رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154252 / تحميل: 6240
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

[ ٢٠ ] جعفر بن سليمان ( ـ ١٧٨ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الشيخ العالم الزاهد أبو سليمان الضبعي البصري(١) .

قال ابن سعد : كان ثقة(٢) .

وقال العجلي : ثقة(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : وكان يتشيّع(٤) .

وقال العجلي : وكان يتشيّع(٥) .

وقال الذهبي : وهو من زهاد الشيعة(٦) .

وقال أيضا : محدث الشيعة(٧) .

وقال ابن عدي : وهو معروف بالتشيع(٨) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ١٩٧ الرقم ٣٦.

٢ و ٤ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٨٨.

٣ و ٥ ـ تاريخ الثقات : ٩٧ الرقم ٢١٢.

٦ ـ الكاشف : ١ / ١٢٩ الرقم ٨٠١.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ١٩٧.

٨ ـ الكامل : ٢ / ٥٧٢.

٨١

وقال الخضر بن محمد بن شجاع الجزري(١) : قيل لجعفر بن سليمان : بلغنا انك تشتم أبا بكر وعمر ، فقال : أما الشتم فلا ، ولكن بغضا يا لك(٢) .

وقال أبو طالب أحمد بن حميد ، عن أحمد بن حنبل وإنما كان يتشيّع ، وكان يحدث بأحاديث في فضل عليعليه‌السلام (٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(٤) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني ، وإبراهيم بن عيسى اليشكري ، وبكر بن خنيس ، وثابت البناني في الأدب المفرد ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي ، والجعد أبي عثمان اليشكري في مسلم والترمذي وسنن النسائي ، وحبيب أبي محمد العجمي ، وحرب بن شداد في سنن النسائي ، وحفص بن حسان في سنن النسائي ، وحميد بن قيس الأعرج في سنن أبي داود ، وحوشب بن مسلم الثقفي ، والخليل بن مرة ، وسعيد بن إياس الجريري في مسلم ، وأبي عامر صالح بن رستم الخزاز ، والصلت بن دينار ، وطالب الراوي عن يزيد الضبي ، وطلحة صاحب عطاء الخراساني ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن أبي حسين ، وعبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك وعبد الصمد بن معقل بن منبه ،

__________________

١ ـ قال ابن حجر : صدوق من العاشرة ، مات سنة إحدى وعشرين. تقريب التهذيب : ١ / ٢٢٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٤٨ ، ميزان الاعتدال : ١ / ٤٠٨ ، الضعفاء الكبير : ١ / ٤٠٩ الرقم ١٥٠٥.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٤٦.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٣١ الرقم ٨٣.

٨٢

وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعيينة الضرير في مسند علي لأبي داود ، وعطاء بن السائب في كتاب عمل اليوم والليلة ، وعلي بن الحكم البناني في سنن أبي داود ، وعلي بن زيد بن جدعان في الترمذي ، وعلي بن علي الرفاعي في أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وعمر بن فروخ صاحب الساج ، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ، وعمران بن مسلم القصير ، وعوف الأعرابي في أبي داود والترمذي وفي كتاب عمل اليوم والليلة ، وفائد أبي الورقاء ، وفرقد السبخي ، وكثير بن زناد أبي سهل البرساني ، وكهمس بن الحسن في الترمذي والنسائي ، ومالك بن دينار في كتاب الشمائل ، ومحمد بن ثابت البناني ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد بن المنكدر ، ومطر الوراق ، والمعلى بن زياد القردوسي في أبي داود وابن ماجة ، والنضر بن حميد الكندي ، وهارون بن رئاب الاسدي ، وهارون بن موسى النحوي في الترمذي والنسائي ، وهشام بن حسان ، وهشام بن عروة في النسائي ، ويزيد الرشك في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي ، وأبي التياح يزيد بن حميد الضبعي ، وأبي سنان القسملي ، وأبي طارق في الترمذي ، وأبي عمران الجوني في مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبي موسى الهلالي في أبي داود ، وأبي هارون العبدي في الترمذي.

روى عنه : إسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وبشار بن موسى الخفاف ، وبشر بن هلال الصواف في الترمذي وابن ماجة والنسائي وأبي داود ، وحبان بن هلال ، والحسن بن الربيع البوراني ، والحسن بن عمر بن شقيق ، وحميد بن مسعدة في ابن ماجة ، وخالد بن خداش ، وزيد بن الحباب في النسائي وابن ماجة ، وسعيد بن سليمان بن نشيط النشيطي ، وسفيان الثوري ـ ومات قبله ـ ، وسيار بن حاتم في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وصالح بن عبد الله الترمذي في

٨٣

الترمذي ، والصلت بن مسعود الجحدري ، وعبد الله بن أبي بكر المقدمي ، وعبد الله ابن المبارك ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود في الأدب المفرد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق بن همام في أبي داود والترمذي والنسائي ، وأبو ظفر عبد السلام بن مطهر في الأدب المفرد وأبي داود ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وأبو نصر عمار بن هارون المستملي البصري ، وأبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدري ، وقتيبة بن سعيد في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وقطن بن نسير في مسلم وأبي داود والترمذي ، وقيس بن حفص الدارمي ، ومحمد ابن سليمان لوين ، ومحمد بن عبد الله الرقاشي في عمل اليوم والليلة ، ومحمد بن عبيد بن حساب في مسلم ، ومحمد بن كثير العبدي في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، ومحمد بن موسى الحرشي في الترمذي والنسائي ، ومحمد بن النضر ابن مساور المروزي في النسائي ، ومسدد بن مسرهد في أبي داود ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، ووهب بن بقية الواسطي ، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن يحيى النيسابوري في مسلم(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن ابن ماجة(٣) ، والنسائي(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٤٤ ـ ٤٦.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٣٤٢ ، كتاب الصلاة ، الباب ( ٣٧ ) ، الحديث ١٩١.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٠٨ ، كتاب الطهارة ، الحديث ٢٩٥.

٤ ـ سنن النسائي : ٥ / ٦٣٥ ، كتاب المناقب ، الباب ( ٢١ ) ، الحديث ٣٧١٧ ، وقد روى الترمذي عنه حديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إن عليا مني وأنا منه ».

٨٤

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام وقال : ثقة(١) .

[ ٢١ ] جميع بن عمير

١ ـ شخصيته ووثاقته :

جميع بن عمير بن عفاق التيمي ، أبو الأسود الكوفي من بني تيم الله بن ثعلبة(٢) .

قال أبو حاتم : محله الصدق ، صالح الحديث ، كوفي من التابعين(٣) .

وقال الذهبي : كوفي ، جليل(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حبان : كان رافضيا يضع الحديث(٥) .

وقال ابن حجر : يتشيّع(٦) .

__________________

١ ـ رجال الشيخ : ١٧٦ الرقم ٢٠٨١.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ١٢٤ الرقم ٩٦٦.

٣ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ٥٣٢ الرقم ٢٢٠٨.

٤ ـ تاريخ الاسلام : حوادث سنة ( ١٠١ ) ص ٤٣ الرقم ٢٧.

٥ ـ المجروحين : ١ / ٢١٨. وفيه عن ابن نمير يقول : جميع بن عمير من أكذب الناس وكان يقول : الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع فراخها؟!

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٣٣ الرقم ١١١.

٨٥

وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة(١) .

وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه أحاديث لا يتابعه غيره عليه(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٣) .

قال المزي : روى عن : عبد الله بن عمر بن الخطاب في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي بردة بن نيار الأنصاري ، وعائشة ام المؤمنين في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وروى أيضا عن عمته ، عنها.

روى عنه : حرملة الضبي ، وحكيم بن جبير في سنن الترمذي ، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف في سنن الترمذي ، وسالم بن أبي حفصة ، وسليمان الأعمش ، وسليمان أبو إسحاق الشيباني في كتاب خصائص أمير المؤمنين ، وصدقة ابن سعيد الحنفي في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة ، والصلت بن بهرام ، والعوام بن حوشب ، والعلاء بن صالح ، وكثير النواء في سنن الترمذي ، وابنه محمد ابن جميع بن عمير ، ووائل بن داود(٤) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي ، عن ابن عمر : آخى رسول الله بين أصحابه فجاء علي تدمع

__________________

١ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ٥٣٢ الرقم ٢٢٠٨.

٢ ـ الكامل : ٢ / ٥٨٨ ، أقول : ومن جملة أحاديثه حديث أورده ابن عدي نفسه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لأمير المؤمنينعليه‌السلام : « أنت أخي في الدنيا والآخرة ».

٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٣٣ الرقم ١١١.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ١٢٥.

٨٦

عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت أخي في الدنيا والآخرة »(١) .

وسنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والنسائي(٤) ، والترمذي(٥) .

أقول : وقع الرجل في طريق الكليني في الكافي(٦) ، والشيخ الصدوق في معاني الأخبار(٧) .

__________________

١ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٠.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٦٣ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٤١.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٩٠ ، كتاب الطهارة ، باب ما جاء في الغسل من الجنابة ، الحديث ٥٧٣ ، وج ٢ / ٧٥٣ ، كتاب التجارات ، الحديث ٢٢٤٠.

٤ ـ سنن النسائي : ١ / ١٨٩ ، كتاب الحيض.

٥ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٠ ، وص ٥٧٠١ الحديث ٣٨٧٤.

٦ ـ الكافي : ١ / ١١٨ باب معاني الأسماء ، الحديث ٩.

٧ ـ معاني الأخبار : ١١ باب ( ١١ ) ، الحديث ١.

٨٧

حرف الحاء

[ ٢٢ ] الحارث بن عبد الله الهمداني ( ـ ٦٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : هو العلامة الإمام أبو زهير ، الحارث بن عبد الله بن كعب بن أسد الهمداني الكوفي صاحب علي وابن مسعود ، كان فقيها كثير العلم على لين في حديثه قد كان من أوعية العلم ، ومن الشيعة الأول(١) .

قال عثمان بن سعيد الدارمي : سألت يحيى بن معين ، قلت : أي شيء حال الحارث في علي؟ قال : ثقة ، قال عثمان : ليس يتابع عليه(٢) .

وقال أبو بكر بن أبي داود : كان أفقه الناس ، وأفرض الناس ، وأحسب الناس ، تعلم الفرائض من علي(٣) .

وقال أيضا : وحديث الحارث في السنن الأربعة والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره(٤) .

قال أحمد بن صالح المصري : الحارث الأعور ثقة ما أحفظه ، وما أحسن ما

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٢ الرقم ٥٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٢٤٩ الرقم ١٠٢٥.

٣ ـ تاريخ الاسلام : ٩٠ ، حوادث سنة ( ٧٠ ).

٤ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٧.

٨٨

روى عن علي. فقيل له : فقد قال الشعبي : كان يكذب ، قال : لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه(١) .

وقال الذهبي : فأما قول الشعبي : « الحارث كذاب » فمحمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد ، وإلا فلماذا يروي عنه ويعتقده بتعمد الكذب في الدين(٢) ؟

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حبان : كان غاليا في التشيّع(٣) .

وقال ابن حجر : ورمي بالرفض(٤) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : زيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود في سنن النسائي ، وعلي بن أبي طالب في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وبقيرة امرأة سلمان الفارسي.

روى عنه : أبو السفر سعيد بن يحمد الهمداني ، والضحاك بن مزاحم ، وعامر الشعبي في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وعبد الله بن مرة في سنن النسائي ، وعبد الكريم أبو امية البصري ، وعطاء بن أبي رباح في مسند علي ،

__________________

١ ـ تاريخ أسماء الثقات : ١٠٨ الرقم ٢٦٩.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٣ ، تاريخ الاسلام : ٩٠ حوادث سنة ( ٧٠ ).

٣ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٦ الرقم ١٦٢٧.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٤١ الرقم ٤٠.

٥ ـ المعارف : ٦٢٤.

٨٩

وعمرو بن مرة ، وأبو إسحاق الهمداني ، وأبو البحتري الطائي في مسند علي ، وابن أخيه في الترمذي ومسند علي ولم يسم(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، والترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) ، والنسائي(٥) .

[ ٢٣ ] حبيب بن أبي ثابت ( ـ ١١٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام الحافظ(٦) ، فقيه الكوفة ، أبو يحيى القرشي الأسدي ، مولاهم ، واسم أبيه قيس بن دينار ، وقيل : قيس بن هند ، ويقال : هند(٧) .

وقال العجلي : تابعي ، ثقة ، وكان مفتي الكوفة قبل حماد بن أبي سليمان(٨) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٢٤٥ الرقم ١٠٢٥.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٢٣٩ ، كتاب الصلاة ، باب النهي عن التلقين ، الحديث ٩٠٨.

٣ ـ سنن الترمذي : ٥ / ١٧٢ الرقم ٢٩٠٦ ، كتاب فضائل القرآن.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٣٩ ، كتاب الطهارة ، باب ( ٤٠ ) ، الحديث ٣٩٦.

٥ ـ سنن النسائي : ٨ / ١٤٧ ، كتاب الزينة.

٦ ـ قال التهانوي في تعريف الحافظ : هو الذي أحاط علمه بمائة ألف حديث راجع : قواعد في علوم الحديث : ٢٩ ، ومنهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر ص ٧٧.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٨٨ الرقم ١٣٧.

٨ ـ تاريخ الثقات : ١٠٥ الرقم ٢٤٤. راجع حول حماد بن أبي سليمان : سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٣١.

٩٠

وقال أبو بكر بن عياش ، عن أبي يحيى القتات : قدمت الطائف مع حبيب بن أبي ثابت ، وكأنما قدم عليهم نبي(١) .

وقال البخاري عن علي بن المديني : له نحو مائتي حديث(٢) .

وقال ابن عدي : وحبيب بن أبي ثابت هو أشهر وأكثر حديثا من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئا وقد حدث عنه الأئمة ، مثل : الأعمش ، والثوري ، وشعبة ، وغيرهم ، وهو ثقة كما قاله ابن معين(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة والشهرستاني من رجال الشيعة(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٥) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص في البخاري ومسلم ، والأغر أبي مسلم ، وأنس بن مالك ، وثعلبة بن يزيد الحماني في مسند علي ، وحكيم بن حزام في سنن الترمذي.

قال الترمذي : ولم يسمع عندي منه ـ وجميل بن عبد الرحمان في الأدب المفرد ، وذر بن عبد الله الهمداني في الترمذي وعمل اليوم والليلة ـ وهو من أقرانه ـ ،

__________________

١ و ٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٣٦١.

٣ ـ الكامل : ٢ / ٨١٥.

٤ ـ المعارف : ٦٢٤ ، الملل والنحل : ١ / ١٧٠.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٤٨ الرقم ١٠٦.

٩١

وذكوان أبي صالح السمان في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وزيد بن أرقم في الترمذي ، وزيد بن وهب الجهني في البخاري والترمذي ، وأبي العباس السائب بن فروخ المكي في الكتب الستة ، وسعيد بن جبير في الكتب الستة ، وسعيد بن عبد الرحمان بن أبزى في عمل اليوم والليلة ، وأبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي في البخاري ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي في البخاري ومسلم والنسائي ، والضحاك المشرفي في مسلم وخصائص أمير المؤمنين ، وطاوس بن كيسان في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعاصم بن ضمرة السلولي في أبي داود وابن ماجة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن باباه في ابن ماجة ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، وعبد الله بن عباس في ابن ماجة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود ، وعبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو في النسائي ، وأبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم في البخاري ومسلم والنسائي ، وعبدة بن أبي لبابة في النسائي وابن ماجة ـ وهو من أقرانه ـ ، وعروة بن الزبير في الترمذي وابن ماجة ـ حديث المستحاضة ـ وقيل : الصحيح ، عن عروة المزني في أبي داود ، وعروة بن عامر القرشي في أبي داود ، وعطاء بن أبي رباح في أبي داود والنسائي ، وعطاء بن يسار في مسلم ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين في النسائي ، وعمارة ابن عمير في أبي داود والنسائي ـ وهو من أقرانه ـ ، والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في النسائي ، وكريب مولى ابن عباس في أبي داود والنسائي ، ومجاهد بن جبر في مسلم ، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس في مسلم وأبي داود والنسائي ـ وهو من أقرانه ـ ، وميمون بن أبي شبيب في الأدب المفرد والكتب الستة ومقدمة صحيح مسلم ، ونافع بن جبير بن مطعم في النسائي

٩٢

وابن ماجة ، ووهب أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد في أبي داود ، وأبي أرطاة في النسائي ، وأبي المطوس في الكتب الستة ، وأبي موسى الحذاء في النسائي ، وام سلمة ام المؤمنين في ابن ماجة ـ ولم يسمع منها ـ.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي في خصائص أمير المؤمنين ، وإسماعيل بن سالم في الأدب المفرد ، وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة في عمل اليوم والليلة ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي في مسلم ـ وهو من أقرانه ـ ، وحماد ابن شعيب الحماني ، وحمزة بن حبيب الزيات في الترمذي ، وأبو العلاء خالد بن طهمان الخفاف ، وزيد بن أبي انيسة في النسائي ، وأبو سنان سعيد بن سنان الشيباني في الترمذي وابن ماجة ، وسعير بن الخمس في الترمذي ، وسفيان الثوري في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في الكتب الستة(١) ، وسليمان أبو إسحاق الشيباني في مسلم والنسائي ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم والنسائي ، وطعمة بن عمرو الجعفري في الترمذي ، وعبد الله بن عون ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي في النسائي وابن ماجة ، وعبد العزيز بن رفيع في النسائي ، وعبد العزيز بن سياه في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج في النسائي ، وعبيد بن أبي امية والد عمر بن عبيد الطنافسي ، وأبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي في الترمذي ، وعطاء بن أبي رباح في النسائي وابن ماجة ـ وهو من شيوخه ـ ، وعمرو بن خالد الواسطي في ابن ماجة ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ـ وهو من أقرانه ـ ، والعوام بن حوشب في أبي داود ، وقيس بن الربيع ، وكامل أبو العلاء في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي ـ وهو من أقرانه ـ ، ومسعر

__________________

١ ـ في المصدر ( م ع ).

٩٣

ابن كدام في البخاري ومسلم ، ومطرف بن طريف في النسائي ، ومنصور بن المعتمر ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد في النسائي ، وأبو بكر بن عياش المقرئ ، وأبو بكر النهشلي في النسائي ، وأبو هاشم الرماني في ابن ماجة ، وأبو يحيى القتات(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن ماجة(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام أمير المؤمنين والسجاد والباقر والصادقعليهم‌السلام (٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٣٥٨ ـ ٣٦١ الرقم ١٠٧٩.

٢ ـ صحيح البخاري ٢ / ٢٤٦ ، باب صوم داودعليه‌السلام ، وج ٤ / ١٦١ ، كتاب المناقب ، باب من انتسب إلى آبائه في الاسلام ، وج ٧ / ٢٠ ، باب ما يذكر في الطاعون ، وج ٨ / ١٠٠.

٣ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٦٦٦ ، كتاب الجنائز ، الحديث ٩٣ ، وص ٨١٥ ، كتاب الصيام ، الحديث ١٨٧ ، وص ٧٤٧ ، كتاب الزكاة ، الحديث ١٥٣ ، وج ٣ / ١٤١١ ، كتاب الجهاد والسير ، الحديث ٩٤ ، وص ١٥٧٩ ، كتاب الأشربة ، الحديث ٤٠ ، وج ٤ / ١٩٧٥ ، كتاب البر والصلة والآداب ، الحديث ٢٥٤٩.

٤ ـ سنن أبي داود : ٣ / ١٧ ، كتاب الجهاد ، الحديث ٢٥٢٩.

٥ ـ سنن النسائي : ٥ / ٦٦٨ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٩٩ ، وج ٧ / ٢٧١ ، بيع السنبل حتى يبيض.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٢ المقدمة ، الحديث ١٤٨.

٧ ـ رجال الشيخ : ٦١ الرقم ٥٣٣ ، وص ١١٢ الرقم ١١٠٠ ، وص ١٨٥ الرقم ٢٢٥٧.

٩٤

[ ٢٤ ] الحسن بن صالح الثوري ( ١٠٠ ـ ١٩٦ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الحسن بن صالح بن حي الامام الكبير ، أحد الأعلام ، أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي ، الفقيه العابد ، أخو الامام علي بن صالح هو من أئمة الاسلام(١) .

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى : ثقة ، مأمون(٢) .

وقال أبو حاتم : ثقة ، متقن ، حافظ(٣) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، متعبد ، رجل صالح(٤) .

وقال ابن شاهين : ثقة ، ليس به بأس ، قاله يحيى(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : فيه بدعة تشيع قليل(٦) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٧ / ٣٦١ الرقم ١٣٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٦ / ١٨٦.

٣ ـ الجرح والتعديل : ٣ / ١٨ الرقم ٦٨.

٤ ـ تاريخ الثقات : ١١٥ الرقم ٢٨٠.

٥ ـ تاريخ أسماء الثقات : ٩٣ الرقم ١٨٧.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٤٩٦ الرقم ١٨٦٩.

٩٥

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(١) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(٣) .

وقال المزي : روى عن : أبان بن أبي عياش البصري ، وإبراهيم بن مهاجر البجلي ، والأجلح بن عبد الله الكندي ، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأشعث بن سوار ، وبكير بن عامر البجلي في أبي داود ، وأبي بشر بيان بن بشر الأحمسي في مسند علي ، وجابر بن يزيد الجعفي في ابن ماجة ، والحسن بن عمرو الفقيمي ، وخالد بن الفزر في أبي داود ، وسعيد بن أبي عروبة في سنن النسائي ، وسلمة بن كهيل في الأدب المفرد ومسند علي ، وسماك بن حرب في مسلم ، وسهيل بن أبي صالح ، وشعبة بن الحجاج في سنن النسائي ، وأبيه صالح بن صالح بن حي في أبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعاصم بن بهدلة في سنن النسائي ، وعاصم بن عبيدالله العمري ، وعاصم الأحول ، في مسلم ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلي في سنن النسائي ، وعبد الله بن محمد بن عقيل في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي ، وعبد العزيز بن رفيع في المراسيل ، وعبد الكريم بن سليط ، وعبيدة بن معتب الضبي ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعطاء بن السائب ، وعلي بن الأقمر ، وعمر بن سعيد في سنن ابن ماجة ، ويقال : محمد بن سعيد ، وعمرو بن دينار في

__________________

١ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٦٧.

٢ ـ المعارف : ٦٢٤.

٩٦

سنن النسائي ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي في سنن النسائي ، وفراس بن يحيى الهمداني ، وقيس بن مسلم ، وليث بن أبي سليم في سنن الترمذي ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن سالم الكوفي ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن عمرو ابن علقمة في سنن النسائي ، ومسلم بن كيسان الملائي الأعور في سنن ابن ماجة ، وأبي المهلب مطرح بن يزيد ، ومنصور بن المعتمر في سنن النسائي ، وموسى الجهني في الخصائص ، وهارون بن سعد العجلي في مسلم ، وهارون أبي محمد في الترمذي ، ويزيد بن طهمان في المراسيل ، وأبي ربيعة الإيادي في الترمذي ، وأبي هارون العبدي.

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس في أبي داود ، وإسحاق بن منصور السلولي في سنن النسائي ، وأسود بن عامر شاذان في أبي داود والنسائي ، والجراح ابن مليح الرؤاسي ـ وهو من أقرانه ـ ، والحسن بن عطية القرشي ، وحميد بن عبد الرحمان الرؤاسي في مسلم والمراسيل والترمذي ومسند علي ، وسلمة بن عبد الملك العوصي في سنن النسائي ، وطلق بن غنام النخعي ، وعبد الله بن داود الخريبي في سنن النسائي ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمان بن مصعب القطان ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعبيد الله بن موسى في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعثمان بن حكيم الأودي في سنن النسائي ، وعثمان بن سعيد بن مرة المري ، وعلي بن الجعد ، وأخوه علي بن صالح بن حي ، وعمر بن أيوب الموصلي ، وعمرو بن جميع قاضي حلوان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في سنن النسائي ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل في سنن ابن ماجة ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومصعب بن المقدام في الترمذي والنسائي ، ووكيع بن الجراح في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ويحيى بن آدم في الأدب

٩٧

المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، ويحيى بن أبي بكير ، ويحيى بن فضيل ، ويونس بن أرقم(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، وابن ماجة(٥) ، والنسائي(٦) ، والترمذي(٧) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب محمد بن علي بن الحسين وجعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام (٨) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٦ / ١٧٨.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ١٥٨ ، كتاب الشهادات ، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم.

٣ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٢١٨٩ ، كتاب الجنة ، الحديث ٤٤.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ٤٠ ، كتاب الطهارة ، الحديث ١٥٦ ، وج ٣ / ١٤٦ ، كتاب الخراج ، الحديث ٢٩٨١.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٥١ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب ما جاء في مسح الأذنين الحديث ٤٤١ ، وص ٢٧٧ ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث ٨٥٠.

٦ ـ سنن النسائي : ٨ / ١٧٣ كتاب الزينة.

٧ ـ سنن الترمذي : ٥ / ١١٣ ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في دخول الحمام ، الحديث ٢٨٠١ ، فقد روى عن أبي ربيعة الايادي ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة : علي وعمار وسلمان ». راجع سنن الترمذي : ٥ / ٦٦٧ ، كتاب المناقب الباب ( ٣٤ ) ، الحديث ٣٧٩٧.

٨ ـ رجال الشيخ : ١٣٠ الرقم ١٣٢٧ وص ١٨٠ الرقم ٢١٥٠.

٩٨

[ ٢٥ ] الحكم بن عتيبة الكندي ( ٥٠ ـ ١١٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام الكبير عالم أهل الكوفة ، أبو محمد الكندي ، مولاهم الكوفي ، ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الله(١) .

قال ابن سعد : وكان الحكم بن عتيبة ثقة ، فقيها ، عالما ، رفيعا ، كثير الحديث(٢) .

وقال العجلي : ثقة ، ثبت في الحديث(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العجلي : وكان فيه تشيع ، إلا أن ذلك لم يظهر منه إلا بعد موته(٤) .

وقال سليمان الشاذكوني : حدثنا يحيى بن سعيد ، سمعت شعبة يقول : كان الحكم يفضل عليا على أبي بكر وعمر(٥) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٠٨ الرقم ٨٣. وقال المزي : وليس الحكم هذا هو الحكم بن عتيبة بن النهاس العجلي الذي كان قاضيا بالكوفة ، فإن ذاك لم يرو عنه شي من الحديث ( تهذيب الكمال : ٤ / ١١٤ ) ، ومن جملة أوهام البخاري جعل الحكم بن عتيبة النهاس مع الحكم بن عتيبة الكندي واحدا. لا حظ هامش سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٠٨.

٢ ـ الطبقات الكبرى : ٦ / ٣٣٢.

٣ ـ ٥ ـ تاريخ الثقات : ١٢٦ الرقم ٣١٥ ، تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ( ١٠١ ) ص : ٣٤٦.

٩٩

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(١) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم التيمي في أبي داود ، وإبراهيم النخعي في الكتب الستة ، وحجية بن عدي الكندي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، والحسن العرني في البخاري ومسلم وسنن النسائي ، وحنش الكناني في أبي داود والترمذي ، وخيثمة بن عبد الرحمان ، وذر بن عبد الله الهمداني في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وذكوان أبي صالح السمان في البخاري ومسلم وابن ماجة ، ورجاء بن حياة ، وزيد بن أرقم ـ وقيل : لم يسمع منه ـ ، وسالم بن أبي الجعد في النسائي ، وسعد بن عبيدة في عمل اليوم والليلة ، وسعيد بن جبير في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وسعيد بن عبد الرحمان بن أبزي في مسلم والنسائي ، وشريح بن الحارث القاضي ، وأبي وائل شقيق بن سلمة في سنن النسائي ، وشهر بن حوشب في أبي داود ، وطاوس بن كيسان اليماني ، وعامر الشعبي في مسلم ، وعبد الله بن أبي أوفى في ابن ماجة ، وعبد الله بن شداد بن الهاد في المراسيل والنسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن نافع مولى بني هاشم في أبي داود ومسند علي ، وعبد الحميد بن عبد الرحمان بن زيد بن الخطاب في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي ليلى في الكتب الستة ، وعبيد الله بن أبي رافع في أبي داود والترمذي والنسائي ، وعراك بن مالك في البخاري ومسلم ، وعروة بن النزال التميمي في النسائي ، وعطاء بن أبي رباح في الأدب

__________________

١ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٩٢ الرقم ٤٩٤.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ولاية علي بن مسلم على الموصل ثم انتزاعها منه وانقراض أمر بني المسيب من الموصل:

ولما قتل إبراهيم وملك تُتُش الموصل ولّى عليها علي بن أخيه مسلم بن قريش، فدخلها مع أمه صفية عند ملك شاه، واستقرت هي وأعمالها في ولايته، وسار تُتُش إلى ديار بكر فملكها، ثم إلى أذربيجان فاستولى عليها. وزحف إليه بركيارق وابن أخيه ملك شاه وتقاتلا فانهزم تُتُش، وقام بمكانه ابنه رضوان وملك حَلب وأمره السلطان بركيارق بإطلاق كربوقا فأطلقه. واجتمعت عليه رجال، وجاء إلى حران فملكها، فكاتبه محمد بن مسلم بن قريش وهو بنصيبين ومعه توران بن وهيب وأبو الهيجاء الكردي يستنصرونه على علي بن مسلم بن قريش بالموصل، فسار إليهم وقبض على محمد بن مسلم وسار به إلى نصيبين فملكها. ثم سار إلى الموصل فامتنعت عليه ورجع إلى مدينة بلد. وقتل بها محمد بن مسلم غريقاً، وعاد إلى حصار الموصل، واستنجد علي بن مسلم بالأمير جكرمش صاحب جزيرة ابن عمر، فسار إليه منجداً له، وبعث كربوقا إليه عسكراً مع أخيه ألتوتناش، فرده مهزوماً إلى الجزيرة، فتمسك بطاعة كربوقا وجاء مدداً له على حصار الموصل، واشتد الحصار بعلي بن مسلم، فخرج من الموصل ولحق بصدقة بن مزيد بالحلَّة وملك كربوقا بلد الموصل بعد حصار تسعة أشهر. وانقرض ملك بني المسيب من الموصل وأعمالها واستولى عليها ملوك الغز من السلجوقية أمراؤهم والبقاء لله وحده.

ما جاء من أخبارهم بتاريخ أبي الفداء الجزء الثالث:

في هذه السنة (٣٨٠) استولى أبو الذوّاد محمد بن المسيب بن رافع بن المقلَّد بن جعفر أمير بني عقيل على الموصل، وقتل أبا الطاهر ابن ناصر الدولة بن حمدان، وقتل أولاده وعدة من قواده بعد قتال جرى بينهما واستقر أمر أبي الذوّاد بالموصل.

وفي سنة ٣٨٦ مات أبو ذَوّاد بن المسيب أمير الموصل وولي بعده أخوه المقلَّد بن المسيب.

وفي سنة ٣٩١ قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب بن رافع بن

٢٢١

المقلَّد بن جعفر بن عمر بن مهنا بن يُزَيدْ (بالتصغير) بن عبد الله بن زيد من ولد ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن العقيلي، وكان المقلَّد المذكور أعور، وأخوه أبو الذوّاد محمد بن المسيب هو أول من استولى منهم على الموصل وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة. واستمر مالكها حتى قتل في هذه السنة، قتله مماليكه التُّرك بالأنبار وكان قد عظم شأنه، ولما مات قام مقامه ابنه قرواش بن المقلَّد بن المسيب. وفي هذه الصفحة في حوادث سنة ٣٩٢ جرى بين قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي وبين عسكر بهاء الدولة حروب انتصر فيها قرواش، ثم انتصر عسكر بهاء الدولة.

وفي حوادث سنة ٤١١ في الموصل قبض معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد على وزيره أبي القاسم المغربي، ثم أطلقه فيما بعد وقبض أيضاً على سليمان بن فهد، وكان ابن فهد في حداثته بين يدي الصابي ببغداد، ثم صعد إلى الموصل وخدم المقلَّد بن المسيب والد قرواش، ثم نظر في ضياع قرواش فظلم أهلها، ثم سخط قرواش عليه وحبسه، ثم قتله وهو المذكور في شعر ابن الزمكدم في أبياته وهي:

ولـيل كـوجه البرقعيدي مظلم وبـرد أغـانيه وطـول قرونه

سـريت ونومي فيه نوم مشرد كـعقل سـليمان بن فهد ودينه

عـلى أولـق فـيه التفات كأنه أبـو جـابر في خطبه وجنونه

إلـى أن بدا نور الصباح كأنه سنى وجه قرواش وضوء جبينه

وكان من حديث هذه الأبيات أن قرواشاً جلس في مجلس شرابه في ليلة شاتية، وكان عنده المذكورون، وهم البرقعيدي وكان مغنياً لقرواش وسليمان بن فهد الوزير المذكور، وأبو جابر وكان حاجباً لقرواش. فأمر قرواش الزمكدم أن يهجو المذكورين ويمدحه فقال هذه الأبيات البديهية.

في حوادث سنة ٤٢٥ وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد صاحب نصيبين فقصد ولده قريش عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين واستقر قريش بها.

في حوادث سنة ٤٣٧ قتل عيسى بن موسى لهَمَذاني صاحب أربل،

٢٢٢

قتله ابنا أخ له وملكا قلعة أربل، وكان لعيسى أخ آخر اسمه سلار بن موسى قد نزل على قرواش صاحب الموصل لوحشة كانت بين سلار وأخيه عيسى. فلما بلغه قتل أخيه سار قرواش إلى أربل ومعه سلار فملكها وتسلمها سلار وعاد قرواش إلى الموصل.

في حوادث سنة ٤٤٢ استولى أبو كامل بركة بن المقلَّد، على أخيه قرواش بن المقلَّد، ولم يبق لقرواش مع أخيه المذكور تصرف في المملكة وغلب عليها أبو كامل المذكور ولقبُه زعيم الدولة.

في حوادث سنة ٤٤٣ تُوفِّي بركة بن المقلَّد بن المسيب بتكريت، واجتمع العرب وكبراء الدولة على إقامة ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلَّد وكان بدران بن المقلَّد المذكور صاحب نصيبين، ثم صارت لقريش المذكور بعده. وكان قرواش تحت الاعتقال منذ اعتقله أخوه بركة مع القيام بوظائفه ورواتبه، فلما تولّى قريش نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتقله بها.

في حوادث سنة ٤٤٤ مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة، أو منيع قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي الذي كان صاحب الموصل، وكان محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحمل فدفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وقيل: إن ابن أخيه قريش بن بدران المذكور أحضر عمه قرواشاً المذكور من الحبس إلى مجلسه وقتله فيه. وكان قرواش من ذوي العقل وله شعر حسن منه:

لـلـه در الـنـائبات فـإنه صدأ القلوب وصيقل الأحرار

مـا كنت إلاَّ زبرة فطبعنني سيفاً وأطلق صرفهن غراري

وجمع قرواش المذكور بين أختين في نكاحه، فقيل له: إن الشريعة تحرم ذلك، فقال: وأي شيء عندنا تجيزه الشريعة. وقال مرة: ما برقبتي غير خمسة أو ستة قتلتهم من البادية، وأما الحاضرة فلا يعبأ الله بهم.

في حوادث سنة ٤٥٠ سار إبراهيم نيال بعد انفصاله عن الموصل إلى هَمَذان وسار طغرلبك من بغداد في أثر أخيه أيضاً إلى هَمَذان، وتبعه من كان ببغداد من التُّرك، فقصد البساسيري بغداد ومعه قريش بن بدران

٢٢٣

العقيلي في مائتي فارس، ووصل إليها يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة غلام ونزل بمشرعة الزوايا. وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي خليفة مصر، وأمر فأذّن بحي على خير العمل ثم عبر عسكره إلى الزاهر، وخطب بالجمعة الأُخرى من وصوله للمصري بجامع الرصافة أيضاً، وجرى بينه وبين مخالفيه حروب في أثناء الأسبوع. وجمع البساسيري جماعته ونهب الحريم، ودخل الباب النوبي فركب الخليفة القائم لابساً للسواد، وعلى كتفه البردة وبيده سيف وعلى رأسه اللواء، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة وسرى النهب إلى باب الفردوس من داره، فلما رأى القائم ذلك رجع إلى ورائه، ثم صعد إلى المنظرة ومع القائم رئيس الرؤساء، وقال رئيس الرؤساء لقريش بن بدران: يا علم الدين أمير المؤمنين القائم يستذم بذمامك وذمام رسول الله وذمام العربية على نفسه وماله وأهل وأصحابه، فأعطى قريش بحضرته ذماماً، فنزل القائم ورئيس الرؤساء إلى قريش من الباب المقابل لباب الحَلبة وسارا معه، فأرسل البساسيري إلى قريش، وقال له: أتخالف ما استقر بيننا وتنقض ما تعاهدنا عليه، وكانا قد تعاهدا على المشاركة وأن لا يستبد أحدهما دون الآخر. ثم اتفقا على أن يسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري؛ لأنه عدوه ويبقى الخليفة عند قريش. وحمل قريش الخليفة إلى معسكره ببردته والقضيب ولوائه، ونهبت دار الخليفة وحريمها أياماً، ثم سلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارس. وسار به مهارس والخليفة في هودج إلى حديثة عانة، فنزل بها وسار أصحاب الخليفة إلى طغرلـبك، وأما البساسيري فإنه ركب يوم عيد النحر إلى المصلّى بالجانب الشرقي وعلى رأسه ألوية خليفة مصر، وأحسن إلى الناس، ولم يتعصب لمذهب، وكانت والدة القائم باقية، وقد قاربت تسعين سنة، فأفرد لها البساسيري داراً وأعطاها جاريتين من جواريها، وأجرى لها الجِراية، وكان قد حبس البساسيري رئيس الرؤساء، فأحضره من الحبس، فقال رئيس الرؤساء: العفو، فقال له البساسيري: أنت قدرت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان وفعلت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي. وجرى على رئيس الرؤساء أمور من التشهير الممقوت ما ندع ذكره، ومات تعذيباً وصلباً وأرسل البساسيري إلى المستنصر العلوي بمصر يعرِّفه بإقامة الخطبة له بالعراق، وكان الوزير هناك ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب

٢٢٤

من البساسيري. فبرَّد فعل البساسيري وخوف من عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم عادت بخلاف ما أمله. ثم سار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة فملكها. وأما طغرلبك فكان قد خرج عليه أخوه إبراهيم نيال وجرى بينه وبينه قتال، وآخره أن طغرلبك انتصر على أخيه إبراهيم نيال وأسره وخنقه بوتر، وكان قد خرج عليه مراراً وطغرلبك يعفو عنه، فلم يعف عنه في هذه المرة. وفي هذه السنة أعاد طغرلبك القائم إلى مقر ملكه وانتهى الأمر بقتل البساسيري.

في سنة ٤٥٢ تُوفِّي قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل ونصيبين، وكانت وفاته بنصيبين، وقام بالأمر بعده ابنه شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش.

في سنة ٤٥٨ أقطع ألب ارسلان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل، الأنبار، وتكريت زيادة على الموصل.

في سنة ٤٧٧ سار فخر الدولة بن جهير بعساكر السلطان ملكشاه إلى قتال شرف الدولة مسلم بن قريش، ثم سير السلطان ملكشاه إلى فخر الدولة جيشاً آخر فيهم الأمير أرتق بن أكسك، وقيل: أكسب، والأول أصح جد الملوك لأرتقية، فانهزم شرف الدولة مسلم وانحصر في آمد ونزل الأمير أرتق على آمد فحصره، فبذل له مسلم بن قريش مالاً جليلاً ليمكِّنه من الخروج من آمد، فأذن له أرتق وخرج شرف الدولة من آمد في حادي عشرين ربيع الأول من هذه السنة، فسار إلى الرقة وبعث إلى أرتق ما وعده به ثم سير السلطان عميد الدولة إلى الموصل، فاستولى عليها عميد الدولة، وهذا اقسنقر هو والد عماد الدولة زنكي، ثم أرسل مؤيد الملك بن نظام الملك إلى شرف الدولة بالعهود يستدعيه إلى السلطان. فقدم شرف الدولة إليه وأحضره عند السلطان ملكشاه بالبوازيج وكان قد ذهبت أمواله فاقترض شرف الدولة مسلم ما خدم به السلطان وقدم إليه خيلاً من جملتها فرسه الذي نجا عليه في المعركة، وكان اسم الفرس بشّار، وكان سابقاً وسابق به السلطان الخيل، فجاء سابقاً فقام السلطان قائماً لما تداخله من العجب فرضي السلطان على مسلم وخلع عليه وأقرَّه على بلاده.

٢٢٥

في حوادث هذه السنة نفسها قال: لما ملك سليمان بن قطلومش أنطاكية أرسل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب يطلب منه ما كان يحمله إليه أهل أنطاكية، فأنكر سليمان ذلك. وقال: إن صاحب أنطاكية كان نصرانياً فكنت تأخذ منه ذلك على سبيل الجزية. ولم يعطه شيئاً، فجمعا واقتتلا في الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في طرف أعمال أنطاكية، فانهزم عسكر مسلم، وقتل شرف الدولة مسلم في المعركة، وقُتِل بين يدي أربعمائة غلام من أحداث حَلب. وكان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب أحول، واتسع ملكه، وزاد على ملك من تقدمه من أهل بيته، فإنه ملك السندية التي على نهر عيسى إلى منبج، وديار ربيعة ومضر عن الجزيرة وحَلب وما كان لأبيه وعمه قرواش من الموصل وغيرها. وكان مسلم يسوس مملكته سياسة حسنة بالأمر والعدل. ولما قتل قصد بنو عقيل أخاه إبراهيم بن قريش وهو محبوس، فأخرجوه وملَّكوه، وكان قد مكث في الحبس سنين كثيرة بحيث صار لم يقدر على المشي لما خرج.

وأما قلعة حَلب فكان بها منذ قتل مسلم بن قريش سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وهو ابن عم شرف الدولة مسلم، فحاصر تُتُش القلعة سبعة عشر يوماً، فبلغه وصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه.

ولما قتل سليمان بن قطلومش مسلم بن قريش أرسل إلى ابن الْحُتَّيتي العباسي مقدم أهل حَلب يطلب منه تسليمها، فاستمهله إلى أن يكاتب السلطان ملكشاه، وأرسل ابن الْحُتَّيتي استدعى تُتُش إلى حَلب، وكان مع تُتُش أرتق بن أكسك؛ وقد فارق خدمة ملكشاه خوفاً من إطلاق مسلم بن قريش من آمد، وكان ابن الْحُتَّيتي قد كاتب السلطان ملكشاه في أمر حَلب فسار إليها من أصفهان في جمادى الآخرة، فملك في طريقه حران وأقطعها لمحمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش. ثم سار إلى الرها فملكها وملك قلعة جعبر، ثم ملك منبج وسار إلى حَلب فلما قاربها رحل أخوه تُتُش عنها على البرية وتوجَّه إلى دمشق، ووصل السلطان إلى حَلب وتسلمها وتسلم القلعة من سالم بن مالك بن بدران العقيلي على أن يعوضه بقلعة جعبر

٢٢٦

فبقيت بيده ويد أولاده إلى أن أخذها منهم نور الدين محمود بن زنكي.

سنة ٤٨٦ وفيها تحرك تُتُش من دمشق لطلب السلطنة بعد موت أخيه ملكشاه، واتفق معه اقسنقر صاحب حَلب، وخطب له باغي سيان صاحب أنطاكية وبران صاحب الرها. وسار تُتُش ومعه اقسنقر فافتتح نصيبين عنوة ثم قصد الموصل، وكنا قد ذكرنا (أبو الفداء) في سنة سبع وسبعين وأربعمائة أنه لما قتل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب وغيرهما استولى على الموصل إبراهيم بن قريش أخو مسلم. ثم إن ملكشاه قبض على إبراهيم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وأخذ منه الموصل، وبقي إبراهيم معه حتى مات ملكشاه، فأطلق إبراهيم وسار إلى الموصل وملكها. فلما قصد تُتُش في هذه السنة الموصل خرج إبراهيم لقتاله، والتقوا بالمضيّع من أعمال الموصل، وجرى بينهم قتال شديد انهزمت فيه المواصلة، وأخذ إبراهيم بن قريش أسيراً وجماعة من أمراء العرب، فقُتلوا وملك تُتُش الموصل، واستثاب عليها علي بن مسلم بن قريش وأمه صفية عمة تُتُش، وأرسل تُتُش إلى بغداد يطلب الخطبة فتوقفوا فيها. ثم سار تُتُش واستولى على ديار بكر.

في سنة ٤٨٩ بعد مقتل تُتُش سنة ٤٨٨ قصد كربوغا نصيبين، وبها محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش، فطلع محمد إلى كربوغا واستحلفه ثم غدر كربوغا بمحمد، وقبض عليه وحاصر نصيبين وملكها، ثم سار إلى الموصل وقتل في طريقه محمد بن مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب، وحصر الموصل وبها علي بن مسلم أخو محمد المذكور من حين استنابه بها تتش، فلما ضاق عليه الأمر هرب من الموصل إلى صدقة بن مزيد بالحلَّة بعد حصار تسعة أشهر.

سنة ٥١٩ وفيها مات سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب قلعة جعبر، وملكها بعده ابنه مالك بن سالم.

الجزء الثالث ص١٨ سنة (٥٤١) سار عماد الدين زنكي، ونزل على قلعة جعبر وحصرها وصاحبها علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وأرسل عسكراً إلى قلعة فنك وهي تجاور جزيرة ابن عمر، فحصرها أيضاً وصاحبها حسام الدين الكردي البشنوي.

٢٢٧

ولما طال على زنكي منازلة قلعة جعبر أرسل مع حسَّان البعلبكي الذي كان صاحب منبج يقول لصاحب قلعة جعبر: قل لي من يخلصك مني،فقال صاحب قلعة جعبر لحسَّان: يخلصني منك الذي خلصك من بلك بن بهرام بن أرتق، وكان بلك محاصراً منبج، فجاءه سهم قتله فرجع حسَّان إلى زنكي ولم يخبره بذلك فاستمر زنكي منازلاً قلعة جعبر، فوثب عليه جماعة من مماليكه وقتلوه في خامس ربيع الآخر من هذه السنة بالليل وهربوا إلى قلعة جعبر، فصاح من بها على العسكر وأعلموهم بقتل زنكي فدخل أصحابه إليه وبه رمق ودفن بالرقة.

سنة ٥٦٤ في هذه السنة ملك نور الدين محمود قلعة جعبر وأخذها من صاحبها شهاب الدين مالك بن علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وكانت بأيديهم من أيام السلطان ملكشاه، ولم يقدر نور الدين على أخذها إلا بعد أن أسر صاحبها مالك المذكور بنو كِلاب، وأحضروه إلى نور الدين محمود، واجتهد به على تسليمها فلم يفعل، فأرسل عسكراً مقدمهم فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني وردفه بعسكر آخر مع مجد الدين أبي بكر المعروف بابن الداية، وكان رضيع نور الدين وحصروا قلعة جعبر، فلم يظفروا منها بشيء وما زالوا على صاحبها مالك حتى سلمها وأخذ عنها عوضاً مدينة سروج بأعمالها والملوحة من بلد حَلب وعشرين ألف دينار معجلة وباب بزاعة.

ما جاء في كامل ابن الأثير من أوليتهم وأخبارهم

الجزء التاسع في سنة ٣٠٨ لما ملك أبو طاهر والحسين ابنا حمدان بلاد الموصل طمع فيها باذ وجمع الأكراد، فأكثر وممن أطاعه الأكراد البشنوية أصحاب قلعة فنك، وكانوا كثيراً وكاتب أهل الموصل فاستمالهم فأجابه بعضهم، فسار إليهم ونزل بالجانب الشرقي فضعفا عنه. وراسلا أبا الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل واستنصراه، فطلب منهما جزيرة ابن عمر ونصيبين وبلداً غير ذلك. فأجاباه إلى ما طلب، وانتهى الأمر بانتصار الأميرين الحماديين بمناصرة أبي الذوّاد على باذ، فكانت هذه أول إمرة لبني عقيل في دولة بني حمدان.

في سنة ٣٨٠ لما انهزم أبو طاهر بن حمدان من أبي علي بن مروان

٢٢٨

سار إلى نصيبين في قلة من أصحابه وكانوا قد تفرقوا، فطمع فيه أبو الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل، وكان صاحب نصيبين حينئذ، فثار بأبي طاهر، فأسره وأسر ولده وعدة من قوادهم، وقتلهم وسار إلى الموصل فملكها وأعمالها، وكاتب بهاء الدولة يسأله أن ينفذ إليه من يقيم عنده من أصحابه يتولّى الأمور. فسيَّر إليه قائداً من قواده وكان بهاء الدولة قد سار من العراق إلى الأهواز، وأقام نائب بهاء الدولة وليس له من الأمر شيء، ولا يحكم إلا فيما يريده أبو الذوَّاد.

في سنة (٣٨٢) كان بهاء الدولة قد أنفذ أبا جعفر الحجاج بن هرمز في عسكر كثير إلى الموصل، فملكها آخر سنة إحدى وثمانين، فاجتمعت عقيل وأميرهم أبو الذواد محمد بن المسيب على حربه، فجرى بينهم عدة وقائع ظهر من أبي جعفر فيها بأس شديد حتى أنه كان يضع له كرسياً بين الصفين ويجلس عليه. فهابه العرب، واستمد من بهاء الدولة عسكراً فأمده بالوزير أبي القاسم علي بن أحمد، وكان مسيره أول هذه السنة. فلما وصل إلى العسكر كتب بهاء الدولة إلى أبي جعفر بالقبض عليه، فعلم أبو جعفر أنه إن قبض عليه اختلف العسكر وظفر به العرب، فتراجع في أمره. وكان سبب ذلك أن ابن المعلم كان عدواً له، فسعى به عند بهاء الدولة فأمر بقبضه، وكان بهاء الدولة أذناً يسمع ما يقال له ويفعل به، وعلم الوزير الخبر، فشرع في صلح أبي الذوّاد وأخذ رهائنه والعود إلى بغداد فأشار عليه أصحابه باللحاق بأبي الذوّاد، فلم يفعل أنفة وحسن عهد فلما وصل إلى بغداد رأى ابن المعلم قد قُبِض وقُتِل وكُفِي شره. ولما أتاه خبر قبض ابن المعلم وقتله ظهر عليه الانكسار، فقال له خواصه: ما هذا الهم وقد كفيت شر عدوك، فقال: إن ملكاً قرب رجلاً كما قرب بهاء الدولة ابن المعلم، ثم فعل به هذا لحقيق بأن تخاف ملابسته. وكان بهاء الدولة قد أرسل الشريف أبا أحمد الموسوي رسولاً إلى أبي الذوّاد فأسره العرب ثم أطلقوه، فورد إلى الموصل وانحدر إلى بغداد.

سنة (٣٨٦) في هذه السنة ملك المقلَّد بن المسيب مدينة الموصل، وكان سبب ذلك أن أخاه أبا الذَّوّاد تُوفِّي في هذه السنة، فطمع المقلَّد في الإمارة فلم تساعده عقيل على ذلك، وقلدوا أخاه علياً؛ لأنه أكبر منه فشرع المقلَّد واستمال الديلم الذين كانوا مع أبي جعفر الحجاج بالموصل فمال

٢٢٩

إليه بعضهم، وكتب إلى بهاء الدولة يضمن منه البلد بألفي ألف درهم كل سنة، ثم حضر عند أخيه علي وأظهر له أن بهاء الدولة قد ولاه الموصل وسأله مساعدته على أبي جعفر؛ لأنه قد منعه عنها، فساروا ونزلوا على الموصل، فخرج إليهم كل من استماله المقلَّد من الديلم، وضعف الحجاج وطلب منهم الأمان فأمنوه ووعدهم يوماً يخرج إليهم فيه. ثم إنه انحدر في السفن قبل ذلك اليوم، فلم يشعروا به إلا بعد انحداره، فتبعوه فلم ينالوا منه شيئاً ونجا بماله منهم، وسار إلى بهاء الدولة ودخل المقلَّد البلد. واستقر الأمر بينه وبين أخيه على أن يخطب لهما ويقدِّم علي لكبره ويكون له معه نائب يجبي المال، واشتركا في البلد والولاية وسار علي إلى البر وأقام المقلَّد وجرى الأمر على ذلك مدة مديدة، ثم تشاجروا واختصموا وكان المقلَّد يتولّى حماية غربي الفرات من أرض العراق، وكان له ببغداد نائب فيه تهور، فجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة مشاجرة، فكتب إلى المقلَّد يشكو، فانحدر من الموصل في عساكره وجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة حرب انهزموا فيها. وكتب إلى بهاء الدولة يعتذر وطلب إنفاذ من يعقد عليه ضمان القصر وغيره، وكان بهاء الدولة مشغولاً بمن يقاتله من عساكر أخيه، فاضطر إلى المغالطة، ومد المقلَّد يده فأخذ الأموال، فبرز نائب بهاء الدولة ببغداد وهو حينئذ أبو علي بن إسماعيل، وخرج إلى حرب المقلَّد، فبلغ الخبر إليه فأنفذ أصحابه ليلاً فاقتتلوا وعادوا إلى المقلَّد، فلما بلغ الخبر إلى بهاء الدولة بمجيء أصحاب المقلَّد إلى بغداد أنفذ أبا جعفر الحجاج إلى بغداد وأمره بمصالحة المقلَّد والقبض على أبي علي بن إسماعيل. فسار إلى بغداد في آخر ذي الحجَّة، فلما وصل إليها أرسله المقلَّد في الصلح، فاصطلحا على أن يحمل لبهاء الدولة عشرة آلاف دينار، ولا يأخذ من البلاد إلا رسم الحماية، ويخطب لأبي جعفر بعد بهاء الدولة، وأن يخلع على المقلَّد الخلع السلطانية،ويُلقَّب بحسام الدولة، ويقطع الموصل والكوفة والقصر والجامعين. واستقر الأمر على ذلك، وجلس القادر بالله له ولم يف المقلَّد من ذلك بشيء إلا بحمل المال، واستولى على البلاد ومد يده في المال وقصده المتصرفون والأماثل وعظم قدره.

سنة (٣٨٧): في هذه السنة قبض المقلَّد على أخيه علي؛ وكان سبب ذلك ما تقدم ذكره من الاختلاف الواقع بين أصحابهما واشتغل المقلَّد بما

٢٣٠

سبق بيانه بالعراق، فلما خلا وجهه وعاد إلى الموصل عزم على الانتقام من أصحاب أخيه، ثم خافه وعمل الحيلة في قبض أخيه، فأحضر عسكره من الديلم والأكراد، وأعلمهم أنه يريد قصد دقوقا وحلَّفهم على الطاعة، وكانت داره ملاصقة دار أخيه، فنقب في الحائط ودخل عليه وهو سكران فأخذه وأدخله الخزانة، وقبض عليه وأرسل إلى زوجته يأمرها بأخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق بتكريت قبل أن يسمع أخوه الحسن الخبر. ففعلت ذلك وخلصت، وكانت في الحلَّة التي له على أربعة فراسخ من تكريت وسمع الحسن الخبر، فبادر إلى الحلَّة ليقبض أولاد أخيه فلم يجدهم. وأقام المقلَّد بالموصل يستدعي رؤساء العرب ويخلع عليهم، واجتمع عنده زهاء ألفي فارس، وسار الحسن إلى حلل أخيه ومعه أولاد أخيه علي وحرمه ويستنفرهم على المقلَّد، واجتمع معهم نحو عشرة آلاف وراسل المقلَّد يؤذنه بالحرب، فسار عن الموصل وبقي بينهم، فنزل واحد ونزل بإزاء العلث، فحضره وجوه العرب واختلفوا عليه، فمنهم من أشار بالحرب منهم رافع بن محمد بن مقن، ومنهم من أشار بالكف عن القتال وصلة الرحم منهم غريب بن محمد بن مقن، وتنازع هو وأخوه فبينما هم في ذلك قيل للمقلَّد: إنّ أختك رهيلة بنت المسيب تريد لقاءك وقد جاءتك، فركب وخرج إليها، فلم تزل معه حتى أطلق أخاه علياً ورد إليه ماله ومثله معه وأنزله في خيم ضربها له. فسر الناس بذلك، وتحالفا وعاد إلى حلته وعاد المقلَّد إلى الموصل، وتجهَّز للمسير إلى أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي؛ لأنه تعصب لأخيه علي وقصد ولاية المقلَّد بالأذى فسار إليه. ولما خرج علي من محبسه اجتمع العرب إليه، وأشاروا عليه بقصد أخيه المقلَّد فسار إلى الموصل، وبها أصحاب المقلَّد وامتنعوا عليه فافتتحها، فسمع المقلَّد بذلك فعاد إليه، واجتاز في طريقه بحلة أخيه الحسن، فخرج إليه ورأى كثرة عسكره، فخاف على أخيه علي منه، فأشار عليه بالوقوف ليصلح الأمر، وسار إلى أخيه علي، وقال له: إن الأعور يعني المقلَّد قد أتاك بحده وحديده وأنت غافل، وأمره بإفساد عسكر المقلَّد، فكتب إليهم فظفر المقلَّد بالكتب، فأخذها وسار مجدِّاً إلى الموصل، فخرج إليه أخواه علي والحسن وصالحاه ودخل الموصل وهما معه. ثم خاف علي فهرب من الموصل ليلاً وتبعه الحسن وتردُّدت الرسل بينهم، فاصطلحوا على أن يدخل أحدهما البلد في غيبة الآخر، وبقوا كذلك

٢٣١

إلى سنة تسع وثمانين ومات علي سنة تسعين وقام الحسن مقامه، فقصده المقلَّد ومعه بنو خفاجة، فهرب الحسن إلى العراق وتبعه المقلَّد، فلم يدركه فعاد، ولما استقر أمر المقلَّد بعد أخيه علي سار إلى بلد علي بن مزيد الأسدي، فدخله ثانية والتجأ ابن مزيد إلى مهذّب الدولة، فتوسط ما بينه وبين المقلَّد. وأصلح الأمر معه، وسار المقلَّد إلى دقوقا فملكها ثم ملكها عليه جبريل بن محمد، ثم عادت إلى المقلَّد، ثم ملكها محمد بن عناز بعده، ثم أخذها بعده قرواش، ثم انتقلت إلى فخر الدولة أبي غالب ثم إلى جبريل وموصك بن جكويه من أمراء الأكراد، ثم قصدها بدران بن المقلَّد وأخذها منهما.

سنة (٣٩١): في هذه السنة قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب العقيلي غيلة قتله مماليك له ترك. وكان سبب قتله أن هؤلاء الغلمان كانوا قد هربوا منه فتبعهم وظفر بهم وقتل منهم وقطع وأعاد الباقين، فخافوه على نفوسهم فاغتنم بعضهم غفلته وقتلوه بالأنبار. وكان قد عظم أمره وراسل وجوه العساكر ببغداد، وأراد التغلب على الملك، فأتاه الله من حيث لا يشعر. ولما قُتِل كان ولده الأكبر قرواش غائباً، وكانت أمواله وخزائنه بالأنبار فخاف نائبه عبد الله بن إبراهيم بن شهرويه بادرة الجند، فراسل أبا منصور بن قراد اللديد، وكان بالسندية فاستدعاه إليه، وقال له: أن أجعل بينك وبين قراوش عهداً وأُزوجه ابنتك، وأقاسمك على ما خلفه أبوه وتساعده على عمه الحسن إن قصده وطمع فيه. فأجابه إلى ذلك وحمى الخزائن والبلد، وأرسل عبد الله إلى قرواش يحثه على الوصول، فوصل وقاسمه على المال وأقام قراد عنده، ثم إن الحسن بن المسيب جمع مشايخ عقيل وشكا قرواشاً إليهم وما صنع مع قراد، فقالوا له: خوفُه منك حمله على ذلك، فبذل من نفسه الموافقة له والوقوف عند رضاه، وسفر المشايخ بينهما فاصطلحا، واتفقا على أن يسير الحسن إلى قرواش شبه المحارب ويخرج هو وقراد لقتاله، فإذا لقي بعضهم بعضاً عادوا جميعاً على قراد فأخذوه. فسار الحسن وخرج قرواش وقراد لقتاله. فلما تراءى الجمعان جاء بعض أصحاب قراد إليه فأعلمه الحال، فهرب على فرس له وتبعه قرواش والحسن فلم يدركاه، وعاد قرواش إلى بيت قراد، فأخذ ما فيه من الأموال التي أخذها من قرواش وهي بحالها. وسار قرواش إلى الكوفة فأوقع بخفاجة

٢٣٢

عندها وقعة عظيمة، فساروا بعدها إلى الشام، فأقاموا هناك حتى أحضرهم أبو جعفر الحجاج.

سنة (٣٩٢): في هذه السنة سيَّر قرواش بن المقلَّد جمعاً من عقيل إلى المدائن، فحصروها فسيَّر إليهم أبو جعفر نائب بهاء الدولة جيشاً فأزالوهم عنها، فاجتمعت عقيل وأبو الحسن مزيد في بني أسد وقويت شوكتهم. فخرج الحجاج إليهم واستنجد خفاجة وأحضرهم من الشام فاجتمعوا معه واقتتلوا بنواحي (باكرم) في رمضان، فانهزمت الديلم والتُّرك وأُسر منهم خلق كثير واستبيح عسكرهم، فجمع أبو جعفر من عنده من العسكر وخرج إلى بني عقيل وابن مزيد، وقتل من أصحابهم خلق كثير وأسر مثلهم وسار إلى حلل ابن مزيد فأوقع بمن فيها فانهزموا أيضاً، فنهبت الحلل والبيوت والأموال، ورأوا فيها من العين والمصاغ والثياب ما لا يقدر قدره.

سنة (٣٩٧): في المحرم جرت وقعة بين معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلَّد العقيلي وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي. وكان سببها أن قرواش جمع جمعاً كثيراً وسار إلى الكوفة وأبو علي غائب عنها، فدخلها ونزل بها وعرف أبو علي الخبر فسار إليه فالتقوا واقتتلوا، فانهزم قرواش وعاد إلى الأنبار مغلولاً، وملك أبو علي الكوفة وأخذ أصحاب قرواش فصادرهم.

سنة (٣٩٩): في هذه السنة قتل عيسى بن خلاط العقيلي أبا علي بن ثمال الخفاجي الذي كان والياً للحاكم بأمر الله صاحب مصر على الرحبة، وملكها، وأقام فيها مدة ثم قصده بدران بن المقلَّد، فأخذها منه وبقيت لبدران، فأمر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق لؤلؤاً البشاري بالمسير إليها، فقصد الرقة أولاً وملكها، ثم سار إلى الرحبة وملكها، ثم انتهى أمر ملكها إلى صالح بن مرداس صاحب حَلب.

سنة (٤٠١): في هذه السنة أيضاً خطب قرواش بن المقلَّد أمير بني عقيل للحاكم بأمر الله العلوي صاحب مصر بأعماله كلها، وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها، وكان ابتداء الخطبة بالموصل: (الحمد لله الذي انجلت بنوره غمرات الغضب، وانهدَّت بقدرته أركان النصب، وأطلع

٢٣٣

بنوره شمس الحق من العرب. فأرسل القادر بالله أمير المؤمنين القاضي أبا بكر بن الباقلاني إلى بهاء الدولة يعرفه ذلك، وأن العلويين والعباسيين انتقلوا من الكوفة إلى بغداد، فأكرم بهاء الدولة القاضي أبا بكر، وكتب إلى عميد الجيوش يأمره بالمسير إلى حرب قرواش، وأطلق له مائة ألف دينار ينفقها في العسكر، وخلع على القاضي أبي بكر وولاّه قضاء عمان والسواحل، وسار عميد الجيوش إلى حرب قرواش، فأرسل يعتذر وقطع خطبة العلويين وأعاد خطبة القادر بالله.

سنة (٤٠١): وفيها تُوفِّي أبو عبد الله محمد بن مقن بن مقلد بن جعفر بن عمر بن المهيا العقيلي، وفي مقلد يجتمع آل المسيب وآل مقن، وكان عمره مائة وعشرة سنين، وكان بخيلاً شديد البخل وشهد مع القرامطة أخذ الحجر الأسود.

سنة (٤١٧): في هذه السنة اجتمع دُبيس بن علي بن مزيد الأسدي وأبو الفتيان منيع بن حسَّان أمير خفاجة، وجمعا عشائرهما وغيرهم، وانضاف إليهما عسكر بغداد على قتال قرواش بن المقلَّد العقيلي؛ وكان سببه أن خفاجة تعرضوا إلى السواد وما بيد قرواش منه، فانحدر من الموصل لدفعهم فاستعانوا بدُبيس، فسار إليهم واجتمعوا، فأتاهم عسكر بغداد فالتقوا بظاهر الكوفة وهي لقرواش، فجرى بين مقدمته ومقدمتهما مناوشة وعلم قرواش أنه لا طاقة له بهم، فسار ليلاً جريدة في نفر يسير وعلم أصحابه بذلك فتبعوه منهزمين، فوصلوا إلى الأنبار وسارت أسد وخفاجة خلفهم. فلما قاربوا الأنبار فارقها قرواش إلى حلله، فلم يمكنهم الإقدام عليه واستولوا على الأنبار ثم تفرقوا.

وفي هذه السنة أصعد الأثير عنبر إلى الموصل من بغداد، وكان سببه أن الأثير كان حاكماً في الدولة البويهية ماضي الحكم نافذ الأمر والجند من أطوع الناس له وأسمعهم لقوله. فلما كان الآن زال ذلك وخالفه الجند فزالت طاعته عنهم، فلم يلتفتوا إليه فخافهم على نفسه، فسار إلى قرواش فندم الجند على ذلك وسألوه أن يعود فلم يفعل. وأصعد إلى الموصل مع قرواش فأخذ ملكه وإقطاعه بالعراق. ثم إن نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا جمعاً كثيراً من عقيل، وانضم إليهم بدران أخو قرواش وساروا يريدون حرب قرواش. وكان قرواش لما سمع خبرهم قد اجتمع

٢٣٤

هو وغريب بن معن والأثير عنبر، وأتاه مدد من ابن مروان، فاجتمع في ثلاثة عشر ألف مقاتل، فالتقوا عند بلد واقتتلوا وثبت بعضهم لبعض وكثر القتل. ففعل ثروان بن قراد فعلا جميلاً، وذلك أنه قصد غريباً في وسط المصاف واعتنقه وصالحه، وفعل أبو الفضل بدران بن المقلَّد بأخيه قرواش كذلك، فاصطلح الجميع وأعاد قرواش إلى أخيه بدران مدينة نصيبين.

الصفحة نفسها والسنة نفسها سار منيع بن حسَّان أمير خفاجة في الجامعين وهي لنور الدولة دُبيس فنهبها، فسار دُبيس في طلبه إلى الكوفة، ففارقها وقصد الأنبار، وهي لقرواش كان استعادها بعد ما ذكرناه قبل. فلما نازلها منيع قاتله أهلها، فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل جنود خفاجة الأنبار ونهبوها وأحرقوا أسواقها، فانحدر قرواش إليهم ليمنعهم، وكان مريضاً ومعه غريب والأثير عنبر، ثم تركها ومضى إلى القصر فاشتد طمع جنود خفاجة وعادوا إلى الأنبار فأحرقوها مرة ثانية. وسار قرواش إلى الجامعين فاجتمع هو ونور الدولة دُبيس بن مزيد في عشرة آلاف مقاتل. فلم يقدر قرواش في ذلك الجيش العظيم على هذه الألف، وشرع أهل الأنبار في بناء سور على البلد وأعادهم قرواش، وأقام عندهم الشتاء، ثم إن منيع بن حسَّان سار إلى الملك أبي كاليجار فأطاعه، فخلع عليه وأتى منيع الخفاجي إلى الكوفة، فخطب فيها لأبي كاليجار وأزال حكم عقيل عن سقي الفرات.

سنة (٤١٩): في هذه السنة في جمادى الأولى سار بدران بن المقلَّد العقيلي في جمع من العرب إلى نصيبين وحصرها، وكانت لنصر الدولة بن مروان، فخرج إليه عسكر نصر الدولة الذين بها وقاتلوه، فهزمهم واستظهر عليهم، وقتل جماعة من أهل نصيبين والعسكر، فسيَّر نصر الدولة عسكراً آخر نجدة لمن بنصيبين، فأرسل إليهم بدران عسكراً فلقوهم فقاتلوهم وهزموهم وقتلوا أكثرهم، فأزعج ذلك ابن مروان وأقلقه، فسير عسكراً آخر ثلاثة آلاف فارس، فدخلوا نصيبين واجتمعوا بمن فيها وخرجوا إلى بدران فاقتتلوا، فانهزم بدران ومن معه بعد قتال شديد وقت الظهر وتبعهم عسكر ابن مروان، ثم عطف عليهم بدران وأصحابه، فلم يثبتوا له. فأكثر فيهم القتل والأسر وغنم الأموال، فعاد عسكر ابن مروان مغلوبين، فدخلوا نصيبين فاجتمعوا بها، واقتتلوا مرة أُخرى وكانوا على السواء. ثم سمع بدران بأن

٢٣٥

أخاه قرواشاً قد وصل إلى الموصل، فرحل خوفاً منه؛ لأنهما كانا مختلفين.

في سنة (٤٢٠) يذكر دخول الغز ديار بكر ومقاومة قرواش لهم ويذكر ملكهم مدينة الموصل ومقاومة قرواش لهم وانكساره، ثم يذكر ظفر قرواش بهم ص ١٦٣ مما يجب أن يضم إلى أخبار بني المقلَّد مع ما ذكر في ص١٦٤.

في سنة (٤٢١) قد ذكرنا محاصرة بدران نصيبين، وأنه رحل عنها خوفاً من قرواش، فلما رحل شرع في إصلاح الحال معه فاصطلحا، ثم جرى بين قرواش ونصر الدولة بن مروان نفرة كان سببها أن نصر الدولة كان قد تزوج ابنة قرواش، فآثر عليها غيرها فأرسلت إلى أبيها تشكو منه، فأرسل يطلبها إليه، فسيرها فأقامت بالموصل، ثم إن ولد مستحفظ جزيرة ابن عمر وهي لابن مروان هرب إلى قرواش، وأطمعه في الجزيرة، فأرسل إلى نصر الدولة يطلب منه صداق ابنته، وهو عشرون ألف دينار ويطلب الجزيرة لنفقتها، ويطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها عام أول، وتردُّدت الرسل بينهما في ذلك، فلم يستقر حال فسير جيشاً لمحاصرة الجزيرة وجيشاً مع أخيه بدران إلى نصيبين، فحصرها بدران وأتاه قرواش، فحصرها معه فلم يُمْلَك واحِد من البلدين، وتفرق من كان معه من العرب والأكراد. فلما رأى بدران تفرق الناس عن أخيه سار إلى نصر الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين، فسلمها إليه وأرسل من صداق ابنة قرواش خمسة عشر ألف دينار واصطلحا.

وفي هذه السنة في جمادى الأولى اختلف قرواش وغريب بن مقن؛ وكان سبب ذلك أن غريباً جمع جمعاً كثيراً من العرب والأكراد، واستمد جلال الدولة فأمده بجملة صالحة من العسكر، فسار إلى تكريت فحصرها وهي لأبي المسيب رافع بن الحسين، وكان قد توجه إلى الموصل وسأل قرواشاً النجدة، فجمعا وحشدا وسارا منحدرين فيمن معهما، فبلغا الدكة وغريب يحاصر تكريت، وقد ضيَّق على من بها وأهلها يطلبون منه الأمان فلم يؤمنهم، فحفظوا نفوسهم وقاتلوا أشد قتال. فلما بلغه وصول قرواش ورافع سار إليهم، فالتقوا بالدكة واقتتلوا، فغدر بغريب بعض من معه ونهبوا سواده وسواد الأجناد الجلالية، فانهزم وتبعهم قرواش ورافع، ثم كفوا عنه وعن أصحابه ولم يتعرضوا إلى حلته وماله فيها وحفظوا ذلك أجمع، ثم إنهم تراسلوا واصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الوفاق.

٢٣٦

سنة (٤٢٥): وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد وقصد ولده عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين، وكان بنو نُمير قد طمعوا فيها وحصروها، فسار إليهم ابن بدران فدفعهم عنها.

سنة (٤٣٣) يذكر الحلف بين جلال الدولة وقرواش صاحب الموصل.

سنة (٤٤٠) ذكر الحلف بين قرواش والأكراد الحميدية والهذبانية. وفيها كانت الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بن المقلَّد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلَّد إلى عمّه قرواش وجمع جمعاً، وقاتل عمه أبا كامل، فظفر ونصر وانهزم أبو كامل ولم يزل قريش يغري قرواشاً بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما.

ظهور الخلاف بين قرواش وأخيه أبي كامل وصلحهما:

سنة (٤٤١): في هذه السنة ظهر الخلاف بين معتمد الدولة قرواش وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل ظهوراً آل إلى المحاربة، وقد تقدم سبب ذلك. فلما اشتد الأمر وفسد الحال فساداً لا يمكن إصلاحه جمع كل منهما جمعاً لمحاربة صاحبه، وسار قرواش في المحرم وعبر دجلة بنواحي بلد، وجاءه سليمان بن نصر الدولة بن مروان، وأبو الحسن بن عيسكان الحميدي وغيرهما من الأكراد، وساروا إلى معلثايا، فأخرجوا المدينة ونهبوها ونزلوا بالمُغيثة، وجاء أبو كامل فيمن معه من العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بابنيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم السبت ثاني عشر المحرم، وافترقوا من غير ظفر، ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم يلابس الحرب سليمان بن مروان بل كان ناحية، ووافقه أبو الحسن الحُميدي وساروا عن قرواش، وفارقه جمع من العرب وقصدوا أخاه، فضعف أمر قرواش وبقي في حلته وليس معه إلا نفر يسير فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده، فمنعهم وأسفر الصبح يوم الاثنين، وقد تسرع بعضهم ونهب بعضاً من عرب قرواش، وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجوراً عليه وجعل معه بعض زوجاته في دار. وكان مما فت في عضد قرواش وأضعف نفسه أنه كان قد قبض على قوم من الصيادين بالأنبار؛ لسوء طريقهم وفسادهم فهرب الباقون

٢٣٧

منهم وبقي بعضهم بالسندية، فلما كان الآن سار جماعة منهم إلى الأنبار وتسلقوا السور ليلة خامس المحرم من هذه السنة، وقتلوا حارساً وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل، فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل، فكثروا وثار بهم أصحاب قرواش، فاقتتلوا فظفروا وقتلوا من أصحاب معتمد الدولة قرواش جماعة وهرب الباقون. فبلغه خبر استيلاء أخيه، ولم يبلغه عود أصحابه. ثم إن المسيب وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه، فخاف أن يؤول الأمر بهم إلى طاعة قرواش وإعادته إلى مملكته، فبادرهم إليه وقبل يده، وقال له: إنني وإن كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا إلا بسبب من أفسد رأيك فيَّ وأشعرك الوحشة مني، والآن فأنت الأمير وأنا الطائع لأمرك والتابع لك. فقال له قرواش: بل أنت الأخ والأمر لك مسلّم، وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما وعاد قرواش إلى التصرف على حكم اختياره. وكان أبو كامل قد أقطع بلال بن غريب بن مقن حربى وأوانا، فلما اصطلح أبو كامل وقرواش أرسلا إلى حربى من منع بلالاً عنها، فتظاهر بلال بالخلاف عليهما وجمع إلى نفسه جمعاً، وقاتل أصحاب قرواش وأخذ حربى وأوانا بغير اختيارهما، فانحدر قرواش من الموصل إليهما وحصرهما وأخذهما.

وفي هذه السنة سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من أعمال العراق وبادوريا، فنهبوها وأخذوا من الأموال الكثير وكانا في إقطاع البساسيري، فسار من بغداد بعد عوده من فارس إليهم، فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل بن المقلَّد، واقتتلوا قتالاً شديداً أبلى الفريقان فيه بلاء حسناً وصبرا صبراً جميلاً وقُتل جماعة من الفريقين.

في هذه السنة في ذي القعدة ملك البساسيري الأنبار ودخلها أصحابه، وكان سبب ملكها أن قرواشاً أساء السيرة في أهلها، ومد يده إلى أموالهم فسار جماعة من أهلها إلى البساسيري ببغداد، وسألوه أن ينفذ معهم عسكراً يسلمون إليه الأنبار. فأجابهم إلى ذلك وسيّر معهم جيشاً، فتسلموا الأنبار ولحقهم البساسيري، وأحسن إلى أهلها وعدل فيهم ولم يمكن أحداً من أصحابه أن يأخذ رطل الخبز بغير ثمنه. وأقام فيها إلى أن أصلح حالها وقرر قواعدها وعاد إلى بغداد.

سنة (٤٤٢) وفي هذه السنة في جمادى الأولى استولى زعيم الدولة

٢٣٨

أبو كامل بركة بن المقلَّد على أخيه قرواش، وحجر عليه ومنعه من التصرف على اختياره؛ وسبب ذلك أن قرواشاً كان قد أنف من تحكم أخيه في البلاد، وأنه قد صار لا حكم له فعمل على الانحدار إلى بغداد ومفارقة أخيه. وسار عن الموصل، فشق ذلك على بركة وعظم عنده، ثم أرسل إليه نفراً من أعيان أصحابه يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ويحذرونه من الفرقة والاختلاف، فلما بلّغوه ذلك امتنع عليهم، فقالوا: أنت ممنوع عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك، فعلم حينئذ أنه يُمنع قهراً، فأجاب إلى العود على شرط أن يسكن دار الإمارة بالموصل، وسار معهم. فلما قارب حلة أخيه زعيم الدولة لقيه وأنزله عنده، فهرب أصحابه وأهله خوفاً فأمّنهم زعيم الدولة، وحضر عنده وخدمه وأظهر له الخدمة وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره.

سنة (٤٤٣) وفي هذه السنة في شهر رمضان تُوفِّي زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلَّد بتكريت، وكان انحدر إليها في حلله قاصداً نحو العراق لينازع النواب به عن الملك الرحيم وينهب البلاد. فلما بلغها انتقض عليه جرح كان أصابه من الغز لما ملكوا الموصل، فتُوفِّي ودفن بمشهد الخضر بتكريت. واجتمعت العرب من أصحابه على تأمير علم الدين أبي المعالي قريش بن بدران بن المقلَّد، فعاد بالحلل والعرب إلى الموصل وأرسل إلى عمه قرواش، وهو تحت الاعتقال يعلمه بوفاة زعيم الدولة وقيامه بالإمارة، وأنه يتصرف على اختياره ويقوم بالأمر نيابة عنه. فلما وصل قريش إلى الموصل جرى بينه وبين عمه قرواش منازعة ضعف فيها قرواش وقوي ابن أخيه ومالت العرب إليه، واستقرت الإمارة له وعاد عمه إلى ما كان عليه من الاعتقال الجميل والاقتصار به على قليل من الحاشية والنساء والنفقة، ثم نقله إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتُقل بها.

سنة (٤٤٤): في هذه السنة جرى حِلف بين علم الدين قريش بن بدران وبين أخيه المقلَّد، وكان قريش قد نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل وسجنه بها وارتحل يطلب العراق، فجرى بينه وبين أخيه المقلَّد منازعة أدت إلى الاختلاف، فسار المقلَّد إلى نور الدولة دُبيس بن مزيد ملتجئاً إليه فحمل أخاه الغيظ منه على أن نهب حلته وعاد

٢٣٩

إلى الموصل، واختلَّت أحواله واختلفت العرب عليه، وأخرج نواب الملك الرحيم ببغداد إلى ما كان بيد قريش من العراق بالجانب الشرقي من عُكبرا والعلث وغيرهما من قبض غلته، وسلم الجانب الغربي من أوانا ونهر بيطر إلى أبي الهندي بلال بن غريب. ثم إن قريشاً استمال العرب وأصلحهم، فأذعنوا له بعد وفاة عمه قرواش، فإنه تُوفِّي هذه الأيام، وانحدر إلى العراق؛ ليستعيد ما أخذ منه، فوصل إلى الصالحية وسير بعض أصحابه إلى ناحية الحظيرة وما والاها، فنهبوا ما هناك وعادوا فلقوا كامل بن محمد بن المسيّب صاحب الحظيرة، فأوقع بهم وقاتلهم فأرسلوا إلى قريش يعرفونه الحال، فسار إليهم في عدة كثيرة من العرب والأكراد، فانهزم كامل وتبعه قريش فلم يلحقه، فقصد حلل بلال بن غريب وهي خالية من الرجال، فنهبها وقاتله بلال وأبلى بلاء حسناً فجرح ثم انهزم، وراسل قريش نواب الملك الرحيم يطلب ببذل الطاعة ويطلب تقرير ما كان له عليه، فأجابوه إلى ذلك على كره؛ لقوته وضعفهم واشتغال الملك الرحيم بخوزستان عنهم، فاستقر أمره وقوي شأنه. وفي هذه الصفحة: وفي السنة نفسها مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة أبو المنيع قرواش بن المقلَّد العُقيلي الذي كان صاحب الموصل محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحُمل ميتاً إلى الموصل، ودفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وكان من رجال العرب وذوي العقل منهم وله شعر حسن. وأورد له عن (دمية القصر) البيتين المنقولين عن تاريخ ابن خلدون وهذه الأبيات التي لم يوردها ابن خلدون:

مـن كان يحمد أو يذم موّرث لـلمال مـن آبـائه وجدوده

إنـي امـرؤ لـله أشكر وحده شـكراً كـثيراً جـالباً لمزيده

لـي أشقرٌ سمح العنان مغاور يعطيك ما يرضيك من مجهوده

ومـهند عـضب إذا جـردته خلت البروق تموج في تجريده

ومـثقف لـدنُ الـسنان كأنم أم الـمنايا رُكـبت في عوده

وبـذا حـويُت المال إلا أنني سـلّطت جود يدي على تبديده

وفي هذه السنة ورد سعدي بن أبي الشوك في جيش من عند السلطان طغرلبك إلى نواحي العراق، فدوَّخ كثيراً منها وأسرف في

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482