منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247397 / تحميل: 4736
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، فإذا أحبّهم فأحبّه ، وأنا أبشّرك وأنا أبشّرك وأنا أبشّرك(٢) .

وفيتعق : في ترجمة هشام بن محمّد السائب أنّ له كتابا في مقتل رشيد وميثم وجويرية(٣) ، وفيه إيماء إلى مشكوريّته وجلالته. واشتهار حديثه في ردّ الشمس على أمير المؤمنينعليه‌السلام وكونه متلقّى بالقبول يومئ إلى الاعتماد عليه(٤) .

قلت : وهو ممّن قتله زياد ابن أبيه لعنه الله ؛ من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وفي الخرائج والجرائح للراونديرحمه‌الله أنّ عليّاعليه‌السلام قال لجويرية بن مسهر : لتقبلنّ(٥) إلى العتلّ الزنيم ، وليقطعنّ(٦) يدك ورجلك ، ثمّ ليصلبنّك.

ثمّ مضى دهر حتّى ولي زياد ، فقطع يده ورجله ثمّ صلبه(٧) ، انتهى.

وفي الوجيزة : ممدوح(٨) .

٦٣٠ ـ جهم بن أبي جهم :

ظم (٩) . وفيجش : جهيم بن أبي جهم ، ويقال : ابن أبي جهمة ،

__________________

(١) في المصدر زيادة : ما أبغضهم.

(٢) رجال الكشّي : ١٠٦ / ١٦٩.

(٣) رجال النجاشي : ٤٣٤ / ١١٦٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٩.

(٥) في المصدر : لتعتلنّ.

(٦) في نسخة « ش » ولتقطعن.

(٧) الخرائج والجرائح ١ : ٢٠٢ / ٤٤.

(٨) الوجيزة : ١٨٠ / ٤٠٨.

(٩) رجال الشيخ : ٣٤٥ / ٣.

٣٠١

كوفي ، روى عنه سعدان بن مسلم نوادر(١) .

وفيتعق : لعلّه يذكر مكبّرا ومصغّرا معا ، وللصدوق طريق إليه(٢) ، وعدّه خالي ممدوحا لذلك(٣) .

ولا يبعد أن يكون أخا سعيد بن أبي الجهم الثقة ، فيكون ممدوحا لما في ترجمته : أنّ آل أبي الجهم بيت كبير في الكوفة(٤) . وفي منذر بن محمّد : أنّه من بيت جليل(٥) ؛ فلاحظ.

وعن الداماد : أنّه لا بأس به(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي جهم ، عنه سعدان بن مسلم(٧) .

٦٣١ ـ جهم :

ـ بالجيم المفتوحة والميم بعد الهاء ـ ابن حكيم ؛ كوفي ؛ ثقة ؛ قليل الحديث ،صه (٨) .

جش ، إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب ذكره ابن بطّة وخلط إسناده ، تارة قال : حدّثنا أحمد بن محمّد البرقي عنه وتارة قال : حدّثنا أحمد بن محمّد عن أبيه عنه(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن حكيم الثقة ، عنه أحمد بن محمّد البرقي ،

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٣١ / ٣٣٨.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ ٤ / ٥٤.

(٣) الوجيزة : ٣٧٧ / ٩٥.

(٤) رجال النجاشي : ١٧٩ / ٤٧٢.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٩.

(٧) هداية المحدّثين : ٣٤.

(٨) الخلاصة : ٣٧ / ٥.

(٩) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٣.

٣٠٢

وتارة عن أبيه عنه(١) .

٦٣٢ ـ جهيم بن حميد الرواسي :

الكوفي ،ق (٢) .

وفيتعق : روى الكليني والشيخ عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن جهم بن حميد قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : أما تغشى سلطان هؤلاء؟قلت : لا.

قال(٣) : فلم؟قلت : فرارا بديني.

قال : قد عزمت على ذلك؟ قلت(٤) : نعم.

قال : الآن سلم لك دينك(٥) .

وفي الكافي في باب صلة الرحم عنه : لي قرابة على غير أمري. الحديث(٦) .

وفي جميل الرواسي ما يظهر منه معروفيّته ، فتأمّل(٧) .

قلت : لم نذكر جميلا لجهالته ، وهو فيق منجخ هكذا : جميل الرواسي صاحب السابري ، مولى جهم بن حميد الرواسي(٨) (٩) .

والظاهر أنّ جهم بن حميد اسم برأسه ، ولذا لم يجعله في المجمع‌

__________________

(١) هداية المحدثين : ٣٤.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢٧ ، وفيه : الجهم بن حميد.

(٣) في نسخة « ش » زيادة : لي.

(٤) في نسخة « م » : قال.

(٥) الكافي ٥ : ١٠٨ / ١٠ ، والتهذيب ٦ : ٣٣٢ / ٩٢١.

(٦) الكافي ٢ : ١٢٥ / ٣٠.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٩.

(٨) الرواسي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٨.

٣٠٣

تتمّة للأوّل(١) ، فلاحظ.

هذا ، ورواية ابن أبي عمير عنه ولو بواسطة تشير إلى وثاقته.

٦٣٣ ـ جهيم :

ـ بالجيم المضمومة ـ ابن جعفر بن حيّان ، واقفي ،صه (٢) ،ظم إلاّ الترجمة(٣) .

أقول : في نسخة منجخ كما مرّ ، لكن الذي في نسختي منجخ (٤) :

جهيم.

جعفر بن حيّان واقفي.

وليس بينهما لفظة ابن ، وكذا في نسخ النقد ، قال : وهي أربع(٥) .

وعلى هذا فهما اسمان : الأوّل مجهول ، والثاني ضعيف ، كما فعله في الوجيزة(٦) .

وفي المجمع أيضا جعلهما اسمين(٧) .

ومرّ عن الميرزا نفسه في جعفر عدم وجود ابن بينهما في نسخته ، لكنّه استظهر من سقوطه ، وهو خلاف الظاهر ، وكان عليهرحمه‌الله أن يشير إليه في المقام.

__________________

(١) مجمع الرجال : ٢ / ٦٦.

(٢) الخلاصة : ٢١١ / ١ ، وفيها : جهم.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٦ ، وفيه : جهم.

(٤) منجخ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) نقد الرجال : ٧٨ / ٢ و ٦٩ / ٢٣.

(٦) الوجيزة : ١٨٠ / ٤١٣ و ١٧٥ / ٣٥٥.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ٢٦ و ٢ / ٦٦.

٣٠٤

٦٣٤ ـ جيفر بن الحكم :

العبدي ، الكوفي ،ق (١) .

ومرّ عنصه (٢) وجش : جفير موثّقا(٣) .

وفيتعق : قيل : الذي اتّفقت عليه نسخ الفقيه : جيفر ، بتقديم الياء(٤) .

قلت : وكذا في الكافي(٥) (٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٦٠.

(٢) الخلاصة : ٣٧ / ٧.

(٣) رجال النجاشي : ١٣١ / ٣٣٧.

(٤) الفقيه ٢ : ١٩٣ / ٨٨٠ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٩٩.

(٥) الكافي ٢ : ١٨٤ / ١٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

٣٠٥
٣٠٦

باب الحاء‌

٦٣٥ ـ حاتم بن إسماعيل :

أبو إسماعيل المدني ، أصله كوفي ،ق (١) .

وفيجش : مولى بني عبد الدار بن قصي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عامّي.

قال الواقدي(٢) : مات سنةستّ وثمانين ومائة.

الحسين بن عليّ بن الحسن العلوي الحسني(٣) ، عن أبيه ، عنه بكتابه(٤) .

وفيست : له كتاب ، رويناه عن حميد(٥) .

٦٣٦ ـ حاجز :

من وكلاء الناحية على ما في ربيع الشيعة(٦) .

وفي الإرشاد : عليّ بن محمّد ، عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت في أمر حاجز ، فجمعت شيئا ثمّ صرت إلى العسكر.

فخرج : ليس فينا شكوة(٧) فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ، ردّ ما معك إلى‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٨١ / ٢٧٧.

(٢) في المصدر : الواحدي.

(٣) في المصدر : الحسيني.

(٤) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨٢.

(٥) الفهرست : ٦٥ / ٢٦٣.

(٦) إعلام الورى : ٤٩٨.

(٧) في المصدر : شكّ ولا.

٣٠٧

حاجز بن يزيد(١) .

وفيتعق : في وكالته شهادة على الوثاقة كما مرّ في الفوائد(٢) .

أقول : في الكافي كما في الإرشاد متنا وسندا إلاّ أنّ فيه : شكّ(٣) ، ونحوه في إكمال الدين ، وفيه أيضا : شكّ(٤) . ومرّ في المقدّمة الثانية(٥) أنّه ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته من الوكلاء(٦) ، فلاحظ.

٦٣٧ ـ الحارث بن أبي جعفر :

هو ابن محمّد بن النعمان الآتي ،تعق (٧) .

٦٣٨ ـ الحارث بن أبي وسن :

الأودي ـ بالواو ـ الكوفي. قال ابن عقدة : إنّه أوّل من ألقى التشيّع في بني أود ،صه (٨) .

وفيق : ابن أبي رسن الأزدي الكوفي(٩) .

وفيد وافق الشيخ في الأوّل دون الثاني(١٠) .

أقول : الذي في نسختي منصه : ابن أبي رسن.

هذا ، والظاهر إفادة ذلك المدح ، ولذا ذكره في القسم الأوّل.

__________________

(١) الإرشاد : ٢ / ٣٦١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٧ / ١٤.

(٤) إكمال الدين : ٤٩٨ / ٢٣.

(٥) في نسخة « م » : الأولى.

(٦) تقدم نقلا عن إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

(٨) الخلاصة : ٥٥ / ١٢ ، وفيها بدل وسن : رسن.

(٩) رجال الشيخ : ١٧٨ / ٢٢٨.

(١٠) رجال ابن داود : ٦٧ / ٣٥٥.

٣٠٨

وفي الوجيزة : ممدوح(١) .

٦٣٩ ـ الحارث الأعور :

ن (٢) . وزادصه : روىكش في طريق فيه الشعبي أنّه قال لعليّعليه‌السلام : إنّي لأحبك ، ولا يثبت بهذا عندي عدالته بل ترجيح مّا(٣) .

وفيكش عن فضيل الرسّان ، عن أبي عمرو(٤) البزّاز قال : سمعت الشعبي قال : سمعت الحارث الأعور وهو يقول : أتيت أمير المؤمنين عليّاعليه‌السلام ذات ليلة ، فقال : يا أعور ما جاء بك؟ فقلت : يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبّك.

فقال : أما إنّي ساحدّثك لتشكرها ، أما إنّه لا يموت عبد يحبّني فتخرج نفسه حتّى يراني حيث يحب ، ولا يموت عبد يبغضني(٥) حتّى يراني حيث يكره.

قال : ثمّ قال لي الشعبي بعد : أما إنّ حبّه لا ينفعك وبغضه لا يضرّك(٦) ، انتهى.

وهو ابن قيس الأعور أو ابن عبد الله الآتيين.

قلت : بل هو ابن عبد الله كما يظهر من ترجمته ، ونصّ عليه في المجمع(٧) .

__________________

(١) الوجيزة : ١٨١ / ٤١٧.

(٢) رجال الشيخ : ٦٧ / ٣.

(٣) الخلاصة : ٥٤ / ٨.

(٤) في المصدر : عمر.

(٥) في المصدر زيادة : فتخرج نفسه.

(٦) رجال الكشّي : ٨٨ / ١٤٢.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ٦٨ ، هامش : ٥.

٣٠٩

وقال ولد الأستاذ العلاّمة دام علاهما : الحارث الهمداني المشهور المرمي بالكذب والرفض ، الذي اشتهر بصحبة عليّعليه‌السلام ، المخاطب بقولهعليه‌السلام :

يا حار همدان من يمت يرني

.........

الأبيات.

وهو جدّ شيخنا البهائيرحمه‌الله (١) ، هو ابن عبد الله الهمداني الحوتي ـ بالمهملة والفوقيّة ـ أبو زهير على ما يظهر منهب (٢) وقب(٣) وميزان الاعتدال(٤) وابن أبي الحديد(٥) وصاحب أسماء رجال المشكاة وغيرهم. ومات في خلافة ابن الزبير.

والأعور صفة له لا لأبيه كما زعم ، ولا هو ابن قيس ، ولا أخو أبي وعلقمة كما توهّم ، لأنّ الأعور همداني نسبة إلى همدان ـ بالإهمال والإسكان ـ قبيلة باليمن ، وابن قيس جعفي كوفي أخو علقمة وأبي قتل بصفّين كما في ي(٦) ، أو بعد الستّين كما فيقب (٧) ، وصلّى عليه أبو موسى كما فيهب (٨) ، فليتدبّر ، انتهى.

وهو جيد ، إلاّ أنّ نسبة قتله بصفّين إلى ي ليس بمكانه ، إذ الذي فيه :

__________________

(١) رحمه الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) الكاشف ١ : ١٣٨ / ٨٦٨ ، ولم ترد فيه : الحوتي ، وأبو زهير.

(٣) تقريب التهذيب ١ : ١٤١ / ٤٠.

(٤) ميزان الاعتدال ١ : ٤٣٥ / ١٦٢٧ ، ولم يرد فيه : الحوتي.

(٥) شرح نهج البلاغة : ١٨ / ٤٢ ، ولم يرد فيه : الحوتي ، وأبو زهير.

(٦) رجال الشيخ : ٣٩ / ٢٠ ، وفيه : الحارث بن قيس قطعت رجله بصفين ، وسيشير إليه المصنّف.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ١٤٣ / ٥٩ ، وفيه : قتل بصفين ، وقيل مات بعد علي.

(٨) الكاشف ١ : ١٤٠ / ٨٧٩.

٣١٠

قطعت رجله فيه.

وما مرّ من أنّ الحوتي بالفوقيّة أي المثنّاة فوق ، فالذي عن تهذيب الكمال : الحوثي ، بالمثلّثة ، وحوث بطن من همدان(١) ، انتهى. ولم أره في القاموس.

وقوله : إنّ همدان بالسكون والإهمال قبيلة ، هو الذي ذكره في القاموس(٢) ، ويأتي في ابن عبد الله عن الصحاح خلافه(٣) ، فتأمّل.

وفيمشكا : الأعور الجليل الثقة(٤) ، يعرف بوقوعه في طبقة رجال عليّعليه‌السلام ومن روى عنه(٥) (٦) .

٦٤٠ ـ الحارث بن أنس الأشهلي :

الأنصاري ، من المقتولين يوم أحد ، ل(٧) .

وزادصه : بالشين المعجمة ، وبدل من المقتولين : قتل(٨) .

٦٤١ ـ الحارث بن أوس بن معاذ :

ابن النعمان الأنصاري ، سكن المدينة ، ابن أخي سعد بن معاذ ، قتل بأحد وشهد بدرا ، ل(٩) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٥ : ٢٤٤ / ١٠٢٥ ، وفيه : الحوتي ، وحوت بطن من همدان.

(٢) القاموس المحيط : ١ / ٣٤٨.

(٣) الصحاح : ٢ / ٥٥٧ ، وفي المصباح : ٢ / ٦٤٠ ، وفيه : همدان قبيلة من عرب اليمن.

(٤) في المصدر : الفقيه.

(٥) في نسخة « م » زيادة :عليه‌السلام .

(٦) هداية المحدّثين : ٣٥.

(٧) رجال الشيخ : ١٦ / ١١.

(٨) الخلاصة : ٥٤ / ٢ ، وفيها بدل الأشهلي الأنصاري : الأشهل أنصاري.

(٩) رجال الشيخ : ١٦ / ٩ ، وفيه بعد سعد بن معاذ : آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، قتل. إلى آخره.

٣١١

٦٤٢ ـ الحارث بن الحسن الطحّان :

كوفي ، قريب الأمر في الحديث ، له كتاب ، عامّي الرواية ،صه (١) .

وفيتعق : يأتي عنجش : الحرب بن الحسن الطحّان.

وفي النقد : الظاهر أنّه اشتبه عليه ـ يعني العلاّمة ـ مع أنّجش لم يذكره في باب الحارث بل ذكره في باب الآحاد(٢) (٣) ، انتهى.

والظاهر أنّ الأمر كما قاله. وفي الحسن بن محمّد بن سماعة ما يشير إليه(٤) (٥) .

أقول : الظاهر أنّ ذلك كذلك ، وأشار إليه في المجمع(٦) ، ويشير إليه عدم ذكره في الوجيزة ، إلاّ أنّ في الحاوي نقله عنجش وصه بعنوان الحارث والحرب(٧) ، فتدبّر.

٦٤٣ ـ الحارث بن ربعي :

أبو قتادة الأنصاري ، ل(٨) .

قلت : عن الاستيعاب : فارس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودعيصلى‌الله‌عليه‌وآله له. ثمّ قال : شهد أبو قتادة مع عليّعليه‌السلام مشاهده كلّها في خلافته ، ( وولاّه عليّعليه‌السلام على مكّة ثمّ عزله وولّى قثم بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢١٧ / ٣.

(٢) رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٦.

(٣) نقد الرجال : ٨٤ / ١.

(٤) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٤.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

(٦) مجمع الرجال : ٢ / ٧١ ، راجع الهامش.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٥١ / ١٣٩٨ ، ٢٥٦ / ١٤٤٥.

(٨) رجال الشيخ : ١٦ / ١٠.

٣١٢

العبّاس )(١) ، مات في خلافة عليّعليه‌السلام بالكوفة وهو ابن سبعين ، وصلّى عليه عليّعليه‌السلام وكبّر عليه سبعا(٢) .

٦٤٤ ـ الحارث بن الربيع :

يكنّى أبا زياد ، وكان عامله على المدينة ، أحد بنى مازن النجّار ، ي(٣) .

وفيصه بدل الضمير : أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

أقول : ذكرهرحمه‌الله في القسم الأوّل ، وفي الحاوي في القسم الرابع(٥) ، فتدبّر.

٦٤٥ ـ الحارث بن زياد الشيباني :

الكوفي ، أبو العلاء ، أسند عنه ،ق (٦) .

٦٤٦ ـ الحارث الشامي :

روىكش : عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ الحارث وحمزة البربري(٧) ملعونان ،صه (٨) .

ومرّ في بزيع ما فيكش (٩) .

__________________

(١) ما بين القوسين ، لم يرد في المصدر.

(٢) الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ٤ / ١٦١.

(٣) رجال الشيخ : ٣٩ / ١٩.

(٤) الخلاصة : ٥٤ / ٦.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٥١ / ١٣٩٩.

(٦) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٣٥.

(٧) في نسخة « م » : البريري.

(٨) الخلاصة : ٢١٧ / ١.

(٩) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩.

٣١٣

٦٤٧ ـ الحارث بن عبد الله الأعور :

همداني ،صه (١) . قي : في الأولياء من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) .

وقال الذهبي : الحارث بن عبد الله الهمداني ، شيعي ، ليّن.

قال النسائي وغيره : ليس بالقوي.

وقال ابن أبي داود(٣) : كان أفقه الناس وأفرض الناس وأحبّ(٤) الناس.

مات سنة خمس وستّين(٥) .

وقال ابن حجر : الأعور الهمداني ـ بسكون الميم ـ الحوتي ـ بضمّ المهملة وبالمثنّاة ـ الكوفي ، أبو زهير ، صاحب عليّعليه‌السلام ، كذّبه الشعبي(٦) في رأيه ، ورمي بالرفض ، وفي حديثه ضعف ، وليس له عند النسائي سوى حديثين. مات في خلافة ابن الزبير(٧) ، انتهى(٨) .

وفي تفسير أبي عبد الله محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي : رماه الشعبي بالكذب ، وليس بشي‌ء ، ولم يتبيّن من الحارث كذب ، وإنّما عليه نقم(٩) إفراطه في حبّ عليّعليه‌السلام وتفضيله على غيره ، ومن هاهنا ـ والله أعلم ـ كذّبه الشعبي ، لأنّ الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى‌

__________________

(١) الخلاصة : ٥٤ / ٨ ، وفيه : الحرث الأعور.

(٢) رجال البرقي : ٤.

(٣) في نسخة « م » : ابن داود.

(٤) في المصدر : أحسب.

(٥) الكاشف ١ : ١٣٨ / ٨٦٨.

(٦) في نسخة « م » : الشبعي.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ١٤١ / ٤٠.

(٨) انتهى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٩) في نسخة « م » : تقم.

٣١٤

أنّه أوّل من أسلم.

قال أبو عمرو(١) بن عبد البر : وأظنّ الشعبي عوقب بقوله في الحارث الهمداني : حدّثني حارث ، وكان أحد الكذّابين(٢) .

وفيتعق : في القاموس : همدان ، بالدال المهملة والميم الساكنة : قبيلة من اليمن(٣) ، وبالمعجمة والميم المفتوحة : بلد معروف بناه همذان ابن فلوج بن سام بن نوح(٤) .

وعن الصحاح بالعكس(٥) ، والأوّل أظهر ، ويشير(٦) إليه قولهم : بطن من همدان بالسكون والمهملة ، وكون الحارث هذا همدانيّا بالسكون ، ومعلوم أنّه من القبيلة ، وإليه يشير الحوتي والحوت بطن من همدان ، فتدبّر.

هذا ، وظاهر الوجيزة أنّ الحارث الهمداني هو ابن قيس الاتي(٧) ، ولعلّ أحدهما نسبة(٨) إلى الجدّ.

وكيف كان ، فالظاهر حسنه وجلالته(٩) .

أقول : مرّ في الحارث الأعور تحقيق الحال.

٦٤٨ ـ الحارث بن عبد الله التغلبي :

كوفي ، ضعيف ،صه (١٠) .

__________________

(١) في المصدر : عمر.

(٢) تفسير القرطبي : ١ / ٥.

(٣) القاموس المحيط : ١ / ٣٤٨.

(٤) القاموس المحيط : ١ / ٣٦١.

(٥) الصحاح : ٢ / ٥٥٧ ، وفيه : همدان : قبيلة من اليمن.

(٦) في نسخة « م » يشير.

(٧) الوجيزة : ١٨١ / ٤٢٢.

(٨) في نسخة « ش » : نسبته.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

(١٠) الخلاصة : ٢١٧ / ٢.

٣١٥

وزادجش : له كتاب ، التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن محمّد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي ، عنه(١) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله التغلبي الكوفي الضعيف ، عنه محمّد ابن سالم بن عبد الرحمن الأزدي(٢) .

٦٤٩ ـ الحارث بن عزبة الأنصاري :

كذا في المجالس ، وأنّه الذي نادى الأنصار يوم الجمل وقال : انصروا أمير المؤمنينعليه‌السلام آخرا كما نصرتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوّلا ، والله إنّ الآخرة شبيهة بالأولى ، إلاّ أنّ الأولى أفضلهما(٣) (٤) ،تعق (٥) .

أقول : يأتي في الحجّاج بن عزبة ما ينبغي أن يلاحظ(٦) .

٦٥٠ ـ الحارث بن عمران الجعفي :

الكلابي ، كوفي ؛ ثقة ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ،صه (٧) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، عنه زكريّا بن يحيى(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن عمران الثقة الجعفي ، عنه زكريّا بن يحيى.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦٠.

(٢) هداية المحدّثين : ١٨٦.

(٣) في نسخة « ش » : أصلهما.

(٤) مجالس المؤمنين : ١ / ٢٥٤ ، وفيه : ابن غزية.

(٥) لم نعثر على ما ذكره في التعليقة.

(٦) ورد في ترجمته نقلا عن الاستيعاب هذه المناشدة التي ناشد بها قومه. ولكن في نسختنا من الاستيعاب غير مذكورة في ترجمته.

(٧) الخلاصة : ٥٥ / ١١ ، وفيها : الجعفري الكلبي.

(٨) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦٢ ، وفيه : الجعفري كلابي.

٣١٦

وهو عن الصادقعليه‌السلام (١) .

٦٥١ ـ الحارث بن غصين :

بضمّ المعجمة وفتح المهملة ، أبو وهب الثقفي الكوفي. قال ابن عقدة ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي حكيم ، عن ابن نمير : إنّه ثقة خيار ، توفّي سنة ثلاث وأربعين ومائة ،صه (٢) .

وقالشه : في د نقلا عن خطّ الشيخ : بالضاد المعجمة(٣) ، وعمل عليه ، وكذا وجدناه في كتاب(٤) الرجال بنسخة معتبرة(٥) ، انتهى.

وكذا وجدته أنا فيق : الحارث بن غضين أبو وهب الثقفي ، كوفي ، أسند عنه(٦) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(٧) .

والظاهر أنّه لما ذكره ابن عقدة ، ومرّ نظيره في جميل بن عبد الله ، لكن فيه مضافا إلى ذلك أنّه أسند عنه(٨) .

٦٥٢ ـ الحارث بن قيس :

قطعت رجله بصفين ، ي(٩) .

وزادصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٣٥.

(٢) الخلاصة : ٥٥ / ١٣ ، وفيها بدل حكيم : حكيمة.

(٣) رجال ابن داود : ٦٨ / ٣٦٣.

(٤) في نسخة « ش » : كتب.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٣٢ ، وفيه : غصين.

(٧) الوجيزة : ١٨١ / ٤٢١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

(٩) رجال الشيخ : ٣٩ / ٢٠.

(١٠) الخلاصة : ٥٤ / ٧.

٣١٧

وفيكش : روى يحيى الحمّاني ، عن شريك ، عن منصور قال : قلت لإبراهيم : أشهد علقمة صفّين؟ قال : نعم ، وخضب سيفه دما ، وقتل أخوه أبي بن قيس يوم صفّين.

قال : وكان لأبي بن قيس خصّ من قصب ولفرسه ، فإذا غزا هدمه ، وإذا رجع بناه.

وكان علقمة فقيها في دينه ، قارئا لكتاب الله ، عالما بالفرائض ، شهد صفّين فاصيبت إحدى رجليه فعرج منها وأمّا أخوه أبي فقد قتل بصفّين.

كان الحارث جليلا فقيها ، وكان أعور(١) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ ظاهر هذا أنّ الذي قطع رجله هو علقمة ، فكون الحارث المذكور هذا غير معلوم ، ولذا جعل العلاّمة هذا اسما برأسه فقال :

الحارث بن قيس ، قالكش : إنّه كان جليلا فقيها ، وكان(٢) أعور(٣) .

هذا ، ولا يبعد أن يكون هو الحارث الأعور الذي قدّمنا ، وإن كان ظاهر الخلاصة(٤) التغاير ، فتأمّل.

وفيتعق : فيه ما مرّ في ابن عبد الله ، ويأتي في علقمة ما يناسبه(٥) .

٦٥٣ ـ الحارث بن محمّد :

الكوفي ،ق (٦) .

قلت : يأتي ما فيه في الذي يليه.

__________________

(١) رجال الكشّي : ١٠٠ / ١٥٩.

(٢) في نسخة « م » : كان.

(٣) الخلاصة : ٥٥ / ٩.

(٤) في نسخة « م » : العلاّمة.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٣٤.

٣١٨

٦٥٤ ـ الحارث بن محمّد بن النعمان :

البجلي ، أبو علي ، كوفي ،ق (١) .

وفيجش : ابن أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول ، مولى بجيلة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

كتابه يرويه عدّة من أصحابنا ، منهم الحسن بن محبوب(٢) .

وفيست : ابن الأحول ، له أصل رويناه بالإسناد الأوّل عن الحسن ابن محبوب ، عنه(٣) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن(٤) .

وفيتعق : لا يبعد اتّحاده مع سابقه وعدم الاشتراك وأنّ ما فيق مكرّر ، لما ذكرنا مكرّرا.

وكون(٥) كتابه يرويه عدّة من أصحابنا أشير إليه في الفوائد ، وكذا رواية ابن أبي عمير وابن محبوب عنه ، وكذا كونه صاحب أصل.

وممّا يومئ إلى الاعتماد عليه أنّ الأصحاب ربما يتلقّون روايته بالقبول بحيث يرجّحونها على رواية الثقات وغيرهم ، مثل روايته في كفّارة قضاء رمضان(٦) .

قلت : هذا كلّه مضافا إلى أنّه عند الشيخ والنجاشي إمامي.

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٣٦.

(٢) رجال النجاشي : ١٤٠ / ٣٦٣.

(٣) الفهرست : ٦٤ / ٢٥٥.

(٤) الفهرست : ٦٣ / ٢٥٢ و ٢٥٣.

(٥) في نسخة « ش » : ويكون.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٠.

٣١٩

ثمّ إنّ الحارث هذا ابن مؤمن الطاق كما لا يخفى.

وفيمشكا : ابن محمّد بن النعمان ، عنه الحسن بن محبوب(١) .

٦٥٥ ـ الحارث بن المغيرة النصري :

من بني(٢) نصر بن معاوية ، بصري ، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفرعليهم‌السلام وزيد بن عليّعليه‌السلام ، وهو ثقة ثقة.

له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، عنه صفوان ،جش (٣) .

قر ، إلى معاوية ، وفيه بعد النصري : أبو علي ، أسند عنه ، بيّاع الزطي(٤) .

وفيصه بعد النصري : بالنون والمهملة ، روىكش عن محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الله ابن محمّد الحجّال ، عن يونس بن يعقوب قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال : أما لكم من مفزع؟ أما لكم من مستراح تستريحون إليه؟ ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري.

وروى أيضا حديثا في طريقه سجادة أنّه من أهل الجنّة.

وقال جش إلى آخره(٥) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٣٥.

(٢) بني ، لم ترد في المصدر.

(٣) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦١.

(٤) خلط المصنّف هنا بين المذكور في أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام من رجال الشيخ ، حيث فيه في أصحاب الباقرعليه‌السلام : ١١٧ / ٤٢ : الحارث بن المغيرة النصري ، يكنى أبا علي ، من بني نصر بن معاوية ، وفي أصحاب الصادقعليه‌السلام : ١٧٩ / ٢٣٣ : الحارث بن المغيرة النصري ، أبو علي ، أسند عنه ، بياع الزطي.

(٥) الخلاصة : ٥٥ / ١٠.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

4 ـ إنّه تحدّث عمّا يجب أنْ يتّصفَ به الإمام والقائد لمسيرة الاُمّة مِنْ الصفات ، وهي :

أ ـ العمل بكتاب الله.

ب ـ الأخذ بالقسط.

ج ـ الإداناة بالحقّ.

د ـ حبس النفس على ذات الله.

ولم تتوفّر هذه الصفات الرفيعة إلاّ في شخصيته الكريمة التي تحكي اتّجاهات الرسول (صلّى الله عليه وآله) ونزعاته.

وتسلّم مسلم هذه الرسالة ، وقد أوصاه الإمام بتقوى الله وكتمان أمره(1) ، وغادر مسلم مكّة ليلة النصف مِنْ رمضان(2) ، وعرج في طريقه على يثرب فصلّى في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وطاف بضريحه ، وودّع أهله وأصحابه(3) ، وكان ذلك هو الوداع الأخير لهم ، واتّجه صوب العراق وكان معه قيس بن مسهر الصيداوي ، وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله الأزدي ، واستأجر مِنْ يثرب دليلين مِنْ قيس يدلاّنه على الطريق(4) .

وسارت قافلة مسلم تجذّ في السير لا تلوي على شيء ، يتقدّمها الدليلان وهما يتنكبان الطريق ؛ خوفاً مِن الطلب فضلاً عن الطريق ، ولم يهتديا له وقد أعياهما السير واشتدّ بهما العطش ، فأشارا إلى مسلم بسنن الطريق بعد

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

(2) مروج الذهب 2 / 86.

(3) تاريخ الطبري 6 / 198.

(4) الأخبار الطوال / 231 ، تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٤١

أنْ بان لهما وتوفيا في ذلك المكان حسبما يقوله المؤرّخون(1) ، وسار مسلم مع رفقائه حتّى أفضوا إلى الطريق ووجدوا ماءً فأقاموا فيه ؛ ليستريحوا ممّا ألمَّ بهمْ مِنْ عظيم الجهد والعناء.

رسالة مسلم للحُسين (عليهما السّلام) :

ويقول المؤرّخون : إنّ مسلم تخوّف مِنْ سفره وتطيّر بعد أنْ أصابه مِن الجهد وموت الدليلين ، فرفع للإمام رسالة يرجو فيها الاستقالة مِنْ سفارته ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّي أقبلت مِن المدينة مع دليلين ، فجازا(2) عن الطريق فضلاّ ، واشتدّ عليهما العطش فلمْ يلبثا أنْ ماتا ، وأقبلنا حتّى انتهينا إلى الماء فلمْ ننجُ إلاّ بحشاشة أنفسنا ، وذلك الماء بمكان يدعى (المضيق) مِنْ بطن الخبث ، وقد تطيّرت مِنْ توجّهي هذا ، فإنْ رأيت أعفيتني مِنه وبعثت غيري ، والسّلام.

جواب الحُسين (عليه السّلام) :

وكتب الإمام الحُسين جواباً لرسالة مسلم ندد فيه بموقفه واتّهمه بالجبن ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد خشيت أنْ لا يكون حمَلَك على الكتاب إليّ في الاستعفاء مِن الوجه الذي وجّهتك له إلاّ الجبن ، فامضِ لوجهك الذي

__________________

(1) الإرشاد / 227.

(2) جازا عن الطريق : أي تركاه خلفهما.

٣٤٢

وجّهتك فيه ، والسّلام(1) .

أضواء على الموضوع :

وأكبر الظنّ أنّ رسالة مسلم مع جواب الإمام مِن الموضوعات ، ولا نصيب لها مِن الصحة ؛ وذلك لما يلي :

1 ـ إنّ مضيق الخبث الذي بعث منه مسلم رسالته إلى الإمام يقع ما بين مكّة والمدينة حسب ما نصّ عليه الحموي(2) ، في حين أنّ الرواية تنصّ على أنّه استأجر الدليلين مِنْ يثرب ، وخرجوا إلى العراق فضلّوا عن الطريق وماتا الدليلان. ومِن الطبيعي أنّ هذه الحادثة وقعت ما بين المدينة والعراق ولمْ تقع ما بين مكّة والمدينة.

2 ـ إنّه لو كان هناك مكان يُدعى بهذا الاسم يقع ما بين يثرب والعراق لمْ يذكره الحموي ، فإنّ السفر منه إلى مكّة ذهاباً وإياباً يستوعب زماناً يزيد على عشرة أيّام ، في حين أنّ سفر مسلم مِنْ مكّة إلى العراق قد حدّده المؤرّخون فقالوا : إنّه سافر مِنْ مكّة في اليوم الخامس عشر مِنْ رمضان وقدم إلى الكوفة في اليوم الخامس مِنْ شوال ، فيكون مجموع سفره عشرين يوماً ، وهي أسرع مدّة يقطعها المسافر مِنْ مكّة إلى المدينة ؛ فإنّ المسافة بينهما تزيد على ألف وستمئة كيلو متر.

وإذا استثنينا مِنْ هذه المدّة سفر رسول مسلم مِنْ ذلك المكان ورجوعه إليه فإنّ مدّة سفره مِنْ مكّة إلى الكوفة تكون أقلّ مِنْ عشرة أيّام ، ويستحيل عادة قطع تلك

__________________

(1) الإرشاد / 226 ، وفي الحدائق الوردية 1 / 117 خرج مسلم مِنْ مكّة حتّى أتى المدينة ، وأخذ منها دليلين ، فمرّا به في البريّة فأصابهما عطش فمات أحد الدليلين ، فكتب مسلم إلى الحُسين يستعفيه ، فكتب إليه الحُسين (عليه السّلام) : «أنْ امضِ إلى الكوفة».

(2) معجم البلدان 2 / 343.

٣٤٣

المسافة بهذه الفترة مِن الزمن.

3 ـ إنّ الإمام اتّهم مسلماً في رسالته بالجبن ، وهو يناقض توثيقه له مِنْ أنّه ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل عليهم ، ومع اتّصافه بهذه الصفات كيف يتّهمه بالجبن؟!

4 ـ إنّ اتّهام مسلم بالجبن يتناقض مع سيرته ؛ فقد أبدى هذا البطل العظيم مِن البسالة والشجاعة النادرة ما يبهر العقول ، فإنّه حينما انقلبت عليه جموع أهل الكوفة قابلها وحدّه مِنْ دون أنْ يعينه أو يقف إلى جنبه أيّ أحد ، وقد أشاع في تلك الجيوش المكثّفة القتل ممّا ملأ قلوبهم ذعراً وخوفاً ، ولمّا جيء به أسيراً إلى ابن زياد لمْ يظهر عليه أيّ ذلّ أو انكسار.

ويقول فيه البلاذري : إنّه أشجع بني عقيل وأرجلهم(1) ، بل هو أشجع هاشمي عرفه التاريخ بعد أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام).

إنّ هذا الحديث مِن المفتريات الذي وضِعَ للحطّ مِنْ قيمة هذا القائد العظيم الذي هو مِنْ مفاخر الاُمّة العربية والإسلاميّة.

في بيت المختار :

وسار مسلم يطوي البيداء حتّى دخل الكوفة فاختار النزول في بيت المختار الثقفي(2) ، وهو مِنْ أشهر أعلام الشيعة وأحد سيوفهم ومِنْ أحبّ الناس وأنصحهم للإمام الحُسين.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) الإرشاد / 226 ، تاريخ ابن الأثير 3 / 267 ، وقيل : نزل مسلم في بيت مسلم بن عوسجة ، وقيل : نزل في بيت هانئ بن عروة ، جاء ذلك في كلّ مِن الإصابة 1 / 332 ، وتهذيب التهذيب.

٣٤٤

لقد اختار مسلم النزول في بيت المختار دون غيره مِنْ زعماء الشيعة ؛ وذلك لوثوقه بإخلاصه للإمام الحُسين وتفانيه في حبّه ، كما أنّ هناك عاملاً آخر له أهمّيته ، فقد كان المختار زوجاً لعمرة بنت النعمان بن بشير حاكم الكوفة ، ولا شك أنّ يده لنْ تمتد إلى المسلم طالماً كان مقيماً في بيت صهره المختار ، وقد دلّ ذلك على إحاطة مسلم بالشؤون الاجتماعية.

وفتح المختار أبواب داره لمسلم وقابله بمزيد مِن الحفاوة والتكريم ، ودعا الشيعة إلى مقابلته ، فأقبلوا إليه مِنْ كلّ حدب وصوب وهم يظهرون له الولاء والطاعة.

ابتهاج الكوفة :

وعمّت الأفراح بمقدم مسلم جميع الأوساط الشيعية في الكوفة ، وقد وجد منهم مسلم ترحيباً حارّاً وتأييداً شاملاً ، وكان يقرأ عليهم رسالة الحُسين وهم يبكون ويبدون التعطّش لقدومه والتفاني في نصرته ؛ لينقذهم مِنْ جور الاُمويِّين وظلمهم ويعيد في مصرهم حكم الإمام أمير المؤمنين ، مؤسس العدالة الكبرى في الأرض ، وكان مسلم يوصيهم بتقوى الله وكتمان أمرهم حتّى يقدم إليهم الإمام الحُسين.

البيعة للحُسين (عليه السّلام) :

وانثالت الشيعة على مسلم تبايعه للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكانت صيغة البيعة الدعوة إلى كتاب الله وسنّة رسوله وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسمة الغنائم بين المسلمين بالسويّة ، وردّ المظالم إلى

٣٤٥

أهلها ونصرة أهل البيت (عليهم السّلام) ، والمسالمة لمَنْ سالموا والمحاربة لمَنْ حربوا. وقد شبّه السيّد المقرّم هذه البيعة ببيعة الأوس والخزرج للنّبي (صلّى الله عليه وآله)(1) ، وكان حبيب بن مظاهر الأسدي يأخذ البيعة منهم للحُسين(2) .

كلمة عابس الشاكري :

وانبرى المؤمن الفذ عابس بن شبيب الشاكري فأعرب لمسلم عن ولائه الشخصي واستعداده للموت في سبيل الدعوة ، إلاّ إنّه لمْ يتعهد له بإيّ أحد مِنْ أهل مصره قائلاً : أمّا بعد ، فإنّي لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرّك منهم. والله ، إنّي محدّثك عمّا أنا موطّن عليه نفسي. والله ، لاُجيبنَّكم إذا دعوتم ولاُقاتلنَّ معكم عدوكم ، ولأضربنَّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله.

وقد صدق عابس ما عاهد عليه الله ؛ فلمْ يخن ضميره ففدى بنفسه ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) واستشهد بين يديه في كربلاء. وانبرى حبيب ابن مظاهر فخاطب عابساً قائلاً له : رحمك الله ، فقد قضيت ما في نفسك بواجز مِنْ قولك ، وأنا والله الذي لا إله إلاّ هو على مثل ما أنت عليه.

واندفع سعيد الحنفي فأيّد مقالة صاحبيه(3) ، وهؤلاء الأبطال مِنْ

__________________

(1) الشهيد مسلم بن عقيل / 103.

(2) الحدائق الوردية 1 / 125 مِنْ مخطوطات مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة.

(3) تاريخ الطبري 6 / 199.

٣٤٦

أنبل مَنْ عرفهم التاريخ صدقاً ووفاءً ، فقد بذلوا أرواحهم بسخاء إلى الإمام الحُسين واستشهدوا بين يديه في كربلاء.

عدد المبايعين :

وتسابقت جماهير الكوفة إلى بيعة الحُسين على يد سفيره مسلم بن عقيل ، وقد اختلف المؤرّخون في عدد مَنْ بايعه ، وهذه بعض الأقوال :

1 ـ أربعون ألفاً(1) .

2 ـ ثلاثون ألفاً ، ومِنْ بينهم حاكم الكوفة النعمان بن بشير(2) .

3 ـ ثمانية وعشرون ألفاً(3) .

4 ـ ثمانية عشر ألفاً ، حسب ما جاء في رسالة مسلم إلى الحُسين ، يقول فيها : وقد بايعني مِنْ أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً فعجل الإقبال(4) .

__________________

(1) شرح شافية أبي فراس 1 / 90 مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، مثير الأحزان لابن نما / 11.

(2) دائرة معارف وجدي 3 / 444 ، حقائق الأخبار عن دول البحار ، روضة الأعيان في أخبار مشاهير الزمان ـ محمد بن أبي بكر المتوفى سنة (730 هـ) / 67 مِنْ مصوّرات مكتبة الحكيم ، مناقب الإمام علي بن أبي طالب / 13 ، وجاء فيه : أنّ النعمان قال : يا أهل الكوفة ، ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أحبّ إليكم مِن ابن بنت بجدل.

(3) تاريخ أبي الفداء 1 / 300.

(4) تاريخ الطبري 6 / 224.

٣٤٧

5 ـ اثنا عشر ألفاً(1) .

رسالة مسلم للحُسين :

وازداد مسلم إيماناً ووثوقاً بنجاح الدعوة حينما بايعه ذلك العدد الهائل مِنْ أهل الكوفة ، فكتب للإمام يستحثّه فيها على القدوم إليهم ، وكان قد كتبها قبل شهادته ببضع وعشرين ليلة(2) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني مِنْ أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً(3) فعجّل حين يأتيك كتابي ، فإنّ الناس كلّهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوي(4) .

لقد كتب مسلم هذه الرسالة ؛ لأنّه لمْ يرَ أيّة مقاومة لدعوته ، وإنّما رأى إجماعاً شاملاً على بيعة الإمام وتلهّفاً حارّاً لرؤيته ، وحمل الكتاب جماعة مِنْ أهل الكوفة وعليهم البطل العظيم عابس الشاكري ، وقدم الوفد مكّة المكرّمة وسلّم الرسالة إلى الإمام ، وقد استحثّوه على القدوم إلى الكوفة وذكروا إجماع أهلها على بيعته وما قالاه مسلم مِن الحفاوة البالغة منهم ؛ وعند ذلك تهيأ الإمام إلى السفر للكوفة.

__________________

(1) مروج الذهب 3 / 4 ، الصراط السوي في مناقب آل النّبي / 86 مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، تهذيب التهذيب 2 / 350 ، الإصابة 1 / 332 ، الحدائق الوردية 1 / 117.

(2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) وفي رواية البلاذري (إنّ جميع أهل الكوفة معك).

(4) تاريخ الطبري 6 / 224.

٣٤٨

موقف النعمان بن بشير :

كان موقف النعمان بن بشير(1) من الثورة موقفاً يتّسم باللين والتسامح ، وقد اتّهمه الحزب الاُموي بالضعف ، أو التضاعف في حفظ مصلحة الدولة والاهتمام بسلامتها ، فأجابهم : لأنْ أكون ضعيفاً وأنا في طاعة الله أحبّ إليّ مِنْ أن أكون قويّاً في معصية الله ، وما كنت لأهتك ستراً ستره الله(2) .

وقد أعطى الشيعة بموقفه هذا قوّة وشجعهم على العمل ضد الحكومة علناً ، ولعلّ سبب ذلك يعود لأمرين :

1 ـ إنّ مسلم بن عقيل كان ضيفاً عند المختار ، وهو زوج ابنته عمرة ، فلم يعرض للثوار بسوء رعايةً للمختار.

__________________

(1) النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ، كان قد ولاّه معاوية الكوفة بعد عبد الرحمن بن الحكم ، وكان عثماني الهوى ؛ يجاهر ببغض علي ويسيء القول فيه ، وقد حاربه يوم الجمل وصفين ، وسعى بإخلاص لتوطيد المُلْك إلى معاوية ، وهو الذي قاد بعض الحملات الإرهابيّة على بعض المناطق العراقيّة. ويقول المحقّقون : إنّه كان ناقماً على يزيد ، ويتمنّى زوال المُلْك عنه شريطة أنْ لا تعود الخلافة لآل علي (عليه السّلام). ومِن الغريب في شأن هذا الرجل أنّ يزيد لمّا أوقع بأهل المدينة وأباحها لجنده ثلاثة أيّام لمْ يثأر النعمان لكرامة وطنه وقومه ، وفي الإصابة 3 / 530 إنّه لمّا هلك يزيد دعا النعمان إلى ابن الزّبير ، ثمّ دعا إلى نفسه فقاتله مروان ، فقُتل وذلك في سنة (65 هـ). وكان شاعراً مجيداً ، له ديوان شعر طُبع حديثاً.

(2) سير أعلام النبلاء 3 / 206.

٣٤٩

2 ـ إنّ النعمان كان ناقماً على يزيد ؛ وذلك لبغضه للأنصار. فقد أغرى الأخطل الشاعر المسيحي في هجائهم ، فثار لهم النعمان كما ألمعنا إلى ذلك في البحوث السابقة ، ولعل لهذا ولغيره لمْ يتّخذ النعمان أيّ إجراء مضاد للثورة.

خطبة النعمان :

وأعطى النعمان للشيعة قوّة في ترتيب الثورة وتنظيماً ، وهيأ لهم الفرص في أحكام قواعدها ممّا ساء الحزب الاُموي ، فأنكروا عليه ذلك وحرّضوه على ضرب الشيعة ، فخرج النعمان وصعد المنبر فأعلن للناس سياسته المتّسمة بالرفق ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فاتّقوا الله عباد الله ، ولا تُسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيها تهلك الرجال وتُسفك الدماء وتُغصب الأموال. إنّي لمْ اُقاتل مَنْ لمْ يُقاتلني ، ولا أثب على مَنْ لا يثب عليّ ، ولا اُشاتمكم ، ولا أتحرّش بكم ، ولا آخذ بالقرف(1) ولا الظنّة ولا التّهمة ، ولكنّكم إنْ أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم ، فوالله الذي لا إله إلاّ هو ، لأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لمْ يكن منكم ناصر. أما إنّي أرجو أنْ يكون مَنْ يعرف الحقّ منكم أكثر ممّنْ يرديه الباطل(2) .

وليس في هذا الخطاب أيّ ركون إلى وسائل العنف والشدّة ، وإنّما كان فيه تحذير مِنْ مغبّة الفتنة وحبّ للعافية ، وعدم التعرّض لمَنْ لا يثب على السلطة ، وعدم أخذ الناس بالظنّة والتّهمة كما كان يفعل زياد بن أبيه

__________________

(1) القرف : التهمة.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥٠

والي العراق. وعلّق أنيس زكريا على خطاب النعمان بقوله :

ولنا مِنْ خطبه ـ أيّ خطب النعمان ـ في الكوفة برهان آخر على أنّه كان يرى الفتنة يقظى ولا بد أنْ تشتعل ، وإنّه لنْ يهاجم القائمين بها قبل أنْ يهاجموه ، فجعل لأنصارها قوّة وطيدة الأركان ويداً فعالة في ترتيب المؤامرة وتنظيمها على الأسس المتينة(1) .

سخط الحزب الاُموي :

وأغضبت سياسة النعمان عملاء الحكم الاُموي ، فانبرى إليه عبد الله بن مسلم الحضرمي حليف بني اُميّة ، فأنكر خطّته قائلاً : إنّه لا يصلح ما ترى إلاّ الغشم(2) ، وإنّ هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوّك رأي المستضعفين!(3) .

ودافع النعمان عن نفسه بأنّه لا يعتمد على أيّة وسيلة تبعده عن الله ، ولا يسلك طريقاً يتجافى مع دينه ، وقد استبان للحزب الاُموي ضعف النعمان وانهياره أمام الثورة.

اتصال الحزب الاُموي بدمشق :

وفزع الحزب الاُموي مِنْ تجاوب الرأي العام مع مسلم واتّساع نطاق الثورة ، في حين أنّ السلطة المحليّة أغضّت النظر عن مجريات الأحداث

__________________

(1) الدولة الاُمويّة في الشام / 41.

(2) الغشم : الظلم.

(3) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥١

وقد اتّهمتها بالضعف أو بالتواطؤ مع الثوار ، وقام الحزب الاُموي باتّصال سريع بحكومة دمشق ، وطلبوا منها اتّخاذ الإجراءات الفورية قبل أنْ يتّسع نطاق الثورة ، ويأخذ العراق استقلاله وينفصل عن التبعية لدمشق.

ومِنْ بين الرسائل التي وفدت على يزيد رسالة عبد الله الحضرمي ، جاء فيها : أمّا بعد ، فإنّ مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته الشيعة للحُسين بن علي ، فإنْ كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قويّاً ينفّذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوّك ؛ فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف(1) .

وتدعو هذه الرسالة إلى إقصاء النعمان عن مركزه ، واستعمال شخص آخر مكانه قوي البطش ؛ ليتمكن مِن القضاء على الثورة ، فإنّ النعمان لا يصلح للقضاء عليها. وكتب إليه بمثل ذلك عمارة بن الوليد بن عقبة وعمر بن سعد.

فزع يزيد :

وفزع يزيد حينما توافدت عليه رسائل عملائه في الكوفة بمبايعة أهلها للحُسين ، فراودته الهواجس وظلّ ينفق ليله ساهراً يطيل التفكير في الأمر ؛ فهو يعلم أنّ العراق مركز القوّة في العالم الإسلامي وهو يبغضه ويحقد على أبيه ، فقد أصبح موتراً منهم لما صبّوه عليه مِن الظلم والجور ، وإنّ كراهية أهل العراق ليزيد لا تقلّ عن كراهيتهم لأبيه ، كما إنّه على

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥٢

يقين أنّ الأغلبية الساحقة في العالم الإسلامي تتعطّش لحكم الإمام الحُسين ؛ لأنّه المثل الشرعي لجدّه وأبيه ولا يرضون بغيره بديلاً.

استشارته لسرجون :

وأحاطت الهواجس بيزيد وشعر بالخطر الذي يهدّد مُلْكه فاستدعى سرجون الرومي ، وكان مستودع أسرار أبيه ومِنْ أدهى الناس ، فعرض عليه الأمر ، وقال له : ما رأيك إنّ حُسيناً قد توجّه إلى الكوفة ، ومسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحُسين ، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيئ ، فما ترى مَنْ أستعمل على الكوفة؟

وتأمّل سرجون وأخذ يطيل التفكير ، فقال له : أرأيت أنّ معاوية لو نُشر أكنت آخذاً رأيه؟ فقال يزيد : نعم. فأخرج سرجون عهد معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة ، وقال : هذا رأي معاوية وقد مات ، وقد أمر بهذا الكتاب(1) .

أمّا دوافع سرجون في ترشيح ابن زياد لولاية الكوفة فهي لا تخلو مِنْ أمرين :

1 ـ إنّه يعرف قسوة ابن زياد وبطشه وأنّه لا يقوى أحد على إخضاع العراق غيره ؛ فهو الذي يتمكّن مِن القضاء على الثورة بما يملك مِنْ وسائل الإرهاب والعنف.

2 ـ إنّه قد دفعته العصبية القومية لهذا الترشيح ؛ فإنّ ابن زياد رومي.

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 268.

٣٥٣

ولاية ابن زياد على الكوفة :

وكان يزيد ناقماً على ابن زياد كأشدّ ما تكون النقمة ، وأراد عزله عن البصرة(1) ؛ وذلك لمعارضة أبيه في البيعة له ، إلاّ إنّه استجاب لرأي سرجون ؛ فقد رأى فيه الحفاظ على مصلحة دولته ، فعهد له بولاية الكوفة والبصرة ، وبذلك فقد خضع العراق بأسره لحكمه ، وكتب إليه هذه الرسالة : أمّا بعد ، فإنّه كتب إليّ شيعتي مِنْ أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين ، فسرْ حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه ، والسّلام.

وأشارت هذه الرسالة إلى مدى قلق السلطة في دمشق وفزعها مِنْ مسلم بن عقيل ، وقد شدّدت على ابن زياد في الإسراع بالسفر إلى الكوفة لإلقاء القبض عليه.

وتنصّ بعض المصادر أنّ يزيد كتب إلى ابن زياد : إنْ كان لك جناحان فطر إلى الكوفة(2) ، وهذا ممّا ينبئ عن الخوف الذي ألمّ بيزيد مِنْ الثورة في العراق. وحمل مسلم بن عمرو الباهلي العهد لابن زياد بولاية الكوفة مع تلك الرسالة.

ويقول المؤرّخون : إنّ الباهلي كان مِنْ عيون بني اُميّة في الكوفة ومِنْ أهمّ عملائهم ، كما كان مِنْ أجلاف العرب ، وهو الذي ضنّ على مسلم أنْ يشرب جرعة مِن الماء حينما جيء به أسيراً إلى ابن زياد.

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 152.

(2) سير أعلام النبلاء 3 / 201.

٣٥٤

وتسلّم ابن زياد مِن الباهلي العهد له بولاية الكوفة وقد طار فرحاً ؛ فقد تمّ له الحكم على جميع أنحاء العراق بعد ما كان مهدّداً بالعزل عن ولاية البصرة ، وقد سرّ ما خولته دمشق مِن الحكم المطلق على العراق.

وبما سوّغت له مِن استعمال الشدّة والقسوة وسفك الدماء لكلّ مَنْ لا يدخل في طاعة يزيد أو يشترك بأيّة مؤامرة ضدّه ، وكان هذا التفويض المطلق في استعمال القسوة على الناس ممّا يتّفق مع رغبات ابن زياد وميوله ؛ فقد كان مِنْ عوامل استمتاعاته النفسية حبّ الجريمة والإساءة إلى الناس ، وعدم التردّد في سفك الدماء.

خطبة ابن زياد في البصرة :

وتهيأ ابن زياد لمغادرة البصرة والتوجّه إلى الكوفة ، وقبل مغادرته لها جمع الناس وخطب فيهم خطاباً قاسياً ، جاء فيه : إنّ أمير المؤمنين يزيد ولاّني الكوفة وأنا غاد إليها الغداة. فوالله ، إنّي ما تقرن بي الصعبة ولا يقعقع لي بالشنآن ، وإنّي لنكل لمَنْ عاداني وسمّ لمَنْ حاربني ، أنصف القارة مِنْ راماها.

يا أهل البصرة ، قد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان ، وإيّاكم والخلاف والإرجاف ، فوالله الذي لا إله غيره ، لئن بلغني عن رجلٍ منكم خلاف لأقتلنّه وعرينه(1) ووليّه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى حتّى تسمعوا لي ، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق أنا ابن زياد أشبه

__________________

(1) العرين : الجماعة.

٣٥٥

بين مَنْ وطأ الحصا ، ولمْ ينتزعني شبه خال ولا ابن عم(1) .

ما أهون سفك الدماء عند اُولئك البرابرة الوحوش مِنْ ولاة بني اُميّة! لقد تحدّث الطاغية عن نفسيته الشريرة التي توغّلت في الإثم ، فهو يأخذ البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر والأدنى بالأقصى ، ويقتل على الظنّة والتهمة كما كان يفعل أبوه زياد ، الذي أشاع القتل في ربوع العراق.

سفر الطاغية إلى الكوفة :

وسار الخبيث الدنس مِن البصرة متّجهاً إلى الكوفة ؛ ليقترف أعظم موبقة لمْ يقترفها شقي غيره ، وقد صحبه مِنْ أهل البصرة خمسمئة رجل فيهم عبد الله بن الحارث بن نوفل وشريك بن الأعور الحارثي(2) ، وهو مِنْ أخلص أصحاب الإمام الحُسين ، وقد صحب ابن زياد ليكون عيناً عليه ويتعرّف على خططه ، وقد صحب ابن زياد هذا العدد ليستعين بهم على بثّ الإرهاب وإذاعة الخوف بين الناس ، والاتصال بزعماء الكوفة لصرفهم عن الثورة.

وعلى أيّ حالٍ ، فقد أخذ ابن زياد يجذّ في السير لا يلوي على شيء قد واصل السير إلى الكوفة مخافة أنْ يسبقه الحُسين إليها ، وقد جهد أصحابه وأعياهم المسير ، فسقط منهم جماعة منهم عبد الله بن الحارث فلمْ يعبأ.

ولمّا ورد القادسية سقط مولاه (مهران) ، فقال له ابن زياد : إنْ أمسكت على هذا الحال فتنظر إلى القصر فلك مئة ألف. فقال له مهران : لا والله لا أستطيع. ونزل الطاغية فلبس ثياباً

__________________

(1) الطبري 6 / 200.

(2) الطبري 6 / 199.

٣٥٦

يمانية وعمامة سوداء وتلثّم ؛ ليوهم مَنْ رآه أنّه الحُسين ، وسار وحده فدخل الكوفة ممّا يلي النجف(1) ، وكان قلبه كجناح طائر مِنْ شدّة الخوف ، ولو كانت عنده مسكة مِن البسالة والشجاعة لما تنكّر وغيّر بزّته وأوهم على الناس أنّه الحُسين.

وقد تذرّع الجبان بهذه الوسائل لحماية نفسه ، وتنصّ بعض المصادر أنّه حبس نفسه عن الكلام خوفاً مِنْ أنْ يعرفه الناس فتأخذه سيوفهم.

في قصر الإمارة :

وأسرع الخبيث نحو قصر الإمارة(2) وقد علاه الفزع وساءه كأشدّ ما يكون الاستياء ؛ مِنْ تباشير الناس وفرحهم بقدوم الإمام الحُسين ،

__________________

(1) مقتل الحُسين ـ المقرم / 165.

(2) قصر الإمارة : هو أقدم بناية حكومية شُيّدت في الإسلام ، بناها سعد بن أبي وقاص ، وقد اندثرت معالمه كما اندثرت جميع معالم الكوفة ما عدا الجامع. وقد اهتمت مديرية الآثار العامّة في العراق بالتعرّف عليه ؛ فكشفت في مواسم مختلفة اُسسه ، وقد أظهرت نتائج الحفائر التي اُجريت عليه أنّه يتألّف مِنْ سور خارجي يضمّ أربعة جدران ، تقريباً طولها 170 متراًً ، ومعدل سمكها 4 أمتار ، وتدعم كلّ ضلع مِنْ الخارج ستة أبراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي ، حيث يدعمها برجان فقط. والمسافة ما بين كلّ برج وآخر 24 و 60 سنتمتر ، وارتفاع هذا السور بأبراجه يصل إلى ما يقرب مِنْ عشرين متراً. وقد بُني القصر بناء محكماً ، وصُمّمت هندسته على غاية حربية ؛ ليكون في حماية آمنة مِنْ كلّ غزو خارجي ، جاء ذلك في تخطيط مدينة الكوفة للدكتور كاظم الجنابي / 135 ـ 155 =

٣٥٧

ولمّا انتهى إلى باب القصر وجده مغلقاً والنعمان بن بشير مشرف مِنْ أعلا القصر ، وكان قد توهّم أنّ القادم هو الحُسين ؛ لأنّ أصوات الناس قد تعالت بالترحيب به والهتاف بحياته ، فانبرى يخاطبه : ما أنا بمؤدٍ إليك أمانتي يا بن رسول الله ، ومالي في قتالك مِنْ إرب.

ولمس ابن مرجانة في كلام النعمان الضعف والانهيار فصاح به بنبرات تقطر غيظاً : افتحْ لا فتحت ، فقد طال ليلك. ولمّا تكلم عرفه بعض مَنْ كان خلفه فصاح بالناس : إنّه ابن مرجانة وربّ الكعبة!

ومِن الغريب أنّ ذلك المجتمع لمْ يُميّز بين الإمام الحُسين وبين ابن مرجانة ، مع أنّ كلاً منهما قد عاش فترة في ديارهم ؛ ولعلّ الذي أوقعهم في ذلك تغيير ابن زياد لبزّته ولبسه للعمامة السوداء.

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الناس حينما علموا إنّه ابن زياد جفلوا وخفّوا مسرعين إلى دورهم وهم يتحدّثون عمّا عانوه مِن الظلم والجور أيّام أبيه ، وقد أوجسوا مِنْ عبيد الله الشرّ.

وبادر ابن زياد في ليلته فاستولى على المال والسّلاح ، وأنفق ليله ساهراً قد جمع حوله عملاء الحكم الاُموي ، فأخذوا يحدّثونه عن الثورة ويعرّفونه بأعضائها البارزين ، ويضعون معه المخططات للقضاء عليها.

__________________

= وقد وقفت عليه غير مرّة ، وتطلّعت إلى كثير مِنْ معالمه ، ففي بعض أبوابه الرئيسة مظلاّت لحرّاس القصر قد ردمت ولمْ يبقَ منها إلاّ بعض معالمها ، وفي جانب منه بعض الغرف التي اُعدّت للسجن ، وقد صُمّمت بشكل غريب ، وفي جانب منه مطابخ القصر ـ ولم يشر الاُستاذ الجنابي إليها ـ وقد اُحكم بناء القصر حتّى كان مِن المتعذّر اقتحامه والاستيلاء عليه.

٣٥٨

خطابه في الكوفة :

وعندما انبثق نور الصبح أمر ابن مرجانة بجمع الناس في المسجد الأعظم ، فاجتمعت الجماهير وقد خيّم عليها الذعر والخوف ، وخرح ابن زياد متقلداً سيفه ومعتمّاً بعمامة ، فاعتلى أعواد المنبر وخطب الناس ، فقال : أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين أصلحه الله ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البرّ الشفيق ، وسيفي وسوطي على مَنْ ترك أمري وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه الصدق ينبئ عنك لا الوعيد(1) .

وحفل هذا الخطاب بما يلي :

1 ـ إعلام أهل الكوفة بولايته على مصرهم وعزل النعمان بن بشير عنه.

2 ـ تعريفهم أنّ حكومة دمشق قد عهدت له بالإحسان على مَنْ يتبع السلطة ولمْ يتمرّد عليها ، واستعمال الشدّة والقسوة على الخارجين عليها.

ولمْ يعرض ابن مرجانة في خطابه للإمام الحُسين وسفيره مسلم ؛ خوفاً مِن انتفاضة الجماهير عليه وهو بعدُ لمْ يحكم أمره.

__________________

(1) مقاتل الطالبيِّين / 97.

٣٥٩

نشر الإرهاب :

وعمد ابن زياد إلى نشر الإرهاب وإذاعة الخوف ، ويقول بعض المؤرّخين : إنّه لمّا أصبح ابن زياد بعد قدومه إلى الكوفة صالَ وجالَ وأرعدَ وأبرقَ ، وأمسكَ جماعةً مِنْ أهل الكوفة فقتلهم في الساعة(1) ، وقد عمد إلى ذلك لإماتة الأعصاب وصرف الناس عن الثورة.

وفي اليوم الثاني أمر بجمع الناس في المسجد وخرج إليهم بزي غير ما كان يخرج به ، فخطب فيهم خطاباً عنيفاً تهدّد فيه وتوعّد ، فقد قال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّه لا يصلح هذا الأمر إلاّ في شدّة مِنْ غير عنف ولين مِنْ غير ضعف ، وأنْ أخذ البريء بالسقيم ، والشاهد بالغائب ، والولي بالولي.

فانبرى إليه رجل مِنْ أهل الكوفة يُقال له : أسد بن عبد الله المرّي فردّ عليه : أيّها الأمير ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول :( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ‏ ، إنّما المرء بجدّه ، والسيف بحدّه ، والفرس بشدّه ، وعليك أنْ تقول وعلينا أنْ نسمع ، فلا تقدّم فينا السيئة قبل الحسنة.

وأُفحم ابن زياد فنزل عن المنبر ودخل قصر الإمارة(2) .

__________________

(1) الفصول المهمة / 197 ، وسيلة المال / 186.

(2) الفتوح 5 / 67.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500