منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 249437 / تحميل: 4768
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وسعد بن سعد خيرا ، فقد وفوا لي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن سعد الأحوص الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وأبوه ، وعبّاد بن سليمان.

ووقع في إسناد للشيخ في كتاب الحجّ : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن سعد بن سعد(٢) . والظاهر سقوط الواسطة توهّما والمعهود توسّط البرقي ، انتهى(٣) .

وفي حاشيته على مشتركات الطريحي : وعنه أحمد بن محمّد بن عيسى.

وفي الفقيه في أوّل باب نوادر العتق : سعد بن سعد ، عن حريز(٤) . فقال ملاّ محمّد تقي الشارحرحمه‌الله : الظاهر أنّه غلط من النسّاخ ، وصوابه : عن أبي جرير زكريّا بن إدريس ، وكأنّ حريزا نسخة العلاّمةرحمه‌الله لأنّه قال : في الصحيح عن حريز(٥) ، انتهى.

١٢٧٨ ـ سعد بن طريف الحنظلي :

مولاهم الإسكاف ، كوفي ، يعرف وينكر ، روى عن الأصبغ بن نباتة وروى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وكان قاصّا ، له كتاب رسالة أبي جعفرعليه‌السلام إليه ،جش (٦) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٠٣ / ٩٦٤.

(٢) التهذيب ٩ : ٢٩ / ١١٥.

(٣) هداية المحدّثين : ٧٠.

(٤) الفقيه ٣ : ٩٢ / ٣٤٤.

(٥) روضة المتّقين : ٦ / ٣٩٤ ، وهداية المحدّثين : ٧٠ هامش رقم (٤).

(٦) رجال النجاشي : ١٧٨ / ٤٦٨ ، وفيه بدل قاصا : قاضيا.

٣٢١

حميد ، عن محمّد بن موسى حوراء ، عنه(١) .

وفي ين : ابن طريف الحنظلي الإسكاف ، مولى بني تميم الكوفي ، ويقال : سعد الخفّاف ، روى عن الأصبغ بن نباتة ، وهو صحيح الحديث(٢) .

وفيكش بعد ما مرّ في سعد الإسكاف : قال حمدويه : سعد الإسكاف وسعد الخفّاف وسعد بن طريف واحد. ثمّ قال : فقال(٣) حمدويه : كان ناووسيّا وقف على أبي عبد اللهعليه‌السلام (٤) .

وصه نقل ما في ين وكش وجش وقال : وقالغض : إنّه ضعيف(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن طريف الإسكاف ، عنه أبو جميلة المفضّل بن صالح ، ومحمّد بن موسى حوراء ، وأبو حميد الحنظلي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت كما في مشيخة الفقيه(٦) ، وهشام بن سالم كما في الفقيه(٧) (٨) .

١٢٧٩ ـ سعد بن عبادة :

في المجالس ما يظهر منه جلالته وأنّه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعليعليه‌السلام (٩) ،تعق (١٠) .

أقول : عن محمّد بن جرير الطبري الشافعي في مؤلّفه : عن أبي علقمة قال : قلت لابن عبادة وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر : ألا تدخل‌

__________________

(١) الفهرست : ٧٦ / ٣٢١ ، وفيه : خوراء.

(٢) رجال الشيخ : ٩٢ / ١٧.

(٣) في نسخة « م » : وقال.

(٤) رجال الكشّي : ٢١٤ / ٣٨٤ ، وفيه : وفد ، وقف ( خ ل ).

(٥) الخلاصة : ٢٢٦ / ١.

(٦) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٣٦.

(٧) الفقيه ٢ : ١١٢ / ٤٧٩.

(٨) هداية المحدّثين : ٧١.

(٩) مجالس المؤمنين : ١ / ٢٣٣.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٨.

٣٢٢

فيما دخل فيه المسلمون؟ قال : إليك عنّي فو الله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا أنا متّ تضلّ الأهواء ويرجع الناس إلى أعقابهم فالحقّ يومئذ مع عليعليه‌السلام وكتاب الله بيده لا نبايع أحدا غيره ، فقلت له : هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : أناس في قلوبهم أحقاد وضغائن ،قلت : بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس ، فحلف أنّه لم يهمّ بها ولم يردها ، وأنّهم لو بايعوا علياعليه‌السلام كان أوّل من بايعه(١) .

وفيكش في ترجمة ابنه قيس : ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه إلى أن قال : وسعد لم يزل سيّدا في الجاهليّة والإسلام ، وأبوه وجدّه وجدّ جدّه لم يزل فيهم الشرف ، وكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ، ولم يزل هو وأبوه أصحاب طعام في الجاهليّة والإسلام(٢) ، انتهى.

وعن كتاب الاستيعاب : كان عقبيّا نقيبا سيّدا جوادا مقدّما وجيها ، له سيادة ورئاسة يعترف قومه له بها ، وتخلّف عن بيعة أبي بكر وخرج من المدينة ولم يرجع إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام(٣) ، انتهى.

وسبب قتلهرحمه‌الله غيلة في طريق الشام مشهور وفي الكتب مسطور.

عن البلاذري في تاريخه : أنّ عمر بعث محمّد بن مسلمة الأنصاري وخالد بن الوليد من المدينة ليقتلاه ، فرمى إليه كلّ منهما سهما فقتلاه(٤) .

__________________

(١) مجالس المؤمنين : ١ / ٢٣٤ نقلا عنه.

(٢) رجال الكشّي : ١١٠ / ١٧٧ ، وفيه : أصحاب إطعام.

(٣) الاستيعاب : ٢ / ٣٥.

(٤) مجالس المؤمنين : ١ / ٢٣٥ نقلا عنه.

٣٢٣

وعن كتاب روضة الصفا أنّه قتل بتحريك بعض الأعاظم(١) (٢) .

هذا ، وفي النفس منه شي‌ء ، فقد ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أوّل من جرّأ الناس علينا سعد بن عبادة ، فتح بابا ولجة غيره ، وأضرم نارا كان لهيبها عليه وضوؤها لأعدائه.

١٢٨٠ ـ سعد بن عبد الله بن أبي خلف :

الأشعري القمّي ، يكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها. ولقي مولانا أبا محمّد العسكريعليه‌السلام . قالجش : ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّدعليه‌السلام ويقولون : هذه حكاية موضوعة عليه ، والله أعلم. توفّي سعد سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين ، وقيل : مات يوم الأربعاء لسبع وعشرين من شوّال سنة ثلاثمائة في ولاية رستم ،صه (٣) .

وقالشه : الحكاية ذكرها الصدوق في كتاب كمال الدين(٤) ، وأمارات‌

__________________

(١) المصدر السابق نقلا عنه.

(٢) ذكر بعض العامة العمياء أنّ طائفة من الجنّ قتلت سعدا لأنّه بال قائما ، ورأوها وقد صعدت بعض الأشجار وهي تضرب بالدف وتقول :

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده

ورميناه بسهمين فلم نخط فؤاده

وفي ذلك يقول بعض الأنصار :

يقولون سعد شقّت الجن بطنه

ألا ربما حقّقت فعلك بالغدر

وما ذنب سعد أنّه بال قائما

ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر

وفي كتاب مجالس المؤمنين : العجب أنّهم يجعلون ذنب سعد بوله قائما ، ويذكر البخاري في صحيحه ذلك من السنن النبويّة. ( منه قدّس سره ).

(٣) الخلاصة : ٧٨ / ٣ ، وفيها بدل ووجهها : ووجيهها.

(٤) كمال الدين ٢ : ٤٥٤ / ٢١.

٣٢٤

الوضع عليها لائحة(١) .

وفيجش إلى قوله : أبو القاسم ، شيخ من هذه الطائفة وفقيهها ووجهها(٢) ، كان سمع من حديث العامّة شيئا كثيرا ، وسافر في طلب الحديث ، لقي من وجوههم الحسن بن عرفة ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي وأبا حاتم الرازي وعبّاس البرهقي(٣) ، ولقي مولانا أبا محمّدعليه‌السلام ، ورأيت إلى قوله : والله أعلم.

وكان أبوه عبد الله بن أبي خلف قليل الحديث ، روى عن الحكم بن مسكين وروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ وصنّف سعد كتبا كثيرة. ثمّ عدّها وقال : توفّي سعد سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين(٤) .

وفيست كصه إلى قوله : ثقة ، وفيما زاد : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن سعد(٥) .

وفيلم : جليل القدر ، صاحب تصانيف ذكرناها فيست ، روى عنه ابن الوليد وغيره ، روى ابن قولويه عن أبيه عنه(٦) .

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٩.

(٢) في نسخة « م » : ووجيهها.

(٣) في المصدر : الترقفي.

(٤) رجال النجاشي : ١٧٧ / ٤٦٧.

(٥) الفهرست : ٧٥ / ٣١٦ ، وفيه : سعد بن عبد الله القمي.

(٦) رجال الشيخ : ٤٧٥ / ٦.

٣٢٥

وفيكر : عاصره ولم أعلم أنّه روى عنه(١) .

وفيتعق (٢) : قال جدّي : الصدوق حكم بصحّة الرواية وكذا الشيخ ، على أنّ(٣) الخبر وإن كان من الآحاد لكن لمّا تضمّن الحكم بالمغيّبات وحصلت فعلم أنّه من المعصومعليه‌السلام . إلى أن قال : وعلامة الوضع إن كان الإخبار بالمغيّبات ففيه ما لا يخفى ، كيف! وفيه من الفوائد الجمّة ما يدلّ على صحّته(٤) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٣١ / ٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٨.

(٣) في نسخة « ش » : بأنّ.

(٤) روضة المتّقين : ١٤ / ١٦.

ما ذكره المقدّس التقيّ قدس‌سره حقّ لا شبهة فيه ولا مرية تعتريه ، فإنّ لكلّ حقّ حقيقة ولكلّ صواب نورا ، ومن أمعن النظر في هذا الخبر عرف صدوره من خزّان العلم واولى النهي والحلم قال : قال غوّاص بحار الأنوار ونعم ما قال بعد ذكر تضعيف البعض لقاء له عليه‌السلام : أقول : الصدوق أعرف بصدق الأخبار والوثوق عليها من ذلك البعض الذي لا يعلم حال ورود الأخبار التي تشهد متونها بصحتها ، والطعن بمحض الظن والوهم من إدراك سعد زمانه وإمكان ملاقاة سعد له ـ إذ كان وفاته بعد وفاته بأربعين سنة تقريبا ـ ليس إلاّ الإزراء بالأخبار وعدم الوثوق بالأخبار والتقصير في معرفة شأن الأئمّة الأطهار ، إذ وجدنا أنّ الأخبار المشتملة على المعجزات الغريبة إذا وصلت إليهم قلّما يقدحون فيها أو في روايها ، بل ليس جرم أكثر المقدوحين من أصحاب الرجال إلاّ نقل مثل تلك الأخبار ، انتهى [ بحار الأنوار : ٥٢ / ٨٨ ].

ومن جملة ما تضمّنه الخبر من الفوائد جوابه عليه‌السلام ـ فيما أورد بعض النصّاب على سعد من أنّ إسلام الرجلين كان طوعا أو كرها وتحيّر سعد في الجواب لأنّه إن قال أسلما طوعا فقد حكم بإسلامهما وإن قال كرها لم يكن يومئذ إكراه وشوكة ـ : بأنّهما أسلما طمعا ورغبة في الملك لما كان سمعاه من الكهنة وعلماء اليهود من أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يظهر على جميع الأديان وتفتح له المدن والبلدان.

ومنها الجواب عمّا أورده عليه من أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخرج الأوّل إلى الغار إلاّ لعلمهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ الخلافة له من بعده ، وكما أشفق على نبوّته أشفق على خلافته ، إذ ليس من حكم التواري إن يروم الهارب من الشي‌ء مساعدة إلى مكان يستخفي

٣٢٦

__________________

فيه ، وإنّما أبات علياعليه‌السلام على فراشه لعلمه بأنّه إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه : بالنقض بما رووه من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الذين هم الخلفاء الراشدون بزعمهم ، فكما علم أنّ الخلافة بعده للأوّل علم أنّها من بعده للثاني ثمّ الثالث ثمّ الرابع ، فكان الواجب إخراجهم جميعا إلى الغار والإشفاق عليهم جميعا دونه وحده.

ومن جملتها ذكر العلّة في عدم جواز اختيار الناس لأنفسهم إماما : بأنّ موسى كليم الله مع وفرت علمه وكمال عقله ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه سبعين رجلا ممّن لا يشكّ في أيمانهم ، فوقعت خيرته على الناقصين علما وهو اختيار من اصطفاه الله للنبوّة واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنّه الأصلح ، علمنا أنّ الاختيار إلاّ لمن يعلم ما نخفي الصدور وتكنّ السرائر. إلى غير ذلك من الفوائد الجمّة والمسائل المهمة.

والعجب العجب قول المحقّق الشيخ محمّد : وجه كون الحكاية موضوعة تضمّنها كون العسكري عليه‌السلام كان يكتب والقائم عليه‌السلام كان يشغله عن الكتابة ويقبض على أصابعه وكان عليه‌السلام يلهيه بتوجيه رمّانة ذهب كانت بين يديه ، قال : ومن الأمارات تفسير ( كهيعص ) بأنّ الكاف اسم كربلاء والهاء هلاك العترة والياء يزيد والعين عطش الحسين والصاد صبره ، انتهى.

وما ذكره رحمه‌الله أظهر من أن يذكر ؛ أمّا الأوّل فلأنّ الأئمّة عليهم‌السلام لهم حالات في صغرهم كحال سائر الأطفال ، من جملتها إبطاء الحسين عليه‌السلام في الكلام وتكرير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأجله التكبير ، وبكاؤه عليه‌السلام في المهد وهزّ جبرئيل المهد حتّى أنشد في ذلك الأشعار وعرفته المخدّرات في الأستار ، وكذا ركوبه عليه‌السلام على ظهر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في السجود ممّا لا يقبل الجحود ؛ وأمّا الثاني فلأنّ للقرآن بطونا ربما فسّروا الآية الواحدة بتفاسير متعدّدة بل ومتضادّة متناقضة ولم ينكر أحد ذلك كما هو ظاهر لمن تتبّع الأخبار وجاس خلال تلك الديار ، وقد ورد في تفسير ( حم عسق ) أنّ حم حتم وعين عذاب وسين سنين كسني يوسف عليه‌السلام وقاف قذف وخسف يكون في آخر الزمان بالسفياني وأصحابه ، وورد في تفسير ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ ) أنّهم بنو أميّة ، وورد في تفسير ( طه ) أنّه طهارة أهل البيت من الرجس ، وورد في تفسير ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) النجم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والشجر علي عليه‌السلام ، وورد في تفسير ( وَالْفَجْرِ ) إنّه القائم عليه‌السلام ، والليالي العشر الأئمّة أوّلهم الحسن عليه‌السلام ، ( وَالشَّفْعِ ) فاطمة وعلي ، والوتر الله ، ( وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ) دولة تسري إلى دولة القائم عليه‌السلام ، وورد في تفسير ( وَالشَّمْسِ ) أنّ الشمس أمير المؤمنين ، ( وَضُحاها ) قيام القائم ،

٣٢٧

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن أبي خلف الثقة ، عنه علي بن الحسين بن بابويه ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عنه ، وبغير واسطة أبيه كما في أسانيد الفقيه(١) ، وأبو القاسم بن قولويه عن أبيه وأخيه(٢) عنه ، وعنه حمزة بن أبي القاسم.

وهو عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعن الحكم بن مسكين(٣) .

١٢٨١ ـ سعد بن عبد الملك :

المعروف بسعد الخير ، غير مذكور في الكتابين.

وعن كتاب الاختصاص للمفيدقدس‌سره : عن أبي حمزة قال : دخل سعد بن عبد الملك ـ وكان أبو جعفرعليه‌السلام يسمّيه سعد(٤) الخير ، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان ـ على أبي جعفرعليه‌السلام فتناشج كما تنشج النساء ، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : ما يبكيك يا سعد؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن(٥) ، فقال له : لست منهم ، أنت‌

__________________

( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) الحسنان ،( وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها ) قيام القائم ،( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) حبتر ودولته ،( وَالسَّماءِ وَما بَناها ) هو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وورد في تفسير( إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ) أنّ العنكبوت الحمير.

على أنّ ( كهيعص ) ليس محكما نعرف تفسيره الظاهري حتى نحكم ببطلان ما يخالف ظاهره على فرض جواز الحكم بذلك ، ولم يصل إلينا أيضا عنهم عليهم‌السلام في تفسيره ما يخالف هذا التفسير حتّى نحكم بصحّة ذاك وبظاهر هذا. نعم في تفسير القمّي أن كهيعص أسماء الله مقطعة ، أي : الله الكافي الهادي العالم الصادق ذي الآيات العظام ، انتهى. [ منه عفي عنه ].

(١) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٢.

(٢) في المصدر : أو أخيه ،

(٣) هداية المحدّثين : ٧١.

(٤) سعد ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) إشارة إلى قوله تبارك وتعالى :( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ. ) الآية ( سورة الإسراء : ٦٠ ).

٣٢٨

أمويّ منّا أهل البيت ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ يحكي عن إبراهيم(١) ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (٢) (٣) .

١٢٨٢ ـ سعد بن عمران :

ويقال : سعد بن فيروز ، كوفي ، مولى ، كان خرج يوم الجماجم مع ابن الأشعث ، يكنّى أبا البختري ، ي(٤) .

ويأتي سعيد(٥) .

١٢٨٣ ـ سعد بن مالك الخزرجي :

يكنّى أبا سعيد الخدري الأنصاري العرني ، ي(٦) .

وفيصه في الكنى : أبو سعيد الخدري من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (٧) . ثمّ ذكر عن قي أنّه من الأصفياء(٨) .

وسبق أبو سعيد.

أقول : فيما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون : من محض الإسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنينعليه‌السلام الذين مضوا على منهاج الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبدّلوا ولم يغيّروا بعد نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

والشجرة الملعونة هم بنو أميّة كما ورد في جميع التفاسير عن أهل بيت العصمة والطهارة.

(١) في نسخة « ش » : زيادة :عليه‌السلام .

(٢) إبراهيم : ٣٦.

(٣) الاختصاص : ٨٥.

(٤) رجال الشيخ : ٤٣ / ١٠.

(٥) عن الخلاصة : ١٩٤ ورجال البرقي : ٦ بعنوان سعيد بن فيروز.

(٦) رجال الشيخ : ٤٣ / ٢ ، وفيه بدل العرني : العربي المدني.

(٧) الخلاصة : ١٨٩.

(٨) رجال البرقي : ٣.

٣٢٩

وهم : سلمان بن أسلم الفارسي(١) ، وأبو ذر جندب بن جنادة ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ، وحذيفة بن اليمان ، وأبو الهيثم ابن التيهان ، وخالد بن سعيد ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وخزيمة بن الثابت ذو الشهادتين ، وأبو سعيد الخدري ، وأمثالهم رضي الله عنهم(٢) .

١٢٨٤ ـ سعد بن محمّد الطاطري :

أبو القاسم ، عمّ علي بن الحسن روى عنه ، وفيه إشعار بوثاقته لما يأتي في ترجمته(٣) .

وفي العدّة : أنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريّون(٤) ،تعق (٥) .

أقول : لا يخفى ما في ذلك عليك(٦) .

__________________

(١) في المصدر : سلمان الفارسي.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ٢ / ١٢٦ ، ولم يرد فيه خالد بن سعيد.

(٣) روى عنه في ترجمة درست ، النجاشي : ١٦٢ / ٤٣٠. والإشعار بالوثاقة لما ذكره الشيخ في الفهرست : ٩٢ / ٣٩٠ في ترجمة علي بن الحسن الطاطري : وله كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم ، فلأجل ذلك ذكرناها.

(٤) عدّة الأصول : ١ / ٣٨١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٨.

(٦) نظره في ذلك إلى ما ذكره الشيخ في العدّة حيث حدّد أخذ الرواية عن الفرق المخالفة بحدود وليس مطلقا ، حيث قال : وأمّا إذا كان الراوي من فرق الشيعة مثل الفطحية والواقفة والناووسية وغيرهم نظر فيما يرويه ، فإن كان هناك قرينة تعضده ، أو خبر من جهة الموثوقين بهم ، وجب العمل به.

وإن كان هناك خبر آخر يخالفه من طريق الموثقتين ، وجب اطراح ما اختصوا بروايته ، والعمل بما رواه الثقة. وإن كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف من الطائفة العمل بخلافه ، وجب أيضا العمل به إذا كان متحرّجا في روايته موثقا في أمانته وإن كان مخطئا في أصل الاعتقاد.

٣٣٠

١٢٨٥ ـ سعد مولاهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ل (١) . وفيتعق : في آخر الباب الأوّل منصه أنّه من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) ، فتأمّل(٣) .

١٢٨٦ ـ سعدان بن مسلم :

واسمه عبد الرحمن(٤) أبو الحسن العامري ، مولى أبي العلاء كرز بن جعيد العامري ، من عامر بن ربيعة(٥) ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وعمّر عمرا طويلا ؛ وقد اختلف في عشيرته ، فقال استاذنا عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي : قال محمّد بن عبدة : سعدان بن مسلم الزهري من بني زهرة بن كلاب عربي أعقب(٦) ، والله أعلم. له كتاب يرويه جماعة ، منهم محمّد بن عيسى بن عبيد ،جش (٧) .

وفيست : له أصل ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن عذافر ، عنه ؛ وعن صفوان ، عنه.

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف وعبد الله بن الصلت القمّي وأحمد بن إسحاق كلّهم ، عنه(٨) .

__________________

(١) ذكره الشيخ في أصحاب عليعليه‌السلام : ٤٣ / ٧ قائلا : مولاه. ولم يرد له ذكر في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٢) الخلاصة : ١٩٢.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٨.

(٤) في المصدر زيادة : ابن مسلم.

(٥) في المصدر : من عامر ربيعة.

(٦) في نسخة « ش » : اللقب.

(٧) رجال النجاشي : ١٩٢ / ٥١٥.

(٨) الفهرست : ٧٩ / ٣٣٦.

٣٣١

وفيتعق : في رواية هؤلاء الأعاظم شهادة بوثاقته سيّما صفوان والقمّيّين ، وكذا يروي عنه ابن أبي عمير(١) والأصحاب حتّى المتأخّرون ربما يرجّحون خبره على خبر الثقة الجليل ، منه في تزويج الباكرة الرشيدة بغير إذن أبيها(٢) .

ويروي عنه الأعاظم سوى المذكورين ، كمحمّد بن علي بن محبوب(٣) ، والحسن بن محبوب(٤) ، ويونس بن عبد الرحمن(٥) ، وغيرهم ؛ ويؤيّده كونه كثير الرواية ، وأنّ رواياته أكثرها مقبولة سديدة مفتيّ بها ، وكذا رواية كتابه جماعة ، وأنّه صاحب أصل ، وأنّ للصدوق طريقا إليه(٦) . وحكم المصنّف بأنّ طريق الصدوق إلى إبراهيم بن عبد الحميد وهو فيه كالحسن(٧) .

وفي علي بن حسّان الواسطي ما ينبغي أن يلاحظ(٨) (٩) .

أقول : فيمشكا : ابن مسلم ، عنه محمّد بن عيسى بن عبيد ، ومحمّد ابن عذافر ، وصفوان بن يحيى ، والعبّاس بن عامر ، وعبد الله بن الصلت ،

__________________

(١) الكافي ١ : ١٣٦ / ٢.

(٢) التهذيب ٧ : ٢٥٤ / ١٠٩٥ ، الاستبصار ٣ : ٢٣٦ / ٨٥٠.

(٣) التهذيب ١ : ٣٥٣ / ١٠٥١.

(٤) الفقيه ٣ : ٢٨٨ / ١٣٧٠.

(٥) الكافي ١ : ١٢٥ / ٦.

(٦) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٩.

(٧) منهج المقال : ٤٠٨ ، وعلّل ذلك بقوله : إذ سعدان كتابه معدود في الأصول وقد روى عنه أكابر العلماء مع خلوّه عن الذم رأسا ، على أنّ المصنّف روى جميع روايات ابن أبي عمير عنه في الصحيح.

(٨) لم يرد في ترجمة علي بن حسّان الواسطي سوى قول النجاشي في ترجمته : ٢٧٦ / ٧٢٦ : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام روى عنه حديثه في سعدان بن مسلم.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة : ١٧٢.

٣٣٢

وأحمد بن إسحاق(١) .

١٢٨٧ ـ سعيد :

أبو حنيفة سابق(٢) الحاج ، هو ابن بيان.

١٢٨٨ ـ سعيد بن أبي الجهم :

القابوسي اللخمي أبو الحسين ، [ من ](٣) ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ، كان سعيد ثقة في حديثه ، وجها بالكوفة ، روى عن أبان بن تغلب وأكثر عنه ، وروى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش بعد بالكوفة : وآل أبي الجهم بيت كبير بالكوفة. ثمّ زاد : له كتاب في أنواع الفقه والقضايا والسنن ، أخبرناه أحمد بن محمّد بن هارون ، عن ابن عقدة قال : حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمّي الحسين بن سعيد ، قال : حدّثني أبي سعيد(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي الجهم الثقة ، عنه الحسين بن سعيد.

وهو عن أبان بن تغلب في كثرة ، وعن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٦) .

١٢٨٩ ـ سعيد بن أبي حازم :

أبو حازم الأحمسي ، عنه أبان ،ق (٧) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٧١ ، وفيها : والعبّاس بن معروف.

(٢) في نسخة « ش » : سائق.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) الخلاصة : ٧٩ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ١٧٩ / ٤٧٢.

(٦) هداية المحدّثين : ٧٢.

(٧) رجال الشيخ : ٢٠٥ / ٥١.

٣٣٣

١٢٩٠ ـ سعيد بن أحمد بن موسى :

أبو القاسم الغرّاد الكوفي ، كان ثقة صدوقا ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب براهين الأئمّةعليهم‌السلام ، ورواه عنه هارون ابن موسى ومحمّد بن عبد الله(٢) .

١٢٩١ ـ سعيد الأعرج :

له أصل ، وسعيد بن يسار له أصل ؛ أخبرنا بهما جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا(٣) ، عن علي بن النعمان وصفوان بن يحيى جميعا ، عنهما ،ست (٤) .

وفيكش : عن سعيد الأعرج قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فاستأذن له رجلان ، فأذن لهما. إلى أن قال : قالعليه‌السلام : أتعرفون الرجلين؟ قلنا : نعم ، هما رجلان من الزيديّة. الحديث(٥) .

وهو ابن عبد الرحمن الآتي.

وفيتعق : في كشف الغمّة : عن سعيد السمّان قال : كنت عند الصادقعليه‌السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيديّة الحديث(٦) ، وهو أيضا قرينة الاتّحاد.

ومن القرائن : قولست : يروي عنه صفوان ، وكذا قولجش في ابن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٨٠ / ٤ ، وفيها : الغزاد.

(٢) رجال النجاشي : ١٨٠ / ٤٧٣.

(٣) جميعا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الفهرست : ٧٧ / ٣٢٢ و ٣٢٣ ، وفيه : ابن الأعرج.

(٥) رجال الكشّي : ٤٢٧ / ٨٠٢.

(٦) كشف الغمّة : ٢ / ١٧٠.

٣٣٤

عبد الرحمن ذلك(١) .

ومنها : قول الشيخ فيست : سعيد الأعرج ، وفيق : ابن عبد الرحمن الأعرج(٢) .

فقول العلاّمة في المختلف : سعيد الأعرج لا أعرف حاله. لعلّه اشتباه من عدم توثيقست سعيد الأعرج ، وأنّ الذي وثّقهجش ابن عبد الرحمن ، فتدبّر(٣) .

١٢٩٢ ـ سعيد بن بيان :

أبو حنيفة سابق الحاج ،ق (٤) .

وزادجش : الهمداني ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، عنه عبيس بن هشام(٥) .

وفيكش : ما روي في أبي حنيفة سابق الحاج : عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : أتى قنبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال : هذا سابق الحاج ، فقال : لا قرّب الله داره هذا خاسر الحاج ، يتعب البهيمة وينقر الصلاة ، اخرج إليه فاطرده(٦) .

وفيه : حدّثني محمّد بن الحسن البرائي وعثمان بن حامد ، عن محمّد ابن يزداد ، عن محمّد بن الحسن ، عن المزخرف ، عن عبد الله بن عثمان قال :

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٨١ / ٤٧٧.

(٢) رجال الشيخ : ٢٠٤ / ٢٤.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٦٢.

(٤) رجال الشيخ : ٢٠٤ / ٣٤ ، وفيه : سائق الحاجّ الكوفي. وفي نسخة « ش » هنا وفي الموارد الآتية : سائق.

(٥) رجال النجاشي : ١٨٠ / ٤٧٦.

(٦) رجال الكشّي : ٣١٨ / ٥٧٥.

٣٣٥

ذكر عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أبو حنيفة السابق وأنّه يسري(١) في أربع عشرة ، فقال : لا صلاة له(٢) .

وفيهصه : قالجش : إنّه ثقة. ثمّ ذكر الخبر الثاني عنكش (٣) .

وقالشه : في النسخة المقروءة : حفيفة ، وعليها هذه الحاشية : بالحاء المهملة والفاء بعدها ياء منقّطة تحتها نقطتين وبعدها فاء اخرى قبل الهاء ، وفي خاتمةصه كنّاه أبا حنيفة بالنون(٤) ، وكذلك فيضح (٥) ، وكذاكش ، وبخطّ طس في كتابجش وكش معا(٦) ؛ فالظاهر أنّ حفيفة بالفاء سهو(٧) ، انتهى.

وفي د : التبس على بعض أصحابنا فأثبته أبو حفيفة ، وهو غلط(٨) .

وفيتعق : في كتب الحديث أيضا أبو حنيفة بالنون(٩) .

وفي الوجيزة : مختلف فيه(١٠) . والحكم بذلك بمجرّد ما ذكرهكش لا يخلو من التأمّل ، سيّما بعد ملاحظة ما ذكرنا في الفوائد(١١) ، انتهى.

أقول : الخبر الأوّل الدال على ضعفه مضافا إلى ضعفه لا دلالة فيه على كونه المراد ، وليس مذكورا فيه اسمه ولا كنيته ، مع أنّ هذا من أصحاب‌

__________________

(١) في المصدر : يسير.

(٢) رجال الكشّي : ٣١٨ / ٥٧٦ ، وفيه في أوّل السند : محمّد بن الحسن البراني.

(٣) الخلاصة : ٨٠ / ٥.

(٤) الخلاصة : ٢٧٠ / ٢٥.

(٥) إيضاح الاشتباه : ١٩٢ / ٣٠٣.

(٦) التحرير الطاووسي : ٢٥٠ / ١٧٩.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٩.

(٨) رجال ابن داود : ١٠٢ / ٦٨٦.

(٩) الفقيه ٢ : ١٩١ / ٨٧٠ ، كامل الزيارات : ١٨٨ / ٤ باب ٧٦.

(١٠) الوجيزة : ٢١٨ / ٨١٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٦٢.

٣٣٦

الصادقعليه‌السلام ، ولم يذكر أنّه أدرك غيره من الأئمّةعليهم‌السلام ، سيّما وأن يكون خمسة من آبائهعليهم‌السلام ؛ ولذا لم يذكره فيصه وطس في ترجمته ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن بيان أبو حنيفة سابق الحاجّ الثقة ، عنه عبيس بن هشام(١) .

١٢٩٣ ـ سعيد بن جبير :

حدّثني أبو المغيرة ، قال : حدّثني الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسينعليه‌السلام ، وكان علي بن الحسين يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ، وكان مستقيما. وذكر أنّه لمّا دخل على الحجّاج قال له : أنت شقي ابن كسير ، قال : أمّي كانت أعرف باسمي سمّتني سعيد بن جبير ؛ قال : ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنّة أو في النّار؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها ، وإن دخلت النار ورأيت أهلها علمت من فيها ؛ قال : فما قولك في الخلفاء؟ قال : لست عليهم بوكيل ، قال : أيّهم أحبّ إليك؟ قال : أرضاهم لخالقي ، قال : أيّهم أرضى للخالق؟ قال : علم ذلك عند ربي الذي يعلم سرّهم ونجواهم ، قال : أبيت أن تصدقني؟! قال : بل لم أحب أن أكذبك ،كش (٢) .

وفيه أيضا : قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أوّل أمره إلاّ خمسة أنفس : سعيد بن جبير. الحديث(٣) .

وفيصه ما ذكرهكش إلى قوله : وكان مستقيما. وذكر الأربعة الأخر‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٧٢.

(٢) رجال الكشّي : ١١٩ / ١٩٠.

(٣) رجال الكشّي : ١١٥ / ١٨٤.

٣٣٧

بعد سعيد بن جبير(١) .

أقول : عن كتاب تهذيب الأسماء واللغات أنّه قال له الحجّاج : اختر أيّ قتلة شئت ، قال : اختر لنفسك فإنّ القصاص أمامك. قال : وروينا عن خلف بن خليفة قال : حدّثني بوّاب الحجّاج قال : رأيت رأس ابن جبير بعد ما سقط إلى الأرض يقول : لا إله إلاّ الله(٢) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٣) . وفي الحاوي ذكره في الضعاف(٤) ، فتأمّل.

١٢٩٤ ـ سعيد بن جناح :

أصله كوفي ، نشأ ببغداد ومات بها ، مولى الأزد ويقال له : مولى الجهينة ، وأخوه أبو عامر روى عن أبي الحسن والرضاعليهما‌السلام وكانا ثقتين ،صه (٥) .

وزادجش : عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، ويروي هو عن عوف بن عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

ثمّ فيجش أيضا : ابن جناح الأزدي مولاهم بغدادي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، عنه عبد الله بن محمّد بن خالد(٧) .

أقول : لا يخفى عليك الاتّحاد.

وفيمشكا : ابن جناح الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ،

__________________

(١) الخلاصة : ٧٩ / ٢.

(٢) تهذيب الأسماء واللغات ١ : ٢١٦ / ٢٠٨.

(٣) الوجيزة : ٢١٨ / ٨١٤.

(٤) حاوي الأقوال : ٢٦٥ / ١٥٢٢.

(٥) الخلاصة : ٨٠ / ٨ ، وفيها وفي النجاشي : مولى جهينة.

(٦) رجال النجاشي : ١٩١ / ٥١٢.

(٧) رجال النجاشي : ١٨٢ / ٤٨١.

٣٣٨

وعبد الله بن محمّد بن خالد(١) .

١٢٩٥ ـ سعيد بن جهمان :

هو ابن علاقة ،تعق (٢) .

١٢٩٦ ـ سعيد بن الحسن :

أبو عمرو العبسي ، أسند عنه ،ق (٣) .

١٢٩٧ ـ سعيد بن خيثم :

أبو معمر الهلالي ،ق (٤) .

وزادصه : وأخوه معمر ، ضعيف ، هو وأخوه رويا عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وكانا من دعاة زيد(٥) .

وزادجش : عنه ابن أخيه أحمد بن رشيد بن خيثم(٦) .

ثمّ زادصه : بالخاء المعجمة والثاء المثلّثة بعد الياء المثنّاة من تحت ، يروي عن جدّه لأمّه عبيدة بن عمر الكلابي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفيقب : ابن خثيم ـ بمعجمة ومثلّثة مصغّرا ـ بن رشيد ـ بفتح الراء ـ الهلالي أبو معمر الكوفي ، صدوق ، رمي بالتشيّع ، له أغاليط(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن خيثم ، عنه أحمد بن رشيد بن خيثم. وهو عن الأصبغ بن نباتة(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٧٢.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٦٢.

(٣) رجال الشيخ : ٢٠٤ / ٢٦.

(٤) رجال الشيخ : ٢٠٤ / ٢٢ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٥) الخلاصة : ٢٢٦ / ٤.

(٦) رجال النجاشي : ١٨٠ / ٤٧٤.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ٢٩٤ / ١٥١ ، وفيه : ابن رشد.

(٨) هداية المحدّثين : ٧٢ ، وفيها في الموضعين : ابن خثيم.

٣٣٩

١٢٩٨ ـ سعيد الرومي :

مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، روى عنه حمّاد وأبان ،ق (١) .

١٢٩٩ ـ سعيد السمّان :

هو الأعرج ، وهو ابن عبد الرحمن ،تعق (٢) .

١٣٠٠ ـ سعيد بن عبد الرحمن :

وقيل : ابن عبد الله الأعرج السمّان ، أبو عبد الله التميمي ، مولاهم ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره ابن عقدة وابن نوح ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب ، يرويه عنه جماعة ، صفوان عنه به(٤) .

وفيق : سعيد بن عبد الرحمن الأعرج السمّان ، ويقال له : ابن عبد الله ، له كتاب(٥) .

وفيتعق : مضى عنست سعيد الأعرج(٦) (٧) .

أقول : ذكره فيمشكا مرّتين ؛ فقال : ابن عبد الله الأعرج الثقة ، عنه علي بن النعمان الثقة ، وسيف بن عميرة ، وصفوان بن يحيى ، ومالك بن عطيّة ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعثمان بن عيسى(٨) ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، ( وعلي بن الحسن بن رباط.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٠٤ / ٢٧.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٦٢ في ترجمة سعيد الأعرج.

(٣) الخلاصة : ٨٠ / ٦.

(٤) رجال النجاشي : ١٨١ / ٤٧٧ ، وفيه بدل التميمي : التميمي.

(٥) رجال الشيخ : ٢٠٤ / ٢٤.

(٦) الفهرست : ٧٧ / ٣٢٣ ، وفيه : ابن الأعرج.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٦٢.

(٨) في نسخة « ش » : عثمان بن علي.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

و قال عمر بن أبي ربيعة :

و من أجل ذات الخال أعملت ناقتي

أكلفها سير الكلال مع الظلع

و من أجل ذات الخال أحببت منزلا

تحلّ به لا ذا صديق و لا زرع

هذا ، و في دار السلام عن زين العابدين السلماسي : رأيت في الطيف بيتا عاليا له باب كبير و على جدرانه مسامير من الذهب ، فسألت عن صاحبه فقيل لي : إنّه للسيد محسن الكاظمي و هو صاحب الوسائل و الوافي فتعجّبت و قلت : داره في الكاظمية صغيرة حقيرة ضيّقة الباب و الفناء ، فمن أين اوتي هذا البناء ؟ قالوا : لمّا دخل من ذاك الباب الحقير أعطاه اللّه تعالى هذا البيت العالي الكبير قال : و كان بيته في غاية الحقارة ، و لم يكن له ما يضع سراجه فيه ، فكان يوقد الشمعة على الطابوق و المدر ١ .

٣

الحكمة ( ١٠٣ ) وَ قَدْ رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ خَلَقٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَخْشَعُ لَهُ اَلْقَلْبُ وَ تَذِلُّ بِهِ اَلنَّفْسُ وَ يَقْتَدِي بِهِ اَلْمُؤْمِنُونَ أقول : رواه أحمد بن حنبل في ( فضائله ) هكذا : قيل لعليّ عليه السلام : لم ترقّع قميصك ؟ قال : ليخشع القلب ، و يقتدي بي المؤمنون ٢ .

روى أبو نعيم في ( حليته ) ، عن زيد بن وهب قال : قدم على علي عليه السلام وفد من أهل البصرة فيهم خارجي ، فعاتب عليا عليه السلام في لبوسه فقال : مالك و لبوسي ، ان لبوسي أبعد من الكبر ٣ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) دار السلام ٢ : ٢١٣ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٢ ) رواه عنه السبط في تذكرة الخواص : ١١٣ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٣ ) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ : ٨٢ ، و الحاكم في المستدرك ٣ : ١٤٣ ، و أحمد في الفضائل ، عنه ينابيع المودة : ٢١٧ .

٣٨١

٤

من الكتاب ( ٤٥ ) و من هذا الكتاب و هو آخره :

إِلَيْكِ عَنِّي يَا دُنْيَا فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ قَدِ اِنْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ وَ أَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ وَ اِجْتَنَبْتُ اَلذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ أَيْنَ اَلْقَوْمُ اَلَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ أَيْنَ اَلْأُمَمُ اَلَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ هَا هُمْ رَهَائِنُ اَلْقُبُورِ وَ مَضَامِينُ اَللُّحُودِ وَ اَللَّهِ لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً وَ قَالَباً حِسِّيّاً لَأَقَمْتُ عَلَيْكِ حُدُودَ اَللَّهِ فِي عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالْأَمَانِيِّ وَ أُمَمٍ أَلْقَيْتِهِمْ فِي اَلْمَهَاوِي وَ مُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى اَلتَّلَفِ وَ أَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ اَلْبَلاَءِ إِذْ لاَ وِرْدَ وَ لاَ صَدَرَ هَيْهَاتَ مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ زَلِقَ وَ مَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ وَ مَنِ اِزْوَرَّ عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ وَ اَلسَّالِمُ مِنْكِ لاَ يُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِهِ مُنَاخُهُ وَ اَلدُّنْيَا عِنْدَهُ كَيَوْمٍ حَانَ اِنْسِلاَخُهُ اُعْزُبِي عَنِّي فَوَاللَّهِ لاَ أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي وَ لاَ أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِينِي وَ اَيْمُ اَللَّهِ يَمِيناً أَسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اَللَّهِ لَأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَى اَلْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ مَطْعُوماً وَ تَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً وَ لَأَدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاءٍ نَضَبَ مَعِينُهَا مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا أَ تَمْتَلِئُ اَلسَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ وَ تَشْبَعُ اَلرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ وَ يَأْكُلُ ؟ عَلِيٌّ ؟ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اِقْتَدَى بَعْدَ اَلسِّنِينَ اَلْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ اَلْهَامِلَةِ وَ اَلسَّائِمَةِ اَلْمَرْعِيَّةِ طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا وَ عَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا وَ هَجَرَتْ فِي اَللَّيْلِ غُمْضَهَا حَتَّى إِذَا غَلَبَ اَلْكَرَى عَلَيْهَا اِفْتَرَشَتْ أَرْضَهَا وَ تَوَسَّدَتْ كَفَّهَا فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ وَ تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ وَ هَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ وَ تَقَشَّعَتْ بِطُولِ اِسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ

٣٨٢

أُولئِكَ حِزْبُ اَللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اَللَّهِ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ ٤٩ ٥٧ ٥٨ : ٢٢ قول المصنف : « و من هذا الكتاب و هو آخره » هكذا في ( المصرية ) أخذا من ( ابن أبي الحديد ) لكنّه ليس في ( ابن ميثم ) ١ و نسخته بخط المصنف .

قوله عليه السلام « إليك » أي : أمسكي « عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك » الغارب ما بين سنام الإبل و عنقها ، شبّه عليه السلام في هذه الفقرة حاله مع الدنيا بامرأة غير موافقة ، طلّقها زوجها و أجرى صيغة طلاقها ، فالفقرة من كنايات الطلاق عند العرب ، و أصله أنّ الناقة إذا رعت و عليها الخطام لم يهنها شي‏ء .

« قد انسللت » أي : خرجت خفيفة « من مخالبك » و المخالب للسباع كالأظفار للانسان . شبّه عليه السلام في هذه الفقرة حاله مع الدنيا بسبع صاد صيدا و أخذه بمخالبه ، فانسلّ الصيد منها و هرب .

« و أفلت » أي : خرجت دفعة « من حبائلك » الّتي تصيد بها . شبّه عليه السلام في هذه الفقرة حاله معها بصيد وقع في حبالة صياد ، فأفلت منها ، فلا يقربها بعد « و اجتنبت الذهاب في مداحضك » و المدحض مكان زلق . شبّه عليه السلام حاله معها في هذه الفقرة بمن كان في طريقه مواضع دحض ، فاجتنب المرور عليها لئلاّ يخرّ و يهوى .

« أين القوم » هكذا في ( المصرية و ابن ميثم ) و لكن في ( ابن أبي الحديد و الخطية ) « القرون » ٢ « الذين غررتهم بمداعبك » أي : مزاحاتك .

« أين الامم الذين فتنتهم بزخارفك » أي : تزويراتك و تمويهاتك .

و الأقوام الذين غرّتهم و الأمم الذين فتنتهم بمداعبها و زخارفها كانوا في كلّ عصر كثيرين و لم يبق منهم أثر .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٩٢ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ١٠١ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٩٣ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ١٠١ .

٣٨٣

في ( المروج ) : كتب ملك الصين إلى أنو شروان : من فغفور ملك الصين صاحب قصر الدر و الجوهر ، الّذي يجري في قصره نهران يسقيان العود و الكافور الّذي توجد رائحته على فرسخين ، و الّذي تخدمه بنات ألف ملك ،

و الّذي في مربطه ألف فيل أبيض ، إلى أخيه كسرى انو شروان ، و أهدى إلى انو شروان فرسا من در منضّدا ، عينا الفارس و الفرس من ياقوت أحمر ،

و قائم سيفه من زمرّد منضّد بالجوهر ، و ثوب حرير صيني عسجدي فيه صورة الملك جالسا في أيوانه و عليه حليته و تاجه ، و على رأسه الخدم و بأيديهم المذابّ ، و الصورة منسوجة بالذهب و أرض الثوب لازورد ، في سفط من ذهب ، تحمله جارية تغيب في شعرها ، تتلألأ جمالا . و هدايا أخر من عجائب الصين .

و كتب إليه ملك الهند : من ملك الهند ، و عظيم أراكنة المشرق ، و صاحب قصر الذهب و أبواب الياقوت و الدّرّ ، إلى أخيه ملك فارس صاحب التاج و الراية كسرى أنو شروان ، و أهدى إليه ألفا منّ من عود هندي يذوب في النار كالشمع ، و يختم عليه كما يختم على الشمع فتبين فيه الكتابة ، و جاما من الياقوت الأحمر فتحه شبر مملوءا درّا ، و عشرة أمنان كالفستق و اكبر من ذلك ، و جارية طولها سبعة أشبار تضرب أشفار عينها خدها ، و كأن بين أجفانها لمعان البرق من بياض مقلتيها مع صفاء لونها و دقّة تخطيطها و إتقان تشكيلها ، مقرونة الحاجبين لها ضفائر تجرّها ، و فرشا من جلود الحيّات ألين من الحرير و احسن من الوشي ، و كان كتابه في لحاء الشجر المعروف بالكاذي ، مكتوب بالذهب الأحمر ، و هذا الشجر يكون بأرض الهند و الصين ،

و هو نوع من النبات عجيب ذو لون حسن و ريح طيب ، لحاؤه أرقّ من الورق الصيني ، تتكاتب فيه ملوك الصين و الهند .

و أهدى إليه خاقان ملك التبت أنواعا من العجائب الّتي تحمل من أرض

٣٨٤

تبّت ، منها أربعة آلاف منّ من المسك في نوافج عزلانه إلى أن قال و قال عدي بن زيد العبادي :

اين كسرى خير الملوك انو شر

و ان ؟ ام اين قبله سابور ؟

لم يهبه ريب المنون ، فولّ

ي الملك عنه فبابه مهجور

حين ولّوا كأنّهم ورق ج

فّ فألوت به الصبا و الدبور ١

و قال سلم الخاسر في المنصور و بنائه بغداد :

أين ربّ الزوراء إذ قلدته

الملك عشرين حجّة و اثنتان

و في ( تاريخ بغداد ) : قال المنصور للربيع : هل تعلم في بنائي هذا موضعا ان أخذني فيه الحصار خرجت خارجا منه على فرسخين ؟ قال : لا .

قال : بلى فيه كذا موضعا الخ ٢ .

قلت : و لم ينجه ذلك لمّا حاصره الموت .

« ها هم رهائن القبور و مضامين اللحود » في الخبر انطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلّب جماجم الموتى ، فوقف عليه بجنوده فقال له :

أخبرني أيها الشيخ : لأي شي‏ء تقلّب هذه الجماجم ؟ قال : لأعرف الشريف من الوضيع و الغني من الفقير فما عرفت ، و إنّي لأقلبها منذ عشرين سنة . فانطلق ذو القرنين و تركه و قال : ما عنيت بهذا أحدا غيري ٣ .

و في ( عيون ابن قتيبة ) : تذاكر حذيفة و سلمان أمر الدنيا ، فقال سلمان : و من أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامدي سرير كسرى و في العرصة سرير رخام كان يجلس عليه كسرى فتصعد غنيمات

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب ١ : ٢٩٣ و ٢٩٥ .

( ٢ ) تاريخ بغداد ١ : ٧٧ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٣ ) أخرجه في ضمن حديث طويل الصدوق في أماليه : ١٤٥ ، المجلس ٣٢ .

٣٨٥

الغامدي إلى ذلك السرير ١ .

و قال أبو حامد الشهرزوري :

و من عرف الدنيا و لؤم طباعها

و أصبح مغرورا بها فهو ألأم

ترديك و شيا معلما و هو صارم

و تعطيك كفا رخصة و هو لهذم

و تصفيك ودّا ظاهرا و هي فارك

و تسقيك شهدا رائقا و هو علقم

فأين ملوك الأرض كسرى و قيصر

و اين مضى من قبل عادو جرهم

كأنهم لم يسكنوا الأرض مرّة

و لم يأمروا فيها و لم يتحكّموا

« و اللّه لو كنت شخصا مرئيا و قالبا حسيا لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأماني » أي : التمنيّات « و امم ألقيتهم في المهاوي » جمع المهواة ما بين الجبلين .

و للوحيد البغدادي :

لو تجلّى لي الزمان للاقى

مسمعيه منّي عتاب طويل

إنّما نكثر الملامة للدهر

لانّ الكرام فيه قليل

« و ملوك أسلمتهم إلى التلف و أوردتهم موارد » أي : مشارع « البلاء إذ لا ورد » في ماء رخاء « و لا صدر » عنه . قال :

حيران يعمه في ضلالته

مستورد الشرائع الظلم

قال الفيروز آبادي في ( قاموسه ) : المنصورة : بلدة بالسند إسلامية ، و بلدة بنواحي واسط ، و اسم خوارزم القديمة الّتي كانت شرقي جيحون ، و بلدة قرب القيروان ، و بلدة ببلاد الديلم ، و بلدة بين القاهرة و الدمياط . و من العجب ان كلاّ منها بناها ملك عظيم في جلال سلطانه و علو شانه و سماها المنصورة تفاؤلا بالنصر و الدوام ، فخربت

ــــــــــــــــــ

( ١ ) عيون ابن قتيبة ٢ : ٣٧١ .

٣٨٦

جميعها و اندرست و تعفّت رسومها و اندحضت ١ .

« هيهات من وطي‏ء » أي : وضع قدمه « دحضك » أي : مزلتك « زلق » و ما قدر على الثبات . قال الشاعر :

إنّ هذي الديار قد نزلت قبل و حلّت

فأين أهل الديار

أين أين الملوك في سالف الدهر

و ما أثروا من الآثار

كلّ ذي نخوة و أمر مطاع

و امتناع و عسكر جرّار

ملكوا برهة فسادوا و قادوا

ثمّ صاروا أحدوثة السمار

لم تخلّدهم الكنوز الّتي قد كنزوها

من فضّة و نضار

لم تغثهم يوم الحساب و لكن

حملوا وزرها مع الأوزار

« و من ركب لججك غرق » هذا تشبيه للدنيا بالبحر ، مضافا إلى التشبيهات الأربعة المتقدّمة بمرأة سليطة غادرة ، و سبع ذي مخلب ، و صياد ذي حبالة ،

و مكان زلق .

و عن الكاظم عليه السلام قال لقمان لابنه : يا بني ، إنّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه و حشوها الإيمان و شراعها التوكّل و قيّمها العقل ، و دليلها العلم و سكّانها الصبر ٢ .

« و من أزوّر » أي : عدل « عن حبالك » حتى لا يقع فيها « وفّق » لأنّه أتى بما يقتضيه العقل .

جاء في ( الكافي ) : أنّ الكاظم عليه السلام قال لهشام بن الحكم : يا هشام إنّ العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة و لم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم . يا هشام : إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف

ــــــــــــــــــ

( ١ ) القاموس المحيط ٢ : ١٤٣ ، مادة ( نصر ) .

( ٢ ) رواه ابن شعبة في تحف العقول : ٣٨٦ .

٣٨٧

الذنوب و ترك الدنيا من الفضل و ترك الذنوب من الفرض . يا هشام : إنّ العاقل نظر إلى الدنيا و إلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلاّ بالمشقّة ، و نظر إلى الآخرة فعلم أنّها لا تنال إلاّ بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما . يا هشام : ان العقلاء زهدوا في الدنيا و رغبوا في الآخرة لأنّهم علموا أنّ الدنيا طالبة مطلوبة و أنّ الآخرة طالبة مطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتّى يستوفي منها رزقه ، و من طلب الدنيا و رغبوا في الآخرة لأنّهم علموا أنّ الدنيا طالبة مطلوبة و أنّ الآخرة طالبة الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه و آخرته ١ .

« و السالم منك » يا دنيا « لا يبالي » لنجاته من هلكة شديدة « إن ضاق به مناخه » بضم الميم ، أي : مستقره و الأصل فيه « انخت الجمل فاستناخ » أي :

أبركته فبرك .

هذا و « تنوخ » ليس من هذا كما توهم الجوهري ، فقال ابن دريد : تنخ بالمكان إذا اقام به ، و منه تنوخ ٢ . و هذا من نوخ الإبل .

و وجه عدم مبالاته بضيق مناخه ، لأن من سلم منها كمن سلم ممن يريد إهلاكه بالاختفاء في موضع ضيق ، فهو لا يحسّ ضيق ذاك المكان مادام همه النجاة .

« و الدنيا عنده كيوم حان انسلاخه » أي : صار وقت تقضيه .

قال الصادق عليه السلام : إصبروا على طاعة اللّه و تصبّروا عن معصية اللّه ،

فإنّما الدنيا ساعة فما مضى فلست تجد له سرورا و لا حزنا و ما لم يأت فلست تعرفه ، فاصبر على تلك الساعة الّتي أنت فيها فكأنّك قد اغتبطت ٣ .

« اعزبي » بالضم و الكسر ، أي : ابعدي يا دنيا « عنّي فو اللّه لا أذل لك » أي :

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ١ : ١٧ .

( ٢ ) صحاح اللغة ١ : ٤٣٤ ، مادة ( نوخ ) ، و جمهرة اللغة ٢ : ٨ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٤٥٩ ح ٢١ .

٣٨٨

لا أكون لك ذلولا « فتستذليني » أي : تجعليني ذليلا « و لا أسلس » أي : لا أنقاد « لك فتقوديني » حيث شئت .

عن الصادق عليه السلام فيما ناجى اللّه تعالى به موسى عليه السلام : يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين ، و ركون من اتخذها أبّا و أمّا ، يا موسى : لو وكّلتك إلى نفسك لتنظر لها إذن ، لغلب عليك حبّ الدنيا و زهرتها ١ .

« و ايم اللّه » قال الجوهري : أيمن اللّه بضم الميم ، و النون اسم وضع للقسم إلى أن قال و ربما حذفوا منه النون فقالوا أيم اللّه و ايم اللّه بكسر الهمزة ٢ .

« يمينا » قال الجوهري : اليمين : القسم ، يقال سمّي بذلك لأنّهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كلّ أمري‏ء منهم يمينه على يمين صاحبه الخ ٣ . و نصبه على المصدرية .

« استثنى فيها بمشية اللّه » إشارة إلى قوله تعالى : و لا تقولنّ لشي‏ء إنّي فاعل ذلك غدا إلاّ أن يشاء اللّه ٤ .

« لأروضنّ » و الأصل فيه من « رضت المهر » داراه حتى يركبه .

« نفسي رياضة » و الأصل روّاضة « تهشّ » أي : ترتاح النفس « معها » أي : مع تلك الرياضة « إلى القرص » من الخبز « إذا قدرت عليه مطعوما » .

في الكشّي عن أبي عبد اللّه عليه السلام : أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له و معهما مائتا دينار فقال لهما : قولا له يقول لك عثمان استعن بهما على ما نابك . فقال لهما : هل أعطى أحدا مثل ما أعطاني ؟ قال : لا ، قال : فإنّما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسعهم ، قالا له : يقول عثمان : إنّها من صلب مالي

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٢ : ١٣٥ ح ٢١ .

( ٢ ) صحاح اللغة ٦ : ٢٢٢١ و ٢٢٢٢ ، مادة ( يمن ) .

( ٣ ) صحاح اللغة ٦ : ٢٢٢١ ، مادة ( يمن ) .

( ٤ ) الكهف : ٢٣ .

٣٨٩

و ما خالطها حرام . قال : لا حاجة لي فيها ، و أنا من أغني الناس . فقالا له : ما نرى في بيتك قليلا و لا كثيرا . فقال : بلى تحت هذا الاكاف الّذي ترون رغيفا شعير قد أتى عليهما أيام ، فما أصنع بهذه الدنانير ؟ ١ .

« و تقنع بالملح مأدوما » أي : ما يؤكل الخبز معه .

في ( المناقب ) : رآه عليه السلام عدي بن حاتم و بين يديه شنة فيها قراح ماء ،

و كسرات من خبز شعير و ملح ، فقال له عليه السلام : إني لأراك لتظلّ نهارك طاويا مجاهدا ، و بالليل ساهرا مكابدا ، ثم يكون هذا فطورك فقال عليه السلام :

علّل النّفس بالقنوع و إلاّ

طلبت منك فوق ما يكفيها

و فيه : ترصّد عمرو بن حريث غذاءه عليه السلام ، فأتت فضّة بجراب مختوم فأخرج منه خبزا متغيّرا خشنا ، فقال عمرو : يا فضّة لو نخلت هذا الدقيق و طيبته ، قالت : كنت أفعل فنهاني و كنت أضع في جرابه طعاما طيّبا فختم جرابه ، ثم أنّه عليه السلام فتّه في قصعة و صبّ عليه الماء ثم ذرّ عليه الملح و حسر عن ذراعه ، فلما فرغ قال : يا عمرو : لقد حانت هذه و أشار إلى محاسنه و حسرت هذا و أشار إلى بطنه أن أدخلها النّار من أجل الطعام ، و هذا يجزيني ٢ .

و في ( كامل المبرد ) : قال أبو نيزر : جاءني علي عليه السلام و أنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر و البغيبغة فقال لي : هل عندك من طعام ؟ فقلت :

طعام لا أرضاه لك ، قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة . فقال : علي به إلى أن قال و قال من أدخله بطنه النار فأبعده اللّه ٣ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) اختيار معرفة الرجال : ٢٧ ح ٥٣ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٢ ) مناقب السروي ٢ : ٩٨ .

( ٣ ) كامل المبرد ٧ : ١٣٥ .

٣٩٠

هذا ، و في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : أنّ يوسف عليه السلام لمّا كان في السجن شكا إلى ربه أكل الخبز وحده و سأل أداما يأتدم به ، و قد كان كثر عنده قطع الخبز اليابس ، فأمره أن يأخذ الخبز و يجعله في إجّانة و يصبّ عليه الماء و الملح فصار مريا و جعل يأتدم به ١ .

« و لأدعن » أي : أتركن « مقلتي » شحمة العين الّتي تجمع البياض و السواد « كعين ماء نضب » أي : غار و سفل « معينها » أي : جاريها . و معين : فعيل ، و قيل : هو مفعول من « عنت الماء » إذا استنبطته .

« مستفرغة » حال من « مقلتي » « دموعها » روى الكافي : أنّه عليه السلام أقبل ذات يوم على الناس بعد صلاة فجره و قال : لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا و قياما ، يخالفون بين جباههم و ركبهم كأن زفير النار في آذانهم ، إذا ذكر اللّه عندهم مادوا كما يميد الشجر ، ثم قال عليه السلام فما رئي ضاحكا حتى قبض ٢ .

« ا تمتلي السائمة » أي : الماشية الراعية « من رعيها » بالكسر ، أي : كلاءها ،

و أمّا بالفتح فمصدر ، حملناه على الأول لقوله عليه السلام بعد « و تشبع الربيضة من عشبها » .

« فتبرك » من برك البعير إذا استناخ .

و في ( الأساس ) : وصف أعرابي أرضا خصبة فقال : تركت كلاءها كأنّه نعامة باركة . و ابتركوا في الحرب جثوا على الركب ٣ .

« و تشبع الربيضة » قال الجوهري : ربوض البقر و الغنم و الفرس مثل بروك الإبل و جثوم الطير ، و المرابض للغنم كالمعاطن للإبل ، و الربيض الغنم

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٦ : ٣٣٠ ح ١ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٢٣٦ ح ٢٢ .

( ٣ ) أساس البلاغة : ٢١ ، مادة ( برك ) .

٣٩١

برعاتها المجتمعة في مربضها ١ .

« من عشبها » أي : علفها « فتربض » بكسر العين ، أي : تنام على الركب .

« و يأكل علي من زاده فيهجع » أي : ينام ليلا « قرت إذن عينه » كلام تهكّمي .

« اذن اقتدي بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة » أي : بلا راع « و السائمة المرعية » الّتي لها راع .

« طوبى لنفس » اتصفت بما قاله عليه السلام بعد ، لأنها المخاطبة بقوله تعالى :

يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة . فادخلي في عبادي و ادخلي جنّتي ٢ .

« أدّت إلى ربها فرضها » فأعبد الناس من أقام الفرائض و لم يخل بشي‏ء منها .

« و عركت » أي : دلكت « بجنبها بؤسها » أي : شدّتها ، من قولهم « عرك البعير جنبه بمرفقه » و المراد احتملت الشدائد و تحمتلها بنفسها . قال الشاعر :

إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما

يسوء من الأدنى جفاك الأباعد ٣

« و هجرت » أي : تركت « في الليل غمضها » بالضم ، أي : نومها ، قال تعالى :

كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ٤ و فسرت بأنّهم كانوا أقل الليالي تفوتهم حتّى لا يقومون .

« حتى إذا غلب الكرى » أي : الميل إلى النوم « عليها » هكذا في ( المصرية و ابن ميثم ) و لكن في ( ابن أبي الحديد و الخطية ) بدل « حتى إذا غلب الكرى

ــــــــــــــــــ

( ١ ) صحاح اللغة ٣ : ١٠٧٦ ، مادة ( ربض ) .

( ٢ ) الفجر : ٢٨ .

( ٣ ) أورده أساس البلاغة : ٢٩٩ ، مادة ( عرك ) ، و لسان العرب ١٠ : ٤٦٤ ، مادة ( عرك ) .

( ٤ ) الذاريات : ١٧ .

٣٩٢

عليها » . « حتى إذا الكرى غلبها » ١ و قلنا غير مرّة أن المقدّم نقل ابن ميثم لكون نسخته بخط مصنفه .

« افترشت ارضها » أي : جعل الأرض فراشها « و توسّدت كفها » أي : جعل كفّها و سادها ، و المراد أنه إذا غلب النوم عليها تركت القيام و نامت لقوله تعالى : و لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى ٢ أي من النوم كما فسر في خبر ٣ ليفهم ما يقول ، لكن ليس نومه نوم استراحة و اطمئنان ، بل هكذا ليقوم ثانيا بعد رفع غلبة النوم .

و في ( تذكرة السبط ) : و في ( الصحيحين ) و ( مسند أحمد بن حنبل ) ، عن أبي حازم قال : جاء رجل إلى سهل بن سعد فقال : هذا فلان يذكر علي بن أبي طالب عند المنبر . فقال : ما يقول ؟ قال : يقول أبو تراب و يلعن فغضب سهل و قال : و اللّه ما كناه به إلاّ النبي صلّى اللّه عليه و آله ، و ما كان اسم أحبّ إليه منه ، دخل على فاطمة عليها السلام فأغضبته في شي‏ء فخرج إلى المسجد فاضطجع على التراب و خلص التراب على ظهره ، فجاء النبي صلّى اللّه عليه و آله فمسح التراب عن ظهره و قال :

إجلس أبا تراب ٤ .

و في ( تاريخ الطبري ) مسندا عن عمار قال : كنت أنا و علي عليه السلام رفيقين مع النبي صلّى اللّه عليه و آله في غزوة العشيرة و كانت في السنة الثانية من الهجرة ، و كان النبي خرج فيها يعترض لعيرات قريش فنزلنا منزلا فرأينا رجالا من بني

ــــــــــــــــــ

( ١ ) لفظ شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٩٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ١٠٢ ، مثل المصرية الا ان ابن ميثم أورد . . . عليها « بعد . . . افترشت ».

( ٢ ) النساء : ٤٣ .

( ٣ ) جاء احاديث و هذا المضمون في البرهان ١ : ٣٧٠ .

( ٤ ) كذا في تذكرة الخواص : ٥ ، و الحديث في صحيح البخاري ١ : ٨٨ و ٢ : ٣٠٠ و ٤ : ٨١ و ٩٥ ، و صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٤ ح ٣٨ ، لكن أخرجه أحمد في مسنده ٤ : ٢٦٣ ، عن عمار .

٣٩٣
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

مدلج يعملون في نخل لهم ، فقلت : لو انطلقنا فنظرنا إليهم كيف يعملون ،

فانطلقنا فنظرنا إليهم ساعة ثم غشينا النعاس ، فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب ، فما أيقظنا إلاّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله أتانا و قد تتربنا في ذلك التراب ، فحرّك عليّا عليه السلام برجله فقال : قم يا أبا تراب : ألا أخبرك بأشقى الناس أحمر ثمود عاقر الناقة و الّذي يضربك على هذا يعني قرنه فيخضب هذه و أخذ بلحيته منها ١ .

« في معشر أسهر » أي : منع من النوم « عيونهم خوف معادهم » . جاء في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : صلّى النبي صلّى اللّه عليه و آله الصبح بالناس فنظر إلى شاب في المسجد ، و هو يخفق و يهوى برأسه مصفرا لونه قد نحف جسمه و غارت عينه في رأسه ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله : كيف أصبحت يا فلان ؟ قال : موقنا فعجب النبي من قوله و قال : إن لكلّ يقين حقيقة فما حقيقة يقينك ؟ قال : إنّ يقيني هو الّذي أحزنني و أسهر ليلي و أظمأ هو اجري فعزفت نفسي عن الدنيا و ما فيها ،

كأنّي أنظر إلى عرش ربّي و قد نصب للحساب ، و حشر الخلائق لذلك ، و أنا فيهم ، و كأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة و يتعارفون على الأرائك متكئون ، و كأني أنظر إلى أهل النّار و هم فيها معذّبون مصطرخون ، و كأنّي الآن أسمع زفير النّار يدور في مسامعي . فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله لأصحابه : هذا عبد نوّر اللّه قلبه بالإيمان . ثم قال له : إلزم ما أنت عليه ، فقال الشاب له صلّى اللّه عليه و آله : أدع لي أن أرزق الشهادة معك فدعا له فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فاستشهد بعد تسعة و كان هو العاشر ٢ .

« و تجافت » أي : نبت « عن مضاجعهم » و فرشهم « جنوبهم » قال تعالى :

ــــــــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٢ : ١٢٣ ، سنة ٢ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٥٣ ح ٢ ، و النقل بتصرف يسير .

٣٩٤

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا و طمعا و ممّا رزقناهم ينفقون . فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون ١ .

« و همهمت » أي : رددت الصوت ، من همهم الأسد « بذكر ربّهم شفاههم » قال تعالى : الذين يذكرون اللّه قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكّرون في خلق السماوات و الارض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار إلى فاستجاب لهم ربّهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ٢ .

« و تقّشعت » أي : تفرقت « بطول استغفارهم ذنوبهم » و في الخبر : لكلّ داء دواء ، و دواء الذنوب الاستغفار ٣ .

و روي أنّ عبّاد البصري قال للصادق عليه السلام : بلغني أنّك قلت ما من عبد يذنب ذنبا الاّ أجلّه اللّه سبع ساعات من النهار . فقال : ليس هكذا قلت ، و لكن قلت :

ما من عبد مؤمن و كذلك كان قولي ٤ .

« أولئك حزب اللّه ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون » هكذا في ( المصرية و الخطية ) ، و ليس الكلام كلّه في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٥ ، و كيف فالمفلحون إنّما حزبه تعالى ، و الأحزاب الأخرهم الخاسرون .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) السجده : ١٦ و ١٧ .

( ٢ ) آل عمران : ١٩١ ١٩٥ .

( ٣ ) رواه الصدوق في ثواب الاعمال : ١٩٧ ح ١ ، و سيوطي في الجامع الصغير ٢ : ١٢٥ ، و المناوي في كنوز الحقائق ٢ : ٦٩ .

( ٤ ) أخرجه الاهوازي في كتابه ، عنه البحار ٦ : ٣٨ ح ٦٣ ، و الحميري في قرب الاسناد : ٢ ، و في رواية الحميري « الحسن البصري ».

( ٥ ) توجد الكلام في شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٩٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ١٠٢ .

٣٩٥

٥

الخطبة ( ٣٣ ) و من خطبة له عليه السلام عند خروجه لقتال أهل البصرة .

قَالَ ؟ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ ؟ دَخَلْتُ عَلَى ؟ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ ع ؟ ؟ بِذِي قَارٍ ؟ وَ هُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذِهِ اَلنَّعْلِ فَقُلْتُ لاَ قِيمَةَ لَهَا فَقَالَ ع وَ اَللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلاَّ أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ اَلنَّاسَ فَقَالَ الخ و مرّ في ( ٢٠ ) التوحيد في ( الخطبة ٨٠ ) عن نوف أنّه عليه السلام خطب قائما على حجارة و عليه مدرعة من صوف و حمائل سيفه ليف و في رجليه نعلان من ليف ، و كأنّ جبينه ثفنة بعير .

قول المصنف : « قال عبد اللّه بن العباس : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار » و في رواية ( إرشاد الشيخ المفيد ) أنّ ذلك كان بالربذة ، فقال :

لما توجّه عليه السلام إلى البصرة ، نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج ،

فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه و هو في خبائه ، قال ابن عباس : فأتيته فوجدته يخصف نعلا ، فقلت له : نحن إلى أن تصلح أمرنا أحوج منّا إلى ما تصنع ، فلم يكلّمني حتى فرغ من فعله ثم ضمها إلى صاحبتها ، و قال لي : قوّمهما ، فقلت : ليس لهما قيمة ، قال : على ذاك ، قلت : كسر درهم . قال : و اللّه لهما أحبّ إليّ من أمركم هذا إلاّ أن أقيم حقّا او أدفع باطلا ، قال : قلت إنّ الحاجّ اجتمعوا ليسمعوا من كلامك فتأذن لي أن أتكلّم ، فان كان حسنا كان منك و ان كان غير ذلك كان منّي . قال : لا ، أنا أتكلّم ، ثمّ وضع يده على صدري و كان شثن الكفّين فآلمني ، ثم قام فأخذت بثوبه و قلت : نشدتك اللّه و الرحم . فقال :

٣٩٦

لا تنشدني ، ثمّ خرج فاجتمعوا عليه الخ ١ .

« و هو يخصف نعله » قال الفيومي : خصف النعل كرقع الثوب ٢ .

و كان عليه السلام يخصف نعله كالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، يخصف عليه السلام نعله و نعل النبي ،

و حديث « خاصف النعل » فيه مشهور . روى الخطيب مع نصبه في ربعي بن حراش الّذي قال فيه : تابعي ثقة ، و يقال أنّه لم يكذب كذبة قط و نقل شاهدا في ذلك مسندا عنه قال : سمعت عليا عليه السلام و هو بالمدائن قال : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله فقال : إنّه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبّدا فارددهم علينا . فقال أبو بكر و عمر : صدق ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله : لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه بالايمان ، يضرب رقابكم و أنتم مجفلون عنه إجفال النعم ، فقال أبو بكر : انا هو . قال : لا ، قال عمر :

أنا هو . قال : لا ، و لكنّه خاصف النعل ، و في كفّ علي نعل يخصفها للنبيّ و رواه الترمذي مثله ٣ .

و روى أحمد بن حنبل في ( فضائله ) كما في ( تذكرة السبط ) مسندا عن أنس قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و آله : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي ،

يمضي فيهم إمري ، يقتل المقاتلة و يسبي الذرية ، قال أبوذر : فما راعني الاّ برد كفّ عمر من خلفي ، فقال : من تراه يعني ؟ فقلت : ما يعنيك و إنما يعني خاصف النعل علي بن أبي طالب ٤ ٥ .

« فقال عليه السلام : و اللّه لهي أحب إلي من أمرتكم إلاّ أن اقيم حقّا أو أدفع باطلا » و مرّ

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الإرشاد : ١٣٢ .

( ٢ ) المصباح المنير ١ : ٢٠٨ ، مادة ( خصف ) .

( ٣ ) أخرجه الترمذي في سننه ٥ : ٦٣٤ ح ٣٧١٥ ، و الخطيب في تاريخ بغداد ٨ : ٤٣٣ .

( ٤ ) تذكرة الخواص : ٣٩ .

( ٥ ) السقط الشارح هنا شرح عبارة : « فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها » .

٣٩٧

في الشقشقيّة قوله عليه السلام « أما و الّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، لو لا حضور الحاضر و قيام الحجّة بوجود الناصر ، و ما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم و لا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، و لسقيت آخرها بكأس أوّلها و لألفتيم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز » ١ .

قول المصنف : في الثاني « و عليه مدرعة من صوف و حمائل سيفه ليف و في رجليه نعلان من ليف » ، في ( المناقب ) : رآه عليه السلام عقيل الخولاني جالسا على برذعة حمار مبتلة ، فقال لأهله في ذلك فقالت : لا تلوموني فو اللّه ما يرى شيئا ينكره إلاّ أخذه و طرحه في بيت المال ٢ .

و في خبر : قال عليه السلام لأهل البصرة ، إن قميصي لمن غزل أهلي ٣ .

« و كأنّ جبينه ثفنة بعير » من كثرة سجداته ، و ثفنات البعير ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ .

و في ( العدد ) عن الباقر عليه السلام : و لقد كان أبي تسقط منه كلّ سنة سبع ثفنات من موضع سجوده لكثرة صلواته و كان يجمعها فلما مات دفنت معه .

و جاء في ( أمالي الشيخ الطوسي ) : أنّ فاطمة بنت علي عليه السلام أتت جابر الأنصاري و قالت له : هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين عليه السلام قد انخرم أنفه و ثفنت جبهته و ركبتاه و راحتاه ادأبا منه لنفسه في العبادة الخبر ٤ .

و كان عليه السلام إذا أكثروا عليه في عبادته قال : أين تقع عبادتي من عبادة جدّي ٥ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) نهج البلاغة ١ : ٣٦ .

( ٢ ) مناقب السروي ٢ : ٩٧ .

( ٣ ) رواه في ضمن خطبة المفيد في الجمل : ٢٢٤ .

( ٤ ) أمالي أبي جعفر الطوسي ٢ : ٢٤٩ ، المجلس ١٣ .

( ٥ ) روى هذا المعنى ابن أبي الحديد في شرحه ١ : ٢٧ ، و السروي في مناقبه ٢ : ١٢٥ .

٣٩٨

٦

الحكمة ( ٢٣٦ ) و قال عليه السلام :

وَ اَللَّهِ لَدُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عُرَاقِ خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ و مرّ في سابقة قوله « و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز » .

و في خطبة ٢٢٢ : و إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ، ما لعليّ و لنعيم يفنى و لذة لا تبقى ، نعوذ باللّه من سبات العقل و قبح الزلل .

هذا ، و في ( الصحاح ) : العرق بالفتح ، العظم الّذي أخذ عنه اللحم ، و الجمع عراق بالضم ١ . و في ( الأساس ) قيل لبنت الخس : ما أطيب العراق ؟ قالت : عراق الغيث ، و ذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث ، لأنّ الماشية تحبّه فتسمن عليه ، فيطيب عراقها ٢ .

و في ( أنساب السمعاني ) قال المدائني : خطب الديباج محمد بن عبد اللّه بن عمر بن عثمان ، و الديباج عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أمرأة ، فجعلت تبحث عن أحسنهما ، فخرجت في ليلة مقمرة ، فرأتهما يتعاتبان في أمرها أو أمر آخر ، و كان وجه عبد العزيز إليها فرأت بياضه و طوله فقالت : حسبي به : فتزوجها هو ، و دعا الآخر في وليمتها ، فأكل ثم خرج و هو يقول :

بينا ارجى أن أكون وليّها

رضيت بعرق من وليمتها سخن ٣

ــــــــــــــــــ

( ١ ) صحاح اللغة ٤ : ١٥٢٣ ، مادة ( عرق ) .

( ٢ ) أساس البلاغة : ٢٩٩ ، مادة ( عرق ) .

( ٣ ) لم يوجد في مظانه من انساب السمعاني .

٣٩٩

٧

الحكمة ( ٧٧ ) وَ مِنْ خَبَرِ ؟ ضِرَارِ بْنِ ضَمْرَةَ اَلضَّابِيِّ ؟ عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَى ؟ مُعَاوِيَةَ ؟ وَ مَسْأَلَتِهِ لَهُ عَنْ ؟ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ ع ؟ قَالَ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَدْ أَرْخَى اَللَّيْلُ سُدُولَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ اَلسَّلِيمِ وَ يَبْكِي بُكَاءَ اَلْحَزِينِ وَ يَقُولُ يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لاَ حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ مِنْ قِلَّةِ اَلزَّادِ وَ طُولِ اَلطَّرِيقِ وَ بُعْدِ اَلسَّفَرِ وَ عَظِيمِ اَلْمَوْرِدِ أقول : رواه ( مروج المسعودي ) هكذا قال : دخل ضرار بن ضمرة و كان من خواص علي عليه السلام على معاوية وافدا ، فقال له صف لي عليا . قال : إعفني قال : لا بدّ من ذلك ، فقال : أما إذا كان لا بدّ من ذلك ، فانه كان و اللّه بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه ، يعجبه من الطعام ما خشن و من اللباس ما قصر ، و كان و اللّه يجيبنا إذا دعوناه و يعطينا إذا سألناه ، و كنّا و اللّه على تقريبه لنا و قربه منّا لا نكلّمه هيبة له ، و لا نبتدئه لعظمه في نفوسنا ، يبسم عن ثغر كاللؤلؤ المنظوم ،

يعظّم أهل الدين ، و يرحم المساكين و يطعم في المسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ، يكسو العريان و ينصر اللهفان ، يستوحش من الدنيا و زهرتها و يأنس بالليل و ظلمته ، و كأنّي به و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه و هو في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول : يا دنيا غرّي غيري ، ألي تعرضت أم إلي تشوّقت ؟ هيهات هيهات لا حان حينك قد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، عمرك قصير و عيشك

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470