منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247616 / تحميل: 4742
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بأمره ، وهو خير الحاكمين(1) .

ونهض أبيّ الضيم ، وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ ، وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.

إرغامُ المعارضين :

وغادر معاوية يثرب متّجهاً إلى مكّة وهو يطيل التفكير في أمر المعارضين ، فرأى أنْ يعتمد على وسائل العنف والإرهاب ، وحينما وصل إلى مكّة أحضر الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعرض عليهم مرّة أُخرى البيعة إلى يزيد فأعلنوا رفضهم له ، فانبرى إليهم مغضباً ، وقال : إنّي أتقدّم إليكم أنّه قد أُعذِرَ مَنْ أنذر. كنتُ أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة فأُقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه ، فلا يسبقني رجل إلاّ على نفسه.

ودعا صاحب حرسه بحضرتهم ، فقال له : أقم على رأس كلّ رجل مِن هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف ، فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثمّ خرج وخرجوا معه ، فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمرٌ دونهم ،

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٢٢١

ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله.

فبايعه الناس ، ثمّ ركب رواحله وغادر مكّة(1) ، وقد حسب معاوية أنّ الأمر قد تمّ لولده ، واستقر المُلْكُ في بيته ، ولمْ يعلم أنّه قد جرّ الدمار على دولته ، وأعدّ المجتمع للثورة على حكومة ولده.

موقفُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

كان موقف الإمام الحُسين (عليه السّلام) مع معاوية يتّسم بالشدّة والصرامة ، فقد أخذ يدعو المسلمين بشكل سافر إلى مقاومة معاوية ، ويحذّرهم مِنْ سياسته الهدّامة ، الحاملة لشارات الدمار إلى الإسلام.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

وأخذت الوفود تترى على الإمام (عليه السّلام) مِنْ جميع الأقطار الإسلاميّة وهي تعجّ بالشكوى إليه ، وتستغيث به ممّا ألمّ بها مِن الظلم والجور ، وتطلب منه القيام بإنقاذها مِن الاضطهاد.

ونقلت الاستخبارات في يثرب إلى السّلطة المحلية تجمّع الناس واختلافهم على الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكان الوالي مروان ، ففزع مِنْ ذلك وخاف إلى حدٍّ بعيدٍ.

__________________

(1) الكامل 3 / 252 ، الأمالي 2 / 73 ، ذيل الأمالي / 177 ، عيون الأخبار 2 / 210 ، البيان والتبيين 1 / 300.

٢٢٢

مذكّرةُ مروان لمعاوية :

ورفع مروان مذكّرة لمعاوية سجّل فيها تخوّفه مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) ، واختلاف الناس عليه ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد كثُر اختلاف الناس إلى حُسين ، والله إنّي لأرى لكم منه يوماً عصيباً(1) .

جوابُ معاوية :

وأمره معاوية بعدم القيام بأيّ حركة مضادّة للإمام (عليه السّلام) ، فقد كتب إليه : اترك حُسيناً ما تركك ولمْ يُظهر لك عداوته ويبد صفحته ، وأكمن عنه كمون الثرى إنْ شاء الله ، والسّلام(2) .

لقد خاف معاوية مِنْ تطور الأحداث ، فعهد إلى مروان بعدم التعرّض له بأيّ أذى أو مكروه.

رأيُ مروان في إبعاد الإمام (عليه السّلام) :

واقترح مروان على معاوية إبعاد الإمام (عليه السّلام) عن يثرب ، وفرض الإقامة الجبرية عليه في الشام ؛ ليقطعه عن الاتصال بأهل العراق ، ولمْ يرتضِ معاوية ذلك ، فردّ عليه : أردت والله أنْ تستريح منه وتبتليني به ، فإنْ صبرت عليه صبرت على ما أكره ، وإنْ أسأت إليه قطعت رحمه(3) .

__________________

(1) و (2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) العقد الفريد 2 / 116.

٢٢٣

رسالةُ معاوية للحُسين (عليه السّلام) :

واضطرب معاوية مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) واختلاف الناس عليه ، فكتب إليه رسالة ، وقد رويت بصورتين :

1 ـ رواها البلاذري ، وهذا نصّها : أمّا بعد ، فقد أُنهيت إليّ عنك اُمورٌ إنْ كانت حقّاً فإنّي لمْ أظنّها بك ؛ رغبة عنها ، وإنْ كانت باطلة فأنت أسعد الناس بمجانبتها ، وبحظّ نفسك تبدأ ، وبعهد الله توفي ، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكِدْكَ ، فاتّقِ الله يا حُسين في شقّ عصا الأُمّة ، وأنْ ترِدهم في فتنة(1) .

2 ـ رواها ابن كثير ، وهذا نصّها : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً مِنْ أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَنْ قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّقِ الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدْني أكِدْكَ(2) .

واحتوت هذه الرسالة حسب النّص الأخير على ما يلي :

1 ـ أنّ معاوية قد طالب الإمام (عليه السّلام) بتنفيذ ما شرطه عليه في بنود الصلح أنْ لا يخرج عليه ، وقد وفّى له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، إلاّ أنّ معاوية لمْ يفِ بشيء ممّا أبرمه على نفسه مِنْ شروط الصلح.

2 ـ أنّ معاوية كان على علمٍ بوفود أهل الكوفة التي دعت الإمام (عليه السّلام) للخروج عليه ، وقد وسمهم بأنّهم أهل الشقاق ، وأنّهم قد غدروا بعلي والحسن (عليهما السّلام) مِنْ قبل.

3 ـ التهديد السافر للإمام (عليه السّلام) بأنّه متى كاد معاوية فإنّه يكيده.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) تاريخ ابن كثير 8 / 162.

٢٢٤

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ورفع الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية مذكّرةً خطيرةً كانت جواباً لرسالته ، حمّله مسؤوليات جميع ما وقع في البلاد مِن سفك الدماء ، وفقدان الأمن ، وتعريض الأُمّة للأزمات ، وهي مِنْ أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر الأحداث التي صدرت مِنْ معاوية ، وهذا نصّها :

«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يُسدّد إليها إلاّ الله تعالى.

أمّا ما ذكرت أنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. ما أردت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة.

ألست القاتل حِجْرَ بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظُلماً وعدواناً مِنْ بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكدة ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟!

أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفرّ لونه ، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت مِنْ رؤوس الجبال؟!

أوَلست بمدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَرَ

٢٢٥

فتركت سُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدىً مِن الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ، ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسملُ أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النّخل ، كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة ، وليسوا منك؟!

أوَلست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زيادٌ أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودينُ علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين ؛ رحلة الشتاء والصيف؟!

وقلتَ فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة وأنْ تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة مِنْ ولايتك عليها ، ولا أعظم لنفسي ولديني ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) أفضل مِنْ أنْ أجاهرك ؛ فإنْ فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإنْ تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلتَ فيما قلت : إنّني إنْ أنكرتك تنكرني ، وإنْ أكِدْك تكدني. فكِدْني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أنْ لا يضرّني كيدك ، وأنْ لا يكون على أحدٍ أضر منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيتَ بشرطٍ ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم مِنْ غير أنْ يكونوا قاتَلوا وقُتِلوا ، ولمْ تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ؛ مخافة أمر لعلّك لو لمْ تقتلهم متّ قبل أنْ يفعلوا ، أو ماتوا قبل أنْ يدركوا.

٢٢٦

فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها. وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءَه على التّهم ، ونفيك إيّاهم مِنْ دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلاّ قد خسرت نفسك ، وتبرتَ دينك(1) ، وغششت رعيتك ، وسمعت مقالة السّفيه الجاهل ، وأخفت الورع التّقي ، والسّلام»(2) .

لا أكاد أعرف وثيقةً سياسةً في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة ، وسجّلت الجرائم التي ارتكبها معاوية ، والدماء التي سفكها ، والنفوس التي أرعبها غير هذه الوثيقة ، وهي صرخة في وجه الظلم والاستبداد.

واللهِ كم هي هذه الكلمة رقيقة شاعرة «كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة وليسوا مِنك». هذه الكلمة المشبعة بالشعور القومي الشريف ، وقديماً قال الصابي : إنّ الرجل مِنْ قومٍ ليست له أعصاب تقسو عليهم. وهو اتّهام مِن الحُسين لمعاوية في وطنيته وقوميته ، واتّخذ مِن الدماء الغزيرة المسفوكة عنواناً على ذلك(3) .

لقد حفلت هذه المذكّرة بالأحداث الخطيرة التي اقترفها معاوية وعمّاله ، خصوصاً زياد بن سُميّة الذي نشر الإرهاب والظلم بين الناس ؛ فقتل على الظنّة والتّهمة ، وأعدم كلّ مَنْ كان على دين الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي هو دين ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أسرف هذا الطاغية في سفك الدماء بغير حقّ.

ومِن الطبيعي أنّه لمْ يقترف ذلك إلاّ بإيعاز مِنْ معاوية ، فهو الذي عهد إليه بذلك.

__________________

(1) تبرت : أهلكت دينك.

(2) الإمامة والسياسة 1 / 284 ، رجال الكشّي / 32 ، الدرجات الرفيعة / 334.

(3) الإمام الحُسين (عليه السّلام) / 338.

٢٢٧

صدى الرسالة :

ولمّا انتهت رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية ضاق بها ذرعاً ، وراح يراوغ على عادته ، ويقول : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسداً(1) .

المؤتمرُ السياسي العام :

وعقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً ، دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار ، والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين ، فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم ، وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ، وفيما يلي نصّ حديثه ، فيما رواه سليم بن قيس :

قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً ، وقال لهم : «لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي». فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق ، عامّتهم مِن التابعين ، ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 198.

٢٢٨

ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني ، وإنْ كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب ، والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون».

وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة. فقال (عليه السّلام) : «أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه»(1) .

وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.

رسالةُ جعدة للإمام (عليه السّلام) :

وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب مِنْ أخلص الناس للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية.

ورفع جعدة رسالةً للإمام (عليه السّلام) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ مِنْ قِبَلِنا مِنْ شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين

__________________

(1) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) 2 / 216 ـ 217.

٢٢٩

لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة في أمر الله ، فإنْ كنت تحبّ أنْ تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ؛ فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك.

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ولم يكن مِنْ رأي الإمام الحُسين (عليه السّلام) الخروج على معاوية ؛ وذلك لعلمه بفشل الثورة وعدم نجاحها ؛ فإنّ معاوية بما يملك مِنْ وسائل دبلوماسية وعسكرية لا بدّ أنْ يقضي عليها ، ويخرجها مِنْ إطارها الإسلامي إلى حركة غير شرعية ، ويوسم القائمين بها بالتمرّد والخروج على النظام ، وقد أجابهم (عليه السّلام) بعد البسملة والثناء على الله بما يلي :

«أمّا أخي فإنّي أرجو أنْ يكون الله قد وفّقه وسدّده ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا مِن الظنّة ما دام معاوية حيّاً ، فإنْ يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي ، والسّلام»(1) .

لقد أمر (عليه السّلام) شيعته بالخلود إلى الصبر ، والإمساك عن المعارضة ، وأنْ يلزموا بيوتهم خوفاً عليهم مِن سلطان معاوية الذي كان يأخذ البريء بالسّقيم ، والمُقبل بالمُدبر ، ويقتل على الظنّة والتهمة. وأكبر الظنّ أنّ هذه الرسالة كانت في عهد زياد الذي سمل عيون الشيعة ، وصلبهم على جذوع النخل ، ودمّرهم تدميراً ساحقاً.

__________________

(1) الأخبار الطوال / 203 ، أنساب الأشراف 1 / ق 1.

٢٣٠

نصيحةُ الخدري للإمام (عليه السّلام) :

وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحُسين (عليه السّلام) واستنجادهم به لإنقاذهم مِن ظلم معاوية وجوره ، ولمّا علم أبو سعيد الخدري بذلك خفّ مسرعاً للإمام (عليه السّلام) ينصحه ويحذّره ، وهذا نص حديثه : يا أبا عبد الله ، إنّي أنا ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه قد كاتبك قوم مِنْ شيعتكم بالكوفة يدعونكم إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج إليهم ؛ فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما يكون منهم وفاء قط ، ومَنْ فاز به فاز بالسّهم الأخيب. والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السّيف»(1) .

وليس مِنْ شك في أنّ أبا سعيد الخدري كان مِنْ ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأكثرهم إخلاصاً وولاءً لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وقد دفعه حرصه على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وخوفه عليه مِنْ معاوية أنْ يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا جواب الإمام الحُسين (عليه السّلام) له.

استيلاءُ الحُسين (عليه السّلام) على أموال للدولة :

وكان معاوية يُنفق أكثر أموال الدولة على تدعيم مُلْكه ، كما كان يهبُ الأموالَ الطائلة لبني أُميّة لتقوية مركزهم السياسي والاجتماعي ، وكان الإمام الحُسين (عليه السّلام) يشجب هذه السياسة ، ويرى ضرورة إنفاذ الأموال مِنْ معاوية وإنفاقها على المحتاجين. وقد اجتازت على يثرب أموال مِن اليمن إلى خزينة دمشق ، فعمد الإمام (عليه السّلام) إلى الاستيلاء عليها ، ووزّعها على

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 161 ، تاريخ ابن عساكر 13 / 67.

٢٣١

المحتاجين مِنْ بني هاشم وغيرهم ، وكتب إلى معاوية :

«مِن الحُسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ عيراً مرّت بنا مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليك ، لتودعها خزائن دمشق ، وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإنّي احتجت إليها فأخذتها ، والسّلام».

وأجابه معاوية : مِنْ عبد الله معاوية إلى الحُسين بن علي. أمّا بعد ، فإنّ كتابك ورد عليّ تذكر أنّ عيراً مرّت بك مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليّ لأودعها خزائن دمشق ، وأعل بها بعد النهل بني أبي ، وإنّك احتجت إليها فأخذتها ، ولم تكن جديراً بأخذها إذ نسبتها إليّ ؛ لأنّ الوالي أحقّ بالمال ، ثمّ عليه المخرج منها. وأيم الله ، لو تركت ذلك حتى صار إليّ لمْ أبخسك حظّلك منها ، ولكنّني قد ظننت يابن أخي أنّ في رأسك نزوة ، وبودّي أنْ يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ، ولكنّني والله ، أتخوّف أنْ تُبلى بمَنْ لا ينظرك فواق ناقة.

وكتب في أسفل كتابه هذه الأبيات :

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ليس ما

جئتَ بالسائغِ يوماً والعلل

أخذكَ المالَ ولمْ تُؤمر بهِ

إنّ هذا مِنْ حُسينٍ لَعجلْ

قد أجزناها ولمْ نغضبْ لها

واحتملنا مِنْ حُسينٍ ما فعلْ

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذا الأملْ

لك بعدي وثبةٌ لا تُحتملْ

وبودّي أنّني شاهدُها

فإليها مِنك بالخلقِ الأجلْ

إنّني أرهبُ أنْ تصلَ بمَنْ

عنده قد سبق السيفُ العذلْ(1)

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 4 / 327 الطبعة الأولى.

٢٣٢

وفي هذا الكتاب تهديد للإمام بمَنْ يخلف معاوية ، وهو ابنه يزيد ، الذي لا يؤمن بمقام الحُسين ومكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

وعلى أيّ حالٍ ، فقد قام الإمام بإنقاذ هذه الأموال مِنْ معاوية وأنفقها على الفقراء ، في حين أنّه لمْ يكن يأخذ لنفسه أيّ صلة مِنْ معاوية ، وقد قدّم له مالاً كثيراً وثياباً وافرة وكسوة فاخرة ، فردّ الجميع عليه(1) .

وقد روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّ الحسن والحُسين كانا لا يقبلان جوائز معاوية(2) .

حديثٌ موضوع :

مِن الأخبار الموضوعة ما روي أنّ الإمام الحُسين وفد مع أخيه الحسن على معاوية فأمر لهما بمئة ألف درهم ، وقال لهم : خُذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يُعطيها أحد بعدي.

فانبرى إليه الإمام الحُسين قائلاً : «والله ، ما أعطى أحدٌ قبلك ولا بعدك لرجلين أشرف منّا».

ولا مجال للقول بصحة هذه الرواية ، فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يفد على معاوية بالشام ، وإنّما وفد عليه الإمام الحسن (عليه السّلام) لا لأجل الصلة والعطاء ، كما يذهب لذلك بعض السذّج مِن المؤرّخين ، وإنّما كان الغرض إبراز الواقع الاُموي والتدليل على مساوئ معاوية ، كما أثبتت ذلك

__________________

(1) الحُسين ـ لعلي جلال 1 / 117.

(2) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) 2 / 332.

٢٣٣

مناظراته مع معاوية وبطانته ، والتي لمْ يقصد فيها إلاّ تلك الغاية ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلّة في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

الحُسين مع بني أُميّة :

كانت العداوة بين الحُسين وبين بني أُميّة ذاتية ، فهي عداوة الضد للضد ، وقد سأل سعيد الهمداني الإمام الحُسين عن بني أُميّة ، فقال (عليه السّلام) : «إنّا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم»(1) .

أجل ، إنّهما خصمان في أهدافهم ، وخصمان في اتّجاههم ، فالحُسين (عليه السّلام) كان يُمثّل جوهر الإيمان بالله ، ويُمثّل القيم الكريمة التي يشرف بها الإنسان ، وبنو أُميّة كانوا يُمثّلون مساوئ الجاهلية التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق ، وكان الاُمويّون بحسب طباعهم الشريرة يحقدون على الإمام الحُسين ، ويبالغون في توهينه ، وقد جرت منازعة بين الحُسين وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في مال كان بينهما فتحامل الوليد على الحُسين في حقّه ، فثار الإمام في وجهه ، وقال : «أحلف بالله لتنصفي مِنْ حقّي أو لآخذنّ سيفي ، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأدعونّ بحلف الفضول».

لقد أراد أنْ يُحيي حلف الفضلول الذي أسسه الهاشميون ، والذي كان شعاره إنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ، وقد حاربه الاُمويّون في جاهليتهم ؛ لأنّه يتنافى مع طباعهم ومصالحهم.

وانبرى عبد الله بن الزّبير فانضمّ للحُسين وانتصر له ، وقال :

__________________

(1) الكنى والأسماء ـ لأبي بشر الدولابي 1 / 77.

٢٣٤

وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتى ينتصف مِنْ حقّه أو نموت جميعاً.

وبلغ المسوّر بن مخرمة بن نوفل الزهري الحديث فانضمّ للحُسين وقال بمثل مقالته ، وشعر الوليد بالوهن والضعف فتراجع عن غيّه ، وأنصف الحُسين (عليه السّلام) مِنْ حقّه(1) .

ومِنْ ألوان الحقد الاُموي على الحُسين أنّه كان جالساً في مسجد النّبي (صلّى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يُحدّث أصحابه ، ويرفع صوته ليُسمع الحُسين ، وهو يقول : إنّا شاركنا آل أبي طالب في النّبوة حتّى نلنا مِنها مثلَ ما نالوا مِنها مِن السّبب والنّسب ، ونلنا مِن الخلافة ما لمْ ينالوا فبِمَ يفخرون علينا؟

وكرّر هذا القول ثلاثاً ، فأقبل عليه الحُسين ، فقال له : «إنّي كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً ، وفي الثاني عفواً ، وأمّا في الثالث فإنّي مجيبك. إنّي سمعت أبي يقول : إنّ في الوحي الذي أنزله الله على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أُميّة في صوَرِ الذر يطؤهم الناس حتى يفرغ مِن الحساب ، ثمّ يُؤتى بهم فيحاسبوا ويُصار بهم إلى النار»(2) . ولمْ يطق الاُموي جواباً وانصرف وهو يتميّز مِن الغيظ.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن موقف الإمام مع معاوية وبني أُميّة ، ونعرض فيما يلي إلى وفاة معاوية وما رافقها مِن الأحداث.

__________________

(1) سيرة ابن هشام 1 / 142.

(2) المناقب والمثالب للقاضي نعمان المصري / 61.

٢٣٥

مرضُ معاوية :

ومرض معاوية وتدهورت صحته ، ولمْ تُجْدِ معه الوصفات الطيبة ، فقد تناهبت جسمه الأمراض ، وقد شعر بدنوّ أجله ، وكان في حزن على ما اقترفه في قتله لحِجْرِ بن عَدِي ، فكان ينظر إليه شبحاً مخيفاً ، وكان يقول :

ويلي مِنكَ يا حِجْر! إنّ لي مع ابن عَدِي ليوماً طويلاً(1) ، وتحدّث الناس عن مرضه ، فقالوا : إنّه الموت ، فأمر أهله أنْ يحشوا عينيه أثمداً ، ويسبغوا على رأسه الطيب ويجلسوه ، ثمّ أذن للناس فدخلوا وسلّموا عليه قياماً ، فلمّا خرجوا مِنْ عنده أنشد قائلاً :

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ

أنّي لريبِ الدهرِ لا اتضعضعُ

فسمعه رجل مِن العلويِّين فأجابه :

وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظفارَها

ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ(2)

وصاياه :

ولمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد ، وقد جاء فيها : يا بُني ، إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ، ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ ، فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب ، وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل

__________________

(1) الفتنة الكبرى 2 / 245.

(2) حياة الحيوان للدميري 1 / 59.

٢٣٦

أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك ، فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم.

وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة ، فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك ، وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ، ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه ، فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد ، وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو ، وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير ، فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً ، واحقنْ دماء قومك ما استطعت(1) .

وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية ، وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

وممّا يؤيد وضعها ما يلي :

1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك ، فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته(2) ، وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة ، وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 259.

(2) تاريخ خليفة خياط 1 / 229.

٢٣٧

وإثم ، فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!

2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم ، وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء ، فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!

3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة ، وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!

4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية ، فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟

5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة ، وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها ، فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد ، وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ، ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم.

وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين ، والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال

٢٣٨

الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه ، فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.

لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد ، كلاّ أبداً ، فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ، ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ، ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً ، وسمّ ابن بنت الرسول الحسن ، فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!

قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ ، أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ، ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ، ولكنّ المؤرّخين ـ سامحهم الله ـ أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن ، وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة.

وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة(1) .

موتُ معاوية :

واستقبل معاوية الموت غير مطمئن فكان يتوجّع ويظهر الجزع على ما اقترفه مِن الإسراف في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم ، وقد وافاه الأجل في دمشق محروماً عن رؤية ولده الذي اغتصب له الخلافة ، وحمله

__________________

(1) مجلة الغري السنة الثامنة العدد 9 و 10.

٢٣٩

على رقاب المسلمين ، وكان يزيد فيما يقول المؤرّخون مشغولاً عن أبيه في أثناء وفاته برحلات الصيد ، وعربدات السكر ونغمة العيدان.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وقوله : وكيل ، فيه إيماء إلى جلالته ، بل وثاقته(١) .

أقول : في الوجيزة : ابن معروف الكشّي كان وكيلا ، وابن معروف السمرقندي ضعيف(٢) .

وحكم بمغايرة الاسمين أيضا في الحاوي(٣) والمجمع(٤) ، وهو الظاهر كما في الوسيط أيضا(٥) .

وقال في المجمع : إنّه أستاذ الكشّي(٦) رحمه‌الله ، ويشير إليه ما ذكره في تعق. وإلى التعدّد ، رواية العيّاشي عن ذاك وكش عن هذا ، فتأمّل.

هذا ، والظاهر سقوط وكيل من قلم ناسخصه ، وإلاّ فلا وجه لذكره في القسم الأوّل.

٦٠١ ـ جعفر بن ميمون :

روىكش عن حمدويه بن نصير ، عن أيّوب بن نوح ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ما يدلّ على أنّ جعفر بن ميمون من أصحاب أبي الخطّاب وأنّه من أهل النار ،صه (٧) .

وفيكش : في موسى بن أشيم وحفص بن ميمون وجعفر بن ميمون ، بالسند المذكور فيصه عنهعليه‌السلام ، قال : إنّي لأنفس على أجساد أصيبت معه ـ يعني أبا الخطّاب ـ النار. ثمّ ذكر ابن الأشيم فقال : كان يأتيني فيدخل عليّ هو وصاحبه وحفص بن ميمون ويسألوني فأخبرهم بالحق ، ثم‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٨.

(٢) الوجيزة : ١٧٨ / ٣٨١ ، ٣٨٠.

(٣) حاوي الأقوال : ٢٤٠ / ١٣١٥.

(٤) مجمع الرجال : ٢ / ٤٥.

(٥) الوسيط : ٤٥.

(٦) مجمع الرجال : ٢ / ٤٤.

(٧) الخلاصة : ٢١١ / ٦.

٢٨١

يخرجون من عندي إلى أبي الخطّاب فيخبرهم بخلاف قولي ، فيأخذون بقوله ويذرون قولي(١) انتهى.

وكأنّ كلام العلاّمةرحمه‌الله (٢) مبني على ما ذكرهكش في العنوان.

أقول : فيطس : روى ـ أيكش ـ حديثا يدلّ على أنّه من أصحاب أبي الخطّاب وأنّه من أهل النار. ثمّ ذكر السند(٣) .

والظاهر أنّ ما فيصه مأخوذ منه ، وما فيه مبنيّ على ذلك.

وحكم في المجمع بكون جعفر بن ميمون اشتباها بجعفر بن واقد ، قال : وكأنّه المراد بالصاحب المذكور ، وفيه : أن ابن واقد ـ كما يأتي ـ عاش إلى زمن الجوادعليه‌السلام ، فكيف يكون ممّن قتل مع أبي الخطّاب؟! فلا تغفل.

ثمّ قال : وجعفر بن ميمون لا ذكر له في كتب الرجال والحديث(٤) .

وهذا غير بعيد ، ولم يذكره في الوجيزة أيضا ، فتدبّر.

٦٠٢ ـ جعفر بن ناجية :

ابن أبي عمّار الكوفي ، مولى ،ق (٥) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا ، لأنّ للصدوق طريقا إليه(٦) . ويروي عنه جعفر بن بشير(٧) ، وهو يشير إلى الوثاقة(٨) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٤٤ / ٦٣٨.

(٢)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) التحرير الطاووسي : ١١٢ / ٧٩.

(٤) مجمع الرجال : ٢ / ٤٥ ، هامش : ٧.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢٠.

(٦) الوجيزة : ٣٧٧ / ٩٣.

(٧) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٢١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٨.

٢٨٢

أقول : فيمشكا : ابن ناجية ، عنه جعفر بن بشير البجلي كما في الفقيه(١) .

٦٠٣ ـ جعفر بن نجيح المدني :

جدّ عليّ بن المثنّى ، أسند عنه ،ق (٢) .

٦٠٤ ـ جعفر بن نعيم الشاذاني :

يروي عنه الصدوق مترضّيا ، وكثيرا ما يقول : حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذانرضي‌الله‌عنه (٣) .

وفي العيون : عنه ، عن عمّه أبي عبد الله الشاذاني محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان(٤) .

والظاهر أنّ أبا عبد الله هذا هو محمّد بن أحمد بن نعيم ، فيكون الفضل بن شاذان عمّا لعمّ جعفر ،تعق (٥) .

أقول : قال بعض المشايخ : إنّه من مشايخ الصدوق.

٦٠٥ ـ جعفر بن واقد :

بالقاف. روىكش عن محمّد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار ، قالا(٦) : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ومحمّد بن عيسى ، عن عليّ بن مهزيار ، قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يلعن جعفر ابن واقد ،صه (٧) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٣١.

(٢) رجال الشيخ : ١٦١ / ٥.

(٣) علل الشرائع : ٦٧ / ١.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٩٩ / ١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٨.

(٦) في نسخة « م » : قال.

(٧) الخلاصة : ٢١٠ / ٥.

٢٨٣

وفيكش : في هاشم بن أبي هاشم وأبي السمهري وابن أبي الزرقاء بالسند المذكور فيصه ، عنهعليه‌السلام ـ وقد ذكر عنده أبو الخطّاب ـ : لعن الله أبا الخطّاب ، ولعن الله أصحابه ، ولعن الله الشاكّين في لعنه ، ولعن من وقف في ذلك وشكّ فيه.

ثمّ قال : هذا أبو الغمرة(١) وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس فصاروا دعاة يدعون إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب ، لعنه الله ولعنهم معه ، ولعن من ينكر ذلك(٢) . الحديث(٣) .

وظنّي أنّ أبا السمهري هو جعفر بن واقد ، وإلاّ لذكر جعفرا أيضا في العنوان.

وفيتعق : في النقد مكان أبا جعفرعليه‌السلام : الباقرعليه‌السلام (٤) ، وهو وهم(٥) .

قلت : لأنّ الراوي عنه عليّ بن مهزيار.

٦٠٦ ـ جعفر بن ورقاء :

بالراء والقاف ، ابن محمّد بن ورقاء بن صلة(٦) بن عمير ، يكنّى أبا محمّد ، أمير بني شيبان بالعراق ووجههم ، وكان عظيما عند السلطان ، صحيح المذهب ، له كتاب في إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ،صه (٧) .

وفيما زادجش : وتفضيله على أهل البيتعليهم‌السلام ، سمّاه كتاب‌

__________________

(١) في نسخة « م » : أبو الغمزة ، وفي المصدر : أبو الغمر.

(٢) في المصدر : ولعن من قبل ذلك منهم.

(٣) رجال الكشّي : ٥٢٨ / ١٠١٢.

(٤) نقد الرجال : ٧٥ / ٩٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٨.

(٦) في نسخة « م » : جبلة.

(٧) الخلاصة : ٣٣ / ٢١.

٢٨٤

حقائق(١) التفضيل في تأويل التنزيل.

الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى بن أحمد العبسي(٢) ، قال : قرأت على الأمير أبي محمّد(٣) .

٦٠٧ ـ جعفر بن هارون الكوفي :

يكنّى أبا عبد الله ، ثقة ،ق (٤) .

وزادصه : من رجال الصادقعليه‌السلام (٥) .

٦٠٨ ـ جعفر بن يحيى بن العلاء :

أبو محمّد ، رازي(٦) ؛ ثقة ، وأبوه أيضا ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وهو أخلط بنا من أبيه وأدخل فينا ، وكان أبوه يحيى بن العلاء قاضيا بالري ،صه (٧) .

وزادجش : عنه موسى بن الحسين بن موسى. إلاّ أنّ فيه : روى أبوه. إلى آخره(٨) .

ولعلّه أصح ، لأنّه لم تظهر روايته هو عنهعليه‌السلام في موضع آخر.

أقول : في الحاوي : يفهم منصه أنّ جعفرا روى عن الصادقعليه‌السلام ، ولم أظفر به في رجالهعليه‌السلام ، وعبارةجش لا يفهم منها ذلك ،

__________________

(١) حقائق ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) في نسخة « م » : العبيسي.

(٣) رجال النجاشي : ١٢٤ / ٣١٩.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢٢.

(٥) الخلاصة : ٣٠ / ٢.

(٦) في المصدر : الرازي.

(٧) الخلاصة : ٣٣ / ٢٢.

(٨) رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٧.

٢٨٥

ولعلّ لفظة(١) أبوه الثاني سقط من نسخة العلاّمة(٢) .

وفيمشكا : ابن يحيى بن العلاء الثقة الرازي ، عنه موسى بن الحسين بن موسى(٣) .

٦٠٩ ـ جعيد الهمداني :

ن (٤) ،سين (٥) . وزادي (٦) وين (٧) : كوفي.

وفيصه : في أصحابهعليه‌السلام من اليمن(٨) . وكذا في قي : جعيد همدان(٩) .

وقد يراد بهم الخواص كما في د(١٠) .

٦١٠ ـ جفير :

بالفاء بعد الجيم ، ابن الحكم العبدي ، ابن(١١) المنذر ، عربي ثقة ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ،صه (١٢) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب ، منذر بن جفير ، عن أبيه ، به(١٣) .

__________________

(١) في نسخة « ش » والمصدر : لفظ.

(٢) حاوي الأقوال : ٤١ / ١٣٢.

(٣) هداية المحدّثين : ١٨٥.

(٤) رجال الشيخ : ٦٧ / ٢.

(٥) رجال الشيخ : ٧٢ / ٧.

(٦) رجال الشيخ : ٣٧ / ٥ ، وفيه : جعدة.

(٧) رجال الشيخ : ٨٦ / ٥.

(٨) الخلاصة : ١٩٥.

(٩) رجال البرقي : ٦.

(١٠) رجال ابن داود : ٦٦ / ٣٤٢.

(١١) في المصدر : أبو.

(١٢) الخلاصة : ٣٧ / ٧.

(١٣) رجال النجاشي : ١٣١ / ٣٣٧.

٢٨٦

وفيق : جيفر(١) ، ويأتي.

٦١١ ـ جلبة بن حيّان :

ابن الأنجر(٢) الكناني ، له نوادر. وهو أيضا يروي عن جميل بن درّاج كتابه ، عبد الله بن جبلة ، عنه به ،جش (٣) .

وفيد : جلبة ـ بالجيم المضمومة ـ ابن الأبجر ـ بالمفردة والجيم ـ(٤) .

وفيق : جبلة(٥) ، كما سبق ؛ والظاهر أنّه هو جلبة المذكور ، فتأمّل.

أقول : فيضح : جلبة ـ بالجيم ثم اللام ثم الباء المفردة ـ ابن حيّان ـ بالمهملة والمثناة تحت المشددة والنون ـ ابن الأنجر ـ بالنون والجيم والراء ـ(٦) انتهى.

وقد أشرنا في جبلة إلى أنّ تقديم اللام سهو ، فلاحظ ترجمة عبد الله ابنه(٧) .

وفيمشكا : ابن حيّان بن الأنجر الكنانيّ ، عنه عبد الله بن جبلة ، وهو عن جميل بن درّاج(٨) .

٦١٢ ـ جلبة بن عياض :

أبو الحسن الليثي ، أخو أبي ضمرة ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٦٠.

(٢) في المصدر : الأبجر.

(٣) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣١.

(٤) رجال ابن داود : ٦٦ / ٣٤٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥١ ، وفيه : جبلة بن جنان بن ابحر.

(٦) إيضاح الاشتباه : ١٣٤ / ١٤٤.

(٧) رجال النجاشي : ٢١٦ / ٥٦٣.

(٨) هداية المحدّثين : ٣١ ، وفيه : ابن حيّان الأنجر.

(٩) الخلاصة : ٣٦ / ٤.

٢٨٧

وزادجش : له كتاب ، هارون بن مسلم ، عنه به(١) .

أقول : فيمشكا : ابن عياض الليثي الثقة ، عنه هارون بن مسلم(٢) .

٦١٣ ـ جماعة بن سعد الجعفي :

الصائغ ؛ روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، خرج مع أبي الخطّاب وقتل ، وهو ضعيف في الحديث ؛ ومذهبه(٣) ما ذكرت ،صه (٤) .

وفيد :غض ، ليس بشي‌ء ، له عدّة أحاديث ، خرج مع أبي الخطّاب وقتل(٥) .

قلت : ما فيصه بتمامه كلامغض كما في المجمع(٦) ، وقول د :غض ليس بشي‌ء ، أي : يفهم منه.

٦١٤ ـ جميل بن درّاج :

ودرّاج يكنّى بأبي الصبيح ـ ابن عبد الله أبو علي النخعي.

وقال ابن فضّال : أبو محمّد ، شيخنا ووجه الطائفة ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، أخذ عن زرارة ـ وأخوه نوح بن درّاج القاضي كان أيضا من أصحابنا ، وكان يخفي أمره ـ وكان أكبر من نوح ، وعمي في آخر عمره ،جش (٧) .

صه ، إلاّ : أخذ عن زرارة ، و : كان ، قبل أيضا ، وبعد يخفي أمره(٨) :

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣٠.

(٢) هداية المحدّثين : ٣١.

(٣) في نسخة « ش » : مذهبه.

(٤) الخلاصة : ٢١١ / ٥.

(٥) رجال ابن داود : ٢٣٦ / ٩٧.

(٦) مجمع الرجال : ٢ / ٤٩.

(٧) رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨.

(٨) بل بعد : وعمي في آخر عمره.

٢٨٨

ومات درّاج(١) في أيّام الرضاعليه‌السلام . ثمّ زاد : وأخذ عن زرارة ، له أصل.

قالكش : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه فيما يقول والإقرار له بالفقه(٢) ، انتهى.

وزادجش على ما مرّ : ومات في أيّام الرضاعليه‌السلام . له كتاب رواه جماعات من الناس ، عنه ابن أبي عمير.

وله كتاب اشترك هو ومحمّد بن حمران فيه ، رواه الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس عنهما.

وله كتاب اشترك هو ومرازم بن حكيم فيه ، عليّ بن حديد عنهما ، انتهى.

ولا يخفى حسن عبارةجش بالنسبة إلى صه.

وفيست : له أصل ، وهو ثقة ، الحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عنه(٣) .

وفيكش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن أيّوب بن نوح ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن محمّد بن حسان ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يتلو هذه الآية :( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) (٤) ثمّ أهوى بيده إلينا ، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره ،

__________________

(١) دراج ، لم ترد في المصدر.

(٢) الخلاصة : ٣٤ / ١.

(٣) الفهرست : ٤٤ / ١٥٣ ، وفيه : عن ابن أبي عمير وصفوان عنه.

(٤) سورة الأنعام : ٦ آية ٨٩.

٢٨٩

فقلنا : أجل والله جعلت فداك لا نكفر بها(١) .

قال محمّد بن مسعود : سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي عن نوح بن درّاج ، فقال : كان من الشيعة ، وكان قاضي الكوفة فقال(٢) له : لم دخلت في أعمالهم؟ فقال : لم أدخل في أعمال هؤلاء حتّى سألت أخي جميلا يوما فقلت له : لم لا تحضر المسجد؟ فقال لي : ليس لي إزار.

وقال حمدان : مات جميل عن مائة ألف.

وقال حمدان : كان درّاج بقّالا ، وكان نوح مخارجة من الّذين يقتتلون في القضية(٣) الّتي تقع بين المجالس.

قال : وكان يكتب الحديث. وكان أبوه يقول : لو ترك القضاء لنوح أيّ الرجل(٤) كان(٥) .

ثمّ قال في تسمية الفقهاء من أصحاب الصادقعليه‌السلام بعد عدّه مع عبد الله بن مسكان وابن بكير وحمّاد بن عثمان وأبان : قالوا : وزعم أبو إسحاق الفقيه ـ يعني ثعلبة بن ميمون ـ أنّ أفقه هؤلاء جميل بن درّاج(٦) .

أقول : لا يخفى سقوط : جميل ابن ، قبل درّاج في كلام العلاّمةرحمه‌الله ، لأنّه الذي مات في أيّامهعليه‌السلام كما نصّ عليهجش ، وأيضا قوله : كان أكبر من نوح لا يلائمه ، ولعلّه يشير إليه قول الميرزا : ولا يخفى حسن إلى آخره.

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٧.

(٢) في المصدر : فقيل.

(٣) في المصدر : العصبيّة.

(٤) في المصدر : رجل.

(٥) رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٨.

(٦) رجال الكشّي : ٣٧٥ / ٧٠٥ ، وفيه زيادة : حمّاد بن عيسى ضمن المعدودين.

٢٩٠

وما فيجش : وقال حمدان : مات جميل عن مائة ألف ، لعلّ المراد أن ذلك حصل له بعد ذلك ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن درّاج الثقة ، عنه ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعمر بن عبد العزيز ، وفضالة ، والحسن بن علي ابن بنت إلياس ، وعليّ بن حديد ، والنضر بن شعيب ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب.

وهو عن حديد بن حكيم ، وزرارة ، والصادقعليه‌السلام ، والكاظمعليه‌السلام .

وفي التهذيب : عن النضر بن سويد ، عن جميل بن درّاج(١) .

قال في المنتقى : في الاستبصار : عن النضر بن شعيب(٢) ، وهو أظهر ، والتصحيف في التهذيب(٣) .

وفي اسناد الشيخ : موسى بن القاسم ، عن جميل بن درّاج(٤) .

وفي المنتقى : أنّ موسى بن القاسم يروي في الأسانيد المتكرّرة عن جميل هذا بواسطة أو اثنين ، ورعاية الطبقات قاضية أيضا بثبوت أصل الواسطة ، ومن جملة من يتوسّط بينهما إبراهيم النخعي مجهول والعلاّمة أخذ على طريقه في الأخذ بظاهر السند فصحّح الحديث(٥) ، انتهى.

ووقع في الاستبصار(٦) والتهذيب(٧) الحسين بن سعيد عن جميل بن‌

__________________

(١) التهذيب ٤ : ٢٨٠ / ٨٤٩.

(٢) الاستبصار ٢ : ١٢٢ / ٣٩٦.

(٣) منتقى الجمان : ٢ / ٥٥١.

(٤) التهذيب ٥ : ٣٧٩ / ١٣٢٢.

(٥) منتقى الجمان : ٣ / ٣٢.

(٦) الاستبصار ١ : ١٤٨ / ٥١٠.

(٧) التهذيب ٢ : ٢٠٦ / ٨٠٩.

٢٩١

دراج ، وهو خلاف المعهود المتكرّر ، والغالب توسّط ابن أبي عمير وقد يكون هو مع فضالة ، وقيل : مع فرض الحصر فيهما لا يقدح سقوطها(١) في الحديث.

وفي طلاق التهذيب في بحث الرجعة سند هو : الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أحمد بن محمّد ، عن جميل بن درّاج(٢) . وصوابه عطف أحمد بن محمّد بالواو لا عن ، فإن أحمد هذا ابن أبي نصر ، وابن أبي عمير لا يروي عنه(٣) .

٦١٥ ـ جميل بن صالح الأسدي :

ثقة ، وجه ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : روى عنه سماعة ، وأكثر ما يروي عنه(٥) نسخة رواية الحسن بن محبوب أو محمّد بن أبي عمير ، وقد رواه عنه عليّ بن حديد(٦) .

وفيست : له أصل ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن غير واحد ، عنه(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن صالح الأسدي الثقة ، عنه الحسن بن محبوب ، وابن أبي عمير ، وعليّ بن حديد ، وابن سماعة.

__________________

(١) في نسخة « ش » : سقوطهما.

(٢) التهذيب ٨ : ٦١ / ١٩٨.

(٣) هداية المحدّثين : ٣١.

(٤) الخلاصة : ٣٤ / ٢.

(٥) في المصدر : وأكثر ما يرى منه.

(٦) رجال النجاشي : ١٢٧ / ٣٢٩.

(٧) الفهرست : ٤٤ / ١٥٤.

٢٩٢

وهو عن ذريح المحاربي(١) ، انتهى.

ومرّ في ابن درّاج أنّه أيضا يروي عنه ابن أبي عمير وعليّ بن حديد ، فتأمّل.

٦١٦ ـ جميل بن عبد الله بن نافع :

الخثعمي ، الخيّاط ، الكوفي ،ق (٢) .

وزادصه : لم أر فيه مدحا من طرق أصحابنا ، غير أنّ ابن عقدة روى عن محمّد بن عبد الله بن أبي حكيمة قال : سألنا ابن نمير عن محمّد بن جميل بن عبد الله بن نافع الخيّاط(٣) ، فقال : ثقة قد رأيته وأبوه ثقة.

وهذه الرواية لا تقتضي عندي التعديل ، لكنّها من المرجحات(٤) .

وقالشه : لأنّ راويها ابن عقدة وهو زيدي ، عن محمّد بن عبد الله وهو مجهول(٥) .

وفيتعق : من جهة ابن نمير العامّي أولى ، وابن عقدة وإن كان زيديّا إلاّ أنّ الظاهر أنّه ثقة في النقل ، مع أنّه له خصوصيّة تامّة بنا وبأصحابنا ، وأشرنا في الفوائد إلى ما يناسب المقام(٦) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٧) .

وفي المجمع : يدخل رواية مثله في الحسان(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٣٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٣ / ٤٢.

(٣) في نسخة « م » : الحناط.

(٤) الخلاصة : ٣٤ / ٣.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٩.

(٧) الوجيزة : ١٧٩ / ٣٩٤.

(٨) ما ذكر لم يرد في المجمع في ترجمته : ٢ / ٥٣.

٢٩٣

وذكره فيصه في القسم الأوّل ، والحاوي في الرابع(١) .

٦١٧ ـ جميل بن عيّاش :

أبو علي البزّاز ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (٢) .

٦١٨ ـ جناب بن عائذ الأسدي :

مولى عامر بن عداس ، أسند عنه ،ق (٣) .

٦١٩ ـ جناب بن نسطاس :

أبو علي الجنبي ، العرزمي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٦٢٠ ـ جندب بن أيّوب :

واقفي ،ظم (٥) ،صه (٦) .

قلت : نقله في الحاوي عنق أيضا(٧) ، فلاحظ.

٦٢١ ـ جندب بن جنادة الغفاري :

أبو ذررحمه‌الله ، وقيل : جندب بن السكن ، وقيل : اسمه برير بن جنادة ، مهاجري ، مات في زمن عثمان بالربذة ، ل(٨) .

وزادصه بعد مهاجري : أحد الأركان الأربعة ، روي عن الباقرعليه‌السلام أنّه لم يرتد ، وبعد بالربذة : له خطبة(٩) يشرح فيها الأمور بعد النبيّ‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢٤٢ / ١٣٣٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٥.

(٣) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥٧.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٦٨ ، وفيه : بسطاس.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٧.

(٦) الخلاصة : ٢١١ / ٢ ، وفيه : جند.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٤٢ / ١٣٢٩.

(٨) رجال الشيخ : ١٣ / ١٢.

(٩) في نسخة « م » : خطبته.

٢٩٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

وفيي : أحد الأركان الأربعة(٢) .

وزادست : له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أخبرنا بها الحسين بن عبيد الله ، عن الدوري ، عن الحسن بن عليّ البصري ، عن العبّاس بن بكار ، عن أبي الأشهب ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : خطب أبو ذررحمه‌الله وذكرها بطولها(٣) .

وفيكش أحاديث كثيرة في مدحه ، إلاّ أنّا لشهرته بالكنية نذكره في الكنى إن شاء الله ونوردها هناك.

أقول : كذا قال الميرزارحمه‌الله (٤) ، ونسي أن يذكر ما وعد على ما في النسخ التي عندي ، وهي أربع ، ولنشر إلى شي‌ء من ذلك قضاء لبعض واجب حقه(٥) .

ففي الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : إنّ أبا ذر أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جبرئيل في صورة دحية الكلبي ، وقد استخلاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما.

فقال جبرئيلعليه‌السلام (٦) : أما لو سلّم لرددنا عليه. يا محمّد ، إنّ‌

__________________

(١) الخلاصة : ٣٦ / ١ ، وفيها بدل وقيل اسمه برير بن جنادة مهاجري : وقيل اسمه ثوير بن جنادة مهاجر.

(٢) رجال الشيخ : ٣٦ / ١.

(٣) الفهرست : ٤٥ / ١٥٩.

(٤)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) في نسخة « ش » : قضاء لواجب حقه.

(٦)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « م ».

٢٩٥

له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء ، فسله عنه إذا عرجت إلى السماء.

فلمّا ارتفع(١) جاء أبو ذر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . فقال له : ما منعك يا أبا ذر أن تكون سلّمت علينا حين مررت بنا؟ فقال : ظننت يا رسول الله إنّ الذي معك دحية. فقال : ذاك جبرئيل وقال : أما لو سلّم علينا لرددنا عليه.

فلمّا علم أبو ذر أنّه كان جبرئيل دخله من الندامة ـ حيث لم يسلّم عليه ـ ما شاء الله.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هذا الدعاء الذي تدعو به؟ فقد أخبرني جبرئيل أنّ لك دعاء معروفا في السماء.

فقال : نعم يا رسول الله ،أقول : اللهمّ إنّي أسألك الأمن والإيمان بك والتصديق بنبيّك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار النّاس(٢) .

ونحوه فيكش (٣) ، وإنّما آثرناه لصحّة سنده.

وفيكش أيضا : حدّثني عليّ بن محمّد القتيبي ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، قال : قال أبو الحسنعليه‌السلام : قال أبو ذر : من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عنّي مذمّة بعد رغيفي شعير أتغدّى بأحدهما وأتعشّى بالآخر ، وبعد شملتي صوف أتّزر بأحدهما وأرتدي بالأخرى.

قال : وقالعليه‌السلام : إنّ أبا ذررضي‌الله‌عنه بكى من خشية الله‌

__________________

(١) في المصدر زيادة : جبرئيل.

(٢) الكافي ٢ : ٤٢٧ / ٢٥.

(٣) رجال الكشّي : ٢٥ / ٤٩.

٢٩٦

حتّى اشتكى عينيه ، فخافوا عليهما ، فقيل له : يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك ، فقال : إنّي عنهما لمشغول وما عناني أكبر ، فقيل له : وما شغلك عنهما(١) ؟ قال : العظيمتان الجنّة والنار.

قال : وقيل له عند الموت : يا أبا ذر مالك(٢) ؟ قال : عملي ، قالوا : إنّما نسألك عن الذهب والفضّة ، قال : ما أصبح فلا أمسى وما أمسى فلا أصبح ، لنا كندوج نضع(٣) فيه حرّ متاعنا ، سمعت حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : كندوج المرء قبره(٤) .

جبرئيل بن أحمد ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان بن مهران الجمّال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله أمرني بحبّ أربعة ، قالوا : ومن هم يا رسول الله؟

قال : عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . ثمّ سكت ، ثمّ قال :

إنّ الله أمرني بحبّ أربعة.

قالوا : ومن هم يا رسول الله؟

قال : عليّ بن أبي طالب والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي(٥) .

ومرّ خبر الحواريين في أويسرضي‌الله‌عنه ويأتي ذكره في حذيفة وفي‌

__________________

(١) عنهما ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) في المصدر : ما مالك.

(٣) في المصدر : ندع.

(٤) رجال الكشّي : ٢٨ / ٥٤.

(٥) رجال الكشّي : ١٠ / ٢١.

٢٩٧

سعد بن مالك وأبي(١) سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه وفي سلمان رضي الله(٢) عنه وفي مالك الأشتررضي‌الله‌عنه .

وقبرهرضي‌الله‌عنه مزار معروف بالربذة ، وتعرف الآن بالصفراء بين الحرمين الشريفين.

٦٢٢ ـ جندب بن زهير :

فيكش : قال الفضل بن شاذان : من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم جندب بن زهير قاتل الساحر(٣) ، وعدّ جماعة.

وفيقب : جندب الخير الأزدي أبو عبد الله ، قاتل الساحر ، مختلف في صحبته ، يقال : ابن كعب ، ويقال : ابن زهير ، ذكره ابن حيّان في ثقات التابعين ، وقال أبو عبيد : قتل بصفّين(٤) .

٦٢٣ ـ جندب بن صالح البصري :

الأزدي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٦٢٤ ـ جندب بن عبد الله بن سفيان :

البجلي ، العلقي ، ويقال : جندب الخير ، وجندب العارف ، ل(٦) .

وتقدّم ابن زهير. وجعله فيقب غيره(٧) .

٦٢٥ ـ جنيد :

الذي من أصحاب العسكريعليه‌السلام ، في فارس بن حاتم ما‌

__________________

(١) في نسخة « م » : أبي.

(٢)رضي‌الله‌عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٦٩ / ١٢٤.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ١٣٥ / ١٢٠.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٤٩.

(٦) رجال الشيخ : ١٣ / ١٣.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ١٣٤ / ١١٩.

٢٩٨

يشعر بحسن حاله في الجملة ،تعق (١) .

أقول : بل يظهر حسن حاله منه ومن غيره جدّا.

ففيكش في فارس : حدّثني الحسين بن الحسن بن بندار القمّي ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد أنّ العسكريعليه‌السلام أمر بقتل فارس ، وضمن لمن قتله الجنّة ، فقتله جنيد(٢) . وفيه غيره أيضا.

وفي الكافي : الحسين بن محمّد الأشعري ، قال : كان يرد كتاب أبي محمّدعليه‌السلام في الإجراء على الجنيد ـ قاتل فارس ـ وأبي الحسن وآخر ، فلمّا مضى أبو محمّدعليه‌السلام ورد استئناف من الصاحبعليه‌السلام لإجراء أبي الحسن وصاحبه ولم يرد في أمر الجنيد بشي‌ء ، قال : فاغتممت لذلك ، فورد نعي الجنيد بعد ذلك(٣) .

٦٢٦ ـ جون مولى أبي ذر :

سين(٤) .قلت : هو من شهداء كربلاءرضي‌الله‌عنه .

٦٢٧ ـ جويبر :

من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يظهر من كتب الأخبار جلالته ، كما في كتاب النكاح(٥) ،تعق (٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٩.

(٢) رجال الكشّي : ٥٢٣ / ١٠٠٦.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٩ / ٢٤.

(٤) رجال الشيخ : ٧٢ / ٣.

(٥) الكافي ٥ : ٣٣٩ / ١.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٩.

٢٩٩

٦٢٨ ـ جويرية :

بضمّ الجيم ؛ ابن أسماء ، روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال فيه : إنّه زنديق لا يرجع أبدا ، وحمران مؤمن لا يرجع أبدا.

وفي الطريق إسحاق بن محمّد البصري ،صه (١) .

وفيكش : محمّد بن مسعود ، عن إسحاق بن محمّد البصري ، عن عليّ بن داود الحدّاد ، عن حريز بن عبد الله ، قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء ، فلمّا خرجا قال : أمّا حمران فمؤمن لا يرجع أبدا ، وأمّا جويرية فزنديق لا يصلح(٢) أبدا. فقتل هارون جويرية بعد ذلك(٣) ، انتهى.

٦٢٩ ـ جويرية بن مسهر :

عربي ، كوفي ، ي(٤) .

وفيصه : وفي(٥) أصحابهعليه‌السلام من ربيعة جويرية بن مسهر العبدي ، شهد مع أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) .

وفيكش : حدّثنا جعفر بن معروف ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن جويرية بن مسهر العبدي قال : سمعت عليّاعليه‌السلام يقول : أحبّ محبّ آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أحبّهم ، فإذا أبغضهم فأبغضه ، وأبغض مبغض آل‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٣.

(٢) في المصدر : لا يفلح ، وفي نسخة منه : لا يصلح.

(٣) رجال الكشّي : ٣٩٧ / ٧٤٢.

(٤) رجال الشيخ : ٣٧ / ٤.

(٥) في نسخة « ش » : في.

(٦) الخلاصة : ١٩٣.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500