منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247615 / تحميل: 4742
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بأمره ، وهو خير الحاكمين(1) .

ونهض أبيّ الضيم ، وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ ، وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.

إرغامُ المعارضين :

وغادر معاوية يثرب متّجهاً إلى مكّة وهو يطيل التفكير في أمر المعارضين ، فرأى أنْ يعتمد على وسائل العنف والإرهاب ، وحينما وصل إلى مكّة أحضر الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعرض عليهم مرّة أُخرى البيعة إلى يزيد فأعلنوا رفضهم له ، فانبرى إليهم مغضباً ، وقال : إنّي أتقدّم إليكم أنّه قد أُعذِرَ مَنْ أنذر. كنتُ أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة فأُقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه ، فلا يسبقني رجل إلاّ على نفسه.

ودعا صاحب حرسه بحضرتهم ، فقال له : أقم على رأس كلّ رجل مِن هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف ، فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثمّ خرج وخرجوا معه ، فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمرٌ دونهم ،

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٢٢١

ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله.

فبايعه الناس ، ثمّ ركب رواحله وغادر مكّة(1) ، وقد حسب معاوية أنّ الأمر قد تمّ لولده ، واستقر المُلْكُ في بيته ، ولمْ يعلم أنّه قد جرّ الدمار على دولته ، وأعدّ المجتمع للثورة على حكومة ولده.

موقفُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

كان موقف الإمام الحُسين (عليه السّلام) مع معاوية يتّسم بالشدّة والصرامة ، فقد أخذ يدعو المسلمين بشكل سافر إلى مقاومة معاوية ، ويحذّرهم مِنْ سياسته الهدّامة ، الحاملة لشارات الدمار إلى الإسلام.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

وأخذت الوفود تترى على الإمام (عليه السّلام) مِنْ جميع الأقطار الإسلاميّة وهي تعجّ بالشكوى إليه ، وتستغيث به ممّا ألمّ بها مِن الظلم والجور ، وتطلب منه القيام بإنقاذها مِن الاضطهاد.

ونقلت الاستخبارات في يثرب إلى السّلطة المحلية تجمّع الناس واختلافهم على الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكان الوالي مروان ، ففزع مِنْ ذلك وخاف إلى حدٍّ بعيدٍ.

__________________

(1) الكامل 3 / 252 ، الأمالي 2 / 73 ، ذيل الأمالي / 177 ، عيون الأخبار 2 / 210 ، البيان والتبيين 1 / 300.

٢٢٢

مذكّرةُ مروان لمعاوية :

ورفع مروان مذكّرة لمعاوية سجّل فيها تخوّفه مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) ، واختلاف الناس عليه ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد كثُر اختلاف الناس إلى حُسين ، والله إنّي لأرى لكم منه يوماً عصيباً(1) .

جوابُ معاوية :

وأمره معاوية بعدم القيام بأيّ حركة مضادّة للإمام (عليه السّلام) ، فقد كتب إليه : اترك حُسيناً ما تركك ولمْ يُظهر لك عداوته ويبد صفحته ، وأكمن عنه كمون الثرى إنْ شاء الله ، والسّلام(2) .

لقد خاف معاوية مِنْ تطور الأحداث ، فعهد إلى مروان بعدم التعرّض له بأيّ أذى أو مكروه.

رأيُ مروان في إبعاد الإمام (عليه السّلام) :

واقترح مروان على معاوية إبعاد الإمام (عليه السّلام) عن يثرب ، وفرض الإقامة الجبرية عليه في الشام ؛ ليقطعه عن الاتصال بأهل العراق ، ولمْ يرتضِ معاوية ذلك ، فردّ عليه : أردت والله أنْ تستريح منه وتبتليني به ، فإنْ صبرت عليه صبرت على ما أكره ، وإنْ أسأت إليه قطعت رحمه(3) .

__________________

(1) و (2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) العقد الفريد 2 / 116.

٢٢٣

رسالةُ معاوية للحُسين (عليه السّلام) :

واضطرب معاوية مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) واختلاف الناس عليه ، فكتب إليه رسالة ، وقد رويت بصورتين :

1 ـ رواها البلاذري ، وهذا نصّها : أمّا بعد ، فقد أُنهيت إليّ عنك اُمورٌ إنْ كانت حقّاً فإنّي لمْ أظنّها بك ؛ رغبة عنها ، وإنْ كانت باطلة فأنت أسعد الناس بمجانبتها ، وبحظّ نفسك تبدأ ، وبعهد الله توفي ، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكِدْكَ ، فاتّقِ الله يا حُسين في شقّ عصا الأُمّة ، وأنْ ترِدهم في فتنة(1) .

2 ـ رواها ابن كثير ، وهذا نصّها : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً مِنْ أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَنْ قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّقِ الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدْني أكِدْكَ(2) .

واحتوت هذه الرسالة حسب النّص الأخير على ما يلي :

1 ـ أنّ معاوية قد طالب الإمام (عليه السّلام) بتنفيذ ما شرطه عليه في بنود الصلح أنْ لا يخرج عليه ، وقد وفّى له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، إلاّ أنّ معاوية لمْ يفِ بشيء ممّا أبرمه على نفسه مِنْ شروط الصلح.

2 ـ أنّ معاوية كان على علمٍ بوفود أهل الكوفة التي دعت الإمام (عليه السّلام) للخروج عليه ، وقد وسمهم بأنّهم أهل الشقاق ، وأنّهم قد غدروا بعلي والحسن (عليهما السّلام) مِنْ قبل.

3 ـ التهديد السافر للإمام (عليه السّلام) بأنّه متى كاد معاوية فإنّه يكيده.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) تاريخ ابن كثير 8 / 162.

٢٢٤

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ورفع الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية مذكّرةً خطيرةً كانت جواباً لرسالته ، حمّله مسؤوليات جميع ما وقع في البلاد مِن سفك الدماء ، وفقدان الأمن ، وتعريض الأُمّة للأزمات ، وهي مِنْ أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر الأحداث التي صدرت مِنْ معاوية ، وهذا نصّها :

«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يُسدّد إليها إلاّ الله تعالى.

أمّا ما ذكرت أنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. ما أردت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة.

ألست القاتل حِجْرَ بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظُلماً وعدواناً مِنْ بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكدة ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟!

أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفرّ لونه ، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت مِنْ رؤوس الجبال؟!

أوَلست بمدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَرَ

٢٢٥

فتركت سُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدىً مِن الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ، ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسملُ أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النّخل ، كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة ، وليسوا منك؟!

أوَلست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زيادٌ أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودينُ علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين ؛ رحلة الشتاء والصيف؟!

وقلتَ فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة وأنْ تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة مِنْ ولايتك عليها ، ولا أعظم لنفسي ولديني ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) أفضل مِنْ أنْ أجاهرك ؛ فإنْ فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإنْ تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلتَ فيما قلت : إنّني إنْ أنكرتك تنكرني ، وإنْ أكِدْك تكدني. فكِدْني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أنْ لا يضرّني كيدك ، وأنْ لا يكون على أحدٍ أضر منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيتَ بشرطٍ ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم مِنْ غير أنْ يكونوا قاتَلوا وقُتِلوا ، ولمْ تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ؛ مخافة أمر لعلّك لو لمْ تقتلهم متّ قبل أنْ يفعلوا ، أو ماتوا قبل أنْ يدركوا.

٢٢٦

فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها. وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءَه على التّهم ، ونفيك إيّاهم مِنْ دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلاّ قد خسرت نفسك ، وتبرتَ دينك(1) ، وغششت رعيتك ، وسمعت مقالة السّفيه الجاهل ، وأخفت الورع التّقي ، والسّلام»(2) .

لا أكاد أعرف وثيقةً سياسةً في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة ، وسجّلت الجرائم التي ارتكبها معاوية ، والدماء التي سفكها ، والنفوس التي أرعبها غير هذه الوثيقة ، وهي صرخة في وجه الظلم والاستبداد.

واللهِ كم هي هذه الكلمة رقيقة شاعرة «كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة وليسوا مِنك». هذه الكلمة المشبعة بالشعور القومي الشريف ، وقديماً قال الصابي : إنّ الرجل مِنْ قومٍ ليست له أعصاب تقسو عليهم. وهو اتّهام مِن الحُسين لمعاوية في وطنيته وقوميته ، واتّخذ مِن الدماء الغزيرة المسفوكة عنواناً على ذلك(3) .

لقد حفلت هذه المذكّرة بالأحداث الخطيرة التي اقترفها معاوية وعمّاله ، خصوصاً زياد بن سُميّة الذي نشر الإرهاب والظلم بين الناس ؛ فقتل على الظنّة والتّهمة ، وأعدم كلّ مَنْ كان على دين الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي هو دين ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أسرف هذا الطاغية في سفك الدماء بغير حقّ.

ومِن الطبيعي أنّه لمْ يقترف ذلك إلاّ بإيعاز مِنْ معاوية ، فهو الذي عهد إليه بذلك.

__________________

(1) تبرت : أهلكت دينك.

(2) الإمامة والسياسة 1 / 284 ، رجال الكشّي / 32 ، الدرجات الرفيعة / 334.

(3) الإمام الحُسين (عليه السّلام) / 338.

٢٢٧

صدى الرسالة :

ولمّا انتهت رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية ضاق بها ذرعاً ، وراح يراوغ على عادته ، ويقول : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسداً(1) .

المؤتمرُ السياسي العام :

وعقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً ، دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار ، والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين ، فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم ، وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ، وفيما يلي نصّ حديثه ، فيما رواه سليم بن قيس :

قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً ، وقال لهم : «لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي». فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق ، عامّتهم مِن التابعين ، ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 198.

٢٢٨

ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني ، وإنْ كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب ، والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون».

وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة. فقال (عليه السّلام) : «أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه»(1) .

وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.

رسالةُ جعدة للإمام (عليه السّلام) :

وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب مِنْ أخلص الناس للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية.

ورفع جعدة رسالةً للإمام (عليه السّلام) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ مِنْ قِبَلِنا مِنْ شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين

__________________

(1) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) 2 / 216 ـ 217.

٢٢٩

لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة في أمر الله ، فإنْ كنت تحبّ أنْ تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ؛ فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك.

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ولم يكن مِنْ رأي الإمام الحُسين (عليه السّلام) الخروج على معاوية ؛ وذلك لعلمه بفشل الثورة وعدم نجاحها ؛ فإنّ معاوية بما يملك مِنْ وسائل دبلوماسية وعسكرية لا بدّ أنْ يقضي عليها ، ويخرجها مِنْ إطارها الإسلامي إلى حركة غير شرعية ، ويوسم القائمين بها بالتمرّد والخروج على النظام ، وقد أجابهم (عليه السّلام) بعد البسملة والثناء على الله بما يلي :

«أمّا أخي فإنّي أرجو أنْ يكون الله قد وفّقه وسدّده ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا مِن الظنّة ما دام معاوية حيّاً ، فإنْ يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي ، والسّلام»(1) .

لقد أمر (عليه السّلام) شيعته بالخلود إلى الصبر ، والإمساك عن المعارضة ، وأنْ يلزموا بيوتهم خوفاً عليهم مِن سلطان معاوية الذي كان يأخذ البريء بالسّقيم ، والمُقبل بالمُدبر ، ويقتل على الظنّة والتهمة. وأكبر الظنّ أنّ هذه الرسالة كانت في عهد زياد الذي سمل عيون الشيعة ، وصلبهم على جذوع النخل ، ودمّرهم تدميراً ساحقاً.

__________________

(1) الأخبار الطوال / 203 ، أنساب الأشراف 1 / ق 1.

٢٣٠

نصيحةُ الخدري للإمام (عليه السّلام) :

وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحُسين (عليه السّلام) واستنجادهم به لإنقاذهم مِن ظلم معاوية وجوره ، ولمّا علم أبو سعيد الخدري بذلك خفّ مسرعاً للإمام (عليه السّلام) ينصحه ويحذّره ، وهذا نص حديثه : يا أبا عبد الله ، إنّي أنا ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه قد كاتبك قوم مِنْ شيعتكم بالكوفة يدعونكم إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج إليهم ؛ فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما يكون منهم وفاء قط ، ومَنْ فاز به فاز بالسّهم الأخيب. والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السّيف»(1) .

وليس مِنْ شك في أنّ أبا سعيد الخدري كان مِنْ ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأكثرهم إخلاصاً وولاءً لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وقد دفعه حرصه على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وخوفه عليه مِنْ معاوية أنْ يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا جواب الإمام الحُسين (عليه السّلام) له.

استيلاءُ الحُسين (عليه السّلام) على أموال للدولة :

وكان معاوية يُنفق أكثر أموال الدولة على تدعيم مُلْكه ، كما كان يهبُ الأموالَ الطائلة لبني أُميّة لتقوية مركزهم السياسي والاجتماعي ، وكان الإمام الحُسين (عليه السّلام) يشجب هذه السياسة ، ويرى ضرورة إنفاذ الأموال مِنْ معاوية وإنفاقها على المحتاجين. وقد اجتازت على يثرب أموال مِن اليمن إلى خزينة دمشق ، فعمد الإمام (عليه السّلام) إلى الاستيلاء عليها ، ووزّعها على

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 161 ، تاريخ ابن عساكر 13 / 67.

٢٣١

المحتاجين مِنْ بني هاشم وغيرهم ، وكتب إلى معاوية :

«مِن الحُسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ عيراً مرّت بنا مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليك ، لتودعها خزائن دمشق ، وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإنّي احتجت إليها فأخذتها ، والسّلام».

وأجابه معاوية : مِنْ عبد الله معاوية إلى الحُسين بن علي. أمّا بعد ، فإنّ كتابك ورد عليّ تذكر أنّ عيراً مرّت بك مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليّ لأودعها خزائن دمشق ، وأعل بها بعد النهل بني أبي ، وإنّك احتجت إليها فأخذتها ، ولم تكن جديراً بأخذها إذ نسبتها إليّ ؛ لأنّ الوالي أحقّ بالمال ، ثمّ عليه المخرج منها. وأيم الله ، لو تركت ذلك حتى صار إليّ لمْ أبخسك حظّلك منها ، ولكنّني قد ظننت يابن أخي أنّ في رأسك نزوة ، وبودّي أنْ يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ، ولكنّني والله ، أتخوّف أنْ تُبلى بمَنْ لا ينظرك فواق ناقة.

وكتب في أسفل كتابه هذه الأبيات :

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ليس ما

جئتَ بالسائغِ يوماً والعلل

أخذكَ المالَ ولمْ تُؤمر بهِ

إنّ هذا مِنْ حُسينٍ لَعجلْ

قد أجزناها ولمْ نغضبْ لها

واحتملنا مِنْ حُسينٍ ما فعلْ

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذا الأملْ

لك بعدي وثبةٌ لا تُحتملْ

وبودّي أنّني شاهدُها

فإليها مِنك بالخلقِ الأجلْ

إنّني أرهبُ أنْ تصلَ بمَنْ

عنده قد سبق السيفُ العذلْ(1)

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 4 / 327 الطبعة الأولى.

٢٣٢

وفي هذا الكتاب تهديد للإمام بمَنْ يخلف معاوية ، وهو ابنه يزيد ، الذي لا يؤمن بمقام الحُسين ومكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

وعلى أيّ حالٍ ، فقد قام الإمام بإنقاذ هذه الأموال مِنْ معاوية وأنفقها على الفقراء ، في حين أنّه لمْ يكن يأخذ لنفسه أيّ صلة مِنْ معاوية ، وقد قدّم له مالاً كثيراً وثياباً وافرة وكسوة فاخرة ، فردّ الجميع عليه(1) .

وقد روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّ الحسن والحُسين كانا لا يقبلان جوائز معاوية(2) .

حديثٌ موضوع :

مِن الأخبار الموضوعة ما روي أنّ الإمام الحُسين وفد مع أخيه الحسن على معاوية فأمر لهما بمئة ألف درهم ، وقال لهم : خُذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يُعطيها أحد بعدي.

فانبرى إليه الإمام الحُسين قائلاً : «والله ، ما أعطى أحدٌ قبلك ولا بعدك لرجلين أشرف منّا».

ولا مجال للقول بصحة هذه الرواية ، فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يفد على معاوية بالشام ، وإنّما وفد عليه الإمام الحسن (عليه السّلام) لا لأجل الصلة والعطاء ، كما يذهب لذلك بعض السذّج مِن المؤرّخين ، وإنّما كان الغرض إبراز الواقع الاُموي والتدليل على مساوئ معاوية ، كما أثبتت ذلك

__________________

(1) الحُسين ـ لعلي جلال 1 / 117.

(2) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) 2 / 332.

٢٣٣

مناظراته مع معاوية وبطانته ، والتي لمْ يقصد فيها إلاّ تلك الغاية ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلّة في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

الحُسين مع بني أُميّة :

كانت العداوة بين الحُسين وبين بني أُميّة ذاتية ، فهي عداوة الضد للضد ، وقد سأل سعيد الهمداني الإمام الحُسين عن بني أُميّة ، فقال (عليه السّلام) : «إنّا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم»(1) .

أجل ، إنّهما خصمان في أهدافهم ، وخصمان في اتّجاههم ، فالحُسين (عليه السّلام) كان يُمثّل جوهر الإيمان بالله ، ويُمثّل القيم الكريمة التي يشرف بها الإنسان ، وبنو أُميّة كانوا يُمثّلون مساوئ الجاهلية التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق ، وكان الاُمويّون بحسب طباعهم الشريرة يحقدون على الإمام الحُسين ، ويبالغون في توهينه ، وقد جرت منازعة بين الحُسين وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في مال كان بينهما فتحامل الوليد على الحُسين في حقّه ، فثار الإمام في وجهه ، وقال : «أحلف بالله لتنصفي مِنْ حقّي أو لآخذنّ سيفي ، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأدعونّ بحلف الفضول».

لقد أراد أنْ يُحيي حلف الفضلول الذي أسسه الهاشميون ، والذي كان شعاره إنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ، وقد حاربه الاُمويّون في جاهليتهم ؛ لأنّه يتنافى مع طباعهم ومصالحهم.

وانبرى عبد الله بن الزّبير فانضمّ للحُسين وانتصر له ، وقال :

__________________

(1) الكنى والأسماء ـ لأبي بشر الدولابي 1 / 77.

٢٣٤

وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتى ينتصف مِنْ حقّه أو نموت جميعاً.

وبلغ المسوّر بن مخرمة بن نوفل الزهري الحديث فانضمّ للحُسين وقال بمثل مقالته ، وشعر الوليد بالوهن والضعف فتراجع عن غيّه ، وأنصف الحُسين (عليه السّلام) مِنْ حقّه(1) .

ومِنْ ألوان الحقد الاُموي على الحُسين أنّه كان جالساً في مسجد النّبي (صلّى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يُحدّث أصحابه ، ويرفع صوته ليُسمع الحُسين ، وهو يقول : إنّا شاركنا آل أبي طالب في النّبوة حتّى نلنا مِنها مثلَ ما نالوا مِنها مِن السّبب والنّسب ، ونلنا مِن الخلافة ما لمْ ينالوا فبِمَ يفخرون علينا؟

وكرّر هذا القول ثلاثاً ، فأقبل عليه الحُسين ، فقال له : «إنّي كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً ، وفي الثاني عفواً ، وأمّا في الثالث فإنّي مجيبك. إنّي سمعت أبي يقول : إنّ في الوحي الذي أنزله الله على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أُميّة في صوَرِ الذر يطؤهم الناس حتى يفرغ مِن الحساب ، ثمّ يُؤتى بهم فيحاسبوا ويُصار بهم إلى النار»(2) . ولمْ يطق الاُموي جواباً وانصرف وهو يتميّز مِن الغيظ.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن موقف الإمام مع معاوية وبني أُميّة ، ونعرض فيما يلي إلى وفاة معاوية وما رافقها مِن الأحداث.

__________________

(1) سيرة ابن هشام 1 / 142.

(2) المناقب والمثالب للقاضي نعمان المصري / 61.

٢٣٥

مرضُ معاوية :

ومرض معاوية وتدهورت صحته ، ولمْ تُجْدِ معه الوصفات الطيبة ، فقد تناهبت جسمه الأمراض ، وقد شعر بدنوّ أجله ، وكان في حزن على ما اقترفه في قتله لحِجْرِ بن عَدِي ، فكان ينظر إليه شبحاً مخيفاً ، وكان يقول :

ويلي مِنكَ يا حِجْر! إنّ لي مع ابن عَدِي ليوماً طويلاً(1) ، وتحدّث الناس عن مرضه ، فقالوا : إنّه الموت ، فأمر أهله أنْ يحشوا عينيه أثمداً ، ويسبغوا على رأسه الطيب ويجلسوه ، ثمّ أذن للناس فدخلوا وسلّموا عليه قياماً ، فلمّا خرجوا مِنْ عنده أنشد قائلاً :

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ

أنّي لريبِ الدهرِ لا اتضعضعُ

فسمعه رجل مِن العلويِّين فأجابه :

وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظفارَها

ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ(2)

وصاياه :

ولمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد ، وقد جاء فيها : يا بُني ، إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ، ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ ، فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب ، وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل

__________________

(1) الفتنة الكبرى 2 / 245.

(2) حياة الحيوان للدميري 1 / 59.

٢٣٦

أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك ، فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم.

وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة ، فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك ، وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ، ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه ، فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد ، وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو ، وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير ، فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً ، واحقنْ دماء قومك ما استطعت(1) .

وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية ، وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

وممّا يؤيد وضعها ما يلي :

1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك ، فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته(2) ، وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة ، وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 259.

(2) تاريخ خليفة خياط 1 / 229.

٢٣٧

وإثم ، فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!

2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم ، وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء ، فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!

3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة ، وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!

4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية ، فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟

5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة ، وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها ، فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد ، وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ، ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم.

وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين ، والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال

٢٣٨

الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه ، فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.

لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد ، كلاّ أبداً ، فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ، ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ، ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً ، وسمّ ابن بنت الرسول الحسن ، فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!

قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ ، أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ، ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ، ولكنّ المؤرّخين ـ سامحهم الله ـ أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن ، وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة.

وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة(1) .

موتُ معاوية :

واستقبل معاوية الموت غير مطمئن فكان يتوجّع ويظهر الجزع على ما اقترفه مِن الإسراف في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم ، وقد وافاه الأجل في دمشق محروماً عن رؤية ولده الذي اغتصب له الخلافة ، وحمله

__________________

(1) مجلة الغري السنة الثامنة العدد 9 و 10.

٢٣٩

على رقاب المسلمين ، وكان يزيد فيما يقول المؤرّخون مشغولاً عن أبيه في أثناء وفاته برحلات الصيد ، وعربدات السكر ونغمة العيدان.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

٧٨٣ ـ الحسن بن عمر بن يزيد :

ضا (١) . وربما يوجد بعده بياض بقدر كلمة.

وفيد : ابن عمر بن يزيد وأخوه الحسينضا ،جخ ثقتان(٢) ، انتهى.

وهذا ربما أومى إلى أنّ البياض موضع : ثقة ، والله العالم.

وفيتعق : في النقد : لم أجده فيجخ وغيره ، نعم وثّق الحسين عند ذكر أصحاب الرضاعليه‌السلام (٣) .

وفي الوجيزة لم يذكر إلاّ الحسين(٤) (٥) .

أقول : الحسن بن عمر بن يزيد موجود في نسختين عندي منجخ فيضا إلاّ أنّه بلا توثيق ولا بياض بعده ، والحسين مذكور فيه بعد أسامي ستّة موثّقا(٦) .

وفي الحاوي أيضا لم يذكر إلاّ الحسين(٧) . فالرجل مجهول ، وتوثيق د لم نر له مأخذا.

٧٨٤ ـ الحسن بن عنبسة الصوفي :

كوفي ، ثقة ،صه (٨) .

وفيست بعد الصوفي : له نوادر ، رويناها بالإسناد الأوّل ، عن حميد ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٧٢ / ١٤ ، وفيه : الحسن بن يزيد.

(٢) رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٤٩ و ٤٥٠.

(٣) نقد الرجال : ٩٦ / ١٢٣.

(٤) الوجيزة : ١٩٧ / ٥٧٤.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٧.

(٦) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢١.

(٧) حاوي الأقوال : ٥٧ / ٢٠٥.

(٨) الخلاصة : ٤٣ / ٣٩.

٤٤١

عنه(١) .

والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن الأنباري. إلى آخره(٢) .

وفيلم : ابن عنبسة العوفي ، روى عنه حميد بن زياد(٣) . ولعلّ العوفي سهو من الناسخ.

وفيجش الحسين في موضعين كما رأينا ويأتي ، لكنّ الظاهر أنّ أحدهما الحسن ، حيث صرّح به في آخر السند ، فإنّه قال : الحسين بن عنبسة الصوفي كوفي ثقة ، له كتاب نوادر ، أحمد بن عبد الواحد ، عن عليّ ابن حبشي ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن عنبسة(٤) .

وأمّا الثاني فقد صرّح بالحسين في الأوّل والآخر ، لكن ذكر رواية حميد عنه كتابه نوادر(٥) ، فيحتمل الاتّحاد والله العالم.

أقول : الظاهر أنّ نسختهرحمه‌الله كانت مغلطة ، فإنّ في نسختين عندي منجش ، ونقله في النقد(٦) والحاوي(٧) بل هو نفسه في المتوسّط(٨) : الحسن ـ مكبّرا ـ موثّقا كما ذكر ، والحسين بلا توثيق كما يأتي. واحتملا الاتّحاد أيضا.

وفي الوجيزة أيضا لم يذكر إلاّ الحسن مكبّرا موثّقا(٩) .

__________________

(١) الفهرست : ٥٠ / ١٧٩.

(٢) الفهرست : ٥٠ / ١٧٧.

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٤ / ١٧.

(٤) رجال النجاشي : ٦١ / ١٤٢ ، وفيه الحسن أوّلا وآخرا.

(٥) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٥٨.

(٦) نقد الرجال : ٩٦ / ١٢٤.

(٧) حاوي الأقوال : ٤٧ / ١٦٣.

(٨) الوسيط : ٦٠.

(٩) الوجيزة : ١٩٠ / ٥١١.

٤٤٢

على أنّه سيصرّح في ترجمة الحسين بأنّه تقدّم عنجش الحسن ، من غير نقل مخالفة أصلا ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عنبسة الثقة ، عنه حميد بن زياد(١) .

٧٨٥ ـ الحسن بن عيسى :

أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني ، له كتب ، لم(٢) .

وسبق : ابن أبي عقيل ، وابن علي بن أبي عقيل.

٧٨٦ ـ الحسن بن الفضل اليماني :

غير مذكور في الكتابين.

ومرّ في المقدّمة الأولى أنّه ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته(٣) .

وفي كمال الدين رواية طويلة تدلّ على جلالته وأنّ الإمامعليه‌السلام بعث إليه بثوبين ليحرم فيهما وأرسل له طيبا ، فنفرت ناقته وسقطت الصرّة التي فيها الطيب ، ولما وافى مكّة رآها في عيبته ؛ وفي آخرها : حدّثني الحسن أنّه وقف في هذه السنة على عشر دلالات(٤) .

٧٨٧ ـ الحسن بن القاسم بن العلاء :

غير مذكور في الكتابين.

وفي كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله : محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين ابن عبيد الله ، عن محمّد بن أحمد الصفواني. إلى أن قال : التفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال له : إنّ الله منزّلك منزلة ومرتّبك مرتبة فأقبلها بشكر ، فقال له‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٤٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٧١ / ٥٣.

(٣) مرّ في المقدّمة الثانية.

(٤) كمال الدين ٢ : ٤٩٠ / ١٣.

٤٤٣

الحسن : يا أبة ، قد قبلتها. إلى أن قال : فرفع القاسم يده إلى السماء وقال : اللهمّ ألهم الحسن طاعتك وجنّبه معصيتك ، ثلاث مرّات. إلى أن قال : وكان فيما أوصى الحسن أن قال : يا بني ، إن وهّلت(١) لهذا الأمر ـ يعني الوكالة لمولانا ـ فيكون قوتك من نصف ضيعتي. إلى أن قال : فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولاناعليه‌السلام في آخره دعاء « ألهمك الله طاعته وجنّبك معصيته » وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه ، وكان آخره : قد جعلنا أباك إماما لك وفعاله لك مثالا(٢) ، انتهى.

ويأتي بعضه إن شاء الله في أبيه.

٧٨٨ ـ الحسن بن قدامة :

بالقاف المضمومة ، الكناني الحنفي ، يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، كان ثقة ، وتأخّر موته ،صه (٣) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : محمّد بن الحسين الحضرمي ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن قدامة الثقة ، عنه محمّد بن الحسين الحضرمي(٥) .

٧٨٩ ـ الحسن بن مالك القمّي :

من أصحاب أبي الحسن الثالث الهاديعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٦) .

وبخطّشه : في بعض نسخجخ : الحسين ـ بالياء(٧) ـ ، واختارهد

__________________

(١) في المصدر : أهّلت.

(٢) الغيبة : ٣١٤ / ٢٦٣.

(٣) الخلاصة : ٤٢ / ٢٤.

(٤) رجال النجاشي : ٤٧ / ٩٨.

(٥) هداية المحدّثين : ٤٠.

(٦) الخلاصة : ٣٩ / ٦.

(٧) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٨.

٤٤٤

ونسب ما هنا إلى الاشتباه(١) . والذي وجدته بخطّطس من كتابجخ : الحسن ـ بغير الياء ـ كما ذكره المصنّف(٢) ، انتهى.

والذي وجدته بالياء ، ويأتي.

وفيتعق : في الوجيزة والبلغة أيضا بالياء(٣) . وفي النقد : وكذا في التهذيب في باب الوصايا(٤) وفي باب الرجوع عن النكاح(٥) (٦) .

أقول : في نسختين عندي منجخ أيضا بالياء.

وفي الحاوي : الذي وجدناه من النسخ لكتاب الشيخ : الحسين ـ بالياء(٧) ـ ، انتهى.

والظاهر أنّ نسخة العلاّمةرحمه‌الله هي نسخةطس كما يظهر لمن تدبّر.

وفيمشكا : ابن مالك الثقة القمّي ، عنه عبد الله بن جعفر الحميري(٨) .

٧٩٠ ـ الحسن بن متّيل :

بالميم المفتوحة والمثنّاة من فوق المشدّدة والتحتانية ، وجه من وجوه‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٨١ / ٤٩٣.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٢.

(٣) الوجيزة : ١٩٧ / ٥٧٩ ، بلغة المحدّثين : ٣٥٢ / ١٥.

(٤) بل في باب وصايا الكافي لا التهذيب ، الكافي ٧ : ٦٠ / ١٣.

(٥) التهذيب ٩ : ١٨٩ / ٧٥٨ و ٧٥٩ ، في باب الرجوع في الوصية ، ونقد الرجال : ١٠٩ / ١١٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٧.

(٧) حاوي الأقوال : ٥٠ / ١٧٦.

(٨) هداية المحدّثين : ٤٠.

٤٤٥

أصحابنا ، كثير الحديث ، له كتاب نوادر ،صه (١) ،جش إلاّ الترجمة(٢) . وكذا بعض نسخست (٣) .

وفي د : ابن متّيل ، بضمّ الميم(٤) .

وفيلم : ابن متّيل القمّي ، روى عنه ابن الوليد(٥) .

ويفهم من تصحيح العلاّمة طريق الصدوق إلى جعفر بن ناجية(٦) توثيقه ، وهو الحقّ إن شاء الله.

وفيتعق : وإلى غيره أيضا(٧) ، ومرّ حاله في الفوائد.

( والعجب منهرحمه‌الله ومن البلغة أنّهما ربما يرضيان بالاستفادة وربما يتأمّلان )(٨) .

وفي مزار التهذيب : عن ابن الوليد ، عن الحسن بن متّيل الدقاق وغيره من الشيوخ(٩) ، انتهى. وكأنّه شيخ ابن الوليد(١٠) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح ، وصحّح العلاّمة حديثه(١١) .

وذكره في الحاوي في الحسان وقال : إنّ العلاّمة وصف حديثه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٤٢ / ٢٧.

(٢) رجال النجاشي : ٤٩ / ١٠٣.

(٣) الفهرست : ٥٣ / ١٩٩.

(٤) رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٥٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٣.

(٦) الخلاصة : ٢٨٠ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٢١.

(٧) كطريقه إلى الحسن بن السري ، الخلاصة : ٢٧٨ ، ويعقوب بن شعيب : ٢٧٩.

(٨) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(٩) التهذيب ٦ : ٤٢ / ٨٦.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٧.

(١١) الوجيزة : ١٩٠ / ٥١٥.

٤٤٦

بالصحّة في أسانيد الفقيه(١) ، انتهى.

وفيضح أيضا ضبطه بفتح الميم كما فيصه (٢) .

وفيمشكا : ابن متّيل الممدوح الموثوق به ، عنه ابن الوليد(٣) .

٧٩١ ـ الحسن بن محبوب :

السرّاد ـ ويقال له : الزرّاد ـ يكنّى أبا علي ، مولى بجيلة ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عن ستّين رجلا من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان جليل القدر ، يعدّ في الأركان الأربعة في عصره ،ست (٤) .

صه إلاّ الرواية عن الستّين ، وزاد نقل حكاية إجماع العصابة. ثمّ قال : ومات الحسن بن محبوبرحمه‌الله في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة(٥) .

وزادست على ما مرّ : له كتب كثيرة ، منها : كتاب المشيخة ، وكتاب النوادر نحو ألف ورقة ، وله كتاب العتق رواه أحمد بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ابن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق ومعاوية بن حكيم وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه.

وأخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن عبيد الله ، عنه.

__________________

(١) حاوي الأقوال : ١٨٢ / ٩١٣.

(٢) إيضاح الاشتباه : ١٤٥ / ١٧٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٠.

(٤) الفهرست : ٤٦ / ١٦١.

(٥) الخلاصة : ٣٧ / ١ ، وزاد بعد كلمة ثقة : عين.

٤٤٧

والحسين بن عبد الملك الأودي(١) ، عنه بكتاب المشيخة.

وله كتاب المزاح(٢) ، يونس بن علي العطّار ، عنه به.

وفيظم : مولى ثقة(٣) .

وفيضا : مولى لبجيلة ، كوفيّ ثقة(٤) .

وفيكش : أحمد بن علي القمّي السلولي ، عن الحسن بن خرزاذ ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : إنّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا(٥) برسالة؟ قال : صدق ، لا تقل : الزرّاد ، بل قل : السرّاد ، إنّ الله تعالى يقول :( وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ) (٦) .

قال نصر بن الصباح : ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضّال بل هو أقدم من ابن فضّال وأسن ، وأصحابنا يتّهمون ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة ؛ وسمعت ـ أنا ـ أصحابنا : أنّ محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكلّ حديث يكتبه عن عليّ بن رئاب درهما واحدا(٧) .

وفيتعق : قوله : عن الحسين بن عبد الملك ، هكذا هنا ، وربما ورد كذلك في الأخبار أيضا(٨) ، والظاهر أنّه أحمد بن الحسين(٩) ووقع سقط كما‌

__________________

(١) في المصدر : الأزدي ، الأودي ( خ ل ).

(٢) في المصدر : المراح ، المزاح ( خ ل ).

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٩.

(٤) رجال الشيخ : ٣٧٢ / ١١ ، وفيه : مولى بجيلة.

(٥) في المصدر زيادة : عنك.

(٦) سبأ : ١١.

(٧) رجال الكشّي : ٥٨٥ / ١٠٩٥.

(٨) التهذيب ١ : ٣٠ / ٨٠.

(٩) ورد في التهذيب ١ : ١٦٩ / ٤٨٢.

٤٤٨

يظهر من ملاحظة ترجمة أحمد(١) .

وقوله : وأصحابنا يتّهمون ، مرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى أنّه توقّف من الرواية عنه لذلك ثمّ تاب(٢) . ولعلّ سبب التهمة أنّ وفاة أبي حمزة(٣) كانت سنة خمسين ومائة وبملاحظة سنّ الحسن يظهر أنّ تولّد الحسن كان قبل وفاته بسنة ، وربما يظهر من ترجمة أحمد أنّ تهمته لروايته عنه في صغر سنّه ؛ وعلى تقدير صحّة التواريخ ظاهر أنّ روايته عن كتابه ، وهذا ليس بفسق ولا منشأ للتهمة ، بل لا يجوز الاتّهام بأمثاله سيّما مثل الحسن الثقة الجليل ، وكذا الحال في الأخذ في صغر السن ، ولذلك ندم أحمد وتاب ، على أنّ الظاهر من أحوال أكثر المشايخ الرواية عن الكتاب ، وورد النصّ بذلك عن الأئمّةعليهم‌السلام (٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محبوب الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم ، ومعاوية بن حكيم ، والهيثم بن أبي مسروق ، وجعفر بن عبد الله(٥) ، ويونس بن علي العطّار ، والحسين بن عبد الملك ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وعليّ بن مهزيار ، وموسى بن القاسم ، والعبّاس بن معروف ، وسهل بن زياد.

وهو عن شهاب بن عبدربّه ، وعن عليّ بن أبي حمزة البطائني كما‌

__________________

(١) راجع رجال الشيخ : ٤٥٣ / ٨٩.

(٢) مرّ عن رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨.

(٣) لا يخفى أنّ الذي تقدّم لروايته عن ابن أبي حمزة.

وذهب البعض إلى أنّه علي بن أبي حمزة البطائني الواقفي ، ووجه التهمة حينئذ أنّ ابن محبوب أجلّ من أن يروي عن البطائني فإنّه واقفي خبيث ردي‌ء معاند للإمام الرضا عليه‌السلام ، كما ذهب إلى هذا الرأي القهبائي وغيره ، راجع مجمع الرجال : ١ / ١٦١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٨.

(٥) في المصدر : عبيد الله ، عبد الله ( خ ل ).

٤٤٩

أورده في الفقيه(١) (٢) .

٧٩٢ ـ الحسن بن محمّد :

أبو علي القطّان الكوفي ، قال ابن عقدة : قال عليّ بن الحسن بن فضّال : إنّه ثقة ، والكلام فيه كالسابق ،صه (٣) . والسابق : ابن سيف.

وفيق : أسند عنه(٤) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(٥) . وليس ببعيد لما مرّ في الفوائد(٦) .

٧٩٣ ـ الحسن بن محمّد بن أحمد :

ابن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، يكنّى أبا محمّد ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثلاثمائة وأربع وثلاثين وما بعدها ، وكان ينزل بالرميلة ببغداد ، وله منه إجازة ، لم(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أحمد ، عنه التلعكبري(٨) .

٧٩٤ ـ الحسن بن محمّد بن أحمد :

الحذاء النيسابوري ، يكنّى أبا محمّد ، روى عنه التلعكبري وله منه اجازة ،لم (٩) .

__________________

(١) الفقيه ٤ : ١٠٧ / ٣٦٠.

(٢) هداية المحدّثين : ٤٠.

(٣) الخلاصة : ٤٥ / ٥٠.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٣٥.

(٥) الوجيزة : ١٩١ / ٥١٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٨.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٤ / ٢٢ ، وفيه : وسمع منه سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

(٨) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٩) رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٣٦.

٤٥٠

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الحذاء ، عنه التلعكبري(١) .

٧٩٥ ـ الحسن بن محمّد بن أحمد :

الصفّار البصري ، أبو علي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن الحسن بن سماعة ، ومحمّد بن تسنيم وعبّاد الرواجني ومحمّد بن الحسين ومعاوية بن حكيم ، له كتاب دلائل خروج القائمعليه‌السلام وملاحم ،صه (٢) ،جش (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الصفّار الثقة ، يروي عن الحسن بن سماعة ، ومحمّد بن تسنيم ، وعبّاد الرواجني ، ومحمّد بن الحسين(٤) .

٧٩٦ ـ الحسن بن محمّد بن بابا :

غال ،كر (٥) . وزاددي : القمّي(٦) .

وزادصه : ذكر أبو محمّد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذّابين المشهورين ابن بابا القمّي(٧) .

وفيكش : قال نصر بن الصباح : الحسن بن محمّد المعروف بابن بابا ومحمّد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة عليّ بن محمّد العسكريعليه‌السلام .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٢) الخلاصة : ٤٢ / ٢٥.

(٣) رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠١.

(٤) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٥) رجال الشيخ : ٤٣٠ / ١٠.

(٦) رجال الشيخ : ٤١٤ / ٢١.

(٧) الخلاصة : ٢١٢ / ٦.

٤٥١

وذكر أبو محمّد الفضل بن شاذان إليّ(١) في بعض كتبه أنّ من الكذّابين المشهورين ابن بابا القمّي(٢) .

وفي فارس بن حاتم(٣) ومحمّد بن نصير له ذكر ، فلاحظ.

٧٩٧ ـ الحسن بن محمّد بن بندار :

غير مذكور في الكتابين.

وفي المجمع في ترجمة محمّد بن أورمة هكذا : قد حدّثني الحسن ابن محمّد بن بندار القمّيرحمه‌الله (٤) . وناهيك مدحا استنادغض إلى قوله وترحّمه عليه. قال :

ويظهر منجش أيضا أنّه من الشيوخ المعتبرين من بلدة قم(٥) ، انتهى.

والظاهر أنّه والد الحسين بن الحسن بن بندار(٦) الآتي ، فلاحظ.

٧٩٨ ـ الحسن بن محمّد بن جمهور :

العمّي ، أبو محمّد ، بصري ، ثقة في نفسه ، ينسب إلى بني العم من تميم ، يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، ذكره أصحابنا بذلك وقالوا : كان أوثق من أبيه ،صه (٧) .

وزادجش : وأصلح ، له كتاب الواحدة ، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد‌

__________________

(١) إليّ ، لم ترد في المصدر.

(٢) رجال الكشّي : ٥٢٠ / ٩٩٩.

(٣) رجال الكشّي : ٥٢٨ / ١٠١١.

(٤) مجمع الرجال : ٥ / ١٦٠ ، نقلا عن غض.

(٥) مجمع الرجال : ٢ / ١٤٧.

(٦) في نسخة « م » : البندار.

(٧) الخلاصة : ٤٣ / ٤٠.

٤٥٢

وغيره ، عن أبي طالب الأنباري ، عن الحسن بالواحدة(١) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن جمهور ، عنه أبو طالب الأنباري(٢) .

٧٩٩ ـ الحسن بن محمّد بن الحسن :

الطوسيرحمه‌الله ، غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : الشيخ الجليل أبو علي الحسن ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، فقيه ثقة عين ، قرأ على والده جميع تصانيفه ، أخبرني الوالد عنهرحمهم‌الله (٣) .

وقال المقدّس التقيرحمه‌الله : الحسن بن محمّد بن الحسن أبو علي نجل شيخ الطائفة ، كان ثقة فقيها عارفا بالأخبار والرجال ، وإليه تنتهي أكثر إجازاتنا عن شيخ الطائفة ، انتهى.

وفيمل : الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، كان عالما فاضلا فقيها محدّثا جليلا ثقة ؛ له كتب ، منها : كتاب الأمالي ، وشرح النهاية ، وغير ذلك(٤) .

٨٠٠ ـ الحسن بن محمّد بن الحسن :

السكوني الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وليس له منه إجازة ، لم(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن الحسن السكوني ، عنه‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٢ / ١٤٤.

(٢) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٣) فهرست منتجب الدين : ٤٢ / ٧١.

(٤) أمل الآمل ٢ : ٧٦ / ٢٠٨.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٣٤.

٤٥٣

التلعكبري(١) .

٨٠١ ـ الحسن بن محمّد الحضرمي :

ابن أخت أبي مالك الحضرمي ، ثقة ، له كتب ، منها رواية هارون بن مسلم بن سعدان ،جش (٢) .

أقول : فيمشكا : ابن محمد الحضرمي ، عنه هارون بن مسلم(٣) .

٨٠٢ ـ الحسن بن محمّد بن حمزة :

ابن عليّ بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، المرعشي الطبري ، يكنّى أبا محمّد ؛ زاهد عالم أديب فاضل ، روى عنه التلعكبري وكان سماعه منه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة. أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمّد بن محمّد بن النعمان وكان سماعهم منه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، لم(٤) .

وقالشه : كذا فيجخ ، والموجود في كتب الرجال : ابن حمزة ، بغير توسّط محمّد(٥) ، وهو الموافق لما في كتب النسب(٦) .

والظاهر أنّ توسّط محمّد مشهور ، ولعلّ منشأه أنّ كنيته أبو محمّد فصحّف : ابن محمّد(٧) ، انتهى.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤٩ / ١٠٥.

(٣) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٥ / ٢٤.

(٥) الفهرست : ٥٢ / ١٩٤ ، رجال النجاشي : ٦٤ / ١٥٠.

(٦) قال في عمدة الطالب : ٣١٤ : ومن ولد علي المرعش ، أبو القاسم حمزة بن المرعش له عقب ، منهم أبو محمّد الحسن النسّابة المحدّث ابن حمزة المذكور. إلى آخره.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٢ باختلاف.

٤٥٤

ومضى الكلام في ابن حمزة.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن حمزة ، عنه التلعكبري ، والحسين(١) ابن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والمفيدرحمه‌الله (٢) ، انتهى فتأمّل.

٨٠٣ ـ الحسن بن محمّد بن خالد :

ابن عمر الطيالسي ، أبو محمّد ، ثقة ، سليم الجنبة ،صه (٣) ،جش (٤) كما في ترجمة أخيه عبد الله.

والمصنّف ذكره بعنوان ابن أبي عبد الله عنصه (٥) ، والأولى ما ذكرناه.

وحكم خالي بتوثيقه(٦) ، وكذا في البلغة(٧) .

واعترضه تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي بأنّه وثّقه شيخنا تبعا لشيخنا المجلسي ، وفيه نظر ، لأنّ كتب الرجال المعتمدة خالية عنه غير د ، فإنّه ذكره ونقل توثيقه عن لم(٨) وليس في لم ، وكم له من أمثال هذه المنقولات(٩) غير الثابتة ، انتهى.

وإذا لاحظت ما ذكرناه علمت أنّه غفل عن حقيقة الحال ، والله العاصم في كلّ حال ،تعق (١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : عنه الحسين.

(٢) هداية المحدثين : ١٩٢.

(٣) الخلاصة : ١١٠ / ٣٥.

(٤) رجال النجاشي : ٢١٩ / ٥٧٢.

(٥) منهج المقال : ٩٦.

(٦) الوجيزة : ١٩١ / ٥٢٠.

(٧) بلغة المحدّثين : ٣٤٨.

(٨) رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٥٨.

(٩) في نسخة « ش » : النقولات.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٨.

٤٥٥

٨٠٤ ـ الحسن بن محمّد بن سماعة :

الكوفي ، واقفي المذهب إلاّ أنّه جيّد التصانيف نقيّ الفقه حسن الانتقاء ،ست (١) .

وزادصه : أبو محمّد الكندي الصيرفي ، قبل الكوفي. وبعد الانتقاء : كثير الحديث ، فقيه ، ثقة ، وكان من شيوخ الواقفة يعاند في الوقف ويتعصّب ، وليس محمّد بن سماعة أبوه من ولد سماعة بن مهران ؛ مات الحسن بن محمّد بن سماعة ليلة الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وستّين ومائتين بالكوفة ، وصلّى عليه إبراهيم بن محمّد العلوي ، ودفن في جعفي(٢) .

وفيما زادست على ما مر : ومات ابن سماعة سنة ثلاث وستّين ومائتين في جمادى الأولى ، وصلّى عليه إبراهيم العلوي ابن محمّد(٣) ، ودفن في جعفي. أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد النينوي ، عنه.

وأحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عنه.

وفيظم : ابن محمّد بن سماعة واقفي ، مات سنة ثلاث وستّين ومائتين ، يكنّى أبا علي(٤) .

وفيجش بعد الصيرفي : من شيوخ الواقفة ، كثير الحديث ، فقيه ، ثقة ، وكان يعاند في الوقف ويتعصّب.

__________________

(١) الفهرست : ٥١ / ١٩٢.

(٢) الخلاصة : ٢١٢ / ٢.

(٣) في المصدر : إبراهيم بن محمّد العلوي.

(٤) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٤.

٤٥٦

أخبرنا محمّد بن جعفر المؤدّب ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي جعفر أحمد بن يحيى الأودي ، قال : دخلت مسجد الجامع لأصلّي الظهر ، فلمّا صلّيت رأيت حرب بن الحسن الطحّان وجماعة من أصحابنا جلوسا ، فملت إليهم وسلّمت عليهم وجلست ، وكان فيهم الحسن بن سماعة.

ثمّ ذكر ما ملخّصه أنّه كان مع الجماعة رجل غريب لا يعرفونه ، نسب عليّ بن محمّد الهاديعليه‌السلام إلى السحر والكهانة لأنّه أخبر بموت قائد من قوّاد الخليفة ، وتعاهد ثلاثة على أن يقتلوهعليه‌السلام إن لم يكن ما قال ، ومات كما أخبرعليه‌السلام ، فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده.

ثمّ قال : قال حميد : توفّي أبو علي ليلة الخميس. إلى آخر ما مرّ عنصه (١) .

وفيكش : حمدويه ، قال : حدّثني الحسن بن موسى ، قال : كان ابن سماعة واقفا(٢) ، وذكر أنّ محمّد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران ، له ابن يقال له : الحسن بن سماعة ، واقفي(٣) ، انتهى.

وفي كتاب الحج من التهذيب في باب نزول المزدلفة في طريق صحيح عن محمّد بن سماعة بن مهران(٤) ، فتأمّل.

وفيتعق : يأتي في عليّ بن الحسن الطاطري وصفه بالحضرمي(٥) .

وهو من ولد سماعة بن موسى بن رويد(٦) بن نشيط الحضرمي كما يأتي‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٤.

(٢) في المصدر : واقفيا.

(٣) رجال الكشّي : ٤٦٩ / ٨٩٤.

(٤) التهذيب ٥ : ١٨٩ / ٦٢٧.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥٤ / ٦٦٧.

(٦) كذا في المصدر ، وفي النسخ : زويد.

٤٥٧

في ترجمة محمّد بن سماعة(١) ومضى في أخيه جعفر(٢) ، وله أخ آخر إبراهيم(٣) .

وفي النقد : ربما يفهم منجش عند ترجمة سماعة بن مهران(٤) ومحمّد بن سماعة أنّ محمّد بن سماعة كان من ولد سماعة بن مهران كما روى الشيخ في التهذيب في باب نزول المزدلفة ، وفيه محمّد بن سماعة بن مهران ، انتهى(٥) .

والظاهر أنّه غفلة ، وكلامجش فيهما ظاهر فيما قالهصه لا تأمّل فيه ، ورواية التهذيب على تقدير سلامتها عن الاشتباه لا تفيد أنّه والد الحسن ، على أنّه يظهر من كلام الحسن بن موسى ما فيه أيضا.

هذا ، ومرّ في الحسن بن حذيفة مدحه(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن سماعة الموثّق ، عنه محمّد بن أحمد ابن ثابت ، وحميد بن زياد ، وعليّ بن الحسن بن فضّال(٨) .

٨٠٥ ـ الحسن بن محمّد بن سهل :

النوفلي ، ضعيف ،صه (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٢٩ / ٨٩٠.

(٢) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٥.

(٣) ذكره النجاشي ضمن ترجمة أبيه محمّد وأخيه جعفر.

(٤) رجال النجاشي : ١٩٣ / ٥١٧.

(٥) نقد الرجال : ٩٨ / ١٤٩.

(٦) حيث استفاد الوحيد المدح من كلام الشيخ في التهذيب والاستبصار في كتاب الخلع حينما قال : الذي اعتمده وأفتي به أنّ المختلعة لا بدّ فيها من أن تتبع بالطلاق وهو مذهب جعفر ابن سماعة والحسن بن محمّد بن سماعة. من المتقدمين.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٩.

(٨) هداية المحدّثين : ١٩٢.

(٩) الخلاصة : ٢١٣ / ٨ ، وفيها : الحسن بن سهل.

٤٥٨

وزادجش : لكن له كتاب حسن كثير الفوائد ، جمعه وقال : ذكر مجالس الرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان ، الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي ، عنه به(١) .

وفيتعق : سنذكر في ابن محمّد النوفلي الهاشمي أنّه المصنّف لمجلسهعليه‌السلام مع أهل الأديان(٢) ، وسيذكر المصنّف عنجش ذلك في الحسين(٣) ، ونذكر هناك أنّه مكبّر(٤) ، فيظهر أنّ المصنّف ابن محمّد بن الفضل الثقة الجليل الآتي ، ويشير إليه قوله(٥) : روى عن الرضاعليه‌السلام نسخة ، وأنّه رواها عنه الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي ؛ فالظاهر اتّحاد ابن محمّد بن سهل مع ابن محمّد بن الفضل ، ويشير إليه مضافا إلى ما مرّ النسبة إلى نوفل ، ولعلّ سهل مصحّف سعيد ، أو يكون أحد أجداده ولم يذكر في نسبه الآتي ، أو يكون جدّه الأمّي(٦) . وأمّا التضعيف فلعلّه لما وجد في كتابه ممّا لا يلائم مذاقه ، ولعلّه لا ضرر فيه.

وبالجملة : المقام لا يخلو من(٧) غرابة واحتياج إلى زيادة تثبّت ، فتثبّت(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٧ / ٧٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطّيّة : ١٢٥.

(٣) أي الحسين بن محمّد بن الفضل كما في المصدر ، منهج المقال : ١١٦ ، رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٥) أي : النجاشي في ترجمة الحسن بن محمّد بن الفضل : ٥١ / ١١٢.

(٦) في نسخة « ش » : الآتي.

(٧) في نسخة « م » : عن.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٩.

٤٥٩

٨٠٦ ـ الحسن بن محمّد بن عمران :

قد يستفاد منكش أنّه كان وصيّ زكريّا بن آدم(١) ، ويأتي في ترجمته إن شاء الله.

وفيتعق : هذا هو الظاهر ؛ وربما يستفاد منها وثاقته ، إذ الظاهر أنّ وصيّة زكريا كانت متعلّقة بأمور وكالتهعليه‌السلام وبالنسبة إلى ما كان بيده من أموالهمعليهم‌السلام كما هو ظاهر ، ويشير إليه أيضا إخبارهعليه‌السلام بوصايته ، ومدحه الوصيّ لهعليه‌السلام ، وقولهعليه‌السلام في الجواب :

ولم نعد فيه ما رأينا(٢) ، فلاحظ.

وفي البلغة : ممدوح(٣) .

وفي الوجيزة : ممدوح ، وقيل : مجهول(٤) (٥) .

هذا ، والظاهر أنّه أخو الحسين بن محمّد بن عمران الأشعري القمّي ، ووالد موسى بن الحسن بن محمّد بن عمران الثقتين الجليلين.

٨٠٧ ـ الحسن بن محمّد بن الفضل :

ابن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أبو محمّد ، ثقة جليل ، روى عن الرضاعليه‌السلام نسخة ، وعن أبيه عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ؛ وله كتاب كبير ، قال ابن عيّاش : حدّثنا عبيد الله بن أبي زيد ، عن الحسن بن محمّد بن جمهور ، عنه به ،جش (٦) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٩٥ / ١١١٤.

(٢) في المصدر : ولم تعرف فيه رأينا ، وفي التعليقة : ولم نعد فيه رأينا.

(٣) بلغة المحدّثين : ٣٤٨.

(٤) الوجيزة : ١٩١ / ٥٢٤.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٠.

(٦) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٢.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500