رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154255 / تحميل: 6240
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ولاية علي بن مسلم على الموصل ثم انتزاعها منه وانقراض أمر بني المسيب من الموصل:

ولما قتل إبراهيم وملك تُتُش الموصل ولّى عليها علي بن أخيه مسلم بن قريش، فدخلها مع أمه صفية عند ملك شاه، واستقرت هي وأعمالها في ولايته، وسار تُتُش إلى ديار بكر فملكها، ثم إلى أذربيجان فاستولى عليها. وزحف إليه بركيارق وابن أخيه ملك شاه وتقاتلا فانهزم تُتُش، وقام بمكانه ابنه رضوان وملك حَلب وأمره السلطان بركيارق بإطلاق كربوقا فأطلقه. واجتمعت عليه رجال، وجاء إلى حران فملكها، فكاتبه محمد بن مسلم بن قريش وهو بنصيبين ومعه توران بن وهيب وأبو الهيجاء الكردي يستنصرونه على علي بن مسلم بن قريش بالموصل، فسار إليهم وقبض على محمد بن مسلم وسار به إلى نصيبين فملكها. ثم سار إلى الموصل فامتنعت عليه ورجع إلى مدينة بلد. وقتل بها محمد بن مسلم غريقاً، وعاد إلى حصار الموصل، واستنجد علي بن مسلم بالأمير جكرمش صاحب جزيرة ابن عمر، فسار إليه منجداً له، وبعث كربوقا إليه عسكراً مع أخيه ألتوتناش، فرده مهزوماً إلى الجزيرة، فتمسك بطاعة كربوقا وجاء مدداً له على حصار الموصل، واشتد الحصار بعلي بن مسلم، فخرج من الموصل ولحق بصدقة بن مزيد بالحلَّة وملك كربوقا بلد الموصل بعد حصار تسعة أشهر. وانقرض ملك بني المسيب من الموصل وأعمالها واستولى عليها ملوك الغز من السلجوقية أمراؤهم والبقاء لله وحده.

ما جاء من أخبارهم بتاريخ أبي الفداء الجزء الثالث:

في هذه السنة (٣٨٠) استولى أبو الذوّاد محمد بن المسيب بن رافع بن المقلَّد بن جعفر أمير بني عقيل على الموصل، وقتل أبا الطاهر ابن ناصر الدولة بن حمدان، وقتل أولاده وعدة من قواده بعد قتال جرى بينهما واستقر أمر أبي الذوّاد بالموصل.

وفي سنة ٣٨٦ مات أبو ذَوّاد بن المسيب أمير الموصل وولي بعده أخوه المقلَّد بن المسيب.

وفي سنة ٣٩١ قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب بن رافع بن

٢٢١

المقلَّد بن جعفر بن عمر بن مهنا بن يُزَيدْ (بالتصغير) بن عبد الله بن زيد من ولد ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن العقيلي، وكان المقلَّد المذكور أعور، وأخوه أبو الذوّاد محمد بن المسيب هو أول من استولى منهم على الموصل وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة. واستمر مالكها حتى قتل في هذه السنة، قتله مماليكه التُّرك بالأنبار وكان قد عظم شأنه، ولما مات قام مقامه ابنه قرواش بن المقلَّد بن المسيب. وفي هذه الصفحة في حوادث سنة ٣٩٢ جرى بين قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي وبين عسكر بهاء الدولة حروب انتصر فيها قرواش، ثم انتصر عسكر بهاء الدولة.

وفي حوادث سنة ٤١١ في الموصل قبض معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد على وزيره أبي القاسم المغربي، ثم أطلقه فيما بعد وقبض أيضاً على سليمان بن فهد، وكان ابن فهد في حداثته بين يدي الصابي ببغداد، ثم صعد إلى الموصل وخدم المقلَّد بن المسيب والد قرواش، ثم نظر في ضياع قرواش فظلم أهلها، ثم سخط قرواش عليه وحبسه، ثم قتله وهو المذكور في شعر ابن الزمكدم في أبياته وهي:

ولـيل كـوجه البرقعيدي مظلم وبـرد أغـانيه وطـول قرونه

سـريت ونومي فيه نوم مشرد كـعقل سـليمان بن فهد ودينه

عـلى أولـق فـيه التفات كأنه أبـو جـابر في خطبه وجنونه

إلـى أن بدا نور الصباح كأنه سنى وجه قرواش وضوء جبينه

وكان من حديث هذه الأبيات أن قرواشاً جلس في مجلس شرابه في ليلة شاتية، وكان عنده المذكورون، وهم البرقعيدي وكان مغنياً لقرواش وسليمان بن فهد الوزير المذكور، وأبو جابر وكان حاجباً لقرواش. فأمر قرواش الزمكدم أن يهجو المذكورين ويمدحه فقال هذه الأبيات البديهية.

في حوادث سنة ٤٢٥ وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد صاحب نصيبين فقصد ولده قريش عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين واستقر قريش بها.

في حوادث سنة ٤٣٧ قتل عيسى بن موسى لهَمَذاني صاحب أربل،

٢٢٢

قتله ابنا أخ له وملكا قلعة أربل، وكان لعيسى أخ آخر اسمه سلار بن موسى قد نزل على قرواش صاحب الموصل لوحشة كانت بين سلار وأخيه عيسى. فلما بلغه قتل أخيه سار قرواش إلى أربل ومعه سلار فملكها وتسلمها سلار وعاد قرواش إلى الموصل.

في حوادث سنة ٤٤٢ استولى أبو كامل بركة بن المقلَّد، على أخيه قرواش بن المقلَّد، ولم يبق لقرواش مع أخيه المذكور تصرف في المملكة وغلب عليها أبو كامل المذكور ولقبُه زعيم الدولة.

في حوادث سنة ٤٤٣ تُوفِّي بركة بن المقلَّد بن المسيب بتكريت، واجتمع العرب وكبراء الدولة على إقامة ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلَّد وكان بدران بن المقلَّد المذكور صاحب نصيبين، ثم صارت لقريش المذكور بعده. وكان قرواش تحت الاعتقال منذ اعتقله أخوه بركة مع القيام بوظائفه ورواتبه، فلما تولّى قريش نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتقله بها.

في حوادث سنة ٤٤٤ مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة، أو منيع قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي الذي كان صاحب الموصل، وكان محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحمل فدفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وقيل: إن ابن أخيه قريش بن بدران المذكور أحضر عمه قرواشاً المذكور من الحبس إلى مجلسه وقتله فيه. وكان قرواش من ذوي العقل وله شعر حسن منه:

لـلـه در الـنـائبات فـإنه صدأ القلوب وصيقل الأحرار

مـا كنت إلاَّ زبرة فطبعنني سيفاً وأطلق صرفهن غراري

وجمع قرواش المذكور بين أختين في نكاحه، فقيل له: إن الشريعة تحرم ذلك، فقال: وأي شيء عندنا تجيزه الشريعة. وقال مرة: ما برقبتي غير خمسة أو ستة قتلتهم من البادية، وأما الحاضرة فلا يعبأ الله بهم.

في حوادث سنة ٤٥٠ سار إبراهيم نيال بعد انفصاله عن الموصل إلى هَمَذان وسار طغرلبك من بغداد في أثر أخيه أيضاً إلى هَمَذان، وتبعه من كان ببغداد من التُّرك، فقصد البساسيري بغداد ومعه قريش بن بدران

٢٢٣

العقيلي في مائتي فارس، ووصل إليها يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة غلام ونزل بمشرعة الزوايا. وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي خليفة مصر، وأمر فأذّن بحي على خير العمل ثم عبر عسكره إلى الزاهر، وخطب بالجمعة الأُخرى من وصوله للمصري بجامع الرصافة أيضاً، وجرى بينه وبين مخالفيه حروب في أثناء الأسبوع. وجمع البساسيري جماعته ونهب الحريم، ودخل الباب النوبي فركب الخليفة القائم لابساً للسواد، وعلى كتفه البردة وبيده سيف وعلى رأسه اللواء، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة وسرى النهب إلى باب الفردوس من داره، فلما رأى القائم ذلك رجع إلى ورائه، ثم صعد إلى المنظرة ومع القائم رئيس الرؤساء، وقال رئيس الرؤساء لقريش بن بدران: يا علم الدين أمير المؤمنين القائم يستذم بذمامك وذمام رسول الله وذمام العربية على نفسه وماله وأهل وأصحابه، فأعطى قريش بحضرته ذماماً، فنزل القائم ورئيس الرؤساء إلى قريش من الباب المقابل لباب الحَلبة وسارا معه، فأرسل البساسيري إلى قريش، وقال له: أتخالف ما استقر بيننا وتنقض ما تعاهدنا عليه، وكانا قد تعاهدا على المشاركة وأن لا يستبد أحدهما دون الآخر. ثم اتفقا على أن يسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري؛ لأنه عدوه ويبقى الخليفة عند قريش. وحمل قريش الخليفة إلى معسكره ببردته والقضيب ولوائه، ونهبت دار الخليفة وحريمها أياماً، ثم سلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارس. وسار به مهارس والخليفة في هودج إلى حديثة عانة، فنزل بها وسار أصحاب الخليفة إلى طغرلـبك، وأما البساسيري فإنه ركب يوم عيد النحر إلى المصلّى بالجانب الشرقي وعلى رأسه ألوية خليفة مصر، وأحسن إلى الناس، ولم يتعصب لمذهب، وكانت والدة القائم باقية، وقد قاربت تسعين سنة، فأفرد لها البساسيري داراً وأعطاها جاريتين من جواريها، وأجرى لها الجِراية، وكان قد حبس البساسيري رئيس الرؤساء، فأحضره من الحبس، فقال رئيس الرؤساء: العفو، فقال له البساسيري: أنت قدرت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان وفعلت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي. وجرى على رئيس الرؤساء أمور من التشهير الممقوت ما ندع ذكره، ومات تعذيباً وصلباً وأرسل البساسيري إلى المستنصر العلوي بمصر يعرِّفه بإقامة الخطبة له بالعراق، وكان الوزير هناك ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب

٢٢٤

من البساسيري. فبرَّد فعل البساسيري وخوف من عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم عادت بخلاف ما أمله. ثم سار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة فملكها. وأما طغرلبك فكان قد خرج عليه أخوه إبراهيم نيال وجرى بينه وبينه قتال، وآخره أن طغرلبك انتصر على أخيه إبراهيم نيال وأسره وخنقه بوتر، وكان قد خرج عليه مراراً وطغرلبك يعفو عنه، فلم يعف عنه في هذه المرة. وفي هذه السنة أعاد طغرلبك القائم إلى مقر ملكه وانتهى الأمر بقتل البساسيري.

في سنة ٤٥٢ تُوفِّي قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل ونصيبين، وكانت وفاته بنصيبين، وقام بالأمر بعده ابنه شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش.

في سنة ٤٥٨ أقطع ألب ارسلان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل، الأنبار، وتكريت زيادة على الموصل.

في سنة ٤٧٧ سار فخر الدولة بن جهير بعساكر السلطان ملكشاه إلى قتال شرف الدولة مسلم بن قريش، ثم سير السلطان ملكشاه إلى فخر الدولة جيشاً آخر فيهم الأمير أرتق بن أكسك، وقيل: أكسب، والأول أصح جد الملوك لأرتقية، فانهزم شرف الدولة مسلم وانحصر في آمد ونزل الأمير أرتق على آمد فحصره، فبذل له مسلم بن قريش مالاً جليلاً ليمكِّنه من الخروج من آمد، فأذن له أرتق وخرج شرف الدولة من آمد في حادي عشرين ربيع الأول من هذه السنة، فسار إلى الرقة وبعث إلى أرتق ما وعده به ثم سير السلطان عميد الدولة إلى الموصل، فاستولى عليها عميد الدولة، وهذا اقسنقر هو والد عماد الدولة زنكي، ثم أرسل مؤيد الملك بن نظام الملك إلى شرف الدولة بالعهود يستدعيه إلى السلطان. فقدم شرف الدولة إليه وأحضره عند السلطان ملكشاه بالبوازيج وكان قد ذهبت أمواله فاقترض شرف الدولة مسلم ما خدم به السلطان وقدم إليه خيلاً من جملتها فرسه الذي نجا عليه في المعركة، وكان اسم الفرس بشّار، وكان سابقاً وسابق به السلطان الخيل، فجاء سابقاً فقام السلطان قائماً لما تداخله من العجب فرضي السلطان على مسلم وخلع عليه وأقرَّه على بلاده.

٢٢٥

في حوادث هذه السنة نفسها قال: لما ملك سليمان بن قطلومش أنطاكية أرسل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب يطلب منه ما كان يحمله إليه أهل أنطاكية، فأنكر سليمان ذلك. وقال: إن صاحب أنطاكية كان نصرانياً فكنت تأخذ منه ذلك على سبيل الجزية. ولم يعطه شيئاً، فجمعا واقتتلا في الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في طرف أعمال أنطاكية، فانهزم عسكر مسلم، وقتل شرف الدولة مسلم في المعركة، وقُتِل بين يدي أربعمائة غلام من أحداث حَلب. وكان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب أحول، واتسع ملكه، وزاد على ملك من تقدمه من أهل بيته، فإنه ملك السندية التي على نهر عيسى إلى منبج، وديار ربيعة ومضر عن الجزيرة وحَلب وما كان لأبيه وعمه قرواش من الموصل وغيرها. وكان مسلم يسوس مملكته سياسة حسنة بالأمر والعدل. ولما قتل قصد بنو عقيل أخاه إبراهيم بن قريش وهو محبوس، فأخرجوه وملَّكوه، وكان قد مكث في الحبس سنين كثيرة بحيث صار لم يقدر على المشي لما خرج.

وأما قلعة حَلب فكان بها منذ قتل مسلم بن قريش سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وهو ابن عم شرف الدولة مسلم، فحاصر تُتُش القلعة سبعة عشر يوماً، فبلغه وصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه.

ولما قتل سليمان بن قطلومش مسلم بن قريش أرسل إلى ابن الْحُتَّيتي العباسي مقدم أهل حَلب يطلب منه تسليمها، فاستمهله إلى أن يكاتب السلطان ملكشاه، وأرسل ابن الْحُتَّيتي استدعى تُتُش إلى حَلب، وكان مع تُتُش أرتق بن أكسك؛ وقد فارق خدمة ملكشاه خوفاً من إطلاق مسلم بن قريش من آمد، وكان ابن الْحُتَّيتي قد كاتب السلطان ملكشاه في أمر حَلب فسار إليها من أصفهان في جمادى الآخرة، فملك في طريقه حران وأقطعها لمحمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش. ثم سار إلى الرها فملكها وملك قلعة جعبر، ثم ملك منبج وسار إلى حَلب فلما قاربها رحل أخوه تُتُش عنها على البرية وتوجَّه إلى دمشق، ووصل السلطان إلى حَلب وتسلمها وتسلم القلعة من سالم بن مالك بن بدران العقيلي على أن يعوضه بقلعة جعبر

٢٢٦

فبقيت بيده ويد أولاده إلى أن أخذها منهم نور الدين محمود بن زنكي.

سنة ٤٨٦ وفيها تحرك تُتُش من دمشق لطلب السلطنة بعد موت أخيه ملكشاه، واتفق معه اقسنقر صاحب حَلب، وخطب له باغي سيان صاحب أنطاكية وبران صاحب الرها. وسار تُتُش ومعه اقسنقر فافتتح نصيبين عنوة ثم قصد الموصل، وكنا قد ذكرنا (أبو الفداء) في سنة سبع وسبعين وأربعمائة أنه لما قتل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب وغيرهما استولى على الموصل إبراهيم بن قريش أخو مسلم. ثم إن ملكشاه قبض على إبراهيم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وأخذ منه الموصل، وبقي إبراهيم معه حتى مات ملكشاه، فأطلق إبراهيم وسار إلى الموصل وملكها. فلما قصد تُتُش في هذه السنة الموصل خرج إبراهيم لقتاله، والتقوا بالمضيّع من أعمال الموصل، وجرى بينهم قتال شديد انهزمت فيه المواصلة، وأخذ إبراهيم بن قريش أسيراً وجماعة من أمراء العرب، فقُتلوا وملك تُتُش الموصل، واستثاب عليها علي بن مسلم بن قريش وأمه صفية عمة تُتُش، وأرسل تُتُش إلى بغداد يطلب الخطبة فتوقفوا فيها. ثم سار تُتُش واستولى على ديار بكر.

في سنة ٤٨٩ بعد مقتل تُتُش سنة ٤٨٨ قصد كربوغا نصيبين، وبها محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش، فطلع محمد إلى كربوغا واستحلفه ثم غدر كربوغا بمحمد، وقبض عليه وحاصر نصيبين وملكها، ثم سار إلى الموصل وقتل في طريقه محمد بن مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب، وحصر الموصل وبها علي بن مسلم أخو محمد المذكور من حين استنابه بها تتش، فلما ضاق عليه الأمر هرب من الموصل إلى صدقة بن مزيد بالحلَّة بعد حصار تسعة أشهر.

سنة ٥١٩ وفيها مات سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب قلعة جعبر، وملكها بعده ابنه مالك بن سالم.

الجزء الثالث ص١٨ سنة (٥٤١) سار عماد الدين زنكي، ونزل على قلعة جعبر وحصرها وصاحبها علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وأرسل عسكراً إلى قلعة فنك وهي تجاور جزيرة ابن عمر، فحصرها أيضاً وصاحبها حسام الدين الكردي البشنوي.

٢٢٧

ولما طال على زنكي منازلة قلعة جعبر أرسل مع حسَّان البعلبكي الذي كان صاحب منبج يقول لصاحب قلعة جعبر: قل لي من يخلصك مني،فقال صاحب قلعة جعبر لحسَّان: يخلصني منك الذي خلصك من بلك بن بهرام بن أرتق، وكان بلك محاصراً منبج، فجاءه سهم قتله فرجع حسَّان إلى زنكي ولم يخبره بذلك فاستمر زنكي منازلاً قلعة جعبر، فوثب عليه جماعة من مماليكه وقتلوه في خامس ربيع الآخر من هذه السنة بالليل وهربوا إلى قلعة جعبر، فصاح من بها على العسكر وأعلموهم بقتل زنكي فدخل أصحابه إليه وبه رمق ودفن بالرقة.

سنة ٥٦٤ في هذه السنة ملك نور الدين محمود قلعة جعبر وأخذها من صاحبها شهاب الدين مالك بن علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وكانت بأيديهم من أيام السلطان ملكشاه، ولم يقدر نور الدين على أخذها إلا بعد أن أسر صاحبها مالك المذكور بنو كِلاب، وأحضروه إلى نور الدين محمود، واجتهد به على تسليمها فلم يفعل، فأرسل عسكراً مقدمهم فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني وردفه بعسكر آخر مع مجد الدين أبي بكر المعروف بابن الداية، وكان رضيع نور الدين وحصروا قلعة جعبر، فلم يظفروا منها بشيء وما زالوا على صاحبها مالك حتى سلمها وأخذ عنها عوضاً مدينة سروج بأعمالها والملوحة من بلد حَلب وعشرين ألف دينار معجلة وباب بزاعة.

ما جاء في كامل ابن الأثير من أوليتهم وأخبارهم

الجزء التاسع في سنة ٣٠٨ لما ملك أبو طاهر والحسين ابنا حمدان بلاد الموصل طمع فيها باذ وجمع الأكراد، فأكثر وممن أطاعه الأكراد البشنوية أصحاب قلعة فنك، وكانوا كثيراً وكاتب أهل الموصل فاستمالهم فأجابه بعضهم، فسار إليهم ونزل بالجانب الشرقي فضعفا عنه. وراسلا أبا الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل واستنصراه، فطلب منهما جزيرة ابن عمر ونصيبين وبلداً غير ذلك. فأجاباه إلى ما طلب، وانتهى الأمر بانتصار الأميرين الحماديين بمناصرة أبي الذوّاد على باذ، فكانت هذه أول إمرة لبني عقيل في دولة بني حمدان.

في سنة ٣٨٠ لما انهزم أبو طاهر بن حمدان من أبي علي بن مروان

٢٢٨

سار إلى نصيبين في قلة من أصحابه وكانوا قد تفرقوا، فطمع فيه أبو الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل، وكان صاحب نصيبين حينئذ، فثار بأبي طاهر، فأسره وأسر ولده وعدة من قوادهم، وقتلهم وسار إلى الموصل فملكها وأعمالها، وكاتب بهاء الدولة يسأله أن ينفذ إليه من يقيم عنده من أصحابه يتولّى الأمور. فسيَّر إليه قائداً من قواده وكان بهاء الدولة قد سار من العراق إلى الأهواز، وأقام نائب بهاء الدولة وليس له من الأمر شيء، ولا يحكم إلا فيما يريده أبو الذوَّاد.

في سنة (٣٨٢) كان بهاء الدولة قد أنفذ أبا جعفر الحجاج بن هرمز في عسكر كثير إلى الموصل، فملكها آخر سنة إحدى وثمانين، فاجتمعت عقيل وأميرهم أبو الذواد محمد بن المسيب على حربه، فجرى بينهم عدة وقائع ظهر من أبي جعفر فيها بأس شديد حتى أنه كان يضع له كرسياً بين الصفين ويجلس عليه. فهابه العرب، واستمد من بهاء الدولة عسكراً فأمده بالوزير أبي القاسم علي بن أحمد، وكان مسيره أول هذه السنة. فلما وصل إلى العسكر كتب بهاء الدولة إلى أبي جعفر بالقبض عليه، فعلم أبو جعفر أنه إن قبض عليه اختلف العسكر وظفر به العرب، فتراجع في أمره. وكان سبب ذلك أن ابن المعلم كان عدواً له، فسعى به عند بهاء الدولة فأمر بقبضه، وكان بهاء الدولة أذناً يسمع ما يقال له ويفعل به، وعلم الوزير الخبر، فشرع في صلح أبي الذوّاد وأخذ رهائنه والعود إلى بغداد فأشار عليه أصحابه باللحاق بأبي الذوّاد، فلم يفعل أنفة وحسن عهد فلما وصل إلى بغداد رأى ابن المعلم قد قُبِض وقُتِل وكُفِي شره. ولما أتاه خبر قبض ابن المعلم وقتله ظهر عليه الانكسار، فقال له خواصه: ما هذا الهم وقد كفيت شر عدوك، فقال: إن ملكاً قرب رجلاً كما قرب بهاء الدولة ابن المعلم، ثم فعل به هذا لحقيق بأن تخاف ملابسته. وكان بهاء الدولة قد أرسل الشريف أبا أحمد الموسوي رسولاً إلى أبي الذوّاد فأسره العرب ثم أطلقوه، فورد إلى الموصل وانحدر إلى بغداد.

سنة (٣٨٦) في هذه السنة ملك المقلَّد بن المسيب مدينة الموصل، وكان سبب ذلك أن أخاه أبا الذَّوّاد تُوفِّي في هذه السنة، فطمع المقلَّد في الإمارة فلم تساعده عقيل على ذلك، وقلدوا أخاه علياً؛ لأنه أكبر منه فشرع المقلَّد واستمال الديلم الذين كانوا مع أبي جعفر الحجاج بالموصل فمال

٢٢٩

إليه بعضهم، وكتب إلى بهاء الدولة يضمن منه البلد بألفي ألف درهم كل سنة، ثم حضر عند أخيه علي وأظهر له أن بهاء الدولة قد ولاه الموصل وسأله مساعدته على أبي جعفر؛ لأنه قد منعه عنها، فساروا ونزلوا على الموصل، فخرج إليهم كل من استماله المقلَّد من الديلم، وضعف الحجاج وطلب منهم الأمان فأمنوه ووعدهم يوماً يخرج إليهم فيه. ثم إنه انحدر في السفن قبل ذلك اليوم، فلم يشعروا به إلا بعد انحداره، فتبعوه فلم ينالوا منه شيئاً ونجا بماله منهم، وسار إلى بهاء الدولة ودخل المقلَّد البلد. واستقر الأمر بينه وبين أخيه على أن يخطب لهما ويقدِّم علي لكبره ويكون له معه نائب يجبي المال، واشتركا في البلد والولاية وسار علي إلى البر وأقام المقلَّد وجرى الأمر على ذلك مدة مديدة، ثم تشاجروا واختصموا وكان المقلَّد يتولّى حماية غربي الفرات من أرض العراق، وكان له ببغداد نائب فيه تهور، فجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة مشاجرة، فكتب إلى المقلَّد يشكو، فانحدر من الموصل في عساكره وجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة حرب انهزموا فيها. وكتب إلى بهاء الدولة يعتذر وطلب إنفاذ من يعقد عليه ضمان القصر وغيره، وكان بهاء الدولة مشغولاً بمن يقاتله من عساكر أخيه، فاضطر إلى المغالطة، ومد المقلَّد يده فأخذ الأموال، فبرز نائب بهاء الدولة ببغداد وهو حينئذ أبو علي بن إسماعيل، وخرج إلى حرب المقلَّد، فبلغ الخبر إليه فأنفذ أصحابه ليلاً فاقتتلوا وعادوا إلى المقلَّد، فلما بلغ الخبر إلى بهاء الدولة بمجيء أصحاب المقلَّد إلى بغداد أنفذ أبا جعفر الحجاج إلى بغداد وأمره بمصالحة المقلَّد والقبض على أبي علي بن إسماعيل. فسار إلى بغداد في آخر ذي الحجَّة، فلما وصل إليها أرسله المقلَّد في الصلح، فاصطلحا على أن يحمل لبهاء الدولة عشرة آلاف دينار، ولا يأخذ من البلاد إلا رسم الحماية، ويخطب لأبي جعفر بعد بهاء الدولة، وأن يخلع على المقلَّد الخلع السلطانية،ويُلقَّب بحسام الدولة، ويقطع الموصل والكوفة والقصر والجامعين. واستقر الأمر على ذلك، وجلس القادر بالله له ولم يف المقلَّد من ذلك بشيء إلا بحمل المال، واستولى على البلاد ومد يده في المال وقصده المتصرفون والأماثل وعظم قدره.

سنة (٣٨٧): في هذه السنة قبض المقلَّد على أخيه علي؛ وكان سبب ذلك ما تقدم ذكره من الاختلاف الواقع بين أصحابهما واشتغل المقلَّد بما

٢٣٠

سبق بيانه بالعراق، فلما خلا وجهه وعاد إلى الموصل عزم على الانتقام من أصحاب أخيه، ثم خافه وعمل الحيلة في قبض أخيه، فأحضر عسكره من الديلم والأكراد، وأعلمهم أنه يريد قصد دقوقا وحلَّفهم على الطاعة، وكانت داره ملاصقة دار أخيه، فنقب في الحائط ودخل عليه وهو سكران فأخذه وأدخله الخزانة، وقبض عليه وأرسل إلى زوجته يأمرها بأخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق بتكريت قبل أن يسمع أخوه الحسن الخبر. ففعلت ذلك وخلصت، وكانت في الحلَّة التي له على أربعة فراسخ من تكريت وسمع الحسن الخبر، فبادر إلى الحلَّة ليقبض أولاد أخيه فلم يجدهم. وأقام المقلَّد بالموصل يستدعي رؤساء العرب ويخلع عليهم، واجتمع عنده زهاء ألفي فارس، وسار الحسن إلى حلل أخيه ومعه أولاد أخيه علي وحرمه ويستنفرهم على المقلَّد، واجتمع معهم نحو عشرة آلاف وراسل المقلَّد يؤذنه بالحرب، فسار عن الموصل وبقي بينهم، فنزل واحد ونزل بإزاء العلث، فحضره وجوه العرب واختلفوا عليه، فمنهم من أشار بالحرب منهم رافع بن محمد بن مقن، ومنهم من أشار بالكف عن القتال وصلة الرحم منهم غريب بن محمد بن مقن، وتنازع هو وأخوه فبينما هم في ذلك قيل للمقلَّد: إنّ أختك رهيلة بنت المسيب تريد لقاءك وقد جاءتك، فركب وخرج إليها، فلم تزل معه حتى أطلق أخاه علياً ورد إليه ماله ومثله معه وأنزله في خيم ضربها له. فسر الناس بذلك، وتحالفا وعاد إلى حلته وعاد المقلَّد إلى الموصل، وتجهَّز للمسير إلى أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي؛ لأنه تعصب لأخيه علي وقصد ولاية المقلَّد بالأذى فسار إليه. ولما خرج علي من محبسه اجتمع العرب إليه، وأشاروا عليه بقصد أخيه المقلَّد فسار إلى الموصل، وبها أصحاب المقلَّد وامتنعوا عليه فافتتحها، فسمع المقلَّد بذلك فعاد إليه، واجتاز في طريقه بحلة أخيه الحسن، فخرج إليه ورأى كثرة عسكره، فخاف على أخيه علي منه، فأشار عليه بالوقوف ليصلح الأمر، وسار إلى أخيه علي، وقال له: إن الأعور يعني المقلَّد قد أتاك بحده وحديده وأنت غافل، وأمره بإفساد عسكر المقلَّد، فكتب إليهم فظفر المقلَّد بالكتب، فأخذها وسار مجدِّاً إلى الموصل، فخرج إليه أخواه علي والحسن وصالحاه ودخل الموصل وهما معه. ثم خاف علي فهرب من الموصل ليلاً وتبعه الحسن وتردُّدت الرسل بينهم، فاصطلحوا على أن يدخل أحدهما البلد في غيبة الآخر، وبقوا كذلك

٢٣١

إلى سنة تسع وثمانين ومات علي سنة تسعين وقام الحسن مقامه، فقصده المقلَّد ومعه بنو خفاجة، فهرب الحسن إلى العراق وتبعه المقلَّد، فلم يدركه فعاد، ولما استقر أمر المقلَّد بعد أخيه علي سار إلى بلد علي بن مزيد الأسدي، فدخله ثانية والتجأ ابن مزيد إلى مهذّب الدولة، فتوسط ما بينه وبين المقلَّد. وأصلح الأمر معه، وسار المقلَّد إلى دقوقا فملكها ثم ملكها عليه جبريل بن محمد، ثم عادت إلى المقلَّد، ثم ملكها محمد بن عناز بعده، ثم أخذها بعده قرواش، ثم انتقلت إلى فخر الدولة أبي غالب ثم إلى جبريل وموصك بن جكويه من أمراء الأكراد، ثم قصدها بدران بن المقلَّد وأخذها منهما.

سنة (٣٩١): في هذه السنة قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب العقيلي غيلة قتله مماليك له ترك. وكان سبب قتله أن هؤلاء الغلمان كانوا قد هربوا منه فتبعهم وظفر بهم وقتل منهم وقطع وأعاد الباقين، فخافوه على نفوسهم فاغتنم بعضهم غفلته وقتلوه بالأنبار. وكان قد عظم أمره وراسل وجوه العساكر ببغداد، وأراد التغلب على الملك، فأتاه الله من حيث لا يشعر. ولما قُتِل كان ولده الأكبر قرواش غائباً، وكانت أمواله وخزائنه بالأنبار فخاف نائبه عبد الله بن إبراهيم بن شهرويه بادرة الجند، فراسل أبا منصور بن قراد اللديد، وكان بالسندية فاستدعاه إليه، وقال له: أن أجعل بينك وبين قراوش عهداً وأُزوجه ابنتك، وأقاسمك على ما خلفه أبوه وتساعده على عمه الحسن إن قصده وطمع فيه. فأجابه إلى ذلك وحمى الخزائن والبلد، وأرسل عبد الله إلى قرواش يحثه على الوصول، فوصل وقاسمه على المال وأقام قراد عنده، ثم إن الحسن بن المسيب جمع مشايخ عقيل وشكا قرواشاً إليهم وما صنع مع قراد، فقالوا له: خوفُه منك حمله على ذلك، فبذل من نفسه الموافقة له والوقوف عند رضاه، وسفر المشايخ بينهما فاصطلحا، واتفقا على أن يسير الحسن إلى قرواش شبه المحارب ويخرج هو وقراد لقتاله، فإذا لقي بعضهم بعضاً عادوا جميعاً على قراد فأخذوه. فسار الحسن وخرج قرواش وقراد لقتاله. فلما تراءى الجمعان جاء بعض أصحاب قراد إليه فأعلمه الحال، فهرب على فرس له وتبعه قرواش والحسن فلم يدركاه، وعاد قرواش إلى بيت قراد، فأخذ ما فيه من الأموال التي أخذها من قرواش وهي بحالها. وسار قرواش إلى الكوفة فأوقع بخفاجة

٢٣٢

عندها وقعة عظيمة، فساروا بعدها إلى الشام، فأقاموا هناك حتى أحضرهم أبو جعفر الحجاج.

سنة (٣٩٢): في هذه السنة سيَّر قرواش بن المقلَّد جمعاً من عقيل إلى المدائن، فحصروها فسيَّر إليهم أبو جعفر نائب بهاء الدولة جيشاً فأزالوهم عنها، فاجتمعت عقيل وأبو الحسن مزيد في بني أسد وقويت شوكتهم. فخرج الحجاج إليهم واستنجد خفاجة وأحضرهم من الشام فاجتمعوا معه واقتتلوا بنواحي (باكرم) في رمضان، فانهزمت الديلم والتُّرك وأُسر منهم خلق كثير واستبيح عسكرهم، فجمع أبو جعفر من عنده من العسكر وخرج إلى بني عقيل وابن مزيد، وقتل من أصحابهم خلق كثير وأسر مثلهم وسار إلى حلل ابن مزيد فأوقع بمن فيها فانهزموا أيضاً، فنهبت الحلل والبيوت والأموال، ورأوا فيها من العين والمصاغ والثياب ما لا يقدر قدره.

سنة (٣٩٧): في المحرم جرت وقعة بين معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلَّد العقيلي وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي. وكان سببها أن قرواش جمع جمعاً كثيراً وسار إلى الكوفة وأبو علي غائب عنها، فدخلها ونزل بها وعرف أبو علي الخبر فسار إليه فالتقوا واقتتلوا، فانهزم قرواش وعاد إلى الأنبار مغلولاً، وملك أبو علي الكوفة وأخذ أصحاب قرواش فصادرهم.

سنة (٣٩٩): في هذه السنة قتل عيسى بن خلاط العقيلي أبا علي بن ثمال الخفاجي الذي كان والياً للحاكم بأمر الله صاحب مصر على الرحبة، وملكها، وأقام فيها مدة ثم قصده بدران بن المقلَّد، فأخذها منه وبقيت لبدران، فأمر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق لؤلؤاً البشاري بالمسير إليها، فقصد الرقة أولاً وملكها، ثم سار إلى الرحبة وملكها، ثم انتهى أمر ملكها إلى صالح بن مرداس صاحب حَلب.

سنة (٤٠١): في هذه السنة أيضاً خطب قرواش بن المقلَّد أمير بني عقيل للحاكم بأمر الله العلوي صاحب مصر بأعماله كلها، وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها، وكان ابتداء الخطبة بالموصل: (الحمد لله الذي انجلت بنوره غمرات الغضب، وانهدَّت بقدرته أركان النصب، وأطلع

٢٣٣

بنوره شمس الحق من العرب. فأرسل القادر بالله أمير المؤمنين القاضي أبا بكر بن الباقلاني إلى بهاء الدولة يعرفه ذلك، وأن العلويين والعباسيين انتقلوا من الكوفة إلى بغداد، فأكرم بهاء الدولة القاضي أبا بكر، وكتب إلى عميد الجيوش يأمره بالمسير إلى حرب قرواش، وأطلق له مائة ألف دينار ينفقها في العسكر، وخلع على القاضي أبي بكر وولاّه قضاء عمان والسواحل، وسار عميد الجيوش إلى حرب قرواش، فأرسل يعتذر وقطع خطبة العلويين وأعاد خطبة القادر بالله.

سنة (٤٠١): وفيها تُوفِّي أبو عبد الله محمد بن مقن بن مقلد بن جعفر بن عمر بن المهيا العقيلي، وفي مقلد يجتمع آل المسيب وآل مقن، وكان عمره مائة وعشرة سنين، وكان بخيلاً شديد البخل وشهد مع القرامطة أخذ الحجر الأسود.

سنة (٤١٧): في هذه السنة اجتمع دُبيس بن علي بن مزيد الأسدي وأبو الفتيان منيع بن حسَّان أمير خفاجة، وجمعا عشائرهما وغيرهم، وانضاف إليهما عسكر بغداد على قتال قرواش بن المقلَّد العقيلي؛ وكان سببه أن خفاجة تعرضوا إلى السواد وما بيد قرواش منه، فانحدر من الموصل لدفعهم فاستعانوا بدُبيس، فسار إليهم واجتمعوا، فأتاهم عسكر بغداد فالتقوا بظاهر الكوفة وهي لقرواش، فجرى بين مقدمته ومقدمتهما مناوشة وعلم قرواش أنه لا طاقة له بهم، فسار ليلاً جريدة في نفر يسير وعلم أصحابه بذلك فتبعوه منهزمين، فوصلوا إلى الأنبار وسارت أسد وخفاجة خلفهم. فلما قاربوا الأنبار فارقها قرواش إلى حلله، فلم يمكنهم الإقدام عليه واستولوا على الأنبار ثم تفرقوا.

وفي هذه السنة أصعد الأثير عنبر إلى الموصل من بغداد، وكان سببه أن الأثير كان حاكماً في الدولة البويهية ماضي الحكم نافذ الأمر والجند من أطوع الناس له وأسمعهم لقوله. فلما كان الآن زال ذلك وخالفه الجند فزالت طاعته عنهم، فلم يلتفتوا إليه فخافهم على نفسه، فسار إلى قرواش فندم الجند على ذلك وسألوه أن يعود فلم يفعل. وأصعد إلى الموصل مع قرواش فأخذ ملكه وإقطاعه بالعراق. ثم إن نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا جمعاً كثيراً من عقيل، وانضم إليهم بدران أخو قرواش وساروا يريدون حرب قرواش. وكان قرواش لما سمع خبرهم قد اجتمع

٢٣٤

هو وغريب بن معن والأثير عنبر، وأتاه مدد من ابن مروان، فاجتمع في ثلاثة عشر ألف مقاتل، فالتقوا عند بلد واقتتلوا وثبت بعضهم لبعض وكثر القتل. ففعل ثروان بن قراد فعلا جميلاً، وذلك أنه قصد غريباً في وسط المصاف واعتنقه وصالحه، وفعل أبو الفضل بدران بن المقلَّد بأخيه قرواش كذلك، فاصطلح الجميع وأعاد قرواش إلى أخيه بدران مدينة نصيبين.

الصفحة نفسها والسنة نفسها سار منيع بن حسَّان أمير خفاجة في الجامعين وهي لنور الدولة دُبيس فنهبها، فسار دُبيس في طلبه إلى الكوفة، ففارقها وقصد الأنبار، وهي لقرواش كان استعادها بعد ما ذكرناه قبل. فلما نازلها منيع قاتله أهلها، فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل جنود خفاجة الأنبار ونهبوها وأحرقوا أسواقها، فانحدر قرواش إليهم ليمنعهم، وكان مريضاً ومعه غريب والأثير عنبر، ثم تركها ومضى إلى القصر فاشتد طمع جنود خفاجة وعادوا إلى الأنبار فأحرقوها مرة ثانية. وسار قرواش إلى الجامعين فاجتمع هو ونور الدولة دُبيس بن مزيد في عشرة آلاف مقاتل. فلم يقدر قرواش في ذلك الجيش العظيم على هذه الألف، وشرع أهل الأنبار في بناء سور على البلد وأعادهم قرواش، وأقام عندهم الشتاء، ثم إن منيع بن حسَّان سار إلى الملك أبي كاليجار فأطاعه، فخلع عليه وأتى منيع الخفاجي إلى الكوفة، فخطب فيها لأبي كاليجار وأزال حكم عقيل عن سقي الفرات.

سنة (٤١٩): في هذه السنة في جمادى الأولى سار بدران بن المقلَّد العقيلي في جمع من العرب إلى نصيبين وحصرها، وكانت لنصر الدولة بن مروان، فخرج إليه عسكر نصر الدولة الذين بها وقاتلوه، فهزمهم واستظهر عليهم، وقتل جماعة من أهل نصيبين والعسكر، فسيَّر نصر الدولة عسكراً آخر نجدة لمن بنصيبين، فأرسل إليهم بدران عسكراً فلقوهم فقاتلوهم وهزموهم وقتلوا أكثرهم، فأزعج ذلك ابن مروان وأقلقه، فسير عسكراً آخر ثلاثة آلاف فارس، فدخلوا نصيبين واجتمعوا بمن فيها وخرجوا إلى بدران فاقتتلوا، فانهزم بدران ومن معه بعد قتال شديد وقت الظهر وتبعهم عسكر ابن مروان، ثم عطف عليهم بدران وأصحابه، فلم يثبتوا له. فأكثر فيهم القتل والأسر وغنم الأموال، فعاد عسكر ابن مروان مغلوبين، فدخلوا نصيبين فاجتمعوا بها، واقتتلوا مرة أُخرى وكانوا على السواء. ثم سمع بدران بأن

٢٣٥

أخاه قرواشاً قد وصل إلى الموصل، فرحل خوفاً منه؛ لأنهما كانا مختلفين.

في سنة (٤٢٠) يذكر دخول الغز ديار بكر ومقاومة قرواش لهم ويذكر ملكهم مدينة الموصل ومقاومة قرواش لهم وانكساره، ثم يذكر ظفر قرواش بهم ص ١٦٣ مما يجب أن يضم إلى أخبار بني المقلَّد مع ما ذكر في ص١٦٤.

في سنة (٤٢١) قد ذكرنا محاصرة بدران نصيبين، وأنه رحل عنها خوفاً من قرواش، فلما رحل شرع في إصلاح الحال معه فاصطلحا، ثم جرى بين قرواش ونصر الدولة بن مروان نفرة كان سببها أن نصر الدولة كان قد تزوج ابنة قرواش، فآثر عليها غيرها فأرسلت إلى أبيها تشكو منه، فأرسل يطلبها إليه، فسيرها فأقامت بالموصل، ثم إن ولد مستحفظ جزيرة ابن عمر وهي لابن مروان هرب إلى قرواش، وأطمعه في الجزيرة، فأرسل إلى نصر الدولة يطلب منه صداق ابنته، وهو عشرون ألف دينار ويطلب الجزيرة لنفقتها، ويطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها عام أول، وتردُّدت الرسل بينهما في ذلك، فلم يستقر حال فسير جيشاً لمحاصرة الجزيرة وجيشاً مع أخيه بدران إلى نصيبين، فحصرها بدران وأتاه قرواش، فحصرها معه فلم يُمْلَك واحِد من البلدين، وتفرق من كان معه من العرب والأكراد. فلما رأى بدران تفرق الناس عن أخيه سار إلى نصر الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين، فسلمها إليه وأرسل من صداق ابنة قرواش خمسة عشر ألف دينار واصطلحا.

وفي هذه السنة في جمادى الأولى اختلف قرواش وغريب بن مقن؛ وكان سبب ذلك أن غريباً جمع جمعاً كثيراً من العرب والأكراد، واستمد جلال الدولة فأمده بجملة صالحة من العسكر، فسار إلى تكريت فحصرها وهي لأبي المسيب رافع بن الحسين، وكان قد توجه إلى الموصل وسأل قرواشاً النجدة، فجمعا وحشدا وسارا منحدرين فيمن معهما، فبلغا الدكة وغريب يحاصر تكريت، وقد ضيَّق على من بها وأهلها يطلبون منه الأمان فلم يؤمنهم، فحفظوا نفوسهم وقاتلوا أشد قتال. فلما بلغه وصول قرواش ورافع سار إليهم، فالتقوا بالدكة واقتتلوا، فغدر بغريب بعض من معه ونهبوا سواده وسواد الأجناد الجلالية، فانهزم وتبعهم قرواش ورافع، ثم كفوا عنه وعن أصحابه ولم يتعرضوا إلى حلته وماله فيها وحفظوا ذلك أجمع، ثم إنهم تراسلوا واصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الوفاق.

٢٣٦

سنة (٤٢٥): وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد وقصد ولده عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين، وكان بنو نُمير قد طمعوا فيها وحصروها، فسار إليهم ابن بدران فدفعهم عنها.

سنة (٤٣٣) يذكر الحلف بين جلال الدولة وقرواش صاحب الموصل.

سنة (٤٤٠) ذكر الحلف بين قرواش والأكراد الحميدية والهذبانية. وفيها كانت الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بن المقلَّد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلَّد إلى عمّه قرواش وجمع جمعاً، وقاتل عمه أبا كامل، فظفر ونصر وانهزم أبو كامل ولم يزل قريش يغري قرواشاً بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما.

ظهور الخلاف بين قرواش وأخيه أبي كامل وصلحهما:

سنة (٤٤١): في هذه السنة ظهر الخلاف بين معتمد الدولة قرواش وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل ظهوراً آل إلى المحاربة، وقد تقدم سبب ذلك. فلما اشتد الأمر وفسد الحال فساداً لا يمكن إصلاحه جمع كل منهما جمعاً لمحاربة صاحبه، وسار قرواش في المحرم وعبر دجلة بنواحي بلد، وجاءه سليمان بن نصر الدولة بن مروان، وأبو الحسن بن عيسكان الحميدي وغيرهما من الأكراد، وساروا إلى معلثايا، فأخرجوا المدينة ونهبوها ونزلوا بالمُغيثة، وجاء أبو كامل فيمن معه من العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بابنيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم السبت ثاني عشر المحرم، وافترقوا من غير ظفر، ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم يلابس الحرب سليمان بن مروان بل كان ناحية، ووافقه أبو الحسن الحُميدي وساروا عن قرواش، وفارقه جمع من العرب وقصدوا أخاه، فضعف أمر قرواش وبقي في حلته وليس معه إلا نفر يسير فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده، فمنعهم وأسفر الصبح يوم الاثنين، وقد تسرع بعضهم ونهب بعضاً من عرب قرواش، وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجوراً عليه وجعل معه بعض زوجاته في دار. وكان مما فت في عضد قرواش وأضعف نفسه أنه كان قد قبض على قوم من الصيادين بالأنبار؛ لسوء طريقهم وفسادهم فهرب الباقون

٢٣٧

منهم وبقي بعضهم بالسندية، فلما كان الآن سار جماعة منهم إلى الأنبار وتسلقوا السور ليلة خامس المحرم من هذه السنة، وقتلوا حارساً وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل، فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل، فكثروا وثار بهم أصحاب قرواش، فاقتتلوا فظفروا وقتلوا من أصحاب معتمد الدولة قرواش جماعة وهرب الباقون. فبلغه خبر استيلاء أخيه، ولم يبلغه عود أصحابه. ثم إن المسيب وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه، فخاف أن يؤول الأمر بهم إلى طاعة قرواش وإعادته إلى مملكته، فبادرهم إليه وقبل يده، وقال له: إنني وإن كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا إلا بسبب من أفسد رأيك فيَّ وأشعرك الوحشة مني، والآن فأنت الأمير وأنا الطائع لأمرك والتابع لك. فقال له قرواش: بل أنت الأخ والأمر لك مسلّم، وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما وعاد قرواش إلى التصرف على حكم اختياره. وكان أبو كامل قد أقطع بلال بن غريب بن مقن حربى وأوانا، فلما اصطلح أبو كامل وقرواش أرسلا إلى حربى من منع بلالاً عنها، فتظاهر بلال بالخلاف عليهما وجمع إلى نفسه جمعاً، وقاتل أصحاب قرواش وأخذ حربى وأوانا بغير اختيارهما، فانحدر قرواش من الموصل إليهما وحصرهما وأخذهما.

وفي هذه السنة سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من أعمال العراق وبادوريا، فنهبوها وأخذوا من الأموال الكثير وكانا في إقطاع البساسيري، فسار من بغداد بعد عوده من فارس إليهم، فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل بن المقلَّد، واقتتلوا قتالاً شديداً أبلى الفريقان فيه بلاء حسناً وصبرا صبراً جميلاً وقُتل جماعة من الفريقين.

في هذه السنة في ذي القعدة ملك البساسيري الأنبار ودخلها أصحابه، وكان سبب ملكها أن قرواشاً أساء السيرة في أهلها، ومد يده إلى أموالهم فسار جماعة من أهلها إلى البساسيري ببغداد، وسألوه أن ينفذ معهم عسكراً يسلمون إليه الأنبار. فأجابهم إلى ذلك وسيّر معهم جيشاً، فتسلموا الأنبار ولحقهم البساسيري، وأحسن إلى أهلها وعدل فيهم ولم يمكن أحداً من أصحابه أن يأخذ رطل الخبز بغير ثمنه. وأقام فيها إلى أن أصلح حالها وقرر قواعدها وعاد إلى بغداد.

سنة (٤٤٢) وفي هذه السنة في جمادى الأولى استولى زعيم الدولة

٢٣٨

أبو كامل بركة بن المقلَّد على أخيه قرواش، وحجر عليه ومنعه من التصرف على اختياره؛ وسبب ذلك أن قرواشاً كان قد أنف من تحكم أخيه في البلاد، وأنه قد صار لا حكم له فعمل على الانحدار إلى بغداد ومفارقة أخيه. وسار عن الموصل، فشق ذلك على بركة وعظم عنده، ثم أرسل إليه نفراً من أعيان أصحابه يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ويحذرونه من الفرقة والاختلاف، فلما بلّغوه ذلك امتنع عليهم، فقالوا: أنت ممنوع عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك، فعلم حينئذ أنه يُمنع قهراً، فأجاب إلى العود على شرط أن يسكن دار الإمارة بالموصل، وسار معهم. فلما قارب حلة أخيه زعيم الدولة لقيه وأنزله عنده، فهرب أصحابه وأهله خوفاً فأمّنهم زعيم الدولة، وحضر عنده وخدمه وأظهر له الخدمة وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره.

سنة (٤٤٣) وفي هذه السنة في شهر رمضان تُوفِّي زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلَّد بتكريت، وكان انحدر إليها في حلله قاصداً نحو العراق لينازع النواب به عن الملك الرحيم وينهب البلاد. فلما بلغها انتقض عليه جرح كان أصابه من الغز لما ملكوا الموصل، فتُوفِّي ودفن بمشهد الخضر بتكريت. واجتمعت العرب من أصحابه على تأمير علم الدين أبي المعالي قريش بن بدران بن المقلَّد، فعاد بالحلل والعرب إلى الموصل وأرسل إلى عمه قرواش، وهو تحت الاعتقال يعلمه بوفاة زعيم الدولة وقيامه بالإمارة، وأنه يتصرف على اختياره ويقوم بالأمر نيابة عنه. فلما وصل قريش إلى الموصل جرى بينه وبين عمه قرواش منازعة ضعف فيها قرواش وقوي ابن أخيه ومالت العرب إليه، واستقرت الإمارة له وعاد عمه إلى ما كان عليه من الاعتقال الجميل والاقتصار به على قليل من الحاشية والنساء والنفقة، ثم نقله إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتُقل بها.

سنة (٤٤٤): في هذه السنة جرى حِلف بين علم الدين قريش بن بدران وبين أخيه المقلَّد، وكان قريش قد نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل وسجنه بها وارتحل يطلب العراق، فجرى بينه وبين أخيه المقلَّد منازعة أدت إلى الاختلاف، فسار المقلَّد إلى نور الدولة دُبيس بن مزيد ملتجئاً إليه فحمل أخاه الغيظ منه على أن نهب حلته وعاد

٢٣٩

إلى الموصل، واختلَّت أحواله واختلفت العرب عليه، وأخرج نواب الملك الرحيم ببغداد إلى ما كان بيد قريش من العراق بالجانب الشرقي من عُكبرا والعلث وغيرهما من قبض غلته، وسلم الجانب الغربي من أوانا ونهر بيطر إلى أبي الهندي بلال بن غريب. ثم إن قريشاً استمال العرب وأصلحهم، فأذعنوا له بعد وفاة عمه قرواش، فإنه تُوفِّي هذه الأيام، وانحدر إلى العراق؛ ليستعيد ما أخذ منه، فوصل إلى الصالحية وسير بعض أصحابه إلى ناحية الحظيرة وما والاها، فنهبوا ما هناك وعادوا فلقوا كامل بن محمد بن المسيّب صاحب الحظيرة، فأوقع بهم وقاتلهم فأرسلوا إلى قريش يعرفونه الحال، فسار إليهم في عدة كثيرة من العرب والأكراد، فانهزم كامل وتبعه قريش فلم يلحقه، فقصد حلل بلال بن غريب وهي خالية من الرجال، فنهبها وقاتله بلال وأبلى بلاء حسناً فجرح ثم انهزم، وراسل قريش نواب الملك الرحيم يطلب ببذل الطاعة ويطلب تقرير ما كان له عليه، فأجابوه إلى ذلك على كره؛ لقوته وضعفهم واشتغال الملك الرحيم بخوزستان عنهم، فاستقر أمره وقوي شأنه. وفي هذه الصفحة: وفي السنة نفسها مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة أبو المنيع قرواش بن المقلَّد العُقيلي الذي كان صاحب الموصل محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحُمل ميتاً إلى الموصل، ودفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وكان من رجال العرب وذوي العقل منهم وله شعر حسن. وأورد له عن (دمية القصر) البيتين المنقولين عن تاريخ ابن خلدون وهذه الأبيات التي لم يوردها ابن خلدون:

مـن كان يحمد أو يذم موّرث لـلمال مـن آبـائه وجدوده

إنـي امـرؤ لـله أشكر وحده شـكراً كـثيراً جـالباً لمزيده

لـي أشقرٌ سمح العنان مغاور يعطيك ما يرضيك من مجهوده

ومـهند عـضب إذا جـردته خلت البروق تموج في تجريده

ومـثقف لـدنُ الـسنان كأنم أم الـمنايا رُكـبت في عوده

وبـذا حـويُت المال إلا أنني سـلّطت جود يدي على تبديده

وفي هذه السنة ورد سعدي بن أبي الشوك في جيش من عند السلطان طغرلبك إلى نواحي العراق، فدوَّخ كثيراً منها وأسرف في

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

ابن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ، وهارون بن سباع ، وهارون بن معروف ، ويحيى ابن موسى البلخي في أبي داود(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، وابن ماجة(٤) .

[ ١٣٣ ] يحيى بن يعلى الأسلمي الكوفي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني ، أبو زكريا الكوفي(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : كوفي ، وهو في جملة شيعتهم(٦) .

وقال ابن حجر : شيعي(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣١ / ٤٨٩.

٢ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٢٢١٨ ، كتاب الفتن ، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر ، الحديث ٢٧.

٣ ـ سنن أبي داود : ٢ / ٣١٠ ، كتاب الصوم ، الحديث ٢٣٧٩.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٣٤ ، المقدمة ، الحديث ٨٧ ، وفيه : « يحيى بن عيسى الخزاز ».

٥ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٠ الرقم ٦٩٥١.

٦ ـ الكامل : ٧ / ٢٣٣ الرقم ٢١٣٢.

٧ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٦١ الرقم ٢٠٨.

٤٤١

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(١) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وحرب بن صبيح ، وحمزة ابن حبيب الزيات ، وحميد بن عطاء الأعرج الكوفي ، وحيوة بن شريح المصري ، وخالد بن عبد الرحمان بن يزيد بن تميم ، وسعد بن طريف الاسكاف ، وسعيد بن أبي أيوب المصري ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن قرم ، وسليمان الأعمش ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن موسى ، وعبد الله بن المؤمل ، وعبد العزيز بن سياه ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وعثمان بن الأسود ، وعلي بن صالح بن حي ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وعمار بن رزيق ، وعمر بن موسى ، وعمران بن عمار ، والعلاء بن صالح ، وفطر بن خليفة ، والقاسم بن حبيب التمار ، وقيس بن الربيع ، وكيسان أبي عمر القصار ، ومحمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، ومختار بن نافع التيمي ، وموسى بن أيوب الغافقي المصري ، وموسى بن أبي حبيب ، وناصح بن عبد الله المحلمي في الترمذي ، وأبي فروة يزيد ابن سنان الرهاوي في الترمذي ، ويونس بن خباب في الأدب المفرد ، وأبي سعيد البقال.

روى عنه : إبراهيم بن الحسن التغلبي ، وإبراهيم بن عبد الله بن عبس التنوخي ، وأحمد بن اشكاب الصفار ، وأحمد بن صبيح الأسدي الكوفي ، وأحمد ابن النعمان الفراء المصيصي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسماعيل بن أبان الوراق في الترمذي ، وجبارة بن مغلس ، وجندل بن والق في الأدب المفرد ، وحرب بن

__________________

١ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٦١ الرقم ٢٠٨.

٤٤٢

الحسن الطحان ، وحسن بن حسين العرني ، والحسن بن حماد سجادة ، والحسين بن دليل البجلي ، والحسين بن عيسى البسطامي ، وحميد بن الربيع اللخمي ، وسهل بن عامر البجلي ، وأبو نعيم ضرار بن صرد الطحان ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وعبد الله بن محمد بن سالم المفلوج ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، وعثمان بن سعيد بن مرة المري ، وعلي بن حسين ابن أبي بردة البجلي ، وعلي بن عبد الرحمان بن سراج ، والقاسم بن محمد بن أبي شيبة ، وقتيبة بن سعيد في الترمذي ، ومحمد بن الطفيل ، ومحمد بن عباد الخزاز ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، وموسى بن هشام البجلي ، ونصر بن مزاحم ، وهشام بن يونس ، والوليد بن حماد ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويعقوب بن يوسف بن زياد الضبي(١) .

٣ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(٢) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٠.

٢ ـ سنن الترمذي : ٣ / ٣٨٨ ، كتاب الجنائز ، الباب ( ٧٥ ) الحديث ١٠٧٧ ، راجع الأدب المفرد للبخاري : ٢١٥ الباب ( ٢٧٨ ) الرقم ٦٢٧. أقول : روى الشيخ الطوسي في أماليه : ٤٩٩ ، المجلس ١٨ الرقم ١٠٩٤ : عنه ، عن عمر بن موسى ـ يعني الوجيهي ـ عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن عليعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : « يا علي ، أما إنك المبتلى والمبتلى بك ، أما إنك الهادي من اتبعك ، ومن خالف طريقتك فقد ضل إلى يوم القيامة.

٤٤٣

[ ١٣٤ ] يحيى القطان ( ١٢٠ ـ ١٩٨ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : يحيى بن سعيد بن فروخ ، الامام الكبير ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو سعيد التميمي مولاهم البصري ، الأحول ، القطان ، الحافظ ، وعني بهذا الشأن أتم عناية ، ورحل فيه ، وساد الأقران ، وانتهى إليه الحفظ ، وتكلم في العلل والرجال ، وتخرج به الحفاظ(١)

وقال ابن سعد : كان ثقة ، مأمونا ، رفيعا ، حجة(٢) .

وقال العجلي : بصري ، ثقة ، نقي الحديث ، وكان لا يحدث إلا عن ثقة ، وهو أثبت في سفيان من جماعة(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة في رجال الشيعة(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٥) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٩ / ١٧٥ الرقم ٥٣ ، راجع تذكرة الحفاظ : ١ / ٣٠٠.

٢ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٩٣ ، تذهيب تهذيب الكمال : ٣ / ١٤٩ الرقم ٧٩٥٨.

٣ ـ تاريخ الثقات : ٤٧٢ الرقم ١٨٠٧ ، راجع العلل ومعرفة الرجال : ١ / ١٧٤ الرقم ١١٨ ، رجال صحيح مسلم : ٢ / ٣٣٨ الرقم ١٨٢٧ ، تهذيب التهذيب : ١١ / ١٩١ ، تذكرة الحفاظ : ١ / ٢٩٨.

٤ ـ المعارف : ٦٢٤.

٥ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٤٨ الرقم ٧٢.

٤٤٤

وقال المزي : روى عن : أبان بن صمعة في مسلم ، والأجلح بن عبد الله الكندي في أبي داود والنسائي ، واسامة بن زيد الليثي في النسائي ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ومسلم ، وأشعث بن عبد الملك في النسائي ، وبهز بن حكيم في أبي داود والترمذي والنسائي ، وثابت بن عمارة في أبي داود والترمذي ، وثور ابن يزيد الرحبي في الأدب المفرد وأبي داود وابن ماجة والنسائي والترمذي ، وجابر بن صبح في أبي داود والنسائي ، وجامع بن مطر في أبي داود والنسائي ، وجعفر بن محمد بن علي في أبي داود والنسائي ، وجعفر بن ميمون بياع الأنماط في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري وسنن أبي داود ، والجعيد بن عبد الرحمان في النسائي ، وحاتم بن أبي صغيرة في البخاري ومسلم والنسائي ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، والحسن بن ذكوان في البخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وحسين المعلم في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وحماد بن سلمة في مسلم ، وأبي صخر حميد بن زياد المدني في مسلم ، وحميد الطويل في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، وخالد الحذاء ، وخثيم بن عراك بن مالك في البخاري والنسائي ، وداود بن قيس الفراء في النسائي ، وزكريا بن أبي زائدة في أبي داود والنسائي ، والسائب بن عمر المخزومي في أبي داود والنسائي ، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة في الترمذي والنسائي ، وسعيد بن أبي عروبة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وسفيان الثوري في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وسفيان بن عيينة ، وسليم بن حيان في البخاري وأبي داود ، وسليمان الأعمش ، وسليمان التيمي في البخاري ومسلم والنسائي ، وسيف بن سليمان المكي في البخاري والنسائي ، وشعبة بن الحجاج في الكتب الستة ، وصالح بن رستم أبي عامر

٤٤٥

الخزاز في أبي داود ، وصدقة بن المثنى النخعي في النسائي ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله في مسلم والنسائي ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة ومسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وعبد الرحمان بن حرملة في الكتاب المراسيل والنسائي ، وعبد الرحمان بن حميد بن عبد الرحمان بن عوف في النسائي ، وعبد الرحمان بن عمار بن أبي ذئب في النسائي ، وعبد الرحمان ابن عمرو الأوزاعي في مسلم ، وعبد العزيز بن أبي رواد في أبي داود ، وعبد الملك ابن جريج في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعبد الملك بن أبي سليمان في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعبد الواحد بن صفوان بن أبي عياش مولى عثمان بن عفان في كتاب التفسير لابن ماجة ، وأبي مالك عبيدالله ابن الأخنس في البخاري وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعبيد الله بن عمر العمري في الكتب الستة ، وعثمان بن الأسود في البخاري ومسلم ، وعثمان بن غياث في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعثمان الشحام في النسائي ، وعطاء بن السائب في أبي داود ، وعكرمة بن عمار اليمامي في الترمذي والنسائي ، وعلي بن المبارك اليمامي في أبي داود والنسائي ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي في البخاري ، وعمر بن نبيه الكعبي في النسائي ، وعمرو بن عثمان بن عبد الله ابن موهب في مسلم والنسائي ، وعمران بن مسلم القصير في البخاري ومسلم والنسائي ، والعوام بن حمزة المازني في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري ، وعوف الأعرابي في البخاري وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب في البخاري والنسائي ، وفضيل بن عياض في الترمذي والنسائي ، وفضيل بن غزوان في البخاري والترمذي ، وفطر بن خليفة في

٤٤٦

أبي داود والترمذي والنسائي ، وأبي روح قدامة بن عبد الله الكوفي في النسائي وابن ماجة ، وقرة بن خالد السدوسي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وكهمس بن الحسن في النسائي ، ومالك بن أنس في البخاري ، ومالك بن مغول في أبي داود والنسائي ، والمثنى بن سعيد الضبعي في أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وأبي غفار المثنى بن سعيد الطائي في أبي داود ، ومجالد بن سعيد في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي في مسلم والنسائي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ذئب في مسلم والنسائي ، ومحمد بن عجلان في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي في أبي داود والنسائي ، ومحمد بن يوسف ابن اخت نمر في مسلم والنسائي ، ومسعر بن كدام في مسلم ، ومعاوية بن عمرو بن غلاب في مسلم وأبي داود والنسائي ، ومغيرة بن أبي قرة السدوسي في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي ، والمهلب بن أبي حبيبة في أبي داود والنسائي ، وموسى ابن أبي عيسى الطحان في ابن ماجة ، وموسى الجهني في الترمذي والنسائي ، ونوفل بن مسعود صاحب أنس بن مالك ، وهشام بن حسان في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وهشام بن عروة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وهشام الدستوائي في البخاري ومسلم وأبي داود ، والوليد بن عبد الله بن جميع في النسائي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري في البخاري ومسلم والنسائي ، ويزيد بن أبي عبيد في البخاري والنسائي ، ويزيد بن كيسان في مسلم والترمذي والنسائي ، وأبي حزرة يعقوب بن مجاهد في أبي داود ، ويوسف بن صهيب الكندي في الترمذي ، وأبي جعفر الخطمي في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي حيان التيمي في البخاري والنسائي

٤٤٧

وابن ماجة.

روى عنه : إبراهيم بن محمد بن عرعرة في النسائي ، وإبراهيم بن محمد التيمي القاضي في أبي داود والنسائي ، وأحمد بن ثابت الجحدري في ابن ماجة ، وأحمد بن حنبل في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأحمد بن أبي رجاء الهروي في البخاري ، وأحمد بن سنان القطان في ابن ماجة ، وأحمد بن عبد الله بن الحكم بن الكردي في النسائي ، وأحمد بن عبدة الضبي في مسلم ، وإسحاق بن راهويه ، وإسحاق بن منصور الكوسج في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وإسماعيل بن مسعود الجحدري في النسائي ، وبشر بن الحكم النيسابوري في مقدمة كتاب مسلم ، وبشر بن هلال الصواف في النسائي ، وأبو بشر بكر بن خلف في ابن ماجة ، وبيان ابن عمرو البخاري في البخاري ، وحفص بن عمرو الربالي ، وحوثرة بن محمد المنقري في ابن ماجة ، وأبو خيثمة زهير بن حرب في مسلم وأبي داود ، وزيد بن أخزم الطائي في ابن ماجة ، وسفيان الثوري ـ وهو من شيوخه ـ ، وسفيان بن عيينة ـ كذلك ـ ، وسفيان بن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسهل بن زنجلة الرازي في ابن ماجة ، وسهل بن صالح الأنطاكي في النسائي ، وسوار بن عبد الله العنبري في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج ـ وهو من شيوخه ـ ، وشعيب بن يوسف النسائي في النسائي ، وصدقة بن الفضل المروزي في البخاري ، وعباس بن عبد العظيم العنبري في كتاب الشمائل وابن ماجة ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود في البخاري ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وابن ماجة ، وعبد الله بن هاشم الطوسي في مسلم ، وعبد الرحمان بن بشر بن الحكم النيسابوري في البخاري ومسلم ، وعبد الرحمان بن عمر الاصبهاني رستة في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن المبارك العيشي في كتاب الأدب المفرد ، وعبد الرحمان بن محمد

٤٤٨

ابن منصور الحارثي ، وعبد الرحمان بن مهدي ، وأبو قدامة عبيدالله بن سعيد السرخسي في مسلم والنسائي ، وعبيد الله بن عمر القواريري في مسلم وأبي داود ، وعبيد الله بن معاذ العنبري في أبي داود ، وعفان بن مسلم ، وعقبة بن مكرم العمي في أبي داود ، وعلي ابن المديني في البخاري وأبي داود ، وعمار بن خالد الواسطي في ابن ماجه ، وعمرو بن علي الصيرفي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري في مسلم ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمد بن بشار بندار في الكتب الستة ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي في مسلم ، ومحمد بن حاتم بن ميمون السمين في مسلم ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي في مسلم وأبي داود وابن ماجة ، وأبو يعلى محمد بن شداد المسمعي ـ وهو آخر من حدث عنه ـ ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي في النسائي ، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي في النسائي ، وأبو موسى محمد بن المثنى في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن الوزير الواسطي في الترمذي ، وأبو يحيى محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي القصري في الترمذي ، وابنه محمد بن يحيى بن سعيد القطان في ما استشهد به البخاري في الصحيح ومقدمة كتاب مسلم ، ومسدد بن مسرهد في البخاري وأبي داود ، ومعتمر بن سليمان ـ وهو أكبر منه ـ ، ونصر بن عاصم الأنطاكي ، ونصر بن علي الجهضمي في أبي داود ، وفرج بن حبيب القومسي في النسائي ، ويحيى بن حكيم المقوم في النسائي وابن ماجة ، ويحيى بن معين في أبي داود ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي في مسلم والنسائي ، ويوسف بن سلمان البصري في مسند عليعليه‌السلام (١) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣١ / ٣٢٩ الرقم ٦٨٣٤.

٤٤٩

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، والنسائي(٥) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام وقال : « كان من أئمة الحديث »(٦) .

[ ١٣٥ ] يزيد بن أبي زياد الكوفي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : يزيد بن أبي زياد ، الامام المحدث أبو عبد الله الهاشمي ، مولاهم الكوفي ، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، معدود في صغار التابعين وعاش نحوا من إحدى وتسعين سنة(٧) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٦ / ٥٢ ، باب غزوة ذات الرقاع.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ١٧ ، المقدمة.

٣ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٦٨ ، كتاب الجهاد الرقم ٢٧١٠.

٤ ـ سنن الترمذي : ١ / ٨٧ ـ ٨٨ ، أبواب الطهارة ، ذيل الحديث ٥٩.

٥ ـ سنن النسائي : ٦ / ٣٢ ، كتاب الجهاد.

٦ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٣٢١ الرقم ٤٧٨٩ ، راجع رجال النجاشي : ٤٤٣ الرقم ١١٩٦.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٢٩ الرقم ٤١.

٤٥٠

وقال أبو داود : لا أعلم أحدا ترك حديثه(١)

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : يزيد من شيعة أهل الكوفة ، ومع ضعفه يكتب حديثه(٢) .

وقال ابن حجر : كان شيعيا(٣) .

وقال محمد بن فضيل : كان يزيد بن أبي زياد من أئمة الشيعة الكبار(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(٥) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم النخعي في ابن ماجة ، وثابت البناني في كتاب فضائل الانصار وكتاب عمل اليوم والليلة ، وثعلبة بن الحكم الليثي ، والحسن ابن سهل بن عبد الرحمان بن عوف في ابن ماجة ، وداود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي ، وذكوان أبي صالح السمان في النسائي ، وسالم بن أبي الجعد في أبي داود والنسائي ، وأبي فاختة سعيد بن علاقة في ابن ماجة ، وسليمان بن عمرو بن الأحوص في أبي داود وابن ماجة ، ومولاه عبد الله بن الحارث بن نوفل في الأدب المفرد وسنن أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبد الله بن محمد بن عقيل في ابن ماجة ، وعبد الله بن معقل بن مقرن المزني في

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٣٠. أقول : وقد نقل الذهبي عن يزيد بن أبي زياد ، عن سليمان ابن عمرو الأحوص ، عن أبي برزة قال : تغنى معاوية وعمرو بن العاص ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ، ودعهما في النار دعا ».

٢ و ٤ ـ الكامل : ٧ / ٢٧٣٠.

٣ و ٥ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٦٥ الرقم ٢٥٤.

٤٥١

مسند علي ، وعبد الرحمان بن سابط الجمحي في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي ليلى في كتاب رفع اليدين في الصلاة ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي نعم البجلي في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام للنسائي وسنن ابن ماجة ، وعبيد الله بن جرير بن عبد الله البجلي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس في أبي داود ، وعمرو بن سلمة الهمداني في الأدب المفرد ، وعيسى بن فائد في أبي داود ، ويقال : ابن لقيط ، وقيس ابن الأحنف الثقفي ، ومجاهد بن جبر المكي في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس في أبي داود والترمذي ، ومقسم في أبي داود وابن ماجة والنسائي والترمذي ، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي ، وأبي الحسن يزيد بن يحنس الكوفي.

روى عنه : أسباط بن محمد القرشي ، وأبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي في الترمذي ، وإسماعيل بن أبي خالد في الترمذي ـ وهو من أقرانه ـ ، وإسماعيل بن زكريا ، وجرير بن عبد الحميد في ما استشهد به البخاري في الصحيح وسنن أبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وجعفر بن زياد الأحمر في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحبان بن علي في ابن ماجة ، وخالد بن عبد الله الواسطي في أبي داود ، وزائدة بن قدامة في الترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وزهير بن معاوية في أبي داود ، وزياد بن عبد الله البكائي في الترمذي ، وسفيان الثوري في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري وسنن أبي داود والترمذي ، وسفيان بن عيينة في كتاب رفع اليدين للبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وشريك بن عبد الله في أبي داود ، وشعبة بن الحجاج في أبي داود والنسائي ، وصالح بن عمر الواسطي ، وعبد الله بن الأجلح ، وعبد الله بن ادريس في أبي داود والترمذي وابن ماجة ،

٤٥٢

وعبد الله بن نمير في ابن ماجة ، وعبد الرحيم بن سليمان في النسائي وابن ماجة ، وعبد العزيز بن مسلم في فضائل الأنصار وعمل اليوم والليلة ، وعبيدة بن حميد في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي ، وعلي بن صالح بن حي في ابن ماجة ، وعلي ابن عاصم الواسطي ، وعلي بن مسهر في أبي داود وابن ماجة ، وعمران بن عيينة ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن فصيل بن غزوان في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومنصور بن أبي الأسود في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهشيم بن بشير في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله في الأدب المفرد والترمذي والنسائي ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، وأبو بكر بن عياش في الأدب المفرد وابن ماجة ، وأبو حمزة السكري في النسائي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، والترمذي(٣) ، والنسائي(٤) وابن ماجة(٥) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقرعليه‌السلام (٦) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ١٣٦ ـ ١٣٧.

٢ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٤٦ ، كتاب الجهاد ، الحديث ٢٦٤٧.

٣ ـ سنن الترمذي : ٣ / ١٩٨ ، كتاب الحج ، الحديث ٨٣٨.

٤ ـ سنن النسائي : ٨ / ٦٥ ، كتاب قطع السارق.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٦٦ ، كتاب الفتن ، الحديث ٤٠٨٢.

٦ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١٤٩ الرقم ١٦٥٨ ، وفيه : « يزيد بن زياد ».

٤٥٣

[ ١٣٦ ] يونس بن أبي يعفور العبدي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

يونس بن أبي يعفور ، واسمه وقدان. وقيل : واقد العبدي الكوفي(١) .

قال أبو حاتم: صدوق(٢) .

وعده ابن حبان في الثقات(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الساجي : وكان يفرط في التشيّع(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(٥) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن كثير السلمي ، والأسود بن قيس ، وحماد بن عبد الرحمان الأنصاري ، وسفيان الثوري ، وأخيه عبد الله بن أبي يعفور العبدي ، وعلي بن نزار بن حيان ، وعمار الدهني ، وعون بن أبي جحيفة ، وليث بن

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٥٨ الرقم ٧١٨٩.

٢ ـ الجرح والتعديل : ٩ / ٢٤٧ الرقم ١٠٤٠ ، راجع ميزان الاعتدال : ٤ / ٤٨٥.

٣ ـ كتاب الثقات : ٧ / ٦٥١.

٤ ـ تهذيب التهذيب : ١١ / ٤٥٢ الرقم ٨٧٠.

٥ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٨٦ الرقم ٤٩٧.

٤٥٤

أبي سليم ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وناجية بن خالد ، وأبيه أبي يعفور العبدي في مسلم وابن ماجة.

روى عنه : إسماعيل بن أبان الوراق ، وبشر بن أبي الأزهر ، وجعفر بن حميد الكوفي ، وسعيد بن منصور ، وسويد بن سعيد الحدثاني ، وعباد بن زياد الأسدي الساجي ، وعباد بن يعقوب الأسدي الرواجني ، وعبادة بن زياد الأسدي ، والعباس ابن حماد المدائني ، وعبد الله بن يزيد بن أبي الضبار العبدي ، وأبو يزيد عبد الرحمان ابن مصعب القطان ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة في مسلم ، وفضيل بن عبد الوهاب السكري ، ومحمد بن بكير الحضرمي ، ومحمد بن الحسن التميمي ، ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني ، ومختار بن غسان التمار ، ويحيى بن عبد الله الرقي ، ويحيى بن عبد الرحمان الأرحبي في ابن ماجة(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن ابن ماجة(٣) .

٥ ـ ترجمته في كتب الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقر والصادقعليهما‌السلام (٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩.

٢ ـ صحيح مسلم: ٣ / ١٤٨٠ ، كتاب الامارة ، الحديث ٦٠.

٣ ـ أشار لذلك المزي في تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٦٠.

٤ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١٥٠ الرقم ١٦٦٤ ، وص ٣٢٤ الرقم ٤٨٥٤.

٤٥٥

[ ١٣٧ ] يونس بن خباب الاسيدي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

يونس بن خباب الأسيدي ، أبو حمزة ، ويقال : أبو الجهم الكوفي ، مولى بني اسيد(١) .

قال ابن شاهين : ثقة ، صدوق(٢) .

وقال ابن حجر : صدوق(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العقيلي : كان ممن يغلو في الرفض(٤) .

وقال ابن حجر : رمي بالرفض(٥) .

وقال الدارقطني : كان يغلو في التشيّع(٦) .

وقال الذهبي : كان رافضيا(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٠٣ الرقم ٧١٧٤.

٢ ـ تاريخ أسماء الثقات : ٣٥٧ الرقم ١٥٥٠.

٣ و ٥ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٨٤.

٤ ـ الضعفاء الكبير : ٤ / ٤٥٨ الرقم ٢٠٨٩.

٦ ـ المؤتلف والمختلف: ١ / ٤٧١.

٧ ـ ميزان الاعتدال : ٤ / ٤٧٩ الرقم ٩٩٠٣.

٤٥٦

وقال يحيى بن سعيد : كان كذابا(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٢) .

وقال المزي : روى عن : جرير بن أبي الهياج الأسدي في مسند علي ، والحسن البصري ، وأبيه خباب الأسيدي ، وشقيق الأزدي ، وطاوس بن كيسان اليماني ، وطلق بن حبيب العنزي في عمل اليوم والليلة ، وعبد الله بن بريدة ، وعبد الرحمان بن سابط الجمحي ، وعثمان بن حاضر ، ومجاهد بن جبر المكي في الادب المفرد والنسائي ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري ، والمسيب بن عبد خير ، والمنهال بن عمرو الأسدي في ابن ماجة ، ونافع بن جبير بن مطعم في الأدب المفرد ، ويعلى بن مرة في ابن ماجة مرسل ، وأبي البختري الطائي في الترمذي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان بن عوف ، وأبي عبيدالله مولى ابن عباس ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٤ / ٤٧٩. أقول : فمن الغريب جدا رواية البخاري في الأدب المفرد : ٢١٥ الرقم ٦٢٧ عن كذاب ، ورواية شعبة بن الحجاج الذي قيل في حقه انه كان امة وحده في هذا الشأن يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيه للرجال. راجع العلل ومعرفة الرجال : ٢ / ٥٣٩. وذنب الرجل ليس إلا نقله روايات في فضائل أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن جملة تلك الروايات ما رواه الذهبي عن إبراهيم بن زياد سبلان ، عن عباد بن عباد قال : أتيت يونس ابن خباب فسألته عن حديث عذاب القبر فحدثني به ، فقال : هنا كلمة أخفوها الناصبة. قلت : ما هي؟ قال : إنه ليسأل في قبره : من وليك؟ فإن قال علي نجا راجع ميزان الاعتدال : ٤ / ٤٧٩.

٢ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٨٤ الرقم ٤٧٦.

٤٥٧

مسعود ، وأبي علقمة مولى بني هاشم ، وأبي عمر الصيني ، وأبي الفضل في عمل اليوم والليلة.

روى عنه : إبراهيم بن عطية الثقفي الواسطي ، وأبو عقبة بشر بن عقبة الكوفي ، وحماد بن زيد في مسند علي وابن ماجة ، وزيد بن أبي أنيسة في الأدب المفرد والنسائي ، وسفيان الثوري ، وسلام بن أبي مطيع ، وشعبة بن الحجاج في عمل اليوم والليلة ، وشعيب بن صفوان ، وشهاب بن خراش الحوشبي ، وعباد بن عباد المهلبي في أبي داود ، وعبادة بن مسلم الفزاري في الترمذي ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم في ابن ماجة ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد ، وأبو المنذر عمرو بن مجمع الكندي ، وعنبسة بن سعيد الرازي ، وليث ابن أبي سليم ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ، وابنه محمد بن يونس بن خباب ، ومعاوية بن صالح الحضرمي ، ومعتمر بن سليمان ، ومعمر بن راشد ، ومنصور بن المعتمر ـ وهو من أقرانه ـ ، ومهدي بن ميمون ، ويحيى بن يعلى الأسلمي في الادب المفرد ، وأبو الزبير المكي ـ وهو من أقرانه ـ(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن النسائي(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والترمذي(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٠٣ الرقم ٧١٧٤.

٢ ـ سنن النسائي ، منقول عن المزي في تهذيب الكمال : ٣٢ / ٥٠٧.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٢٠ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب التباعد للبراز في الفضاء ، الحديث ٣٣٣.

٤ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٥٦٢ ، كتاب الزهد ، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة ، الحديث ٢٣٢٥.

٤٥٨

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام (١) .

[ ١٣٨ ] أبو إدريس الكوفي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

أبو إدريس الهمداني المرهبي الكوفي ، اسمه : سوار ، وقيل : مساور(٢) .

قال أبو عمر بن عبد البر : كان من ثقات الكوفيين(٣) .

وعده ابن حبان في الثقات(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عبد البر : وفيه تشيع ، وذلك غير معدوم في أهل الكوفة(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : مسلم بن صفوان في الترمذي وابن ماجة ، والمسيب ابن نجبة.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحكيم بن

____________

١ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١٥٠ الرقم ١٦٦٦ ، وص ٣٢٣ الرقم ٤٨٢٨.

٢ و ٣ و ٥ ـ تهذيب الكمال : ٣٣ / ٢١ الرقم ٧١٩٨.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٣٣ / ٢١.

٤٥٩

جبير ، وسلمة بن كهيل في الترمذي وابن ماجة ، وكثير النواء(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(٢) ، وابن ماجة(٣) .

[ ١٣٩ ] أبو حمزة الثمالي ( ـ ١٥٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

ثابت بن أبي صفية ، واسمه دينار ، ويقال : سعيد ، أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رافضي(٥) .

وقال علي بن المديني : أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول : سمعت أبا حمزة يؤمن بالرجعة(٦) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٣٣ / ٢١ الرقم ٧١٩٨.

٢ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٤٧٨ ، كتاب الفتن ، باب ما جاء في الخسف ، الحديث ٢١٨٣.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٥١ ، كتاب الفتن ، باب ما جاء في جيش البيداء ، الحديث ٤٠٦٤.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٤ / ٣٥٧ الرقم ٨١٩.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١١٦ الرقم ٩.

٦ ـ الضعفاء الكبير : ١ / ١٧٢ الرقم ٢١٤.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482