منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 249627 / تحميل: 4776
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أنّه ثقة ،صه (١) .

وقالشه : هذا النقل لا يقتضي الحكم بتوثيق المذكور ، فذكره في هذا القسم ليس بجيّد(٢) .

وفيق : ابن حمّاد بن خوار التميمي الكوفي ، أسند عنه(٣) .

ود علّم عليه لم(٤) ، فتأمّل.

وفيتعق : مرّ الجواب عن كلامشه في الفوائد وترجمة إبراهيم بن صالح وغيرها(٥) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٦) ، ولعلّه لما فيصه على قياس ما مرّ في الحكم بن عبد الرحمن(٧) .

١٠٢٣ ـ حميد بن زياد :

من أهل نينوى ـ قرية إلى جانب الحائر على ساكنه السّلام ـ ثقة ، كثير التصانيف ، روى الأصول أكثرها ، له كتب كثيرة على عدد كتب الأصول ، أخبرني برواياته كلّها وكتبه أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عنه ،ست (٨) .

وفيلم : عالم جليل واسع العلم كثير التصانيف(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٥٩ / ٣.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣١.

(٣) رجال الشيخ : ١٨٠ / ٢٥٦ ، وفيه : ابن حوار.

(٤) رجال ابن داود : ٨٥ / ٥٣٥.

(٥) حيث إنّه ذكر الاعتماد على توثيقات ابن عقدة وابن نمير ومن ماثلهما.

(٦) الوجيزة : ٢٠٣ / ٦٣٥.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٦.

(٨) الفهرست : ٦٠ / ٢٣٨.

(٩) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ١٦.

١٤١

وزادصه ثقة قبل عالم ، ثمّ قال : قاله الشيخ الطوسيرحمه‌الله ، وقالجش : كان ثقة واقفا وجها فيهم ، مات سنة عشر وثلاثمائة. فالوجه عندي أنّ روايته مقبولة إذا خلت عن المعارض(١) ، انتهى.

وفيجش ما ذكره ، وزاد : عنه الحسن(٢) بن علي بن سفيان بكتابه كتاب الدعاء ، وأحمد بن جعفر بن سفيان بكتبه. قال أبو المفضّل الشيباني : أجازنا سنة عشر وثلاثمائة. قال أبو الحسن علي بن حاتم : لقيته سنةست وثلاثمائة وأجاز لنا كتبه. ومات حميد سنة عشر وثلاثمائة(٣) ، انتهى.

وبخطّشه علىصه : بخطّ السيّد في كتابجش : عشرين(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن زياد الثقة الواقفي ، عنه أبو طالب الأنباري ، وأبو المفضّل الشيباني ، وأحمد بن جعفر بن سفيان ، والكليني ، والحسن بن علي بن سفيان ، وعليّ بن حبشي بن قوني(٥) .

١٠٢٤ ـ حميد بن سعدة :

يكنّى أبا غسّان ، روى عنه جعفر بن بشير ،ق (٦) .

وفيتعق : فيه إشارة إلى الوثاقة(٧) (٨) .

١٠٢٥ ـ حميد بن شعيب :

السبيعي الكوفي ،ق (٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٥٩ / ٢.

(٢) في المصدر : الحسين.

(٣) رجال النجاشي : ١٣٢ / ٣٣٩.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣١.

(٥) هداية المحدّثين : ٥٣.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٩٤ ، وفيه : أبا عنان ، أبا غسّان ( خ ل ).

(٧) لما ذكره النجاشي في ترجمة جعفر بن بشير : ١١٩ / ٣٠٤ : روى عن الثقات ورووا عنه.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧ ، وفيها : ابن سعيد.

(٩) رجال الشيخ : ١٨٠ / ٢٥١.

١٤٢

وزادجش : الهمداني ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وروى عن جابر ، له كتاب رواه عنه عدّة ، منهم عبد الله بن جبلة ، وله كتاب يرويه جعفر ابن محمّد بن شريح(١) .

وفيست : له كتاب ؛ رواه حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عنه(٢) .

وسند الشيخ إلى حميد سبق.

وفيتعق : رواية عدّة كتابه تشعر بالاعتماد.

وههنا كلام سبق في حذيفة بن شعيب(٣) (٤) .

أقول : فيمشكا : ابن شعيب ، عنه جعفر بن محمّد بن شريح ، وعبد الله بن جبلة ، والحسن بن محمّد بن سماعة. وهو عن جابر(٥) .

١٠٢٦ ـ حميد الصيرفي :

ق(٦) .

أقول : يأتي في الذي يليه ما فيه.

١٠٢٧ ـ حميد بن المثنّى العجلي :

الكوفي ، يكنّى أبا المغراء ، الصيرفي ، ثقة ، له أصل ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤١.

(٢) الفهرست : ٦٠ / ٢٣٩.

(٣) حيث إنّ العلاّمة في الخلاصة : ٢١٩ / ٦ وابن داود في رجاله : ٢٣٦ / ١١٠ ذكرا ما ذكره ابن الغضائري في ترجمة حميد بعنوان حذيفة بن شعيب ، واعترضهم السيّد التفريشي في النقد : ١٢١ / ١٠ بقوله : ولم أجد في كتب الرجال حتى في حرف الحاء إلاّ حميد كما نقلناه ، وكأنّه اشتبه على العلاّمةقدس‌سره ، وأخذ ابن داود عنه حيث لم يسمّ المأخذ كما هو من دأبه.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

(٥) هداية المحدّثين : ٥٣.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٩٠.

١٤٣

الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عنه ،ست (١) .

وفيصه بعد له أصل : قالجش : إنّه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان كوفيّا مولى بني عجل ، ثقة ثقة. ووثّقه أيضا محمّد بن علي بن بابويهرحمه‌الله (٢) .

وبخطّشه على المغراء : ذكر د أنّه ممدود(٣) ، وكذلك السيّد مدّه ، وفيضح اختار المقصور(٤) (٥) .

وفيجش ما ذكرهصه ، وزاد : فضالة عنه بكتابه(٦) .

والظاهر أنّ حميد الصيرفي السابق عنق (٧) هو هذا.

وفيتعق : قال جدّي : المغري : بفتح الميم وسكون الغين المعجمة بعدها راء مهملة مقصورة ، وقد تمد(٨) (٩) .

أقول : ما ذكره إنّما هو فيضح ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن المثنّى أبو المغراء الثقة ، عنه فضالة بن أيّوب ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، وعلي بن الحكم الثقة ، وعثمان بن‌

__________________

(١) الفهرست : ٦٠ / ٢٣٦.

(٢) الخلاصة : ٥٨ / ١.

(٣) رجال ابن داود : ٨٦ / ٥٣٨.

(٤) إيضاح الاشتباه : ١٣٨ / ١٥٢.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣١.

(٦) رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٠.

(٧) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٩٠.

(٨) روضة المتّقين : ١٤ / ١٠٨.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

١٤٤

عيسى كما في مشيخة الفقيه(١) (٢) .

١٠٢٨ ـ حنّان بن سدير بن حكيم :

ابن صهيب الصيرفي الكوفي ،ق (٣) .

وزادجش : أبو الفضل ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب في صفة الجنّة والنار ، إسماعيل بن مهران عنه به(٤) .

وفيظم : ابن سدير الصيرفي واقفي(٥) .

وفيست : ثقة ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٦) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. إلى آخره(٧) .

وفيصه بعد ذكر ما فيظم وست : عندي في روايته توقّف(٨) .

وفيكش : سمعت حمدويه ذكر عن أشياخه أنّ حنّان بن سدير واقفي ، أدرك أبا عبد اللهعليه‌السلام ولم يدرك أبا جعفرعليه‌السلام ، وكان يرتضي سديرا(٩) .

__________________

(١) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٦٥ ، وفيه : أبو المعزى.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٣.

(٣) لم يرد في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ وذكره القهپائي في المجمع : ٢ / ٢٤٧ نقلا عنه.

(٤) رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٨ ، وفيه : إسماعيل بن مهران بن حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٥.

(٦) الفهرست : ٦٤ / ٢٥٤.

(٧) الفهرست : ٦٣ / ٢٥٢ ، ٢٥٣.

(٨) الخلاصة : ٢١٨ / ٢.

(٩) رجال الكشّي : ٥٥٥ / ١٠٤٩ ، وفيه : وكان يرتضي به سديدا ، سديرا ( خ ل ).

١٤٥

وفيتعق : يظهر منصه في حفص بن ميمون اعتماده على روايته(١) ، فلعلّه يرجّح روايته مع توقّف ما على قياس ما مرّ في بكر بن محمّد الأزدي(٢) . ورواية ابن أبي عمير عن ابن محبوب عنه تشير أيضا إلى وثاقته ، وهو سديد الرواية وكثيرها ومقبولها.

وقوله : لم يدرك أبا جعفرعليه‌السلام . قال جدّي : فما يوجد من روايته عنهعليه‌السلام ـ كما ورد كثيرا في التهذيب(٣) ـ فهو بسقوط أبيه من قلم النسّاخ ، وذكرناها وأيّدناها بوجوده إما في الكافي(٤) أو الفقيه أو غيرهما(٥) ، فلاحظ(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن سدير الموثّق ، عنه ابن أبي عمير ، والحسن بن محبوب ، وإسماعيل بن مهران. وهو عن الصادقعليه‌السلام .

وقالكش : إنّهظم ضا (٧) (٨) .

١٠٢٩ ـ حنظلة بن زكريا بن يحيى :

ابن حنظلة التميمي القزويني ، يكنّى أبا الحسين ، خاصّي ، روى عنه‌

__________________

ولعلّ قوله هذا بمعنى أنّ حمدويه لم يرتض حنانا لكونه واقفيا ويرتضي أباه سديرا لكونه إماميا كما أشار إليه التستري في قاموس الرجال : ٤ / ٦٧.

(١) الخلاصة : ٢١٨ / ٢.

(٢) الخلاصة : ٢٦ / ٢.

(٣) التهذيب ٥ : ٥٢ / ١٥٨ ، ٦ : ١٨٤ / ٣٨٠.

(٤) الكافي ٥ : ٩٤ / ٦.

(٥) روضة المتّقين : ١٤ / ١١٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

(٧) رجال الكشّي : ٥٥ / ١٠٤٩.

(٨) هداية المحدّثين : ٥٣.

١٤٦

التلعكبري وله منه(١) إجازة ، لم(٢) .

وفيجش : لم يكن بذلك ، له كتاب الغيبة ، أبو الحسين بن تمام عنه به(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : فيه مدح وذم(٤) .

قلت : دلالة لم يكن بذلك على الذم وخاصّي على المدح لعلّها تحتاج إلى التأمّل ، وشيخيّة الإجازة تشير إلى الوثاقة(٥) .

١٠٣٠ ـ حنظلة الكاتب :

روى كتابا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ابن أبي عثمان(٦) عنه به ،ست (٧) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : وممّن فارقه ـ يعني علياعليه‌السلام ـ حنظلة الكاتب ، خرج هو وجرير بن عبد الله البجلي(٨) من الكوفة إلى قرقيسيا وقالا : لا نقيم ببلدة يعاب(٩) فيها عثمان(١٠) .

__________________

(١) منه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣٠.

(٣) رجال النجاشي : ١٤٧ / ٣٨٠.

(٤) الوجيزة : ٢٠٣ / ٦٤٠.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

(٦) في الفهرست المطبوع : محمّد بن ثوير بن أبي عثمان. وهو اشتباه.

(٧) الفهرست : ٦٥ / ٢٦٤.

نقول : نسب ابن شهرآشوب في معالمه : ٤٥ / ٣٠٠ الكتاب إلى حاتم بن حنظلة الكاتب.

(٨) في نسخة « ش » : العجلي.

(٩) في نسخة « م » : يعاتب.

(١٠) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٩٣.

١٤٧

١٠٣١ ـ حيّان :

بالياء المنقّطة تحتها نقطتين ، السرّاج ، روىكش أنّه كان كيسانيا(١) ،صه (٢) .

وفيكش أخبار كثيرة في ذلك وفي ذمّه(٣) ، وفيها الصحيح(٤) .

أقول : فيمشكا : يعرف السرّاج بذكر عبد الله بن مسكان وبريد العجلي وعبد الرحمن بن الحجاج في طبقته(٥) .

١٠٣٢ ـ حيّان بن علي العنزي :

أسند عنه ،ق (٦) .

وفيصه : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة(٧) .

وفيتعق : يأتي توثيقه عنجش في أخيه مندل(٨) ، مع ترجمة العنزي(٩) .

__________________

(١) وهي فرقة تعتقد أنّ الإمام بعد الحسينعليه‌السلام هو ابن الحنيفة ، وأنّه هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، وأنّه حيّ لا يموت. وحكي عن فرقة أخرى منهم أنّ ابن الحنيفة هو الإمام بعد أمير المؤمنينعليه‌السلام دون الحسنين. مقباس الهداية : ٢ / ٣١٧.

(٢) الخلاصة : ٢١٩ / ٥ ، وفيها بدل روى : قال.

(٣) في نسخة « م » : وذمه.

(٤) رجال الكشّي : ٣١٤ / ٥٦٨ ـ ٥٧٠.

(٥) هداية المحدّثين : ٥٤ ، وفيها : وأنّه ابن السراج.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٨٥.

(٧) الخلاصة : ٦٤ / ١٠.

(٨) يأتي عن النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣١.

(٩) يأتي ضبطه بالعين المهملة المفتوحة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والراء بعدها عن الخلاصة : ٢٦٠ / ٦ ومثله عن ابن داود : ٢٨١ / ٥١٧ بسكون العين ، وعن إيضاح الاشتباه : ٣٠٢ / ٧١٠ : العنزي بفتح العين المهملة وفتح النون.

١٤٨

وفي الوجيزة : ثقة غير إمامي(١) . ولعلّه من اشتباه النسّاخ(٢) .

أقول : الذي في نسختي منها : ثقة.

وفيمشكا : ابن علي العنزي الثقة ، عن الصادقعليه‌السلام .(٣) .

١٠٣٣ ـ حيدر بن أيّوب :

روى عنه صفوان بن يحيى(٤) .

وفي العيون في الصحيح عن علي بن الحكم عنه قال : كنّا في موضع يعرف بقبا فيه محمّد بن زيد بن علي ، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا ، فقلنا له : جعلنا فداك ما حبسك؟ قال : دعانا أبو إبراهيمعليه‌السلام اليوم سبعة عشر رجلا من ولد علي وفاطمةعليهما‌السلام ، فأشهدنا لعلي ابنه بالوصيّة والوكالة في حياته وبعد موته. إلى أن قال(٥) : قال علي بن الحكم : مات حيدر وهو شاك(٦) ،تعق (٧) .

١٠٣٤ ـ حيدر بن شعيب الطالقاني :

خاصّي(٨) ،صه (٩) .

وزادلم : نزيل بغداد ، يكنّى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنةستّ وعشرين وثلاثمائة ، ( ـ قال : وروى كتب الفضل بن شاذان عن‌

__________________

(١) الوجيزة : ٢٠٣ / ٦٤٢ ، وفيها : ثقة.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

(٣) هداية المحدّثين : ٥٤.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٧ / ١٥.

(٥) قال ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٨ / ١٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

(٨) في نسخة « ش » : خاص.

(٩) الخلاصة : ٥٨ / ٢.

١٤٩

أبي عبد الله محمّد بن نعيم الشاذاني ابن أخي الفضل ـ )(١) وله منه إجازة(٢) .

وفيجش : له كتاب ، قال حميد بن زياد : سمعت كتابه من أبي جعفر محمّد بن عبّاس بن عيسى في بني عامر(٣) .

أقول : يأتي في الذي يليه ما فيمشكا (٤) .

١٠٣٥ ـ حيدر بن محمّد بن نعيم :

السمرقندي ، عالم جليل ، يكنّى أبا أحمد ، يروي جميع مصنّفات الشيعة وأصولهم عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي وعن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن إدريس القمّي وعن أبي القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه القمّي وعن أبيه ، روى عن الكشّي عن العيّاشي جميع مصنّفاته ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(٥) .

وفيست : ابن محمّد بن نعيم السمرقندي ، جليل القدر فاضل ، من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي ، وقد روى جميع مصنّفاته وقرأها عليه(٦) ، وروى ألف كتاب من كتب الشيعة بقراءة وإجازة ، وهو يشارك محمّد بن مسعود في روايات كثيرة ويتساويان فيها ، وروى عن أبي القاسم العلوي وأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه وعن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي وعن زيد بن محمّد الحلقي ؛ وله مصنّفات ، أخبرنا جماعة من أصحابنا عن‌

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣١ ، : ابن شعيب بن عيسى الطالقاني.

(٣) رجال النجاشي : ١٤٥ / ٣٧٧.

(٤) هداية المحدّثين : ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ٨.

(٦) نقول : لا يخفى التنافي بين قوله هذا وقوله آنفا عن الرجال : روى عن الكشّي عن العياشي جميع مصنّفاته.

١٥٠

التلعكبري عنه(١) .

وفيصه : ابن نعيم بن محمّد السمرقندي ، عالم جليل القدر ثقة فاضل ، من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي ، يكنّى أبا أحمد ، يروي جميع مصنّفات الشيعة وأصولهم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة وله منه إجازة(٢) .

وقالشه : الموجود حتّى فيضح : ابن محمّد بن نعيم(٣) ، وهنا عكس الترتيب ، وهو سهو(٤) .

وفيتعق : في البلغة : ابن محمّد بن نعيم وثقه العلاّمة ، وابن نعيم بن محمّد ممدوح(٥) . وهو عجيب ، حيث جعله رجلين وجعل الأمر بالعكس ، وفي الظنّ أنّ غفلته من ملاحظة الوجيزة حيث قال : وابن محمّد بن نعيم وثقه العلاّمة ولعلّه سهو ، وابن نعيم بن محمّد ممدوح(٦) (٧) ، انتهى فتأمّل.

أقول : فيمشكا : يمكن أنّه ابن شعيب أو ابن محمّد بن نعيم الثقة برواية التلعكبري عنهما.

لكن ابن محمّد ربما يروي عن محمّد بن مسعود ، وعن أبي القاسم العلوي ، وأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ، وعن أبيه ، وعن الكشّي ، وزيد بن محمّد الحلقي ، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي ، وعن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن إدريس القمي.

__________________

(١) الفهرست : ٦٤ / ٢٥٩.

(٢) الخلاصة : ٥٧ / ١.

(٣) إيضاح الاشتباه : ١٦٦ / ٢٣٧.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣١.

(٥) بلغة المحدّثين : ٣٥٦ / ٢٧.

(٦) الوجيزة : ٢٠٤ / ٦٤٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٧.

١٥١

وابن شعيب يروي عن محمّد بن نعيم بن شاذان المعروف بالشاذاني ابن أخ الفضل ، ويروي كتب الفضل بن شاذان عن محمّد بن نعيم ذا(١) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٥٤.

١٥٢

باب الخاء‌

١٠٣٦ ـ خالد بن أبي إسماعيل :

كوفي ثقة ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب ، يرويه عدّة من أصحابنا ، صفوان ، عنه به(٢) .

وفيست : ابن أبي إسماعيل له أصل ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه به(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : لعلّ أبا إسماعيل هو بكر بن الأشعث(٤) (٥) .

أقول : سبقه الميرزا في حاشية الكتاب ، وزاد : فيكون خالد هذا خالد بن بكر الواقع في طريق بعض الروايات(٦) ، وكذا قال في حاشية النقد(٧) ، وزاد الأوّل : وقد يقيّد بالطويل(٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ٦٥ / ٧ ، وفيها : خالد بن إسماعيل.

(٢) رجال النجاشي : ١٥٠ / ٣٩٢.

(٣) الفهرست : ٦٦ / ٢٦٨.

(٤) الوجيزة : ٢٠٤ / ٦٤٩.

أقول : وذلك لما ذكره النجاشي في رجاله : ١٠٩ / ٢٧٥ من أنّ بكر بن الأشعث أبو إسماعيل.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٨.

(٦) حاشية منهج المقال النسخة الخطّيّة : ١٤٥.

(٧) حاشية نقد الرجال : ١٢٢.

(٨) قوله : وقد يقيّد بالطويل. الظاهر أنّ الطبقة لا تلائمه ، حيث إنّ خالد بن بكر ( بكير ) الطويل المذكور في سند رواية الكافي ٧ : ٦١ / ١٦ والفقيه ٤ : ١٦٩ / ٥٩١ والتهذيب ٩ : ٢٣٦ / ٩١٩ يدل على أنّه من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وأنّ والده توفّي في زمانه

١٥٣

وفيمشكا : ابن أبي إسماعيل الثقة ، عنه صفوان بن يحيى(١) .

١٠٣٧ ـ خالد بن أبي العلاء :

للصدوق طريق إليه(٢) . وحسّنه خالي(٣) ، ولعلّه لذلك. ويروي عنه ابن أبي عمير(٤) . ولعلّه ابن بكّار أو ابن طهمان(٥) ، ويأتي.

١٠٣٨ ـ خالد بن إسماعيل بن أيّوب :

المخزومي المدني ، أسند عنه ،ق (٦) .

١٠٣٩ ـ خالد بن أوفى :

أبو الربيع العنزي الشامي ، قر(٧) .

ويأتي بعنوان خليد.

١٠٤٠ ـ خالد البجلي :

فيكش : جعفر بن أحمد ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي سلمة الجمّال قال : دخل خالد البجلي على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده‌

__________________

عليه‌السلام ، أمّا بكر بن الأشعث أبو إسماعيل المذكور في رجال النجاشي والذي احتمل كونه والد خالد فقد قال عنه النجاشي : روى عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .

فكيف يمكن الجمع بينهما!

(١) هداية المحدّثين : ٥٥.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٠٠.

(٣) الوجيزة : ٣٨٢ / ١٣٤.

(٤) روى عنه في طريق الصدوق إليه.

(٥) هذا الاحتمال بناء على أنّ كلمة « ابن » الواقعة في طريق الصدوق زائدة ، إذ إنّ أبو العلاء كنية لخالد بن بكّار وخالد بن طهمان كما يأتي.

والأكثر على كونه ابن طهمان ، لوروده في كتب الخاصّة والعامّة وكذا في الروايات ، والله العالم.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٥ / ٤.

(٧) رجال الشيخ : ١٢٠ / ٥.

١٥٤

فقال : جعلت فداك إنّي أريد أن أصف لك ديني. الحديث(١) .

وهو يدلّ على إيمانه وحسن اعتقاده.

والعلاّمة حمله على ابن جرير ونقله فيه كما يأتي(٢) ، ويأتي خالد البجلي غيره أيضا(٣) ، فتأمّل ؛ نعم هو أشهر.

وفيتعق : كونه أشهر مع ورود مدحه دون غيره لعلّه يرجّح كونه إيّاه كما أخذهصه ، والظاهر من الوجيزة أيضا ذلك(٤) (٥) .

١٠٤١ ـ خالد بن بكّار :

أبو العلاء الخفّاف الكوفي ، قر(٦) .

وزادق : أسند عنه. وليس فيه : الخفّاف(٧) .

وفيتعق : في مشيخة الفقيه عند ذكر خالد بن أبي العلاء الخفّاف(٨) قال جدّيرحمه‌الله : ذكر الشيخ خالد بن بكّار أبو العلاء ، فالظاهر أنّ زيادة ابن وقعت سهوا من النسّاخ ، أو وقع السهو فيجخ ، وكان أبي مكان(٩) أبو(١٠) .

قلت : وقوع السهو في موضعين منه لا يخلو من بعد ، بل ربما كان ثلاثة كما سيجي‌ء في الكنى(١١) ، ويأتي عن المصنّف في ذكر طرق الصدوق‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٢٢ / ٧٩٦.

(٢) الخلاصة : ٦٤ / ٢.

(٣) مثل خالد بن نافع وخالد بن يزيد.

(٤) الوجيزة : ٢٠٤ / ٦٥١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٨.

(٦) رجال الشيخ : ١١٩ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ١٨٦ / ٢٣.

(٨) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٠٠.

(٩) في نسخة « ش » : مع.

(١٠) روضة المتّقين : ١٤ / ١١٠.

(١١) حيث ذكره الشيخ في رجاله ١٤١ / ٦ في باب الكنى من أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام

١٥٥

الاحتمال الأوّل فقط(١) . ومع ذلك لا أدري ما وجه حكمةرحمه‌الله بكون ما في الفقيه ابن بكّار على التعيين! إذ سيجي‌ء : خالد بن طهمان أبو العلاء الخفّاف ، نعم يحتمل اتّحادهما بأن يكون أحدهما لقبا أو نسبة إلى الجد أو غير ذلك ، ومع التعدّد فالظاهر أنّه ابن طهمان لما مرّ عن حمدويه في الحسين بن أبي العلاء(٢) ، وأنّجش أضبط(٣) ، وأنّ العامّة ذكروه كذلك(٤) .

وفي النقد لم يحكم بكون أبي العلاء كنية لابن بكار على ما هو في نسختي(٥) .

واحتمال كونه كنية لهما والوصف وصفا لهما معا لعلّه بعيد كما لا يخفى على المتأمّل.

ومرّ في ابن أبي العلاء بعض ما فيه ، ويأتي في ابن طهمان والكنى وذكر طرق الصدوق(٦) .

١٠٤٢ ـ خالد بن جرير :

بالجيم والراء قبل الياء وبعدها ، البجلي.

روىكش عن محمّد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن بن‌

__________________

قائلا : أبو العلاء الخفّاف.

(١) منهج المقال : ٤١٠.

(٢) نقل ذلك عن الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٨ : قال حمدويه : الحسين هو أزدي ، وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفّاف ، وكنية خالد أبو العلاء.

(٣) حيث ذكر خالد بن طهمان وكنّاه بأبي العلاء الخفّاف ، ولم يذكر خالد بن بكّار.

راجع رجال النجاشي : ١٥١ / ٣٩٧.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ٢١٤ / ٤٣ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٨٥ ، الكاشف ١ : ٢٠٤ / ١٣٣٩ ، ميزان الاعتدال ١ : ٦٣٢ / ٢٤٣٣ وغيرها.

(٥) نقد الرجال : ١٢٢ / ٧ ، وفيه : خالد بن بكّار أبو العلاء الخفّاف.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٨.

١٥٦

فضال عن خالد بن جرير الذي يروي عنه الحسن بن محبوب فقال : كان من بجيلة وكان صالحا.

وعن جعفر بن أحمد بن أيّوب ، عن صفوان ، عن منصور ، عن أبي سلمة الجمّال قال : دخل خالد البجلي على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده. ثمّ ذكر ما يدلّ على إيمانه ،صه (١) .

وقالشه : هذا الحديث ـ مع عدم دلالته على توثيق ولا مدح يدخل في الحسن ـ سنده مجهول مضطرب ، فإنّ الشيخ في الاختيار رواه مثل ما ذكره المصنّف وفيكش رواه عن جعفر بن أحمد عن جعفر بن بشير عن أبي سلمة الجمّال. إلى آخره(٢) ، ومثل هذا الاضطراب والجهالة بحال الراوي لا تفيد فائدة(٣) ، انتهى.

وما نقلهرحمه‌الله عن الاختيار كأنّه سهو من سبق النظر إلى غير موضعه كما اتّفق للعلاّمةرحمه‌الله (٤) ، والله العالم.

وفيجش : ابن جرير بن عبد الله البجلي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأخوه إسحاق بن جرير ، له كتاب رواه الحسن بن محبوب(٥) .

وفيق : ابن جرير كوفي ، أخو إسحاق بن جرير الكوفي(٦) .

وما فيكش في خالد بن جرير فما ذكره العلاّمة(٧) ، وما في خالد‌

__________________

(١) الخلاصة : ٦٤ / ٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٢٢ / ٧٩٦.

(٣) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٣.

(٤) حيث إنّ السند المذكور في الخلاصة ملفّق بين سندي حديثين من الكشّي ، راجع رجال الكشّي : ٤٢٠ / ٧٩٥ و ٤٢٢ / ٧٩٦.

(٥) رجال النجاشي : ١٤٩ / ٣٨٩.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٧٠ ، ولم يرد فيه : الكوفي.

(٧) رجال الكشّي : ٣٤٦ / ٦٤٢.

١٥٧

البجلي بالسند الذي سبق ، فبعد وأنا عنده هكذا : فقال : جعلت فداك إني أريد أن أصف لك ديني. إلى أن قال : فقال له : سلني ، فو الله لا تسألني عن شي‌ء إلاّ حدّثتك به على حدّه لا أكتمه(١) . إلى أن قال بعد ذكر التوحيد والنبوة والأئمّةعليهم‌السلام : وأشهد أنّك أورثك الله ذلك كلّه ، فقالعليه‌السلام : حسبك ، اسكت الآن فقد قلت حقّا ، الحديث(٢) .

وفيتعق على قولشه : ولا مدح. إلى آخره : لعلّ قولهعليه‌السلام : سلني فو الله لا تسألني. إلى آخره يستفاد منه مدح لعلّهم يدخلون بأمثاله في الحسن ، مع أنّهرحمه‌الله لعلّه أورده مؤيّدا لكلام علي ابن الحسن بن فضّال الذي يقبلونه سيما(٣) في ثبوت الحسن ، فظهر الجواب عن جهالة السند والاضطراب ، مضافا إلى ما أشير إليه في الفوائد ، فلاحظ(٤) .

أقول : قول الميرزارحمه‌الله : كأنّه سهو من سبق النظر إلى غير موضعه كما اتفق للعلاّمةرحمه‌الله ، لا يخفى أنّه ليس في الاختيار قبل هذه الترجمة أو بعدها نحو هذا السند حتّى يسبق النظر إليه(٥) ، ولعلّ في نسخة الاختيار والتي كانت عندشه رحمه‌الله كان السند كما ذكر ، لكن في نسختي من الاختيار كما فيكش من غير توسّط صفوان ومنصور ، فلاحظ.

وأمّا ما فيصه فمنشؤه ملاحظة العلاّمةرحمه‌الله طس كما في كثير من المواضع من غير مراجعة الكشي أو الاختيار(٦) ، فإن في طس كما في صه‌

__________________

(١) في المصدر : لا أكتمك.

(٢) رجال الكشّي : ٤٢٢ / ٧٩٦.

(٣) سيما ، لم ترد في نسخة « م ».

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٩.

(٥) ذكرنا قبل قليل أنّ السند ملفّق من سندي حديثين : ٧٩٥ و ٧٩٦.

(٦) في نسخة « ش » : والاختيار.

١٥٨

من غير تفاوت إلاّ أنّ بدل ثمّ ذكر ما يدلّ على إيمانه : وذكر متنا يشهد بإيمانه(١) ، فلاحظ.

هذا ، وفي نكت الإرشاد في كتاب البيع بعد ذكر رواية عن الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي هكذا : وقد قالكش : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عن الحسن بن محبوب.

قلت : في هذا توثيق مّا لأبي الربيع الشامي واسمه خليد بن أوفى ، ولم ينصّ الأصحاب على توثيقه فيما علمت ، غير أنّ الشيخ ذكره في كتابيه(٢) وبعض المتأخرين أثبته في المعوّل على روايته(٣) ، انتهى.

قلت : فيه على ذلك توثيق مّا لخالد بن جرير أيضا ، بل لعلّه أولى به من أبي الربيع. ورواية ابن محبوب عنه تشير إلى ذلك.

وفي الوجيزة : ابن جرير البجلي ممدوح(٤) .

وفيمشكا : ابن جرير ، عنه الحسن بن محبوب(٥) .

١٠٤٣ ـ خالد الجوان :

في ترجمة المفضّل بن عمر أنّه من أهل الارتفاع(٦) ، وأشرنا إلى حاله في الفوائد(٧) وكثير من التراجم ، ولاحظ ترجمة خالد الجوار والخواتيمي وابن نجيح ،تعق (٨) .

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ١٨٣ / ١٤٤.

(٢) رجال الشيخ : ١٢٠ / ٥ ، الفهرست ١٨٦ / ٨٣٧ ، وكذا ذكره النجاشي في رجاله : ١٥٣ / ٤٠٣ ، وفي باب الكنى : ٤٥٥ / ١٢٣٣.

(٣) غاية المراد ونكت الإرشاد : ٨٧.

(٤) الوجيزة : ٢٠٤ / ٦٥١.

(٥) هداية المحدّثين : ٥٥.

(٦) رجال الكشّي : ٣٢٨ / ٥٩١.

(٧) راجع الفائدة الثانية من فوائد التعليقة.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٩.

١٥٩

١٠٤٤ ـ خالد الجواز :

كما فيكش (١) وجخ (٢) ، وفي بعض نسخصه : حوار(٣) ، وفي غيرها : جوان. الظاهر أنّه ابن نجيح كما ورد فيكش في ترجمة المفضّل(٤) .

١٠٤٥ ـ خالد بن حمّاد القلانسي :

الكوفي ،ق ،م ،جش ، مولى ثقة ، د(٥) .

والصواب : ابن ماد(٦) ، وابن حمّاد لا ذكر له أصلا.

١٠٤٦ ـ خالد الحوار :

روىكش عن حمدويه قال : حدّثني الحسن بن موسى كان نشيط وخالد يخدمان أبا الحسنعليه‌السلام ، قال : فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم عن نشيط عن خالد الحوار قال : لمّا اختلف في أمر أبي الحسنعليه‌السلام قلت لخالد : أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس ، فقال لي خالد : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم. وهذا الحديث لا يدلّ صريحا على عقيدة الرجلين لكنّه يؤنس بحال خالد ،صه (٧) .

وبخطّشه : في د : خالد بن نجيح الجوان ـ بالجيم والنون ـ بيّاع‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٥٢ / ٨٥٥.

(٢) رجال الشيخ : ١٨٦ / ٧.

(٣) الخلاصة : ٦٥ / ٤.

(٤) رجال الكشّي : ٣٢٨ / ٥٩٤.

(٥) رجال ابن داود : ٨٧ / ٥٤٧.

(٦) كما يأتي عن رجال الشيخ : ١٨٩ / ٧٢ والنجاشي : ١٤٩ / ٣٨٨.

أقول : بل ذكره ابن داود أيضا : ٨٧ / ٥٥٦.

(٧) الخلاصة : ٦٥ / ٤.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

حقير و خطرك يسير ، آه من قلة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق . فقال له معاوية : زدني شيئا من كلامه .

إلى أن قال : قال كيف حزنك عليه ؟ قال : حزن من ذبح ولدها على صدرها ، فما ترقأ عبرتها و لا يسكن حزنها ١ و رواه المصنف في ( خصائصه ) و في روايته فان تبسم فعن غير أشر و لا اختيال ، و إن نطق فعن الحكمة و فصل الخطاب ، يعظّم أهل الدين و يحبّ المساكين و لا يطمع الغني في باطله و لا يؤيس الضعيف من حقّه إلى أن قال فوكت دموع معاوية ما يملكها و يقول : هكذا كان علي ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزني عليه و اللّه حزن من ذبح واحدها في حجرها فلا ترقي دمعتها و لا تسكن حرارتها ٢ .

و رواه ابن بابويه في ( أماليه ) مسندا عن الأصبغ قال : دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية فقال : صف لي عليّا قال : أو تعفيني ؟ قال : لا ، بل صفه لي ، فقال ضرار : كان و اللّه فينا كأحدنا ، يبدأ بنا إذا أتيناه و يجيبنا إذا سألناه و يقرّبنا إذا زرناه ، لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب ، و نحن و اللّه مع تقريبه لنا و قربه منّا لا نكلّمه لهيبته و لا نبتدؤه لعظمته ، فاذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم .

فقال معاوية : زدني في صفته ، فقال ضرار : كان و اللّه طويل السهاد ،

قليل الرقاد ، يتلو كتاب اللّه آناء الليل و أطراف النهار ، يجود اللّه بمهجته و يبوء إليه بعبرته ، لا تغلق له الستور و لا يدخر عنّا البدور ، و لا يستلين الإتكاء و لا يستخشن الجفاء ، و لو رأيته إذ مثل في محرابه ، و قد أرخى الليل سدوله ،

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب ٢ : ٤٢١ .

( ٢ ) خصائص الائمة : ٤٠ .

٤٠١

و غارت نجومه و هو قابض على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و هو يقول : يا دنيا أبي تعرضت أم إليّ تشوّقت إلى أن قال : فبكى معاوية و قال : حسبك يا ضرار ، كذلك و اللّه كان علي ، رحم اللّه أبا الحسن ١ و روى ( الاستيعاب ) عن حاله عليه السلام عن الحرمازي قال : قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا . قال : اعفني ، قال : لتصفنّه قال : أما إذ لا بدّ من وصفه فكان و اللّه بعيد المدى شديد القوى ، يقول فصلا و يحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه و تنطق الحكمه من نواحيه ، و يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل و وحشته ، و كان غزير العبرة طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن ، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه و ينبئنا إذا استنبأناه و نحن و اللّه مع تقريبه إيّانا و قربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبة له ، يعظّم أهل الدين و يقرّب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله ، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدلته و غارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول : يا دنيا غرّي غيري ، ألي تعرضت أم أليّ تشوّقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير و خطرك حقير ، آه ، من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق ، فبكي معاوية و قال : رحم اللّه أبا الحسن ، كان و اللّه كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها و هو في حجرها ٢ و قال ابن أبي الحديد : رواه الرياشي و نقلته من كتاب عبد اللّه بن إسماعيل الحلبي في التذييل على النهج ، قال : دخل ضرار على معاوية و كان

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أمالي الصدوق : ٤٩٩ ح ٢ ، المجلس ٩١ .

( ٢ ) الاستيعاب ٣ : ٤٣ .

٤٠٢

من صحابة علي عليه السلام فقال له معاوية : صف لي عليا قال : أو تعفيني ؟ قال : لا ،

قال : ما أصف به ، كان و اللّه شديد القوى بعيد المدى ، يتفجّر العلم من أنحائه و الحكمة من أرجائه ، حسن المعاشرة سهل المباشرة ، سهل المباشرة ، خشن المأكل قصير الملبس ، غزير العبرة طويل الفكرة ، يقلّب كفّه و يخاطب نفسه ، و كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألنا و يبتدينا إذا سكتنا ، و نحن مع تقريبه لنا أشدّ ما يكون صاحب لصاحب هيبة ، لا نبتديه الكلام لعظمته الخ . ثمّ نقله عن ( الاستيعاب ) ١ .

و أقول : في تلك الروايات « فوكت دموع معاوية ما يملكها ، و قال هكذا و اللّه كان أبو الحسن » أثّرت حقيقة أمير المؤمنين عليه السلام في معاوية ، مع أنّه لعمري كان ممّن قال تعالى فيهم : و لو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة و كلّمهم الموتى و حشرنا عليهم كلّ شي‏ء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ٢ .

و أما قوله له « كيف حزنك عليه » الخ فمثله أبو الطفيل ، ففي ( المروج ) :

قال له معاوية : كيف وجدك على خليلك أبي الحسن ؟ قال : كوجد أم موسى على موسى و أشكو إلى اللّه التقصير ٣ .

و قول المصنف : « و من خبر ضرار بن حمزة » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « بن ضمرة » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ٤ .

« الضبائي » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « الضيابي » كما في ( ابن أبي الحديد ) و غيره ، و لكن ( الاستيعاب ) جعله « الصدائي » كما وجدت و إن نقل ابن أبي الحديد أيضا عنه « الضبابي » ، و قد عرفت أن ( الأمالي ) قال « النهشلي »

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٥ .

( ٢ ) الانعام : ١١١ .

( ٣ ) مروج الذهب ٣ : ١٦ .

( ٤ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٤ ، لكن في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ ، مثل المصرية .

٤٠٣

و الحقيقة غير معلومة ١ ، و نهشل من تميم و صداء من مذحج و ضباب عدة قبائل بعضها بالفتح و بعضها بالكسر .

و أما قول ثم « الضباب بطن من فهر بن مالك بن النضر بن كنانه » ٢ الدال على أن هذا من ضباب قريش فبلا شاهد ، مع أن قوله « بطن من فهر » كالتعريف بالجنس البعيد ، و إنّما الصواب : أن يقال بطن من عامر بن لؤي لو قال دليل على كونه من قريش .

« عند دخوله على معاوية و مسألته له عن أمير المؤمنين عليه السلام » بوصفه له « و قال » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( قال ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٣ .

« فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى » أي : أرسل « الليل سدوله » أي : أستاره ، و إرخاء الليل سدوله كناية عن شدّة ظلامه .

« و هو قائم في محرابه » عن إبانة العكبري قالت ام سليمان بن المغيرة :

سألت أم سعيد سرية علي عليه السلام عن صلاته في شهر رمضان فقالت : رمضان و شوال سواء ، كان يحيى الليل كلّه ٤ .

و في ( أمالي ابن بابويه ) عن أنس سمعه رجل أنّه قال : نزل قوله تعالى :

أمن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربّه ٥ في علي عليه السلام . قال : فأتيته عليه السلام لأنظر إلى عبادته ، فأشهد باللّه لقد رأتيته وقت

ــــــــــــــــــ

( ١ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٤ ، و الاستيعاب ٣ : ٤٤ ، و الأمالي : ٤٩٩ ، و لفظ نهج البلاغة ٤ : ١٦ ، أيضا « الضبابي » و لفظ شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ ، « الضبائي » .

( ٢ ) في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ ، « الضباء » .

( ٣ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٤ ، لكن توجد الواو في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ .

( ٤ ) مناقب السروي ٢ : ١٢٣ .

( ٥ ) الزمر : ٩ .

٤٠٤

المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب ، فلما فرغ جلس في التعقيب إلى أن قام إلى العشاء ، فلما فرغ دخل منزله ، فدخلت معه فوجدته طول الليل يصلي و يقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر ، ثم جدّد وضوءه و خرج إلى المسجد و صلّى بالناس صلاة الفجر ، ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ، ثمّ قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان فاذا فرغا قاما و اختصم آخران ، إلى أن قام ،

فجدّد لصلاة الظهر وضوءه ثم صلّى بأصحابه الظهر ، ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر ، ثم أتاه النّاس فجعل يقوم رجلان و يقعد آخران يقضي بينهم و يفتيهم إلى أن غابت الشمس ، فخرجت و أنا أقول : أشهد باللّه لقد نزلت هذه الآية فيه ١ .

« قابض على لحيته يتململ » أي : ما يستقر كأنه على ملة ، أي : حفرة أوقدت فيها النار ، « تململ السليم » أي : من لدغته حيّة ، قالوا له السليم تفؤلا له بالسلامة « و يبكي بكاء الحزين » .

روى ( أمالي ابن بابويه ) مسندا عن عروة بن الزبير قال : كنّا جلوسا في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله فتذاكرنا أعمال أهل بدر و بيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء :

أ لا أخبركم بأقل القوم مالا و اكثرهم ورعا و أشدّهم اجتهادا في العبادة فقالوا :

قل ، قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ، فما كان في المجلس أحد إلاّ أعرض عنه بوجهه ، ثم انتدب له رجل من الأنصار فقال له : يا عويمر لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها فقال : إنّي قائل ما رأيت و ليقل كلّ قوم منكم ما رأوا ، شهدت عليا عليه السلام بشويحاط بني النجار و قد اعتزل عن مواليه و اختفى مما يليه و استتر بمغيلات النخل ، فافتقدته فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين و نغمة شجي و هو يقول : « إلهي كم من موبقة حلمت عنّي في مقابلتها

ــــــــــــــــــ

( ١ ) رواه عن أمالي الصدوق المجلسي في البحار ٤١ : ١٣ ح ٣ .

٤٠٥

بنعمتك ؟ و كم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ؟ الهي ، إن طال في عصيانك عمري و عظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمّل غير غفرانك و لا أنا براج غير رضوانك » .

ثم فزع إلى الدعاء و البّث و الشكوى ، فكان مما ناجى اللّه به أن قال « إلهي أفكّر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليّتي آه ان قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها و أنت محصيها فتقول خذوه ،

فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته و لا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنّداء ، آه من نار تنضج الأكباد و الكلى ، آه من نار نزّاعة للشّوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى » .

ثم أنعم في البكاء فلم أسمع له حسّا ، فقلت : غلبه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر ، فأتيته فاذا هو كالخشبة الملقاة فحرّكته فلم يتحرك ،

فقلت : ( إنا للّه و إنّا إليه راجعون ) مات و اللّه علي فأتيت منزله مبادرا أنعاه ،

فقالت فاطمة عليها السلام : ما كان من شأنه فأخبرتها فقالت : هي و اللّه يا أبا الدرداء الغشية الّتي تأخذه من خشية اللّه الخبر ١ . و لابن فارض فيه عليه السلام :

هو البّكاء في المحراب ليلا

هو الضحّاك إذا اشتدّ الضّراب

« و يقول يا دنيا يا دنيا إليك » أي : أمسك « عنّي أ بي تعرضت ام إلّي تشوّقت لا حان حينك » أي : لا صار ذاك الوقت . قالت بثينة :

و إن سلوي عن جميل لساعة

من الدهر ما حانت و لا حان حينها

في ( المناقب ) : يروي أنّه عليه السلام كان في بعض حيطان فدك و في يده مسحاة ، فهجمت عليه أمرأة من أجمل النساء فقالت : يا ابن أبي طالب إن تزوّجتني أغنيك عن هذه المسحاة ، و أدلّك على خزائن الأرض ، و يكون لك

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أمالي الصدوق : ٧٢ ح ٩ ، المجلس ١٨ ، و النقل بتصرف يسير .

٤٠٦

الملك ما بقيت ، قال لها : فمن أنت ؟ قالت : أنا الدّنيا فقال عليه السلام : ارجعي فاطلبي زوجا غيري فلست من شأني ، و أقبل على مسحاته و أنشأ :

لقد خاب من غرّته دنيا دنيّة

و ما هي إن غرّت قرونا بباطل

أتتنا على ذي العروس بثينة

و زينتها في تلك الشمائل

فقلت لها : غرّي سواى فانّني

عزوف عن الدنيا و لست بجاهل

و ما أنا و الدّنيا و أنّ محمدا

رهين بقفر بين تلك الجنادل

وهبنا أتتنا بالكنوز و درّها

و أموال قارون و ملك القبائل

أليس جميعا للفناء مصيرها

و يطلب من خزّانها بالطوائل

فغرّي سواي إنّني غير راغب

لما فيك من عزّ و ملك و نائل

و قد قنعت نفسي بما قد رزقته

فشأنك يا دنيا و أهل الغوائل

فإنّي أخاف اللّه يوم لقائه

و أخشى عذابا دائما غير زائل ١

« هيهات غرّي غيري » عن أبي الأسود الدؤلي و قد نقله ابن أبي الحديد في موضع آخر قال : لما ظهر علي عليه السلام يوم الجمل دخل بيت المال بالبصرة في ناس من المهاجرين و الأنصار و أنا معهم ، فلما رأى كثرة ما فيه قال « غرّي غيري » مرارا ثم نظر إلى المال و صعّد فيه بصره و صوّب فقال : إقسموه بين أصحابي خمسمائة ، فقسّم بينهم ، فلا و الّذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ ما نقص درهما و لا زاد درهما ، كأنه كان يعرف مبلغه ، و مقداره كان ستة آلاف درهم و الناس اثنا عشر ألفا .

و عن حبة العرني : قسّم علي عليه السلام بيت مال البصرة على أصحابه خمسمائة خمسمائة و اخذ خمسمائة درهم كواحد منهم ، فجاءه إنسان لم يحضر الوقعة فقال له عليه السلام : كنت شاهدا معك بقلبي و ان غاب عنك جسمي

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مناقب السروي ٢ : ١٠٢ .

٤٠٧

فأعطني من الفي‏ء شيئا ، فدفع إليه الّذي أخذه لنفسه و هو خمسمائة و لم يصب من الفي‏ء شيئا ١ .

و في ( غارات الثقفي ) و في ( المناقب ) : و أتي عليه السلام بمال فكوّم كومة من ذهب و كومة من فضة و قال : يا صفراء اصفري يا بيضاء ابيضّي و غرّي غيري

هذا جناي و خياره فيه

إذ كلّ جان يده إلى فيه ٢

هذا ، و في قصة يوذاسف و بلوهر الّتي رواها ( الإكمال ) : أنّ رجلا كان في قوم ، فركبوا سفينة ، فساروا في البحر ليالي و أياما ، ثم انكسرت سفينتهم بقرب جزيرة فيها الغيلان ، فغرقوا سواه و ألقاه البحر إلى الجزيرة ، و كانت الغيلان يشرفن من الجزيرة إلى البحر ، فأتى غولا فهواها و نكحها حتى إذا كان مع الصبح قتلته ، و قسّمت أعضاءه بين صواحبها ، و اتّفق مثل ذلك لرجل آخر فأخذته ابنة ملك الغيلان فانطلقت به فبات معها ينكحها و قد علم الرجل ما لقي من كانه قبله فلم ينام حذرا ، حتى إذا كان مع الصبح نامت الغول فانسلّ الرجل حتى أتى الساحل ، فاذا هو بسفينة فنادى أهلها و استغاث بهم فحملوه حتى أتوا به أهله ، فأصبحت الغيلان فأتوا الغولة الّتي باتت معه فقالوا لها : أين الرجل الّذي بات معك ؟ قالت : إنّه قد فرّ منّي فكذبوها و قالوا : أكلتيه و استأثرت به علينا فلنقتلنّك إن لم تأتنابه ، فمرّت في الماء حتى أتته في منزله و رحله ، فدخلت عليه و جلست عنده و قالت له : ما لقيت في سفرك هذا ؟ قال :

لقيت بلاء خلّصني اللّه منه و قّص عليها ذلك فقالت : و قد تخلّصت ؟ قال : نعم فقالت : أنا الغول و جئت لأخذك فقال لها : أنشدك اللّه أن لا تهلكيني فانّي أدلّك

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٤٩ و ٢٥٠ .

( ٢ ) الغارات ١ : ٥٧ ، و مناقب السروي ٢ : ٩٥ و اللفظ اللسروي .

٤٠٨
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

على مكان رجل ، قالت : فإنّي أرحمك ، فانطلقا حتى إذا دخلا على الملك قالت :

إسمع منّا أصلح اللّه الملك ، إنّي تزوّجت بهذا الرجل و هو من أحبّ الناس إليّ ، ثم إنّه كرهني و كره صحبتي ، فانظر في أمرنا ، فلمّا رآها الملك أعجبه جمالها فخلا بالرجل فسارّه و قال له : إنّي أحببت أن تتركها فأتزوّجها . قال : نعم ، ما تصلح إلاّ للملك . فتزوّج بها ، و بات معها حتى إذا كانت مع السحر ذبحته و قطعت أعضاءه و حملته إلى صواحبها ١ .

و في ( المناقب ) : و سأله عليه السلام أعرابي شيئا فأمر له بألف ، فقال الوكيل :

من ذهب أو فضة ؟ فقال عليه السلام كلاهما عندي حجران فأعط الأعرابي أنفعهما له ٢ .

و في ( جمل المفيد ) : لما خرج عثمان بن حنيف من البصرة و عاد طلحة و الزبير إلى بيت المال فتأمّلا إلى ما فيه من الذهب و الفضة ، قالوا : هذه الغنائم الّتي وعدنا اللّه بها و أخبرنا أنّه يعجّلها لنا . قال أبو الأسود : سمعت هذا منهما ،

و رأيت عليا عليه السلام بعد ذلك و قد دخله ( أي : بيت المال ) فلما رأى ما فيه قال : يا صفراء يا بيضاء غرّي غيري ، المال يعسوب الظلمة ، و أنا يعسوب المؤمنين ،

فلا و اللّه ما التفت إلى ما فيه ٣ .

« لا حاجة لي فيك قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها » قال تعالى : الطلاق مرَّتان إلى أن قال فان طلّقها فلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ٤ الآية . و لقد أجاد العطار النيسابوري بالفارسية في وصفه عليه السلام :

ــــــــــــــــــ

( ١ ) نقل القصة بطولها الصدوق في كمال الدين ٢ : ٥٧٧ ، و هو من اساطير الهند و قد اشار إليها ابن النديم في الفهرست : ٣٦٤ .

( ٢ ) مناقب السروي ٢ : ١١٨ .

( ٣ ) الجمل : ١٥٤ .

( ٤ ) البقرة : ٢٢٩ و ٢٣٠ .

٤٠٩

چنان مطلق شد اندر فقر وفاقه

كه زر و نقره بودش سه طلاقه

اگر علمش بدى بحر مصور

در او يك قطره بودى بحر اخضر

چه در سر عطا اخلاص او را است

سه نان هفده آيه خاص او راست

گرفته اين جهان وصف سنانش

گذشته زان جهان وصف سه نانش

و في ( العقد الفريد ) : كان علي عليه السلام يقسّم بيت المال في كلّ جمعة حتى لا يبقي منه شيئا ، ثم يرش له ، و يقيل فيه ، و يتمثل بهذا البيت :

هذا جناي و خياره فيه

إذ كلّ جان يده إلى فيه ١

هذا ، و قال المعرّي مخاطبا الدنيا :

يا امّ دفر نحاك اللّه والدة

فيك الخناء و فيك البؤس و السرف

لو أنّك العرس أوقعت الطلاق بها

لكنّك الأم مالي عنك منصرف

و قال بعضهم :

طلق اللهو فؤادي ثلاثا

لا ارتجاع لي بعد الثلاث

و قالوا : كان المعدل و أويس يطلقان ثمّ يرجعان ، فطلق رجل آخر امرأته و كانت من بني غلاب فقال :

لقد طلقت اخت بني غلاب

طلاقا ما أظنّ له ارتدادا

و لم أك كالمعدل أو أويس

إذا ما طلقّا ندما فعادا

و قال أحمد بن إسحاق بن بهلول في ابن الفرات ، و قد كان صار وزيرا ثلاث مرات :

قل لهذا الوزير قول محقّ

بثّه النّصح أيّما إبثاث

قد تقلّدتها ثلاثا ثلاثا

و طلاق البتات عند الثلاث

و كان الأمر كما قاله فقتل ابن الفرات في وزارته الثالثة في محبسه .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) العقد الفريد ٥ : ٥٩ ، و فيه « يفرش له » .

٤١٠

« فعيشك قصير » فقالوا : الدّنيا أشبه شي‏ء بظلّ الغمام و حلم النّيام .

و في السير : أنّ عبد الملك لمّا قتل مصعبا و ملك العراق و دخل الكوفة ،

صنع عمرو بن حريث له طعاما كثيرا و أمر به إلى الخورنق و أذن إذنا عامّا ،

فدخل الناس و أخذوا مجالسهم ، و أجلس عبد الملك ، عمرو بن حريث معه على سريره ، ثم جاءت الموائد فأكلوا ، فقال عبد الملك : ما ألّذ عيشنا لو دام ، و لكنّا كما قال الأول :

و كلّ جديد يا أميم إلى بلى

و كلّ أمري‏ء يوما يصير إلى كان

فلمّا فرغوا من الطعام طاف عبد الملك في القصر ، و عمرو بن حريث معه ، و هو يسأله لمن هذا البيت و من بنى هذا البيت ، و عمرو يخبره ، فقال عبد الملك :

إعمل على مهل فانّك ميّت

و اكدح لنفسك أيّها الإنسان

فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى

و كأنّ ما هو كائن قد كان

« و خطرك » أي : قدرك و منزلتك « يسير » ، في الخبر لو كانت الدنيا تعدل عند اللّه تعالى جناح بعوضة ما سقي كافرا منها شربة ماء ١ .

« و أملك حقير » قالوا : المرء في دنياه بين أماني ممدودة و عواري مردودة .

و قال تعالى : زُيّنَ للنّاسِ حبُّ الشهواتِ من النساءِ و البنينَ و القناطيرِ المقنطرةِ من الذّهبِ و الفضةِ و الخيل المسوَّمة و الأنعامِ و الحرثِ ذَلكَ مَتاعُ الحياةِ الدنيا و اللَّهُ عندَهُ حُسْنُ المآبِ . قل أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيرٍ من ذلِكُمْ لِلَّذين اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهم جنّات تَجْرِي من تحتها الأنهار خالِدين فيها و أزواج مطهّرة و رضوان من اللَّه ، و اللَّه بصير بالعباد . الذين يقولون ربنا إنَّنا آمنّا فاغفر لنا

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أخرجه الترمذي في سننه ٤ : ٥٦٠ ح ٢٣٢٠ .

٤١١

ذنوبنا و قنا عذاب النّار . الصّابرين و الصّادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار ١ .

« آه » في ( القاموس ) : بكسر الهاء بدون التنوين ، و معه تقال عند الشكاية أو التوجّع ٢ « من قلة الزاد » أي : زاد الآخرة و هي التقوى .

هذا ، و في ( القاموس ) : ازواد الركب مسافر بن أبي عمرو و زمعة بن الأسود و أبو امية بن المغيرة ، لأنه لم يكن يتزود معهم احد في سفر يطعمونه و يكفونه الزاد ، و زاد الركب فرس أعطاه سليمان عليه السلام للأزد لمّا وفدوا عليه ٣ .

« و طول الطريق » في البرزخ « و بعد السفر » في المحشر « و عظيم المورد » النّار . قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون ٤ ، يوماً يجعل الولدان شيباً ٥ ، و إن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتماً مقضيّاً . ثم ننجّي الذين اتّقوا و نذر الظالمين فيها جِثيّاً ٦ .

٨

الحكمة ( ١٠٤ ) وَ عَنْ ؟ نَوْفٍ اَلْبَكَّالِيِّ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ع ؟ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِهِ فَنَظَرَ فِي اَلنُّجُومِ فَقَالَ لِي يَا ؟ نَوْفُ ؟ أَ رَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ قُلْتُ بَلْ رَامِقٌ قَالَ يَا ؟ نَوْفُ ؟ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي اَلدُّنْيَا اَلرَّاغِبِينَ فِي اَلْآخِرَةِ أُولَئِكَ قَوْمٌ اِتَّخَذُوا اَلْأَرْضَ

ــــــــــــــــــ

( ١ ) آل عمران : ١٤ ١٧ .

( ٢ ) القاموس المحيط ٤ : ٢٨٠ ، مادة ( اوه ) .

( ٣ ) القاموس المحيط ١ : ٢٩٨ ، مادة ( زود ) .

( ٤ ) يس : ٥٢ .

( ٥ ) المزمل : ١٧ .

( ٦ ) مريم : ٧١ و ٧٢ .

٤١٢

بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ ؟ اَلْقُرْآنَ ؟ شِعَاراً وَ اَلدُّعَاءَ دِثَاراً ثُمَّ قَرَضُوا اَلدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ ؟ اَلْمَسِيحِ ؟ يَا ؟ نَوْفُ ؟ إِنَّ ؟ دَاوُدَ ع ؟ قَامَ فِي مِثْلِ هَذِهِ اَلسَّاعَةِ مِنَ اَللَّيْلِ فَقَالَ إِنَّهَا سَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اُسْتُجِيبَ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً أَوْ عَرِيفاً أَوْ شُرْطِيّاً أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وَ هِيَ اَلطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ هِيَ اَلطَّبْلُ وَ قَدْ قِيلَ أَيْضاً إِنَّ اَلْعَرْطَبَةَ اَلطَّبْلُ وَ اَلْكُوبَةَ اَلطُّنْبُورُ أقول : رواه المسعودي في ( مروجه ) و الكراجكي في ( كنزه ) و الصدوق في ( خصاله ) و المفيد في ( أماليه ) .

أما الأول فقال : كان محمد بن علي الربعي ممّن يكثر ملازمة المهتدي ،

فقال محمد : قال لي المهتدي ذات ليلة أتعرف خبر نوف الّذي حكاه عن علي عليه السلام حين كان يبايته ؟ قلت : نعم ، ذكر نوف قال : رأيت عليا عليه السلام ليلة قد اكثر الخروج و الدخول و النظر إلى السماء ثمّ قال لي : يا نوف : أ نائم أنت ؟ قلت :

بل رامق ، أرمق بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين ، فقال لي : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، اولئك قوم اتخذوا ارض اللّه بساطا و ترابها ثيابا و ماءها طيبا و الكتاب شعارا و الدعاء دثارا ، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم عليه السلام . يا نوف ان اللّه تعالى أوحى إلى عبده عيسى عليه السلام أن قل لبني إسرائيل ألاّ يدخلوا إليّ إلاّ بقلوب وجلة و أبصار خاشعة و أكفّ نقيّة ، و أعلمهم أنّي لا أجيب لأحد منهم دعوة ، و لأحد من خلقي قبلهم مظلمة . قال الربعي : فو اللّه لقد كتب المهتدي هذا الخبر بخطّه و قد كنت أسمعه في جوف الليل ، و قد خلا بربّه في بيت كان لخلوته و هو يبكي و يقول : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ، و يمرّ في الخبر

٤١٣

إلى آخره . إلى أن كان من أمره ما كان مع الأتراك و قتلهم إيّاه ١ .

و أما الثاني : فروي مسندا عن الباقر عن آبائه عليهم السلام أنّ عليّا عليه السلام قال لمولاه نوف الشبامي و هو معه في السطح يا نوف أراقد أم نبهان ؟ قال :

نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين قال : هل تدري من شيعتي ؟ قال : لا و اللّه قال :

شيعتي الذّبّل الشفاه الخمص البطون الّذين تعرف الرهبانية و الربّانية في وجوههم ، رهبان بالليل أسد بالنّهار ، الّذين إذا جنّهم الليل اتزروا على أوساطهم و ارتدوا على أطرافهم و صفّوا أقدامهم و افرشوا جباههم ، تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى اللّه في فكاك رقابهم ، و أمّا النّهار فحلماء ،

علماء ، كرام نجباء ، أبرار أتقياء ، يا نوف ، شيعتي الّذين اتخذوا الأرض بساطا و الماء طيبا و القرآن شعارا ، إن شهدوا لم يعرفوا ، و ان غابوا لم يفتقدوا ،

شيعتي من لم يهرّ هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب ، و لم يسأل الناس و لو مات جوعا ، ان رأى مؤمنا أكرمه و إن رأى فاسقا هجره ، هؤلاء و اللّه يا نوف شيعتي شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة و حوائجهم خفيفة ، و أنفسهم عفيفة ، اختلفت بهم الأبدان و لم تختلف قلوبهم . قلت : جعلني اللّه فداك أين أطلب هؤلاء ؟ قال : في أطراف الأرض ٢ .

و اما الثالث : فروي مسندا عن نوف قال : بتّ ليلة عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان يصلّي الليل كلّه و يخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن ، فمرّ بي بعد هدوّ من الليل ، فقال : يا نوف أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق أرمقك ببصري ، قال : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة ، اولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا و ترابها فراشا ،

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب ٤ : ١٠٦ ١٠٧ .

( ٢ ) كنز الفوائد : ٣٠ .

٤١٤

و ماءها طيبا ، و القرآن دثارا و الدعاء شعارا ، قرضوا من الدنيا تقريضا على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام ، إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى عيسى قل للملأ من بني اسرائيل لا يدخلوا بيوتا من بيوتي ، إلاّ بقلوب طاهرة و أبصار خاشعة و أكفّ نقيّة ، و قل لهم : إنّي غير مستجيب لأحد منكم دعوة و لأحد من خلقي قبله مظلمة ، يا نوف إيّاك أن تكون عشّارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة و هي الطنبور أو صاحب كوبة و هي الطبل فإنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال : إنّها الساعة لا تردّ فيها دعوة إلاّ دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر او شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة ١ .

و أمّا الرابع : فرواه مثل الثالث لكن فيه « و ترابه وسادا » و فيه « يقرضون الدنيا قرضا على منهاج المسيح عليه السلام » و فيه « إنّ اللّه تعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام يا عيسى عليك بالمنهاج الأول تلحق ملاحق المرسلين ، قل لقومك يا أخا المنذرين : ألاّ يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة و أيد نقيّة و أبصار خاشعة ، فانّي لا أسمع من داع دعاني و لأحد من عبادي عنده مظلمة و لا أستجيب له دعوة و لي قبله حقّ لم يرّده إليّ ، فان استطعت يا نوف أن لا تكون عريفا و لا شاعرا و لا صاحب كوبة و لا صاحب عرطبة فافعل ، فانّ داود عليه السلام رسول ربّ العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ، ثمّ قال : و اللّه رب داود إنّ هذه الساعة ، لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها خيرا إلاّ أعطاه إيّاه إلاّ أن يكون عريفا أو شاعرا أو صاحب كوبة أو صاحب عرطبة » ٢ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الخصال ١ : ٣٣٧ ح ٤٠ .

( ٢ ) أمالي المفيد : ١٣٣ ، المجلس ١٦ .

٤١٥

قول المصنف : « و عن نوف البكالي » هكذا في ( المصرية و ابن ميثم ) و لكن في ( ابن أبي الحديد ) « و عن نوف البكائي ، و قيل : البكالي باللام و هو الأصح » ١ و لعلّه كان حاشية خلط بالمتن .

و كيف كان فقال ابن أبي الحديد : الظاهر أنّ بكالا قبيلة من اليمن ، و أما بكيل فحيّ من همدان و إليهم أشار الكميت في قوله :

فقد شركت فيه بكيل و أرحب

فأمّا البكالي في نسب نوف فلا أعرفه ٢ .

قلت : أخذ كلامه بكيل من همدان و إليهم أشار الكميت في قوله : « فقد شركت فيه بكيل و أرحب » من ( الصحاح ) ٣ ، فلم لم يأخذ كلامه في بكال فقال :

و بنو بكال من حمير منهم نوف البكالي ٤ . ثمّ تعبيره « الظاهر أنّ بكالا من اليمن ، و أما بكيل فمن همدان » خطأ ، فهمدان أيضا من اليمن ، و لا معنى لجعل التقابل بين العامّ و الخاصّ .

ثم الأظهر كون بكال بالكسر كبكيل بالفتح كلّ منهما من همدان . قال ابن دريد في ( جمهرته ) : و بنو بكال و بنو بكيل أحسبهما من همدان . ثم جعل كون بكيل من همدان و بكال من حمير احتمالا ٥ ، و لم أجد خلافا في الثاني .

و يمكن الاستدلال للأول : بأنّ الطبري في عنوان ذكر خبر الخوارج ،

روى عن جبر بن نوف أبي الوداك الهمداني ٦ . و في المغرب : أنّ جبرا بن نوف

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ و ٢٦٦ .

( ٣ ) صحاح اللغة ٤ : ١٦٣٨ ، مادة ( بكل ) .

( ٤ ) ليس هذا من كلام صاحب الصحاح ، بل هذا كلام الفيروز آبادي في القاموس ٣ : ٣٣٦ ، مادة ( بكل ) .

( ٥ ) جمهرة اللغة ١ : ٣٢٥ .

( ٦ ) تاريخ الطبري ٤ : ٥٧ ، سنة ٣٧ .

٤١٦

البكالي ١ . و السمعاني قال في بكال : ينسب إليه نوف بن فضالة البكالي و أبو الوداك جبر بن نوف البكالي و قيل البكيلي ، و قال في بكيل : بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان رهط أبي الوداك جبر بن نوف البكيلي . فأتى بالاختلاف ٢ .

و اما قول ( القاموس ) في « خير » بالخاء ثمّ المثناة : و خيران ولد نوف بن همدان ٣ ، فلا ينافي ما قاله المغرب ، لأن ذاك ابن نوف البكالي و هذا ابن نوف ابن همدان ، إلاّ أنّ ( معجم البلدان ) قال في بكيل : هو جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ٤ ، و المفهوم من خليفة كون بكال لا من همدان و لا من حمير ،

فعنون ( الاستيعاب ) « عمرو البكالي » و قال : قال خليفة هو من بني بكال بن دعمي بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن كهلان ٥ . و كيف كان فهمدان من كهلان بن سبأ ، فهو كما ذكر في ( المعارف ) ، ابن ربيعة بن خيار بن مالك بن زيد ابن كهلان ، و حمير هو ابن سبأ ٦ .

هذا ، و في ( ذيل الطبري و السمعاني ) ، أنّ نوف البكالي ، ابن أمرأة كعب الأحبار ٧ .

و مما يؤيد كون نوف همدانيا ، أنّ كنز الكراجكي كما عرفت وصفه بالشبامي ٨ . و جاء في كتاب ( اللباب لأبن أثير ) : أن شبام هو ابن اسعد بن

ــــــــــــــــــ

( ١ ) المغرب : ٣٤٣ ، مادة ( ود ) .

( ٢ ) انساب السمعاني : ٨٨ و ٨٩ .

( ٣ ) القاموس المحيط ٢ : ٢٥ ، مادة ( خير ) .

( ٤ ) معجم البلدان ١ : ٤٧٥ .

( ٥ ) الاستيعاب ٢ : ٥٣٣ .

( ٦ ) المعارف : ١٠١ و ١٠٥ .

( ٧ ) منتخب ذيل المذيل : ١٤٨ ، و انساب السمعاني : ٨٨ .

( ٨ ) كنز الفوائد : ٣٠ .

٤١٧

جشم ابن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان ، و شبام : جبل سكنه عبد اللّه ١ .

و اما قول ( ابن ميثم ) : البكال منسوب إلى بكالة قرية من اليمن ٢ . فلا اعتبار له ،

و لم يقل به أحد .

« قال رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة و قد خرج من فراشه فنظر في النجوم » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « إلى النجوم » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ٣ .

و ذكر الصدوق في كتاب ( الفقيه ) : مدح اللّه تعالى أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه بقيام صلاة الليل فقال أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً و قائماً يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه .

و فيه : قال أبو عبد اللّه عليه السلام إذا قام علي عليه السلام آخر الليل رفع صوته ، حتّى يسمع أهل الدار ، يقول : « اللهمّ أعنّي على هول المطّلع و وسّع علي المضطجع » .

و فيه عن أبي جعفر عليه السلام : إذا قمت من فراشك فانظر في افق السماء و قل :

« الحمد للّه الّذي ردّ علي روحي ، أعبده و أحمده ، اللهمّ إنّه لا يواري منك ليل داج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا ظلمات بعضها فوق بعض و لا بحر لجيّ بين يدي المدلج من خلقك ، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ،

غارت النجوم و نامت العيون و أنت الحيّ القيوم ، لا تأخذك سنة و لا نوم ،

سبحان ربّ العالمين ، و إله المرسلين ، و خالق النبيين و الحمد للّه ربّ العالمين ،

اللهمّ اغفر لي و ارحمني و تب علي إنّك أنت التوّاب الرّحيم » ثمّ اقرأ خمس آيات من آخر آل عمران إنّ في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النّهار

ــــــــــــــــــ

( ١ ) اللباب لابن الأثير ٢ : ١٨٢ ، بتفاوت في العبارة .

( ٢ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ .

( ٣ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، لكن في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ ، « في » .

٤١٨

لآيات إلى قوله تعالى إنّك لا تخلف الميعاد ١ .

و عنه عليه السلام في قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً ٢ أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام و أتباعه من شيعتنا ،

ينامون في أول اللّيل ، فاذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء اللّه فزعوا إلى ربهم راغبين ،

راهبين ، طائعين ، فيما عنده ، فذكرهم اللّه تعالى في كتابه لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و أخبرهم بما أعطاهم و أنّه أسكنهم في جواره و أدخلهم جنّته و آمن خوفهم و روعتهم ٣ .

« فقال لي يا نوف أ راقد » أي : نائم « أنت أم رامق » أي : ناظر ، و قد عرفت أنّ في رواية الكراجكي « أ راقد أم نبهان » ٤ و هو الأصح ، ففي مقابل الرقود : النبه و اليقظة ، لا الرمق ، و لا وجه لأن يقول ذلك عليه السلام ، و إنّما المناسب قول نوف كما عرفته من رواية الكراجكي أنه قال له عليه السلام « نبهان أرمقك » ، و كيف كان فهكذا في ( المصرية ) بلا زيادة و فيها سقط ، ففي ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) « فقلت : بل رامق يا أمير المؤمنين » ٥ .

« قال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة » ، و من كلامه عليه السلام أيضا : طوبى لمن أخلص للّه العبادة و الدعاء ، و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، و لم ينس ذكر اللّه بما تسمع أذناه ، و لم يحزن صدره بما أعطي غيره ٦ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) آل عمران : ١٩٠ ١٩٤ .

( ٢ ) السجدة : ١٦ .

( ٣ ) الفقيه ١ : ٢٩٩ و : ٣٠٤ ح ٣ و ٤ و : ٣٠٥ ح ٥ .

( ٤ ) كنز الفوائد : ٣٠ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ .

( ٦ ) أخرجه الكليني في الكافي ٢ : ١٦ ح ٣ .

٤١٩

« اولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا و ترابها فراشا » و في رواية ( أمالي المفيد ) « وسادا » ١ .

« و ماءها طيبا » لإعراضهم عن زهرة الحياة الدنيا « و القرآن شعارا » أي : ما ولي الجسد من الثياب .

« و الدعاء دثارا » ما كان فوق الشعار من الثياب .

« ثم قرضوا الدنيا » أي : جازوها ، قال تعالى : و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال ٢ أي : تجوزهم و تتركهم في شمالها . و قال ذو الرمة :

إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف

شمالا و عن أيمانهن الفوارس

« قرضا على منهاج المسيح » الّذي كانت دابّته رجليه ، و سراجه في الليل القمر .

« يا نوف إنّ داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال : إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد إلاّ استجيب له » ، في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : إنّ في الليل لساعة ما يوافقها عبد مسلم ثمّ يصلّي و يدعو اللّه فيها إلاّ استجيب له في كل ليلة ، قلت :

و أيّ ساعة هي من الليل ، قال : إذا مضي نصف الليل و هي السدس الأول من اوّل النصف ٣ .

« إلاّ أن يكون عشّارا » من يأخذ من قبل السلطان عشر أموال الناس « أو عريفا » القيّم بأمر الناس بعد الرئيس يعرّفهم له « أو شرطيا » أي : جنديا ، من « أشرط نفسه لأمر كذا » أي : أعلمها ، و الجند يجعلون لأنفسهم علامة يعرفون بها .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أمالي المفيد : ١٣٣ .

( ٢ ) الكهف : ١٧ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٤٧٨ ح ١٠ .

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470