منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247400 / تحميل: 4736
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بغلوّه. مضافا إلى ما ذكرناه في الفوائد(١) .

ولا يبعد كونه من مشايخ الإجازة المشير إلى الوثاقة(٢) .

٣٠١ ـ إسحاق بن شعيب بن ميثم :

الأسدي ، مولاهم ، التمّار الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) .

٣٠٢ ـ إسحاق بن عبد العزيز البزّاز :

كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ويلقّب أبا السفاتج ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال ابن الغضائري : يعرف حديثه تارة وينكر اخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا ،صه (٤) .

وفيق : إبراهيم أبو السفاتج ، يكنّى أبا إسحاق. وقيل : إنّه يكنّى أبا يعقوب ، ومن قال هذا قال : إنّ اسمه إسحاق بن عبد العزيز(٥) ، انتهى.

وكأنّ العلاّمةرحمه‌الله اختار هذا القول.

وفي الكافي في باب النهي عن القول بغير علم ـ في الحسن ـ عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : وفيه في كتاب الحجّة عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج ، عن جابر ، عن الباقرعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٤٠ ، وفيه : الكوفي التمّار.

(٤) الخلاصة : ٢٠١ / ٧ ، وفيها بدل يكنّى أبا يعقوب ويلقّب أبا السفاتج : يكنّى أبا السفاتج.

(٥) رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٣٧.

(٦) الكافي ١ : ٣٤ / ٨.

(٧) الكافي ١ : ١٣٤ / ٤.

٢١

ونذكر في الكنى ما يتعلّق بالمقام(١) (٢) .

٣٠٣ ـ إسحاق بن عبد الله بن سعد :

ابن مالك الأشعري ، قمّي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وابنه أحمد بن إسحاق مشهور ،صه (٣) .

وزادجش : حميد ، عن عليّ بن بزرج ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي الثقة ، عنه يونس بن يعقوب ، وعليّ بن بزرج ، وأحمد بن زيد الخزاعي ، وابن أبي عمير(٥) .

٣٠٤ ـ إسحاق بن عمّار بن حيّان :

مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وإخوته : يونس ويوسف وقيس وإسماعيل ، وهو في بيت كبير من الشيعة. وابنا أخيه : عليّ بن إسماعيل وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث.

روى إسحاق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبي الحسنعليه‌السلام ، ذكر ذلك أحمد بن محمّد بن سعيد في رجاله.

له كتاب نوادر ، عنه غياث بن كلوب ،جش (٦) .

وفيق : إسحاق بن عمّار الكوفي الصيرفي(٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٩٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) الخلاصة : ١١ / ٦.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٤.

(٥) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٦) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٣٥.

٢٢

وفيظم : إسحاق بن عمّار ، ثقة له كتاب(١) .

وفيكش : في إسحاق وإسماعيل ابني عمّار.

محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن زياد القندي ، قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى إسحاق بن عمّار وإسماعيل بن عمّار قال : وقد يجمعهما لأقوام(٢) ، يعني : الدنيا والآخرة(٣) .

وفيه أحاديث أخر تدلّ على مدح له(٤) كلّها ضعاف.

وقالطس : يبعد أن يقول الصادقعليه‌السلام هذا ، لأنّ إسحاق بن عمّار كان فطحيّا ، والرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وزياد ، لأنّ زياد ابن مروان القندي واقفي(٥) .

أقول : أوّل من اشتبه عليه الأمر هذا السيّد الجليل ، ثمّ آية الله العلاّمة(٦) ، ثمّ تبعهما من تأخّر عنهما(٧) ، فجعلوا الرجلين رجلا ، وإنّما هما اثنان : ابن عمّار بن حيّان الثقة وهو هذا ، وابن عمّار بن موسى الساباطي الآتي.

وقد جعل لهما الميرزا ترجمة واحدة ـ كأكثر الجامعين ـ عن اشتباه(٨) ، ويأتي في الذي يليه تمام الكلام.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٢) في المصدر : الأقوام ( لأقوام خ ل ).

(٣) رجال الكشي : ٤٠٢ / ٧٥١.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٥ / ٥٨٩.

(٥) التحرير الطاووسي : ٤٠.

(٦) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٤٨ / ١٦٤ ، نقد الرجال : ٤٠ / ٢٤ ، جامع الرواة : ١ / ٨٢.

(٨) منهج المقال : ٥٢.

٢٣

٣٠٥ ـ إسحاق بن عمّار الساباطي :

له أصل ، وكان فطحيّا إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، أخبرنا به الشيخ والحسين بن عبيد الله ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق هذا ،ست (١) .

ومضى ما فيظم في الذي قبيله(٢) (٣) .

وفيصه : ابن عمّار بن حيّان ، مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، كان شيخا من أصحابنا ثقة ، روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وكان فطحيّا.

قال الشيخ : إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، وكذا قال النجاشي ، فالأولى عندي التوقّف فيما ينفرد به(٤) .

وفيتعق : الفطحي ـ كما فيست ـ ابن عمّار بن موسى الساباطي ، وهو غير ابن حيّان ، ولا منشأ للاتّحاد غير أنّجش لم يذكر ابن موسى ، وست لم يذكر ابن حيّان ، والحكم به بمجرّد هذا مشكل.

مع أنّ كلامجش في غاية الظهور في كون ابن حيّان غير ابن موسى ، وأنّه إماميّ معروف مشهور هو واخوته وابنا أخيه ، وأنّهم طائفة على حدة ، لا طائفة عمّار الساباطي المعروف المشهور في نفسه وطائفته وفطحيّته.

وعدم عثور النجاشي على فطحيّة ابن موسى مضافا إلى ظهور كونه إماميّا عنده بعيد ، والعثور وعدم الذكر هنا مضافا إلى ذكر ما يدلّ على إماميّته‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥ / ٥٢.

(٢) في نسخة « ش » : قبله.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٤) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

٢٤

أبعد.

ومن ثمّ ذهب جمع من المحقّقين إلى التغاير وكون ابن حيّان ثقة وابن موسى موثّقا(١) ، منهم المصنّف في الوسيط(٢) .

وممّا يؤيّد : عدم اتّصاف أحد من إخوة ابن حيّان بالساباطيّة لا في الرجال ولا غيره ، وكذا عدم نسبة أحد منهم إلى موسى ، وكذا ابنا أخيه عليّ وبشر ، بل حيثما ذكر أحدهم وصف بالصيرفي والكوفي وابن حيّان ، كما أنّ الصباح وقيسا أخوي عمّار الساباطي لم يوصفا قط ـ كأخيهما ـ بالكوفيّة والتغلبيّة(٣) ، ولم ينسبوا إلى حيّان قط ، بل بالساباطيّة وابن موسى.

وسيجي‌ء عليّ بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار الصيرفي الذي أجاز التلعكبري(٤) ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار بن حيّان التغلبي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام وثقاته وخاصّته(٥) ، وهما يشيران إلى التعدّد ، سيّما الأخير ، فإنّ عمّار بن موسى من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، فكيف ابن ابنه يكون من أصحابهعليه‌السلام وخاصّته.

وممّا يؤيّد : عدم نسبة أحد من علماء الرجال إلى يونس ويوسف وقيس وإسماعيل الفطحيّة ، بل الظاهر العدم ، مع أنّ المقرّر بقاء عمّار وطائفته على الفطحيّة. على أنّ كون الأب والجد فطحيّين بل ومن أركانها وعمدها ، ووجود ابن يخالفهما في زمانهما بحيث يصير من ثقات الكاظمعليه‌السلام

__________________

(١) راجع مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها ، روضة المتّقين : ١٤ / ٥١.

(٢) الوسيط : ٢٤ ، إلاّ أنّه لم يظهر منه التغاير ، بل العكس حيث يظهر منه الاتّحاد. وسينبّه عليه المصنّف فيما بعد.

(٣) في نسخة « ش » : أو التغلبية.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٢٥.

(٥) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

٢٥

وخاصّته ، ولم يشر إلى هذا مشير أصلا ، ربما لا يخلو من غرابة.

ويأتي في إسماعيل ما يشير إلى التعدّد من وجوه متعدّدة.

وممّا يؤيّد : أنّ يونس وإسماعيل ذكرا فيق (١) (٢) ، وعمّار من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣) .

وقال جدّي : الظاهر أنّهما متغايران ، ولمّا أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثّق كالصحيح(٤) . وفيه ما لا يخفى.

وفي شرح الإرشاد للمحقّق الأردبيلي : إنّ في المنتهى قال بصحّة رواية الحلبي في مطهّريّة الأرض(٥) ، وفي سندها إسحاق بن عمّار(٦) .

إذا عرفت هذا فيعيّن أحدهما بالأمارات.

ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيّان ، كما هو ظاهرجش .

ومن القرائن رواية أحد إخوته أو أولاد أخيه أو أحد من أقاربهم عنه ، أو روايته عن عمّار بن حيّان.

ومن القرائن المعيّنة للصيرفي رواية زكريّا المؤذّن عنه.

وربما يحصل الظن بكون الراوي عن الصادق هو.

ومن القرائن رواية صفوان بن يحيى ، وكذا عبد الرحمن بن أبي نجران.

قلت : ومرّ في الفوائد بعض الأمارات المعيّنة(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٢) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٢٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٤ / ١٥.

(٤) روضة المتقين : ١٤ / ٥١.

(٥) منتهى المطلب : ١ / ١٧٩.

(٦) مجمع الفائدة والبرهان : ١ / ٣٥٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

٢٦

وفيمشكا : ابن عمّار الموثّق ، عنه غياث بن كلوب ، والحسن بن عديس ، وابن أبي عمير ، وعليّ بن إسماعيل بن عمّار ، وعبد الله بن جبلة ، وأبو عبد الله المؤمن زكريّا بن محمّد ، ويونس بن عبد الرحمن ، وابن محبوب ـ كما في الفقيه مرّتين(١) ـ ، وحمّاد بن عيسى ، وأبو جميلة ـ كما في الفقيه(٢) ـ والحسين الرواسي ـ كما في الفقيه(٣) ، وفي الأصل : الرقاشي(٤) ، ولكنّه غير مذكور ـ ومحمّد بن وضاح ، ومحمّد بن سليمان الديلمي ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، وعثمان بن عيسى ، وعبد الرحمن ابن سالم.

وهو عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٥) ، انتهى.

أقول : ما ذكره مبنيّ على اتّحاد ابني(٦) عمّار ، وليس كذلك بل هما اثنان.

وممّن ذهب إلى التعدّد شيخنا يوسف البحراني(٧) ، وقبله شيخنا البهائيرحمه‌الله في مشرق الشمسين(٨) ، وتلميذه العلاّمة الشيخ عليّ بن سليمان في حواشي الحديث ، على ما نقله عنهما(٩) . وذهب إليه المولى محسن‌

__________________

(١) الفقيه ٣ : ١٤٦ / ٦٤٤ ، ٤ : ١١٨ / ٤٠٨.

(٢) الفقيه ٤ : ١١٨ / ٤٠٧ و ٢٠٥ / ٦٨٤.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٦ / ٤٤٥.

(٤) في نسخة « ش » : الرفاشي.

(٥) هداية المحدثين : ١٧.

(٦) في نسخة « ش » : ابن.

(٧) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

(٨) مشرق الشمسين : ٢٧٧.

(٩) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

٢٧

الكاشاني(١) ، والمولى عناية الله صاحب مجمع الرجال(٢) .

وأمّا الميرزا في الوسيط فلم يظهر منه ذلك ، بل ظاهره الاتّحاد(٣) . اللهم إلاّ أن يكون رجع في حاشية الكتاب كما سمعته من الأستاذ العلاّمة دام علاه مشافهة.

٣٠٦ ـ إسحاق بن غالب الأسدي :

والبي عربي صليب ، ثقة ، وأخوه عبد الله كذلك ، وكانا شاعرين ، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، عنه به صفوان(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن غالب الثقة ، عنه صفوان(٦) .

٣٠٧ ـ إسحاق بن الفضل بن يعقوب :

ابن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلّب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ،قر (٧) .

ويأتي في الحسن(٨) بن محمّد بن الفضل روايته عن الكاظمعليه‌السلام أيضا.

قلت : يأتي في الحسين بن محمّد بن الفضل عنجش بعد توثيقه :

__________________

(١) الوافي : ١ / ٢١.

(٢) مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٥.

(٥) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٣.

(٦) هداية المحدثين : ١٨.

(٧) رجال الشيخ : ١٠٥ / ٢٨.

(٨) كذا ، والظاهر : الحسين ( منه قده ).

٢٨

وعمومته كذلك ، إسحاق ويعقوب وإسماعيل(١) . ولا يبعد(٢) استفادة توثيقه منه.

وصرّحشه في شرح البداية بتوثيق الثلاثة المذكورين(٣) .

وقال المحقّق الشيخ محمّد : استفاده من عبارة جش. ثمّ احتمل كون الإشارة للرواية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقال : إلاّ أنّ الظاهر ما فهمه جدّيقدس‌سره .

وذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن ومواضع أخر ـ وذكر توثيق الشهيد الثاني واستفادته من كلامجش ، واستبعده(٤) . فتدبّر.

٣٠٨ ـ إسحاق القمّي :

قر (٥) . وزادست : له كتاب ، ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه(٦) .

أقول : الظاهر أنّه ابن عبد الله الثقة المذكور ، والطبقة تساعده جدّا ، ونفى عنه البعد في الوسيط(٧) .

٣٠٩ ـ إسحاق بن مبارك :

روى عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ، روى عنه صفوان بن يحيى(٨) . لم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٢) في نسخة « ش » : فلا يبعد.

(٣) الرعاية في علم الدراية : ٣٩٨.

(٤) حاوي الأقوال : ١٧٠ / ٧٠١.

(٥) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٤٧.

(٦) الفهرست : ١٦ / ٥٥.

(٧) الوسيط : ٢٤.

(٨) التهذيب ٤ : ٧٢ / ١٩٩.

٢٩

يذكره أصحاب الرجال.

قلت : في رواية صفوان عنه إشعار بالوثاقة لما يأتي في ترجمته ، وديدن الأستاذ العلاّمة على ذلك.

٣١٠ ـ إسحاق بن محمّد :

ثقة ،ظم (١) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٢) .

٣١١ ـ إسحاق بن محمّد بن أحمد :

ابن أبان بن مرّار بن عبد الله ـ يعرف عبد الله : عقبة وعقاب ـ بن الحارث النخعي ، أخو الأشتر ، وهو معدن التخليط ، له كتب(٣) في التخليط. عنه الجرمي ،جش (٤) .

صه ، إلى : في التخليط ؛ وزاد بعد مرّار : بالراء المشدّدة وبعد الألف راء أيضا ، وبعد عقبة : بالمهملة المضمومة والقاف والباء الموحّدة ، وبعد الأشتر : يكنّي أبا يعقوب(٥) . ثمّ زاد : لا أقبل روايته.

قال ابن الغضائري : إنّه كان فاسد المذهب ، كذّابا في الرواية ، وضّاعا في الحديث(٦) ، لا يلتفت إلى ما رواه ، ولا يرتفع(٧) بحديثه ، وللعياشي معه خبر في وضعه للحديث مشهور ، والاسحاقيّة تنسب إليه(٨) ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٢) الخلاصة : ١١ / ١‌

(٣) في نسخة « ش » : كتاب.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٧.

(٥) في المصدر زيادة : الأحمر.

(٦) في المصدر : وضّاعا للحديث.

(٧) في المصدر : ينتفع.

(٨) الخلاصة : ٢٠١ / ٥.

٣٠

انتهى.

ويحتمل أن يكون ما ذكر من تكنّيه بأبي يعقوب وخبر العياشي معه لابن محمّد البصري ، وذكر هنا لاشتباه.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أبان المخلّط ، عنه الجرمي.

وأمّا غيره فلم نظفر له بأصل ولا كتاب(١) .

٣١٢ ـ إسحاق بن محمّد البصري :

رمي بالغلو ، من أصحاب الجوادعليه‌السلام ،صه (٢) .

وفيكش في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه : نصر بن الصباح ـ وهو غال ـ قال : حدّثني إسحاق بن محمّد البصري ، وهو متّهم(٣) .

وفي ترجمة المفضّل بن عمر : إنّه من أهل الارتفاع(٤) .

وفي موضع آخر : وهو غال ، وكان من أركانهم أيضا(٥) .

وفي موضع آخر : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا أبو(٦) يعقوب إسحاق بن محمّد البصري فإنّه كان غاليا ، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه ، وسألته كتابا نسخه(٧) ، فأخرج إليّ من أحاديث المفضّل بن عمر في التفويض ، فلم أرغب فيه ، فأخرج إليّ أحاديث مشيخته(٨) من الثقات. ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ،

__________________

(١) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٢) الخلاصة : ٢٠٠ / ٣ ، وفيها : يرمى بالغلو.

(٣) رجال الكشي : ١٨ / ٤٢ ، وفي نسخة « ش » : وهو منهم.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٦ / ٥٩١.

(٥) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٤.

(٦) أبو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) في المصدر : أنسخه.

(٨) في المصدر : منتسخة.

٣١

ويمسكها ، ويروي في فضل إمساكها أحاديث. وهو أحفظ من لقيته(١) ، انتهى.

وفيتعق : احتمل في النقد اتّحاده مع السابق(٢) .

ولعلّ رميه بالغلو لاعتقاده الجميل بالمفضّل ، وروايته الحديث في جلالته ، واعتنائه بما نقل عنه في التفويض ، وهذا لا يوجب طعنا ولا غلوّا ، وإن كان عند القدماء أدون منه غلوّا ، كنفي السهو عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواياته صريحة في خلاف الغلو ، وهي من الكثرة بمكان(٣) .

وفي سهل بن زياد ما يزيد بيانا.

قلت : لعلّ الأمر فيه كما أفاده ، إلاّ أنّ ذلك يخرج الرجل من الضعف إلى الجهالة.

ويمكن أن يصحّح ما يرويه عنه محمّد بن مسعود ، فتدبّر.

وفي نسختي منطس : النصري(٤) .

٣١٣ ـ إسحاق بن محمّد الحضيني :

ضا (٥) . وربما كان هو الثقة المتقدّم عنظم (٦) .

وفيتعق : يحتمل اتّحاده مع ابن إبراهيم الحضيني كما أشرنا ، فراجع(٧) .

__________________

(١) رجال الكشي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٢) نقد الرجال : ٤٠ / ٣٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٤) التحرير الطاووسي : ٤٣ / ٢٣ هامش رقم (١).

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٢٦.

(٦) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

٣٢

٣١٤ ـ إسحاق المدائني :

هو ابن عمّار الساباطي ، لأنّ ساباط من قرى المدائن ،تعق (١) .

٣١٥ ـ إسحاق بن هلال :

عنه ابن أبي عمير(٢) كما قيل ؛ ففيه إشعار بوثاقته ،تعق (٣) .

٣١٦ ـ إسحاق بن يزيد بن إسماعيل :

الطائي ، على ما فيصه (٤) ، تقدّم بالموحّدة.

وفيتعق : حكم خالي بحسنه(٥) ، والظاهر لأنّ للصدوق طريقا إليه.

والظاهر أنّه : ابن بريد ـ بالموحّدة ـ كما تقدّم.

ولا يبعد أن يقال لإسحاق بن جرير : ابن يزيد ، نسبة إلى الجد ، كما اتّفق في أخيه خالد ، فتأمّل(٦) .

٣١٧ ـ إسحاق بن يعقوب :

في كتاب الغيبة للشيخ : أخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزراري ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه (٧) أن يوصل لي كتابا فيه مسائل أشكلتعليّ ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الدارعليه‌السلام :

أمّا ما سألت عنه ـ أرشدك الله وثبّتك ـ من أمر المنكرين لي من أهل‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٢) الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٤.

(٥) الوجيزة : ٣٧٣ / ٥٦. وفي التعليقة : حكم خالي بكونه ممدوحا.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٧) في المصدر :رحمه‌الله .

٣٣

بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوح. إلى أن قال :

وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار(١) . إلى أن قال :

وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى(٢) .

وهو توقيع طويل يتضمّن جملة من المسائل.

قلت : في الوسيط : قد يستفاد ممّا يتضمّنه علوّ رتبة الرجل ، فتدبّر(٣) .

قلت : هو الظاهر ، ولا يضرّ كونه هو(٤) الراوي بعد اعتناء المشايخ به ، ورواية جماعة من المشايخ له.

٣١٨ ـ أسد بن أبي العلاء :

قالكش : إنّه يروي المناكير ،صه (٥) ، د(٦) .

ذكركش ذلك في ترجمة المفضّل(٧) .

وفيظم : أسيد بن أبي العلاء(٨) .

وفيتعق : سنشير إلى حاله في ترجمة خالد بن نجيح(٩) ، ونذكر في‌

__________________

(١) في المصدر : فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب.

(٢) الغيبة : ٢٩٠ / ٢٤٧.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) هو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) الخلاصة : ٢٠٧ / ٦.

(٦) رجال ابن داود : ٢٣١ / ٥٣.

(٧) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١٦.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

٣٤

المفضّل(١) التأمّل فيما ذكرهكش (٢) .

٣١٩ ـ أسد بن عفر :

بالمهملة المضمومة ، من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ،صه (٣) ،(٤) . وكذاجش في ابنه داود(٥) .

أقول : إلاّ أنّ الذي فيه : أعفر ، كما وجدناه.

وفي الحاوي أيضا : فيما وجدناه من نسخجش : أعفر(٦) .

وفي نسختي منضح : عفير(٧) ، مصغّرا.

وفي الحاوي : إنّ النسخ متّفقة على ذلك(٨) ، فتدبّر.

وفي الوجيزة : أسد بن عفر ، ثقة(٩) .

٣٢٠ ـ أسد بن معلى بن أسد :

العمّي(١٠) البصري ، رجل من أصحابنا ، إخباري ، بصري ، له كتاب أخبار صاحب الزنج ،جش (١١) .

أقول : هذا الذي ينبغي ، والذي عثرت عليه من رجال الميرزا فيه أنّه‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

(٣) الخلاصة : ٢٤ / ١٢.

(٤) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٦٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤.

(٦) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٧٦ / ٢٦٢.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٩) الوجيزة : ١٥٩ / ١٧٩.

(١٠) في نسخة « ش » : القمي.

(١١) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٦.

٣٥

بدلجش :لم (١) . وهو سهو من الكتّاب.

هذا ، وفي نسخة صحيحة منجش : جلّ ـ أي جليل ـ والناسخ ربما لا يفهم المعنى فيزعم سقوط الراء.

وفي الوجيزة : ممدوح(٢) .

٣٢١ ـ أسعد بن زرارة :

أبو أمامة الخزرجي ، وهو من النقباء الثلاثة ليلة العقبة ،صه (٣) ، ل(٤) .

٣٢٢ ـ إسكندر بن دربيس :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : الأمير الزاهد صارم الدين إسكندر بن دربيس بن عكبر الورشيدي الخرقاني ـ من أولاد مالك بن الحارث الأشتر النخعي ـ صالح ، ورع ، ثقة ، انتهى(٥) .

ويأتي ذكره في هارون بن موسى التلعكبري.

٣٢٣ ـ أسلم المكّي القوّاس :

قر(٦) ،ق (٧) .

وفيصه : أسلم المكّي مولى محمّد بن الحنفيّة ، روي أنّه أفشى سرّ‌

__________________

(١) منهج المقال : ٥٤.

(٢) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٠.

(٣) الخلاصة : ٢٣ / ٤.

(٤) رجال الشيخ : ٥ / ٣٣.

(٥) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦ / ١٦.

(٦) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٣٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٥٢ / ١٩٨ ، وفيه القوّاس المكّي.

٣٦

محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، وأنّه قال : لو كان الناس كلّهم شيعة(١) لكان ثلثهم شكّاكا(٢) والربع الآخر أحمق ، رواهكش عن حمدويه ، عن أيّوب ابن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن سلاّر بن سعيد الجمحي.

ولا يحضرني الآن حال سلاّر ، فإن كان ثقة صحّ الحديث(٣) ، وإلاّ فالتوقّف في روايته متعيّن(٤) .

وفيكش بالسند المذكور عن أسلم ـ مولى محمّد بن الحنفيّة ـ قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : أما إنّه ـ يعني محمّد بن عبد الله بن الحسن ـ سيظهر ويقتل في حال مضيعة.

ثمّ قال : يا أسلم لا تحدّث بهذا الحديث أحدا ، فإنّه عندك أمانة.

قال : فحدّثت به معروف بن خربوذ ، وأخذت عليه مثل ما أخذ عليّ.

( فسأله معروف عن ذلك ، فالتفت إلى أسلم ، فقال أسلم : جعلت فداك أخذت عليه مثل الذي أخذت عليّ )(٥) .

فقالعليه‌السلام : لو كان الناس كلّهم لنا شيعة ، لكان ثلاثة أرباعهم شكّاكا والربع الآخر أحمق(٦) .

وفيتعق : فيه إشعار بنزاهته عن الشكّ في دين الله ، وصفاء عقيدته ، وكونه من خواصّهمعليهم‌السلام ، حيث أخبره بما لم يرض يطّلع عليه غيره ،

__________________

(١) في المصدر : لنا شيعة.

(٢) في المصدر : ثلاثة أرباعهم شكاكا وهو الصواب.

(٣) في المصدر : صح سند الحديث.

(٤) الخلاصة : ٢٠٧ / ٧.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في نسخة : « ش ».

(٦) رجال الكشي : ٢٠٤ / ٣٥٩.

٣٧

ولو مثل معروف الجليل.

ولعلّه لذا قال : فإن كان ثقة صحّ. إلى آخره ، فتأمّل(١) .

أقول : الظاهر منصه أنّه فهم من الرواية الذم ، ولذا ذكره في القسم الثاني.

وقوله : روي أنّه أفشى. إلى آخره ، ينادي بذلك.

وقوله : فإنّ كان ثقة صحّ الحديث وإلاّ فالتوقّف متعيّن ، يريد أنّ مع صحّة الحديث يردّ حديثه لثبوت ذمّه وهو إفشاء السر ، وإلاّ فيتوقّف فيه.

وفي الحاوي : لا وجه للتوقّف في روايته على الحالين ، بل طرحها متعيّن(٢) .

وفي الوجيزة : فيه ذم(٣) .

وفيطس : أسلم المكّي. إلى قوله : عن سلاّر بن سعيد الجمحي(٤) ، من غير تفاوت حتّى في الاشتباه الواقع في العبارة ، فإنّه منهرحمه‌الله تبعه فيهصه كما في أكثر المواضع.

هذا ، والحقّ أنّه لا دلالة فيه على الذم ، وأمّا المدح ـ كما ظنّه دام فضله ـ فمقطوع بفساده.

٣٢٤ ـ إسماعيل بن آدم بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري ، وجه من القمّيّين ، ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : عنه محمّد بن أبي الصهبان(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٣١ / ١٢٢٧.

(٣) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٣.

(٤) التحرير الطاووسي : ٧٥ / ٤٦.

(٥) الخلاصة : ٩ / ١٣.

(٦) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٢.

٣٨

أقول : قال :شه : لا يبعد كونه ابن سعد الآتي عن الشيخ ، وربما كان اختصارا في النسب لا للمغايرة(١) .

وجزم ولده المحقّق بذلك ، وقال : فيجتمع له تزكية الشيخ وجش(٢) .

وفيمشكا : ابن آدم الثقة ، عنه محمّد بن أبي الصهبان(٣) .

٣٢٥ ـ إسماعيل بن إبراهيم القصير :

كوفي ،ق (٤) .

وفيصه : إسماعيل القصير بن إبراهيم بن بزة(٥) ، كوفيّ ثقة(٦) .

وكذاجش ، وزاد : عنه عليّ بن الحسن ، إلاّ أنّ فيه : ابن بز ، من غير هاء(٧) . ولعلّها سقطت من النسخة.

وفي نسخة الشهيد على ما نقلهشه : برّة ، بفتح الموحّدة وتشديد المهملة.

وفي نسخة أخرى : بضمّ الموحّدة وتشديد المهملة ، نقلهشه أيضا معلما عليه :ق (٨) .

وفيضح : بالموحّدة والزاي المخفّفة(٩) .

__________________

(١) نقلها المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦ عن تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة ، ولم نجدها في نسختنا من التعليقة.

(٢) راجع منتقى الجمان : ١ / ٣٨ ، الفائدة السابعة ، وفيه إشارة إلى المطلب.

(٣) هداية المحدثين : ١٨.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٦ ، وفيه : إسماعيل بن إبراهيم بن برّة القصير الكوفي.

(٥) في المصدر : برّة.

(٦) الخلاصة : ١٠ / ١٨.

(٧) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦١ ، وفيه : ابن بزّة.

(٨) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٩ ، باختلاف ، ونقل مضمون هذا الكلام المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٩١ / ٣١.

٣٩

وفي د : بفتح الموحّدة والراء(١) .

وفيست : إسماعيل القصير ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن موسى ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة(٢) ، عن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن بزة الثقة ، عنه عليّ بن الحسن ، ومحمّد بن زياد(٤) .

٣٢٦ ـ إسماعيل بن أبي خالد محمّد :

ابن مهاجر بن عبيد ـ بضمّ العين ـ الأزدي ، روى أبوه عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وروى هو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهما ثقتان من أهل الكوفة من أصحابنا ،صه (٥) .

جش ، إلاّ : بضمّ العين(٦) .

وزادست : ولهذا إسماعيل(٧) كتاب القضايا ، مبوّب ، أخبرنا به أحمد ابن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن سالم ابن عبد الرحمن ، عن الحسين(٨) بن محمّد بن عليّ الأزدي ، عن أبيه ، عنه(٩) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٧٣.

(٢) في نسخة « ش » : أحمد بن عمر بن كليب كيسبة.

(٣) الفهرست : ١٤ / ٤٥.

(٤) هداية المحدثين : ١٨.

(٥) الخلاصة : ٨ / ٥ ، وفيها : إسماعيل بن أبي خالد بن محمّد.

(٦) رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٦.

(٧) في الفهرست : ولإسماعيل.

(٨) في نسخة « ش » : الحسن.

(٩) الفهرست : ١٠ / ٣.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

4 ـ إنّه تحدّث عمّا يجب أنْ يتّصفَ به الإمام والقائد لمسيرة الاُمّة مِنْ الصفات ، وهي :

أ ـ العمل بكتاب الله.

ب ـ الأخذ بالقسط.

ج ـ الإداناة بالحقّ.

د ـ حبس النفس على ذات الله.

ولم تتوفّر هذه الصفات الرفيعة إلاّ في شخصيته الكريمة التي تحكي اتّجاهات الرسول (صلّى الله عليه وآله) ونزعاته.

وتسلّم مسلم هذه الرسالة ، وقد أوصاه الإمام بتقوى الله وكتمان أمره(1) ، وغادر مسلم مكّة ليلة النصف مِنْ رمضان(2) ، وعرج في طريقه على يثرب فصلّى في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وطاف بضريحه ، وودّع أهله وأصحابه(3) ، وكان ذلك هو الوداع الأخير لهم ، واتّجه صوب العراق وكان معه قيس بن مسهر الصيداوي ، وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله الأزدي ، واستأجر مِنْ يثرب دليلين مِنْ قيس يدلاّنه على الطريق(4) .

وسارت قافلة مسلم تجذّ في السير لا تلوي على شيء ، يتقدّمها الدليلان وهما يتنكبان الطريق ؛ خوفاً مِن الطلب فضلاً عن الطريق ، ولم يهتديا له وقد أعياهما السير واشتدّ بهما العطش ، فأشارا إلى مسلم بسنن الطريق بعد

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

(2) مروج الذهب 2 / 86.

(3) تاريخ الطبري 6 / 198.

(4) الأخبار الطوال / 231 ، تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٤١

أنْ بان لهما وتوفيا في ذلك المكان حسبما يقوله المؤرّخون(1) ، وسار مسلم مع رفقائه حتّى أفضوا إلى الطريق ووجدوا ماءً فأقاموا فيه ؛ ليستريحوا ممّا ألمَّ بهمْ مِنْ عظيم الجهد والعناء.

رسالة مسلم للحُسين (عليهما السّلام) :

ويقول المؤرّخون : إنّ مسلم تخوّف مِنْ سفره وتطيّر بعد أنْ أصابه مِن الجهد وموت الدليلين ، فرفع للإمام رسالة يرجو فيها الاستقالة مِنْ سفارته ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّي أقبلت مِن المدينة مع دليلين ، فجازا(2) عن الطريق فضلاّ ، واشتدّ عليهما العطش فلمْ يلبثا أنْ ماتا ، وأقبلنا حتّى انتهينا إلى الماء فلمْ ننجُ إلاّ بحشاشة أنفسنا ، وذلك الماء بمكان يدعى (المضيق) مِنْ بطن الخبث ، وقد تطيّرت مِنْ توجّهي هذا ، فإنْ رأيت أعفيتني مِنه وبعثت غيري ، والسّلام.

جواب الحُسين (عليه السّلام) :

وكتب الإمام الحُسين جواباً لرسالة مسلم ندد فيه بموقفه واتّهمه بالجبن ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد خشيت أنْ لا يكون حمَلَك على الكتاب إليّ في الاستعفاء مِن الوجه الذي وجّهتك له إلاّ الجبن ، فامضِ لوجهك الذي

__________________

(1) الإرشاد / 227.

(2) جازا عن الطريق : أي تركاه خلفهما.

٣٤٢

وجّهتك فيه ، والسّلام(1) .

أضواء على الموضوع :

وأكبر الظنّ أنّ رسالة مسلم مع جواب الإمام مِن الموضوعات ، ولا نصيب لها مِن الصحة ؛ وذلك لما يلي :

1 ـ إنّ مضيق الخبث الذي بعث منه مسلم رسالته إلى الإمام يقع ما بين مكّة والمدينة حسب ما نصّ عليه الحموي(2) ، في حين أنّ الرواية تنصّ على أنّه استأجر الدليلين مِنْ يثرب ، وخرجوا إلى العراق فضلّوا عن الطريق وماتا الدليلان. ومِن الطبيعي أنّ هذه الحادثة وقعت ما بين المدينة والعراق ولمْ تقع ما بين مكّة والمدينة.

2 ـ إنّه لو كان هناك مكان يُدعى بهذا الاسم يقع ما بين يثرب والعراق لمْ يذكره الحموي ، فإنّ السفر منه إلى مكّة ذهاباً وإياباً يستوعب زماناً يزيد على عشرة أيّام ، في حين أنّ سفر مسلم مِنْ مكّة إلى العراق قد حدّده المؤرّخون فقالوا : إنّه سافر مِنْ مكّة في اليوم الخامس عشر مِنْ رمضان وقدم إلى الكوفة في اليوم الخامس مِنْ شوال ، فيكون مجموع سفره عشرين يوماً ، وهي أسرع مدّة يقطعها المسافر مِنْ مكّة إلى المدينة ؛ فإنّ المسافة بينهما تزيد على ألف وستمئة كيلو متر.

وإذا استثنينا مِنْ هذه المدّة سفر رسول مسلم مِنْ ذلك المكان ورجوعه إليه فإنّ مدّة سفره مِنْ مكّة إلى الكوفة تكون أقلّ مِنْ عشرة أيّام ، ويستحيل عادة قطع تلك

__________________

(1) الإرشاد / 226 ، وفي الحدائق الوردية 1 / 117 خرج مسلم مِنْ مكّة حتّى أتى المدينة ، وأخذ منها دليلين ، فمرّا به في البريّة فأصابهما عطش فمات أحد الدليلين ، فكتب مسلم إلى الحُسين يستعفيه ، فكتب إليه الحُسين (عليه السّلام) : «أنْ امضِ إلى الكوفة».

(2) معجم البلدان 2 / 343.

٣٤٣

المسافة بهذه الفترة مِن الزمن.

3 ـ إنّ الإمام اتّهم مسلماً في رسالته بالجبن ، وهو يناقض توثيقه له مِنْ أنّه ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل عليهم ، ومع اتّصافه بهذه الصفات كيف يتّهمه بالجبن؟!

4 ـ إنّ اتّهام مسلم بالجبن يتناقض مع سيرته ؛ فقد أبدى هذا البطل العظيم مِن البسالة والشجاعة النادرة ما يبهر العقول ، فإنّه حينما انقلبت عليه جموع أهل الكوفة قابلها وحدّه مِنْ دون أنْ يعينه أو يقف إلى جنبه أيّ أحد ، وقد أشاع في تلك الجيوش المكثّفة القتل ممّا ملأ قلوبهم ذعراً وخوفاً ، ولمّا جيء به أسيراً إلى ابن زياد لمْ يظهر عليه أيّ ذلّ أو انكسار.

ويقول فيه البلاذري : إنّه أشجع بني عقيل وأرجلهم(1) ، بل هو أشجع هاشمي عرفه التاريخ بعد أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام).

إنّ هذا الحديث مِن المفتريات الذي وضِعَ للحطّ مِنْ قيمة هذا القائد العظيم الذي هو مِنْ مفاخر الاُمّة العربية والإسلاميّة.

في بيت المختار :

وسار مسلم يطوي البيداء حتّى دخل الكوفة فاختار النزول في بيت المختار الثقفي(2) ، وهو مِنْ أشهر أعلام الشيعة وأحد سيوفهم ومِنْ أحبّ الناس وأنصحهم للإمام الحُسين.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) الإرشاد / 226 ، تاريخ ابن الأثير 3 / 267 ، وقيل : نزل مسلم في بيت مسلم بن عوسجة ، وقيل : نزل في بيت هانئ بن عروة ، جاء ذلك في كلّ مِن الإصابة 1 / 332 ، وتهذيب التهذيب.

٣٤٤

لقد اختار مسلم النزول في بيت المختار دون غيره مِنْ زعماء الشيعة ؛ وذلك لوثوقه بإخلاصه للإمام الحُسين وتفانيه في حبّه ، كما أنّ هناك عاملاً آخر له أهمّيته ، فقد كان المختار زوجاً لعمرة بنت النعمان بن بشير حاكم الكوفة ، ولا شك أنّ يده لنْ تمتد إلى المسلم طالماً كان مقيماً في بيت صهره المختار ، وقد دلّ ذلك على إحاطة مسلم بالشؤون الاجتماعية.

وفتح المختار أبواب داره لمسلم وقابله بمزيد مِن الحفاوة والتكريم ، ودعا الشيعة إلى مقابلته ، فأقبلوا إليه مِنْ كلّ حدب وصوب وهم يظهرون له الولاء والطاعة.

ابتهاج الكوفة :

وعمّت الأفراح بمقدم مسلم جميع الأوساط الشيعية في الكوفة ، وقد وجد منهم مسلم ترحيباً حارّاً وتأييداً شاملاً ، وكان يقرأ عليهم رسالة الحُسين وهم يبكون ويبدون التعطّش لقدومه والتفاني في نصرته ؛ لينقذهم مِنْ جور الاُمويِّين وظلمهم ويعيد في مصرهم حكم الإمام أمير المؤمنين ، مؤسس العدالة الكبرى في الأرض ، وكان مسلم يوصيهم بتقوى الله وكتمان أمرهم حتّى يقدم إليهم الإمام الحُسين.

البيعة للحُسين (عليه السّلام) :

وانثالت الشيعة على مسلم تبايعه للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكانت صيغة البيعة الدعوة إلى كتاب الله وسنّة رسوله وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسمة الغنائم بين المسلمين بالسويّة ، وردّ المظالم إلى

٣٤٥

أهلها ونصرة أهل البيت (عليهم السّلام) ، والمسالمة لمَنْ سالموا والمحاربة لمَنْ حربوا. وقد شبّه السيّد المقرّم هذه البيعة ببيعة الأوس والخزرج للنّبي (صلّى الله عليه وآله)(1) ، وكان حبيب بن مظاهر الأسدي يأخذ البيعة منهم للحُسين(2) .

كلمة عابس الشاكري :

وانبرى المؤمن الفذ عابس بن شبيب الشاكري فأعرب لمسلم عن ولائه الشخصي واستعداده للموت في سبيل الدعوة ، إلاّ إنّه لمْ يتعهد له بإيّ أحد مِنْ أهل مصره قائلاً : أمّا بعد ، فإنّي لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرّك منهم. والله ، إنّي محدّثك عمّا أنا موطّن عليه نفسي. والله ، لاُجيبنَّكم إذا دعوتم ولاُقاتلنَّ معكم عدوكم ، ولأضربنَّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله.

وقد صدق عابس ما عاهد عليه الله ؛ فلمْ يخن ضميره ففدى بنفسه ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) واستشهد بين يديه في كربلاء. وانبرى حبيب ابن مظاهر فخاطب عابساً قائلاً له : رحمك الله ، فقد قضيت ما في نفسك بواجز مِنْ قولك ، وأنا والله الذي لا إله إلاّ هو على مثل ما أنت عليه.

واندفع سعيد الحنفي فأيّد مقالة صاحبيه(3) ، وهؤلاء الأبطال مِنْ

__________________

(1) الشهيد مسلم بن عقيل / 103.

(2) الحدائق الوردية 1 / 125 مِنْ مخطوطات مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة.

(3) تاريخ الطبري 6 / 199.

٣٤٦

أنبل مَنْ عرفهم التاريخ صدقاً ووفاءً ، فقد بذلوا أرواحهم بسخاء إلى الإمام الحُسين واستشهدوا بين يديه في كربلاء.

عدد المبايعين :

وتسابقت جماهير الكوفة إلى بيعة الحُسين على يد سفيره مسلم بن عقيل ، وقد اختلف المؤرّخون في عدد مَنْ بايعه ، وهذه بعض الأقوال :

1 ـ أربعون ألفاً(1) .

2 ـ ثلاثون ألفاً ، ومِنْ بينهم حاكم الكوفة النعمان بن بشير(2) .

3 ـ ثمانية وعشرون ألفاً(3) .

4 ـ ثمانية عشر ألفاً ، حسب ما جاء في رسالة مسلم إلى الحُسين ، يقول فيها : وقد بايعني مِنْ أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً فعجل الإقبال(4) .

__________________

(1) شرح شافية أبي فراس 1 / 90 مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، مثير الأحزان لابن نما / 11.

(2) دائرة معارف وجدي 3 / 444 ، حقائق الأخبار عن دول البحار ، روضة الأعيان في أخبار مشاهير الزمان ـ محمد بن أبي بكر المتوفى سنة (730 هـ) / 67 مِنْ مصوّرات مكتبة الحكيم ، مناقب الإمام علي بن أبي طالب / 13 ، وجاء فيه : أنّ النعمان قال : يا أهل الكوفة ، ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أحبّ إليكم مِن ابن بنت بجدل.

(3) تاريخ أبي الفداء 1 / 300.

(4) تاريخ الطبري 6 / 224.

٣٤٧

5 ـ اثنا عشر ألفاً(1) .

رسالة مسلم للحُسين :

وازداد مسلم إيماناً ووثوقاً بنجاح الدعوة حينما بايعه ذلك العدد الهائل مِنْ أهل الكوفة ، فكتب للإمام يستحثّه فيها على القدوم إليهم ، وكان قد كتبها قبل شهادته ببضع وعشرين ليلة(2) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني مِنْ أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً(3) فعجّل حين يأتيك كتابي ، فإنّ الناس كلّهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوي(4) .

لقد كتب مسلم هذه الرسالة ؛ لأنّه لمْ يرَ أيّة مقاومة لدعوته ، وإنّما رأى إجماعاً شاملاً على بيعة الإمام وتلهّفاً حارّاً لرؤيته ، وحمل الكتاب جماعة مِنْ أهل الكوفة وعليهم البطل العظيم عابس الشاكري ، وقدم الوفد مكّة المكرّمة وسلّم الرسالة إلى الإمام ، وقد استحثّوه على القدوم إلى الكوفة وذكروا إجماع أهلها على بيعته وما قالاه مسلم مِن الحفاوة البالغة منهم ؛ وعند ذلك تهيأ الإمام إلى السفر للكوفة.

__________________

(1) مروج الذهب 3 / 4 ، الصراط السوي في مناقب آل النّبي / 86 مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، تهذيب التهذيب 2 / 350 ، الإصابة 1 / 332 ، الحدائق الوردية 1 / 117.

(2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) وفي رواية البلاذري (إنّ جميع أهل الكوفة معك).

(4) تاريخ الطبري 6 / 224.

٣٤٨

موقف النعمان بن بشير :

كان موقف النعمان بن بشير(1) من الثورة موقفاً يتّسم باللين والتسامح ، وقد اتّهمه الحزب الاُموي بالضعف ، أو التضاعف في حفظ مصلحة الدولة والاهتمام بسلامتها ، فأجابهم : لأنْ أكون ضعيفاً وأنا في طاعة الله أحبّ إليّ مِنْ أن أكون قويّاً في معصية الله ، وما كنت لأهتك ستراً ستره الله(2) .

وقد أعطى الشيعة بموقفه هذا قوّة وشجعهم على العمل ضد الحكومة علناً ، ولعلّ سبب ذلك يعود لأمرين :

1 ـ إنّ مسلم بن عقيل كان ضيفاً عند المختار ، وهو زوج ابنته عمرة ، فلم يعرض للثوار بسوء رعايةً للمختار.

__________________

(1) النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ، كان قد ولاّه معاوية الكوفة بعد عبد الرحمن بن الحكم ، وكان عثماني الهوى ؛ يجاهر ببغض علي ويسيء القول فيه ، وقد حاربه يوم الجمل وصفين ، وسعى بإخلاص لتوطيد المُلْك إلى معاوية ، وهو الذي قاد بعض الحملات الإرهابيّة على بعض المناطق العراقيّة. ويقول المحقّقون : إنّه كان ناقماً على يزيد ، ويتمنّى زوال المُلْك عنه شريطة أنْ لا تعود الخلافة لآل علي (عليه السّلام). ومِن الغريب في شأن هذا الرجل أنّ يزيد لمّا أوقع بأهل المدينة وأباحها لجنده ثلاثة أيّام لمْ يثأر النعمان لكرامة وطنه وقومه ، وفي الإصابة 3 / 530 إنّه لمّا هلك يزيد دعا النعمان إلى ابن الزّبير ، ثمّ دعا إلى نفسه فقاتله مروان ، فقُتل وذلك في سنة (65 هـ). وكان شاعراً مجيداً ، له ديوان شعر طُبع حديثاً.

(2) سير أعلام النبلاء 3 / 206.

٣٤٩

2 ـ إنّ النعمان كان ناقماً على يزيد ؛ وذلك لبغضه للأنصار. فقد أغرى الأخطل الشاعر المسيحي في هجائهم ، فثار لهم النعمان كما ألمعنا إلى ذلك في البحوث السابقة ، ولعل لهذا ولغيره لمْ يتّخذ النعمان أيّ إجراء مضاد للثورة.

خطبة النعمان :

وأعطى النعمان للشيعة قوّة في ترتيب الثورة وتنظيماً ، وهيأ لهم الفرص في أحكام قواعدها ممّا ساء الحزب الاُموي ، فأنكروا عليه ذلك وحرّضوه على ضرب الشيعة ، فخرج النعمان وصعد المنبر فأعلن للناس سياسته المتّسمة بالرفق ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فاتّقوا الله عباد الله ، ولا تُسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيها تهلك الرجال وتُسفك الدماء وتُغصب الأموال. إنّي لمْ اُقاتل مَنْ لمْ يُقاتلني ، ولا أثب على مَنْ لا يثب عليّ ، ولا اُشاتمكم ، ولا أتحرّش بكم ، ولا آخذ بالقرف(1) ولا الظنّة ولا التّهمة ، ولكنّكم إنْ أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم ، فوالله الذي لا إله إلاّ هو ، لأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لمْ يكن منكم ناصر. أما إنّي أرجو أنْ يكون مَنْ يعرف الحقّ منكم أكثر ممّنْ يرديه الباطل(2) .

وليس في هذا الخطاب أيّ ركون إلى وسائل العنف والشدّة ، وإنّما كان فيه تحذير مِنْ مغبّة الفتنة وحبّ للعافية ، وعدم التعرّض لمَنْ لا يثب على السلطة ، وعدم أخذ الناس بالظنّة والتّهمة كما كان يفعل زياد بن أبيه

__________________

(1) القرف : التهمة.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥٠

والي العراق. وعلّق أنيس زكريا على خطاب النعمان بقوله :

ولنا مِنْ خطبه ـ أيّ خطب النعمان ـ في الكوفة برهان آخر على أنّه كان يرى الفتنة يقظى ولا بد أنْ تشتعل ، وإنّه لنْ يهاجم القائمين بها قبل أنْ يهاجموه ، فجعل لأنصارها قوّة وطيدة الأركان ويداً فعالة في ترتيب المؤامرة وتنظيمها على الأسس المتينة(1) .

سخط الحزب الاُموي :

وأغضبت سياسة النعمان عملاء الحكم الاُموي ، فانبرى إليه عبد الله بن مسلم الحضرمي حليف بني اُميّة ، فأنكر خطّته قائلاً : إنّه لا يصلح ما ترى إلاّ الغشم(2) ، وإنّ هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوّك رأي المستضعفين!(3) .

ودافع النعمان عن نفسه بأنّه لا يعتمد على أيّة وسيلة تبعده عن الله ، ولا يسلك طريقاً يتجافى مع دينه ، وقد استبان للحزب الاُموي ضعف النعمان وانهياره أمام الثورة.

اتصال الحزب الاُموي بدمشق :

وفزع الحزب الاُموي مِنْ تجاوب الرأي العام مع مسلم واتّساع نطاق الثورة ، في حين أنّ السلطة المحليّة أغضّت النظر عن مجريات الأحداث

__________________

(1) الدولة الاُمويّة في الشام / 41.

(2) الغشم : الظلم.

(3) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥١

وقد اتّهمتها بالضعف أو بالتواطؤ مع الثوار ، وقام الحزب الاُموي باتّصال سريع بحكومة دمشق ، وطلبوا منها اتّخاذ الإجراءات الفورية قبل أنْ يتّسع نطاق الثورة ، ويأخذ العراق استقلاله وينفصل عن التبعية لدمشق.

ومِنْ بين الرسائل التي وفدت على يزيد رسالة عبد الله الحضرمي ، جاء فيها : أمّا بعد ، فإنّ مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته الشيعة للحُسين بن علي ، فإنْ كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قويّاً ينفّذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوّك ؛ فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف(1) .

وتدعو هذه الرسالة إلى إقصاء النعمان عن مركزه ، واستعمال شخص آخر مكانه قوي البطش ؛ ليتمكن مِن القضاء على الثورة ، فإنّ النعمان لا يصلح للقضاء عليها. وكتب إليه بمثل ذلك عمارة بن الوليد بن عقبة وعمر بن سعد.

فزع يزيد :

وفزع يزيد حينما توافدت عليه رسائل عملائه في الكوفة بمبايعة أهلها للحُسين ، فراودته الهواجس وظلّ ينفق ليله ساهراً يطيل التفكير في الأمر ؛ فهو يعلم أنّ العراق مركز القوّة في العالم الإسلامي وهو يبغضه ويحقد على أبيه ، فقد أصبح موتراً منهم لما صبّوه عليه مِن الظلم والجور ، وإنّ كراهية أهل العراق ليزيد لا تقلّ عن كراهيتهم لأبيه ، كما إنّه على

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 267.

٣٥٢

يقين أنّ الأغلبية الساحقة في العالم الإسلامي تتعطّش لحكم الإمام الحُسين ؛ لأنّه المثل الشرعي لجدّه وأبيه ولا يرضون بغيره بديلاً.

استشارته لسرجون :

وأحاطت الهواجس بيزيد وشعر بالخطر الذي يهدّد مُلْكه فاستدعى سرجون الرومي ، وكان مستودع أسرار أبيه ومِنْ أدهى الناس ، فعرض عليه الأمر ، وقال له : ما رأيك إنّ حُسيناً قد توجّه إلى الكوفة ، ومسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحُسين ، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيئ ، فما ترى مَنْ أستعمل على الكوفة؟

وتأمّل سرجون وأخذ يطيل التفكير ، فقال له : أرأيت أنّ معاوية لو نُشر أكنت آخذاً رأيه؟ فقال يزيد : نعم. فأخرج سرجون عهد معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة ، وقال : هذا رأي معاوية وقد مات ، وقد أمر بهذا الكتاب(1) .

أمّا دوافع سرجون في ترشيح ابن زياد لولاية الكوفة فهي لا تخلو مِنْ أمرين :

1 ـ إنّه يعرف قسوة ابن زياد وبطشه وأنّه لا يقوى أحد على إخضاع العراق غيره ؛ فهو الذي يتمكّن مِن القضاء على الثورة بما يملك مِنْ وسائل الإرهاب والعنف.

2 ـ إنّه قد دفعته العصبية القومية لهذا الترشيح ؛ فإنّ ابن زياد رومي.

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 268.

٣٥٣

ولاية ابن زياد على الكوفة :

وكان يزيد ناقماً على ابن زياد كأشدّ ما تكون النقمة ، وأراد عزله عن البصرة(1) ؛ وذلك لمعارضة أبيه في البيعة له ، إلاّ إنّه استجاب لرأي سرجون ؛ فقد رأى فيه الحفاظ على مصلحة دولته ، فعهد له بولاية الكوفة والبصرة ، وبذلك فقد خضع العراق بأسره لحكمه ، وكتب إليه هذه الرسالة : أمّا بعد ، فإنّه كتب إليّ شيعتي مِنْ أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين ، فسرْ حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه ، والسّلام.

وأشارت هذه الرسالة إلى مدى قلق السلطة في دمشق وفزعها مِنْ مسلم بن عقيل ، وقد شدّدت على ابن زياد في الإسراع بالسفر إلى الكوفة لإلقاء القبض عليه.

وتنصّ بعض المصادر أنّ يزيد كتب إلى ابن زياد : إنْ كان لك جناحان فطر إلى الكوفة(2) ، وهذا ممّا ينبئ عن الخوف الذي ألمّ بيزيد مِنْ الثورة في العراق. وحمل مسلم بن عمرو الباهلي العهد لابن زياد بولاية الكوفة مع تلك الرسالة.

ويقول المؤرّخون : إنّ الباهلي كان مِنْ عيون بني اُميّة في الكوفة ومِنْ أهمّ عملائهم ، كما كان مِنْ أجلاف العرب ، وهو الذي ضنّ على مسلم أنْ يشرب جرعة مِن الماء حينما جيء به أسيراً إلى ابن زياد.

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 152.

(2) سير أعلام النبلاء 3 / 201.

٣٥٤

وتسلّم ابن زياد مِن الباهلي العهد له بولاية الكوفة وقد طار فرحاً ؛ فقد تمّ له الحكم على جميع أنحاء العراق بعد ما كان مهدّداً بالعزل عن ولاية البصرة ، وقد سرّ ما خولته دمشق مِن الحكم المطلق على العراق.

وبما سوّغت له مِن استعمال الشدّة والقسوة وسفك الدماء لكلّ مَنْ لا يدخل في طاعة يزيد أو يشترك بأيّة مؤامرة ضدّه ، وكان هذا التفويض المطلق في استعمال القسوة على الناس ممّا يتّفق مع رغبات ابن زياد وميوله ؛ فقد كان مِنْ عوامل استمتاعاته النفسية حبّ الجريمة والإساءة إلى الناس ، وعدم التردّد في سفك الدماء.

خطبة ابن زياد في البصرة :

وتهيأ ابن زياد لمغادرة البصرة والتوجّه إلى الكوفة ، وقبل مغادرته لها جمع الناس وخطب فيهم خطاباً قاسياً ، جاء فيه : إنّ أمير المؤمنين يزيد ولاّني الكوفة وأنا غاد إليها الغداة. فوالله ، إنّي ما تقرن بي الصعبة ولا يقعقع لي بالشنآن ، وإنّي لنكل لمَنْ عاداني وسمّ لمَنْ حاربني ، أنصف القارة مِنْ راماها.

يا أهل البصرة ، قد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان ، وإيّاكم والخلاف والإرجاف ، فوالله الذي لا إله غيره ، لئن بلغني عن رجلٍ منكم خلاف لأقتلنّه وعرينه(1) ووليّه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى حتّى تسمعوا لي ، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق أنا ابن زياد أشبه

__________________

(1) العرين : الجماعة.

٣٥٥

بين مَنْ وطأ الحصا ، ولمْ ينتزعني شبه خال ولا ابن عم(1) .

ما أهون سفك الدماء عند اُولئك البرابرة الوحوش مِنْ ولاة بني اُميّة! لقد تحدّث الطاغية عن نفسيته الشريرة التي توغّلت في الإثم ، فهو يأخذ البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر والأدنى بالأقصى ، ويقتل على الظنّة والتهمة كما كان يفعل أبوه زياد ، الذي أشاع القتل في ربوع العراق.

سفر الطاغية إلى الكوفة :

وسار الخبيث الدنس مِن البصرة متّجهاً إلى الكوفة ؛ ليقترف أعظم موبقة لمْ يقترفها شقي غيره ، وقد صحبه مِنْ أهل البصرة خمسمئة رجل فيهم عبد الله بن الحارث بن نوفل وشريك بن الأعور الحارثي(2) ، وهو مِنْ أخلص أصحاب الإمام الحُسين ، وقد صحب ابن زياد ليكون عيناً عليه ويتعرّف على خططه ، وقد صحب ابن زياد هذا العدد ليستعين بهم على بثّ الإرهاب وإذاعة الخوف بين الناس ، والاتصال بزعماء الكوفة لصرفهم عن الثورة.

وعلى أيّ حالٍ ، فقد أخذ ابن زياد يجذّ في السير لا يلوي على شيء قد واصل السير إلى الكوفة مخافة أنْ يسبقه الحُسين إليها ، وقد جهد أصحابه وأعياهم المسير ، فسقط منهم جماعة منهم عبد الله بن الحارث فلمْ يعبأ.

ولمّا ورد القادسية سقط مولاه (مهران) ، فقال له ابن زياد : إنْ أمسكت على هذا الحال فتنظر إلى القصر فلك مئة ألف. فقال له مهران : لا والله لا أستطيع. ونزل الطاغية فلبس ثياباً

__________________

(1) الطبري 6 / 200.

(2) الطبري 6 / 199.

٣٥٦

يمانية وعمامة سوداء وتلثّم ؛ ليوهم مَنْ رآه أنّه الحُسين ، وسار وحده فدخل الكوفة ممّا يلي النجف(1) ، وكان قلبه كجناح طائر مِنْ شدّة الخوف ، ولو كانت عنده مسكة مِن البسالة والشجاعة لما تنكّر وغيّر بزّته وأوهم على الناس أنّه الحُسين.

وقد تذرّع الجبان بهذه الوسائل لحماية نفسه ، وتنصّ بعض المصادر أنّه حبس نفسه عن الكلام خوفاً مِنْ أنْ يعرفه الناس فتأخذه سيوفهم.

في قصر الإمارة :

وأسرع الخبيث نحو قصر الإمارة(2) وقد علاه الفزع وساءه كأشدّ ما يكون الاستياء ؛ مِنْ تباشير الناس وفرحهم بقدوم الإمام الحُسين ،

__________________

(1) مقتل الحُسين ـ المقرم / 165.

(2) قصر الإمارة : هو أقدم بناية حكومية شُيّدت في الإسلام ، بناها سعد بن أبي وقاص ، وقد اندثرت معالمه كما اندثرت جميع معالم الكوفة ما عدا الجامع. وقد اهتمت مديرية الآثار العامّة في العراق بالتعرّف عليه ؛ فكشفت في مواسم مختلفة اُسسه ، وقد أظهرت نتائج الحفائر التي اُجريت عليه أنّه يتألّف مِنْ سور خارجي يضمّ أربعة جدران ، تقريباً طولها 170 متراًً ، ومعدل سمكها 4 أمتار ، وتدعم كلّ ضلع مِنْ الخارج ستة أبراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي ، حيث يدعمها برجان فقط. والمسافة ما بين كلّ برج وآخر 24 و 60 سنتمتر ، وارتفاع هذا السور بأبراجه يصل إلى ما يقرب مِنْ عشرين متراً. وقد بُني القصر بناء محكماً ، وصُمّمت هندسته على غاية حربية ؛ ليكون في حماية آمنة مِنْ كلّ غزو خارجي ، جاء ذلك في تخطيط مدينة الكوفة للدكتور كاظم الجنابي / 135 ـ 155 =

٣٥٧

ولمّا انتهى إلى باب القصر وجده مغلقاً والنعمان بن بشير مشرف مِنْ أعلا القصر ، وكان قد توهّم أنّ القادم هو الحُسين ؛ لأنّ أصوات الناس قد تعالت بالترحيب به والهتاف بحياته ، فانبرى يخاطبه : ما أنا بمؤدٍ إليك أمانتي يا بن رسول الله ، ومالي في قتالك مِنْ إرب.

ولمس ابن مرجانة في كلام النعمان الضعف والانهيار فصاح به بنبرات تقطر غيظاً : افتحْ لا فتحت ، فقد طال ليلك. ولمّا تكلم عرفه بعض مَنْ كان خلفه فصاح بالناس : إنّه ابن مرجانة وربّ الكعبة!

ومِن الغريب أنّ ذلك المجتمع لمْ يُميّز بين الإمام الحُسين وبين ابن مرجانة ، مع أنّ كلاً منهما قد عاش فترة في ديارهم ؛ ولعلّ الذي أوقعهم في ذلك تغيير ابن زياد لبزّته ولبسه للعمامة السوداء.

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الناس حينما علموا إنّه ابن زياد جفلوا وخفّوا مسرعين إلى دورهم وهم يتحدّثون عمّا عانوه مِن الظلم والجور أيّام أبيه ، وقد أوجسوا مِنْ عبيد الله الشرّ.

وبادر ابن زياد في ليلته فاستولى على المال والسّلاح ، وأنفق ليله ساهراً قد جمع حوله عملاء الحكم الاُموي ، فأخذوا يحدّثونه عن الثورة ويعرّفونه بأعضائها البارزين ، ويضعون معه المخططات للقضاء عليها.

__________________

= وقد وقفت عليه غير مرّة ، وتطلّعت إلى كثير مِنْ معالمه ، ففي بعض أبوابه الرئيسة مظلاّت لحرّاس القصر قد ردمت ولمْ يبقَ منها إلاّ بعض معالمها ، وفي جانب منه بعض الغرف التي اُعدّت للسجن ، وقد صُمّمت بشكل غريب ، وفي جانب منه مطابخ القصر ـ ولم يشر الاُستاذ الجنابي إليها ـ وقد اُحكم بناء القصر حتّى كان مِن المتعذّر اقتحامه والاستيلاء عليه.

٣٥٨

خطابه في الكوفة :

وعندما انبثق نور الصبح أمر ابن مرجانة بجمع الناس في المسجد الأعظم ، فاجتمعت الجماهير وقد خيّم عليها الذعر والخوف ، وخرح ابن زياد متقلداً سيفه ومعتمّاً بعمامة ، فاعتلى أعواد المنبر وخطب الناس ، فقال : أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين أصلحه الله ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البرّ الشفيق ، وسيفي وسوطي على مَنْ ترك أمري وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه الصدق ينبئ عنك لا الوعيد(1) .

وحفل هذا الخطاب بما يلي :

1 ـ إعلام أهل الكوفة بولايته على مصرهم وعزل النعمان بن بشير عنه.

2 ـ تعريفهم أنّ حكومة دمشق قد عهدت له بالإحسان على مَنْ يتبع السلطة ولمْ يتمرّد عليها ، واستعمال الشدّة والقسوة على الخارجين عليها.

ولمْ يعرض ابن مرجانة في خطابه للإمام الحُسين وسفيره مسلم ؛ خوفاً مِن انتفاضة الجماهير عليه وهو بعدُ لمْ يحكم أمره.

__________________

(1) مقاتل الطالبيِّين / 97.

٣٥٩

نشر الإرهاب :

وعمد ابن زياد إلى نشر الإرهاب وإذاعة الخوف ، ويقول بعض المؤرّخين : إنّه لمّا أصبح ابن زياد بعد قدومه إلى الكوفة صالَ وجالَ وأرعدَ وأبرقَ ، وأمسكَ جماعةً مِنْ أهل الكوفة فقتلهم في الساعة(1) ، وقد عمد إلى ذلك لإماتة الأعصاب وصرف الناس عن الثورة.

وفي اليوم الثاني أمر بجمع الناس في المسجد وخرج إليهم بزي غير ما كان يخرج به ، فخطب فيهم خطاباً عنيفاً تهدّد فيه وتوعّد ، فقد قال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّه لا يصلح هذا الأمر إلاّ في شدّة مِنْ غير عنف ولين مِنْ غير ضعف ، وأنْ أخذ البريء بالسقيم ، والشاهد بالغائب ، والولي بالولي.

فانبرى إليه رجل مِنْ أهل الكوفة يُقال له : أسد بن عبد الله المرّي فردّ عليه : أيّها الأمير ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول :( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ‏ ، إنّما المرء بجدّه ، والسيف بحدّه ، والفرس بشدّه ، وعليك أنْ تقول وعلينا أنْ نسمع ، فلا تقدّم فينا السيئة قبل الحسنة.

وأُفحم ابن زياد فنزل عن المنبر ودخل قصر الإمارة(2) .

__________________

(1) الفصول المهمة / 197 ، وسيلة المال / 186.

(2) الفتوح 5 / 67.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500