بحث حول المهدي (عج)

بحث حول المهدي (عج)0%

بحث حول المهدي (عج) مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 136

بحث حول المهدي (عج)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الصدر
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 136
المشاهدات: 11801
تحميل: 5411

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 136 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 11801 / تحميل: 5411
الحجم الحجم الحجم
بحث حول المهدي (عج)

بحث حول المهدي (عج)

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بحث حول المهدي (عج)

١

٢

بحث حول المهدي (عج)

تأليف

الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)

تحقيق وتعليق

الدكتور عبد الجبّار شرارة

مع مقدمة وافية

مركز الغدير للدراسات الإسلامية / قم

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

٥

٦

كلمة المركز

٧

٨

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.

إنّ من المهام الفكرية والعلمية التي تصدّى مركز الغدير للعناية بها، ونشر الأبحاث والدراسات الدائرة حولها والمهتمة بالتعريف بها، هي الأبحاث والدراسات العقيدية المرتبطة بعقيدة الإمامة، ولعلّ دراسة قضية الإمام المهدي (ع)، وبحثها بحثاً علمياً استدلالياً والتعريف بها، ومناقشة الشُبهات المثارة حولها، هي من أهم المباحث وأكثرها حاجةً إلى الإيضاح والتعريف.

ولقد كتب العلماء والمفكّرون والباحثون والمحقّقون الكتب والدراسات؛ لدراسة هذا الموضوع الخطير.

كما خرّج علماء الحديث وأصحاب الموسوعات الحديثية، أحاديثَ المهدي المروية عن النبي (ص) في كتبهم، وأفردوا لها باباً خاصاً حيناً، كما وردت ضمن أحاديث وروايات أخرى حيناً آخر.

ومن الذين تناولوا هذا البحث بالدراسة والتحليل، وضمن منهج متميّز هو الفقيه والمفكّر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض)، فقد بحث هذا الموضوع تحت عنوان (بحث حول المهدي)، فكان بحثاً عقلياً وتنظيرياً لعقيدة المهدي (ع).

٩

ولم يورد فيه مؤلّفه الروايات الدالة على الموضوع؛ ذلك لأنّ البحث كان عبارةً عن مقدمة لكتاب استدلالي موسّع، هو كتاب (موسوعة الإمام المهدي (ع)) للسيد محمد الصدر.

فهو عبارة إذاً، عن مقدمة لكتاب، وليس كتاباً، غير أنّه جاء بحثاً استوعب مرتكزات الموضوع وأغنى جوانبه، وحق أن تبذل الجهود لتحقيقه وإخراجه ونشره، فكاتبه (الشهيد الصدر) قمة من قمم الفكر والعلم، وحجّة من حجج البحث والتحقيق.

من أجل ذلك بادر مركز الغدير بتكليف الأستاذ الدكتور عبد الجبّار شرارة، أن يقوم بتحقيق هذا الأثر من تراث شهيدنا الصدر العلمي، والتعريف بمسألة من أهم المسائل في العقيدة من خلال هذا البحث القيّم، ولقد تركّز عمل المحقّق بمقدمة علمية استعرض فيها وحلّل مناهج البحث في هذه المسألة، فلخّصها بمنهجين هما:

1- منهج المشكّكين.

2- منهج المثبتين، الذي قسّمه إلى منهجين هما:

أ - المنهج الروائي.

ب - المنهج العقلي (منهج الشهيد الصدر).

فتحدّث عن منهج الشهيد الصدر، وأوضح طريقته في إثبات القضية وبلْورة معالمها، كما قام بنقد ورد الشُبهات المثارة حول عقيدة الإيمان بوجود المهدي المصلح، وأورد الأدلة المثبتة على ذلك.

وبعد تلك المقدمة انتقل المحقّق إلى نص كتاب (بحث حول المهدي (ع))، فقام بتدقيق المتن وضبطه، وتخريج الآيات والروايات والإحالات الواردة في متن الكتاب، والتعليق على بعض نصوص الكتاب؛ لإيضاحها وكشف غوامضها.

١٠

ومركز الغدير إذ يتبنّى إعداد هذا الكتاب بتوجيه وعناية من المشرف العام آية الله السيد محمود الهاشمي، إنّما يقدّم للقرّاء أثراً علمياً قيماً، وصياغةً فكرية فذةً لمبدأ إسلامي خطير، ويعرّف من خلاله بمسألة من أهم مسائل الفكر والعقيدة الإسلامية.

راجين من الله سبحانه قبول العمل، وشفاعة أهل البيت (عليهم السلام)، وتحقّق آمال المستضعفين في العالم بإقامة دولة الحق، التي يرفع لوائها المصلح المنتظر.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

مركز الغدير للدراسات الإسلامية

ربيع الأَوّل 1417 للهجرة الشريفة

١١

١٢

مقدمة المحقّق

١٣

١٤

الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) قضية أساسية في عقيدة المسلمين، وقد شغلتهم وما تزال منذ بشّر خاتم المرسلين (ص) به، وأكّد ظهوره في آخر الزمان في أحاديث جمّةٍ، وفي موارد ومناسبات لا تُحصى كثرةً بلغت حدّ التواتر، فصار الاعتقاد به من ضروريات الإسلام، ومع ذلك كله فقد نجم في القرون الماضية وفي قرننا الحالي، مَن أنكر وشكّك فيه؛ إمّا تأثّراً بمناهج مادية، أو بسبب عصبيةٍ مذهبية، أو لجهلٍ بما أودع في الصحاح والمسانيد والسُنن من مئات الروايات (1) ، عن طريق الفريقين السنة والشيعة، ولقد ألّف العلماء المتقدّمون والمتأخرون عشرات الكتب، كما كُتبت فصول أو دراسات تضمنت أدلةً معتبرة واحتجاجات سليمة وقوية، على وجود المهدي (ع)، وصدق القضية بما لا ينبغي معه أن يرتاب فيه مسلم صحيح العقيدة، يؤمن بما يُخبر به الرسول (ص).

ولقد بلغ رسوخ هذه العقيدة في الأمّة المسلمة أن استغلها بعض الأدعياء، وادعوا المهدوية، ولكن سرعان ما انكشفوا وافتضحوا، كما افتضح أدعياء النبوة، وقد حاول الدكتور أحمد أمين في كتابه (المهدوية في الإسلام)، أن

____________________

(1) راجع: المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية / الشيخ نجم الدين العسكري، وفيه أكثر من أربعمِئة حديث من كتب أهل السُنة.

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (ع) / العلاّمة الشيخ لطف الله الصافي، وفيه ما مجموعه (6000) ستة آلاف حديث عن طريق الفريقين.

١٥

يجعل من ادّعاء المهدوية سبباً للطعن على فكرة المهدي وأصالتها، ولكن العكس هو الصحيح؛ فالادّعاء يدل على أنّ المدّعين يستغلون حقيقيةً موضوعيةً، واعتقاداً راسخاً عند الناس، ثمّ لو صح أنّ الادعاء مُبطل لأصل القضية، فلازم ذلك إبطال النبوات؛ لكثرة المدّعين.

والأمر المثير للعجب أن يتصدّى بعض أدعياء العلم والمعرفة قديماً وحديثاً؛ للتشكيك والتشويش على الأمّة المسلمة، لا لشيءٍ إلاّ بسبب قصور فهمهم عن إدراك أسرار هذه العقيدة، ومقاصدها السامية، أو بسبب غرض أخر، ومن هؤلاء في عصرنا الحديث المستشرقون وتلامذتهم من أمثال كولدزيهر، وفلهاوزن، وفان فلوتن، ومكدونالد، وبرنارد لويس، ومونتغمري وات، وماسنيون، وغيرهم ممّن تبعهم من تلامذتهم من أبناء الإسلام، وسار على منهجهم في إثارة الشُبهات، والتشكيك بعقائد الإسلام ومقولاته وفي القرآن الكريم والسُنة المطهّرة، ثمّ سلك هذا المسلك الوهابية، ومَن سار في ركابهم من أبناء الشيعة والسُنة في التشكيك بعقيدة المهدي المنتظر (ع)، وليس لدى جميع هؤلاء ما يدعم إنكارهم من الأدلة والمستمسكات الموثوقة، بل الدليل قائم على خلاف مذاهبهم، والبرهان ساطع وقاطع على صحة العقيدة في المهدي (ع)؛ لثبوت التواتر كما حكاه غير واحدٍ، ومنهم البرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة، والشوكاني في التوضيح كما سيأتي.

والغريب أنّ هؤلاء يتوسلون بنفس الذرائع، ويتعلّلون بنفس التعلّلات التي توسّل بها منكرو ما جاء من أنباء الغيب، التي احتواها القرآن الكريم، أو التي نطق بها الرسول الكريم نبينا محمد (ص)، كإنكارهم الإسراء و المعراج (1) .

____________________

(1) راجع: تفسير ابن كثير 3: 9 وما بعدها تفسير أَوّل سورة الإسراء.

١٦

إنّ قراءةً متأنية لِما أثاره المشكّكون من إشكالات، وما يطرحونه هذه الأيام من تشويشات، كما في مزاعم وادعاءات السائح، والقصيمي، وغيرهم من المشوّشين - وهي لا تختلف عمّا طرحه الخصوم قبلهم - الذين هم عن العلم بعيدون، وبمعرفة علم الحديث روايةً ودرايةً أبعد ما يكونون، وبحقائق التاريخ ووثائقه على أتم الجهل أو العناد، إنّ هذه القراءة ستوقفنا على سذاجة تفكيرهم، وسُقم واختلال مناهجهم في التعامل مع هذه القضية الخطيرة (1) .

ومن هنا، كان تصدّي الإمام الشهيد الصدر (رض) لها بالبحث والدراسة، وِفق منهج علمي جديد، يعتمد النقل الصحيح، والدليل العقلي السليم، ومناقشة القضية مناقشةً هادئة رصينة، متعرضاً لكل الإشكالات المثارة في المقام، والواقع أنّنا إزاء ما أثاره الخصوم قديماً وحديثاً لم نجد - في حدود تتبعنا القاصر - مَن درسَها وناقشها بمثل هذا المنهج والأسلوب الذي اتبعه الإمام الشهيد الصدر (رض)، كما سيتضح للقارئ العزيز.

ولعلّ من المناسب في هذه المقدمة، أن نتعرّف على جملة حقائق أو ملاحظات، يمكن أن تشكّل مدخلاً مناسباً لبحث السيد الشهيد (رض)، الذي وُفقنا والحمد لله إلى تحقيقه تحقيقاً علمياً حديثاً.

ويتضمن المدخل الإلمام بالأمور الآتية:

أَوّلاً: منهج المشكّكين قديماً وحديثاً.

ثانياً: منهج المثبتين:

1- المنهج الروائي.

2- المنهج العقلي (منهج الشهيد الصدر (رض)).

____________________

(1) راجع مناقشة السائح وأمثاله في (نقد الحديث بين الاجتهاد والتقليد) للسيد محمد رضا الجلالي، المنشور في مجلة تراثنا / العددان 32 و 33 / السنة الثانية 1413 هـ / إصدار مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).

١٧

أَوّلاً: منهج المشكّكين

ينطلق المنكرون للإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)، من دوافع ومنطلقات لا تنسجم مع منهج الإسلام العام في طرح العقائد والدعوة إلى الإيمان بها، فمنهج الإسلام الذي يعتمد على العقل والمنطق والفطرة، يقوم في جانب مهمٍ منه على ضرورة الإيمان بالغيب، وتتكرّر الدعوة في القرآن الكريم إلى ذلك؛ إذ هناك عشرات الآيات (1) التي تتحدث عن الغيب والدعوة إلى الإيمان به، والمدحة عليه كما في قوله تعالى ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) البقرة 2-3، وفي الحديث النبوي الشريف (2) كذلك، إذ هناك مئات الروايات وبصورٍ متنوّعة وعديدة، وكلها تؤكّد الإيمان بالغيب وعلى أنّه جزء لا يتجزأ من العقيدة، وأنّ هذا الغيب سواء تعقّله الإنسان وأدرك جوانبه، أو لم يستطع إدراك شيء منه وخفيت عليه أسراره، فإنّه مأمور بالإيمان، غير معذورٍ بالإنكار؛ بلحاظ أنّ مثل هذا الإيمان هو من لوازم الاعتقاد بالله تعالى، وبصدق سفرائه وأنبيائه، الذين يُنبئون ويُخبرون بما يُوحى إليهم، كما هو الأمر في الإيمان بالملائكة، وبالجن، وبعذاب القبر، وبسؤال المَلَكينِ (منكر ونكير)، وبالبرزخ (3)، وبغير ذلك من المغيّبات التي جاء بها القرآن الكريم، أو نطق بها الرسول الأمين، ونقلها إلينا الثقات المؤتمنون، وإذن فكلّ تشكيك بشأنها - أي قضية المهدي (ع) - إنّما يتعلّق بأصل التصديق بالغيب، والكلام فيه يرجع إلى هذا الأصل.

____________________

(1) راجع: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن مادة (غيب)، وراجع التفاسير ومنها تفسير ابن كثير المجلد الأَوّل في تفسير أَوّل سورة البقرة.

(2) راجع كتاب الفتن وعلامات الساعة في الصحاح والمسانيد والسُنن، راجع مثلاً: التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول / الشيخ منصور علي ناصف 5: 300 وما بعدها.

(3) راجع: التاج الجامع للأصول 1: 25.

١٨

ومن هنا حاول المنكرون لعقيدة المهدي (ع) أن يهربوا، وينأوا بأنفسهم عن طائلة ذلك الاعتقاد، فلجأوا إلى التشكيك بالأخبار الواردة بشأنه، أو تضعيف أسانيدها، كما فعل ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثاني والخمسين، الذي عقده في أمر الفاطمي، حيث ضعّف الأحاديث المروية في المهدي، مع اعترافه بظهور المهدي (ع) آخر الزمان، وبصحة بعض الأحاديث المروية بشأنه، وتبعه عدد من المقلّدين، أمثال علي حسين السائح أُستاذ كلية الدعوة الإسلامية في ليبيا في بحثه (تراثنا وموازين النقد) (1) ، إذ تعرّض فيه لموضوع المهدي المنتظر (ع)، وتعلّق بالخيوط العنكبوتية التي نسجها ابن خلدون حول عقيدة المهدي (ع)، وحسب أنّه لجأ إلى ركن شديد، وأنّه سيرقى عليها إلى السماء، غافلاً عن أنّه تشبث بأوهن البيوت.

وعندما اصطدم هؤلاء بعدم إمكانية ردّ تلك الروايات أو تضعيفها لكثرتها، وتعدّد طرقها، وصحة أسانيد عدد كبير منها كما أثبتها أئمة الحديث (2) ، لجأوا مرةً أخرى إلى إحاطة أمر المهدي (ع) بالأساطير التي اخترعوها، كاختراعهم أُكذوبة السرداب التي لا أصل لها عند المعتقدين به، وقد ناقشها الشيخ العلاّمة الأميني مناقشةً وافية، أبانَ تخبّط القوم الخصوم في الأساطير، التي نسجوها تارةً في موقع السرداب - إذ اختلفوا فيه اختلافاً مضحكاً - وتارةً أُخرى في مواقف الشيعة وطقوسهم المزعومة حول السرداب (3) .

____________________

(1) البحث نُشر في مجلة كلية الدعوة الإسلامية الصادرة في ليبيا، وراجع مناقشته في بحث السيد الجلالي المنشور في مجلة تراثنا المذكورة سابقاً.

(2) راجع: دفاع عن الكافي / ثامر هاشم العميدي 1: 203 وما بعدها، فقد أورد مناقشة العلماء وأئمة الحديث لتضعيفات ابن خلدون والمقلّدين لرأي ابن خلدون، كما ناقش هو تلك التضعيفات مناقشةً علميةً متينة، أبانَ فيها تهافتهم وعدم تبصّرهم ومعرفتهم بفن الرواية وأصول الدراية.

(3) راجع: الغدير 3: 308 - 309، وراجع ما أورده العميدي من مناقشات متينة لهذه الفِرية في دفاع عن الكافي 1: 593، وراجع: سيرة الأئمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني 2: 559.

١٩

ولجأ آخرون إلى إنكار ولادته (1) الميمونة، بإغراء ذوي المطامع (2) أو الطموح السياسي والاجتماعي، لتبنّي هذا الإنكار والإفادة منه، إلى غير ذلك من التعلّقات الواهنة، التي تسقط لدى عرضها على الحقائق الوفيرة، فضلاً عن مقتضيات الأحاديث الصريحة الصحيحة.

وبالجملة، فإنّ منهج المشكّكين لم يخرج عن مثل تلك المنطلقات والتوهّمات أو المغالطات المنكرة، فضلاً عن تعارضه مع الأصول المعتبرة الدينية والروائية.

ولعلّ من المناسب أن نورد ضمن هذا المنهج، ما ذهب إليه بعض المعاصرين من أمثال إحسان إلهي ظهير (3)، والبنداري (4) ، والسائح، ومَن احتذى حذوهم، وقلّدهم تقليداً أعمى من المنسوبين إلى الشيعة.

وملخّص ما أثاروه واستندوا إليه أمور، نذكرها كما وردت على ألسنتهم، ثمّ نناقش أسس مدّعياتهم ومنهجهم،

وذلك كما يأتي:

1- قالوا: إنّ الشيعة وقعوا في حيرة واضطراب بعد وفاة الإمام العسكري (ع)، وخاصةً فيما يتعلّق بولادة الإمام المهدي (محمد بن الحسن) (ع)؛ لوجود الغموض فيما ورد عنه من طريق الأئمة (ع) عندما سُئلوا عنه.

2- قالوا: إنّ الشيعة انقسموا وتفرّقوا إلى أربعة عشرة فِرقة، في مسألة الإمام

____________________

(1) راجع: دفاع عن الكافي / 1: 569 فقد أورد المؤلّف شهادات واعترافات وإثباتات وافية، عن علماء أهل السُنة من القرن الرابع الهجري إلى القرن الرابع عشر، في إثبات ولادة الإمام المهدي، واستمرار حياته، ووجوده الشريف.

(2) راجع: الإرشاد / الشيخ المفيد: ص 345، وراجع أيضاً سيرة الأئمة الاثني عشر / الحسني / 2: 534 – 538 في قضية جعفر الكذّاب.

(3) راجع الشيعة والتشيّع - فِرق وتاريخ: ص 261 و 301 / الطبعة الثانية 1384 هـ - باكستان.

(4) راجع التشيّع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي / الطبعة الثانية – دار عمار – الأردن.

٢٠