منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247446 / تحميل: 4739
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بغلوّه. مضافا إلى ما ذكرناه في الفوائد(١) .

ولا يبعد كونه من مشايخ الإجازة المشير إلى الوثاقة(٢) .

٣٠١ ـ إسحاق بن شعيب بن ميثم :

الأسدي ، مولاهم ، التمّار الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) .

٣٠٢ ـ إسحاق بن عبد العزيز البزّاز :

كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ويلقّب أبا السفاتج ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال ابن الغضائري : يعرف حديثه تارة وينكر اخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا ،صه (٤) .

وفيق : إبراهيم أبو السفاتج ، يكنّى أبا إسحاق. وقيل : إنّه يكنّى أبا يعقوب ، ومن قال هذا قال : إنّ اسمه إسحاق بن عبد العزيز(٥) ، انتهى.

وكأنّ العلاّمةرحمه‌الله اختار هذا القول.

وفي الكافي في باب النهي عن القول بغير علم ـ في الحسن ـ عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : وفيه في كتاب الحجّة عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج ، عن جابر ، عن الباقرعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٤٠ ، وفيه : الكوفي التمّار.

(٤) الخلاصة : ٢٠١ / ٧ ، وفيها بدل يكنّى أبا يعقوب ويلقّب أبا السفاتج : يكنّى أبا السفاتج.

(٥) رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٣٧.

(٦) الكافي ١ : ٣٤ / ٨.

(٧) الكافي ١ : ١٣٤ / ٤.

٢١

ونذكر في الكنى ما يتعلّق بالمقام(١) (٢) .

٣٠٣ ـ إسحاق بن عبد الله بن سعد :

ابن مالك الأشعري ، قمّي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وابنه أحمد بن إسحاق مشهور ،صه (٣) .

وزادجش : حميد ، عن عليّ بن بزرج ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي الثقة ، عنه يونس بن يعقوب ، وعليّ بن بزرج ، وأحمد بن زيد الخزاعي ، وابن أبي عمير(٥) .

٣٠٤ ـ إسحاق بن عمّار بن حيّان :

مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وإخوته : يونس ويوسف وقيس وإسماعيل ، وهو في بيت كبير من الشيعة. وابنا أخيه : عليّ بن إسماعيل وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث.

روى إسحاق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبي الحسنعليه‌السلام ، ذكر ذلك أحمد بن محمّد بن سعيد في رجاله.

له كتاب نوادر ، عنه غياث بن كلوب ،جش (٦) .

وفيق : إسحاق بن عمّار الكوفي الصيرفي(٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٩٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) الخلاصة : ١١ / ٦.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٤.

(٥) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٦) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٣٥.

٢٢

وفيظم : إسحاق بن عمّار ، ثقة له كتاب(١) .

وفيكش : في إسحاق وإسماعيل ابني عمّار.

محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن زياد القندي ، قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى إسحاق بن عمّار وإسماعيل بن عمّار قال : وقد يجمعهما لأقوام(٢) ، يعني : الدنيا والآخرة(٣) .

وفيه أحاديث أخر تدلّ على مدح له(٤) كلّها ضعاف.

وقالطس : يبعد أن يقول الصادقعليه‌السلام هذا ، لأنّ إسحاق بن عمّار كان فطحيّا ، والرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وزياد ، لأنّ زياد ابن مروان القندي واقفي(٥) .

أقول : أوّل من اشتبه عليه الأمر هذا السيّد الجليل ، ثمّ آية الله العلاّمة(٦) ، ثمّ تبعهما من تأخّر عنهما(٧) ، فجعلوا الرجلين رجلا ، وإنّما هما اثنان : ابن عمّار بن حيّان الثقة وهو هذا ، وابن عمّار بن موسى الساباطي الآتي.

وقد جعل لهما الميرزا ترجمة واحدة ـ كأكثر الجامعين ـ عن اشتباه(٨) ، ويأتي في الذي يليه تمام الكلام.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٢) في المصدر : الأقوام ( لأقوام خ ل ).

(٣) رجال الكشي : ٤٠٢ / ٧٥١.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٥ / ٥٨٩.

(٥) التحرير الطاووسي : ٤٠.

(٦) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٤٨ / ١٦٤ ، نقد الرجال : ٤٠ / ٢٤ ، جامع الرواة : ١ / ٨٢.

(٨) منهج المقال : ٥٢.

٢٣

٣٠٥ ـ إسحاق بن عمّار الساباطي :

له أصل ، وكان فطحيّا إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، أخبرنا به الشيخ والحسين بن عبيد الله ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق هذا ،ست (١) .

ومضى ما فيظم في الذي قبيله(٢) (٣) .

وفيصه : ابن عمّار بن حيّان ، مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، كان شيخا من أصحابنا ثقة ، روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وكان فطحيّا.

قال الشيخ : إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، وكذا قال النجاشي ، فالأولى عندي التوقّف فيما ينفرد به(٤) .

وفيتعق : الفطحي ـ كما فيست ـ ابن عمّار بن موسى الساباطي ، وهو غير ابن حيّان ، ولا منشأ للاتّحاد غير أنّجش لم يذكر ابن موسى ، وست لم يذكر ابن حيّان ، والحكم به بمجرّد هذا مشكل.

مع أنّ كلامجش في غاية الظهور في كون ابن حيّان غير ابن موسى ، وأنّه إماميّ معروف مشهور هو واخوته وابنا أخيه ، وأنّهم طائفة على حدة ، لا طائفة عمّار الساباطي المعروف المشهور في نفسه وطائفته وفطحيّته.

وعدم عثور النجاشي على فطحيّة ابن موسى مضافا إلى ظهور كونه إماميّا عنده بعيد ، والعثور وعدم الذكر هنا مضافا إلى ذكر ما يدلّ على إماميّته‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥ / ٥٢.

(٢) في نسخة « ش » : قبله.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٤) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

٢٤

أبعد.

ومن ثمّ ذهب جمع من المحقّقين إلى التغاير وكون ابن حيّان ثقة وابن موسى موثّقا(١) ، منهم المصنّف في الوسيط(٢) .

وممّا يؤيّد : عدم اتّصاف أحد من إخوة ابن حيّان بالساباطيّة لا في الرجال ولا غيره ، وكذا عدم نسبة أحد منهم إلى موسى ، وكذا ابنا أخيه عليّ وبشر ، بل حيثما ذكر أحدهم وصف بالصيرفي والكوفي وابن حيّان ، كما أنّ الصباح وقيسا أخوي عمّار الساباطي لم يوصفا قط ـ كأخيهما ـ بالكوفيّة والتغلبيّة(٣) ، ولم ينسبوا إلى حيّان قط ، بل بالساباطيّة وابن موسى.

وسيجي‌ء عليّ بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار الصيرفي الذي أجاز التلعكبري(٤) ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار بن حيّان التغلبي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام وثقاته وخاصّته(٥) ، وهما يشيران إلى التعدّد ، سيّما الأخير ، فإنّ عمّار بن موسى من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، فكيف ابن ابنه يكون من أصحابهعليه‌السلام وخاصّته.

وممّا يؤيّد : عدم نسبة أحد من علماء الرجال إلى يونس ويوسف وقيس وإسماعيل الفطحيّة ، بل الظاهر العدم ، مع أنّ المقرّر بقاء عمّار وطائفته على الفطحيّة. على أنّ كون الأب والجد فطحيّين بل ومن أركانها وعمدها ، ووجود ابن يخالفهما في زمانهما بحيث يصير من ثقات الكاظمعليه‌السلام

__________________

(١) راجع مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها ، روضة المتّقين : ١٤ / ٥١.

(٢) الوسيط : ٢٤ ، إلاّ أنّه لم يظهر منه التغاير ، بل العكس حيث يظهر منه الاتّحاد. وسينبّه عليه المصنّف فيما بعد.

(٣) في نسخة « ش » : أو التغلبية.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٢٥.

(٥) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

٢٥

وخاصّته ، ولم يشر إلى هذا مشير أصلا ، ربما لا يخلو من غرابة.

ويأتي في إسماعيل ما يشير إلى التعدّد من وجوه متعدّدة.

وممّا يؤيّد : أنّ يونس وإسماعيل ذكرا فيق (١) (٢) ، وعمّار من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣) .

وقال جدّي : الظاهر أنّهما متغايران ، ولمّا أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثّق كالصحيح(٤) . وفيه ما لا يخفى.

وفي شرح الإرشاد للمحقّق الأردبيلي : إنّ في المنتهى قال بصحّة رواية الحلبي في مطهّريّة الأرض(٥) ، وفي سندها إسحاق بن عمّار(٦) .

إذا عرفت هذا فيعيّن أحدهما بالأمارات.

ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيّان ، كما هو ظاهرجش .

ومن القرائن رواية أحد إخوته أو أولاد أخيه أو أحد من أقاربهم عنه ، أو روايته عن عمّار بن حيّان.

ومن القرائن المعيّنة للصيرفي رواية زكريّا المؤذّن عنه.

وربما يحصل الظن بكون الراوي عن الصادق هو.

ومن القرائن رواية صفوان بن يحيى ، وكذا عبد الرحمن بن أبي نجران.

قلت : ومرّ في الفوائد بعض الأمارات المعيّنة(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٢) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٢٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٤ / ١٥.

(٤) روضة المتقين : ١٤ / ٥١.

(٥) منتهى المطلب : ١ / ١٧٩.

(٦) مجمع الفائدة والبرهان : ١ / ٣٥٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

٢٦

وفيمشكا : ابن عمّار الموثّق ، عنه غياث بن كلوب ، والحسن بن عديس ، وابن أبي عمير ، وعليّ بن إسماعيل بن عمّار ، وعبد الله بن جبلة ، وأبو عبد الله المؤمن زكريّا بن محمّد ، ويونس بن عبد الرحمن ، وابن محبوب ـ كما في الفقيه مرّتين(١) ـ ، وحمّاد بن عيسى ، وأبو جميلة ـ كما في الفقيه(٢) ـ والحسين الرواسي ـ كما في الفقيه(٣) ، وفي الأصل : الرقاشي(٤) ، ولكنّه غير مذكور ـ ومحمّد بن وضاح ، ومحمّد بن سليمان الديلمي ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، وعثمان بن عيسى ، وعبد الرحمن ابن سالم.

وهو عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٥) ، انتهى.

أقول : ما ذكره مبنيّ على اتّحاد ابني(٦) عمّار ، وليس كذلك بل هما اثنان.

وممّن ذهب إلى التعدّد شيخنا يوسف البحراني(٧) ، وقبله شيخنا البهائيرحمه‌الله في مشرق الشمسين(٨) ، وتلميذه العلاّمة الشيخ عليّ بن سليمان في حواشي الحديث ، على ما نقله عنهما(٩) . وذهب إليه المولى محسن‌

__________________

(١) الفقيه ٣ : ١٤٦ / ٦٤٤ ، ٤ : ١١٨ / ٤٠٨.

(٢) الفقيه ٤ : ١١٨ / ٤٠٧ و ٢٠٥ / ٦٨٤.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٦ / ٤٤٥.

(٤) في نسخة « ش » : الرفاشي.

(٥) هداية المحدثين : ١٧.

(٦) في نسخة « ش » : ابن.

(٧) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

(٨) مشرق الشمسين : ٢٧٧.

(٩) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

٢٧

الكاشاني(١) ، والمولى عناية الله صاحب مجمع الرجال(٢) .

وأمّا الميرزا في الوسيط فلم يظهر منه ذلك ، بل ظاهره الاتّحاد(٣) . اللهم إلاّ أن يكون رجع في حاشية الكتاب كما سمعته من الأستاذ العلاّمة دام علاه مشافهة.

٣٠٦ ـ إسحاق بن غالب الأسدي :

والبي عربي صليب ، ثقة ، وأخوه عبد الله كذلك ، وكانا شاعرين ، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، عنه به صفوان(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن غالب الثقة ، عنه صفوان(٦) .

٣٠٧ ـ إسحاق بن الفضل بن يعقوب :

ابن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلّب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ،قر (٧) .

ويأتي في الحسن(٨) بن محمّد بن الفضل روايته عن الكاظمعليه‌السلام أيضا.

قلت : يأتي في الحسين بن محمّد بن الفضل عنجش بعد توثيقه :

__________________

(١) الوافي : ١ / ٢١.

(٢) مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٥.

(٥) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٣.

(٦) هداية المحدثين : ١٨.

(٧) رجال الشيخ : ١٠٥ / ٢٨.

(٨) كذا ، والظاهر : الحسين ( منه قده ).

٢٨

وعمومته كذلك ، إسحاق ويعقوب وإسماعيل(١) . ولا يبعد(٢) استفادة توثيقه منه.

وصرّحشه في شرح البداية بتوثيق الثلاثة المذكورين(٣) .

وقال المحقّق الشيخ محمّد : استفاده من عبارة جش. ثمّ احتمل كون الإشارة للرواية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقال : إلاّ أنّ الظاهر ما فهمه جدّيقدس‌سره .

وذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن ومواضع أخر ـ وذكر توثيق الشهيد الثاني واستفادته من كلامجش ، واستبعده(٤) . فتدبّر.

٣٠٨ ـ إسحاق القمّي :

قر (٥) . وزادست : له كتاب ، ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه(٦) .

أقول : الظاهر أنّه ابن عبد الله الثقة المذكور ، والطبقة تساعده جدّا ، ونفى عنه البعد في الوسيط(٧) .

٣٠٩ ـ إسحاق بن مبارك :

روى عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ، روى عنه صفوان بن يحيى(٨) . لم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٢) في نسخة « ش » : فلا يبعد.

(٣) الرعاية في علم الدراية : ٣٩٨.

(٤) حاوي الأقوال : ١٧٠ / ٧٠١.

(٥) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٤٧.

(٦) الفهرست : ١٦ / ٥٥.

(٧) الوسيط : ٢٤.

(٨) التهذيب ٤ : ٧٢ / ١٩٩.

٢٩

يذكره أصحاب الرجال.

قلت : في رواية صفوان عنه إشعار بالوثاقة لما يأتي في ترجمته ، وديدن الأستاذ العلاّمة على ذلك.

٣١٠ ـ إسحاق بن محمّد :

ثقة ،ظم (١) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٢) .

٣١١ ـ إسحاق بن محمّد بن أحمد :

ابن أبان بن مرّار بن عبد الله ـ يعرف عبد الله : عقبة وعقاب ـ بن الحارث النخعي ، أخو الأشتر ، وهو معدن التخليط ، له كتب(٣) في التخليط. عنه الجرمي ،جش (٤) .

صه ، إلى : في التخليط ؛ وزاد بعد مرّار : بالراء المشدّدة وبعد الألف راء أيضا ، وبعد عقبة : بالمهملة المضمومة والقاف والباء الموحّدة ، وبعد الأشتر : يكنّي أبا يعقوب(٥) . ثمّ زاد : لا أقبل روايته.

قال ابن الغضائري : إنّه كان فاسد المذهب ، كذّابا في الرواية ، وضّاعا في الحديث(٦) ، لا يلتفت إلى ما رواه ، ولا يرتفع(٧) بحديثه ، وللعياشي معه خبر في وضعه للحديث مشهور ، والاسحاقيّة تنسب إليه(٨) ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٢) الخلاصة : ١١ / ١‌

(٣) في نسخة « ش » : كتاب.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٧.

(٥) في المصدر زيادة : الأحمر.

(٦) في المصدر : وضّاعا للحديث.

(٧) في المصدر : ينتفع.

(٨) الخلاصة : ٢٠١ / ٥.

٣٠

انتهى.

ويحتمل أن يكون ما ذكر من تكنّيه بأبي يعقوب وخبر العياشي معه لابن محمّد البصري ، وذكر هنا لاشتباه.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أبان المخلّط ، عنه الجرمي.

وأمّا غيره فلم نظفر له بأصل ولا كتاب(١) .

٣١٢ ـ إسحاق بن محمّد البصري :

رمي بالغلو ، من أصحاب الجوادعليه‌السلام ،صه (٢) .

وفيكش في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه : نصر بن الصباح ـ وهو غال ـ قال : حدّثني إسحاق بن محمّد البصري ، وهو متّهم(٣) .

وفي ترجمة المفضّل بن عمر : إنّه من أهل الارتفاع(٤) .

وفي موضع آخر : وهو غال ، وكان من أركانهم أيضا(٥) .

وفي موضع آخر : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا أبو(٦) يعقوب إسحاق بن محمّد البصري فإنّه كان غاليا ، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه ، وسألته كتابا نسخه(٧) ، فأخرج إليّ من أحاديث المفضّل بن عمر في التفويض ، فلم أرغب فيه ، فأخرج إليّ أحاديث مشيخته(٨) من الثقات. ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ،

__________________

(١) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٢) الخلاصة : ٢٠٠ / ٣ ، وفيها : يرمى بالغلو.

(٣) رجال الكشي : ١٨ / ٤٢ ، وفي نسخة « ش » : وهو منهم.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٦ / ٥٩١.

(٥) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٤.

(٦) أبو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) في المصدر : أنسخه.

(٨) في المصدر : منتسخة.

٣١

ويمسكها ، ويروي في فضل إمساكها أحاديث. وهو أحفظ من لقيته(١) ، انتهى.

وفيتعق : احتمل في النقد اتّحاده مع السابق(٢) .

ولعلّ رميه بالغلو لاعتقاده الجميل بالمفضّل ، وروايته الحديث في جلالته ، واعتنائه بما نقل عنه في التفويض ، وهذا لا يوجب طعنا ولا غلوّا ، وإن كان عند القدماء أدون منه غلوّا ، كنفي السهو عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواياته صريحة في خلاف الغلو ، وهي من الكثرة بمكان(٣) .

وفي سهل بن زياد ما يزيد بيانا.

قلت : لعلّ الأمر فيه كما أفاده ، إلاّ أنّ ذلك يخرج الرجل من الضعف إلى الجهالة.

ويمكن أن يصحّح ما يرويه عنه محمّد بن مسعود ، فتدبّر.

وفي نسختي منطس : النصري(٤) .

٣١٣ ـ إسحاق بن محمّد الحضيني :

ضا (٥) . وربما كان هو الثقة المتقدّم عنظم (٦) .

وفيتعق : يحتمل اتّحاده مع ابن إبراهيم الحضيني كما أشرنا ، فراجع(٧) .

__________________

(١) رجال الكشي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٢) نقد الرجال : ٤٠ / ٣٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٤) التحرير الطاووسي : ٤٣ / ٢٣ هامش رقم (١).

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٢٦.

(٦) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

٣٢

٣١٤ ـ إسحاق المدائني :

هو ابن عمّار الساباطي ، لأنّ ساباط من قرى المدائن ،تعق (١) .

٣١٥ ـ إسحاق بن هلال :

عنه ابن أبي عمير(٢) كما قيل ؛ ففيه إشعار بوثاقته ،تعق (٣) .

٣١٦ ـ إسحاق بن يزيد بن إسماعيل :

الطائي ، على ما فيصه (٤) ، تقدّم بالموحّدة.

وفيتعق : حكم خالي بحسنه(٥) ، والظاهر لأنّ للصدوق طريقا إليه.

والظاهر أنّه : ابن بريد ـ بالموحّدة ـ كما تقدّم.

ولا يبعد أن يقال لإسحاق بن جرير : ابن يزيد ، نسبة إلى الجد ، كما اتّفق في أخيه خالد ، فتأمّل(٦) .

٣١٧ ـ إسحاق بن يعقوب :

في كتاب الغيبة للشيخ : أخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزراري ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه (٧) أن يوصل لي كتابا فيه مسائل أشكلتعليّ ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الدارعليه‌السلام :

أمّا ما سألت عنه ـ أرشدك الله وثبّتك ـ من أمر المنكرين لي من أهل‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٢) الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٤.

(٥) الوجيزة : ٣٧٣ / ٥٦. وفي التعليقة : حكم خالي بكونه ممدوحا.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٧) في المصدر :رحمه‌الله .

٣٣

بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوح. إلى أن قال :

وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار(١) . إلى أن قال :

وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى(٢) .

وهو توقيع طويل يتضمّن جملة من المسائل.

قلت : في الوسيط : قد يستفاد ممّا يتضمّنه علوّ رتبة الرجل ، فتدبّر(٣) .

قلت : هو الظاهر ، ولا يضرّ كونه هو(٤) الراوي بعد اعتناء المشايخ به ، ورواية جماعة من المشايخ له.

٣١٨ ـ أسد بن أبي العلاء :

قالكش : إنّه يروي المناكير ،صه (٥) ، د(٦) .

ذكركش ذلك في ترجمة المفضّل(٧) .

وفيظم : أسيد بن أبي العلاء(٨) .

وفيتعق : سنشير إلى حاله في ترجمة خالد بن نجيح(٩) ، ونذكر في‌

__________________

(١) في المصدر : فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب.

(٢) الغيبة : ٢٩٠ / ٢٤٧.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) هو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) الخلاصة : ٢٠٧ / ٦.

(٦) رجال ابن داود : ٢٣١ / ٥٣.

(٧) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١٦.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

٣٤

المفضّل(١) التأمّل فيما ذكرهكش (٢) .

٣١٩ ـ أسد بن عفر :

بالمهملة المضمومة ، من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ،صه (٣) ،(٤) . وكذاجش في ابنه داود(٥) .

أقول : إلاّ أنّ الذي فيه : أعفر ، كما وجدناه.

وفي الحاوي أيضا : فيما وجدناه من نسخجش : أعفر(٦) .

وفي نسختي منضح : عفير(٧) ، مصغّرا.

وفي الحاوي : إنّ النسخ متّفقة على ذلك(٨) ، فتدبّر.

وفي الوجيزة : أسد بن عفر ، ثقة(٩) .

٣٢٠ ـ أسد بن معلى بن أسد :

العمّي(١٠) البصري ، رجل من أصحابنا ، إخباري ، بصري ، له كتاب أخبار صاحب الزنج ،جش (١١) .

أقول : هذا الذي ينبغي ، والذي عثرت عليه من رجال الميرزا فيه أنّه‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

(٣) الخلاصة : ٢٤ / ١٢.

(٤) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٦٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤.

(٦) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٧٦ / ٢٦٢.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٩) الوجيزة : ١٥٩ / ١٧٩.

(١٠) في نسخة « ش » : القمي.

(١١) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٦.

٣٥

بدلجش :لم (١) . وهو سهو من الكتّاب.

هذا ، وفي نسخة صحيحة منجش : جلّ ـ أي جليل ـ والناسخ ربما لا يفهم المعنى فيزعم سقوط الراء.

وفي الوجيزة : ممدوح(٢) .

٣٢١ ـ أسعد بن زرارة :

أبو أمامة الخزرجي ، وهو من النقباء الثلاثة ليلة العقبة ،صه (٣) ، ل(٤) .

٣٢٢ ـ إسكندر بن دربيس :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : الأمير الزاهد صارم الدين إسكندر بن دربيس بن عكبر الورشيدي الخرقاني ـ من أولاد مالك بن الحارث الأشتر النخعي ـ صالح ، ورع ، ثقة ، انتهى(٥) .

ويأتي ذكره في هارون بن موسى التلعكبري.

٣٢٣ ـ أسلم المكّي القوّاس :

قر(٦) ،ق (٧) .

وفيصه : أسلم المكّي مولى محمّد بن الحنفيّة ، روي أنّه أفشى سرّ‌

__________________

(١) منهج المقال : ٥٤.

(٢) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٠.

(٣) الخلاصة : ٢٣ / ٤.

(٤) رجال الشيخ : ٥ / ٣٣.

(٥) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦ / ١٦.

(٦) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٣٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٥٢ / ١٩٨ ، وفيه القوّاس المكّي.

٣٦

محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، وأنّه قال : لو كان الناس كلّهم شيعة(١) لكان ثلثهم شكّاكا(٢) والربع الآخر أحمق ، رواهكش عن حمدويه ، عن أيّوب ابن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن سلاّر بن سعيد الجمحي.

ولا يحضرني الآن حال سلاّر ، فإن كان ثقة صحّ الحديث(٣) ، وإلاّ فالتوقّف في روايته متعيّن(٤) .

وفيكش بالسند المذكور عن أسلم ـ مولى محمّد بن الحنفيّة ـ قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : أما إنّه ـ يعني محمّد بن عبد الله بن الحسن ـ سيظهر ويقتل في حال مضيعة.

ثمّ قال : يا أسلم لا تحدّث بهذا الحديث أحدا ، فإنّه عندك أمانة.

قال : فحدّثت به معروف بن خربوذ ، وأخذت عليه مثل ما أخذ عليّ.

( فسأله معروف عن ذلك ، فالتفت إلى أسلم ، فقال أسلم : جعلت فداك أخذت عليه مثل الذي أخذت عليّ )(٥) .

فقالعليه‌السلام : لو كان الناس كلّهم لنا شيعة ، لكان ثلاثة أرباعهم شكّاكا والربع الآخر أحمق(٦) .

وفيتعق : فيه إشعار بنزاهته عن الشكّ في دين الله ، وصفاء عقيدته ، وكونه من خواصّهمعليهم‌السلام ، حيث أخبره بما لم يرض يطّلع عليه غيره ،

__________________

(١) في المصدر : لنا شيعة.

(٢) في المصدر : ثلاثة أرباعهم شكاكا وهو الصواب.

(٣) في المصدر : صح سند الحديث.

(٤) الخلاصة : ٢٠٧ / ٧.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في نسخة : « ش ».

(٦) رجال الكشي : ٢٠٤ / ٣٥٩.

٣٧

ولو مثل معروف الجليل.

ولعلّه لذا قال : فإن كان ثقة صحّ. إلى آخره ، فتأمّل(١) .

أقول : الظاهر منصه أنّه فهم من الرواية الذم ، ولذا ذكره في القسم الثاني.

وقوله : روي أنّه أفشى. إلى آخره ، ينادي بذلك.

وقوله : فإنّ كان ثقة صحّ الحديث وإلاّ فالتوقّف متعيّن ، يريد أنّ مع صحّة الحديث يردّ حديثه لثبوت ذمّه وهو إفشاء السر ، وإلاّ فيتوقّف فيه.

وفي الحاوي : لا وجه للتوقّف في روايته على الحالين ، بل طرحها متعيّن(٢) .

وفي الوجيزة : فيه ذم(٣) .

وفيطس : أسلم المكّي. إلى قوله : عن سلاّر بن سعيد الجمحي(٤) ، من غير تفاوت حتّى في الاشتباه الواقع في العبارة ، فإنّه منهرحمه‌الله تبعه فيهصه كما في أكثر المواضع.

هذا ، والحقّ أنّه لا دلالة فيه على الذم ، وأمّا المدح ـ كما ظنّه دام فضله ـ فمقطوع بفساده.

٣٢٤ ـ إسماعيل بن آدم بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري ، وجه من القمّيّين ، ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : عنه محمّد بن أبي الصهبان(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٣١ / ١٢٢٧.

(٣) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٣.

(٤) التحرير الطاووسي : ٧٥ / ٤٦.

(٥) الخلاصة : ٩ / ١٣.

(٦) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٢.

٣٨

أقول : قال :شه : لا يبعد كونه ابن سعد الآتي عن الشيخ ، وربما كان اختصارا في النسب لا للمغايرة(١) .

وجزم ولده المحقّق بذلك ، وقال : فيجتمع له تزكية الشيخ وجش(٢) .

وفيمشكا : ابن آدم الثقة ، عنه محمّد بن أبي الصهبان(٣) .

٣٢٥ ـ إسماعيل بن إبراهيم القصير :

كوفي ،ق (٤) .

وفيصه : إسماعيل القصير بن إبراهيم بن بزة(٥) ، كوفيّ ثقة(٦) .

وكذاجش ، وزاد : عنه عليّ بن الحسن ، إلاّ أنّ فيه : ابن بز ، من غير هاء(٧) . ولعلّها سقطت من النسخة.

وفي نسخة الشهيد على ما نقلهشه : برّة ، بفتح الموحّدة وتشديد المهملة.

وفي نسخة أخرى : بضمّ الموحّدة وتشديد المهملة ، نقلهشه أيضا معلما عليه :ق (٨) .

وفيضح : بالموحّدة والزاي المخفّفة(٩) .

__________________

(١) نقلها المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦ عن تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة ، ولم نجدها في نسختنا من التعليقة.

(٢) راجع منتقى الجمان : ١ / ٣٨ ، الفائدة السابعة ، وفيه إشارة إلى المطلب.

(٣) هداية المحدثين : ١٨.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٦ ، وفيه : إسماعيل بن إبراهيم بن برّة القصير الكوفي.

(٥) في المصدر : برّة.

(٦) الخلاصة : ١٠ / ١٨.

(٧) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦١ ، وفيه : ابن بزّة.

(٨) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٩ ، باختلاف ، ونقل مضمون هذا الكلام المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٩١ / ٣١.

٣٩

وفي د : بفتح الموحّدة والراء(١) .

وفيست : إسماعيل القصير ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن موسى ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة(٢) ، عن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن بزة الثقة ، عنه عليّ بن الحسن ، ومحمّد بن زياد(٤) .

٣٢٦ ـ إسماعيل بن أبي خالد محمّد :

ابن مهاجر بن عبيد ـ بضمّ العين ـ الأزدي ، روى أبوه عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وروى هو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهما ثقتان من أهل الكوفة من أصحابنا ،صه (٥) .

جش ، إلاّ : بضمّ العين(٦) .

وزادست : ولهذا إسماعيل(٧) كتاب القضايا ، مبوّب ، أخبرنا به أحمد ابن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن سالم ابن عبد الرحمن ، عن الحسين(٨) بن محمّد بن عليّ الأزدي ، عن أبيه ، عنه(٩) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٧٣.

(٢) في نسخة « ش » : أحمد بن عمر بن كليب كيسبة.

(٣) الفهرست : ١٤ / ٤٥.

(٤) هداية المحدثين : ١٨.

(٥) الخلاصة : ٨ / ٥ ، وفيها : إسماعيل بن أبي خالد بن محمّد.

(٦) رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٦.

(٧) في الفهرست : ولإسماعيل.

(٨) في نسخة « ش » : الحسن.

(٩) الفهرست : ١٠ / ٣.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

لا شك أنّ هذا الاختلاف لا يرتبط بذات الكون وذات الحوادث والظواهر، بل هو مرتبط بسعة رؤية الناظر إن كان محيطاً، تلك السعة التي تمكّنه من مشاهدة كل نقوش البساط وألوانه، وكل تموّجات النهر وتعرّجاته، وكل عربات القطار دفعة واحدة كما في الأمثلة السابقة.

في حين أنّ فقدان هذه السعة في رؤية الشخص الآخر يجعله لا يرى في كل لحظة إلّا حادثة واحدة فقط، وإلاّ تموّجاً واحداً من النهر، وإلاّ لوناً واحداً من ألوان البساط.

ومن هذا البيان يتبيّن أنّه ليس للعالم وجهان ونشأتان :

نشأة باسم الباطن.

وأُخرى باسم الظاهر.

وبعبارة أُخرى انّه ليس للظواهر والحوادث مرحلتان :

مرحلة الوجود الجمعي الدفعي.

ومرحلة الوجود التدريجي.

بل ليس للظاهرة ـ في الحقيقة ـ تحقّقان ووجودان إنّما هو وجود واحد، وتحقّق واحد، يرى تارة في صورة المجتمع، وأُخرى في صورة المتفرّق.

وأمّا الاختلاف ـ لو كان ـ فهو يرجع إلى قدرة الملاحظ وسعة نظرته وضيقها، وليس إلى ذات الحوادث والظواهر.

٢. انّ حضور الحوادث والظواهر عند الله دليل على علم الله بها جميعاً، لأنّ حقيقة العلم ليست إلّا حضور المعلوم عند العالم وحيث إنّ موجودات العالم من

١٠١

فعله سبحانه وقائمة به فهي إذن حاضرة لديه.

ونتيجة هذا الحضور ليست سوى علم الله بها ولكن لا يدل مثل هذا الحضور على علم الموجودات هي بالخالق الواحد سبحانه.

وبعبارة أُخرى لو كان هدف الآية هو بيان أنّ الله أخذ من بني آدم « الإقرار » بربوبيته والشهادة بها من جهة حضور هذه الموجودات لدى الله ـ كما تفيده هذه النظرية ـ يلزم علم الله بهذه الموجودات والحوادث لا علم هذه الحوادث والموجودات بالله تعالى، فلا يتحقّق معنى الشهادة والإقرار.

فإنّه ربّما يتصور إنّ حضور الأشياء عند الله كما يستلزم علمه بها، كذلك يستلزم علم تلك الموجودات بالله.

ولكن هذا وهم خاطئ وتصور غير سليم، لأنّ الحضور إنّما يكون موجباً للعلم إذا اقترن بقيام الشيء بالله وإحاطته سبحانه بذلك الشيء، ومثل هذا الملاك موجود في جانب الله حيث إنّه قيوم [ تقوم به الأشياء ]محيط بالكون في حين أنّه لا يوجد هذا الملاك في جانب الموجودات، لأنّها محاطة وقائمة بالله ( أي ليست محيطة بالله ولا أنّ الله سبحانه قائم بها حتى تعلم هي به تعالى ).

٣. انّ هذا التوجيه والتفسير لآية الميثاق بعيد عن الأذهان العامة، ولا يمكن إطلاق اسم التفسير عليه، بل هو للتأويل أقرب منه إلى التفسير.

نعم غاية ما يمكن قوله هو أنّ هذه النظرية تكشف عن أحد أبعاد هذه الآية، لكنَّه ليس البعد المنحصر والوحيد.

هذا مضافاً إلى أنّ ألفاظ هذه الآية مثل قوله:( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) ونظائره الذي هو بمعنى أخذ الشهادة والاعتراف والإقرار لا يتلاءم ولا ينسجم

١٠٢

مع هذا التفسير.

النظرية الرابعة

وتظهر هذه النظرية من الشريف المرتضى في أماليه، وإليك نص ما قاله الشريف بلفظه:(١)

إنّ الله تعالى إنّما عنى جماعة من ذرية بني آدم خلقهم وبلّغهم وأكمل عقولهم وقرّرهم على ألسن رسله: بمعرفته وما يجب من طاعته، فأقرّوا بذلك، وأشهدهم على أنفسهم به لئلاّ يقولوا يوم القيامة:( إِنَّا كُنَّا عَنْ هٰذَا غَافِلِينَ ) أو يعتذروا بشرك آبائهم.

وحاصل هذا الكلام وتوضيحه أنّ الله تعالى أخذ الاعتراف من جماعة خاصة، من البشر، وهم العقلاء الكاملون، لا من جميع البشر.

وقد أخذ هذا الاعتراف والميثاق حيث أخذ بواسطة الرسل والأنبياء الذين ابتعثهم الله إلى البشرية في هذه الدنيا.

وهذه النظرية مبنية على كون « من » في قوله سبحانه:( مِن بَنِي آدَمَ ) تبعيضية لا بيانية، ولأجل ذلك يختص بالمقتدين بالأنبياء.

ويمكن تأييد هذه النظرية بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخذ منهم الاعتراف في بعض المواضع على اختصاصه تعالى بالربوبية، كما يحدّثنا القرآن الكريم إذ يقول:( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ *سَيَقُولُونَ لله قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) (٢) ، وما يشابههما من الآيات التي أخذ فيها الاعتراف من الأشخاص ،

__________________

(١) الأمالي: ١ / ٢٩.

(٢) المؤمنون: ٨٦ ـ ٨٧.

١٠٣

وسيوافيك بعض هذه الآيات عند البحث في التوحيد الخالقي والربوبي.

ولكن ضعف هذه النظرية ظاهر، إذ مآلها انّ المؤمنين بكل نبي هم الذين اعترفوا ـ دون سواهم ـ بتوحيده سبحانه.

ولو كان مقصود الآية هو هذا، لكان ينبغي أن يكون التعبير عنه بغير ما ورد في الآية.

ثم إنّه يجب أن يكون تعبير القرآن عن المعاني الدقيقة بأوضح العبارات وأحسنها وأبلغها.

فلو كان مقصوده تعالى هو اعتراف جماعة خاصة ممَّن اقتدوا بالرسل، بتوحيده سبحانه، لوجب أن يبين ذلك بغير ما ورد في الآية من بيان.

هذه هي الآراء والنظريات التي أبداها المفسرون الكبار حول مفاد آية الميثاق والذر ونحن نأمل أن يستطيع المحقّقون ـ في المستقبل ـ من إيقافنا على معنى أوضح وأكثر انسجاماً مع ألفاظ هذه الآية الشريفة، وأن يوفقوا إلى توضيح حقيقتها ومغزاها.

* * *

ذكرنا فيما سبق أنّ النظرية الأُولى تستند إلى طائفة من الأحاديث الواردة في المجاميع الحديثية ولابد من دراستها والتوصل إلى حل مناسب لها.

فالعلاّمة المرحوم السيد هاشم البحراني نقل في تفسيره المسمّى ب‍ « البرهان » في ذيل تفسير آية الميثاق (٣٧) حديثاً(١) .

__________________

(١) البرهان: ٢ / ٤٦ ـ ٥١.

١٠٤

وكذا نقل نور الثقلين ـ وهو تفسير للقرآن على أساس الأحاديث على غرار تفسير البرهان ـ أيضاً (٢٧) حديثاً في ذيل تفسير هذه الآية(١) .

ولابد من الالتفات إلى أنّ هذه الأحاديث والأخبار تختلف في مفاداتها عن بعض، فليست بأجمعها ناظرة إلى النظرية الأُولى، فلا يمكن الاستدلال بها ـ جميعاً ـ على ذلك لوجوه :

أوّلاً: أنّ بعض هذه الأحاديث صريحة في القول الثاني، أو أنّها قابلة للانطباق على القول الثاني، مثل الأحاديث: ٦ و ٧ و ٢٠ و ٢٢ و ٣٥.

وإليك نص هذه الأحاديث :

أمّا الأحاديث ٦ و ٢٢ و ٣٥ وجميعها واحد راوياً ومروياً عنه وان اختلفت في المصدر، فهي :

عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف أجابوا وهم ذر ؟ فقالعليه‌السلام :

« جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه ».

ففي هذه الأحاديث ـ كما نلاحظ ـ ليس هناك أي كلام عن الاستشهاد والشهادة اللفظيين بل قال الإمام: « جعل فيهم » وهي كناية عن وجود الإقرار التكويني في تكوينهم.

أما الحديث ٧ فقد روي عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله ( الصادق )عليه‌السلام عن قول الله( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) ما تلك الفطرة ؟

__________________

(١) نور الثقلين: ٢ / ٩٢ ـ ١٠٢.

١٠٥

قال :

« هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال: ألست بربكم، وفيه المؤمن والكافر ».

وهذا الحديث كما هو واضح يفسّر الميثاق المذكور في آية الذر بالفطرة ممّا يكون تصريحاً بأنّ الاستيثاق وأخذ الميثاق والإقرار أمر فطري جبلي تكويني.

وفي الحديث ٢٠ جاء عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في حديث طويل قال فيه :

« قال الله عزّ وجلّ لجميع أرواح بني آدم ألست بربكم ؟ قالوا: بلى، كان أوّل من قال بلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فصار بسبقه إلى بلى سيد الأوّلين والآخرين وأفضل الأنبياء والمرسلين ».

وليس في هذا الحديث أي كلام عن اعتراف الذر وإقرار بني آدم وهم على هيئة ذرات صغيرة، ولذلك فهو وإن لم يكن صريحاً في النظرية الثانية « القائلة بالإقرار التكويني لا اللفظي من جانب الذرية » ولكنّه قابل للانطباق عليها.

ثانياً: أنّ بعض هذه الأحاديث صريحة في أنّ الإقرار والاعتراف بالربوبية جاء من جانب الأرواح كما لاحظنا في الحديث ٢٠.

أمّا ما يدل من تلك الأحاديث ( المنقولة في تفسير البرهان ) على النظرية الأُولى فهي ٣، ٤، ٨، ١١، ١٤، ١٧، ١٨، ٢٧، ٢٩.

وعددها كما هو الظاهر (٩) أحاديث، ولكنّنا لو أمعنا النظر فيها لوجدنا أنّ عددها الحقيقي لا يتجاوز ٥ أحاديث لا أكثر، لأنّ خمسة من هذه الأحاديث رواها « زرارة بن أعين » بمعنى أنّ آخر راو في هذه الأحاديث من الإمام هو زرارة ،

١٠٦

ومن المسلم أنّ راوياً واحداً لا يسأل عن شيء من الإمام خمس مرات، وأمّا نقل رواية زرارة ( التي هي ـ في الحقيقة ـ رواية واحدة ) في خمس صور، فلتعدد من روى هذا الحديث عن « زرارة »، ولذلك اتّخذ الحديث الواحد طابع التعدّد والكثرة، وهذا لا يوجب أن يعد الحديث الواحد خمسة أحاديث.

وعلى هذا فإنّ الأحاديث ٣ و ٤ و ١١ و ٢٧ و ٢٩ التي تنتهي إلى راو واحد هو « زرارة » لا يمكن عدّها خمسة أحاديث، بل يجب اعتبارها حديثاً واحداً لا غير.

وفي هذه الحالة ينخفض عدد الأحاديث المؤيدة للنظرية الأُولى من ٩ إلى ٥.

يبقى أنّ الأحاديث الأربعة الأُخرى ( أعني: ٨ و ١٤ و ١٧ و ١٨ ) فهي مبهمة نوعاً ما، وليست صريحة في المقصود.

وبعض تلك الأحاديث تعتبر هذا الميثاق والميثاق الذي أخذه الله من خصوص النبيين وتحدّث عنه القرآن في الآية ٨١ ـ آل عمران:( وإذ أخَذَ الله ميثاقَ النّبِيِّينَ لَما آتَيْتكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكْمَةٍ ) تعتبر هذين الميثاقين واحداً مثل الحديث رقم ١٢.

وها نحن ننقل لك أيها القارئ نص حديث زرارة أوّلاً، وهذا الحديث هو ما جاء تحت رقم ٣ و ٤ و ١١ و ٢٧ و ٢٩.

وإليك نصها بالترتيب :

عن ابن أبي عمير، عن زرارة أنّ رجلاً سأل أبا جعفر الباقرعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ) فقال، وأبوه

١٠٧

يسمع :

« حدثني أبي أنّ الله عزّ وجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم فصب عليها الماء العذب الفرات، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعاً أن يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم برداً وسلاماً » إلى آخر الحديث.

وعن ابن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قال :

« أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر، فعرفهم وأراهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه ».

ومثل هاتين الصورتين بقية الصور لحديث زرارة حرفاً بحرف.

أمّا الروايات الأربع الأُخرى ( أعني: ٨ و ١٤ و ١٧ و ١٨ ) فهي بالترتيب :

عن حمران عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال :

« فقال الله لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة ولا أبالي، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم ؟ قال: ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا » الخ.

وعن ابن مسكان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قلت: معاينة كان هذا ؟ قال :

« نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من أقرّ بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه ».

١٠٨

وعن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام في قوله عزّ وجلّ:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قال :

« أخذ الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة وهم كالذر، فعرفهم نفسه، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه، وقال: ألست بربكم، قالوا: بلى ».

وفي حديث طويل عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال :

« قول الله عزّ وجلّ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) أخبرك أنّ الله سبحانه لـمّا خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذرية من صلبه سيما في هيئة الذر فألزمهم العقل، وقرر بهم أنّه الرب وأنّهم العبد فأقروا له بالربوبية ».

هذه هي عمدة الأحاديث التي نقلها تفسير البرهان في ذيل الآية المبحوثة تؤيد النظرية الأُولى.

وكذا نقل صاحب تفسير الدر المنثور أحاديث تؤيد هذه النظرية نذكر بعضها :

فمنها ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قال: خلق الله آدم وأخذ ميثاقه أنّه ربّه، وكتب أجله ورزقه ومصيبته، ثم أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر فأخذ مواثيقهم أنّه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم ».

وغير ذلك كثير(١) .

__________________

(١) راجع الدر المنثور: ٣ / ١٤١ ـ ١٤٢.

١٠٩

ثالثاً: لقد بين أئمّة الشيعة المعصومون: معياراً خاصاً لمعرفة الصحيح من الأحاديث وتمييزه عن غير الصحيح، وأمرونا بأن نميز صحاح الأحاديث على ضوء هذه المعايير هذا المعيار هو اعتماد ما يوافق الحديث للقرآن وطرح ما يخالفه.

وقد ذكرنا فيما سبق أنّ هذا القسم من الأحاديث ( التي نقلناها عن البرهان ) يخالف ظاهر القرآن، ولذلك ينبغي التسليم أمامها، ورد علمها إلى الأئمّة أنفسهم على فرض صدورها منهم.

١١٠

الفصل الثالث

الله وبراهين وجوده في القرآن

١١١

الله وبراهين وجوده في القرآن

١. كثرة البراهين على وجود الله تعالى.

٢. دليل الفطرة.

٣. برهان الحدوث.

٤. برهان الإمكان.

٥. برهان الحركة.

٦. برهان النظم.

٧. برهان محاسبة الاحتمالات.

٨. برهان التوازن والضبط.

٩. الهداية الإلهية في عالم الحيوان.

١٠. برهان الصدّيقين.

١١. براهين أُخرى.

١١٢

كثرة البراهين على وجود الله تعالى

من الأقوال المشهورة في أوساط العلماء تلك الجملة التي تقول :

« الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ».

فهذه الجملة المقتضبة تشير إلى أنّ الأدلة على وجود الله جل شأنه ليست واحداً ولا اثنين ولا عشر ولا مائة، بل هي بعدد أنفاس المخلوقات.

وهذا الكلام وإن كان مثار عجب ودهشة عند من ليس لديه دراسة مفصلة وتعمّق في العلوم الإلهية إذ كيف يمكن ـ في نظر هؤلاء غير المتعمّقين في الإلهيات وغير الملمّين بعلوم التوحيد ـ.

كيف يمكن أن تكون أدلّة وجود الله بعدد أنفاس الخلائق التي لا يحصيها عدد ولا يحصرها عد ؟!!

ولكن لو أُتيح لنا أن نطّلع على ما ورد في كتب العقائد والفلسفة من الأدلّة على وجود الله، لأدركنا أنّ هذا الكلام لم يكن مبالغاً فيه، بل هو عين الحقيقة.

لأنّ بعض هذه الأدلّة التي سنشير إلى « أُصولها » وأُمّهاتها ـ هنا ـ من السعة والشمولية بحيث يتّخذ من نظام كل ذرة في عالمنا دليلاً على وجود الله، وطريقاً إلى إثباته.

ومن المعلوم أنّه لا يعلم عدد ذرات هذا العالم إلّا الله تعالى.

وفيما يأتي نذكر أُصول وأُمهات هذه البراهين الرائجة :

١١٣

١. دليل الفطرة

دليل الفطرة ـ كما تحدّثنا عنه في الفصل الأوّل ـ طريق القلب ودليل الفؤاد لا العقل والاستدلال.

فكل فرد ينجذب إلى الله ويميل إليه قلبياً وبصورة لا إرادية، سواء في فترة من حياته، أم في كل فترات حياته دون انقطاع.

وهذا التوجّه القلبي العفوي الذي يكمن في وجود كل فرد فرد من أبناء البشر لهو إحدى الأدلّة القاطعة على وجود الله، وهذا هو ما يسمّى بدليل « الفطرة ».

٢. برهان الحدوث

برهان الحدوث هو البرهان الذي يعتمد على « حدوث » الكون وما فيه.

وملخّصه: أنّ لهذا الكون بداية، وأنّه لذلك فهو مسبوق بالعدم، ومن البديهي أنّ ما يكون مسبوقاً بالعدم ( أي كان حادثاً )، فإنّ له محدثاً بالضرورة، لامتناع وجود الحادث دون محدث.

ويعتمد المتكلّمون الإسلاميون ـ في الأغلب ـ على حدوث العالم لإثبات الصانع، ربما باعتباره أقرب الأدلة إلى متناول العقول، والأفهام.

٣. برهان الإمكان

يتوسّل الفلاسفة المسلمون ـ في الغالب ـ لإثبات وجود الله بتقسيم الأشياء إلى :

واجب

١١٤

وممكن

وممتنع

وذلك لأنّ أيّة ظاهرة وأي شيء نتصوّره في عالم الذهن لا يخرج عن إحدى حالتين عندما ننسب إليه الوجود الخارجي فهو :

إمّا أن يقتضي الوجود لذاته، أي ينبع الوجود من ذاته، فهو « واجب الوجود ».

وإمّا يقتضي العدم لذاته، بمعنى أنّ العقل يمنع الوجود عنه، فهو « ممتنع الوجود ».

وأمّا لو كان الوجود والعدم بالنسبة إليه على حد سواء ( أي لا يقتضي لا الوجود ولا العدم بذاته ) فحينئذ يحتاج اتصافه بأحد الأمرين، أعني: العدم والوجود إلى عامل خارجي حتماً، لكي يخرجه من حالة التوسط والتساوي ويضفي عليه طابع الوجود أو العدم، وهذا النوع هو ما اصطلح على تسميته ب‍ « ممكن الوجود ».

وعندما نتصور الأشياء والظواهر الكونية نجد أنّ العدم أو الوجود لم يكن جزءاً من ماهيتها ولا عينها ولا مزروعاً فيها في الأصل، فإذا وجدناها تلبس ثوب الوجود، فلابد أن يكون هناك عامل خارجي عن ذاتها هو الذي أسبغ عليها ذلك وهو الذي أخرجها من عالم المعدومات إلى حيز الموجودات، أو بالعكس.

وهذا العامل الخارجي إن كان هو أيضاً على غرار تلك الأشياء في كونها ممكنة الوجود إذن لاحتاج إلى عامل خارجي آخر يضفي عليه حلة الوجود ويطرد عن ساحته صفة العدم.

١١٥

وإن كان هذا العامل الثاني نظير العامل الأوّل « في صفة الإمكان » لاحتاج إلى عامل آخر، وهكذا دواليك بحيث يلزم « التسلسل ».

وأمّا لو كان العامل الخارجي الأوّل ـ في حين كونه موجداً وعلّة للأشياء ـ معلولاً وموجداً من قبل نفس تلك الأشياء لزم « الدور » المستحيل في منطق العقول.

ولما كان التسلسل والدور باطلين عقلاً(١) لزم أن نذعن بأنّ كل الحادثات الممكنات تنتهي إلى موجد « غني بالذات » « قائم بنفسه » غير قائم بغيره، وغير مفتقر في وجوده إلى أحد أو شيء على الإطلاق.

وذلك الغني بالذات هو « الواجب الوجود » هو الله العالم، القادر، القيوم القائم بذاته القائم به ما سواه.

وهذا هو دليل الإمكان.

٤. برهان الحركة

كان روّاد العلوم الطبيعية ـ في السابق ـ كأرسطوا وأتباعه، يستدلّون ب‍ « حركة الأجسام والأجرام الفلكية » على وجود المحرّك، وبذلك يثبتون وجود الله.

فكانوا يقولون ما خلاصته: إنّه لا بد لهذه الأجرام المتحرّكة من محرّك منزّه عن الحركة، وذلك استناداً إلى القاعدة العقلية المسلمة القائلة: « لابد لكل متحرّك من محرّك غير متحرّك ».

__________________

(١) سيوافيك بيان جهة بطلان التسلسل والدور في الأبحاث القادمة.

١١٦

٥. برهان النظم

لقد ظل النظام البديع العجيب الذي يسود كل أجزاء الكون من الذرة إلى المجرّة، أحد العوامل المهمة التي هدت ذوي الألباب والفكر والمتذكرين(١) من البشر إلى الله، إذ لم يكن من المعقول ـ أبداً ـ أن لا يخضع مثل هذا النظام البديع والمعقد لتدبير قوة عاقلة عليا، وتدبير مدبّر حكيم.

والآيات القرآنية المتعرضة لبيان آثار الله تعالى في عالم الخلق إن كانت تهدف إلى إثبات الصانع، فهي في الحقيقة إنّما تعتمد على « برهان النظم ».

فإذا كانت ورقة من أوراق الشجرة، أو ذرة من ذرات العالم، دليلاً على حكمة الله تعالى وبرهاناً على إرادته، فهي بطريق أولى دليل على « أصل وجوده ».

إذ الوجود مقدّم على الصفات، فما دلّ على الصفات فهو بالأحرى دال على الوجود.

وسيأتي الحديث المفصّل عن هذا القسم في المستقبل.

٦. برهان محاسبة الاحتمالات

وهو برهان ابتكره علماء الغرب وزاده نضجاً وتوضيحاً العالم المعروف « كريسي موريسون » صاحب كتاب « العلم يدعو للإيمان » الذي لم يهدف من كتابته إلّا بلورة وإيضاح هذا البرهان ـ أساساً ـ.

__________________

(١) هذه الأوصاف الثلاثة مقتبسة من القرآن الكريم، فهو عندما يذكر آثار قدرة الله وحكمته وعلمه تعالى يعقب كلامه بهذه العبارات:( أُولُو الأَلْبَابِ ) و( لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) و( لقوم يتذكّرون ) .

١١٧

وإليك ملخّص هذا البرهان :

يقول: لا شك أنّ ظهور الحياة بشكلها الحاضر على وجه الأرض ليس إلّا نتيجة تضافر شرائط وتوفر علل وعوامل كثيرة بحيث لو فقد واحد منها لامتنع ظهور الحياة على الأرض ولاستحالت حياة الأحياء عليها.

فلو أنّ ظهور الحياة كان نتيجة انفجار أو انفجارات في المادة الأُولى عن طريق المصادفة، لكان من الممكن أن تتحقّق ملياردات الصور والكيفيات ويكون احتمال ظهور هذه الصورة واحداً من مليارات الصور، وحيث إنّ صورة واحدة فقط هي التي تحققت دون بقية الصور ينطرح هذا السؤال :

كيف تحقّقت هذه الصورة الحاضرة دون بقية الصور عقيب الانفجار ؟

وكيف وقع الاختيار على هذه الصورة بالذات من بيان سائر الصور والحال كان المفروض أنّ جميعها متساوية في منطق المصادفة.

إنّنا لا نجد جواباً معقولاً في هذا المجال إلّا أن نعزي الأمر إلى غير المصادفة.

وبعبارة أُخرى: انّ كثرة الشروط اللازمة لظهور الحياة على الكرة الأرضية تكون بحيث إنّ احتمال اجتماع هذه الشرائط بمحض المصادفة مرة في بليون مرة، ولا يمكن لعاقل أن يفسّر ظاهرة من الظواهر بمثل هذا الاحتمال غير العقلائي وغير المنطقي جداً.

وننقل هنا نص ما قاله العالم المعروف تحت عنوان « المصادفة » :

« إنّ حجم الكرة الأرضية وبعدها عن الشمس، ودرجة حرارة الشمس وأشعتها الباعثة للحياة، وسمك قشرة الأرض وكمية الماء، ومقدار ثاني أوكسيد

١١٨

الكربون وحجم النتروجين وظهور الإنسان وبقاءه على قيد الحياة، كل أولاء تدلّ على خروج النظام من الفوضى، وعلى التصميم والقصد، كما تدلّ على أنّه طبقاً للقوانين الحسابية الصارمة ما كان يمكن حدوث كل ذلك مصادفة في وقت واحد على كوكب واحد مرة في بليون مرة، « كان يمكن أن يحدث هكذا » ولكن لم يحدث هكذا بالتأكيد !!

وحين تكون الحقائق هكذا قاطعة وحين نعترف ـ كما ينبغي لنا ـ بخواص عقولنا التي ليست مادية فهل في الإمكان أن نغفل البرهان، ونؤمن بمصادفة واحدة في بليون ونزعم أنّنا وكل ما عدانا، نتائج المصادفة.

لقد رأينا أنّ هناك ٩٩٩/٩٩٩/٩٩٩ فرصة ضد واحد، ضد الاعتقاد بأنّ جميع الأُمور تحدث مصادفة »(١) .

٧. برهان التوازن والضبط

وهذا البرهان من فروع برهان النظم، والمقصود منه هو ذلك « التعادل والتوازن والضبط » الذي يسود عالم الأحياء كلها من حيوانات ونباتات.

ونذكر نموذجاً لذلك من باب المثال فنقول :

يتبيّن لنا من دراسة عالم الحيوان والنبات أنّ كلاً منهما مكمّل للآخر، بحيث لو لم يكن في عالم الطبيعة إلّا الحيوانات فحسب لفنيت الحيوانات وزالت من صفحة الوجود، وهكذا لو لم يكن إلّا النباتات فحسب لفنيت النباتات وزالت هي أيضاً.

__________________

(١) العلم يدعو للإيمان: ١٩٥ ـ ١٩٦.

١١٩

وذلك لأنّ النباتات ـ على وجه العموم ـ تتنفس « ثاني أُكسيد الكاربون » فيما تطلق الأوكسجين في الفضاء.

فأوراق الشجر بمنزلة رئة الإنسان مهمّتها التنفس، في حين أنّ الحيوانات تستهلك الأوكسجين وتدفع الكربون.

وبهذا يبدو ـ جلياً ـ أنّ عمل كل واحد من هذين الصنفين من الأحياء مكمل لعمل الآخر ومتمم لوجوده، وأنّ حياة كل منهما قائمة على الأُخرى.

فلو كانت في الأرض: « النباتات » فقط لنفذ الكربون ولم يكن لها ما تتنفسه.

ولو لم يكن في الأرض إلّا « الحيوانات » فقط لفني الأوكسجين ولم يكن لها ما تتنفسه.

ولكان معنى كل ذلك فناء النوعين بالمرة وزوالهما من وجه الأرض بسرعة.

٨. الهداية الإلهية في عالم الحيوانات

يعتبر « اهتداء » الحيوانات والحشرات إلى ما يضمن بقاءها، واستمرار حياتها، دليلاً آخر على وجود « هاد » لها فيما وراء الطبيعة هو الذي يقوم بهدايتها في مسيرة الحياة، ويلهمها كل ما يفيدها ويساعدها على العيش والبقاء إلهاماً أسماه القرآن ب « الوحي ».

ولهذا البرهان جذور وأُصول قرآنية، ولذلك سنتعرض له بالبحث ونتاوله بالتحقيق بنحو مبسوط في المستقبل، كما سنبرهن على أنّه غير البرهان المعروف ببرهان « النظم في عالم الوجود ».

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500