منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247374 / تحميل: 4733
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وفين : ابن المنذر(١) . وزادق : الكندي(٢) . وفيقر : يكنّى أبا المنذر(٣) .

أقول : يظهر منجخ دركه خمسة من الأئمّةعليهم‌السلام ، ولعلّه بعيد سيّما مع عدم ذكرجش إلاّ روايته عن الصادقعليه‌السلام ، مع أنّ الشيخ لم يذكره في سين وين ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن المنذر ، عنه عليّ بن الحسن بن رباط ، ومحمّد بن أبي حمزة. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٤) .

٥١٨ ـ جارية بن قدامة السعدي :

عمّ الأحنف ، ي على نسخة(٥) .

وزادل : وقيل(٦) : ابن عمّه ، نزل البصرة(٧) .

وفيقب : صحابيّ على الصحيح ، مات في ولاية يزيد(٨) .

قلت : في القاموس : جارية بن قدامة من رجال الصحيحين(٩) .

وقوله : على نسخة ، الأخرى : حارثة ، ويأتي.

٥١٩ ـ جبرئيل بن أحمد :

الفارابي ، أبو محمّد ؛ كان مقيما بكش ، كثير الرواية من(١٠) العلماء‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٧ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٦.

(٣) رجال الشيخ : ١١٢ / ٧.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٩.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧ / ١٣.

(٦) في نسخة « ش » : قيل.

(٧) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٧.

(٨) تقريب التهذيب ١ : ١٢٤ / ٢٤.

(٩) القاموس المحيط : ٤ / ٣١٢.

(١٠) في المصدر : عن.

٢٢١

بالعراق وقم وخراسان ،لم (١) . ونقله د(٢) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا(٣) ، والظاهر أنّه لأنّه(٤) كثير الرواية ، ومرّ في الفوائد.

وأيضا هو معتمدكش حتّى على ما وجد بخطّه(٥) ، ويشعر ذلك بالجلالة بل الوثاقة(٦) .

أقول : في حواشي المجمع من المصنّف : يظهر من ذكره ـ أيكش ـ والنقل عنه اعتباره والاعتماد عليه وعلى خطّه وكتابه(٧) .

٥٢٠ ـ جبلة بن حنان بن أبخر :

الكناني ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (٨) .

وفيجش : جلبة(٩) . ويأتي.

قلت : ذلك في بعض نسخه ، وفي نسخة عندي : جبلة ـ كما فيق ـ وهو الصحيح ، فإنّه والد عبد الله بن جبلة ، وتقديم اللاّم غلط ، ولم يشر أحد هناك إلى خلاف أصلا كما يأتي ، والعجب من عدم تنبّه الميرزا له.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٩ ، وكش : قرية على ثلاث فراسخ من جرجان على الجبل ( مراصد الاطلاع : ٣ / ١١٦٧ ).

(٢) رجال ابن داود : ٦١ / ٢٩٣.

(٣) الوجيزة : ١٧٣ / ٣٢٨.

(٤) في المصدر : لقوله.

(٥) راجع رجال الكشّي : ٣١٧ / ٥٧٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٠.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ١٦.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥١ ، وفيه : جبلة بن جنان بن أبحر.

(٩) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣١ ، وفيه : جلبة بن حيّان.

٢٢٢

٥٢١ ـ جبير بن حفص الغمشاني :

الكوفي ، أبو الأسود ، أسند عنه ،ق (١) .

٥٢٢ ـ جبير بن مطعم :

روىكش عن محمّد بن قولويه ـ إلى آخر ما مضى في أويس ـ : أنّه من حواريّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام ،صه (٢) .

هو كذلك ، وقد تقدّم في أويس(٣) . ويأتي في وردان أيضا مدحه(٤) .

وفي ل : مات سنة ثمان وخمسين(٥) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(٧) ، فتأمّل.

٥٢٣ ـ جحدر بن المغيرة :

الطائي ، كوفي ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، ذكر ذلك الجماعة.

له كتاب ، محمّد بن إدريس صاحب الكرابيس ، عنه به ،جش (٨) .

وفيصه بعد كوفي : يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٩) . قالغض : إنّه كان خطّابيا في مذهبه ، ضعيفا في حديثه ، وكتابه لم يرو إلاّ من‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥٨ ، وفيه : العشمائي.

(٢) الخلاصة : ٣٦ / ٣.

(٣) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٤) عن رجال الكشّي : ١٢٣ / ١٩٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٣.

(٦) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٣٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٣٧.

(٨) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٦.

(٩) في المصدر زيادة : وله عنه كتاب.

٢٢٣

طريق واحد(١) .

٥٢٤ ـ جرّاح المدائني :

قر(٢) ،ق (٣) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره أبو العبّاس ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر بن سويد(٤) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا(٥) ، ولعلّه لأنّ للصدوق طريقا إليه ، أو لأنّه كثير الرواية ؛ ورواياته متلقّاة بالقبول ، ويؤيّده : قولجش : يرويه عنه جماعة منهم النضر بن سويد(٦) .

أقول : الذي في الوجيزة : جرّاح مجهول(٧) ، فلاحظ.

وذكره في الحاوي في الضعاف(٨) ، فتأمّل.

وفيمشكا : جرّاح المدائني له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر ابن سويد ، وإنّما ذكرناه لكثرة وروده ليتميّز عن غيره(٩) .

٥٢٥ ـ جرير بن الحكيم الأزدي :

المدائني ، أخو مرازم ،ق (١٠) .

وفيتعق : في الظنّ أنّه مصحّف : حديد ، وهو والد عليّ بن حديد ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٤.

(٢) رجال الشيخ : ١١٢ / ١١.

(٣) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٨٠.

(٤) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٥.

(٥) الوجيزة : ٣٧٧ / ٨٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٧) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٣٩.

(٨) حاوي الأقوال : ٢٤٢ / ١٣٣٥.

(٩) هداية المحدّثين : ٢٩.

(١٠) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٩ ، وفيه بدل الحكيم : حكيم.

٢٢٤

وفي ترجمة مرازم أنّ له أخوين(١) : حديد ومحمّد ، وفي محمّد بن حكيم الساباطي : له أخوة : محمّد ومرازم وحديد(٢) .

وسيأتي حديد موثّقا(٣) .

قلت : سيأتي ما في مرازم(٤) ، ولم نذكر محمّدا لجهالته ، وهو مذكور فيق منجخ كما ذكر بزيادة : الأزدي(٥) ، بعد الساباطي ، و : بنو حكيم ، بعد حديد(٦) .

٥٢٦ ـ جرير بن عبد الله البجلي :

ي (٧) . وزادصه : قدم الشام برسالة أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية(٨) .

وزادل : وأسلم في السنة التي توفّي فيها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) .

وقالشه : إرسال عليّعليه‌السلام وإن دلّ على مدح أوّلا لكن مفارقته لهعليه‌السلام ولحوقه بمعاوية ثانيا ـ كما هو مشهور ـ يدفع هذا المدح ويخرجه من هذا القسم ، وسيرته وتخريب عليّعليه‌السلام داره بالكوفة(١٠) مشهورة(١١) .

__________________

(١) في النسخ : أخين.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٣) رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٥.

(٤) عن رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨.

(٥) الأزدي ، لم ترد في المصدر.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨٥ / ٧٨.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧ / ٨.

(٨) الخلاصة : ٣٦ / ٢.

(٩) رجال الشيخ : ١٣ / ١٨ ، وفيه : جرير بن عبد الله أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الله البجلي ، سكن الكوفة ، وقدم الشام.

(١٠) في المصدر زيادة : بعد لحوقه لمعاوية.

(١١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢١.

٢٢٥

قلت : وكذلك ما روي من أنّ مسجده بالكوفة من المساجد المحدثة فرحا بقتل الحسينعليه‌السلام (١) ، وكذلك انحرافه عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وروايته عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله رؤية الله سبحانه(٢) . وخلط في عقله في آخر عمرة.

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قالوا : وكان الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي يبغضانهعليه‌السلام . وهدم عليّعليه‌السلام دار جرير بن عبد الله.

قال إسماعيل بن جرير : هدم عليّ دارنا مرّتين.

وروى الحارث بن الحصين(٣) أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين من نعاله وقال : احتفظ بهما فإنّ ذهابهما ذهاب دينك.

فلمّا كان يوم الجمل ذهبت إحداهما ، فلمّا أرسله عليّعليه‌السلام إلى معاوية ذهبت الأخرى. ثمّ فارق عليّا واعتزل الحرب(٤) ، انتهى.

وفي الوجيزة : مجهول(٥) . وليس بمكانه.

٥٢٧ ـ جرير بن عثمان :

ق(٦) .أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قد كان من المحدّثين من يبغضه ـ يعني عليّاعليه‌السلام ـ ويروي فيه الأحاديث المنكرة ، منهم جرير ابن عثمان ، وكان يبغضه وينقصه(٧) ويروي فيه أخبارا مكذوبة.

__________________

(١) الكافي ٣ : ٤٩٠ / ٢ ، ٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥٠ / ٦٨٧.

(٢) المسند الجامع ٤ : ٤٩٦ / ٣١٤٣ ـ ١٣ ، وقد أخرجه عن عدّة مصادر ذكرها في الهامش.

(٣) في المصدر : الحارث بن حصين.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٤.

(٥) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٤.

(٦) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٥.

(٧) في المصدر : وينتقصه.

٢٢٦

قال محفوظ : قلت ليحيى بن صالح : قد رويت عن مشايخ نظراء جرير فما بالك لم تحمل عن جرير؟ قال : إنّي أتيته فناولني كتابا فإذا فيه : حدّثني فلان عن فلان أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا حضرته الوفاة أوصى بقطع يد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فرددت الكتاب.

قال أبو بكر : حدّثني أبو جعفر قال : حدّثني إبراهيم قال : حدّثني محمّد بن عاصم صاحب الحانات(١) قال : قال لنا جرير بن عثمان : أنتم يا أهل العراق تحبّون عليّ بن أبي طالب ونحن نبغضه ،قلت : لم؟ قال : لأنّه قتل أجدادنا(٢) ، انتهى.

ويأتي عن غيره : حريز ، بالمهملة ، فتدبّر.

٥٢٨ ـ جعدة بن هبيرة المخزومي :

يقال : إنّه ولد على(٣) عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليست له صحبة ، نزل الكوفة ، ل(٤) .

وفي ي بعد المخزومي : ابن أخت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أمّه أم هاني بنت أبي طالب(٥) .

وفيتعق : في محمّد بن أبي بكر ما يظهر منه حسنه(٦) (٧) .

__________________

(١) في المصدر : الخانات.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٩ ، وفيه بدل جرير : حريز ، في المواضع كلها.

(٣) في المصدر : في.

(٤) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٦.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧ / ١٤.

(٦) رجال الكشّي : ٦٣ / ١١١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

٢٢٧

٥٢٩ ـ جعفر بن إبراهيم الجعفري :

الهاشمي ، المدني ، ين(١) .

وكأنّه ابن محمّد الآتي فيق (٢) .

أقول : ظاهر المجمع الاتّحاد(٣) . وكذا الوجيزة(٤) . إلاّ أنّ في الحاوي : إنّ الاتّحاد غير معلوم ، وربما توهّمه بعضهم(٥) ، انتهى.

والظاهر أنّه كما قاله.

٥٣٠ ـ جعفر بن إبراهيم :

دي (٦) .أقول : يأتي ذكره في الذي بعيده.

٥٣١ ـ جعفر بن إبراهيم بن محمّد الهمداني :

روى الصدوق بإسناده عنه مترضّيا مترحّما عليه(٧) .

وأبوه إبراهيم هو الوكيل الجليل ، ويأتي في فارس بن حاتم اعتماده عليه(٨) .

ولعلّ الظاهر اتّحاده مع المذكور عندي (٩) ، والآتي عن كر(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٨٦ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦١ / ٣.

(٣) مجمع الرجال : ٢ / ٢١.

(٤) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٦.

(٥) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١٢٠.

(٦) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢.

(٧) ذكره مترحّما في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠٩ / ٧٣.

(٨) أي : اعتماد الأب عليه ، راجع رجال الكشّي : ٥٢٦ / ١٠٠٩.

(٩) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٢٩ / ٢ ، وفيه : جعفر بن إبراهيم بن نوح.

٢٢٨

ويروي(١) عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(٢) ، ولم تستثن روايته ،تعق (٣) .

٥٣٢ ـ جعفر بن إبراهيم بن محمّد :

ابن عليّ بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٤) .

وفيق بعد جعفر : ابن أبي طالب ، المدني(٥) .

ويأتي في ابنه سليمان توثيقه عنجش أيضا(٦) .

قلت : في الحاوي : الظاهر أنّه المعنون في بعض الأخبار بالجعفري كما ذكرهشه في شرح الشرائع في باب تحريم الصدقة على بني هاشم(٧) (٨) ، انتهى. ونحوه قال المحقّق الشيخ محمّد.

وفيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيّار الثقة ، عنه عبد الرحمن بن الحجّاج. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٩) .

٥٣٣ ـ جعفر بن أبي طالب :

قتل بمؤتة ،رضي‌الله‌عنه وأرضاه ،صه (١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : يروي.

(٢) الفقيه ٢ : ١١٥ / ٣.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٤) الخلاصة : ٣٣ / ٢٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٦١ / ٣.

(٦) رجال النجاشي : ١٨٢ / ٤٨٣.

(٧) مسالك الافهام : ٥ / ٤١١.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١٢٠.

(٩) هداية المحدّثين : ١٨٢.

(١٠) الخلاصة : ٣٠ / ١.

٢٢٩

وفيل :رحمه‌الله ، قتل بمؤتة(١) .

قلت : هي(٢) اسم أرض بالبلقاء بالقرب من الشام.

وفي القاموس : مؤتة بالضم : موضع بمشارق الشام قتل فيه(٣) جعفر ابن أبي طالب ، وفيه كان يعمل السيوف(٤) ، انتهى.

هذا(٥) ، وفي الوجيزة : من سادات الشهداء(٦) .

وذكره في الحاوي في الثقات ، وقال : هو أجلّ من أن يوصف(٧) .

٥٣٤ ـ جعفر بن أحمد بن أيّوب :

السمرقندي ، أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز ، بالجيم والزاي. كان صحيح الحديث والمذهب ، روى عنه محمّد بن مسعود العياشي ،صه (٨) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : ذكر أحمد بن الحسينرحمه‌الله أنّ له كتاب الردّ على من زعم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على دين قومه قبل النبوّة.

طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ، عنه(٩) ، انتهى.

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٢ / ١ ، وفيه : جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافرحمه‌الله قتل بمؤتة.

(٢) في نسخة « ش » : مؤتة.

(٣) في نسخة « م » : به.

(٤) القاموس المحيط : ١ / ١٥٧. وهي الآن جنوب الأردن وله مزار معروف بها.

(٥) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٧.

(٧) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٧.

(٨) الخلاصة : ٣٢ / ١٤.

(٩) رجال النجاشي : ١٢١ / ٣١٠ ، وفيه : عنه به.

٢٣٠

وفيد : يقال له : ابن التاجر ، كذا رأيته بخطّ الشيخرحمه‌الله (١) ، انتهى.

والموجود في نسخلم : ابن محمّد بن أيّوب يعرف بابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلّم ، له كتب(٢) .

لكن في سندكش : ابن أحمد ، كثيرا(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح كالصحيح(٤) . وكش يروي عنه معتمدا عليه(٥) (٦) .

أقول : في نسختي منجخ ـ أيضا ـ في لم : ابن محمّد. لكن نقل في الحاوي والمجمع عنه : ابن أحمد(٧) .

وفيب : ابن محمّد بن أيّوب بن(٨) التاجر السمرقندي ، متكلّم ، له كتب(٩) .

هذا ، والظاهر عود ضمير : عنه ، في آخر كلامجش إلى محمّد بن مسعود السابق ذكره ، فانّكش لا يروي عن ابن التاجر إلاّ بواسطة. وظنّ في المجمع عوده إلى ابن التاجر وحكم بحذف الواسطة من كلامجش (١٠) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٧.

(٣) رجال الكشّي : ١٠٥ / ١٦٨ ، ٢١٨ / ٣٩٢ ، ٢٩١ / ٥١٣ ، ٣٤٨ / ٦٤٩ ، ٤٩٥ / ٩٥٠ ، ٦٠٦ / ١١٢٨.

(٤) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٨.

(٥) رجال الكشّي : ٤١٨ / ٧٩٢ ، ٤١٩ / ٧٩٤ ، ٤٢٠ / ٧٩٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٧) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٨ ، مجمع الرجال : ٢ / ٢٢.

(٨) في المصدر زيادة : محمّد.

(٩) معالم العلماء : ٣١ / ١٧١.

(١٠) مجمع الرجال : ٢ / ٢٣.

٢٣١

ثمّ إنّ في الحاوي ذكره في الثقات(١) مع ذكره الآتي بعيدة وجملة من أمثاله في الضعاف ، ولا يخلو من إفراط وتفريط.

وفيمشكا : ابن أحمد ، عنه الكشي ، ومحمّد بن مسعود(٢) .

٥٣٥ ـ جعفر بن أحمد :

ابن وندك ـ بالنون والدال المهملة والكاف ـ الرازي ، أبو عبد الله ، من أصحابنا المتكلّمين والمحدّثين ، له كتاب في الإمامة كبير ،صه (٣) ؛جش إلاّ الترجمة(٤) .

وما مرّ عندي (٥) يحتمله.

وفي د : لم ، من أصحابنا المتكلّمين(٦) . ولم نجده فيهم.

أقول : نبّهناك مرارا على أنّه لا يريد بقوله : لم ، ذكره في لم منجخ ، بل كونه ممّن لم يرو عنهمعليهم‌السلام .

واحتمال اتّحاده مع المذكور عندي بعيد لأنّ ظاهرجش أنّه : لم ، كما فهمه د.

هذا ، وفيضح : بفتح الواو وإسكان النون وفتح الدال المهملة(٧) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٨) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٣) الخلاصة : ٣٣ / ١٩.

(٤) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٦.

(٥) رجال الشيخ : ٤١١ / ٤. وهذا إنّما مرّ ذكره في رجال الميرزا ، ولم يتقدّم ذكره في هذا الكتاب.

(٦) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٣٢ / ١٣٣.

(٨) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٤٩.

٢٣٢

٥٣٦ ـ جعفر بن أحمد بن يوسف :

الأودي ، أبو عبد الله ، شيخ من أصحابنا الكوفيّين ، ثقة ،صه (١) .

وزادجش : روى عنه ابن عقدة. له كتاب المناقب ، أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي ، عن محمّد بن جعفر الذهلي ، عنه به(٢) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(٣) ، وليس ببعيد(٤) .

أقول : لمّا كانت كلمة : ثقة ، ساقطة من نسخته دام فضله من رجال الميرزا ظنّ اختصاص الوجيزة بها ، وهي موجودة في جميع نسخجش وصه وسائر نسخ رجال الميرزا ، فلاحظ.

٥٣٧ ـ جعفر الأزدي :

له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر الأزدي ،ست (٥) .

أقول : لم يذكر(٦) الميرزا إلاّ الأودي كما يأتي عن جش.

وفيب : جعفر الأزدي أبو محمّد ، له كتاب(٧) .

فهو عندهما من الإماميّة.

ورواية ابن أبي عمير عنه دليل الوثاقة.

٥٣٨ ـ جعفر بن إسماعيل المقري :

كوفي ، روى عنه حميد بن زياد وابن رباح.

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ١٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٥.

(٣) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٥٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٥) الفهرست : ٤٤ / ١٥١.

(٦) في النسخ الخطّية : يذكره.

(٧) معالم العلماء : ٣١ / ١٧٠.

٢٣٣

قالغض : إنّه كان غاليا كذّابا ،صه (١) .

وفيجش : ابن إسماعيل المنقري ، له نوادر ، حميد ، عنه بها(٢) .

وفي بعض نسخ د : المقري(٣) ـ كصه ـ وبعضها : المنقري ـ كجش ـ وكأنّه الأصح.

أقول : صرّح فيضح أيضا بأنّه : المنقري ، بكسر الميم والنون الساكنة وفتح القاف والراء(٤) .

وفي المجمع عنغض أيضا : المنقري(٥) .

٥٣٩ ـ جعفر الأودي :

كوفي ، له كتاب ، محمّد بن أبي عمير ، عنه به ،جش (٦) .

أقول : فيمشكا : الأودي الكوفي ، عنه محمّد(٧) بن أبي عمير(٨) .

٥٤٠ ـ جعفر بن أيّوب :

و(٩) هو ابن أحمد ،تعق (١٠) .

٥٤١ ـ جعفر بن بشير :

أبو محمّد البجلي ، الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة.

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٠ / ٣٠٨.

(٣) رجال ابن داود : ٢٣٥ / ٨٨.

(٤) إيضاح الاشتباه : ١٢٩ / ١٢٧.

(٥) مجمع الرجال : ٢ / ٢٤.

(٦) رجال النجاشي : ١٢٥ / ٣٢١.

(٧) محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٨) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٩) الواو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

٢٣٤

وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا الكوفة نصلّي فيه مع المساجد التي ترغّب الصلاة فيها ،جش (١) .

وزادصه بعد ثقة : قالجش : إنّ له مسجدا. إلى آخره. ثمّ زاد : وكان ثقة جليل القدر.

قالكش : قال نصر : أخذ جعفر بن بشير فضرب ولقي شدّة حتّى خلّصه الله. ومات في طريق مكّة. وصاحبه المأمون(٢) بعد موت الرضا عليه. السلام.

وكان يعرف بقفّة العلم ، لأنّه كان كثير العلم(٣) . ثقة ، روى عن الثقات ورووا عنه.

له كتاب المشيخة ، مثل كتاب الحسن بن محبوب إلاّ أنّه أصغر منه ، وله كتب أخر(٤) ذكرناها في الكتاب الكبير.

ومات بالأبواء سنة ثمان ومائتينرحمه‌الله (٥) ، انتهى.

وزادجش على ما مرّ : ومات جعفررحمه‌الله بالأبواء سنة ثمان(٦) ومائتين.

كان أبو العبّاس بن نوح يقول : كان يلقّب فقحة العلم ، روى عن الثقات. إلى قوله : أصغر منه ، ثمّ زاد : عنه محمّد بن مفضّل بن إبراهيم ، وله نوادر ، رواها ابن أبي الخطّاب(٧) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

(٢) في المصدر : وصاحب المأمون.

(٣) في نسخة « ش » : العمل.

(٤) في نسخة « ش » : وله كتاب آخر.

(٥) الخلاصة : ٣١ / ٧.

(٦) في النسخ الخطيّة : لسنة ثماني.

(٧) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

٢٣٥

وفيكش : قال نصر. إلى قوله : موت الرضاعليه‌السلام ، وزاد : مات بالأبواء سنة ثمان ومائتين(١) .

وبخطّشه علىصه : الذي ذكره المصنّف فيضح : فقحة العلم ، بالفاء والقاف والحاء المهملة ، ثمّ حكى عن السيّد صفيّ الدين بن معد أنّه : نفحة العلم ، بالنون والفاء(٢) .

وفيضا : جعفر بن بشير البجلي(٣) (٤) .

وزادست : ثقة جليل القدر ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير الثقة ، عنه محمّد بن مفضّل بن إبراهيم ، ومحمّد بن جمهور القمّي(٦) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

وهو عن أديم بن الحر ، وعن ذريح ، وعن عليّ بن موسىعليه‌السلام (٧) .

٥٤٢ ـ جعفر بن الحارث :

أبو الأشهب النخعي ، الكوفي(٨) ، أسند عنه ،ق (٩) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٠٥ / ١١٢٥.

(٢) إيضاح الاشتباه : ١٢٨ / ١٢٥ ، تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ٣.

(٤) في نسخة « ش » زيادة : ثقة.

(٥) الفهرست : ٤٣ / ١٤١. ولفظة به ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) ومحمّد بن جمهور القمي ، لم ترد في المصدر.

(٧) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٨) الكوفي ، لم ترد في نسخة « م ».

(٩) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢١.

٢٣٦

٥٤٣ ـ جعفر بن الحسن بن علي :

ابن شهريار ، أبو محمّد المؤمن ، القمّي ، شيخ من أصحابنا القمّيين ، ثقة ، انتقل إلى الكوفة ومات بها سنة أربعين وثلاثمائة ،صه (١) .

جش ، إلاّ أنّ فيه : ابن الحسين ، و : أقام ، بدل مات ، وزاد : وصنّف كتابا(٢) في المزار وفضل الكوفة ومساجدها ، وله كتاب النوادر ، عدّة من أصحابنارحمهم‌الله ، عن أبي الحسين ابن تمّام ، عنه.

وتوفّي بالكوفة سنة أربعين وثلاثمائة(٣) .

وفيتعق : يأتي عن لم في محمّد بن الحسن بن أحمد : ابن الحسن ، مكبرا(٤) . لكن في كتب الحديث : ابن الحسين(٥) ، وكذا ذكره في الوجيزة(٦) ، وكذا يروي عنه الصدوق مترضّيا(٧) (٨) .

٥٤٤ ـ جعفر بن الحسن بن يحيى :

ابن سعيد الحلّي ، شيخنا نجم الدين أبو القاسم ، المحقّق المدقّق ، الإمام العلاّمة ، واحد عصره. كان ألسن أهل زمانه ، وأقومهم بالحجّة ، وأسرعهم استحضارا.

وقرأت عليه ، وربّاني صغيرا ، وكان له عليّ إحسان عظيم والتفات ، وأجاز لي جميع ما صنّفه وقرأه ورواه وكلّ ما يصحّ روايته عنه.

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ٢٠.

(٢) في نسخة « ش » كتبا.

(٣) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٣.

(٥) الاختصاص : ٥ و ٩.

(٦) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٥٤.

(٧) الأمالي المجلس الحادي والستون : ٣١٦ / ٨ ، من دون الترضي.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٢.

٢٣٧

توفّي في شهر ربيع الآخر سنةستّ وسبعين وستمائة.

وله تصانيف محقّقة ، محرّرة ، عذبة. فمنها.

كتاب شرائع الإسلام ، مجلّدان ، كتاب النافع في مختصرها(١) ، مجلّد ؛ كتاب المعتبر في شرح المختصر ـ لم يتم ـ مجلّدان ؛ كتاب نكت النهاية ، مجلّدان(٢) ؛ كتاب المسائل الغريّة ، مجلّد ؛ كتاب المسائل المصريّة ، مجلّد ، كتاب المسلك في أصول الدين ، مجلّد ، كتاب المعارج في أصول الفقه ، مجلّد ؛ كتاب الكهنة في المنطق ، مجلّد. وله كتب غير ذلك ، ليس هذا موضع استيفائها ، فأمرها ظاهر.

وله تلاميذ فقهاء فضلاء ،رحمه‌الله ، د(٣) .

أقول : منها أيضا رسالة التياسر في القبلة ، جيّدة وجيزة ، ومنها كتاب نهج الوصول إلى علم الأصول.

ذكره في مل وغيره ، وقال فيه فيه : الشيخ الأجل المحقّق(٤) نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي ، حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر ، وكان عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه. ثمّ نقل كتبه المذكورة ، وقال :

نقل أنّ المحقّق الطوسي نصير الدين حضر مجلس درسه ( فقطع‌

__________________

(١) في المصدر : مختصرة.

(٢) في المصدر : مجلد.

(٣) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٤.

(٤) الشيخ الأجل المحقّق ، لم ترد في المصدر ، وذكرها في الأعيان : ٤ / ٨٩ نقلا عن أمل الآمل.

٢٣٨

الدرس تعظيما له وإجلالا لمنزلته )(١) فأمرهم بإكمال الدرس ، فجرى البحث في مسألة استحباب التياسر.

فقال المحقّق الطوسي : لا وجه لهذا الاستحباب ، لأنّ التياسر إن كان من القبلة إلى غيرها فهو حرام ، وإن كان من غيرها إليها فواجب.

فقال المحقّق : بل منها إليها. فسكت المحقّق الطوسي.

ثمّ ألّف المحقّق في ذلك رسالة لطيفة ـ أوردها الشيخ أحمد بن فهد في المهذّب بتمامها(٢) ـ وأرسلها إلى المحقّق الطوسي ، فاستحسنها(٣) ، انتهى.

وقال العلاّمة طيّب الله ثراه في إجازته الكبيرة عند ذكره : كان أفضل أهل زمانه في الفقه(٤) .

وقال المحقّق الشيخ حسن : لو ترك التقييد بأهل زمانه كان أصوب(٥) .

قلت : ولو ترك التخصيص بالفقه كان أصوب.

وفي إجازة شيخ يوسف البحراني الكبيرة : أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي الهذلي الملقّب بالمحقّق. كان محقّق الفضلاء(٦) ومدقّق العلماء ، وحاله(٧) في الفضل والنبالة والعلم والفقه والجلالة والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء أشهر من أن يذكر وأظهر من أن يسطر.

__________________

(١) ما بين القوسين ، لم ترد في المصدر.

(٢) المهذب البارع : ١ / ٣١٢.

(٣) أمل الآمل ٢ : ٤٨ / ١٢٧.

(٤) بحار الأنوار : ١٠٧ / ٦٣.

(٥) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١١.

(٦) في المصدر : الفقهاء.

(٧) في نسخة « م » : حاله.

٢٣٩

وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين ، وجدّه يحيى من العلماء الأجلاّء المشهورين. ثمّ قال :

قال بعض الأجلاّء الأعلام من متأخري المتأخّرين : رأيت بخطّ بعض الأفاضل ما صورة عبارته : في صبح يوم الخميس ثالث عشر ربيع الآخر سنةستّ وسبعين وستمائة سقط الشيخ الفقيه أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّيرحمه‌الله من أعلى درجة في داره ، فخرّ ميّتا لوقته من غير نطق ولا حركة.

فتفجّع الناس لوفاته ، واجتمع لجنازته خلق كثير ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وسئل عن مولده فقال : سنة اثنتين وستمائة.

أقول : وعلى ما ذكره هذا الفاضل يكون عمر المحقّق المذكور أربعا وسبعين سنة تقريبا(١) ، انتهى.

وما نقلهرحمه‌الله من حمله إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عجيب ، فإن الشائع عند الخاصّ والعام أنّ قبره طاب ثراه بالحلّة ، وهو مزار معروف وعليه قبّة ، وله خدّام يخدمون قبره ، يتوارثون ذلك أبا عن جدّ.

وقد خربت عمارته منذ سنين فأمر الأستاذ العلاّمة دام علاه بعض أهل الحلّة فعمّروها. وقد تشرّفت بزيارته قبل ذلك وبعده ، والله العالم.

٥٤٥ ـ جعفر بن الحسين بن حسكة :

أبو الحسين القمّي ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي.

وفيتعق : يأتي في ترجمة الصدوقرحمه‌الله عن الشيخ على وجه‌

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٢٧ / ٨٣.

٢٤٠

وبالجملة، فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلّفاته غالبها متداولة كثير النفع، وللناس عليها تهافت زائد، ويتغالون في أثمانها، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير.

وتوفي صبيحة يوم الخميس ٢٣ من صفر سنة ١٠٣١ »(١). .

(٥٥)

رواية الشيخاني القادري

ورواه السيّد محمود بن محمّد بن علي الشيخاني القادري بقوله:

« أخرج أحمد عن عمرو بن شاس الأسلميرضي‌الله‌عنه - وهو من أصحاب الحديبيّة - قال: خرجت مع عليرضي‌الله‌عنه إلى اليمن، فجفاني في سفري، حتى وجدت في نفسي عليه، فلمـّا قدمت أظهرت شكايته في المسجد، حتى بلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في ناس من أصحابه، فلمـّا رآني أحدّ لي عينيه - يقول حدّد إليَّ النظر - حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني! قلت: أعوذ بالله أن اُوذيك يا رسول الله.

قال: بلى، من آذى عليّاً فقد آذاني.

وفي لفظٍ أخرجه ابن عبد البر: من أحبّ علياً فقد أحبّني ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن آذى عليّاً فقد آذاني.

وفي رواية: إن بريدة تكلّم في علي بما لا يحبّ رسول الله، وذلك أنّه أخذ جاريةً من الخمس، فبلغ ذلك إلى النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فخرج رسول الله مغضباً فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليّاً! من بغض علياً فقد

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٢ / ٤١٢.

٢٤١

بغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه خُلِقَ من طينتي وخُلِقتُ من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ثم قال: يا بريدة أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنّه وليّكم بعدي »(١). .

عبارته في صدر كتابه

هذا وتعرف شخصيّة القادري وقيمة كتابه ( الصراط السويّ ) ممّا ذكره في صدره، وهذه عبارته:

« أما بعد فإنّ العمل بغير العلم وبال، والعلم بغير العمل خبال، ولا يقبض العلم إلّا بموت العلماء كما في الحديث المتفق على صحته في رواية عبد الله بن عمر

واعلم أنّ الفحول قد قُبِضَت والوعول قد هلكت، وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته، وهزمته كثرة الجهل وعلت دولته، حتى لم يبق من الكتب التي يعتمد عليها في ذكر الأنساب إلّا بعض الكتب التي صنّفها أصحاب البدعة، كما ستقف على أسمائها في تضاعيف الكتاب إنْ شاء الله تعالى، ويلوح لك شرارها من بعيد كالسراب، لكونها فارغة عن الصدق والصواب. وذلك إمّا لاندراس محبّة آل بيت النبي من قلوب الصالحين من أهل السنة، والعياذ بالله من تلك الفتنة، أن لنقصٍ في الإِيمان وتردّد في اليقين، أو لشين فاحش وكلم ظاهر في أمر الدين.

والدليل على ذلك أني سمعت من جماعةٍ لا يعبأ الله بها أنهم يسبّون الأشراف القاطنين بمكة المشرفة والمدينة المنورة، من بني الحسن والحسين،

__________________

(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٢٤٢

فأجبتها بقول القائل:

لو كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجراً

لأصبح الصخر مثاقلاً بدينار

ثم نودي في سري الروضة، بين القبر الشريف والمنبر، بالانتصار لأهل البيت، فشرعت عند ذلك في كتابٍ أذكر فيه مناقب أهل البيت على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة على وجه الإِختصار ».

الاعتماد على رواية القادري

ثم إنّ الرشيد الدّهلوي يعتمد في كتابه ( غرّة الرّاشدين ) على رواية القادري في إثبات دعوىً له حول أبي حنيفة فيقول:

« وقال السيّد محمود القادري -قدس‌سره - في كتاب حياة الذّاكرين: قيل: إنّ رجلاً أتى أبا حنيفة - رحمة الله عليه - وقال: أخي توفّي وأوصى بثلث ماله لإِمام المسلمين، إلى مَن أدفع؟

فقال له أبو حنيفة: أمرك بهذا السؤال أبو جعفر الدوانقي، وكان يبغض أبا حنيفة، كبغض جماعة من أشقياء بلدنا الإمام الشافعيرحمه‌الله .

فحلف السائل - كذباً - أنّه ما أمرني بهذا السؤال.

فقال أبو حنيفة -رحمه‌الله -: إدفع الثلث إلى جعفر بن محمّد الصادق، فإنّه هو الإِمام الحق.

فذهب السائل وأخبر أبا جعفر الدوانقي بذلك.

فقال أبو جعفر: بهذا عرفت أبا حنيفة منذ قديم، إنّه يرى الحق لغيرنا.

ثم دعا بأبي حنيفة وسقاه السمّ في الطعام، ففهم أبو حنيفة ذلك، فقام ليخرج، فقال له أبو جعفر: إلى أين يا أبا حنيفة؟ فقال: إلى أين تأمرني؟ فأمره بالجلوس إلى أنْ عمل السم فيه. فخرج ومات شهيداً في الطريق.

ولا تنافي بين هذا الخبر وما روي من أن السبب فتواه بإعانة محمد

٢٤٣

وإبراهيم، فتلك الفتوى كانت السّبب في حبسه وهذا الجواب السبب في قتله ».

(٥٦)

رواية ابن باكثير المكّي

ورواه أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكّي:

« عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه أحمد وأبو حاتم والترمذي وقال: حسن غريب.

وعن بريدة -رضي‌الله‌عنه - إنه كان يبغض علياً، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: تبغض علياً؟ قال: نعم. فقال: لا تبغضه، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّا. قال: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أحبّ إليّ من علي.

وفي رواية: علي منّي وأنا من علي، وهو وليّكم بعدي.

خرّجهما أحمد بن حنبل ».

كما روى ابن باكثير حديث عمرو بن ميمون عن ابن عباس، المشتمل على فضائل عشر لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، منها حديث الولاية. وقال في آخره:

« خرّج هذا الحديث بتمامه: أحمد بن حنبل، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات، وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهذه القصة مشهورة ذكرها أبو إسحاق وغيره »(١). .

__________________

(١). وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

٢٤٤

عبارته في صدر كتابه

ولننقل عبارة ابن باكثير في صدر كتابه المذكور ليظهر اعتبار أحاديثه، فإنّه قال فيه:

« فرأيت أنْ أجمع في تأليفي هذا من درر الفوائد الثمينة وغرر الأحاديث الصحيحة والحسنة، ممّا هو مختصٌ بالعترة النبويّة والبضعة الفاطمية، وأذكره بلفظ الإِجمال. ثم ما ورد من مناقب أهل الكساء الأربعة نخبة الآل، واُصرّح فيه بأسمائهم، ثم ما ورد لكلّ واحدٍ منهم بصريح اسمه الشريف.

فجمعت في كتابي هذا زبدة ما دوّنوه وعمدة ما صحّحوه من ذلك وأتقنوه، وما رقموه في مؤلَّفاتهم وقنّتوه فيه، مقتصراً على ما يؤدي المطلوب ويوصل إليه بأحسن نمط واُسلوب، سالكاً في ذلك طريق السّداد ومقتصراً فيه على ما به يحصل المراد، تاركاً للتطويل المملّ، سالماً من نقص الإِختصار المخلّ.

فجاء - بحمد الله تعالى - من أحسن تأليف في هذا الشأن، وأتقن مصنَّف سلك فيه طريق الإِتقان، جمع مع سهولة تناوله البديع حسن البيان، وحوى مع تناسب مسائله وتناسق وسائله عذوبة الموارد للظمآن، وتتبّعت فيه غالب ما صحّ نقله من الأحاديث ويعمل بمثله في الفضائل ويحتجّ به في القديم والحديث، وتركت ما اشتدّ ضعفه منها. ولم نجد له شاهداً يقوّيه، وجانبت عمّا تكلّم في سنده وقد عدّه الحفّاظ من الموضوع الذي يجب أنْ ننقّيه.

وأتيت بالمشهور في كتب التواريخ عند نقل القصص والأخبار، وربّما دعت الحاجة إلى الإِشارة لبعض الوقائع روماً لطريق الإِختصار، واكتفيت بالحوالة على الكتب المؤلَّفة لذلك الفن، فإنّها تغني عن التطويل بذكره في كتابنا، لقصد الإِيجاز مهما أمكن.

٢٤٥

فدونك مؤلّفَاَ يجب رقم سطوره بخالص الإِبريز، ومصنَّفاً يتَعيَّن أنْ يقابل بالتكريم والتعزيز، ويحقّ له أنْ يجرّ ذيل فخره على فرق كلّ مؤلَّف سواه، ويسمو على كلّ مصنَّف بما جمع فيه وحواه، إذ هو سفينة بجواهر نعوت أهل البيت قد شحنت، وفي بحار فضائلهم الجمة قد عامت، وعلى جوديّ شمائلهم استوت واستوطنت، يضوع من أرجائها نشر مناقبهم العاطر، ويلوح في شمائلها بدر كواكبهم الزاهر.

تتبّعت فيه من الأحاديث ما يشرح صدور المؤمنين، وتقرُّ به عيون المتّقين، ويضيق بسببه ذرع المنافقين، ممّا تفرّق في سواه من نصوص العلماء ومؤلفات الأئمة القدماء.

ثم لمـّا كمل حُسنه البهيّ وتهذيبه، وتمّ بحمد الله تعالى تفصيله وتبويبه، سمّيته: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل، لكي يطابق اسمه مسمّاه، ويوافق رسمه المعنى الذي نويناه، والمبنى الذي بنيناه، لأنّي ألَّفته راجياً به السّلامة من ورطات يوم القيامة والخلوص من ندامة ذلك المقام، مؤمَّلاً من فضل الله تعالى أن أحرز ببركته سائر الآمال، وأفوز بأسنى المطالب والحال والمآل، لأنّ حبّهم هو الوسيلة العظمى، وتقرّبهم في كلا الدارين يوصل إلى كل مقامٍ أسنى ».

ترجمة ابن باكثير

وترجم المحبّي لابن باكثير بقوله:

« الشيخ أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكّي الشّافعي. من اُدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين. كان فاضلاً أديباً، له مقدار عليّ وفضل جليّ، وكان له في العلوم الفلكيّة وعلم الأوفاق والزابرجا يد عاليه، وكان له عند أشراف مكّة منزلة وشهرة، وكان في الموسم يجلس في المكان الذي يقسّم فيه الصرّ

٢٤٦

السّلطاني بالحرم الشّريف، بدلاً عن شريف مكّة.

ومن مؤلَّفاته: حسن المآل في مناقب الآل، جعله باسم الشريف إدريس أمير مكّة وكانت وفاته سنة ١٠٤٧ بمكّة. ودفن بالمعلّاة »(١). .

وفي ( تنضيد العقود السنّية ) لدى النقل عن ابن باكثير: « قال أحمد صاحب الوسيلة، وهو الثقة الأمين في كلّ فضيلة ».

(٥٧)

رواية البدخشي

ورواه ميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشي في كتبه الثلاثة.

ففي ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا ):

« أخرج أحمد عن بريدة -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بعثين إلى اليمن، على أحدهما: علي بن أبي طالب. وعلى الآخر: خالد بن الوليد. فقال: إذا التقيتم فعليٌّ على الناس، وإذا افترقتم فكلّ واحدٍ منكما على جنده. قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة. فاصطفى علي امرأة من السّبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يخبره بذلك، فلمـّا أتيت النبي - صلّى الله عليه وسلّم - دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ بك، بعثتني مع رجلٍ فأمرتني أنْ اُطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي، فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١.

٢٤٧

بعدي ».

( وفيه ): « أخرج الديلمي عن علي - كرّم الله وجهه - أن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: يا بريدة: إن عليّاً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر ».

( وفيه ): « أخرج الترمذي - واللّفظ له - والحاكم عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً، فاستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السريّة، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرنا بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفرٍ بدؤا برسول الله فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا. فأعرض عنه رسول الله. ثمّ قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ولفظ عند أحمد مرفوعاً -: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً. إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

( وفيه ): « أخرج الخطيب والرّافعي، عن عليّ كرّم الله وجهه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: سألت الله يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعة، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمّتي فأبى عليَّ. وأعطاني فيك: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ

٢٤٨

المؤمنين ».

( وفيه ): « أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون قال: إنّي لجالس إلى ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، إذْ أتاه تسعة رهط ».

فرواه إلى آخره ثم قال: « أقول: هذا حديث حسن، بل صحّحه بعضهم. وهو شامل لمناقب جمّة، يلزم لأهل العلم حفظه »(١). .

وفي ( نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار ):

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -

فأقبل إليهم رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

( وفيه ): « أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون، إني لجالس إلى ابن عباس ».

ولا يخفى أنّه ذكر هذين الحديثين في القسم الأول من المقصد الأول من الكتاب، وقد نصّ في أول هذا القسم على أن أحاديثه « لم يختلف في صحّتها العلماء الأعلام ».

وفي ( تحفة المحبّين ): « دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. حم عن عمران بن حصين ».

( وفيه ): « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. ت وحسّنه. ك عن عمران بن

__________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صحّ من مناقب آل البيت الاطهار: ٢٢.

٢٤٩

حصين »(١). .

ترجمة البدخشاني

ومحمد بن معتمد خان البدخشي من أجلّة العلماء في الهند، ترجم له اللكهنوي ووصفه بالشيخ العالم المحدّث أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال » وذكر كتبه(٢). .

ثم أنّه يعدّ من الأعلام المحققين وأعيان المعتمدين من أهل السنّة، فالرّشيد الدهلوي يصرّح بكونه من عظماء أهل السنة، ويستند إلى مؤلّفاته في مقابلة أهل الحق، ويستشهد بها على كون أهل السنّة موالين لأهل البيت الطّاهرين. والمولوي حيدر علي الفيض آبادي يذكره من علماء أهل السنّة الأعلام القائلين بلعن يزيد بن معاوية، وينص على اعتبار كتبه. و ( الدهلوي ) نفسه يقول في جواب سؤالٍ وُجّه إليه في تلقيب أمير المؤمنينعليه‌السلام بـ « المرتضى »:

« قد كُنّي في الأحاديث الصحيحة بأبي تراب، وأبي الريحانتين، وقد روي وثبت تلقيبه بذي القرنين، ويعسوب الدين، والصدّيق، والفاروق، والسّابق، ويعسوب الاُمّة، ويعسوب قريش، وبيضة البلد، والأمين، والشريف، والبار، والمهتدي، وذي الاُذن الواعية.

والميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي، المؤرّخ المشهور لهذا البلد - يعني دهلي - ذكر تلقيبه بالمرتضى في رسالتيه في فضائل الخلفاء وفضائل أهل البيت، وهاتان الرسالتان من عمدة تصانيفه. لكنّ الفقير لا يتذكّر الآن أنّه إلى أيّ حديث استند في ذلك.

__________________

(١). تحفة المحبين بمناقب أهل البيت الطاهرين - مخطوط.

(٢). نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩.

٢٥٠

وفي حديث أنس بن مالك في قصة تزويج سيّدة النساء، وخطبة أبي بكر الصدّيق وعمر الفاروق منها، لفظ يفهم منه كون أمير المؤمنين المرتضى والمختار، أي في هذا الأمر، يعني تزويج سيّدة النساء رضي الله تعالى عنها منه. » انتهى نقلا عن مجموع فتاوى ( الدهلوي ) الموجود عند المولوي عبد الحي ابن المولوي عبد الحليم السهالي اللكهنوي.

(٥٨)

رواية محمد صدر العالم

ورواه الشيخ محمد صدر العالم في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:

« أخرج أحمد: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي ».

وقال: « أخرج الديلمي: عن بريدة قال قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: يا بريدة، إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر.

وأخرج ابن أبي شيبة: عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج أحمد عنه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً. إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطّيالسي والحسن بن سفيان وأبو نعيم عنه مثله.

وأخرج الترمذي - وقال حسن غريب - والطبراني والحاكم - وصححه - عنه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وانا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

٢٥١

و أخرج الخطيب والرّافعي عن علي - كرّم الله وجهه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمتي فأبى عليَّ، وأعطاني فيك: أن أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ومعك لواء الحمد، وأنت تحمله من بين يديَّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي »(١). .

ترجمة محمد صدر العالم

ومحمد صدر العالم من كبار العلماء الأجلّة من أهل السنّة ترجمه صاحب ( نزهة الخواطر ) بالشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين. ثم ذكر مصنّفاته ومنها معارج العلى(٢). .

وكتابه من الكتب الممدوحة المقبولة عندهم. وقد أثنى عليه وعلى كتابه معاصره شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي - والد ( الدهلوي ) - في قصيدةٍ أنشأها وأرسلها إلى صدر العالم، بعد أن وقف على كتابه المذكور وهي موجودة في كتابه ( التفهيمات الإِلهيّة )، وبترجمته في ( نزهة الخواطر ٦ / ١١٧ ).

(٥٩)

رواية أحمد بن عبد الرّحيم الدّهلوي

ورواه شاه ولي الله أحمد بن عبد الرّحيم الدهلوي - وهو والد

__________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط

(٢). نزهة الخواطر ٦ / ١١٥.

٢٥٢

( الدهلوي ) - وأثبته في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في غير واحدٍ من كتبه.

فروى في كتابه ( قرّة العينين ) حديث عمران بن حصين عن الترمذي(١). .

وروى في كتابه ( إزالة الخفا عن سيرة الخلفاء ) حديث عمرو بن ميمون بطوله، المشتمل على حديث الولاية، المذكور في الكتاب مراراً، عن الحاكم والنسائي(٢).

ولم نجد منه طعناً في سند الحديث

فيا للعجب كلّ العجب من ( الدهلوي ) كيف خاض في غمار عقوق والده وشيخه المهذّب، ورجّح على اتّباعه تقليد الكابلي الجالب على نفسه وأتباعه أمّر العطب، وكأنّه لم يقرع سمعه قول عليعليه‌السلام : نحن أهل بيت ما عادانا بيت إلّا خرب، وما نبح علينا كلب إلّا جرب؟!

ترجمة أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي

وشاه وليّ الله الدّهلوي إمام علماء الهند في عصره في العلوم المختلفة، تجد الثناء العظيم عليه في الكتب المؤلّفة بتراجم رجال تلك الدّيار وفي غيرها، مثل ( اتحاف النّبلاء ) و ( أبجد العلوم ) و ( نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥ ). كما أنّه ترجم لنفسه في كتابٍ أسماه ( الجزء اللطيف في ترجمة العبد الضّعيف )، كما أن ابنه ( الدهلوي ) وسائر علماء الهند المتأخرين كلّهم عيال عليه في شتّى البحوث.

__________________

(١). قرة العينين في تفضيل الشيخين: ١٦٨.

(٢). إزالة الخفا في سيرة الخلفاء ٢ / ٤٤٨.

٢٥٣

(٦٠)

رواية محمد بن إسماعيل الأمير

ورواه محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليمني الصّنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) فقد قال بشرح:

« قل من المدح بما شئت فلم

تأتِ فيما قلته شيئاً فرّيا

كلّ من رام يداني شأوَه

في العلى فاعدده روماً أشعبيّاً »

قال: هذه كالفذلكة لِما تقدّم من فضائله، كأنّه قال: إذْ قد عرفت أنّه أحرز كلّ كمالٍ، وبذّ في كلّ فضيلةٍ كملة الرجال، فقل ما شئت في مدحه، كأنْ تمدحه بالعبادة، فإنّه بلغ رتبتها العليّة، وبالشّجاعة فإنّه أنسى ما سبقه من أبطال البريّة، وبالزهادة فإنّه إمامها الذي به يقتدى، وبالجود وأنّه الذي فيه المنتهى.

وبالجملة، فلا فضيلة إلّا وهو حامل لوائها ومقدَّم أمرائها، فقل في صفاته ما انطلق به اللّسان، فلن يعيبك في ذلك إنسان.

وفي هذا إشارة إلى عدم انحصار فضائله - كما قد أشرنا إليه سابقاً - وكيف ينحصر لنا وقد قال إمام المحدّثين أحمد بن حنبل: إنه ما ثبت لأحدٍ من الفضائل الصحيحة ما ثبت للوصيّعليه‌السلام . وقد علم أن كتب السنّة قد شرّقت وغرّبت وبلغت مبلغ الرياح، فلا يمكن حصرها. وإشارة إلى ما لم نورده سابقاً:

فمن ذلك: أنّه من الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - بمنزلة الرأس من البدن، كما أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عنه صلّى الله عليه وسلّم: عليّ منّي

٢٥٤

بمنزلة رأسي من بدني.

ومن ذلك: أنّه باب حطّة، كما أخرجه الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عنه صلّى الله عليه وسلّم: علي باب حطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً.

ومن ذلك: أنه من النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه، كما أخرجه أحمد والترمذي وأبو حاتم، من حديث عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

وقال محمد بن إسماعيل بشرح:

« كلّما للصحب من مكرمة

فله السّبق تراه الأوليّا »

قال: « وقد اختصّه الله ورسوله بخصائص لا تدخل تحت ضبط الأقلام ولا تفنى بفناء اللّيالي والأيّام. مثل اختصاصه بأربع ليست في أحدٍ غيره، كما أخرجه العلّامة أبو عمر ابن عبد البر من حديث بحر الاُمة ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:

لعليّ أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهو الذي كان لواه معه في كلّ زحف. وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره. وهو الذي غسّله وأدخله في قبره.

وكاختصاصه بخمسٍ، كما أخرجه أحمد في المناقب، وقد تقدم ذلك في بيت لواء الحمد.

وكاختصاصه بعشر، كما أخرجه أحمد بتمامه، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهو من حديث عمرو ابن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه ».

٢٥٥

ترجمة محمد بن إسماعيل الأمير

ومحمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني المتوفى سنة ١١٨٢ فقيه، محدّث، متكلّم، من أئمّة اليمن، له تصانيف كثيرة في الفقه والأصول والحديث، ترجم له وأثنى عليه:

١ - الشوكاني في ( البدر الطّالع ٢ / ١٣٣ ).

٢ - صدّيق حسن في ( التاج المكلّل: ٤١٤ ).

(٦١)

رواية الصبّان المصري

ورواه محمّد الصبّان المصري صاحب ( إسعاف الراغبين ) قال:

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة الصبّان

وترجم لأبي العرفان محمد بن علي الصبّان المصري الشّافعي المتوفى سنة ١٢٠٦ في ( معجم المؤلّفين )(٢). عن عدّةٍ من المصادر، قال: « عالم،

__________________

(١). اسعاف الراغبين - هامش مشارق الأنوار: ١٥١.

(٢). معجم المؤلفين ١١ / ١٧.

٢٥٦

أديب، مشارك في اللغة والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والسيرة والحديث ومصطلحه والهيئة وغير ذلك. ولد وتوفي بالقاهرة » ثم ذكر تصانيفه، وعدّ منها ( إسعاف الراغبين ) و « الحاشية على شرح الأشموني ) المتداول في الحوزات العلميّة والأدبيّة.

(٦٢)

رواية العجيلي

ورواه أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي الشافعي حيث قال بشرح:

« والله قد آتاه خمساً تنقل

أحبّ من دنياكم وأفضل »

قال: « أخرج السيطوي -رحمه‌الله - في الكبير عن علي -رضي‌الله‌عنه - قال صلّى الله عليه وسلّم: سألت الله - يا علي - فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا: سألت الله أن يجمع عليك أمّتي فأبى عليّ. وأعطاني لك: أنّ أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين. وأعطاني أنت وليّ المؤمنين بعدي ».

وقد أثبت الحديث الشّريف في كلام له بشرح:

« واقرأ حديث إنّما وليّكم

واسمع حديثاً جاء في غدير خم »

فقال بعد ذكر الغدير وقصّة الحارث الفهري: « وهو من أقوى الأدلّة على أنّ عليّاً -رضي‌الله‌عنه - أولى بالإِمامة والخلافة والصّداقة والنصرة والاتّباع، باعتبار الأحوال والأوقات والخصوص والعموم. وليس في هذا مناقضة لما سبق وما سيأتي إن شاء الله تعالى.

إنّ عليّاًرضي‌الله‌عنه تكلّم فيه بعض من كان معه في اليمن، فلمـّا قضى حجّه خطب بهذا تنبيهاً على قدره، وردّاً على من تكلّم فيه، كبريدة، فإنّه كان

٢٥٧

يبغضه، ولمـّا خرج إلى اليمن رأى جفوةً، فقصّه للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يتغيّر وجهه ويقول: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه. لا تقع - يا بريدة - في علي. فإنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي ».

ترجمة العجيلي

والعجيلي توجد ترجمته في:

١ - نيل الأوطار ١ / ١٢٩.

٢ - حلية البشر ١ / ١٨٠ عنهما معجم المؤلفين ١ / ٢٧٩.

٣ - التاج المكلّل: ٥٠٩ وقد وصفه بقوله: « الشيخ العلّامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز، لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز ».

(٦٣)

رواية محمد مبين اللكهنوي

ورواه المولوي محمد مبين بن محبّ الله بن ملا أحمد عبد الحق بن ملا محمد سعيد بن قطب الدين السهالي، في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال:

« ومنها: أنّه - صلّى الله عليه وسلّم - أمّره على الجيش، وأعلم القوم بخصوصيّته وأخبرهم بولايته: أخرج الحاكم والترمذي نحوه عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه -. فمضى في السرية فأصاب جاريةً فأنكروا

٢٥٨

عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا لقينا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا ورجعوا بدؤا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فنظروا إليه وسلّموا عليه، ثم يتطرقون إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السريّة سلّموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه. ثم قام إليه الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ولفظ أحمد: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١). .

ترجمته وعبارته في صدر كتابه

ذكره صاحب ( نزهة الخواطر ) وعنونه بـ « الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب اللكهنوي، أحد الفقهاء الحنفيّة » ثم ذكر كتابه وأرّخ وفاته بسنة ١٢٢٥(٢). .

ومن المناسب أن نورد نصّ كلامه في صدر كتابه، ليظهر اعتبار الأحاديث الواردة فيه. فإنّه قال: « أما بعد، فلا يخفى عليك أن محبّة آل سيد الكائنات جزء الإِيمان، ولا يتمّ إلّا بمودّتهم بالجنان وتعظيمهم بالأركان، ورعاية

__________________

(١). وسيلة النجاة في مناقب الحضرات: ٤٨.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣.

٢٥٩

حقوقهم بالصّدق والإِيقان، قال الله في القرآن:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وفسّر بالنبيّ المصطفى وعلي المرتضى والحسنين وفاطمة الزهراء،عليهم‌السلام .

فلا بدَّ لكلّ مؤمنٍ من مودّتهم ولا يخلو مسلم من محبّتهم. قال النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: ألا من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيس من رحمة الله ولم يشم رائحة الجنّة. وقال في علي الوصي: لا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق.

وإنّني في زمانٍ قد كثر فيه القيل والقال، وقلّ العلماء وكثر الجهّال، كلّ بضاعة أهل الزمان المخاصمة والجدال، وقد اكتفوا بما فهموا بزعمهم من ظاهر المقال، من غير أنْ يكون لهم اطّلاع على حقيقة الحال فإنّ السُّنّي من يكون مشغوفاً بحبّ آل النبي، وإلّا فهو المنافق الشقي. ومن اللطائف: أن أعداد السّنّي بحسب الحساب مساوية لحبّ علي، فمن لا يكون في قلبه حبّ عليّ لا يكون معدودا من السنّي

... حداني صدق النيّة على أنْ أؤلّف رسالةً مشتملةً على الآيات النازلة والأحاديث الواردة في مودّة القربى، متضمنّة لبيان الشمائل والخصائل التي كانت لهم في الدنيا، وما ثبت بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة من مقاماتهم ودرجاتهم الرفيعة في العقبى، وقد وشّح به المحدّثون صحائفهم، والأولياء تصانيفهم، والعلماء كتبهم.

وما استخرجت من الصّحاح بعد كتاب الله صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الترمذي، والكتب الموثوقة كجامع الاُصول لابن الأثير وغيرها من الكتب المعتبرة في الأحاديث الشّريفة والقصص الصحيحة، وجمعتها في هذه الرسالة، وأعرضت عن الصحائف المتروكة والموضوعات المطروحة وما التفتُّ إلى ما كان باطلاً أو ضعيفاً ».

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500