منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247515 / تحميل: 4740
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

عيسى(١) . فعلى هذا يحتمل كونه سندي بن عيسى الثقة الآتي(٢) ، فتأمّل.

وفي كتاب الحدود من الكافي : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ـ في مسائل إسماعيل بن عيسى ـ ، عن الأخيرعليه‌السلام (٣) في مملوك الحديث(٤) .

وفيه إشارة أيضا إلى معروفيّته ، وكونه معتمدا ، وصاحب مسائل معروفة معهودة.

ويروي عنه إبراهيم بن هاشم(٥) ، وابنه(٦) ، وسعد(٧) .

ويظهر من الصدوق في ذكر طرقه إليه(٨) معروفيّته والاعتماد عليه ، فلاحظ ،تعق (٩) .

أقول : أمّا عيسى بن الفرج السندي فلم نذكره لجهالته ، وهو مذكور فيق منجخ (١٠) كما ذكره من غير زيادة ، إلاّ أنّ في نسخة بدل ابن الفرج : أبو الفرج.

والذي في الكنى هكذا : فيست : أبو الفرج السندي له كتاب ، جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن همّام ، عن حميد ، عن القاسم بن‌

__________________

(١) منهج المقال : ٣٩٣.

(٢) منهج المقال : ١٧٦.

(٣)عليه‌السلام ، لم ترد في الكافي.

(٤) الكافي ٧ : ٢٦١ / ٥.

(٥) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٤٢.

(٦) كذا في النسخ ، وفي التعليقة : وابنه سعد.

(٧) الاستبصار ٢ : ٨٥ / ٢٦٦ ، وكذا في أكثر الروايات فإنه يروي عنه ابنه سعد.

(٨) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٤٢.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٥٩ / ٥٨٦.

٨١

إسماعيل ، عن أحمد بن رباح ، عنه(١) .

وقال الميرزا بعد نقله : روى عن الصادقعليه‌السلام ، اسمه عيسى(٢) .

٣٧٩ ـ إسماعيل بن الفضل :

ابن يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، ثقة ، من أهل البصرة ،قر (٣) .

وزادصه بعد عبد المطلب : الهاشمي(٤) ، من أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام . وبعد من أهل البصرة : روي أنّ الصادقعليه‌السلام قال : هو كهل من كهولنا ، وسيّد من ساداتنا. وكفاه بهذا شرفا ، مع صحّة الرواية(٥) ، انتهى.

وسند الرواية لم أطّلع عليه.

وفيق : ابن الفضل الهاشمي المدني(٦) .

وفيكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني عليّ بن الحسن ابن فضّال : أنّ إسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب ، وكان ثقة ، وكان من أهل البصرة(٧) .

وفيتعق : لا وجه لاقتصار العلاّمة على كونه من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، مع أنّ ظاهر الرواية وصريح الشيخ أنّه من أصحاب الصادق عليه‌

__________________

(١) الفهرست : ١٩٢ / ٨٩٣.

(٢) منهج المقال : ٣٩٣.

(٣) رجال الشيخ : ١٠٤ / ١٧.

(٤) الهاشمي ، لم ترد في المصدر.

(٥) الخلاصة : ٧ / ١.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٨٨.

(٧) رجال الكشي : ٢١٨ / ٣٩٣.

٨٢

السلام أيضا ، بل يأتي في ابن أخيه الحسين بن محمّد روايته عن الكاظمعليه‌السلام أيضا(١) ، وأشار إليه المصنّف في أخيه إسحاق(٢) ، ولا وجه لعدم إشارته هنا(٣) .

قلت : في الحاوي : هذا هو الهاشمي المكرّر ذكره في الحديث ؛ ثمّ وأخذ العلاّمةرحمه‌الله على الاقتصار المذكور(٤) .

ولا يخفى أنّ وجهه أخذ العلاّمة مجموع ما ذكره من الوصف والنسب والوثاقة من كلام الشيخرحمه‌الله فيقر ، وعدم ملاحظة ما فيق ، أو ملاحظته وظنّه تغايره معه. وأمّا ما في ابن أخيه ، فقد مرّ في إسحاق ـ أخيه ـ ما فيه.

وفيمشكا : ابن الفضل الثقة ، عنه محمّد بن النعمان ، وعليّ بن رئاب ، وأبان بن عثمان(٥) .

٣٨٠ ـ إسماعيل بن قدامة :

ابن حماطة الضبّي ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (٦) .

٣٨١ ـ إسماعيل القصير :

هو ابن إبراهيم.

٣٨٢ ـ إسماعيل بن كثير البكري :

القيسي ، الكوفي ، أبو الوليد ، أسند عنه ،ق (٧) .

__________________

(١) منهج المقال : ١١٦.

(٢) منهج المقال : ٥٣.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

(٤) حاوي الأقوال : ١٦ / ٣٦.

(٥) هداية المحدثين : ٢٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٨٥.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٢٣.

٨٣

٣٨٣ ـ إسماعيل بن كثير السلّمي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (١) .

٣٨٤ ـ إسماعيل بن محمّد بن إسحاق :

ابن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام (٢) ، ثقة ، روى عن جدّه إسحاق بن جعفر وعن عمّ أبيه عليّ بن جعفر ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب ، إسحاق بن العبّاس ، عن أبيه ، عنه ، به(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن إسحاق بن جعفر ، إسحاق(٥) بن العبّاس عن أبيه عنه.

وهو عن جدّه إسحاق بن جعفر ، وعن عمّ أبيه عليّ بن جعفر(٦) .

٣٨٥ ـ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل :

ابن هلال المخزومي ، أبو محمّد ، وجه أصحابنا المكّيّين ، كان ثقة فيما يرويه. قدم العراق ، وسمع أصحابنا بها(٧) منه ، مثل : أيّوب بن نوح والحسن بن معاوية ومحمّد بن الحسين وعليّ بن الحسن بن فضّال ،صه (٨) .

وزادجش : له كتب ، علي بن أحمد العقيقي عنه بها كلّها.

قال ابن نوح : كان إسماعيل بن محمّد يلقّب قنبرة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٢١.

(٢)عليهم‌السلام ، لم ترد في المصدر.

(٣) الخلاصة : ١٠ / ١٧.

(٤) رجال النجاشي : ٢٩ / ٦٠.

(٥) في نسخة « ش » : ابن إسحاق.

(٦) هداية المحدثين : ١٨١.

(٧) بها ، لم ترد في المصدر.

(٨) الخلاصة : ٩ / ٩.

(٩) رجال النجاشي : ٣١ / ٦٧.

٨٤

وزادست علىصه : وأحمد أخوه. وعاد إلى مكّة وأقام(١) بها ، وقلّت الرواية عنه بسبب ذلك.

وله كتب ، منها : كتاب التوحيد ، كتاب المعرفة ، كتاب الصلاة ، أحمد بن عبدون(٢) ، عن أحمد بن محمّد العاصمي ، عن محمّد بن إسماعيل بن محمّد ، عن أبيه.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ، عن الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي العقيقي(٣) ، عنه(٤) .

وفيه بعد ذكر جماعة : إسماعيل بن محمّد ، من أهل قم ، يقال له : قنبرة ؛ له كتب ، منها كتاب المعرفة(٥) .

وهذا ينافي ظاهرجش من كون قنبرة لقبا للمكّي ، ولعلّه الصواب ، للتنافي بين ظاهر ما ذكر من كونه مكّيّا عاد إليها وكونه من أهل قم.

وفيلم بعد المخزومي : مكّي ، أبو محمّد ، روى عن أيّوب بن نوح ونظرائه(٦) .

وهو يقتضي أن يكون الأمر في الرواية على عكس ما تقدّم.

أقول : فيضح : ابن محمّد بن إسماعيل بن هلال المخزومي ، يلقّب : قنبرة ، بفتح القاف والهاء أخيرا(٧) . وهو يدلّ على اتّحادهما عنده‌

__________________

(١) في نسخة « م » : وقام.

(٢) في المصدر زيادة : عن أبو علي محمّد بن أحمد بن الجنيد.

(٣) في المصدر : عن الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، عن علي بن أحمد العقيقي العلوي.

(٤) الفهرست : ١٢ / ٣٥.

(٥) الفهرست : ١٥ / ٤٨.

(٦) رجال الشيخ : ٤٥٢ / ٨٣.

(٧) إيضاح الاشتباه : ٩٢ / ٣٥.

٨٥

كجش .

إلاّ أنّ في ب ذكر المخزومي(١) ، ثمّ بعد جماعة : إسماعيل بن محمّد القمّي القنبرة(٢) ، فتأمّل.

وفي الحاوي : الظاهر(٣) الاتّحاد ، ويحتمل التعدّد(٤) .

هذا ، وقيل الصواب فيجش وست : سمع من أصحابنا ، كما يفهم من لم ، انتهى ، فتأمّل جدّا.

وفيمشكا : ابن محمّد بن إسماعيل بن هلال الثقة ، عنه عليّ بن أحمد العقيقي ، وأيّوب بن نوح ، والحسن بن معاوية ، ومحمّد بن الحسين ، وعليّ بن الحسن بن فضّال(٥) .

٣٨٦ ـ إسماعيل بن محمّد الحميري :

ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشأن والمنزلة ،رحمه‌الله تعالى ،صه (٦) .

وفيق : ابن محمّد الحميري ، السيّد الشاعر ، يكنّى أبا عامر(٧) .

وفيكش : حدّثني نصر بن الصباح ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن بكير ، عن محمّد بن النعمان ، قال :

دخلت على السيّد ابن محمّد ، وهو لما به قد اسودّ وجهه ، وازرقّت عيناه ، وعطش كبده ، وهو يومئذ يقول بمحمّد بن الحنفيّة ، وهو من حشمه ،

__________________

(١) معالم العلماء : ٨ / ٣٥.

(٢) معالم العلماء : ٩ / ٤١ ، ولم يرد فيه : القنبرة.

(٣) في نسخة « ش » : أيضا.

(٤) حاوي الأقوال : ١٦ / ٣٨.

(٥) هداية المحدثين : ١٨١.

(٦) الخلاصة : ١٠ / ٢٢.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٠٨.

٨٦

وكان(١) ممّن يشرب المسكر.

فجئت ، وكان قد قدم أبو عبد اللهعليه‌السلام الكوفة ، لأنّه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور ، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت :

جعلت فداك إنّي فارقت السيّد ابن محمّد الحميري لما به قد اسودّ وجهه ، وازرقّت عيناه ، وعطش كبده ، وسلب الكلام ، فإنّه يشرب المسكر(٢) .

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أسرجوا لي. فركب ومضى ، ومضيت معه ، حتّى دخلنا على السيّد وجماعة محدقون به.

فقعد أبو عبد اللهعليه‌السلام عند رأسه فقال : يا سيّد. ففتح عينيه ينظر إليه ، ولا يمكنه الكلام ، وإنّا لنتبيّن فيه أنّه يريد الكلام ولا يمكنه. فرأينا أبا عبد اللهعليه‌السلام حرّك شفتيه ، فنطق السيّد.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قل بالحقّ يكشف الله ما بك ويرحمك ، ويدخلك الجنّة(٣) الّتي وعد أولياءه.

فقال في ذلك :

تجعفرت باسم الله والله أكبر(٤) .

فلم يبرح أبو عبد اللهعليه‌السلام حتّى قعد السيّد على استه(٥) .

نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمّد البصري ، عن عليّ بن‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : وهو.

(٢) في المصدر : وإنّه كان يشرب المسكر.

(٣) في المصدر : جنّته.

(٤) وجاء في هامش النسخة الخطيّة : أوّله : فلمّا رأيت الناس في الدين قد غووا.

(٥) رجال الكشي : ٢٨٧ / ٥٠٧.

٨٧

إسماعيل ، عن فضيل بن الرسان(١) ، قال : دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد ما قتل زيد بن عليّرحمه‌الله ، فأدخلت بيتا جوف بيت ، فقال لي : يا فضيل قتل عمّي زيد؟

قلت : نعم جعلت فداك.

قال :رحمه‌الله ، أما إنّه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالما(٢) ، وكان صدوقا ، أما إنّه لو ظفر لوفى ، إنّه لو ملك عرف(٣) كيف يضعها.

قلت : يا سيّدي ألا أنشدك شعرا؟

قال : أمهل ، ثمّ أمر بستور فسدلت وبأبواب ففتحت ، ثمّ قال : أنشد. فأنشدت :

لامّ عمر باللوى مربع

طامسة أعلامه بلقع

الأبيات.

فسمعت نحيبا من وراء الستر.

فقال : من قال هذا الشعر؟

قلت : السيّد ابن محمّد الحميري.

فقال :رحمه‌الله .

قلت : إنّي رأيته يشرب النبيذ!

فقال :رحمه‌الله .

قلت : إنّي رأيته يشرب نبيذ الرستاق!

قال : تعني الخمر؟

قلت : نعم.

__________________

(١) في المصدر : فضيل الرسان.

(٢) وكان عالما ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) في المصدر : أما إنّه لو ملك لعرف.

٨٨

قال :رحمه‌الله ، وما ذلك على الله أن يغفر لمحبّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (١) .

وفيتعق : وجدت مكتوبا من خطّ الكفعمي : قيل للصادقعليه‌السلام : إنّ السيّد لينال من الشراب.

فقال : إن زلّت له قدم فقد ثبتت له اخرى.

ولمّا أنشد عندهعليه‌السلام قصيدته : لامّ عمرو ، جعل يقول : شكر الله لإسماعيل قوله.

فقيل له : إنّه ليشرب النبيذ!

فقالعليه‌السلام : يلحق مثله التوبة ، ولا يكبر على الله أن يغفر الذنوب لمحبّينا ومادحينا.

ولمّا توفّي ببغداد أتي من الكوفة تسعون كفنا ، فكفّنه الرشيد وردّ أكفان العامّة. وصلّى عليه المهدي وكبّر عليه خمسا.

وولد سنة ثلاث وسبعين ومائة(٢) ، انتهى.

وفي كشف الغمّة : وجد حمّال وهو يمشي بحمل قد أثقله ، فقيل : ما معك؟ فقال : ميميات(٣) السيّد. وغلب هذا الاسم عليه ، ولم يكن علويّا(٤) (٥) .

__________________

(١) رجال الكشي : ٢٨٥ / ٥٠٥ ، وفيه : لمحبّ عليّعليه‌السلام .

(٢) ذكر بعضه القاضي التستري في مجالس المؤمنين : ٢ / ٥١٧ ، وذكر أنّه أرسل إليه سبعون كفن.

وقال : إنّه ولد سنة ١٠٥ ، وتوفي في سنة ١٧٣ ، نقلا من خط الكفعمي.

(٣) في نسخة « م » : ميمات.

(٤) كشف الغمّة : ١ / ٤١٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

٨٩

أقول : فيطس : إسماعيل بن محمّد الحميري ، حاله في الجلالة ظاهر ، ومجده باهر ، فلنكتف بهذا ،رحمه‌الله تعالى(١) .

وفي الوجيزة : ممدوح ، ووثّقه العلاّمة(٢) .

وذكره في الحاوي في الثقات(٣) ، مع ما عرف من طريقته.

وفي ب عدّه في(٤) شعراء أهل البيت المجاهرين ، وقال : من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، ولقي الكاظمعليه‌السلام . وكان في بدء الأمر خارجيّا ثمّ كيسانيّا ثمّ إماميّا.

وقيل لأبي عبيدة(٥) : من أشعر الناس؟

قال(٦) : من شبّه رجلا بريح عاد ، يريد قوله :

إذا أتى معشرا يوما أنامهم

إنامة الريح في تدميرها عادا

وقال بشّار : لو لا أنّ هذا الرجل شغل عنّا بمدح بني هاشم لأتعبنا(٧) .

وسمع مروان بن أبي حفصة القصيدة المذهّبة ، فقال لكلّ بيت : سبحان الله! ما أعجب هذا الكلام!

وقال الثوري : لو قرأت القصيدة الّتي فيها : إنّ يوم التطهير يوم عظيم. على المنبر ما كان بذلك بأس(٨) .

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ٣٧ / ٢٠.

(٢) الوجيزة : ١٦٢ / ٢١٢.

(٣) حاوي الأقوال : ١٧ / ٤٠.

(٤) في نسخة « ش » : من.

(٥) في المصدر زيادة : النحوي.

(٦) في نسخة « ش » : فقال.

(٧) الأغاني : ٧ / ٢٣٧.

(٨) الأغاني : ٧ / ٢٣٩ ، وفيه : التوزي ، بدل : الثوري ، وكذلك ذكره في الأعيان : ٣ / ٤٠٦ ، التوزي نقلا عن معالم العلماء.

٩٠

ثمّ نقل عن ابن المعتز في طبقات الشعراء(١) ما مرّ عن الكشف(٢) .

وفي بعض كتب أصحابنا : كان أبواه من المتمسّكين بالشجرة الملعونة ، فترك طريقتهما.

وقيل له : كيف تشيّعت وأنت شامي حميري؟!

فقال : صبّت عليّ الرحمة صبّا ، فكنت كمؤمن آل فرعون(٣) .

وكان الأصمعي يقول : لولا أنّه يسبّ الخلفاء في شعره لقلت : إنّه سيّد الشعراء(٤) .

وكانت الاشراف والأمراء تبالغ في إكرامه ، حتّى أنّ المنصور لعنه الله مع اشتهاره بالنصب عزل سوار(٥) بن عبد الله عن القضاء لمّا ردّ شهادته وقذفه بالرفض(٦) .

وفي العيون : أنّ الرضاعليه‌السلام رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وعنده عليّ والزهراء والحسنان وبين يديهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يقرأ قصيدة : لامّ عمرو ، فرحّب به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له(٧) : سلّم عليهم.

فسلّم عليهم واحدا بعد واحد.

ثمّ قال له : سلّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيّد إسماعيل.

ولمّا فرغ من إنشاد القصيدة قال له : يا علي ، احفظ هذه القصيدة ومر‌

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٣٦.

(٢) معالم العلماء : ١٤٦.

(٣) مجالس المؤمنين : ٢ / ٥٠٣.

(٤) الأغاني : ٧ / ٢٣٦.

(٥) في النسخ : سواد ، وما أثبتناه من كتب السير والتواريخ هو الصواب.

(٦) الأغاني : ٧ / ٢٦٢ ، وفيه : قد عزلتك عن الحكم للسيّد أو عليه.

(٧) في نسخة « ش » زيادة :صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٩١

شيعتنا بحفظها ، وأعلمهم أنّ من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنّة على الله تعالى.

ولم يزل يكرّرها عليهعليه‌السلام حتّى حفظها(١) .

٣٨٧ ـ إسماعيل بن محمّد :

المنقري ،ظم (٢) .

وفيتعق : روى عنه ابن أبي عمير(٣) (٤) .

٣٨٨ ـ إسماعيل بن مرار :

روى عن يونس بن عبد الرحمن ، روى عنه إبراهيم بن هاشم ، لم(٥) .

وفيتعق : روى عن يونس كتبه كلّها ، وربما يظهر من عبارة ابن الوليد الآتية فيه الوثوق به ، بل ربما يظهر عدالته فلاحظ(٦) ، سيّما بملاحظة حاله(٧) ، وما سيذكر في محمّد بن أحمد بن يحيى(٨) ، وما مرّ في إبراهيم‌

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٧ / ٢٢٨ ، عن بعض تأليفات الأصحاب ، باختلاف يسير ، ولم نجده في نسختنا من العيون.

(٢) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ٨.

(٣) التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩٢.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

(٥) رجال الشيخ : ٤٤٧ / ٥٣.

(٦) منهج المقال : ٣٧٨ ، وفيه نقلا عن الفهرست : ١٨١ / ٨٠٩ : وقال أبو جعفر بن بابويه : سمعت ابن الوليدرحمه‌الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات كلّها صحيحة يعتمد عليها ، إلاّ ما ينفرد به محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس ، ولم يروه غيره ، فإنّه لا يعتمد عليه ولا يفتي به.

(٧) أي حال محمّد بن الحسن بن الوليد ، لأنّه كان كثير التحرّز عمّا ينقله الرواة ، كما يظهر من ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى من استثنائه عدد من الرواة ، وكذا يظهر ذلك من ترجمة إبراهيم بن هاشم ، فلاحظ.

(٨) منهج المقال : ٢٨١.

٩٢

ابن هاشم(١) .

قيل : وربما يستفاد من رواية إبراهيم عنه نوع مدح ، لما قالوا : من أنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقم ؛ وأهل قم كانوا يخرجون منها الراوي بمجرّد الريب ، فلو كان في إسماعيل ارتياب لما روى عنه إبراهيم.

قلت : وربما يؤيّد : أنّهم ـ بل وغيرهم أيضا ـ كانوا كثيرا ما يطعنون بالرواية عن الضعفاء والمجاهيل والمراسيل كما هو ظاهر تراجم كثيرة ، بل كانوا يؤذون.

هذا ، وفيه أمارات أخر مفيدة للاعتماد ، ككونه كثير الرواية وغيره ، فلاحظ(٢) .

أقول : فيما ذكره القيل سيّما الجملة الأخيرة ، وكذا ما أيّده به سلّمه الله مناقشة ظاهرة.

هذا ، وطعن في السرائر في كتاب البيع ـ في رواية فيها إسماعيل هذا عن يونس ـ في يونس(٣) المتّفق على ثقته ، ولم يطعن في إسماعيل ، وهو وإن كان غريبا لكنّه يدلّ على الاعتماد على إسماعيل ، فتأمّل.

٣٨٩ ـ إسماعيل بن مسلم :

وهو ابن أبي زياد السكوني الكوفي ،ق (٤) . وقد سبق.

٣٩٠ ـ إسماعيل بن موسى :

ابن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، سكن مصر وولده بها ، وله كتب يرويها عن أبيهعليه‌السلام . عن آبائهعليهم‌السلام ،

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

(٣) السرائر : ٢ / ٣٠٤.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٢.

٩٣

منها : كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصوم ، كتاب الحج ، كتاب الجنائز ، كتاب الطلاق ، كتاب النكاح ، كتاب الحدود ، كتاب الدعاء ، كتاب السنن والآداب ، كتاب الرؤيا.

أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمّد سهل بن أحمد بن سهل ، عن أبي علي محمّد بن محمّد بن الأشعث بن محمّد الكوفي بمصر قراءة(١) عليه ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن أبيه بكتبه ،جش (٢) .

وزادست بعد الحسينعليه‌السلام : ابن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وبعد سهل ـ الثاني ـ : الديباجي ، وبدل بكتبه : إسماعيل. وزاد : كتاب الديات(٣) (٤) .

وفيتعق : كثرة تصانيفه ، وملاحظة عنواناتها وترتيبها ونظمها ، تشير إلى المدح ، مضافا إلى ما في صفوان بن يحيى : انّ أبا جعفرعليه‌السلام أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه(٥) ، والظاهر أنّه هذا ، وفيه إشعار بنباهته(٦) .

أقول : جزم في المجمع بأنّه هو ، وقال : فدلّ على زيادة جلالته جدّا(٧) ، انتهى.

وفي ب : إسماعيل بن موسى بن جعفر الصادقعليهما‌السلام ، سكن‌

__________________

(١) في نسخة « م » : قرأته.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٨.

(٣) وزاد كتاب الديات ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الفهرست : ١٠ / ٣١.

(٥) رجال الكشي : ٥٠٢ / ٩٦٢.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

(٧) مجمع الرجال : ١ / ٢٢٤ ، ولم يرد فيه قوله : فدلّ على زيادة جلالته جدا.

٩٤

مصر ، وولده بها. ثمّ عدّ كتبه المذكورة(١) .

ولا يخفى ظهور كون الرجل من الفقهاء عنده ، وعندهما قبله.

وفيمشكا : ابن الكاظمعليه‌السلام ، أبو علي محمّد بن محمّد بن الأشعث بن محمّد الكوفي عن ولده موسى عن أبيه إسماعيل بن الكاظمعليه‌السلام (٢) .

وهو عن أبيه الكاظمعليه‌السلام (٣) .

٣٩١ ـ إسماعيل بن مهران :

ابن أبي نصر السكوني ـ واسم أبي نصر : زيد ـ مولى ، كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ثقة معتمد عليه.

روى عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . ذكره أبو عمرو في أصحاب الرضاعليه‌السلام ،جش (٤) .

ست إلى : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وزاد بعد مهران : ابن محمّد. ثمّ زاد : ولقي الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه ، وصنّف مصنّفات كثيرة ، منها :

كتاب الملاحم ، الحسين بن عبيد الله ، عن أبي غالب الزراري قراءة عليه ، قال : حدّثني عمّ أبي عليّ بن سليمان ، عن جدّ أبي محمّد بن سليمان ، عن أبي جعفر أحمد بن الحسن ، عنه.

وكتاب ثواب القرآن ، الحسين بن(٥) عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر بن‌

__________________

(١) معالم العلماء : ٧ / ٣١.

(٢)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) هداية المحدثين : ٢٠.

(٤) رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٩.

(٥) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

٩٥

سفيان ، عن أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطّاب ، عنه.

وكتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكتاب النوادر ، أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عنهرحمه‌الله (١) .

وكتاب العلل ، عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن موسى ، عن عليّ ابن يعقوب الكناني ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عنه.

وله أصل ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن عليّ بن الحسن ، عن الصفّار(٢) ، عن محمّد بن الحسين ، عنه(٣) .

وفيصه : ابن مهران ـ بكسر الميم ، وسكون الهاء ، بعدها راء ، ثمّ ألف ، ثمّ نون ـ ابن محمّد بن أبي نصر السكوني. إلى آخر جش. وزاد :

وقال الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائريرحمه‌الله : إنّه يكنّى أبا محمّد ، ليس حديثه بالنقي ، يضطرب تارة ويصلح اخرى ، ويروي عن الضعفاء كثيرا ، ويجوز أن يخرج شاهدا.

والأقوى عندي الاعتماد على روايته(٤) ، لشهادة الشيخ أبي جعفر الطوسي والنجاشي له بالثقة.

قالكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : سألت عليّ بن الحسن بن فضّال عن إسماعيل بن مهران؟ قال : رمي بالغلوّ.

__________________

(١)رحمه‌الله ، لم ترد في المصدر.

(٢) في المصدر : عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن الصفار.

والظاهر أنّ الصواب : عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار.

(٣) الفهرست : ١١ / ٣٢.

(٤) في المصدر : والأقوى عندي قبول روايته.

٩٦

قال محمّد بن مسعود : يكذبون عليه ، كان تقيّأ(١) ثقة خيّرا فاضلا(٢) (٣) .

وفي ب : إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني ، ثقة ، كوفي ، مولى ، لقي الرضاعليه‌السلام (٤) .

أقول : يظهر منصه عدم تقدّم الجرح على التعديل مطلقا ، كما اشتهر على الألسن ؛ وإلاّ ، لوجب التوقّف في روايته لا محالة ، لجلالة ابن الغضائري وعدالته عنده ، كما هو في الواقع ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن مهران الثقة ، عنه أبو جعفر أحمد بن الحسن ، وسلمة بن الخطّاب ، وأبو سمينة ، وعليّ بن الحسن بن فضّال ، وسهل بن زياد ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن خالد ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وأحمد بن أبي عبد الله(٥) ، والحسين بن سعيد.

وهو عن محمّد بن أبي حمزة الثمالي(٦) .

٣٩٢ ـ إسماعيل بن همّام :

ابن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ميمون البصري ، مولى كندة ، وإسماعيل يكنّى أبا همّام ، روى إسماعيل عن الرضاعليه‌السلام ، ثقة هو وأبوه وجدّه ،صه (٧) .

__________________

(١) تقيّا ، لم ترد في الخلاصة.

(٢) رجال الكشي : ٥٨٩ / ١١٠٢.

(٣) الخلاصة : ٨ / ٦.

(٤) معالم العلماء : ٨ / ٣٢.

(٥) وأحمد بن أبي عبد الله ، لم يرد في المصدر.

(٦) هداية المحدثين : ٢٠.

(٧) الخلاصة : ١٠ / ١٩.

٩٧

وزادجش : له كتاب ، أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه به(١) .

وفيضا : ابن همّام مولى كندة ، وهو أبو همّام(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن همّام الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم ، ويعقوب بن يزيد ، والعبّاس بن معروف.

وهو عن الرضاعليه‌السلام (٣) .

٣٩٣ ـ إسماعيل بن يحيى العبسي :

في ترجمة الحسن بن عبد السلام أنّه أجاز التلعكبري على يديه(٤) ، وكذا في محمّد بن عبد ربّه ، وكنّاه فيها بأبي أحمد(٥) .

وربما يستفاد من هذا الاعتماد عليه ومعروفيّته ونباهة شأنه ، بل وعدالته ،تعق (٦) .

٣٩٤ ـ إسماعيل بن يسار الهاشمي :

مولى إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، ذكره أصحابنا بالضعف ،صه (٧) .

وزادجش : له كتاب ، محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه به(٨) .

قلت : فيضح : ابن يسار ، بالمثنّاة تحت والمهملة المخفّفة ، وقيل :

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦٢.

(٢) رجال الشيخ : ٣٦٨ / ١٥ ، وفيه : مولى لكندة.

(٣) هداية المحدثين : ٢٠ ، وفيها : ابن همّام الكندي الثقة.

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٣٧ ، وقوله : على يديه ، أي : على يد إسماعيل بن يحيى.

(٥) رجال الشيخ : ٥٠٦ / ٨٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣١.

(٧) الخلاصة : ٢٠٠ / ٧.

(٨) رجال النجاشي : ٢٩ / ٥٨.

٩٨

ابن سيّار ، بتقديم المهملة على المثنّاة تحت المشدّدة(١) .

٣٩٥ ـ أسلم مولى علي بن يقطين :

يأتي بلا ألف ،تعق (٢) .

٣٩٦ ـ الأسود بن عاصم الهمداني :

كوفي ، أسند عنه ،ق (٣) .

٣٩٧ ـ الأسود بن يزيد :

ي. وفي نسخة : ابن برير(٤) .

وفيهب : له ثمانون حجّة وعمرة ، وكان يصوم حتّى يخضرّ ويصفرّ(٥) ، ويختم في ليلتين(٦) .

أقول : عدّه ابن أبي الحديد في شرحه من المنحرفين عن عليّعليه‌السلام ( والمبغضين له ، وقال : روى سلمة بن كهيل أنّ الأسود بن يزيد كان يمشي إلى بعض أزواج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقع في عليّعليه‌السلام )(٧) ، ومات على ذلك(٨) .

٣٩٨ ـ أسيد بن حضير :

بالحاء غير المعجمة المضمومة والضاد المعجمة المفتوحة ، ابن‌

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٩٠ / ٣٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٦٦.

(٣) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٤ ، وفيه : أسود بن عاصم.

(٤) رجال الشيخ : ٣٥ / ١١ ، وفيه : الأسود بن برير ، وبرقم ١٦ : الأسود بن يزيد النخعي.

(٥) في المصدر بدل يخضرّ ويصفرّ : يحضر.

(٦) الكاشف ١ : ٨٠ / ٤٣٠.

(٧) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٩٧.

٩٩

سماك ـ بالكاف ـ أبو يحيى ، سكن المدينة ، يقال له : حضير(١) الكتائب. قتل يوم بغاث ،صه (٢) .

وزاد ل بعد حذف الترجمة : آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين زيد بن حارثة(٣) .

وفيقب : صحابيّ جليل ، مات سنة عشرين أو إحدى وعشرين(٤) .

أقول : ذكره في القسم الأوّل ، وهو عجيب منهقدس‌سره بعد ما اشتهر عنه في كتب العامّة فضلا عن الخاصّة من اعترافه بكونه ممّن حمل الحطب إلى باب بيت فاطمةعليها‌السلام لإضرامه(٥) ، فلاحظ.

وذكره في الحاوي في القسم الرابع(٦) .

وفي الوجيزة : مجهول(٧) ، فتدبّر.

وفي القاموس : بعاث ، بالعين وبالغين كغراب ويثلّث : موضع بقرب المدينة ، ويومه معروف(٨) ، انتهى.

وفي النهاية : يوم بعاث ـ مضموم الباء ـ يوم مشهور كان(٩) فيه حرب بين الأوس والخزرج ، وبعاث : اسم حصن للأوس(١٠) ، وبعضهم يقول‌

__________________

(١) في المصدر : حصين.

(٢) الخلاصة : ٢٣ / ٢.

(٣) رجال الشيخ : ٤ / ٢٤ ، وفيه : أسيد بن حصين بن سمالة بن يحيى.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ٧٨ / ٥٨٧.

(٥) راجع شرح نهج البلاغة : ٦ / ١١.

(٦) حاوي الأقوال : ٢٣٠ / ١٢١٩.

(٧) الوجيزة : ١٦٣ / ٢١٩.

(٨) القاموس المحيط : ١ / ١٦٢.

(٩) في نسخة « ش » : وكان.

(١٠) في نسخة « ش » : الأوس.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

تجعل لى ؟ قال عمالتي سنة و العمالة بالضم أجرة العامل و كان مبلغها عشرين ألف ألف درهم قال : فاكتب لي بذلك فأسرع إلى منزله و كتب له بذلك .

فأتى عمر بالكتاب ، فلما رآه كتب إلى و الي الكوفة : ان بلالا غرّنا باللّه فكدنا نغتر ، فسبكناه فوجدناه خبثا كلّه ، و لا تستعن على عملك بأحد من آل أبي موسى١ .

١٤ الحكمة ( ٣٩٣ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ تَصْحَبِ اَلْمَائِقَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ وَ يَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ أقول : في ( الكافي ) عنهعليه‌السلام إذا صعد المنبر قال : ينبغي للمسلم ان يجتنب مواخاة الثلاثة : الماجن و الأحمق و الكذّاب ، فأما الماجن فيزيّن لك فعله و يحبّ أن تكون مثله و لا يعينك على أمر دينك و معادك ، و مدخله و مخرجه عليك عار ، و أمّا الأحمق فانّه لا يشير عليك بخير و لا يرجى لصرف السوء عنك ، و لو أجهد نفسه ، و ربما أراد منفعتك فضرّك ، فموته خير من حياته ،

و سكوته خير من نطقه ، و بعده خير من قربه ، و امّا الكذّاب فانّه لا يهنيك معه عيش ، ينقل إليك الحديث و ينقل حديثك حتى انّه يحدّث بالصدق فلا يصدّق و يغري بين الناس بالعداوة .٢ .

و في خبر آخر عنهعليه‌السلام : لا عليك أن تصحب ذا العقل و ان لم تحمد كرمه ، و لكن انتفع بعقله و احترس من سيئى أخلاقه ، و لا تدعن صحبة الكريم فان لم تنتفع بعقله ، و لكن انتفع بكرمه بعقلك و افرر الفرار كلّه

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ١ : ٣٩٠ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٧٦ ح ٦ .

٤٤١

من اللئيم الأحمق١ .

هذا ، و نقل الكراجكي في ( كنزه ) عنهعليه‌السلام في الأصدقاء غير ما نقله المصنف فقرات منها : الناس اخوان ، فمن كانت اخوته في غير ذات اللّه فهي عداوة ، و ذلك قوله عز و جل :الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلاّ المتّقين ٢ ، ابذل لصديقك كلّ المودة و لا تبذل له كلّ الطمأنينة ، و اعطه كلّ المواساة و لا تفض إليه بكلّ الأسرار ، توفي الحكمة حقّها و الصديق واجبه ،

احتمل زلّة وليّك لوقت و ثبة عدوّك ، من وعط أخاه سرّا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه ، من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم اخوانه اذا كان للمخالطة موضعا لا تكثرن العتاب فانّه يورث الضغينة و يجر إلى البغيضة٣ .

و عن ( التحف ) عنهعليه‌السلام : ابذل لأخيك مالك و دمك ، و لعدوّك عدلك و إنصافك ، و للعامّة بشرك و احسانك ، تسلم على الناس و يسلموا عليك٤ .

هذا ، و قال عبد اللّه بن طاهر :

أميل مع الذمام على ابن عمي

و آخذ للصديق من الشفيق

و ان الفيتني ملكا مطاعا

فانّك واجدي عبد الصديق٥

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٧٥ ح ٥ .

( ٢ ) الزخرف : ٦٧ .

( ٣ ) الكنز ، للكراجكي : ٩٣ ٩٤ .

( ٤ ) التحف : ٢١٢ .

( ٥ ) الأغاني ١٢ : ١١٠ .

٤٤٢

الفصل السابع و الاربعون في التعازي و التهاني

٤٤٣

١ الحكمة ( ٢٩١ ) و قالعليه‌السلام و قد عزّى الأشعث عن ابن له :

يَا ؟ أَشْعَثُ ؟ إِنْ تَحْزَنْ عَلَى اِبْنِكَ فَقَدِ اِسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ اَلرَّحِمُ وَ إِنْ تَصْبِرْ فَفِي اَللَّهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ يَا ؟ أَشْعَثُ ؟ إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ اَلْقَدَرُ وَ أَنْتَ مَأْجُورٌ وَ إِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ اَلْقَدَرُ وَ أَنْتَ مَأْزُورٌ يَا ؟ أَشْعَثُ ؟ اِبْنُكَ سَرَّكَ وَ هُوَ بَلاَءٌ وَ فِتْنَةٌ وَ حَزَنَكَ وَ هُوَ ثَوَابٌ وَ رَحْمَةٌ أقول : قول المصنف : « و قد عزّى الأشعث عن ابن له » انّما روى الكليني١ و ابن أبي شعبة أنّهعليه‌السلام عزّاه عن أخ له بهذا الكلام بدون فقرة « سرك . » ، و بدون كلمة « على ابنك » ، ففي ( الكافي ) : علي بن محمد عن صالح بن أبي حمّاد رفعه قال : جاء أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الأشعث يعزّيه بأخ له يقال له عبد الرحمن ، فقال له : ان جزعت فحقّ الرحم أتيت ، و ان صبرت فحقّ اللّه

____________________

( ١ ) الكافي ٣ : ٢٦١ ح ٤٠ و التحف لابن أبي شعبة الحراني : ١٤٥ .

٤٤٤

أديت ، على انّك ان صبرت جرى عليك القضاء و أنت محمود و ان جزعت جرى عليك القضاء و أنت مذموم فقال له الأشعث : انّا للّه و إنّا إليه راجعون فقالعليه‌السلام له : أتدري ما تأويلها ؟ قال : لا ، أنت غاية العلم و منتهاه فقالعليه‌السلام : اما قولك١ « إنّا للّه » فإقرار منك بالملك ، و اما قولك « إنّا للّه و إنّا إليه راجعون » فإقرار منك بالهلك .

و مثله الثاني في ( تحفه )٢ ، و رواه المبرد في ( كامله ) من قوله « ان صبرت إلى و أنت مأزور »٣ .

و كيف كان ، فالتعزية مندوب إليها ، ففي الخبر : قال داودعليه‌السلام : إلهي ما جزاء من يعزّي الحزين و المصاب ابتغاء مرضاتك ؟ قال : أن أكسوه رداء من أردية الايمان أستره به من النار و أدخله به الجنّة٤ .

و في الخبر : قال موسىعليه‌السلام : يا ربّ ما لمن عزّى الثكلى ؟ قال : أظلّه في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي٥ .

أيضا قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عزّى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر المصاب شي‏ء٦ .

هذا ، و روى الخطيب في محمد بن بشر البغدادي ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عزّى معاذ بن جبل و هو وال باليمن عن ابن له ، فكتب إليه : أعظم اللّه لك الأجر و ألهمك الصبر و رزقك الصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء ، أنفسنا و أموالنا

____________________

( ١ ) الكافي ٣ : ٢٦١ ح ٢٠ .

( ٢ ) التحف : ١٤٥ .

( ٣ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١١٧٤ .

( ٤ ) بحار الأنوار ٨٣ : ٩٥ ح ٤٦ الباب ١٦ .

( ٥ ) بحار الأنوار ٨٢ : ١١٣ ، ح ٥٧ الباب ١٦ .

( ٦ ) الكافي ٣ : ٢٠٥ ح ٢ .

٤٤٥

و أهلونا من مواهب اللّه الهنيّة و عواريه المستودعة ، يمتّعنا بها إلى أجل معدود و يقضيها لوقت معلوم ، و حقّه علينا هناك اذا أبلانا الصبر ، فعليك بتقوى اللّه و حسن العزاء ، فان الحزن لا يردّ ميتا و لا يؤخّر أجلا ، و ان الأسف لا يرد ما هو نازل بالعباد١ .

« يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت منك ذلك » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « ذلك منك » كما في ( ابن أبي الحديد٣ و ابن ميثم و النسخة الخطية ) .

« الرحم » لشاعر :

و سميته يحيى ليحيا و لم يكن

إلى رد أمر اللّه فيه سبيل

تيمنت فيه الفال حين رزقته

و لم أدر ان الفال فيه يفيل٤

في ( الجزري ) في وقائع سنة ( ٦١٢ ) : توفي ولد الخليفة و كان يلقّب الملك المعظّم و حزن عليه الخليفة حزنا لم يسمع بمثله حتى انّه أرسل إلى أطراف الأصحاب ينهاهم عن إنفاذ رسول إليه يعزّيه بولده ، و لم يقرأ كتابا و لا سمع رسالة و انقطع و خلا بهمومه و أحزانه ، و رؤي عليه من الحزن و الجزع ما لم يسمع بمثله ، و مشى جميع الناس بين يدي التابوت إلى تربة جدّته عند قبر معروف الكرخي ، و لما أدخل التابوت اغلقت الأبواب و سمع الصراخ العظيم من داخل التربة ، فقيل ان ذلك صوت الخليفة ، و اما العامة ببغداد فانّهم وجدوا عليه وجدا شديدا ، و دامت المناجاة عليه في أقطار بغداد ليلا و نهارا ، و لم يبق

____________________

( ١ ) الخطيب ٢ : ٨٩ .

( ٢ ) في الطبعة المصححة « ذلك منك » : ٧٢٧ الحكمة ( ٢٩٣ ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٩٢ ، وردت عبارة « منك ذلك » في شرح ابن ميثم ٥ : ٣٩١ ح ٢٧٥ أمّا النسخة الخطية فقد سقط النص منها .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٩٤ .

٤٤٦

ببغداد محلّة إلاّ و فيها النوح ، و لم تبق المرأة إلاّ و أظهرت الحزن١ .

و عن الزبير بن بكار : ان ابن الزبير خطب بعد قتل المصعب أخيه : أتانا من العراق خبر أحزننا و أفرحنا ، فأما الذي أحزننا فإن لفراق الحميم لذعة يجدها حميمه عند المصيبة٢ .

« و ان تصبر ففي اللّه » أي : في ثوابه « من كلّ مصيبة خلف » .

قال الجاحظ : كان عليّعليه‌السلام اذا عزّى قوما قال : ان تجزعوا فأهل ذلك الرحم ، و ان تصبروا ففي ثواب اللّه عوض من كلّ فائت ، و ان أعظم مصيبة أصيب بها المسلمون محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

و قال سهل بن هارون : التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة .

« يا أشعث ان صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور » .

خطوب المنايا صرحت عن مواهب

مواهب أجر من نتاج المصائب

روي ان داودعليه‌السلام مات له ولد فحزن عليه ، فأوحى إليه : ما كان يعدل هذا الولد عندك ؟ قال : مل‏ء الأرض ذهبا قال تعالى فلك عندي مل‏ء الأرض ثوابا٣ .

« و ان جزعت جرى عليك القضاء و أنت مأزور » ماضي مأزور « وزر » من باب علم و حسب و شرف ، و أصله موزور ، و انّما قيل مأزور في قبال مأجور و لو أفرد عنه يقال موزور .

____________________

( ١ ) الكامل للجزري ١٢ : ٣٠٨ .

( ٢ ) الموفقيات : ٥٤٠ .

( ٣ ) بحار الأنوار ٨٢ : ١٢١ ح ١٤ ب ١٧ .

٤٤٧

و في ( المعجم ) : عن الصولي قال : لما مات غلام أبي الجهم من عمّال ابن الزيّات خاطب ملك الموت و قال :

و قد ملأوا الأرض عرضا و طولا

و أقبلت تسعى إلى واحدي ضرارا

كأنّي قتلت الرسولا

فسوف ادين بترك الصلاة

و اصطبح الخمر صرفا شمولا١

و قالوا : كان رجل من عاد مسمّى بحمار ، فمات أولاد له بصاعقة فكفر كفرا عظيما ، فلا يمرّ بأرضه أحد إلاّ دعاه إلى الكفر ، فان أجابه و إلاّ قتله ، و به يضرب المثل في قولهم « أكفر من حمار » .

و قيل : المصيبة واحدة إن صبرت ، و إلاّ فمصيبتان ، و المصيبة بالأجر أعظم من المعصية بالاخر .

ان يكن ما أصبت به جليلا

فذهاب العزاء فيه أجلّ

كل آت لا شك آت و ذو ال

جهل معنى و الهم و الحزن فضل

و لما مات ابنا الفرزدق قال :

فما ابناك إلاّ من بني الناس فاصبري

فلن يرجع الموتى حنين المآتم

و في ( الجزري ) : مات ابن للسلطان ملك شاه في سنة ( ٤٧٤ ) فجزع عليه جزعا شديدا و حزن عليه حزنا عظيما و منع من أخذه و غسله حتى تغيّرت رائحته و أراد قتل نفسه مرّات٢ .

« يا أشعث ابنك » هكذا في ( المصرية )٣ و لكن كلمة « ابنك » زائدة قطعا لعدم وجودها في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ، و أما « يا أشعث » فإنّما

____________________

( ١ ) المعجم ١ : ١٦٩ .

( ٢ ) الكامل في التاريخ لبن الاثير ١٠ : ١٢٢ .

( ٣ ) الطبعة المصححة لا وجود لها : ٧٢٧ .

٤٤٨

هي في الأول١ .

« سرّك و هو بلاء و فتنة »إنّما أموالكم و أولادكم فتنة .٢ .

« و حزنك و هو ثواب و رحمة » عزّى رجل الهادي بن المهدي العباسي عن ابن له فقال :

كان لك من زينة الحياة الدّنيا

و هو اليوم من الباقيات الصالحات

و قال الطائي :

عليك بثوب الصبر إذ فيه ملبس

فإن ابنك المحمود بعد ابنك الصبر

و في ( الطبري ) : قدم المهدي البصرة فمر في سكة قريش و كانوا يتشأمون بها و صاحب شرطته أمامه و ابنته البانوقة بينه و بين صاحب الشرطة في هيئة الفتيان عليها قباء أسود و منطقة و شاشة متقلّدة السيف و كان ثدياها قد رفعا القباء ، ثم ماتت ببغداد فأظهر عليها المهدي جزعا لم يسمع بمثله ، فجلس للناس يعزونه ، فأكثر الناس و أجمعوا على أنّهم لم يسمعوا تعزية أو جز و أبلغ من تعزية شبيب ابن شيبة ، فقال له : اللّه خير لها منك ، و ثواب اللّه خير لك منها ، و أنا أسأل ألا يحزنك و لا يفتنك٣ .

و روى ( الاستيعاب ) عن ابراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر زوجة أبي ذر قالت : بكيت فقال أبو ذر : ما يبكيك ؟ فقلت : ما لي لا أبكي و أنت تموت بفلاة إلى أن قال فقال : فابشري و لا تبكي ، فانّي سمعت النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا يموت بين امرئين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران و يحتسبان فيريان النار أبدا ،

و قد مات لنا ثلاثة من الولد .٤ .

____________________

( ١ ) شرح نهج البلغة لابن ميثم ٥ : ٣٩١ ح ٧٥ .

( ٢ ) التغابن : ١٥ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٦ : ١٦٩ .

( ٤ ) الاستيعاب ١ : ٢٥٣ ٢٥٤ .

٤٤٩

و في ( كامل المبرد ) : قالت الخنساء ترثي أخاها معاوية بن عمرو من أبيها و أمّها :

أريقي من دموعك و استفيقي

و صبرا ان أطقت و لن تطيقي

إلى أن قالت :

فلا و اللّه لا تسلاك نفسي

لفاحشة أتيت و لا عقوق

و لكنّي رأيت الصبر خيرا

من النعلين و الرأس الحليق

و قال في معنى البيت الأخير : ان المرأة اذا كانت أصيبت بحميم جعلت في يديها نعلين تصفق بهما صدرها و وجهها١ .

و نظرت أعرابية إلى امرأة حولها عشرة من بنيها كأنّهم الصقور ،

فقالت : لقد ولدت لكم حزنا طويلا .

و قيل لاعرابية مات ابنها : ما أحسن عزاءك فقالت : ان فقدي إيّاه آمنني من المصيبة بعده٢ .

هذا ، و قيل لأعرابي : كيف حزنك اليوم على ولدك ؟ فقال : ما ترك حب الغداء و العشاء لي حزنا .

٢ الحكمة ( ٤١٣ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ صَبَرَ صَبْرَ اَلْأَحْرَارِ وَ إِلاَّ سَلاَ سُلُوَّ اَلْأَغْمَارِ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ ع قَالَ ؟ لِلْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ ؟ مُعَزِّياً إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ اَلْأَكَارِمِ وَ إِلاَّ سَلَوْتَ سُلُوَّ اَلْبَهَائِمِ

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢١٧ .

( ٢ ) نهاية الارب ٥ : ١٦٤ .

٤٥٠

« من صبر صبر الأحرار و إلاّ سلا سلّو الأغمار » .

الأصل في سلا « سلا سلوا » مثل قعد قعودا ، و أما « سلى سليا » فلغة قال أبو زيد : السلو : طيب نفس الألف عن ألفه ، كما أنّ الأصل في الغمر الصبي الذي لا عقل له ، و يقال لكلّ من لا خير فيه و لا غناء عنده .

و في ( المروج ) : اعتلّت حبابة مغنية يزيد بن عبد الملك و كانت ذات يوم غنّته فطرب طربا ثم قال : أريد أن أطير .

فقالت : فعلى من تدع الامة ؟ قال : إليك و أقام أياما لا يظهر للناس ، ثمّ ماتت فأقام أياما لا يدفنها جزعا عليها حتى جيفت ، فقيل : ان الناس يتحدّثون بجزعك و ان الخلافة تجلّ عن ذلك ، فدفنها و أقام على قبرها فقال :

فان تسل عنك النفس أو تدع الهوى

فباليأس تسلو النفس لا بالتجلّد

و قالوا أيضا : لمّا توفيت أكبّ عليها يتشممها أياما حتى أنتنت إلى أن قال و طعن في جنازتها فدفنوه إلى سبعة عشر يوما١ .

« و في خبر آخر أنّه قال للأشعث بن قيس معزّيا : إن صبرت صبر الأكارم و إلاّ سلوت سلوّ البهائم »٢ .

قال ابن أبي الحديد : حكاه أبو تمام فقال :

و قال علي في التعازي لأشعث

و خاف عليه بعض تلك المآثم

أتصبر للبلوى عزاء و حسبة

فتوجر أم تسلو سلو البهائم٣

قلت : و قد أخذه آخر فقال :

إذا أنت لم تسل اصطبارا و حسبة

سلوت على الأيام مثل البهائم

____________________

( ١ ) المروج ٣ : ١٩٨ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ٥٠ .

( ٣ ) المصدر نفسه ٢٠ : ٥٠ .

٤٥١

و في خبر آخر رواه المبرّد في ( كامله ) : كان عليعليه‌السلام يقول عند التعزية :

« عليكم بالصبر فإنّ به يأخذ الحازم و إليه يعود الجازع »١ و في خبر آخر رواه ابن أبي شعبة في ( تحفه ) أنّهعليه‌السلام عزّى ابن عباس عن مولود صغير له مات فقال : لمصيبة في غيرك لك أجرها أحبّ إليّ من مصيبة فيك لغيرك ثوابها ،

فكان لك الأجر لا بك و حسن لك العزاء لا عنك و عوّضك اللّه عنه مثل الذي عوّضه منك٢ .

و في ( تنبيه القالي ) عن حذيفة : ما خلق اللّه تعالى شيئا إلاّ صغيرا ثم يكبر إلاّ المصيبة فانّه خلقها كبيرة ثم تصغر٣ .

و في ( الأغاني ) : كثر بكاء غيلان بن سلمة الثقفي على ابنه نافع لما قتل مع خالد بن الوليد بدومة الجندل ، فعوتب في ذلك فقال : و اللّه لا تسمح عيني بمائها فأضنّ به على نافع ، فلما تطاول العهد انقطع ذلك فقال : بلى نافع و بلى الجزع و فنيت الدموع و اللحاق به قريب٤ .

هذا ، و في ( كامل المبرد ) : قال ابن عياش : نزلت بي مصيبة أو جعتني فذكرت قول ذي الرمة :

لعل انحدار الدمع يعقب راحة

من الوجد أو يشفي نجي البلابل

فخلوت فبكيت فسلوت٥ .

____________________

( ١ ) الكامل لأبي العباس المبرد ٣ : ١١٧٤ .

( ٢ ) تحف العقول لأبي شعبة : ١٤٥ .

( ٣ ) ذكره في النوادر و ليس في التنبيه : ١٩٦ .

( ٤ ) الأغاني ١٣ : ٢٠٨ .

( ٥ ) الكامل في الأدب ١ : ٨٠ .

٤٥٢

٣ الحكمة ( ٤٤٨ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ اَلْمَصَائِبِ اِبْتَلاَهُ اَللَّهُ بِكِبَارِهَا أقول : في ( كامل المبرد ) : قال علي بن الحسينعليه‌السلام حين مات ابنه فلم ير منه جزع ، فسئل عن ذلك فقال : أمر كنّا نتوقعه فلما وقع لم ننكره١ .

و قيل : ان حارث بن عبد اللّه الباهلي كان له بنون سبعة حلب لهم في علبة فمج فيها أفعى فبعث بها إليهم فشربوها فماتوا جميعا ، و هلكت لجار له شاة فجعل يعلن بالبكاء عليها ، فقال قائل :

يا أيها الباكي على شاته

يبكي جهارا غير اسرار

ان الرزيئات و أمثالها

ما لقي الحارث في الدار٢

و قالوا : دخل كعب البقر الهاشمي على محمد بن عبد اللّه بن طاهر يعزّيه بأخيه فقال : أعظم اللّه مصيبة الأمير فقال : أما فيك فقد فعل٣ .

٤ الحكمة ( ١٨٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ لَمْ يُنْجِهِ اَلصَّبْرُ أَهْلَكَهُ اَلْجَزَعُ أقول : كما في يزيد بن عبد الملك في جاريته حبابة أهلكه الجزع لما لم يصبر فمات بعدها بأيام٤ .

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢٠٤ .

( ٢ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢٠٤ .

( ٣ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٦١ .

( ٤ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٠٩ .

٤٥٣

و روى ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال : ان الصبر و البلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء و هو صبور ، و ان الجزع و البلاء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء و هو جزوع١ .

و عنهعليه‌السلام قال : لا تعدّن مصيبة أعطيت عليها الصبر و استوجبت من اللّه تعالى عليها الثواب ، انّما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها و ثوابها اذا لم يصبر عند نزولها٢ .

هذا ، و في ( الحلية ) مات للشبلي ابن كان اسمه غالبا فجزت امه شعرها عليه ، و كان للشبلي لحية كبيرة فأمر بحلق الجميع ، فقيل له : يا استاذ ما حملك على هذا ؟ فقال : جزّت هذه شعرها على مفقود فكيف لا أحلق لحيتي أنا على موجود٣ .

قلت : و من العجب ، هذا أحد معروفي مشائخ الصوفية و هذه أعماله ، مع انّه نقل عن خير النساج قال : جاءنا الشبلي و هو سكران فنظرنا و لم يكلّمنا ،

فانهجم على الجنيد في بيته و هو جالس مع امرأته مكشوفة الرأس فهمّت أن تغطي رأسها فقال لها الجنيد : لا عليك ليس هو هناك قال فصفق على رأس الجنيد و أنشأ يقول :

« عودوني الوصال و الوصال عذب . »٤ .

و قال : قال رجل : نراك جسيما بدينا و المحبة تضمني فأنشأ :

أحب قلبي و ما درى بدني

و لو درى ما أقام في السمن٥

و نقل ان أبا بكر بن مجاهد قال له : أخبرت انّك تحرق الثياب و الخبز

____________________

( ١ ) الكافي ٣ : ٢٢٣ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٢٤ ح ٧ .

( ٣ ) الحلية ١٠ : ٣٧٠ .

( ٤ ) الحلية ١٠ : ٣٦٧ .

( ٥ ) الحليّة ١٠ : ٣٧١ .

٤٥٤

و الأطعمة و ما ينتفع به الناس من منافعهم و مصالحهم ، أين هذا من العلم و الشرع ؟ فقال له :قول اللّه فطفق مسحا بالسوق و الأعناق ١ أين هذا من العلم ؟ فسكت ابن مجاهد و قال : كأنّي لم أقرأها قط٢ .

قلت : و كفاهما خزيا استدلالا و اقتناعا .

٥ الحكمة ( ٣٥٧ ) وَ عَزَّى قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ :

إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ وَ لاَ إِلَيْكُمُ اِنْتَهَى وَ قَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هَذَا يُسَافِرُ فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وَ إِلاَّ قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ « إنّ هذا الأمر » أي : الموت الذي نزل بصاحبهم .

« ليس لكم بدأ » هكذا في النسخ ، و لكن الظاهر ان الأصل « ليس بكم بدأ » .

« و لا إليكم انتهى » أخذ المعنى الفرزدق فقال لمّا مات ابناه مخاطبا لامرأته :

و قد رزى‏ء الأقوام قبلي بابنهم

و اخوانهم فاقني حياء الكرائم

و مات أبي و المنذران كلاهما

و عمرو بن كلثوم شهاب الأراقم

و قد كان مات الأقرعان و حاجب

و عمرو أبو عمرو و قيس بن عاصم

و قد مات بسطام بن قيس بن خالد

و مات أبو غسان شيخ اللهازم

و قد مات خيراهم فلم يهلكاهم

عشية بانا رهط كعب و حاتم

فما ابناك إلاّ من بني الناس فاصبري

فلن يرجع الموتى حنين المآتم٣

____________________

( ١ ) ص ٣٣ .

( ٢ ) الحلية ١٠ : ٣٧٤ .

( ٣ ) ديوان الفرزدق ٢ : ٢٠٦ .

٤٥٥

و عزّى رجل آخر فقال : و العجب كيف يعزّي ميت ميتا عن ميت .

و في ( عيون الصدوق ) : نعي إلى الصادقعليه‌السلام اسماعيل بن جعفر و هو أكبر أولاده و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه فتبسّم ثم دعا بطعامه و قعد معهم و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام و يحثّهم على الأكل و يضع بين أيديهم و يعجبون منه ألا يرون للحزن أثرا ، فلما فرغوا قالوا : يابن رسول اللّه لقد رأينا عجبا ، أصبت بمثل هذا الابن و أنت كما ترى قال : و مالي لا أكون كما ترون و قد جاءني خبر أصدق الصادقين أنّي ميّت و إيّاكم ، ان قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم لم ينكروا من يخطفه الموت منهم و سلموا لأمر خالقهم عزّ و جل١ .

« و قد كان صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض أسفاره » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « سفراته » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية )٣ .

« فإن قدم عليكم و إلاّ فأنتم قدمتم عليه » أخذ كلامهعليه‌السلام هذا الحجاج ، فكتب إلى الوليد في جواب تعزيته له بأخيه محمّد : ما التقيت أنا و محمد منذ كذا و كذا سنة إلاّ عاما واحدا ، و ما غاب عنّي غيبة ، أنا لقرب اللقاء فيها أرجى من غيبته هذه في دار لا يفترق فيها .

و قال البحتري للذفافي في أخيه :

نودي كما أودي و نشرب كأسه

الملأى و نسلك نهجه المسلوكا٤

و قال أخو لبيد :

____________________

( ١ ) العيون للصدوق ٢ : ٢ ، و نقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٧ : ١٨ ح ٧ .

( ٢ ) الطبعة المصرية المصححة : ٧٤٠ الحكمة ( ٣٥٧ ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٧٤ .

( ٤ ) ديوان البحتري ٢ : ٩٠ .

٤٥٦

و انا و اخوان لنا قد تتابعوا

لكالمغتدي و الرائح و المتهجر

و في ( أمالي القالي ) : قال رجل من محارب يعزّي ابن عم له على ولده :

و ان أخاك الكاره الورد وارد

و انّك مرأى من أخيك و مسمع

و انّك لا تدري بأيّة بلدة

صداك و لا عن أي جنبيك تصرع

أتجزع ان نفس أتاها حمامها

فهلا التي عن بين جنبيك تدفع١

و قالوا : مات ابن لسليمان بن علي فجزع عليه جزعا شديدا حتى امتنع من الطعام و الشراب و جعل الناس يعزّونه فلا يحفل بذلك ، فدخل عليه يحيى بن منصور فقال : عليكم نزل كتاب اللّه فأنتم أعلم بفرائضه ، و منكم كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأنتم أعلم بسنّته ، و لست ممّن يعلم من جهل و لا يقوّم من عوج ، و لكن اعزّيك ببيت شعر قال : هاته قال :

و هون ما ألقى من الوجد أنّني

اساكنه في داره اليوم أو غد٢

قال : أعد فأعاد فقال : يا غلام الغداء .

و قال ابن أبي الحديد قال ابراهيم بن المهدي في ولد له :

يؤوب إلى أو طانه كلّ غائب

و أحمد في الغياب ليس يؤوب

تبدل دارا غير داري و جيرة

سواي و أحداث الزمان تنوب

أقام بها مستوطنا غير انّه

على طول أيام المقام غريب

و اني و ان قدّمت قبلي عالم

بأني و إن أبطأت عنك قريب

و ان صباحا نلتقي في مسائه

صباح إلى قلبي الغداة حبيب٣

و قال وضّاح اليمن في رثاء أبيه و أخيه لما أتاه نعيهما :

____________________

( ١ ) الأمالي للقالي : ١٠٥ ، ذيل الأمالي .

( ٢ ) البيان و التبيين للجاحظ ٣ : ٩٧ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٧٤ .

٤٥٧

سأصبر للقضاء فكلّ حي

سيلقى سكرة الموت المذوق

فما الدّنيا بقائمة و فيها

من الأحياء ذو عين رموق

و للأحياء أيام تقضى

يلف ختامها سوقا بسوق

كذلك يبعثون و هم فرادى

ليوم فيه توفية الحقوق١

هذا و في ( كامل المبرّد ) : قال رجل من أصحابنا : شهدت رجلا في طريق مكّة معتكفا على قبر و هو يردّد شيئا و دموعه تكفّ من لحيته ، فدنوت لأسمع ما يقول ، فجعلت العبرة تحول بينه و بين الإبانة ، فقلت له : يا هذا فرفع رأسه إليّ و كأنّما هب من رقدة فقال : ما تشاء فقلت : أعلى أبيك تبكي ؟ قال : لا قلت .

فعلى ابنك ؟ قال : لا ، و لا على نسيب و لا صديق و لكن على من هو أخصّ منهم .

قلت : أو يكون أحد أخص ممّن ذكرت ؟ قال : نعم من أخبرك عنه ، ان هذا المدفون كان عدوّا لي من كلّ باب ، يسعى عليّ في نفسي و في مالي و في ولدي ، فخرج إلى الصيد أيأس ما كنت من عطبه و أكمل ما كان من صحته ، فرمى ظبيا فأفصده فذهب ليأخذه فإذا هو قد أنفذه حتى نجم سهمه من صفحة الظبي ، فعثر فتلقى بفؤاده ظبة السهم فلحقه أولياؤه فانتزعوا السهم و هو و الظبي ميتان ، فنمى إليّ خبره فأسرعت إلى قبره مغتبطا بفقده ، فانّي لضاحك السن إذ وقعت عيني على صخرة فرأيت عليها كتابا فهلم فاقرأه و أو مأ إلى الصخرة فاذا عليها :

و ما نحن إلاّ مثلهم غير اننا

أقمنا قليلا بعدهم و تقدّموا

قلت : اشهد انّك تبكي على من بكاؤك عليه أحقّ من النسيب٢ .

قلت : لأنّه بكاء على نفسه و لا أعزّ من نفسه .

____________________

( ١ ) الأغاني ٦ : ٢٢٩ .

( ٢ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢٥٥ .

٤٥٨

هذا ، و قالوا : مات ابن لصالح بن عبد القدوس المرمي بالزندقة ، فجزع عليه فقال له أبو الهذيل : لا أعرف لحزنك وجها اذا كان الناس عندك كالزرع .

قال : انّما أتوجع عليه لأنّه لم يقرأ كتاب الشكوك قال : ما هو ؟ قال : كتاب وضعته من قرأه يشكّ فيما كان حتى يتوهّم انّه لم يكن ، و فيما لم يكن حتى يتوهم انّه قد كان فقال له أبو الهذيل : فشك أنت في موت ابنك و اعمل على انّه لم يمت و ان كان قد مات ، و شك أيضا في انّه قد قرأ كتاب الشكوك و ان كان لم يقرأه .

هذا ، و لهعليه‌السلام كلام آخر لم ينقله المصنّف ذكره المبرّد في ( كامله ) فقال في باب اختصار الخطب : كان علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول عند التعزية :

« عليكم بالصبر فانّ به يأخذ الحازم و إليه يعود الجازع »١ .

٦ الحكمة ( ٣٥٤ )

وَ هَنَّأَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ رَجُلاً بِغُلاَمٍ وُلِدَ لَهُ فَقَالَ لَهُ لِيَهْنِئْكَ اَلْفَارِسُ فَقَالَ ع لاَ تَقُلْ ذَلِكَ وَ لَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ اَلْوَاهِبَ وَ بُورِكَ لَكَ فِي اَلْمَوْهُوبِ وَ بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ رُزِقْتَ بِرَّهُ قول المصنّف : « و هنّأ بحضرته رجل رجلا فقال ليهنئك الفارس » في ( عيون القتيبي ) : قال الناجي : كنت عند الحسن البصري فقال رجل : ليهنئك الفارس فقال الحسن : لعلّه يكون بغالا٢ .

« فقالعليه‌السلام لا تقل ذلك » و كما نهى عن « ليهنئك الفارس » في الولادة نهى

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١١٧٤ ، مرّ في صفحة ١٢١ .

( ٢ ) العيون للقتيبي ٣ : ٦٨ .

٤٥٩

عن « بالرفاء و البنين » في التزويج ، ففي ( تاريخ بغداد ) : قدم عقيل البصرة فتزوج امرأة فقالوا : بالرفاء و البنين فقال : لا تقولوا ذلك ، فانّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نهانا عن ذلك و أمرنا أن نقول : « بارك اللّه لك و بارك عليك »١ .

هذا و في ( فتوح البلاذري ) : دمون الذي تزوج أبو موسى الأشعري ابنته فولدت له أبا بردة خطة بالبصرة و فيه قالوا : الرفاء و البنون و خبز و كمون في بيت الدمون٢ .

و قالوا : فارق شقيق بن مسليل امرأة و قال لها :

فامّا نكحت فلا بالرفا

اذا ما فعلت و لا بالبنينا

اذا حملت إلى داره

اعد لظهرك سوطا متينا

و كذلك نهى عن قول « استأثر اللّه بفلان » في التكنية عن موته ، ففي ( صفين نصر ) : لما قدم عليعليه‌السلام الكوفة نزل على باب المسجد ، فدخل و صلّى ثم تحوّل و جلس إليه الناس ، فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة فقال قائل « استأثر اللّه به » فقالعليه‌السلام : ان اللّه لا يستأثر بأحد من خلقه ، انما أراد اللّه بالموت اعزاز نفسه و إذلال خلقه٣ و قرأ .وَ كُنْتُم أَمْوَاتا فأحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ .٤ .

و كذلك نهى عن قولهم « طاب استحمامك » .

ففي ( الكافي ) : قال أبو مريم الأنصاري : ان الحسن بن عليعليه‌السلام خرج من الحمام فلقيه انسان فقال : طاب استحمامك فقال يا لكع و ما تصنع بالاست ههنا ، فقال : « طاب حميك » فقال : أما تعلم ان الحميم العرق قال « طاب

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد ١١ : ٤٢ .

( ٢ ) الفتوح للبلاذري : ٤٩٢ .

( ٣ ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٥ .

( ٤ ) البقرة : ٢٨ .

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500