى ، فإن كنت تريد الفتيان من قريش فلعمري إن يزيد من فتيانها ، واعلم انه لا يغني عنك من الله شيئا ».

لقد شجب ابن عمر بيعة يزيد ولكنه لم يلبث أن سمع وأطاع وبايع له لأن معاوية قد أرشاه بمائة ألف دينار(1) وبذلك فقد باع عليه ضميره ودينه.

ومهما يكن من شيء فان معاوية قد ثقل عليه كلام هؤلاء النفر فلقد جابهوه بعدم صلاحية ابنه للخلافة ، وانهم أولى بها منه ، وانبرى إليهم مجيبا :

« قد قلت وقلتم ، وإنه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء ، فابني أحب إلي من أبنائهم ، مع ان ابني إن قاولتموه وجد مقالا ، وإنما كان هذا الأمر لبني عبد مناف لأنهم أهل رسول الله (ص) فلما مضى رسول الله ولىّ الناس أبا بكر وعمر من غير معدن الملك والخلافة ، غير أنهما سارا بسيرة جميلة ثم رجع الملك الى بني عبد مناف فلا يزال فيهم الى يوم القيامة وقد أخرجك الله يا ابن الزبير وأنت يا ابن عمر منها ، فأما ابنا عمي هذان فليسا بخارجين من الرأي إن شاء الله ».

وعلى أي حال فقد فشل معاوية فى مهمته ونزح عن يثرب وولى الى عاصمته ، وأعرض عن ذكر بيعة يزيد(2) فلقد عرف انها لا تتم ما دام الحسن حيا ، فأخذ يطيل التفكير في كيفية اغتيال الإمام حتى يتم له الأمر وقد توصل الى ما أراد ، فاغتاله بالسم كما سنبينه عند نهاية المطاف من هذا الكتاب.

__________________

(1) سنن البيهقي 8 / 159 ، تأريخ ابن كثير 8 / 137 ، فتح الباري 13 / 59.

(2) الامامة والسياسة 1 / 180 ـ 183 ، جمهرة الخطب 2 / 233 ـ 236.

٤٣٤

لقد اتخذ معاوية بعد اغتياله للإمام جميع التدابير ، واعتمد على جميع الوسائل فى ارغام المسلمين على بيعة يزيد ، وفرضه حاكما عليهم ، وقد راسل الوجوه من أبناء المهاجرين والأنصار يدعوهم الى ذلك ، وذكر المؤرخون نصوص رسائله مع أجوبتهم له ، وقد كتب الى الإمام الحسينعليه‌السلام ما نصه :

« أما بعد : فقد انتهت إلي منك امور ، لم أكن أظنك بها رغبة عنها ، وإن أحق الناس بالوفاء لمن أعطى بيعة من كان مثلك ، في خطرك وشرفك ، ومنزلتك التي أنزلك الله بها ، فلا تنازع الى قطيعتك ، واتق الله ، ولا تردن هذه الأمّة في فتنة ، وانظر لنفسك ودينك وأمّة محمد ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون »

وأجابه أبو الشهداء (ع) فذكر له الاحداث الجسام التي ارتكبها وعرض عليه ما مني به المسلمون من الظلم والجور فى دوره ، وقد استشهدنا ببعض فصوله للاستدلال به على شجب الإمام الحسين (ع) لموبقات معاوية وقد جاء فى آخر جوابه ما لفظه :

« وقلت فيما قلت : لا ترد هذه الأمّة في فتنة. وإني لا أعلم فتنة لها أعظم من امارتك عليها.

وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ، ولأمّة محمد ، وإني والله ما أعرف أفضل من جهادك ، فإن أفعل فإنه قربة الى ربي ، وإن لم أفعل فأستغفر الله لذنبي وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى.

وقلت فيما قلت : متى تكدني أكدك ، فكدني يا معاوية فيما بدا لك فلعمري لقديما يكاد الصالحون ، وإني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك ، ولا تمحق إلا عملك ، فكدني ما بدا لك.

٤٣٥

واتق الله يا معاوية ، واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها! واعلم أن الله ليس بناس لك ، قتلك بالظنة ، وأخذك بالتهمة وامارتك صبيا يشرب الخمر ، ويلعب بالكلاب!! ما أراك إلا وقد أوبقت نفسك ، وأهلكت دينك ، وأضعت الرعية والسلام. »(1)

ولم يجد مع ابن هند النصح ، ولا التحذير من عقوبة الله ، فقد راح يعمل بوحي من جاهليته الى ضرب الإسلام ، والى ارغام المسلمين على مبايعة يزيد المستحل لجميع ما حرم الله.

سفره الثاني الى يثرب :

ولما رأى معاوية أن خيار الصحابة ، وأبناء المهاجرين والأنصار لم يستجيبوا لدعوته ، وأصروا على رفض بيعة يزيد سافر مرة أخرى الى يثرب ، وقد أحاط نفسه بالقوى العسكرية ليرغم الجبهة المعارضة على الاستجابة له ، وفي اليوم الثاني من قدومه أرسل الى الإمام الحسين ، والى عبد الله بن عباس ، وسبق ابن عباس فأجلسه معاوية عن يساره وشاغله بالحديث حتى أقبل الحسين (ع) فأجلسه عن يمينه وسأله عن بني الحسن وعن أسنانهم فاخبره بذلك ، وخطب معاوية خطبة أشاد فيها بيزيد ، وذكر علمه بالقرآن والسنة ، وحسن سياسته ، ثم دعاهم الى بيعته والى الاستجابة لقوله.

خطبة الامام الحسين :

وقام أبي الضيم بعد خطاب معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 188 ـ 190.

٤٣٦

« أما بعد : يا معاوية ، فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول (ص) من جميع جزءا ، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله (ص) من ايجاز الصفة ، والتنكب عن استبلاغ النعت ، وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبح فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السرج ، ولقد فضلت حتى أفرطت ، واستأثرت حتى أجحفت ، ومنعت حتى بخلت ، وجرت حتى جاوزت ، ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب ، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ، ونصيبه الأكمل.

وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمّة محمد ، تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوبا ، أو تنعت غائبا ، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحمام السبّق لأترابهن ، والقيان ذوات المعازف ، وضروب الملاهي تجده ناصرا.

ودع عنك ما تحاول!! فما أغناك أن تلقي الله بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه ، فو الله ما برحت تقدح باطلا في جور ، وحنقا في ظلم ، حنى ملأت الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلا غمضة ، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ، ولات حين مناص ، ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا تراثا ، ولقد لعمر الله أورثنا الرسول (ص) ولادة ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول فاذعن للحجة بذلك ، ورده الإيمان الى النصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل وقلتم كان ويكون حتى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك فهناك فاعتبروا يا اولي الأبصار.

٤٣٧

وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (ص) وتأميره له ، وقد كان ذلك ، ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار لعمر الله يومئذ مبعثهم حتى أنف القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدوا عليه أفعاله ، فقال (ص) : لا جرم معشر المهاجرين لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري ، فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول فى أوكد الأحكام ، وأولاها بالمجتمع عليه من الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعا ، وحولك من لا يؤمن في صحبته ، ولا يعتمد فى دينه وقرابته وتتخطاهم الى مسرف مفتون ، تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي فى دنياه ، وتشقى بها في آخرتك ، إن هذا لهو الخسران المبين ، واستغفر الله لي ولكم. »

وذهل معاوية فنظر الى ابن عباس فقال له :

« ما هذا يا ابن عباس؟؟ »

« لعمر الله إنها لذرية الرسول ، وأحد أصحاب الكساء ، ومن البيت المطهر ، قاله عما تريد ، فإن لك في الناس مقنعا حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين »(1) .

وانصرف الإمام (ع) وترك الأسى يحر في نفس معاوية ، واعتمد معاوية بعد ذلك على جميع وسائل العنف والإرهاب ، فقد روى المؤرخون أنه لما كان في مكة أحضر الإمام الحسين ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن ابن أبي بكر ، وابن عمر وقال لهم : إني أتقدم إليكم ، إنه قد أعذر من أنذر ، إني كنت أخطب فيكم ، فيقوم إليّ القائم منكم فيكذبني على رءوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح. وإني قائم بمقالة ، فأقسم بالله لئن ردّ عليّ

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٤٣٨

أحدكم كلمة فى مقامى هذا ، لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى رأسه ، فلا يبقينّ رجل إلا على نفسه!

ودعا صاحب حرسه بحضورهم فقال له : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف ، فان ذهب رجل يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما؟!

وخرج وخرجت الجماعة معه فنزى على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

« إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتز أمر دونهم ، ولا يقضى إلا عن مشورتهم ، وانهم قد رضوا وبايعوا يزيد ، فبايعوا على اسم الله »(1) .

وبهذه الوسائل الرهيبة ، والكذب السافر حمل معاوية المسلمين على بيعة يزيد وقد انتهك بذلك الحرمات ، والقى المسلمين فى الفتن والبلاء.

عائشة وبيعة يزيد :

ولم تعارض عائشة هذه البيعة المشومة ، ولم تعمل أي عمل إيجابي ضد هذه الكارثة الكبرى التي روع بها المسلمون ، وانتهكت بها حرمة الإسلام ، فقد كانت تدلي بالرأي لمعاوية في حمل المعارضين على الطاعة فقد أوصته بالرفق بهم ، واللين معهم ليستجيبوا له قائلة :

« وارفق بهم ـ أي بالمعارضين ـ فإنهم يصيرون الى ما تحب إن شاء الله!! »(2)

__________________

(1) الكامل لابن الأثير وغيره.

(2) الإمامة والسياسة.

٤٣٩

لقد وقفت عائشة هذا الموقف المؤسف من بيعة يزيد الماجن الخليع وهي من دون شك تعلم بفسقه ، وبلعبه بالفهود والقرود ، واستباحته لما حرم الله ، إن الفكر ليقف حائرا أمام موقفها هذا ، وموقفها من بيعة أمير المؤمنين (ع) الذي هو أخو النبي وأبو سبطيه ، وباب مدينة علمه ، فإنها لما أخبرت ببيعته انهارت أعصابها ، وهتفت وهي حانقة مغيظة ، وبصرها يشير الى السماء ثم ينخفض فيشير الى الأرض قائلة :

« والله ليت هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لابن أبي طالب!! »

وقفلت راجعة الى مكة تحفز الجماهير لحرب الإمام رائد العدالة الاجتماعية الكبرى في الأرض ، فقادت الجيوش لمناجزته حتى أغرقت الأرض بالدماء ، وأشاعت الثكل والحزن والحداد بين المسلمين للإطاحة بحكمه.

وعلى أي حال ، فإن موقف عائشة من بيعة يزيد ، وتأييد ابن عمر وسائر القوى النفعية لها قد أخلد للمسلمين الفتن والمصاعب وجرّ لهم الويلات والخطوب ، فقد سارت الخلافة الإسلامية تنتقل بالوراثة الى الطلقاء وأبنائهم الذين لم يألوا جاهدا في الكيد للإسلام ، وفى نشر البغي والفساد في الأرض.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482