منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247674 / تحميل: 4746
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وفين : ابن المنذر(١) . وزادق : الكندي(٢) . وفيقر : يكنّى أبا المنذر(٣) .

أقول : يظهر منجخ دركه خمسة من الأئمّةعليهم‌السلام ، ولعلّه بعيد سيّما مع عدم ذكرجش إلاّ روايته عن الصادقعليه‌السلام ، مع أنّ الشيخ لم يذكره في سين وين ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن المنذر ، عنه عليّ بن الحسن بن رباط ، ومحمّد بن أبي حمزة. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٤) .

٥١٨ ـ جارية بن قدامة السعدي :

عمّ الأحنف ، ي على نسخة(٥) .

وزادل : وقيل(٦) : ابن عمّه ، نزل البصرة(٧) .

وفيقب : صحابيّ على الصحيح ، مات في ولاية يزيد(٨) .

قلت : في القاموس : جارية بن قدامة من رجال الصحيحين(٩) .

وقوله : على نسخة ، الأخرى : حارثة ، ويأتي.

٥١٩ ـ جبرئيل بن أحمد :

الفارابي ، أبو محمّد ؛ كان مقيما بكش ، كثير الرواية من(١٠) العلماء‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٧ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٦.

(٣) رجال الشيخ : ١١٢ / ٧.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٩.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧ / ١٣.

(٦) في نسخة « ش » : قيل.

(٧) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٧.

(٨) تقريب التهذيب ١ : ١٢٤ / ٢٤.

(٩) القاموس المحيط : ٤ / ٣١٢.

(١٠) في المصدر : عن.

٢٢١

بالعراق وقم وخراسان ،لم (١) . ونقله د(٢) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا(٣) ، والظاهر أنّه لأنّه(٤) كثير الرواية ، ومرّ في الفوائد.

وأيضا هو معتمدكش حتّى على ما وجد بخطّه(٥) ، ويشعر ذلك بالجلالة بل الوثاقة(٦) .

أقول : في حواشي المجمع من المصنّف : يظهر من ذكره ـ أيكش ـ والنقل عنه اعتباره والاعتماد عليه وعلى خطّه وكتابه(٧) .

٥٢٠ ـ جبلة بن حنان بن أبخر :

الكناني ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (٨) .

وفيجش : جلبة(٩) . ويأتي.

قلت : ذلك في بعض نسخه ، وفي نسخة عندي : جبلة ـ كما فيق ـ وهو الصحيح ، فإنّه والد عبد الله بن جبلة ، وتقديم اللاّم غلط ، ولم يشر أحد هناك إلى خلاف أصلا كما يأتي ، والعجب من عدم تنبّه الميرزا له.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٩ ، وكش : قرية على ثلاث فراسخ من جرجان على الجبل ( مراصد الاطلاع : ٣ / ١١٦٧ ).

(٢) رجال ابن داود : ٦١ / ٢٩٣.

(٣) الوجيزة : ١٧٣ / ٣٢٨.

(٤) في المصدر : لقوله.

(٥) راجع رجال الكشّي : ٣١٧ / ٥٧٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٠.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ١٦.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥١ ، وفيه : جبلة بن جنان بن أبحر.

(٩) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣١ ، وفيه : جلبة بن حيّان.

٢٢٢

٥٢١ ـ جبير بن حفص الغمشاني :

الكوفي ، أبو الأسود ، أسند عنه ،ق (١) .

٥٢٢ ـ جبير بن مطعم :

روىكش عن محمّد بن قولويه ـ إلى آخر ما مضى في أويس ـ : أنّه من حواريّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام ،صه (٢) .

هو كذلك ، وقد تقدّم في أويس(٣) . ويأتي في وردان أيضا مدحه(٤) .

وفي ل : مات سنة ثمان وخمسين(٥) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(٧) ، فتأمّل.

٥٢٣ ـ جحدر بن المغيرة :

الطائي ، كوفي ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، ذكر ذلك الجماعة.

له كتاب ، محمّد بن إدريس صاحب الكرابيس ، عنه به ،جش (٨) .

وفيصه بعد كوفي : يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٩) . قالغض : إنّه كان خطّابيا في مذهبه ، ضعيفا في حديثه ، وكتابه لم يرو إلاّ من‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥٨ ، وفيه : العشمائي.

(٢) الخلاصة : ٣٦ / ٣.

(٣) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٤) عن رجال الكشّي : ١٢٣ / ١٩٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٣.

(٦) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٣٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٣٧.

(٨) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٦.

(٩) في المصدر زيادة : وله عنه كتاب.

٢٢٣

طريق واحد(١) .

٥٢٤ ـ جرّاح المدائني :

قر(٢) ،ق (٣) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره أبو العبّاس ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر بن سويد(٤) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا(٥) ، ولعلّه لأنّ للصدوق طريقا إليه ، أو لأنّه كثير الرواية ؛ ورواياته متلقّاة بالقبول ، ويؤيّده : قولجش : يرويه عنه جماعة منهم النضر بن سويد(٦) .

أقول : الذي في الوجيزة : جرّاح مجهول(٧) ، فلاحظ.

وذكره في الحاوي في الضعاف(٨) ، فتأمّل.

وفيمشكا : جرّاح المدائني له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر ابن سويد ، وإنّما ذكرناه لكثرة وروده ليتميّز عن غيره(٩) .

٥٢٥ ـ جرير بن الحكيم الأزدي :

المدائني ، أخو مرازم ،ق (١٠) .

وفيتعق : في الظنّ أنّه مصحّف : حديد ، وهو والد عليّ بن حديد ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٤.

(٢) رجال الشيخ : ١١٢ / ١١.

(٣) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٨٠.

(٤) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٥.

(٥) الوجيزة : ٣٧٧ / ٨٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٧) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٣٩.

(٨) حاوي الأقوال : ٢٤٢ / ١٣٣٥.

(٩) هداية المحدّثين : ٢٩.

(١٠) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٩ ، وفيه بدل الحكيم : حكيم.

٢٢٤

وفي ترجمة مرازم أنّ له أخوين(١) : حديد ومحمّد ، وفي محمّد بن حكيم الساباطي : له أخوة : محمّد ومرازم وحديد(٢) .

وسيأتي حديد موثّقا(٣) .

قلت : سيأتي ما في مرازم(٤) ، ولم نذكر محمّدا لجهالته ، وهو مذكور فيق منجخ كما ذكر بزيادة : الأزدي(٥) ، بعد الساباطي ، و : بنو حكيم ، بعد حديد(٦) .

٥٢٦ ـ جرير بن عبد الله البجلي :

ي (٧) . وزادصه : قدم الشام برسالة أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية(٨) .

وزادل : وأسلم في السنة التي توفّي فيها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) .

وقالشه : إرسال عليّعليه‌السلام وإن دلّ على مدح أوّلا لكن مفارقته لهعليه‌السلام ولحوقه بمعاوية ثانيا ـ كما هو مشهور ـ يدفع هذا المدح ويخرجه من هذا القسم ، وسيرته وتخريب عليّعليه‌السلام داره بالكوفة(١٠) مشهورة(١١) .

__________________

(١) في النسخ : أخين.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٣) رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٥.

(٤) عن رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨.

(٥) الأزدي ، لم ترد في المصدر.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨٥ / ٧٨.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧ / ٨.

(٨) الخلاصة : ٣٦ / ٢.

(٩) رجال الشيخ : ١٣ / ١٨ ، وفيه : جرير بن عبد الله أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الله البجلي ، سكن الكوفة ، وقدم الشام.

(١٠) في المصدر زيادة : بعد لحوقه لمعاوية.

(١١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢١.

٢٢٥

قلت : وكذلك ما روي من أنّ مسجده بالكوفة من المساجد المحدثة فرحا بقتل الحسينعليه‌السلام (١) ، وكذلك انحرافه عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وروايته عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله رؤية الله سبحانه(٢) . وخلط في عقله في آخر عمرة.

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قالوا : وكان الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي يبغضانهعليه‌السلام . وهدم عليّعليه‌السلام دار جرير بن عبد الله.

قال إسماعيل بن جرير : هدم عليّ دارنا مرّتين.

وروى الحارث بن الحصين(٣) أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين من نعاله وقال : احتفظ بهما فإنّ ذهابهما ذهاب دينك.

فلمّا كان يوم الجمل ذهبت إحداهما ، فلمّا أرسله عليّعليه‌السلام إلى معاوية ذهبت الأخرى. ثمّ فارق عليّا واعتزل الحرب(٤) ، انتهى.

وفي الوجيزة : مجهول(٥) . وليس بمكانه.

٥٢٧ ـ جرير بن عثمان :

ق(٦) .أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قد كان من المحدّثين من يبغضه ـ يعني عليّاعليه‌السلام ـ ويروي فيه الأحاديث المنكرة ، منهم جرير ابن عثمان ، وكان يبغضه وينقصه(٧) ويروي فيه أخبارا مكذوبة.

__________________

(١) الكافي ٣ : ٤٩٠ / ٢ ، ٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥٠ / ٦٨٧.

(٢) المسند الجامع ٤ : ٤٩٦ / ٣١٤٣ ـ ١٣ ، وقد أخرجه عن عدّة مصادر ذكرها في الهامش.

(٣) في المصدر : الحارث بن حصين.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٤.

(٥) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٤.

(٦) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٥.

(٧) في المصدر : وينتقصه.

٢٢٦

قال محفوظ : قلت ليحيى بن صالح : قد رويت عن مشايخ نظراء جرير فما بالك لم تحمل عن جرير؟ قال : إنّي أتيته فناولني كتابا فإذا فيه : حدّثني فلان عن فلان أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا حضرته الوفاة أوصى بقطع يد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فرددت الكتاب.

قال أبو بكر : حدّثني أبو جعفر قال : حدّثني إبراهيم قال : حدّثني محمّد بن عاصم صاحب الحانات(١) قال : قال لنا جرير بن عثمان : أنتم يا أهل العراق تحبّون عليّ بن أبي طالب ونحن نبغضه ،قلت : لم؟ قال : لأنّه قتل أجدادنا(٢) ، انتهى.

ويأتي عن غيره : حريز ، بالمهملة ، فتدبّر.

٥٢٨ ـ جعدة بن هبيرة المخزومي :

يقال : إنّه ولد على(٣) عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليست له صحبة ، نزل الكوفة ، ل(٤) .

وفي ي بعد المخزومي : ابن أخت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أمّه أم هاني بنت أبي طالب(٥) .

وفيتعق : في محمّد بن أبي بكر ما يظهر منه حسنه(٦) (٧) .

__________________

(١) في المصدر : الخانات.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٩ ، وفيه بدل جرير : حريز ، في المواضع كلها.

(٣) في المصدر : في.

(٤) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٦.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧ / ١٤.

(٦) رجال الكشّي : ٦٣ / ١١١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

٢٢٧

٥٢٩ ـ جعفر بن إبراهيم الجعفري :

الهاشمي ، المدني ، ين(١) .

وكأنّه ابن محمّد الآتي فيق (٢) .

أقول : ظاهر المجمع الاتّحاد(٣) . وكذا الوجيزة(٤) . إلاّ أنّ في الحاوي : إنّ الاتّحاد غير معلوم ، وربما توهّمه بعضهم(٥) ، انتهى.

والظاهر أنّه كما قاله.

٥٣٠ ـ جعفر بن إبراهيم :

دي (٦) .أقول : يأتي ذكره في الذي بعيده.

٥٣١ ـ جعفر بن إبراهيم بن محمّد الهمداني :

روى الصدوق بإسناده عنه مترضّيا مترحّما عليه(٧) .

وأبوه إبراهيم هو الوكيل الجليل ، ويأتي في فارس بن حاتم اعتماده عليه(٨) .

ولعلّ الظاهر اتّحاده مع المذكور عندي (٩) ، والآتي عن كر(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٨٦ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦١ / ٣.

(٣) مجمع الرجال : ٢ / ٢١.

(٤) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٦.

(٥) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١٢٠.

(٦) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢.

(٧) ذكره مترحّما في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠٩ / ٧٣.

(٨) أي : اعتماد الأب عليه ، راجع رجال الكشّي : ٥٢٦ / ١٠٠٩.

(٩) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٢٩ / ٢ ، وفيه : جعفر بن إبراهيم بن نوح.

٢٢٨

ويروي(١) عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(٢) ، ولم تستثن روايته ،تعق (٣) .

٥٣٢ ـ جعفر بن إبراهيم بن محمّد :

ابن عليّ بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٤) .

وفيق بعد جعفر : ابن أبي طالب ، المدني(٥) .

ويأتي في ابنه سليمان توثيقه عنجش أيضا(٦) .

قلت : في الحاوي : الظاهر أنّه المعنون في بعض الأخبار بالجعفري كما ذكرهشه في شرح الشرائع في باب تحريم الصدقة على بني هاشم(٧) (٨) ، انتهى. ونحوه قال المحقّق الشيخ محمّد.

وفيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيّار الثقة ، عنه عبد الرحمن بن الحجّاج. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٩) .

٥٣٣ ـ جعفر بن أبي طالب :

قتل بمؤتة ،رضي‌الله‌عنه وأرضاه ،صه (١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : يروي.

(٢) الفقيه ٢ : ١١٥ / ٣.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٤) الخلاصة : ٣٣ / ٢٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٦١ / ٣.

(٦) رجال النجاشي : ١٨٢ / ٤٨٣.

(٧) مسالك الافهام : ٥ / ٤١١.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١٢٠.

(٩) هداية المحدّثين : ١٨٢.

(١٠) الخلاصة : ٣٠ / ١.

٢٢٩

وفيل :رحمه‌الله ، قتل بمؤتة(١) .

قلت : هي(٢) اسم أرض بالبلقاء بالقرب من الشام.

وفي القاموس : مؤتة بالضم : موضع بمشارق الشام قتل فيه(٣) جعفر ابن أبي طالب ، وفيه كان يعمل السيوف(٤) ، انتهى.

هذا(٥) ، وفي الوجيزة : من سادات الشهداء(٦) .

وذكره في الحاوي في الثقات ، وقال : هو أجلّ من أن يوصف(٧) .

٥٣٤ ـ جعفر بن أحمد بن أيّوب :

السمرقندي ، أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز ، بالجيم والزاي. كان صحيح الحديث والمذهب ، روى عنه محمّد بن مسعود العياشي ،صه (٨) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : ذكر أحمد بن الحسينرحمه‌الله أنّ له كتاب الردّ على من زعم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على دين قومه قبل النبوّة.

طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ، عنه(٩) ، انتهى.

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٢ / ١ ، وفيه : جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافرحمه‌الله قتل بمؤتة.

(٢) في نسخة « ش » : مؤتة.

(٣) في نسخة « م » : به.

(٤) القاموس المحيط : ١ / ١٥٧. وهي الآن جنوب الأردن وله مزار معروف بها.

(٥) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٧.

(٧) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٧.

(٨) الخلاصة : ٣٢ / ١٤.

(٩) رجال النجاشي : ١٢١ / ٣١٠ ، وفيه : عنه به.

٢٣٠

وفيد : يقال له : ابن التاجر ، كذا رأيته بخطّ الشيخرحمه‌الله (١) ، انتهى.

والموجود في نسخلم : ابن محمّد بن أيّوب يعرف بابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلّم ، له كتب(٢) .

لكن في سندكش : ابن أحمد ، كثيرا(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح كالصحيح(٤) . وكش يروي عنه معتمدا عليه(٥) (٦) .

أقول : في نسختي منجخ ـ أيضا ـ في لم : ابن محمّد. لكن نقل في الحاوي والمجمع عنه : ابن أحمد(٧) .

وفيب : ابن محمّد بن أيّوب بن(٨) التاجر السمرقندي ، متكلّم ، له كتب(٩) .

هذا ، والظاهر عود ضمير : عنه ، في آخر كلامجش إلى محمّد بن مسعود السابق ذكره ، فانّكش لا يروي عن ابن التاجر إلاّ بواسطة. وظنّ في المجمع عوده إلى ابن التاجر وحكم بحذف الواسطة من كلامجش (١٠) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٧.

(٣) رجال الكشّي : ١٠٥ / ١٦٨ ، ٢١٨ / ٣٩٢ ، ٢٩١ / ٥١٣ ، ٣٤٨ / ٦٤٩ ، ٤٩٥ / ٩٥٠ ، ٦٠٦ / ١١٢٨.

(٤) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٨.

(٥) رجال الكشّي : ٤١٨ / ٧٩٢ ، ٤١٩ / ٧٩٤ ، ٤٢٠ / ٧٩٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٧) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٨ ، مجمع الرجال : ٢ / ٢٢.

(٨) في المصدر زيادة : محمّد.

(٩) معالم العلماء : ٣١ / ١٧١.

(١٠) مجمع الرجال : ٢ / ٢٣.

٢٣١

ثمّ إنّ في الحاوي ذكره في الثقات(١) مع ذكره الآتي بعيدة وجملة من أمثاله في الضعاف ، ولا يخلو من إفراط وتفريط.

وفيمشكا : ابن أحمد ، عنه الكشي ، ومحمّد بن مسعود(٢) .

٥٣٥ ـ جعفر بن أحمد :

ابن وندك ـ بالنون والدال المهملة والكاف ـ الرازي ، أبو عبد الله ، من أصحابنا المتكلّمين والمحدّثين ، له كتاب في الإمامة كبير ،صه (٣) ؛جش إلاّ الترجمة(٤) .

وما مرّ عندي (٥) يحتمله.

وفي د : لم ، من أصحابنا المتكلّمين(٦) . ولم نجده فيهم.

أقول : نبّهناك مرارا على أنّه لا يريد بقوله : لم ، ذكره في لم منجخ ، بل كونه ممّن لم يرو عنهمعليهم‌السلام .

واحتمال اتّحاده مع المذكور عندي بعيد لأنّ ظاهرجش أنّه : لم ، كما فهمه د.

هذا ، وفيضح : بفتح الواو وإسكان النون وفتح الدال المهملة(٧) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٨) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٣) الخلاصة : ٣٣ / ١٩.

(٤) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٦.

(٥) رجال الشيخ : ٤١١ / ٤. وهذا إنّما مرّ ذكره في رجال الميرزا ، ولم يتقدّم ذكره في هذا الكتاب.

(٦) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٣٢ / ١٣٣.

(٨) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٤٩.

٢٣٢

٥٣٦ ـ جعفر بن أحمد بن يوسف :

الأودي ، أبو عبد الله ، شيخ من أصحابنا الكوفيّين ، ثقة ،صه (١) .

وزادجش : روى عنه ابن عقدة. له كتاب المناقب ، أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي ، عن محمّد بن جعفر الذهلي ، عنه به(٢) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(٣) ، وليس ببعيد(٤) .

أقول : لمّا كانت كلمة : ثقة ، ساقطة من نسخته دام فضله من رجال الميرزا ظنّ اختصاص الوجيزة بها ، وهي موجودة في جميع نسخجش وصه وسائر نسخ رجال الميرزا ، فلاحظ.

٥٣٧ ـ جعفر الأزدي :

له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر الأزدي ،ست (٥) .

أقول : لم يذكر(٦) الميرزا إلاّ الأودي كما يأتي عن جش.

وفيب : جعفر الأزدي أبو محمّد ، له كتاب(٧) .

فهو عندهما من الإماميّة.

ورواية ابن أبي عمير عنه دليل الوثاقة.

٥٣٨ ـ جعفر بن إسماعيل المقري :

كوفي ، روى عنه حميد بن زياد وابن رباح.

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ١٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٥.

(٣) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٥٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٥) الفهرست : ٤٤ / ١٥١.

(٦) في النسخ الخطّية : يذكره.

(٧) معالم العلماء : ٣١ / ١٧٠.

٢٣٣

قالغض : إنّه كان غاليا كذّابا ،صه (١) .

وفيجش : ابن إسماعيل المنقري ، له نوادر ، حميد ، عنه بها(٢) .

وفي بعض نسخ د : المقري(٣) ـ كصه ـ وبعضها : المنقري ـ كجش ـ وكأنّه الأصح.

أقول : صرّح فيضح أيضا بأنّه : المنقري ، بكسر الميم والنون الساكنة وفتح القاف والراء(٤) .

وفي المجمع عنغض أيضا : المنقري(٥) .

٥٣٩ ـ جعفر الأودي :

كوفي ، له كتاب ، محمّد بن أبي عمير ، عنه به ،جش (٦) .

أقول : فيمشكا : الأودي الكوفي ، عنه محمّد(٧) بن أبي عمير(٨) .

٥٤٠ ـ جعفر بن أيّوب :

و(٩) هو ابن أحمد ،تعق (١٠) .

٥٤١ ـ جعفر بن بشير :

أبو محمّد البجلي ، الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة.

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٠ / ٣٠٨.

(٣) رجال ابن داود : ٢٣٥ / ٨٨.

(٤) إيضاح الاشتباه : ١٢٩ / ١٢٧.

(٥) مجمع الرجال : ٢ / ٢٤.

(٦) رجال النجاشي : ١٢٥ / ٣٢١.

(٧) محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٨) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٩) الواو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

٢٣٤

وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا الكوفة نصلّي فيه مع المساجد التي ترغّب الصلاة فيها ،جش (١) .

وزادصه بعد ثقة : قالجش : إنّ له مسجدا. إلى آخره. ثمّ زاد : وكان ثقة جليل القدر.

قالكش : قال نصر : أخذ جعفر بن بشير فضرب ولقي شدّة حتّى خلّصه الله. ومات في طريق مكّة. وصاحبه المأمون(٢) بعد موت الرضا عليه. السلام.

وكان يعرف بقفّة العلم ، لأنّه كان كثير العلم(٣) . ثقة ، روى عن الثقات ورووا عنه.

له كتاب المشيخة ، مثل كتاب الحسن بن محبوب إلاّ أنّه أصغر منه ، وله كتب أخر(٤) ذكرناها في الكتاب الكبير.

ومات بالأبواء سنة ثمان ومائتينرحمه‌الله (٥) ، انتهى.

وزادجش على ما مرّ : ومات جعفررحمه‌الله بالأبواء سنة ثمان(٦) ومائتين.

كان أبو العبّاس بن نوح يقول : كان يلقّب فقحة العلم ، روى عن الثقات. إلى قوله : أصغر منه ، ثمّ زاد : عنه محمّد بن مفضّل بن إبراهيم ، وله نوادر ، رواها ابن أبي الخطّاب(٧) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

(٢) في المصدر : وصاحب المأمون.

(٣) في نسخة « ش » : العمل.

(٤) في نسخة « ش » : وله كتاب آخر.

(٥) الخلاصة : ٣١ / ٧.

(٦) في النسخ الخطيّة : لسنة ثماني.

(٧) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

٢٣٥

وفيكش : قال نصر. إلى قوله : موت الرضاعليه‌السلام ، وزاد : مات بالأبواء سنة ثمان ومائتين(١) .

وبخطّشه علىصه : الذي ذكره المصنّف فيضح : فقحة العلم ، بالفاء والقاف والحاء المهملة ، ثمّ حكى عن السيّد صفيّ الدين بن معد أنّه : نفحة العلم ، بالنون والفاء(٢) .

وفيضا : جعفر بن بشير البجلي(٣) (٤) .

وزادست : ثقة جليل القدر ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير الثقة ، عنه محمّد بن مفضّل بن إبراهيم ، ومحمّد بن جمهور القمّي(٦) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

وهو عن أديم بن الحر ، وعن ذريح ، وعن عليّ بن موسىعليه‌السلام (٧) .

٥٤٢ ـ جعفر بن الحارث :

أبو الأشهب النخعي ، الكوفي(٨) ، أسند عنه ،ق (٩) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٠٥ / ١١٢٥.

(٢) إيضاح الاشتباه : ١٢٨ / ١٢٥ ، تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ٣.

(٤) في نسخة « ش » زيادة : ثقة.

(٥) الفهرست : ٤٣ / ١٤١. ولفظة به ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) ومحمّد بن جمهور القمي ، لم ترد في المصدر.

(٧) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٨) الكوفي ، لم ترد في نسخة « م ».

(٩) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢١.

٢٣٦

٥٤٣ ـ جعفر بن الحسن بن علي :

ابن شهريار ، أبو محمّد المؤمن ، القمّي ، شيخ من أصحابنا القمّيين ، ثقة ، انتقل إلى الكوفة ومات بها سنة أربعين وثلاثمائة ،صه (١) .

جش ، إلاّ أنّ فيه : ابن الحسين ، و : أقام ، بدل مات ، وزاد : وصنّف كتابا(٢) في المزار وفضل الكوفة ومساجدها ، وله كتاب النوادر ، عدّة من أصحابنارحمهم‌الله ، عن أبي الحسين ابن تمّام ، عنه.

وتوفّي بالكوفة سنة أربعين وثلاثمائة(٣) .

وفيتعق : يأتي عن لم في محمّد بن الحسن بن أحمد : ابن الحسن ، مكبرا(٤) . لكن في كتب الحديث : ابن الحسين(٥) ، وكذا ذكره في الوجيزة(٦) ، وكذا يروي عنه الصدوق مترضّيا(٧) (٨) .

٥٤٤ ـ جعفر بن الحسن بن يحيى :

ابن سعيد الحلّي ، شيخنا نجم الدين أبو القاسم ، المحقّق المدقّق ، الإمام العلاّمة ، واحد عصره. كان ألسن أهل زمانه ، وأقومهم بالحجّة ، وأسرعهم استحضارا.

وقرأت عليه ، وربّاني صغيرا ، وكان له عليّ إحسان عظيم والتفات ، وأجاز لي جميع ما صنّفه وقرأه ورواه وكلّ ما يصحّ روايته عنه.

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ٢٠.

(٢) في نسخة « ش » كتبا.

(٣) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٣.

(٥) الاختصاص : ٥ و ٩.

(٦) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٥٤.

(٧) الأمالي المجلس الحادي والستون : ٣١٦ / ٨ ، من دون الترضي.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٢.

٢٣٧

توفّي في شهر ربيع الآخر سنةستّ وسبعين وستمائة.

وله تصانيف محقّقة ، محرّرة ، عذبة. فمنها.

كتاب شرائع الإسلام ، مجلّدان ، كتاب النافع في مختصرها(١) ، مجلّد ؛ كتاب المعتبر في شرح المختصر ـ لم يتم ـ مجلّدان ؛ كتاب نكت النهاية ، مجلّدان(٢) ؛ كتاب المسائل الغريّة ، مجلّد ؛ كتاب المسائل المصريّة ، مجلّد ، كتاب المسلك في أصول الدين ، مجلّد ، كتاب المعارج في أصول الفقه ، مجلّد ؛ كتاب الكهنة في المنطق ، مجلّد. وله كتب غير ذلك ، ليس هذا موضع استيفائها ، فأمرها ظاهر.

وله تلاميذ فقهاء فضلاء ،رحمه‌الله ، د(٣) .

أقول : منها أيضا رسالة التياسر في القبلة ، جيّدة وجيزة ، ومنها كتاب نهج الوصول إلى علم الأصول.

ذكره في مل وغيره ، وقال فيه فيه : الشيخ الأجل المحقّق(٤) نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي ، حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر ، وكان عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه. ثمّ نقل كتبه المذكورة ، وقال :

نقل أنّ المحقّق الطوسي نصير الدين حضر مجلس درسه ( فقطع‌

__________________

(١) في المصدر : مختصرة.

(٢) في المصدر : مجلد.

(٣) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٤.

(٤) الشيخ الأجل المحقّق ، لم ترد في المصدر ، وذكرها في الأعيان : ٤ / ٨٩ نقلا عن أمل الآمل.

٢٣٨

الدرس تعظيما له وإجلالا لمنزلته )(١) فأمرهم بإكمال الدرس ، فجرى البحث في مسألة استحباب التياسر.

فقال المحقّق الطوسي : لا وجه لهذا الاستحباب ، لأنّ التياسر إن كان من القبلة إلى غيرها فهو حرام ، وإن كان من غيرها إليها فواجب.

فقال المحقّق : بل منها إليها. فسكت المحقّق الطوسي.

ثمّ ألّف المحقّق في ذلك رسالة لطيفة ـ أوردها الشيخ أحمد بن فهد في المهذّب بتمامها(٢) ـ وأرسلها إلى المحقّق الطوسي ، فاستحسنها(٣) ، انتهى.

وقال العلاّمة طيّب الله ثراه في إجازته الكبيرة عند ذكره : كان أفضل أهل زمانه في الفقه(٤) .

وقال المحقّق الشيخ حسن : لو ترك التقييد بأهل زمانه كان أصوب(٥) .

قلت : ولو ترك التخصيص بالفقه كان أصوب.

وفي إجازة شيخ يوسف البحراني الكبيرة : أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي الهذلي الملقّب بالمحقّق. كان محقّق الفضلاء(٦) ومدقّق العلماء ، وحاله(٧) في الفضل والنبالة والعلم والفقه والجلالة والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء أشهر من أن يذكر وأظهر من أن يسطر.

__________________

(١) ما بين القوسين ، لم ترد في المصدر.

(٢) المهذب البارع : ١ / ٣١٢.

(٣) أمل الآمل ٢ : ٤٨ / ١٢٧.

(٤) بحار الأنوار : ١٠٧ / ٦٣.

(٥) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١١.

(٦) في المصدر : الفقهاء.

(٧) في نسخة « م » : حاله.

٢٣٩

وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين ، وجدّه يحيى من العلماء الأجلاّء المشهورين. ثمّ قال :

قال بعض الأجلاّء الأعلام من متأخري المتأخّرين : رأيت بخطّ بعض الأفاضل ما صورة عبارته : في صبح يوم الخميس ثالث عشر ربيع الآخر سنةستّ وسبعين وستمائة سقط الشيخ الفقيه أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّيرحمه‌الله من أعلى درجة في داره ، فخرّ ميّتا لوقته من غير نطق ولا حركة.

فتفجّع الناس لوفاته ، واجتمع لجنازته خلق كثير ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وسئل عن مولده فقال : سنة اثنتين وستمائة.

أقول : وعلى ما ذكره هذا الفاضل يكون عمر المحقّق المذكور أربعا وسبعين سنة تقريبا(١) ، انتهى.

وما نقلهرحمه‌الله من حمله إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عجيب ، فإن الشائع عند الخاصّ والعام أنّ قبره طاب ثراه بالحلّة ، وهو مزار معروف وعليه قبّة ، وله خدّام يخدمون قبره ، يتوارثون ذلك أبا عن جدّ.

وقد خربت عمارته منذ سنين فأمر الأستاذ العلاّمة دام علاه بعض أهل الحلّة فعمّروها. وقد تشرّفت بزيارته قبل ذلك وبعده ، والله العالم.

٥٤٥ ـ جعفر بن الحسين بن حسكة :

أبو الحسين القمّي ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي.

وفيتعق : يأتي في ترجمة الصدوقرحمه‌الله عن الشيخ على وجه‌

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٢٧ / ٨٣.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ـ فذاك أبو تراب.

ـ كلا ، ذاك أبو الحسن والحسين (ع).

والتفت مدير شرطة زياد الى صيفي منكرا عليه مقاله ليتقرب الى ابن سمية قائلا :

« يقول لك الأمير : هو ابو تراب ، وتقول أنت : لا؟!! »

فنهره صيفي ورد عليه وهو غير معتن به ولا بأميره قائلا :

« وإن كذب الأمير أتريد أن اكذب وأشهد له على باطل كما شهد! »

فثار ابن سمية وانتفخت اوداجه غضبا ، فقال له :

« وهذا أيضا مع ذنبك ».

والتفت الى شرطته وهو مغيظ فقال لهم : « علي بالعصا » فأتى بها فالتفت الى صيفي :

« ما قولك؟ ».

فقال له بكل شجاعة وايمان :

« أحسن قول أنا قائله فى عبد من عباد الله المؤمنين. »

وأمر زياد جلاوزته بضرب عاتقه حتى يلصق بالأرض ، فبادروا إليه وضربوه ضربا عنيفا حتى وصل عاتقه الى الأرض ، ثم أمرهم بالكف عنه والتفت إليه :

« إيه ما قولك فى علي؟ »

وأصر بطل العقيدة على ايمانه فقال :

ـ والله لو شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت إلا ما سمعت مني.

ـ لتلعننه أو لأضربن عنقك!

ـ إذا تضربها والله قبل ذلك فان أبيت إلا أن تضربها. رضيت

٣٦١

بالله وشقيت أنت!

« ادفعوا في رقبته ».

ثم أمر به ثانيا أن يوقر في الحديد ويلقى فى ظلمات السجون(1) وأخيرا بعثه مع حجر فاستشهد معه في مرج عذراء.

ج ـ قبيصة بن ربيعة :

ومن جملة أصحاب حجر الذين أرهقهم زياد قبيصة بن ربيعة العبسي فقد بعث إليه مدير شرطته شداد بن الهيثم فهجم عليه خفية فلما أحس به قبيصة أخذ سيفه ووقف للدفاع عن نفسه ولحق به فريق من قومه فقال مدير الشرطة الى قبيصة مخادعا :

« أنت آمن على دمك ومالك ، فلم تقتل نفسك؟ »

ولما سمع بذلك اصحابه انخدعوا فلم يحاموا عنه ولم ينقذوه لأن خوفهم من سلطة زياد كان اشد وقعا في نفوسهم من خطر الموت ، فاندفعوا قائلين :

« قد امنت فعلام تقتل نفسك وتقتلنا معك؟ »

ولم يذعن لمقالة اصحابه وذلك لعلمه بغدر الأمويين وعدم وفائهم بالعهد والوعد فقال لهم :

« ويحكم إن هذا الدعي ابن العاهرة ، والله لئن وقعت فى يده لا افلت ابدا أو يقتلني ».

ـ كلا.

ولما لم يجد بدا من ذلك وضع يده في ايديهم وأخذ اسيرا الى زياد فلما مثل عنده قال له :

« أما والله لأجعلن لك شاغلا عن تلقيح الفتن والتوثب على الامراء »

__________________

(1) الطبري 4 / 198 ، الكامل 3 / 139.

٣٦٢

ـ إني لم آتك إلا على الأمان.

ـ انطلقوا به الى السجن(1) .

لقد نقض زياد الأمان وخاس بالميثاق ، ثم أمر به أن يحمل مع حجر وأصحابه الى مرج عذراء ، فحمل معهم ، فلما انتهت قافلتهم الى جبانة ( عرزم ) وكانت فيها داره ، نظر إليها وإذا بناته قد أشرفن من أعلا الدار ينظرن إليه ، وهن يخمشن الوجوه ، ويخلطن الدموع بالدعاء ، قد أخذتهن المائقة ، ومزق الأسى قلوبهن ، فلما نظر الى ذلك المنظر الرهيب طلب من الشرطة الموكلة بخفارته أن يسمحوا له بالدنو من بناته ليوصيهن بما أراد ، فسمحوا له بذلك ، فلما دنا منهن علا صراخهن فأمرهن بالسكوت والخلود الى الصبر ، وأرضاهن بوصيته التي مثلت الإيمان والرضا بقضاء الله قائلا :

« اتقين الله عز وجل ، واصبرن ، فاني أرجو من ربي في وجهي هذا إحدى الحسنيين إما الشهادة وهي السعادة ، وإما الانصراف إليكن في عافية ، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مئونتكن هو الله تعالى ، وهو حي لا يموت ، أرجو أن لا يضيعكن ، وأن يحفظني فيكن ».

ثم ودعهن وانصرف ، ولما رأى من معه شجو بناته وما داخلهن من الفزع والمصاب رقّوا لهن ، ثم رفعوا أيديهم بالدعاء والابتهال الى الله تعالى طالبين منه العافية والسلامة الى قبيصة فانبرى إليهم قائلا :

« إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا فيه هلاك قومي حيث لا ينصرونني »(2) .

__________________

(1) تاريخ الطبري 6 / 149.

(2) نفس المصدر.

٣٦٣

أراد بذلك عدم نصرة قومه وخذلانهم له ، وان ذلك أشد وقعا على نفسه من هلاكه ، وسار قبيصة مع حجر الى مرج عذراء فاستشهد معه ، وأما بقية اصحاب حجر الذين استشهدوا معه فلم نعثر على معلومات وافية عنهم ، ونشير الى أسمائهم وهم :

شريك بن شداد الحضرمي.

كدام بن حيان العنزي.

محرز بن شهاب التميمي.

وهؤلاء الحماة الذين قدموا نفوسهم ضحايا للعقيدة ، وقرابين للحق

كانوا من خيار المسلمين ومن صالحائهم ، قد ساقتهم السلطة الأموية الى ساحة الإعدام ، فاستباحت دماءهم ، لا لذنب اقترفوه ، سوى مودتهم للعترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم في لزوم مراعاتها ومودتها.

صدى الفاجعة :

وذعر المسلمون لهذا الحادث الخطير ، وعم السخط جميع ارجاء البلاد لأن حجرا من أعلام الإسلام ، ومن خيار صحابة النبيّ (ص) ، وقد انتهكت في قتله حرمة الإسلام ، لأنه لم يحدث فسادا في الأرض ، وإنما رأى منكرا فناهضه ، وجورا فناجزه ، رأى زيادا يؤخر الصلاة فطالبه باقامتها ورآه يسب امير المؤمنين فطالبه بالكف عنه ، فقتل من اجل ذلك ، وقد اندفعت الشخصيات الرفيعة في العالم الإسلامى الى اعلان سخطها على معاوية والى الإنكار عليه ، ومن الخير ان نذكر بعضهم ونستمع الى نقدهم وهم :

أ ـ الإمام الحسين (ع).

ورفع الإمام الحسين (ع) من يثرب رسالة الى معاوية أنكر فيها

٣٦٤

اشد الإنكار على ما ارتكبه من قتل حجر واصحابه الأبرار وهذا نصها :

« الست القاتل حجرا اخا كندة ، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ولا يخافون فى الله لومة لائم؟ قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت اعطيتهم الإيمان المغلظة ، والمواثيق المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث ، كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم »(1) .

لقد انكر الإمام (ع) برسالته على معاوية استباحته لدم حجر واصحابه المثاليين الذين انكروا الظلم وناهضوا الجور ، واستعظموا البدع وقد قتلهم ظلما وعدوانا ، بعد ما أكد على نفسه واعطاهم المواثيق المؤكدة ان لا يأخذهم بحدث ولا بإحنة فيما مضى ، ولكن ابن هند قد خاس بذلك ولم يف به.

ب ـ عائشة :

ومن جملة المنكرين على معاوية عائشة ، فقد دخل عليها في بيتها بعد منصرفه من الحج فقالت له :

« أأمنت ان اخبأ لك من يقتلك؟ »

فقال لها مخادعا :

« بيت الأمن دخلت ».

ـ اما خشيت الله في قتل حجر واصحابه؟(2) .

وكانت دوما تتحدث عن مصاب حجر فقد حدثت عما سمعته من رسول الله (ص) فى فضله قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول :

__________________

(1) البحار 10 / 149.

(2) الطبري 6 / 156.

٣٦٥

سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء »(1) وقالت منددة بأهل الكوفة : « أما والله لو علم معاوية أن عند أهل الكوفة منعة ما اجترأ على أن يأخذ حجرا وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام ، ولكن ابن آكلة الأكباد علم أنه قد ذهب الناس ، أما والله إن كانوا لجمجمة العرب عزا ومنعة وفقها ولله در لبيد حيث يقول :

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الأجرب

لا ينفعون ولا يرجى خيرهم

ويعاب قائلهم وان لم يشغب(2)

ج ـ الربيع بن زياد :

ومن الناقمين على معاوية الربيع بن زياد البصري(3) عامله على خراسان فانه لما سمع بالنبإ المؤلم طاش لبّه وذهبت نفسه حسرات فقال والحزن باد عليه :

« لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ـ أي بعد مقتل حجر ـ ولو نفرت عند قتله لم يقتل واحد منهم صبرا. ولكنها أقرت فذلت!! »

إن أهل الكوفة لو منعوا السلطة الأموية من قتل حجر وأصحابه لما

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 55 ، الاصابة 1 / 314.

(2) الاستيعاب 1 / 357.

(3) الربيع بن زياد بن أنس الحارثي البصري كان عاملا لمعاوية على خراسان وكان كاتبه الحسن البصري ، روي عن أبي بن كعب ، وعن جماعة وروى عنه قوم ، توفي سنة 51 ، جاء ذلك في تهذيب التهذيب 3 / 43 ، وجاء في الاصابة 1 / 491 ، ان الربيع وفد على عمر بن الخطاب فقال له : يا أمير المؤمنين والله ما وليت هذه الأمّة إلا ببلية ابتليت بها ، ولو أن شاة ضلت بشاطئ الفرات لسئلت عنها يوم القيامة ، فبكى عمر حينما سمع منه هذا الكلام.

٣٦٦

تمكن الأمويون من قتل أحرارهم وأخيارهم ، ولكنهم رضوا بالخمول والذل وكرهوا الموت في سبيل الله ، فهان أمرهم وذلوا ، وعمل فيهم الأمويون ما أرادوا من اخضاعهم للذل والهوان.

وبقي الربيع ذاهل النفس ، خائر القوى ، قد مزق الأسى قلبه ، فلما صار يوم الجمعة صلى بالناس صلاة الجمعة ، وبعد الفراغ منها خطب الناس فقال فى خطابه :

« أيها الناس ، إني قد مللت الحياة وإني داع فأمنوا » ثم رفع يديه بالدعاء فقال :

« اللهم ، إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل ».

فاستجاب الله دعاءه فما فارق المجالس حتى وافاه الأجل المحتوم(1) .

د ـ الحسن البصري :

وعدّ الحسن البصري قتل حجر إحدى الموبقات الأربعة التي ارتكبها معاوية ، فقال فيما يخص حجرا :

« ويل له من حجر وأصحاب حجر مرتين »(2) .

ه ـ عبد الله بن عمر :

لقد ذعر ابن عمر حينما علم بمقتل حجر ، فقد أخبر بقتله وهو بالسوق وكان محتبى فأطلق حبوته وولى وهو يبكي أشد البكاء وأمرّه(3) .

و ـ معاوية بن خديج :

__________________

(1) الكامل 3 / 195.

(2) ذكرنا حديثه بكامله مع ترجمته فى فصول هذا الكتاب.

(3) الاصابة 1 / 314.

٣٦٧

وانتهى الخبر المؤلم الى معاوية بن خديج(1) وكان في افريقية مع الجيش ، فقال لقومه الذين كانوا معه من كندة :

« ألا ترون أنا نقاتل لقريش ونقتل أنفسنا لنثبت ملكها ، وأنهم يثبون على بنى عمنا فيقتلونهم ».

لقد كان قتل حجر من الأحداث الكبار وكان صدعا في الاسلام وبلاء على عموم العرب ، وكان معاوية نفسه لا يشك فى ذلك فكان ينظر إليه شبحا مخيفا ويردد ذكره في خلواته ، وقد ذكره كثيرا في مرضه الذي هلك فيه فكان يقول : « ويلي منك يا حجر » وكان يقول : « يوم لي من ابن الأدبار ـ يعني حجرا ـ طويل » قال ذلك ثلاث مرات(2) .

نعم ، أن يومه لطويل من حجر وأمثاله من المؤمنين والصالحين الذين سفك دماءهم لا لذنب اقترفوه ، سوى حبهم لأهل البيت ، وهنا ينتهي بنا الحديث عن محنة حجر وأصحابه لنلتقي بزملاء له آخرين.

رشيد الهجري :

ورشيد الهجري يعد في طليعة رجال الإسلام ورعا وتقى وعلما وفضلا ، فقد تتلمذ فى مدرسة أمير المؤمنين ونال الكثير من علومه ومعارفه فكان (ع) يسميه ( رشيد البلايا ) وحدثت ابنته قنو قالت : سمعت أبي يقول :

__________________

(1) معاوية بن خديج بن جفنة السكوني ، وقيل الكندي : هو الذي قتل العبد الصالح الطيب محمد بن أبي بكر بأمر ابن العاص ، وقد غزا افريقية ثلاث مرات ، جاء ذلك في الاستيعاب 3 / 389.

(2) الطبري 6 / 156.

٣٦٨

« قال لي أمير المؤمنين ، يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ »

ـ يا أمير المؤمنين آخر ذلك الى الجنة؟

ـ يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.

وخرج رشيد مع أمير المؤمنين الى بستان فاستظلا تحت نخلة ، فقام صاحب البستان الى نخلة ، فأخذ منها رطبا وقدمه الى أمير المؤمنين فأكلعليه‌السلام منه ، فالتفت رشيد الى الإمام قائلا له :

« ما أطيب هذا الرطب!؟ »

ـ أما انك ستصلب على جذعها!!

فكان رشيد بعد حديث الإمام يتعاهد تلك النخلة التي أكل من رطبها فيسقيها ويتعبد تحتها واجتاز عليها يوما فرأى سعفها قد قطع فشعر بدنو أجله ، واجتاز عليها مرة أخرى فرأى نصفها قد جعل زرنوقا يستسقى عليه فتيقن بدنو الأجل المحتوم منه(1) ، وفي فترات تلك المدة الرهيبة بعث خلفه ابن سمية ، فلما حضر عنده قال له :

« ما قال لك خليلك إنا فاعلون بك؟ »

ـ تقطعون يديّ ورجليّ وتصلبونني.

ـ أما والله لأكذّبن حديثه ، خلّوا سبيله.

فخلت الجلاوزة سراحه ، فلما خرج قال زياد لجلاوزته : ردّوه ، فردوه إليه ، فالتفت له قائلا :

« لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك ، إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه » ، فامتثلت الجلاوزة أمره ، فقطعوا

__________________

(1) التعليقات على منهج المقال ص 140.

٣٦٩

يديه ورجليه وهو يتكلم ، فغاظ كلامه زيادا ، فقال لجلاوزته : اصلبوه خنقا ، فقال رشيد لهم : « قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه ـ أراد بذلك قطع لسانه ـ » فأمر ابن سمية بقطع لسانه ولما أرادوا قطع لسانه قال لهم : « نفسوا عني حتى أتكلم كلمة واحدة » ، فأعطوه ذلك ، فقال : « هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين (ع) أخبرني بقطع لساني » ، ثم قطع الجلاوزة لسانه(1) .

أي ذنب اقترفه هذا العابد العظيم حتى يستحق هذا التنكيل ويمثل به بدلك التمثيل الفظيع ، ولكن ابن سمية ومعاوية قد راما بذلك تصفية الحساب مع شيعة أهل البيت والقضاء على روح التشيع.

عمرو بن الحمق الخزاعي :

وكان عمرو بن الحمق يحمل شعورا دينيا قويا حيا ، وكان من خيرة

الصحابة في ورعه وتقواه ، وهو الذي سقى النبي لبنا فدعا له (ص) بأن يمتعه الله بشبابه ، فاستجاب الله دعاء نبيه فأخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء(2) .

وكان من صفوة أصحاب أمير المؤمنين (ع) ومن خلص أصحابه ، وقد دعاعليه‌السلام له فقال : « اللهم نوّر قلبه بالتقى ، واهده الى صراطك المستقيم »(3) ، وكان (ع) يكبره ويجله ويقدمه على غيره ، فقد قال

__________________

(1) سفينة البحار 1 / 522 ، وقال الحافظ الذهبي في التذكرة قتل زياد رشيدا الهجري لتشيعه ، فقطع لسانه وصلبه.

(2) الاصابة 2 / 526.

(3) سفينة البحار 2 / 360.

٣٧٠

له : « ليت في جندي مثلك مائة ». وقال لأمير المؤمنين معربا له عن ولائه واخلاصه :

« يا أمير المؤمنين ، والله ما أحببتك للدنيا ولا للمنزلة تكون لي بها ، وإنما أحببتك لخمس خصال ، إنك أول المؤمنين إيمانا ، وابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعظم المهاجرين والأنصار ، وزوج سيدة النساءعليها‌السلام ، وأبو ذريته الباقية من رسول الله (ص) ، فلو قطعت الجبال الرواسي ، وعبرت البحار الطوامي في توهين عدوك وتلقيح حجتك لرأيت ذلك قليلا من كثير ما يجب علي من حقك »(1) .

وقد دلّ حديثه على عقيدته وإيمانه وعظيم ولائه لأمير المؤمنين (ع) ولاء يلتمس منه وجه الله ويبغي فيه الدار الآخرة.

ولما ولى زياد الكوفة وتتبع زعماء الشيعة ووجوههم خاف الخزاعي من سلطته الغاشمة ففرّ الى المدائن ومعه رفاعة بن شداد فمكثا فيها برهة من الزمن ثم هربا الى الموصل وقبل أن يصلا إليها مكثا في جبل هناك ليستجما فيه ، وبلغ بلتعة بن أبي عبد الله عامل معاوية أن رجلين قد كمنا في جبل من جبال الموصل فاستنكر شأنهما فسار إليهما مع فريق من أصحابه ، فلما انتهوا الى الجبل خرج إليهما عمرو ورفاعة ، فأما عمرو فقد كان مريضا لأنه قد سقي سما وليس عنده قوى يستطيع بها على خلاص نفسه فوقف ولم يهرب ، وأما رفاعة فقد كان في شرخ الشباب فاعتلى فرسه ثم التفت الى عمرو فقال له : « أقاتل عنك؟ ».

فنهاه عن ذلك وقال له :

« وما ينفعني أن تقاتل انج بنفسك إن استطعت. »

__________________

(1) التعليقات ص 246.

٣٧١

ومضى رفاعة فهجم على القوم فأفرجوا له ، ثم خرجوا فى طلبه فلم يتمكنوا عليه لأنه كان راميا ، وأخذ عمرو أسيرا وطلبوا منه أن يعرفهم شخصيته فامتنع وقال لهم :

« أنا من إن تركتموه كان أسلم لكم ، وإن قتلتموه كان أضر لكم ».

وأصروا عليه أن يعرفهم نفسه ، فأبى ، فارتابوا من أمره ، فأرسلوه مخفورا الى عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي حاكم الموصل ، فلما رآه عرفه ورفع بالوقت رسالة الى معاوية عرفه بالأمر ، فأجابه :

« إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص(1) كانت معه ، وإنا لا نريد أن نعتدي عليه ، فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ».

فأخرجه عبد الرحمن وأمر بطعنه تسع طعنات فمات في الاولى أو الثانية منها(2) ثم احتز رأسه وبعثه الى معاوية فأمر أن يطاف به في الشام وغيره فكان أول رأس طيف به في الإسلام(3) ثم أمر به أن يبعث الى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فجيء به فوضع فى حجرها وهي غافلة لا تعلم من أمره شيئا ، فلما بصرت به اضطربت حتى كادت أن تموت ثم قالت ودموعها تتبلور على وجهها :

« وا حزناه لصغره في دار هوان ، وضيق من ضيمه سلطان ، نفيتموه عني طويلا ، وأهديتموه إليّ قتيلا ، فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية ، وأنا له اليوم غير ناسية ».

__________________

(1) المشاقص : جمع مفرده ـ مشقص ـ النصل العريض ، أو سهم فيه نصل عريض.

(2) تاريخ الطبري.

(3) الاستيعاب 2 / 517.

٣٧٢

ثم التفتت الى الحرسي فقالت له :

« ارجع به أيها الرسول الى معاوية فقل له : ولا تطوه دونه ، أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك ».

ورجع الرسول الى معاوية فأخبره بمقالتها فغضب وغاظه كلامها فأمر باحضارها في مجلسه ، فجيء بها إليه فقال لها :

« أنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغنى؟ »

فانبرت إليه غير مكترثة ولا هيّابة لسلطانه قائلة :

« نعم ، غير نازعة عنه ، ولا معتذرة منه ، ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت فى الدعاء ان نفع الاجتهاد وإن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئا من جزائك وإن الله بالنقمة من ورائك!! »

فالتفت إياس بن حسل الى معاوية متقربا إليه :

« أقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما كان زوجها أحق بالقتل منها ».

فقالت له : « تبا لك ، ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه الى قتلي كما قتل زوجي بالأمس!!! إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ».

فضحك معاوية وقال متبهرا :

« لله درك اخرجي!! ثم لا أسمع بك في شيء من الشام ».

فقالت له : « وأبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام فما الشام لي بحبيب ولا اعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها الى سكن ، ولقد عظم فيها ديني ، وما قرت فيها عيني ، وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة ».

وثقل كلامها على معاوية فأشار إليها ببنانه بالخروج ، فخرجت

٣٧٣

وهي تقول :

واعجبي لمعاوية يكف عنى لسانه ويشير الى الخروج ببنانه ، أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد أوجع من نوافد الحديد ، أو ما أنا بابنة الشريد ».

ثم خرجت من مجلسه(1) لقد كان قتل عمرو من الأحداث الجسام في الإسلام لأنه من صحابة النبي (ص) وقد عمد معاوية الى اراقة دمه فخالف بذلك ما أمر الله به من حرمة سفك دماء المسلمين إلا بالحق ، ولم يشف قتله غليل معاوية فقد أمر بأن يطاف برأسه في بلاد المسلمين وبعث به الى زوجته فروعها وكادت أن تموت من ألم المصاب ، وقد رفع الإمام الحسين (ع) من يثرب رسالة الى معاوية انكر فيها ارتكابه لهذا الحادث الخطير وهذا نصها :

« أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه ، واصفر لونه بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربك ، واستخفافا بذلك العهد »(2) .

لقد اشاد الإمام بفضل عمرو فذكر أنه صاحب رسول الله (ص) وانه قد أبلت العبادة جسمه ، كما ذكر ان معاوية قد ابرم عهدا خاصا فى شأنه يتضمن أمنه وعدم البغي عليه ولكنه قد خاس بعهده ولم يف به.

__________________

(1) أعلام النساء 1 / 4.

(2) التعليقات ص 246.

٣٧٤

أوفى بن حصن :

وكان أوفى بن حصن من المنددين بالسياسة الأموية ، ومن الناقدين لسلطتهم ، وكان يذيع مساوئهم بين أوساط الكوفيين فبلغ ذلك زيادا فبعث في طلبه فاختفى أوفى واستعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى فشك في أمره فقال لمن معه :

« من هذا؟ »

ـ أوفى بن حصن.

ـ عليّ به.

فجيء به إليه فقال متبهرا : « أتتك بخائن رجلاه تسعى ». ثم التفت إليه قائلا :

ـ ما رأيك في عثمان؟

ـ ختن رسول الله (ص) على ابنتيه.

ـ ما تقول في معاوية؟

ـ جواد حليم.

ـ ما تقول فيّ؟

ـ بلغني أنك قلت بالبصرة : « والله لآخذن البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر »

ـ قد قلت ذلك.

ـ خبطتها خبط عشواء!!

ـ ليس النفاخ بشر الزمرة.

ثم أمر بقتله(1) ، إن نكران أوفى لسياسة زياد في ذلك الظرف

__________________

(1) الكامل 3 / 183.

٣٧٥

العصيب من اعظم الأعمال التي قام بها ، ومن أفضل الجهاد الذي عناه رسول الله (ص) بقوله : « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، وأفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل تكلم عند سلطان جائر ، فأمر به فقتل »(1) .

جويرية بن مسهر العبدي :

وكان جويرية من خلّص أصحاب الإمام أمير المؤمنين ومن حملة حديثه ومن المقربين عنده فقد نظر إليه يوما فناداه : يا جويرية الحق بي فأني إذا رأيتك هويتك ، ثم حدثه ببعض أسرار الإمامة وقال له : « يا جويرية أحب حبيبنا ما أحبنا فاذا أبغضنا فابغضه ، وابغض بغيضنا ما ابغضنا فاذا أحبنا فأحبه »(2) ، ودخل على أمير المؤمنين يوما وكان مضطجعا فقال له جويرية :

« أيها النائم استيقظ فلتضربن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ».

فتبسم أمير المؤمنين (ع) وانبرى إليه فأخبره بما يجري عليه من بعده من ولاة الجور قائلا :

« وأحدثك يا جويرية بأمرك ، أما والذي نفسي بيده لتعتلن(3) الى العتل الزنيم ، فليقطعن يدك ورجلك وليصلبنك تحت جذع كافر »(4) .

وما دارت الأيام حتى استدعى ابن سمية جويرية فأمر بقطع يده ورجله

__________________

(1) النصائح ص 60.

(2) ابن أبي الحديد وقريب منه جاء في التعليقات ص 366.

(3) لتعتلن : أي لتجذبن.

(4) الكافر : القصير.

٣٧٦

ثم صلبه على جذع قصير(1) ، وقد ألف هشام بن محمد السائب كتابا فى فاجعة جويرية ورشيد وميثم التمار(2) .

عبد الله بن يحيى الحضرمي :

وكان عبد الله الحضرمى من أولياء أمير المؤمنين ومن صفوة أصحابه وكان من شرطة الخميس(3) وقد قال (ع) له يوم الجمل :

« أبشر يا عبد الله فانك وأباك من شرطة الخميس حقا لقد أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس(4) .

ولما قتل أمير المؤمنين (ع) حزن عليه عبد الله حزنا مرهقا فترك الكوفة وبنى له صومعة يتعبد فيها هو وأصحابه المؤمنون ، ولما علم ابن هند بجزعهم وحزنهم على موت أمير المؤمنين (ع) أمر باحضارهم عنده ، فلما جيء بهم أمر بقتلهم صبرا فقتلوا(5) ففي ذمة الله هؤلاء الصلحاء الأخيار الذين سفكت دماؤهم ، وتقطعت أوصالهم ، ولم يرتكبوا ذنبا أو يحدثوا في الإسلام حدثا سوى ولائهم لأمير المؤمنين (ع) امتثالا لرسول الله صلى الله

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد.

(2) التعليقات ص 366.

(3) الخميس : اسم من أسماء الجيش سمي به لأنه قد قسم الى خمسة أقسام المقدمة والميمنة والميسرة والقلب والساقة ، وقيل : إنما سمى به لأن الغنائم تخمّس فيه جاء ذلك فى نهاية ابن الأثير ، وذكرت بعض المصادر أن شرطة الخميس كانوا معروفين بالثقة والعدالة حتى كانت شهادة أحدهم تعدل شهادة رجلين.

(4) التعليقات ص 214.

(5) البحار 10 / 102.

٣٧٧

عليه وآله الذي فرض ودّه على جميع المسلمين.

ولم يقتصر معاوية في عدائه للشيعة على قتل زعمائهم ، فقد قام بأمور بالغة الخطورة وهي :

هدم دور الشيعة :

وبذل معاوية جميع جهوده في سبيل القضاء على شيعة أمير المؤمنين فأمر عماله أن يهدموا دورهم ، فقامت جلاوزته بهدمها(1) وقد تركهم بلا مأوى يأوون إليه كل ذلك لأجل القضاء على التشيع ومحو ذكر أهل البيتعليهم‌السلام .

عدم قبول شهادة الشيعة :

وعمل معاوية جميع ما يمكنه في اذلال الشيعة وفهرهم ، فقد كتب الى جميع عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة أمير المؤمنين وأهل بيته شهادة(2) فامتثل العمال أمره ، فلم تقبل شهادة الشيعة وهم من ثقات المسلمين وعدولهم وأخيارهم.

اشاعة الارهاب والاعتقال :

وأذاع معاوية الرعب والإرهاب فى نفوس الشيعة فخلّد بعضهم في السجون حتى ماتوا ، وروّع جمعا آخرين حتى تركوا أوطانهم وفرّوا هائمين على وجه الأرض يطاردهم الخوف والرعب ، وقد قبضت شرطته

__________________

(1) اعيان الشيعة 4 / 46.

(2) شرح ابن أبي الحديد 3 / 15 ، ذخيرة الدارين ص 19.

٣٧٨

على الكثيرين منهم فجيء بهم مخفورين إليه فقابلهم بالاستخفاف والاستهانة والتحقير ونحن نذكر أسماءهم مع ما جرى عليهم من العسف والظلم وهم :

1 ـ محمد بن أبي حذيفة :

محمد بن أبي حذيفة يعد في طليعة ثقات الإسلام ومن خيرة صالحاء المسلمين فقد كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وقد قال أمير المؤمنين (ع) في حقه : « ان المحامدة تأبى أن يعصى الله » ثم عده منهم ، وكان ملازما لأمير المؤمنين وفى خدمته ، ولما قتل (ع) وانتهى الأمر الى معاوية أراد قتله ثم بدا له أن يسجنه فسجنه أمدا غير قصير ، والتفت يوما الى أصحابه فقال لهم : « ألا نرسل الى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته ونخبره بضلاله ، ونأمره أن يقوم فيسب عليا » فأجابوه الى ذلك ، ثم أمر باحضاره فلما مثل عنده التفت إليه قائلا :

« يا محمد ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب (ع) ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما وان عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وان عليا هو الذي دس الناس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه ».

فأجابه محمد : « إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك ».

فقال له معاوية : أجل. واندفع محمد فقال له :

« فو الله الذي لا إله غيره ما اعلم أحدا شرك في دم عثمان والّب الناس عليه غيرك لما استعملك ، ومن كان مثلك فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى ففعلوا به ما بلغك ، والله ما أحد شرك فى قتله بدئا وأخيرا إلا طلحة والزبير وعائشة فهم الذين شهدوا عليه بالعظمة وألّبوا عليه الناس وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا ».

٣٧٩

فارتاع معاوية وقال منكرا عليه :

« قد كان ذلك؟!! »

« أي والله ، وإني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ، ما زاد الإسلام فيك لا قليلا ولا كثيرا وإن علامة ذلك فيك لبينة تلومنى على حبي عليا ، خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وانصاري وخرج معك ابناء المنافقين والطلقاء والعنقاء خدعتهم عن دينهم ، وخدعوك عن دنياك ، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت ، وما خفي عليهم ما صنعوا إذ احلوا انفسهم بسخط الله في طاعتك ، والله لا ازال احب عليا لله ولرسوله ، وابغضك في الله ورسوله ابدا ما بقيت!! »

ففزع معاوية وقال : « إني اراك على ضلالك بعد ردوه الى السجن »

فردوه للسجن فمكث فيه مدة من الزمن حتى مات فيه(1) .

لقد لاقى محمد حتفه وهو مروع في ظلمات السجون لأنه لم يرتض اعمال معاوية ولم يقره على منكراته ومساوئه ، وهكذا كان مصير الأحرار والنبلاء المعارضين لحكومة معاوية يلاقون التعذيب والتنكيل والتخليد في السجون.

2 ـ عبد الله بن هاشم المرقال :

ومن زعماء الشيعة وعيونهم الذين روعهم معاوية الزعيم المثالي عبد الله ابن هاشم المرقال ، فقد كان معاوية يحمل فى نفسه كمدا وحقدا عليه وذلك لولائه واخلاصه لأمير المؤمنين (ع) ولموقف ابيه هاشم في يوم صفين ذلك الموقف الخالد الذي اخافه وارهبه حتى صمم على الهزيمة والفرار ، وللتشفي والانتقام منه فقد كتب الى عامله زياد رسالة يطلب فيها القبض على عبد الله

__________________

(1) رجال الكشي ص 47.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500