منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247401 / تحميل: 4736
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

أقول : كان على العلاّمةرحمه‌الله أن يقول : من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

هذا ، وحكم في المجمع باتّحاده مع الآتي بعيده(١) ، فتأمّل.

٥٧١ ـ جعفر بن المثنى بن عبد السلام :

ابن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي العطّار ، ثقة ، من وجوه أصحابنا الكوفيّين ،صه (٢) .

وزادجش : ومن بيت آل نعيم ، له كتاب نوادر ، القاسم بن محمّد بن الحسين بن حازم ، عنه به(٣) .

وفيتعق : قوله : من بيت نعيم ، إشارة إلى أنّهم من بيت جليل ، كما مرّ في بكر بن محمّد(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن المثنّى بن عبد السلام الثقة ، عنه القاسم بن محمّد(٥) .

٥٧٢ ـ جعفر بن محمّد بن إبراهيم :

ابن محمّد بن عبد(٦) الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، العلوي الحسيني الموسوي المصري ، يروي عنه التلعكبري ، وكان سماعه منه سنة أربعين وثلاثمائة بمصر ، وله منه إجازة ، لم(٧) .

__________________

(١) مجمع الرجال : ٢ / ٣٥.

(٢) الخلاصة : ٣٢ / ١٣.

(٣) رجال النجاشي : ١٢١ / ٣٠٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٥.

(٥) هداية المحدّثين : ١٨٣.

(٦) في المصدر : عبيد ، وفي نسخة منه : عبد.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٠ / ١٨.

٢٦١

وزاد في بعض النسخ : أبو القاسم ، في الأوّل ، فالظاهر أنّه يكنّى به. وكنّاه به الشيخ أيضا في محمّد بن أبي عمير(١) ، وعبّر عنه بالشريف الصالح(٢) ، وكذا في مواضع أخر(٣) .

وفيتعق : وفي ترجمة حريز قال : قرأته على أبي القاسم جعفر بن محمّد بن عبيد الله الموسوي(٤) ، فتأمّل.

وفي عبد الله بن أحمد بن نهيك أيضا كونه من مشايخ الإجازة(٥) ، وذلك أمارة الوثاقة ؛ وكذا في الآتي بعيده(٦) .

٥٧٣ ـ جعفر بن محمّد بن إبراهيم :

ابن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، الحيري ؛ روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ستّين وثلاثمائة ، وله منه إجازة. روى عن حميد ، لم(٧) . وكنّاه أوّلا أبو عبد الله.

وعدّ بعض الأصحاب روايته في الحسان ، ولا بأس به ، وكذا الذي قبله بل أولى.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن إبراهيم الموسوي الحيري ، عنه التلعكبري. وهو عن حميد(٨) .

__________________

(١) الفهرست : ١٤٢ / ٦١٧.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧.

(٣) رجال النجاشي : ٤٩ / ١٠٦ ، ١٥٩ / ٤٢٠.

(٤) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٥ ، وهذه العبارة لم ترد في نسخة التعليقة المطبوعة.

(٥) رجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٥.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٠ / ٢٠.

(٨) هداية المحدّثين : ١٨٣.

٢٦٢

٥٧٤ ـ جعفر بن محمّد :

أبو عبد الله ، شيخ من جرجان ، عامّي ؛كش (١) .

وفيتعق : ذكر ذلك في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه (٢) .

٥٧٥ ـ جعفر بن محمّد بن أحمد :

الدوريستي ، له الردّ على الزيديّة ، ب(٣) .

وسنذكره عن غيره بعنوان ابن محمّد الدوريستي تبعا للميرزا ، إلاّ أنّه كان عليه أن يشير إليه.

٥٧٦ ـ جعفر بن محمّد بن إسحاق :

ابن رباط ، أبو القاسم البجلي ، شيخ ثقة من أصحابنا ،صه (٤) .

وزادجش قبل من أصحابنا : كوفي ، وبعده : له كتاب الردّ على الواقفة ، وكتاب الردّ على الفطحيّة ، كتاب نوادر ، أخبرنا ابن نوح ، عن أبي عبد الله الصفواني ، عنه بها(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن إسحاق الثقة ، عنه أبو عبد الله الصفواني(٦) .

٥٧٧ ـ جعفر بن محمّد بن الأشعث :

الكوفي ،ق (٧) .

وفي الكافي في باب مولد الصادقعليه‌السلام : أبو علي الأشعري ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ١٩ / ٤٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٥.

(٣) معالم العلماء : ٣٢ / ١٧٣ ، وفيه بإضافة : أبو عبد الله ، في بداية العنوان.

(٤) الخلاصة : ٣٣ / ١٥.

(٥) رجال النجاشي : ١٢١ / ٣١١.

(٦) هداية المحدّثين : ١٨٤.

(٧) رجال الشيخ : ١٦١ / ٤.

٢٦٣

عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد الأشعث(١) ، قال : قال لي : تدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به. إلى آخره. وذكر ما يدلّ على أنّهعليه‌السلام محدّث(٢) .

وفيتعق : في العيون في باب جمل من أخبار موسى بن جعفرعليه‌السلام مع هارون حديث فيه أنّه كان سبب سعاية(٣) يحيى بن خالد بموسى ابن جعفرعليه‌السلام وضع الرشيد ابنه محمّد بن زبيدة في(٤) حجر جعفر هذا ، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيّع ، فأظهر له أنّه على مذهبه ، فسرّ به جعفر ، وأفضى إليه بجميع أموره ، وذكر له ما هو عليه في موسى بن جعفرعليه‌السلام . فلمّا وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد. إلى أن قال :

فأمر له ـ يعني الرشيد لجعفر ـ بعشرين ألف دينار.

فأمسك يحيى أن يقول فيه حتّى أمسى ، ثمّ قال للرشيد : يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرتك عن جعفر ومذهبه فتكذب عنه وهاهنا أمر فيه الفيصل!

قال : وما هو؟

قال : إنّه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلاّ أخرج خمسه إلى موسى بن جعفر ، ولست أشكّ أنّه فعل ذلك بالعشرين ألف دينار.

فطلب جعفرا ، وأمره بإحضار المال. فأتى بالبدر بخواتيمها إليه. فقال له(٥) : انصرف آمنا ، فإنّي لا أقبل قول أحد فيك.

__________________

(١) في المصدر : ابن الأشعث.

(٢) الكافي ١ : ٣٩٥ / ٦.

(٣) في نسخة « م » بدل أنه كان سبب سعاية : إنّ سعاية.

(٤) في نسخة « م » : كان وضع الرشيد ابنه محمّدا في.

(٥) له ، لم ترد في نسخة « م ».

٢٦٤

ثمّ إنّ يحيى سعى به بواسطة ابن أخيه عليّ بن إسماعيل بن جعفر ، وحكايته مشهورة(١) (٢) .

٥٧٨ ـ جعفر بن محمّد الأشعري :

هو جعفر بن محمّد بن عبيد الله الآتي الذي يروي عن ابن القدّاح كثيرا ، أو جعفر بن محمّد بن عيسى أخو أحمد.

وفيتعق : الراجح هو الأوّل. وروى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(٣) ولم تستثن روايته ، وفيه دليل على ارتضائه وحسن حاله ، بل يشعر بوثاقته كما أشرنا إليه في الفوائد ، مضافا إلى كونه كثير الرواية ؛ وأنّهم أكثروا من الرواية عنه(٤) .

٥٧٩ ـ جعفر بن محمّد بن أيّوب :

يعرف بابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلّم ، له كتب ، لم(٥) .

وتقدّم ابن أحمد.

٥٨٠ ـ جعفر بن محمّد بن جعفر :

ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

كان وجها(٦) في الطالبيّين مقدّما ، وكان ثقة(٧) في أصحابنا. مات في‌

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٧٠ / ١ ، ثمّ ذكر بعد ذلك الحكاية المشار إليها.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٥.

(٣) التهذيب ٥ : ٢٢٩ / ٧٧٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٥.

(٥) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٧.

(٦) في المصدر : وجيها.

(٧) في نسخة « م » والمصدر : من.

٢٦٥

ذي القعدة سنة ثمانين وثلاثمائة وله نيف وتسعون سنة ،صه (١) .

وزادجش قبل كان : أبو عبد الله ، هو والد أبي قيراط ، وابنه يحيى بن جعفر روى الحديث ، وبعد في أصحابنا : سمع وأكثر وعمّر وعلا إسناده.

له كتاب التاريخ العلوي وكتاب الصخرة والبئر ، أخبرنا شيخنا محمّد ابن محمّدرحمه‌الله ، عن محمّد بن عمر بن محمّد الجعابي ، عنه بكتبه.

ومات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة ، وله نيف وتسعون سنة.

وذكر عنه(٢) أنّه قال : ولدت بسرّ من رأى سنة أربع وعشرين ومأتين(٣) ، انتهى.

ووافق دصه في ثمانين(٤) . ولا يخفى التنافي.

وفيتعق : في الوجيزة : جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي ثقة ، روى عن ابن الجعابي(٥) . ولا يخفى ما فيه.

وهو جعفر بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن.

إلى آخره ، كما يأتي في أبيه(٦) .

أقول : كذا بخطّه دام فضله. ولا يخفى أنّ محمّد بن جعفر الآتي ليس أباه بل هو ابنه ، لأنّه يعرف بأبي قيراط(٧) ، وهذا والد أبي قيراط كما رأيت تصريحجش به.

وقوله سلّمه الله : لا يخفى ما فيه ، كأنّ مراده أنّ الذي ينبغي : عنه ابن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ١٧.

(٢) عنه ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) رجال النجاشي : ١٢٢ / ٣١٤.

(٤) رجال ابن داود : ٦٥ / ٣٢٥.

(٥) الوجيزة : ١٧٧ / ٣٧٠ ، وفي النسخ الخطيّة منها : روى عنه ابن الجعابي.

(٦) ما ذكره بأجمعه لم نجده في نسخنا من التعليقة : ٨٦ ، وإنما ذكر أمرا آخر.

(٧) منهج المقال : ٢٨٩.

٢٦٦

الجعابي ، وهو كذلك. إلاّ أنّ في نسختي من الوجيزة أيضا : عنه.

وفيمشكا : ابن محمّد بن جعفر بن الحسن الثقة ، عنه محمّد بن عمر ابن محمّد الجعابي(١) .

٥٨١ ـ جعفر بن محمّد بن جعفر :

ابن موسى بن قولويه ، أبو القاسم ، وكان أبوه يلقّب مسلمة ، من خيار أصحاب سعد.

وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه عن سعد ، وقال : ما سمعت من سعد إلاّ أربعة أحاديث(٢) ، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل ، وكلّ ما يوصف الناس به من جميل(٣) وفقه فهو فوقه. له كتب حسان ،جش (٤) .

وفيصه بدل أبو القاسم : يكنّى أبا القاسم ، وبدل وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه : وهو أستاذ الشيخ المفيدرحمه‌الله ، وفيها : من جميل وثقة وفقه ، وبدل له كتب حسان : له تصانيف ذكرناها في كتابنا الكبير. توفّيرحمه‌الله سنة تسع وستّين وثلاثمائة(٥) .

وفيست : ابن محمّد بن قولويه القمّي ، ثقة ، له تصانيف كثيرة على عدد كتب(٦) الفقه. ثمّ عدّ منها كتاب جامع الزيارات وما روي في ذلك من الفضل عن الأئمّةعليهم‌السلام (٧) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٨٤.

(٢) علما أنّ النجاشي نقل في ترجمة سعد عنه أنّه قال : أنا لم أسمع من سعد إلاّ حديثين.

(٣) في المصدر زيادة : وثقة.

(٤) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨.

(٥) الخلاصة : ٣١ / ٦.

(٦) في المصدر بدل كتب : أبواب.

(٧) الفهرست : ٤٢ / ١٤٠.

٢٦٧

وفيلم : روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا(١) عنه محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وابن عزور(٢) ، مات سنة ثمان وستّين وثلاثمائة(٣) .

ولا يخفى تفاوت التأريخين بسنة.

وفيتعق : في أخيه علي أنّ والد موسى هذا : مسرور ، وأنّ أباه يلقّب مملة(٤) ، فتأمّل.

وفي الوجيزة : جعفر بن محمّد بن قولويه ـ مؤلّف كامل الزيارة ـ ثقة(٥) (٦) .

أقول : لعلّ مملة محرّف مسلمة. وزعم في المجمع أنّه اشتباه بلقب الصفّار(٧) ، ولا يخفى أنّ ذلك ممولة.

هذا ، وفي ب : روى عن الكليني وعن ابن عقدة(٨) .

وفيضح : مسلمة بفتح الميم وإسكان السين(٩) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه الثقة المكنّى بأبي القاسم ، عنه التلعكبري ، ومحمّد بن محمّد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، وابن عزور(١٠) ، انتهى.

__________________

(١) في نسخة « ش » : وأخبرناه.

(٢) في نسخة « م » : غرور.

(٣) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٥.

(٤) رجال النجاشي : ٢٦٢ / ٦٨٥.

(٥) الوجيزة : ١٧٧ / ٣٦٩.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦ ، وفيها بدل مملة : حملة.

(٧) مجمع الرجال : ٤ / ٢١٦.

(٨) معالم العلماء : ٣٠ / ١٦٠.

(٩) إيضاح الاشتباه : ١٣٣ / ١٣٦.

(١٠) هداية المحدّثين : ١٨٤ ، وفيها وفي نسخة « ش » : غرور.

٢٦٨

٥٨٢ ـ جعفر بن محمّد بن حكيم :

ظم (١) . وفيكش : حمدويه يقول : كنت عند الحسن بن موسى أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمّد بن حكيم إذ لقيني رجل من أهل الكوفة ـ سمّاه لي حمدويه ـ في(٢) يدي كتاب فيه أحاديث جعفر بن محمّد بن حكيم ، فقال : أمّا الحسن فقل فيه ما شئت ، وأمّا جعفر بن محمّد بن حكيم فليس بشي‌ء(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : ضعيف(٤) . والحكم به بمجرّد ما ذكر ضعيف(٥) .

مع أنّه يأتي عنجش في أبيه أنّه الراوي كتابه من دون طعن في الطريق(٦) أو تأمّل ، مع أنّ طريقته التأمّل في محلّه كأن يقول : مظلم ، أو : ضعيف ، أو غير ذلك.

مع أنّ طريقست إليه : ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب(٧) .

والظاهر عثورجش عليه لأنّه معاصر له(٨) ومتأخّر عنه ، والاقتصار عليه اختصارا ، مع(٩) أنّ عدم العثور دليل أشهريّة هذا الطريق وأظهريّته.

مع أنّ الظاهر منكش عدم تأمّل من الحسن الجليل فيه وإلاّ لأظهره‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٥ / ١.

(٢) في المصدر : وفي.

(٣) رجال الكشّي : ٥٤٥ / ١٠٣١.

(٤) الوجيزة : ١١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

(٦) رجال النجاشي : ٣٥٧ / ٩٥٧.

(٧) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٣.

(٨) في الطبعة الحجرية : أو.

(٩) في نسخة « م » : ومع.

٢٦٩

كما أظهر من القائل المجهول.

أقول : لم يذكره في الحاوي لجهالته.

وفيطس : قدح فيه من لا يعرف(١) .

وأمّا ما في الوجيزة فليس بذلك البعيد من الصواب.

٥٨٣ ـ جعفر بن محمّد الدوريستي :

أبو عبد الله ؛ ثقة ، لم في نسخة لا تخلو عن(٢) صحّة(٣) ، ونقله عنه د أيضا(٤) .

وفيتعق : كذا نقله جدّي أيضا ، وزاد : روى(٥) عن المفيد(٦) ، وروى عنه ابن إدريس ، وكان معمّرا(٧) .

وفي الوجيزة أيضا : ثقة(٨) .

وفي الاحتجاج في جملة سنده : حدّثني الشيخ(٩) الصدوق أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستيرحمه‌الله ، قال(١٠) : حدّثني الشيخ السعيد أبو جعفررحمه‌الله يعني ابن بابويه(١١) .

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ١٠٩ / ٧٦.

(٢) في نسخة « ش » : من.

(٣) رجال الشيخ : ٤٥٩ / ١٧.

(٤) رجال ابن داود : ٦٥ / ٣٣١.

(٥) في نسخة « م » : وروى.

(٦) الثاقب في المناقب : ٢٣٦ / ٢٠٢.

(٧) روضة المتقين : ١٤ / ٣٣٨.

(٨) الوجيزة : ١٧٧ / ٣٧٩.

(٩) الشيخ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(١٠) في الاحتجاج زيادة : حدّثني أبي محمّد بن أحمدرحمه‌الله قال. ، وسيشير إليه المصنّف.

(١١) الاحتجاج : ١ / ١٥.

٢٧٠

والدوريست الآن يقال له : درشت ـ بفتح المهملتين وسكون المعجمة ـ من قرى الري(١) .

أقول : كذا في نسختين عندي منجخ أيضا ، وكذا نقله عنه في النقد(٢) والحاوي(٣) والمجمع(٤) ، ولعلّ عند الميرزا نسخة مغلطة ساقط منها.

وفيعه : الشيخ الجليل أبو عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي ، ثقة عين عدل ، قرأ على شيخنا الموفّق أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي البغدادي المعروف بابن المعلّم ، وعلى الأجلّ المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي قدّس الله روحهم.

وله تصانيف ، منها : كتاب الكفاية في العبادات ، وكتاب عمل يوم وليلة ، وكتاب الاعتقاد.

أخبرنا بها الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن عليّ الخزاعي ، عن الشيخ المفيد عبد الجبّار المقري الرازي ، عنه(٥) رحمهم‌الله (٦) ، انتهى.

وفي ب : له الردّ على الزيديّة(٧) .

هذا ، وما مرّ من رواية ابن إدريس عنه لعلّه بعيد وإن قيل بكونه من‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦ ، ولم يرد فيها : من قرى الري.

(٢) نقد الرجال : ٧٣ / ٧٢.

(٣) حاوي الأقوال : ٤١ / ١٣٠.

(٤) مجمع الرجال : ٢ / ٣٩.

(٥) في نسخة « م » : عنهم.

(٦) فهرست منتجب الدين : ٣٧ / ٦٧.

(٧) معالم العلماء : ٣٢ / ١٧٣.

٢٧١

المعمّرين ، إذ يلزم رواية ابن إدريس عن المفيدرحمه‌الله (١) بواسطة واحدة ، مع أنّه يروي عن الشيخ بواسطتين.

وأيضا الشيخ منتجب الدين معاصر لابن إدريس إن لم نقل متقدّم ومع ذلك يروي عن الدوريستي بواسطتين كما رأيت فكيف يروي ابن إدريس عنه بلا واسطة! فتأمّل.

وأمّا ما ذكره دام فضله عن الاحتجاج فالظاهر وقوع سقط في نسخته ، والذي وجدته : قال ـ أي(٢) جعفر بن محمّد الدوريستي ـ : حدّثني والدي محمّد بن أحمد ، قال : حدّثني الشيخ السعيد. إلى آخره ، فلاحظ.

٥٨٤ ـ جعفر بن محمّد بن سماعة :

ابن موسى بن زويد(٣) بن نشيط الحضرمي ، مولى عبد الجبّار بن وائل الحضرمي حليف بني كندة ، أبو عبد الله ، أخو أبي محمّد الحسن وإبراهيم أبي(٤) محمّد. وكان جعفر أكبر من إخوته(٥) ، ثقة في حديثه ، واقف.

له كتاب النوادر ، حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن أخيه ،جش (٦) .

وفيصه : ثقة في الحديث ، واقفي(٧) .

وفيتعق : يأتي في الحسن بن حذيفة عن الشيخ ما يدلّ على كونه من‌

__________________

(١)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) في نسخة « ش » : ابن.

(٣) في المصدر : رويد.

(٤) في المصدر : ابني.

(٥) في المصدر : أخويه.

(٦) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٥.

(٧) الخلاصة : ٢٠٩ / ١.

٢٧٢

فقهاء القدماء(١) ، لأنّ جعفر بن سماعة في عبارته هو هذا لا المذكور آنفا. ولعلّ كونه من الفقهاء وأصحاب القول في كثير من المواضع(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن سماعة الموثّق الواقفي ، عنه الحسن ابن محمّد أخوه(٣) .

٥٨٥ ـ جعفر بن محمّد بن عبيد الله :

له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه ،ست (٤) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة(٥) .

وفيتعق : فيه ما مرّ في ابن محمّد الأشعري(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عبيد الله ، أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه(٧) .

٥٨٦ ـ جعفر بن محمّد بن عبيد الله :

العلوي ، هو ابن محمّد بن إبراهيم الملقّب بالشريف الصالح ،تعق (٨) .

__________________

(١) نقلا عن التهذيب ٨ : ٩٧ / ٣٢٨ ، والاستبصار ٣ : ٣١٧ / ١١٢٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

(٣) هداية المحدّثين : ١٨٤.

(٤) الفهرست : ٤٣ / ١٤٩.

(٥) الفهرست : ٤٣ / ١٤٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦ ، وقوله : فيه ما مرّ ، أي : في جعفر بن محمّد الأشعري ، وأراد بذلك اتّحاد هذا مع ذاك.

(٧) هداية المحدّثين : ١٨٤.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

٢٧٣

٥٨٧ ـ جعفر بن محمّد بن علي :

ابن الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة. مضى في ترجمة جعفر ابن علي ،تعق (١) .

٥٨٨ ـ جعفر بن محمّد العلوي :

الحسيني ، من ولد عليّ بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، يكنّى أبا هاشم ، روى عنه التلعكبريرحمه‌الله ، قال : وكان(٢) قليل الرواية وسمع منه شيئا يسيرا ، لم(٣) .

وفيتعق : ظاهر المحقّق الشيخ محمّد اتّحاده مع الشريف الصالح(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد العلوي ، عنه التلعكبري(٥) .

٥٨٩ ـ جعفر بن محمّد بن عون :

الأسدي ، وجه ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ،صه (٦) .

وزاد د :لم (٧) .

وفيتعق : في ترجمة أبيه(٨) ما هو أولى ممّا ذكر(٩) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

(٢) في المصدر : وقال كان ، ولم يرد فيه الترحم.

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٠ / ١٩.

(٤) لم يرد في نسخ التعليقة.

(٥) هداية المحدّثين : ١٨٤.

(٦) الخلاصة : ٣٣ / ٢٥.

(٧) رجال ابن داود : ٦٥ / ٣٣٢.

(٨) في المصدر : ابنه ، والظاهر أنه الصواب لأنّه يأتي في ترجمة ابنه محمّد بن جعفر ، منهج المقال : ٢٨٩.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

٢٧٤

قلت : ما هناك عين ما ذكر هنا إلاّ أنّه كلامجش (١) ، فلعلّ الأولويّة لذلك.

وفي الوجيزة : ممدوح(٢) .

وذكره في الحاوي في الضعاف ، وقال : لا وجه لذكر العلاّمة إيّاه في القسم الأوّل(٣) .

قلت : وجهه : وجه ؛ وهو وجه.

٥٩٠ ـ جعفر بن محمّد بن قولويه :

كما فيست (٤) . هو ابن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه.

٥٩١ ـ جعفر بن محمّد الكوفي :

روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، لم(٥) .

وفيه نظر ، لأنّ الصدوق روى عنه كتاب عبد الله بن المغيرة(٦) .

والصدوق يروي عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن يحيى(٧) ، ولا يناسب رواية محمّد بن أحمد عنه ، بل ينبغي رواية أحمد بن محمّد بن يحيى عنه ، فإنّه في مرتبة الصدوق(٨) .

نعم ، لا يبعد أن يكون المراد بجعفر بن محمّد الكوفي جعفر بن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠.

(٢) الوجيزة : ١١.

(٣) حاوي الأقوال : ٢٣٧ / ١٢٩٦.

(٤) الفهرست : ٤٢ / ١٤٠.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦١ / ٢٣.

(٦) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٦ ، وفيه : جعفر بن علي الكوفي.

(٧) في الفهرست : ١٤٤ / ٦٢١ ، في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى الفقيه ـ المشيخة ـ ٤ / ٧٥.

(٨) وردت رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن محمّد الكوفي في الفهرست :١٤٤ / ٦٢٢ في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى.

٢٧٥

محمّد الأسدي ، فإنّه كوفي أيضا ، ويناسب رواية محمّد بن أحمد عنه.

وفيتعق : هو ابن محمّد بن عليّ بن الحسن المتقدّم(١) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الكوفي ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى. ثمّ نقل تنظّر(٢) الميرزارحمه‌الله (٣) .

٥٩٢ ـ جعفر بن محمّد بن اللّيث الكوفي :

في نسخة المجمع منجش في ترجمة محمّد بن الحسن بن أبي سارة : كوفي ثقة(٤) .

ولم أر كلمة ثقة فيجش (٥) ، ولا نقلها غيره.

وهو غير مذكور في الكتابين.

٥٩٣ ـ جعفر بن محمّد بن مالك :

ابن عيسى بن سابور ، مولى أسماء بن خارجة بن حصين(٦) الفزاري ، كوفي ، أبو عبد الله ، كان ضعيفا في الحديث.

قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعا ، ويروي عن المجاهيل.

وسمعت من قال : كان أيضا فاسد المذهب والرواية. ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همّام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراريّ رحمهما الله! وليس هذا موضع ذكره.

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

(٢) في نسخة « ش » زيادة : وجه.

(٣) هداية المحدّثين : ١٨٤. و :رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) مجمع الرجال : ٥ / ١٨١.

(٥) انظر : رجال النجاشي : ٣٢٤ / ٨٨٣.

(٦) في المصدر : حصن.

٢٧٦

عنه محمّد بن همّام ،جش (١) .

صه ، إلاّ ابن حصين ، وزاد بعد كوفي : قالجش ، وبعد في الحديث : ثمّ قال. إلى آخره. ثمّ زاد.

وقالغض : إنّه كان كذّابا ، متروك الحديث جملة ، وكان في مذهبه ارتفاع ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل ، وكلّ عيوب الضعفاء مجتمعة فيه.

وقال الشيخ : جعفر بن محمّد بن مالك كوفيّ ثقة ، ويضعّفه قوم ، روى في مولد القائمعليه‌السلام أعاجيب.

والظاهر أنّه هو هذا المشار إليه ، فعندي في حديثه توقّف ، ولا أعمل بروايته(٢) .

وفي لم ما نقله(٣) .

وفيست : له كتاب النوادر ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن أبي علي بن همّام ، عنه(٤) .

وفيتعق : حكم الشيخ بوثاقته ونقله التضعيف عن قوم دليل على تأمّله فيه وعدم قبوله(٥) . وهو الظاهر.

أقول : في كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة : حدّثنا جماعة من مشايخنا الثقات ، منهم جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي(٦) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن محمّد بن مالك ، عنه محمّد بن همّام(٧) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٢٢ / ٣١٣.

(٢) الخلاصة : ٢١٠ / ٣ ، وفيها بدل مولى أسماء : مولى مالك بن أسماء.

(٣) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٤.

(٤) الفهرست : ٤٣ / ١٤٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٦.

(٦) الاستغاثة في بدع الثلاثة : ٩٠.

(٧) هداية المحدّثين : ١٨٥.

٢٧٧

٥٩٤ ـ جعفر بن محمّد بن مسرور :

كثيرا ما يروي عنه الصدوق مترضّيا(١) ، وسيشير إليه المصنّف في ذكر طريق الصدوق إلى إسماعيل بن الفضل(٢) .

ويحتمل كونه ابن قولويه ، لأن اسم قولويه مسرور ، وهو في طبقةكش إلى زمان الصدوق ، فتأمّل.

وعلى أيّ تقدير الظاهر أنّه من المشايخ ،تعق (٣) .

٥٩٥ ـ جعفر بن محمّد بن مسعود :

العياشي ، فاضل ، روى عن أبيه جميع كتب أبيه ، وروى عنه أبو المفضّل الشيباني ، لم(٤) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(٥) .

ولم أره في الحاوي.

٥٩٦ ـ جعفر بن محمّد بن مفضّل :

كوفي ، يروي عنه الغلاة خاصّة. قالغض : ما رأيت له رواية صحيحة ، وهو متّهم في كلّ أحواله ،صه (٦) .

أقول : ما ذكرهرحمه‌الله بأجمعه كلامغض إلاّ : قالغض ، كما في المجمع(٧) .

__________________

(١) الخصال : ١٢٧ / ١٢٦ و ٢١٦ / ٤٠ و ٢١٨ / ٤٣.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٠١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٥٩ / ١٠.

(٥) الوجيزة : ١٧٧ / ٣٧٥.

(٦) الخلاصة : ٢١١ / ٧.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ٤٤.

٢٧٨

وفي الوجيزة : ضعيف(١) .

٥٩٧ ـ جعفر بن محمّد بن يحيى :

روى عنه صفوان بن يحيى(٢) ، وفيه إشعار بوثاقته ،تعق (٣) .

٥٩٨ ـ جعفر بن محمّد بن يونس :

الأحول ،دي (٤) . وزاد ج : ثقة(٥) .

وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (٦) . ولم أجده في ضا.

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(٧) .

وفيجش بعد الأحول : الصيرفي ، مولى بجيلة ، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى(٨) .

أقول : لم أره أيضا في نسختي منجخ في ضا.

وفي الحاوي : لم أظفر به فيجخ في رجال الرضاعليه‌السلام ، ولم يذكره غيره ، فنقله أنّه من رجال الرضاعليه‌السلام سهو ، والاقتصار عليه سهو آخر ، فتأمّل(٩) .

__________________

(١) الوجيزة : ١٧٧ / ٣٧٦.

(٢) التهذيب ٤ : ٨٠ / ٢٢٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٨.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٢ / ٦.

(٥) رجال الشيخ : ٣٩٩ / ١.

(٦) الخلاصة : ٣١ / ٣.

(٧) الفهرست : ٤٣ / ١٤٨.

(٨) رجال النجاشي : ١٢٠ / ٣٠٧.

(٩) حاوي الأقوال : ٤١ / ١٢٩.

٢٧٩

وفيمشكا : ابن محمّد بن يونس الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه ، وعنه إبراهيم بن هاشم(١) .

٥٩٩ ـ جعفر بن معروف :

قالغض : جعفر بن معروف أبو الفضل السمرقندي ، يروي عنه العيّاشي كثيرا ، كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه نعرفه تارة وننكره اخرى(٢) .

والوجه عندي التوقّف في روايته لقول هذا الشيخ عنه ،صه (٣) .

أقول : ذكره الميرزا والآتي بعده(٤) في ترجمة واحدة ، ويأتي ما فيه في الذي يليه.

٦٠٠ ـ جعفر بن معروف :

يكنّى أبا محمّد ؛ من أهلكش ، وكيل ، وكان مكاتبا ، لم(٥) .

صه ، إلاّ وكيل والعاطف ، وزاد : لم يرو عن الأئمّةعليهم‌السلام ، قاله الشيخرحمه‌الله .

والظاهر أنّه ليس ابن معروف السمرقندي ، لأنّغض قال : إنّه يكنّى أبا الفضل ، قال : وكان يروي عنه العيّاشي كثيرا(٦) .

وفيتعق : يروي عنهكش على وجه ظاهره اعتماده عليه(٧) .

وصرّحطس باتّحاده مع السمرقندي(٨) ، وفيه ما في صه.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٨٥.

(٢) في المصدر : يعرف تارة وينكر اخرى.

(٣) الخلاصة : ٢١٠ / ٤.

(٤) في نسخة « ش » : بعيده.

(٥) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٨.

(٦) الخلاصة : ٣١ / ٥.

(٧) رجال الكشّي : ٥٧ / ١٠٨ و ١٣٣ / ٢١٠ و ٣٣١ / ٦٠٥.

(٨) التحرير الطاووسي : ٥٦٠ / ٤١٩.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

4 ـ إنّه تحدّث عمّا يجب أنْ يتّصفَ به الإمام والقائد لمسيرة الاُمّة مِنْ الصفات ، وهي :

أ ـ العمل بكتاب الله.

ب ـ الأخذ بالقسط.

ج ـ الإداناة بالحقّ.

د ـ حبس النفس على ذات الله.

ولم تتوفّر هذه الصفات الرفيعة إلاّ في شخصيته الكريمة التي تحكي اتّجاهات الرسول (صلّى الله عليه وآله) ونزعاته.

وتسلّم مسلم هذه الرسالة ، وقد أوصاه الإمام بتقوى الله وكتمان أمره(1) ، وغادر مسلم مكّة ليلة النصف مِنْ رمضان(2) ، وعرج في طريقه على يثرب فصلّى في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وطاف بضريحه ، وودّع أهله وأصحابه(3) ، وكان ذلك هو الوداع الأخير لهم ، واتّجه صوب العراق وكان معه قيس بن مسهر الصيداوي ، وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله الأزدي ، واستأجر مِنْ يثرب دليلين مِنْ قيس يدلاّنه على الطريق(4) .

وسارت قافلة مسلم تجذّ في السير لا تلوي على شيء ، يتقدّمها الدليلان وهما يتنكبان الطريق ؛ خوفاً مِن الطلب فضلاً عن الطريق ، ولم يهتديا له وقد أعياهما السير واشتدّ بهما العطش ، فأشارا إلى مسلم بسنن الطريق بعد

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

(2) مروج الذهب 2 / 86.

(3) تاريخ الطبري 6 / 198.

(4) الأخبار الطوال / 231 ، تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٤١

أنْ بان لهما وتوفيا في ذلك المكان حسبما يقوله المؤرّخون(1) ، وسار مسلم مع رفقائه حتّى أفضوا إلى الطريق ووجدوا ماءً فأقاموا فيه ؛ ليستريحوا ممّا ألمَّ بهمْ مِنْ عظيم الجهد والعناء.

رسالة مسلم للحُسين (عليهما السّلام) :

ويقول المؤرّخون : إنّ مسلم تخوّف مِنْ سفره وتطيّر بعد أنْ أصابه مِن الجهد وموت الدليلين ، فرفع للإمام رسالة يرجو فيها الاستقالة مِنْ سفارته ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّي أقبلت مِن المدينة مع دليلين ، فجازا(2) عن الطريق فضلاّ ، واشتدّ عليهما العطش فلمْ يلبثا أنْ ماتا ، وأقبلنا حتّى انتهينا إلى الماء فلمْ ننجُ إلاّ بحشاشة أنفسنا ، وذلك الماء بمكان يدعى (المضيق) مِنْ بطن الخبث ، وقد تطيّرت مِنْ توجّهي هذا ، فإنْ رأيت أعفيتني مِنه وبعثت غيري ، والسّلام.

جواب الحُسين (عليه السّلام) :

وكتب الإمام الحُسين جواباً لرسالة مسلم ندد فيه بموقفه واتّهمه بالجبن ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد خشيت أنْ لا يكون حمَلَك على الكتاب إليّ في الاستعفاء مِن الوجه الذي وجّهتك له إلاّ الجبن ، فامضِ لوجهك الذي

__________________

(1) الإرشاد / 227.

(2) جازا عن الطريق : أي تركاه خلفهما.

٣٤٢

وجّهتك فيه ، والسّلام(1) .

أضواء على الموضوع :

وأكبر الظنّ أنّ رسالة مسلم مع جواب الإمام مِن الموضوعات ، ولا نصيب لها مِن الصحة ؛ وذلك لما يلي :

1 ـ إنّ مضيق الخبث الذي بعث منه مسلم رسالته إلى الإمام يقع ما بين مكّة والمدينة حسب ما نصّ عليه الحموي(2) ، في حين أنّ الرواية تنصّ على أنّه استأجر الدليلين مِنْ يثرب ، وخرجوا إلى العراق فضلّوا عن الطريق وماتا الدليلان. ومِن الطبيعي أنّ هذه الحادثة وقعت ما بين المدينة والعراق ولمْ تقع ما بين مكّة والمدينة.

2 ـ إنّه لو كان هناك مكان يُدعى بهذا الاسم يقع ما بين يثرب والعراق لمْ يذكره الحموي ، فإنّ السفر منه إلى مكّة ذهاباً وإياباً يستوعب زماناً يزيد على عشرة أيّام ، في حين أنّ سفر مسلم مِنْ مكّة إلى العراق قد حدّده المؤرّخون فقالوا : إنّه سافر مِنْ مكّة في اليوم الخامس عشر مِنْ رمضان وقدم إلى الكوفة في اليوم الخامس مِنْ شوال ، فيكون مجموع سفره عشرين يوماً ، وهي أسرع مدّة يقطعها المسافر مِنْ مكّة إلى المدينة ؛ فإنّ المسافة بينهما تزيد على ألف وستمئة كيلو متر.

وإذا استثنينا مِنْ هذه المدّة سفر رسول مسلم مِنْ ذلك المكان ورجوعه إليه فإنّ مدّة سفره مِنْ مكّة إلى الكوفة تكون أقلّ مِنْ عشرة أيّام ، ويستحيل عادة قطع تلك

__________________

(1) الإرشاد / 226 ، وفي الحدائق الوردية 1 / 117 خرج مسلم مِنْ مكّة حتّى أتى المدينة ، وأخذ منها دليلين ، فمرّا به في البريّة فأصابهما عطش فمات أحد الدليلين ، فكتب مسلم إلى الحُسين يستعفيه ، فكتب إليه الحُسين (عليه السّلام) : «أنْ امضِ إلى الكوفة».

(2) معجم البلدان 2 / 343.

٣٤٣

المسافة بهذه الفترة مِن الزمن.

3 ـ إنّ الإمام اتّهم مسلماً في رسالته بالجبن ، وهو يناقض توثيقه له مِنْ أنّه ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل عليهم ، ومع اتّصافه بهذه الصفات كيف يتّهمه بالجبن؟!

4 ـ إنّ اتّهام مسلم بالجبن يتناقض مع سيرته ؛ فقد أبدى هذا البطل العظيم مِن البسالة والشجاعة النادرة ما يبهر العقول ، فإنّه حينما انقلبت عليه جموع أهل الكوفة قابلها وحدّه مِنْ دون أنْ يعينه أو يقف إلى جنبه أيّ أحد ، وقد أشاع في تلك الجيوش المكثّفة القتل ممّا ملأ قلوبهم ذعراً وخوفاً ، ولمّا جيء به أسيراً إلى ابن زياد لمْ يظهر عليه أيّ ذلّ أو انكسار.

ويقول فيه البلاذري : إنّه أشجع بني عقيل وأرجلهم(1) ، بل هو أشجع هاشمي عرفه التاريخ بعد أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام).

إنّ هذا الحديث مِن المفتريات الذي وضِعَ للحطّ مِنْ قيمة هذا القائد العظيم الذي هو مِنْ مفاخر الاُمّة العربية والإسلاميّة.

في بيت المختار :

وسار مسلم يطوي البيداء حتّى دخل الكوفة فاختار النزول في بيت المختار الثقفي(2) ، وهو مِنْ أشهر أعلام الشيعة وأحد سيوفهم ومِنْ أحبّ الناس وأنصحهم للإمام الحُسين.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) الإرشاد / 226 ، تاريخ ابن الأثير 3 / 267 ، وقيل : نزل مسلم في بيت مسلم بن عوسجة ، وقيل : نزل في بيت هانئ بن عروة ، جاء ذلك في كلّ مِن الإصابة 1 / 332 ، وتهذيب التهذيب.

٣٤٤

لقد اختار مسلم النزول في بيت المختار دون غيره مِنْ زعماء الشيعة ؛ وذلك لوثوقه بإخلاصه للإمام الحُسين وتفانيه في حبّه ، كما أنّ هناك عاملاً آخر له أهمّيته ، فقد كان المختار زوجاً لعمرة بنت النعمان بن بشير حاكم الكوفة ، ولا شك أنّ يده لنْ تمتد إلى المسلم طالماً كان مقيماً في بيت صهره المختار ، وقد دلّ ذلك على إحاطة مسلم بالشؤون الاجتماعية.

وفتح المختار أبواب داره لمسلم وقابله بمزيد مِن الحفاوة والتكريم ، ودعا الشيعة إلى مقابلته ، فأقبلوا إليه مِنْ كلّ حدب وصوب وهم يظهرون له الولاء والطاعة.

ابتهاج الكوفة :

وعمّت الأفراح بمقدم مسلم جميع الأوساط الشيعية في الكوفة ، وقد وجد منهم مسلم ترحيباً حارّاً وتأييداً شاملاً ، وكان يقرأ عليهم رسالة الحُسين وهم يبكون ويبدون التعطّش لقدومه والتفاني في نصرته ؛ لينقذهم مِنْ جور الاُمويِّين وظلمهم ويعيد في مصرهم حكم الإمام أمير المؤمنين ، مؤسس العدالة الكبرى في الأرض ، وكان مسلم يوصيهم بتقوى الله وكتمان أمرهم حتّى يقدم إليهم الإمام الحُسين.

البيعة للحُسين (عليه السّلام) :

وانثالت الشيعة على مسلم تبايعه للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكانت صيغة البيعة الدعوة إلى كتاب الله وسنّة رسوله وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسمة الغنائم بين المسلمين بالسويّة ، وردّ المظالم إلى

٣٤٥

أهلها ونصرة أهل البيت (عليهم السّلام) ، والمسالمة لمَنْ سالموا والمحاربة لمَنْ حربوا. وقد شبّه السيّد المقرّم هذه البيعة ببيعة الأوس والخزرج للنّبي (صلّى الله عليه وآله)(1) ، وكان حبيب بن مظاهر الأسدي يأخذ البيعة منهم للحُسين(2) .

كلمة عابس الشاكري :

وانبرى المؤمن الفذ عابس بن شبيب الشاكري فأعرب لمسلم عن ولائه الشخصي واستعداده للموت في سبيل الدعوة ، إلاّ إنّه لمْ يتعهد له بإيّ أحد مِنْ أهل مصره قائلاً : أمّا بعد ، فإنّي لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرّك منهم. والله ، إنّي محدّثك عمّا أنا موطّن عليه نفسي. والله ، لاُجيبنَّكم إذا دعوتم ولاُقاتلنَّ معكم عدوكم ، ولأضربنَّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله.

وقد صدق عابس ما عاهد عليه الله ؛ فلمْ يخن ضميره ففدى بنفسه ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) واستشهد بين يديه في كربلاء. وانبرى حبيب ابن مظاهر فخاطب عابساً قائلاً له : رحمك الله ، فقد قضيت ما في نفسك بواجز مِنْ قولك ، وأنا والله الذي لا إله إلاّ هو على مثل ما أنت عليه.

واندفع سعيد الحنفي فأيّد مقالة صاحبيه(3) ، وهؤلاء الأبطال مِنْ

__________________

(1) الشهيد مسلم بن عقيل / 103.

(2) الحدائق الوردية 1 / 125 مِنْ مخطوطات مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة.

(3) تاريخ الطبري 6 / 199.

٣٤٦

أنبل مَنْ عرفهم التاريخ صدقاً ووفاءً ، فقد بذلوا أرواحهم بسخاء إلى الإمام الحُسين واستشهدوا بين يديه في كربلاء.

عدد المبايعين :

وتسابقت جماهير الكوفة إلى بيعة الحُسين على يد سفيره مسلم بن عقيل ، وقد اختلف المؤرّخون في عدد مَنْ بايعه ، وهذه بعض الأقوال :

1 ـ أربعون ألفاً(1) .

2 ـ ثلاثون ألفاً ، ومِنْ بينهم حاكم الكوفة النعمان بن بشير(2) .

3 ـ ثمانية وعشرون ألفاً(3) .

4 ـ ثمانية عشر ألفاً ، حسب ما جاء في رسالة مسلم إلى الحُسين ، يقول فيها : وقد بايعني مِنْ أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً فعجل الإقبال(4) .

__________________

(1) شرح شافية أبي فراس 1 / 90 مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، مثير الأحزان لابن نما / 11.

(2) دائرة معارف وجدي 3 / 444 ، حقائق الأخبار عن دول البحار ، روضة الأعيان في أخبار مشاهير الزمان ـ محمد بن أبي بكر المتوفى سنة (730 هـ) / 67 مِنْ مصوّرات مكتبة الحكيم ، مناقب الإمام علي بن أبي طالب / 13 ، وجاء فيه : أنّ النعمان قال : يا أهل الكوفة ، ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أحبّ إليكم مِن ابن بنت بجدل.

(3) تاريخ أبي الفداء 1 / 300.

(4) تاريخ الطبري 6 / 224.

٣٤٧

5 ـ اثنا عشر ألفاً(1) .

رسالة مسلم للحُسين :

وازداد مسلم إيماناً ووثوقاً بنجاح الدعوة حينما بايعه ذلك العدد الهائل مِنْ أهل الكوفة ، فكتب للإمام يستحثّه فيها على القدوم إليهم ، وكان قد كتبها قبل شهادته ببضع وعشرين ليلة(2) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني مِنْ أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً(3) فعجّل حين يأتيك كتابي ، فإنّ الناس كلّهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوي(4) .

لقد كتب مسلم هذه الرسالة ؛ لأنّه لمْ يرَ أيّة مقاومة لدعوته ، وإنّما رأى إجماعاً شاملاً على بيعة الإمام وتلهّفاً حارّاً لرؤيته ، وحمل الكتاب جماعة مِنْ أهل الكوفة وعليهم البطل العظيم عابس الشاكري ، وقدم الوفد مكّة المكرّمة وسلّم الرسالة إلى الإمام ، وقد استحثّوه على القدوم إلى الكوفة وذكروا إجماع أهلها على بيعته وما قالاه مسلم مِن الحفاوة البالغة منهم ؛ وعند ذلك تهيأ الإمام إلى السفر للكوفة.

__________________

(1) مروج الذهب 3 / 4 ، الصراط السوي في مناقب آل النّبي / 86 مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، تهذيب التهذيب 2 / 350 ، الإصابة 1 / 332 ، الحدائق الوردية 1 / 117.

(2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) وفي رواية البلاذري (إنّ جميع أهل الكوفة معك).

(4) تاريخ الطبري 6 / 224.

٣٤٨

موقف النعمان بن بشير :

كان موقف النعمان بن بشير(1) من الثورة موقفاً يتّسم باللين والتسامح ، وقد اتّهمه الحزب الاُموي بالضعف ، أو التضاعف في حفظ مصلحة الدولة والاهتمام بسلامتها ، فأجابهم : لأنْ أكون ضعيفاً وأنا في طاعة الله أحبّ إليّ مِنْ أن أكون قويّاً في معصية الله ، وما كنت لأهتك ستراً ستره الله(2) .

وقد أعطى الشيعة بموقفه هذا قوّة وشجعهم على العمل ضد الحكومة علناً ، ولعلّ سبب ذلك يعود لأمرين :

1 ـ إنّ مسلم بن عقيل كان ضيفاً عند المختار ، وهو زوج ابنته عمرة ، فلم يعرض للثوار بسوء رعايةً للمختار.

__________________

(1) النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ، كان قد ولاّه معاوية الكوفة بعد عبد الرحمن بن الحكم ، وكان عثماني الهوى ؛ يجاهر ببغض علي ويسيء القول فيه ، وقد حاربه يوم الجمل وصفين ، وسعى بإخلاص لتوطيد المُلْك إلى معاوية ، وهو الذي قاد بعض الحملات الإرهابيّة على بعض المناطق العراقيّة. ويقول المحقّقون : إنّه كان ناقماً على يزيد ، ويتمنّى زوال المُلْك عنه شريطة أنْ لا تعود الخلافة لآل علي (عليه السّلام). ومِن الغريب في شأن هذا الرجل أنّ يزيد لمّا أوقع بأهل المدينة وأباحها لجنده ثلاثة أيّام لمْ يثأر النعمان لكرامة وطنه وقومه ، وفي الإصابة 3 / 530 إنّه لمّا هلك يزيد دعا النعمان إلى ابن الزّبير ، ثمّ دعا إلى نفسه فقاتله مروان ، فقُتل وذلك في سنة (65 هـ). وكان شاعراً مجيداً ، له ديوان شعر طُبع حديثاً.

(2) سير أعلام النبلاء 3 / 206.

٣٤٩

2 ـ إنّ النعمان كان ناقماً على يزيد ؛ وذلك لبغضه للأنصار. فقد أغرى الأخطل الشاعر المسيحي في هجائهم ، فثار لهم النعمان كما ألمعنا إلى ذلك في البحوث السابقة ، ولعل لهذا ولغيره لمْ يتّخذ النعمان أيّ إجراء مضاد للثورة.

خطبة النعمان :

وأعطى النعمان للشيعة قوّة في ترتيب الثورة وتنظيماً ، وهيأ لهم الفرص في أحكام قواعدها ممّا ساء الحزب الاُموي ، فأنكروا عليه ذلك وحرّضوه على ضرب الشيعة ، فخرج النعمان وصعد المنبر فأعلن للناس سياسته المتّسمة بالرفق ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فاتّقوا الله عباد الله ، ولا تُسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيها تهلك الرجال وتُسفك الدماء وتُغصب الأموال. إنّي لمْ اُقاتل مَنْ لمْ يُقاتلني ، ولا أثب على مَنْ لا يثب عليّ ، ولا اُشاتمكم ، ولا أتحرّش بكم ، ولا آخذ بالقرف(1) ولا الظنّة ولا التّهمة ، ولكنّكم إنْ أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم ، فوالله الذي لا إله إلاّ هو ، لأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لمْ يكن منكم ناصر. أما إنّي أرجو أنْ يكون مَنْ يعرف الحقّ منكم أكثر ممّنْ يرديه الباطل(2) .

وليس في هذا الخطاب أيّ ركون إلى وسائل العنف والشدّة ، وإنّما كان فيه تحذير مِنْ مغبّة الفتنة وحبّ للعافية ، وعدم التعرّض لمَنْ لا يثب على السلطة ، وعدم أخذ الناس بالظنّة والتّهمة كما كان يفعل زياد بن أبيه

__________________

(1) القرف : التهمة.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥٠

والي العراق. وعلّق أنيس زكريا على خطاب النعمان بقوله :

ولنا مِنْ خطبه ـ أيّ خطب النعمان ـ في الكوفة برهان آخر على أنّه كان يرى الفتنة يقظى ولا بد أنْ تشتعل ، وإنّه لنْ يهاجم القائمين بها قبل أنْ يهاجموه ، فجعل لأنصارها قوّة وطيدة الأركان ويداً فعالة في ترتيب المؤامرة وتنظيمها على الأسس المتينة(1) .

سخط الحزب الاُموي :

وأغضبت سياسة النعمان عملاء الحكم الاُموي ، فانبرى إليه عبد الله بن مسلم الحضرمي حليف بني اُميّة ، فأنكر خطّته قائلاً : إنّه لا يصلح ما ترى إلاّ الغشم(2) ، وإنّ هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوّك رأي المستضعفين!(3) .

ودافع النعمان عن نفسه بأنّه لا يعتمد على أيّة وسيلة تبعده عن الله ، ولا يسلك طريقاً يتجافى مع دينه ، وقد استبان للحزب الاُموي ضعف النعمان وانهياره أمام الثورة.

اتصال الحزب الاُموي بدمشق :

وفزع الحزب الاُموي مِنْ تجاوب الرأي العام مع مسلم واتّساع نطاق الثورة ، في حين أنّ السلطة المحليّة أغضّت النظر عن مجريات الأحداث

__________________

(1) الدولة الاُمويّة في الشام / 41.

(2) الغشم : الظلم.

(3) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥١

وقد اتّهمتها بالضعف أو بالتواطؤ مع الثوار ، وقام الحزب الاُموي باتّصال سريع بحكومة دمشق ، وطلبوا منها اتّخاذ الإجراءات الفورية قبل أنْ يتّسع نطاق الثورة ، ويأخذ العراق استقلاله وينفصل عن التبعية لدمشق.

ومِنْ بين الرسائل التي وفدت على يزيد رسالة عبد الله الحضرمي ، جاء فيها : أمّا بعد ، فإنّ مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته الشيعة للحُسين بن علي ، فإنْ كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قويّاً ينفّذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوّك ؛ فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف(1) .

وتدعو هذه الرسالة إلى إقصاء النعمان عن مركزه ، واستعمال شخص آخر مكانه قوي البطش ؛ ليتمكن مِن القضاء على الثورة ، فإنّ النعمان لا يصلح للقضاء عليها. وكتب إليه بمثل ذلك عمارة بن الوليد بن عقبة وعمر بن سعد.

فزع يزيد :

وفزع يزيد حينما توافدت عليه رسائل عملائه في الكوفة بمبايعة أهلها للحُسين ، فراودته الهواجس وظلّ ينفق ليله ساهراً يطيل التفكير في الأمر ؛ فهو يعلم أنّ العراق مركز القوّة في العالم الإسلامي وهو يبغضه ويحقد على أبيه ، فقد أصبح موتراً منهم لما صبّوه عليه مِن الظلم والجور ، وإنّ كراهية أهل العراق ليزيد لا تقلّ عن كراهيتهم لأبيه ، كما إنّه على

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥٢

يقين أنّ الأغلبية الساحقة في العالم الإسلامي تتعطّش لحكم الإمام الحُسين ؛ لأنّه المثل الشرعي لجدّه وأبيه ولا يرضون بغيره بديلاً.

استشارته لسرجون :

وأحاطت الهواجس بيزيد وشعر بالخطر الذي يهدّد مُلْكه فاستدعى سرجون الرومي ، وكان مستودع أسرار أبيه ومِنْ أدهى الناس ، فعرض عليه الأمر ، وقال له : ما رأيك إنّ حُسيناً قد توجّه إلى الكوفة ، ومسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحُسين ، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيئ ، فما ترى مَنْ أستعمل على الكوفة؟

وتأمّل سرجون وأخذ يطيل التفكير ، فقال له : أرأيت أنّ معاوية لو نُشر أكنت آخذاً رأيه؟ فقال يزيد : نعم. فأخرج سرجون عهد معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة ، وقال : هذا رأي معاوية وقد مات ، وقد أمر بهذا الكتاب(1) .

أمّا دوافع سرجون في ترشيح ابن زياد لولاية الكوفة فهي لا تخلو مِنْ أمرين :

1 ـ إنّه يعرف قسوة ابن زياد وبطشه وأنّه لا يقوى أحد على إخضاع العراق غيره ؛ فهو الذي يتمكّن مِن القضاء على الثورة بما يملك مِنْ وسائل الإرهاب والعنف.

2 ـ إنّه قد دفعته العصبية القومية لهذا الترشيح ؛ فإنّ ابن زياد رومي.

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 268.

٣٥٣

ولاية ابن زياد على الكوفة :

وكان يزيد ناقماً على ابن زياد كأشدّ ما تكون النقمة ، وأراد عزله عن البصرة(1) ؛ وذلك لمعارضة أبيه في البيعة له ، إلاّ إنّه استجاب لرأي سرجون ؛ فقد رأى فيه الحفاظ على مصلحة دولته ، فعهد له بولاية الكوفة والبصرة ، وبذلك فقد خضع العراق بأسره لحكمه ، وكتب إليه هذه الرسالة : أمّا بعد ، فإنّه كتب إليّ شيعتي مِنْ أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين ، فسرْ حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه ، والسّلام.

وأشارت هذه الرسالة إلى مدى قلق السلطة في دمشق وفزعها مِنْ مسلم بن عقيل ، وقد شدّدت على ابن زياد في الإسراع بالسفر إلى الكوفة لإلقاء القبض عليه.

وتنصّ بعض المصادر أنّ يزيد كتب إلى ابن زياد : إنْ كان لك جناحان فطر إلى الكوفة(2) ، وهذا ممّا ينبئ عن الخوف الذي ألمّ بيزيد مِنْ الثورة في العراق. وحمل مسلم بن عمرو الباهلي العهد لابن زياد بولاية الكوفة مع تلك الرسالة.

ويقول المؤرّخون : إنّ الباهلي كان مِنْ عيون بني اُميّة في الكوفة ومِنْ أهمّ عملائهم ، كما كان مِنْ أجلاف العرب ، وهو الذي ضنّ على مسلم أنْ يشرب جرعة مِن الماء حينما جيء به أسيراً إلى ابن زياد.

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 152.

(2) سير أعلام النبلاء 3 / 201.

٣٥٤

وتسلّم ابن زياد مِن الباهلي العهد له بولاية الكوفة وقد طار فرحاً ؛ فقد تمّ له الحكم على جميع أنحاء العراق بعد ما كان مهدّداً بالعزل عن ولاية البصرة ، وقد سرّ ما خولته دمشق مِن الحكم المطلق على العراق.

وبما سوّغت له مِن استعمال الشدّة والقسوة وسفك الدماء لكلّ مَنْ لا يدخل في طاعة يزيد أو يشترك بأيّة مؤامرة ضدّه ، وكان هذا التفويض المطلق في استعمال القسوة على الناس ممّا يتّفق مع رغبات ابن زياد وميوله ؛ فقد كان مِنْ عوامل استمتاعاته النفسية حبّ الجريمة والإساءة إلى الناس ، وعدم التردّد في سفك الدماء.

خطبة ابن زياد في البصرة :

وتهيأ ابن زياد لمغادرة البصرة والتوجّه إلى الكوفة ، وقبل مغادرته لها جمع الناس وخطب فيهم خطاباً قاسياً ، جاء فيه : إنّ أمير المؤمنين يزيد ولاّني الكوفة وأنا غاد إليها الغداة. فوالله ، إنّي ما تقرن بي الصعبة ولا يقعقع لي بالشنآن ، وإنّي لنكل لمَنْ عاداني وسمّ لمَنْ حاربني ، أنصف القارة مِنْ راماها.

يا أهل البصرة ، قد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان ، وإيّاكم والخلاف والإرجاف ، فوالله الذي لا إله غيره ، لئن بلغني عن رجلٍ منكم خلاف لأقتلنّه وعرينه(1) ووليّه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى حتّى تسمعوا لي ، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق أنا ابن زياد أشبه

__________________

(1) العرين : الجماعة.

٣٥٥

بين مَنْ وطأ الحصا ، ولمْ ينتزعني شبه خال ولا ابن عم(1) .

ما أهون سفك الدماء عند اُولئك البرابرة الوحوش مِنْ ولاة بني اُميّة! لقد تحدّث الطاغية عن نفسيته الشريرة التي توغّلت في الإثم ، فهو يأخذ البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر والأدنى بالأقصى ، ويقتل على الظنّة والتهمة كما كان يفعل أبوه زياد ، الذي أشاع القتل في ربوع العراق.

سفر الطاغية إلى الكوفة :

وسار الخبيث الدنس مِن البصرة متّجهاً إلى الكوفة ؛ ليقترف أعظم موبقة لمْ يقترفها شقي غيره ، وقد صحبه مِنْ أهل البصرة خمسمئة رجل فيهم عبد الله بن الحارث بن نوفل وشريك بن الأعور الحارثي(2) ، وهو مِنْ أخلص أصحاب الإمام الحُسين ، وقد صحب ابن زياد ليكون عيناً عليه ويتعرّف على خططه ، وقد صحب ابن زياد هذا العدد ليستعين بهم على بثّ الإرهاب وإذاعة الخوف بين الناس ، والاتصال بزعماء الكوفة لصرفهم عن الثورة.

وعلى أيّ حالٍ ، فقد أخذ ابن زياد يجذّ في السير لا يلوي على شيء قد واصل السير إلى الكوفة مخافة أنْ يسبقه الحُسين إليها ، وقد جهد أصحابه وأعياهم المسير ، فسقط منهم جماعة منهم عبد الله بن الحارث فلمْ يعبأ.

ولمّا ورد القادسية سقط مولاه (مهران) ، فقال له ابن زياد : إنْ أمسكت على هذا الحال فتنظر إلى القصر فلك مئة ألف. فقال له مهران : لا والله لا أستطيع. ونزل الطاغية فلبس ثياباً

__________________

(1) الطبري 6 / 200.

(2) الطبري 6 / 199.

٣٥٦

يمانية وعمامة سوداء وتلثّم ؛ ليوهم مَنْ رآه أنّه الحُسين ، وسار وحده فدخل الكوفة ممّا يلي النجف(1) ، وكان قلبه كجناح طائر مِنْ شدّة الخوف ، ولو كانت عنده مسكة مِن البسالة والشجاعة لما تنكّر وغيّر بزّته وأوهم على الناس أنّه الحُسين.

وقد تذرّع الجبان بهذه الوسائل لحماية نفسه ، وتنصّ بعض المصادر أنّه حبس نفسه عن الكلام خوفاً مِنْ أنْ يعرفه الناس فتأخذه سيوفهم.

في قصر الإمارة :

وأسرع الخبيث نحو قصر الإمارة(2) وقد علاه الفزع وساءه كأشدّ ما يكون الاستياء ؛ مِنْ تباشير الناس وفرحهم بقدوم الإمام الحُسين ،

__________________

(1) مقتل الحُسين ـ المقرم / 165.

(2) قصر الإمارة : هو أقدم بناية حكومية شُيّدت في الإسلام ، بناها سعد بن أبي وقاص ، وقد اندثرت معالمه كما اندثرت جميع معالم الكوفة ما عدا الجامع. وقد اهتمت مديرية الآثار العامّة في العراق بالتعرّف عليه ؛ فكشفت في مواسم مختلفة اُسسه ، وقد أظهرت نتائج الحفائر التي اُجريت عليه أنّه يتألّف مِنْ سور خارجي يضمّ أربعة جدران ، تقريباً طولها 170 متراًً ، ومعدل سمكها 4 أمتار ، وتدعم كلّ ضلع مِنْ الخارج ستة أبراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي ، حيث يدعمها برجان فقط. والمسافة ما بين كلّ برج وآخر 24 و 60 سنتمتر ، وارتفاع هذا السور بأبراجه يصل إلى ما يقرب مِنْ عشرين متراً. وقد بُني القصر بناء محكماً ، وصُمّمت هندسته على غاية حربية ؛ ليكون في حماية آمنة مِنْ كلّ غزو خارجي ، جاء ذلك في تخطيط مدينة الكوفة للدكتور كاظم الجنابي / 135 ـ 155 =

٣٥٧

ولمّا انتهى إلى باب القصر وجده مغلقاً والنعمان بن بشير مشرف مِنْ أعلا القصر ، وكان قد توهّم أنّ القادم هو الحُسين ؛ لأنّ أصوات الناس قد تعالت بالترحيب به والهتاف بحياته ، فانبرى يخاطبه : ما أنا بمؤدٍ إليك أمانتي يا بن رسول الله ، ومالي في قتالك مِنْ إرب.

ولمس ابن مرجانة في كلام النعمان الضعف والانهيار فصاح به بنبرات تقطر غيظاً : افتحْ لا فتحت ، فقد طال ليلك. ولمّا تكلم عرفه بعض مَنْ كان خلفه فصاح بالناس : إنّه ابن مرجانة وربّ الكعبة!

ومِن الغريب أنّ ذلك المجتمع لمْ يُميّز بين الإمام الحُسين وبين ابن مرجانة ، مع أنّ كلاً منهما قد عاش فترة في ديارهم ؛ ولعلّ الذي أوقعهم في ذلك تغيير ابن زياد لبزّته ولبسه للعمامة السوداء.

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الناس حينما علموا إنّه ابن زياد جفلوا وخفّوا مسرعين إلى دورهم وهم يتحدّثون عمّا عانوه مِن الظلم والجور أيّام أبيه ، وقد أوجسوا مِنْ عبيد الله الشرّ.

وبادر ابن زياد في ليلته فاستولى على المال والسّلاح ، وأنفق ليله ساهراً قد جمع حوله عملاء الحكم الاُموي ، فأخذوا يحدّثونه عن الثورة ويعرّفونه بأعضائها البارزين ، ويضعون معه المخططات للقضاء عليها.

__________________

= وقد وقفت عليه غير مرّة ، وتطلّعت إلى كثير مِنْ معالمه ، ففي بعض أبوابه الرئيسة مظلاّت لحرّاس القصر قد ردمت ولمْ يبقَ منها إلاّ بعض معالمها ، وفي جانب منه بعض الغرف التي اُعدّت للسجن ، وقد صُمّمت بشكل غريب ، وفي جانب منه مطابخ القصر ـ ولم يشر الاُستاذ الجنابي إليها ـ وقد اُحكم بناء القصر حتّى كان مِن المتعذّر اقتحامه والاستيلاء عليه.

٣٥٨

خطابه في الكوفة :

وعندما انبثق نور الصبح أمر ابن مرجانة بجمع الناس في المسجد الأعظم ، فاجتمعت الجماهير وقد خيّم عليها الذعر والخوف ، وخرح ابن زياد متقلداً سيفه ومعتمّاً بعمامة ، فاعتلى أعواد المنبر وخطب الناس ، فقال : أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين أصلحه الله ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البرّ الشفيق ، وسيفي وسوطي على مَنْ ترك أمري وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه الصدق ينبئ عنك لا الوعيد(1) .

وحفل هذا الخطاب بما يلي :

1 ـ إعلام أهل الكوفة بولايته على مصرهم وعزل النعمان بن بشير عنه.

2 ـ تعريفهم أنّ حكومة دمشق قد عهدت له بالإحسان على مَنْ يتبع السلطة ولمْ يتمرّد عليها ، واستعمال الشدّة والقسوة على الخارجين عليها.

ولمْ يعرض ابن مرجانة في خطابه للإمام الحُسين وسفيره مسلم ؛ خوفاً مِن انتفاضة الجماهير عليه وهو بعدُ لمْ يحكم أمره.

__________________

(1) مقاتل الطالبيِّين / 97.

٣٥٩

نشر الإرهاب :

وعمد ابن زياد إلى نشر الإرهاب وإذاعة الخوف ، ويقول بعض المؤرّخين : إنّه لمّا أصبح ابن زياد بعد قدومه إلى الكوفة صالَ وجالَ وأرعدَ وأبرقَ ، وأمسكَ جماعةً مِنْ أهل الكوفة فقتلهم في الساعة(1) ، وقد عمد إلى ذلك لإماتة الأعصاب وصرف الناس عن الثورة.

وفي اليوم الثاني أمر بجمع الناس في المسجد وخرج إليهم بزي غير ما كان يخرج به ، فخطب فيهم خطاباً عنيفاً تهدّد فيه وتوعّد ، فقد قال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّه لا يصلح هذا الأمر إلاّ في شدّة مِنْ غير عنف ولين مِنْ غير ضعف ، وأنْ أخذ البريء بالسقيم ، والشاهد بالغائب ، والولي بالولي.

فانبرى إليه رجل مِنْ أهل الكوفة يُقال له : أسد بن عبد الله المرّي فردّ عليه : أيّها الأمير ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول :( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ‏ ، إنّما المرء بجدّه ، والسيف بحدّه ، والفرس بشدّه ، وعليك أنْ تقول وعلينا أنْ نسمع ، فلا تقدّم فينا السيئة قبل الحسنة.

وأُفحم ابن زياد فنزل عن المنبر ودخل قصر الإمارة(2) .

__________________

(1) الفصول المهمة / 197 ، وسيلة المال / 186.

(2) الفتوح 5 / 67.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500