منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

منتهى المقال في أحوال الرّجال 13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-97-3
الصفحات: 433

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 433 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263232 / تحميل: 4772
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٧-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

أن جعل في الدين مجالا لبحث العقل بما أودع فيه من المتشابه ، إذ بحثه يستلزم النظر فى الأدلة الكونية ، والبراهين العقلية ، ووجوه الدلالة ليصل إلى فهمه ويهتدى إلى تأويله.

(3) إن الأنبياء بعثوا إلى الناس كافة وفيهم العالم والجاهل والذكي والبليد ، وكان من المعاني الحكم الدقيقة التي لا يمكن التعبير عنها بعبارة تكشف عن حقيتها ، فجعل فهم هذا من حظ الخاصة ، وأمر العامة بتفويض الأمر فيه إلى الله ، والوقوف عند فهم المحكم ، ليكون لكلّ نصيبه على قدر استعداده ، فإطلاق كلمة الله وروح من الله على عيسى يفهم منه الخاصة ما لا يفهمه العامة ، ومن ثم فتن النصارى بمثل هذا التعبير إذ لم يقفوا عند حد المحكم وهو التنزيه واستحالة أن يكون لله أم أو ولد بمثل ما دل عليه قوله :إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ».

( وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ) أي وما يعقل ذلك ويفقه حكمته إلا ذوو البصائر المستنيرة ، والعقول الراجحة التي امتازت بالتدبر والتفكر في جميع الآيات المحكمة التي هى الأصول ، حتى إذا عرض لهم المتشابه بعد ذلك سهل عليهم أن يتذكروها ويردّوا المتشابه إليها ، ويقولوا في المتشابه الذي هو نبأ عالم الغيب : إن قياس الغائب على الشاهد قياس مع الفارق لا ينبغى للعقلاء أن يعتبروه.

ثم ذكر ما يدعون به ليهبهم الثبات على فهم المتشابه فقال :

( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) أي إن أولئك الراسخين في العلم مع اعترافهم بالإيمان بالمتشابه يطلبون إلى الله أن يحفظهم من الزيغ بعد الهداية ، ويهبهم الثبات على معرفة الحقيقة والاستقامة على الطريقة فهم يعرفون ضعف البشر ، وكونهم عرضة للتقلب والنسيان والذهول ، فيخافون أن يقعوا فى الخطأ ، والخطأ قرين الخطر.

وقد روى عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو «يا مقلّب القلوب ثبت قلبى على دينك» قلت : يا رسول الله

١٠١

ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال : «ليس من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرّحمن ، إن شاء أن يقيمه أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه».

( رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ) أي ربنا إنك تجمع الناس للجزاء في يوم لا شك فيه وإنا موقنون به ، لأنك أخبرت به وقولك الحق ، ووعدت وأوعدت بالجزاء فيه ، وأنت لا تخلف وعدك.

وقد جاءوا بهذا الدعاء بعد الإيمان بالمتشابه ، ليستشعروا أنفسهم الخوف من تسرّب الزيغ الذي يسلبهم الرحمة في ذلك اليوم ، وهذا الخوف هو مبعث الحذر والتوقي منه.

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (12) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (13) )

تفسير المفردات

تغنى : أي تنفع ، وقود (بفتح الواو) أي حطب ونحوه ، والدأب : العادة ؛ من دأب على العمل إذا جدّ فيه وتعب ، ثم غلب في العادة ، والمهاد : الفراش ، يقال مهدّ الرجل المهاد إذا بسطه ، والآية : العلامة على صدق ما يقول الرسول.

١٠٢

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه الدين الحق وقرر التوحيد ، وذكر الكتب الناطقة به ، وألمع إلى شأن القرآن الكريم وإيمان العلماء الراسخين به ـ شرع يذكر حال أهل الكفر والجحود ، ويبين أسباب اغترارهم بالباطل واستغنائهم عن الحق أو اشتغالهم عنه ، ومن أهم ذلك الأموال والأولاد ، وأرشد إلى أنها لا تغنى عنهم شيئا في ذلك اليوم الذي يجمع الله فيه الناس ليحاسبهم على ما عملوا ، والكافرون في أشد الحاجة إلى مثل هذه العظة ، لأن الجحود إنما يقع لغرور الناس بأنفسهم وأموالهم ، فيتوهمون الاستغناء عن الحق ، ويتبعون الهوى.

وقد ضرب الله مثلا لهؤلاء الكافرين الذين استغنوا بما أوتوا في الدنيا عن الحق ، فعارضوه وناصبوا أهله العداء حتى ظفروا بهم مثل آل فرعون ومن قبله ممن كذبوا الرسل ؛ فقد أهلكهم الله ونصر موسى على آل فرعون ، ونصر الرسل ومن آمن معهم على أممهم لصلاحهم وإصلاحهم ، فالله لا يحابى ولا يظلم وهو شديد العقاب.

الإيضاح

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ) أي إن الذين جحدوا ما قد عرفوه من نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم سواء كانوا من بنى إسرائيل أم من كفار العرب ـ لن تنجيهم أموالهم التي يبذلونها في جلب المنافع ودفع المضار ، ولا أولادهم الذين يتناصرون بهم في مهامّ أمورهم ويعوّلون عليهم فى الخطوب النازلة من عذاب الله شيئا ، وقد كانوا يقولون نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ، فردّ الله عليهم بقوله : «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً » وسيكونون يوم القيامة حطبا لجهنم التي تسعر بهم.

١٠٣

ثم ضرب لهم مثلا لينبههم إلى ما حلّ بمن قبلهم من الأمم التي كانت أقوى منهم جندا وأكثر عددا لعلهم يتعظون فقال :

( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ ) أي إن صنيع هؤلاء في تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفرهم بشريعته ، كدأب آل فرعون مع موسى عليه السلام ، ودأب من قبلهم من الأمم ، كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم ، فأهلكهم ونصر الرسل ومن آمن معهم ، ولم يجدوا من بأس الله محيصا ولا مهربا ، إذ عقابه أثر طبيعي لاجتراح الذنوب وارتكاب الموبقات.

ثم تهددهم وتوعدهم بالعقاب في الدنيا قبل الآخرة فقال :

( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ ) المراد بالكافرين هنا اليهود لما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن يهود المدينة لما شاهدوا غلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين يوم بدر قالوا والله إنه النبي الأمى الذي بشرنا به موسى ، وفي التوراة نعته وهمّوا باتباعه ، فقال بعضهم : لا تعجلوا حتى تنظروا إلى وقعة أخرى ، فلما كان يوم أحد شكّوا ، وقد كان بينهم وبين رسول الله عهد إلى مدة فنقضوه ، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبا إلى أهل مكة فأجمعوا أمرهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت.

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أصاب قريشا ببدر ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع فحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بقريش ، فقالوا له : لا يغرنّك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة ، لئن قاتلتنا لعلمت أنّا نحن الناس فنزلت.

أي قل لأولئك اليهود إنكم ستغلبون في الدنيا وسينفذ فيكم وعيدي ، وتساقون فى الآخرة إلى جهنم سوقا ، وبئس المهاد ما مهدتموه لأنفسكم.

وقد صدق الله وعده فقتل المسلمون بنى قريظة الخائنين ، وأجلوا بنى النّضير المنافقين ، وفتحوا خيبر وضربوا الجزية على من عداهم.

١٠٤

ثم حذرهم وأنذرهم بألا يغتروا بكثرة العدد والعدد فلهم مما يشاهدون عبرة فقال :

( قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا ، فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ) أي قل لأولئك اليهود الذين غرتهم أموالهم واعتروا بأولادهم وأنصارهم : لا تغرنكم كثرة العدد ، ولا المال والولد ، فليس هذا سبيل النصر والغلب ، فالحوادث التي تجرى في الكون أعظم دليل على تفنيد ما تدّعون.

انظروا إلى الفئتين اللتين التقتا يوم بدر ، فئة قليلة من المؤمنين تقاتل في سبيل الله كتب لها الفوز والغلب على الفئة الكثيرة من المشركين.

وفي هذا عبرة أيّما عبرة لذوى البصائر السليمة التي استعملت العقول فيما خلقت لأجله من التأمل في الأمور والاستفادة منها ، لا لمثل من نعتهم الله بقوله : «لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ».

ووجه العبرة في هذا أن هناك قوة فوق جميع القوى قد تؤيد الفئة القليلة فتغلب الفئة الكثيرة بإذنه تعالى ، وقوله( تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ) ترشد إلى السر في هذا الفوز ، لأنه متى كان القتال في هذا السبيل أي لحماية الحق والدفاع عن الدين وأهله ، فإن النفس تقبل عليه بكل ما أوتيت من قوة ، وما أمكنها من تدبير واستعداد ، علما منها بأن وراء قوتها معونة الله وتأييده ، يرشد إلى هذا قوله تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ » فها أنت ذا ترى أن الله أمر المؤمنين بالثبات وبكثرة ذكره لشدّ العزائم والنهوض بالهمم ، وبالطاعة لرسوله ، وكان هو القائد في تلك الواقعة ـ واقعة بدر ـ وطاعة القائد من أهم أسباب الظفر والنجاح في ميدان القتال.

وقد امتثل المؤمنون ما أوصاهم به ربهم بقدر طاقتهم ، فوجد لديهم الاستعداد والعزيمة الصادقة ، فقاتلوا ثابتين واثقين بنصر الله ، فنصرهم وفاء بوعده «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ».

١٠٥

وغزوات الرسول وأصحابه تفسر ما ورد في هذه الآيات ، ولما خالفوا ما أمروا به غزوة أحد نزل بهم ما نزل ، وفي هذا أكبر عبرة لمن تذكر واعتبر.

وقد روى أرباب السير أن جيش المسلمين كان ثلاثمائة وثلاثة وعشرين رجلا ، سبعة وسبعون منهم من المهاجرين ، ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار ، وصاحب راية المهاجرين على بن أبي طالب ، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة ، وكان في العسكر تسعون بعيرا وفرسان أحدهما للمقداد بن عمرو ، والآخر لمرثد بن أبي مرثد ، وكان معهم ست دروع وثمانية سيوف ، وجميع من قتل منهم يومئذ أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.

وأن جيش المشركين كان تسعمائة وخمسين مقاتلا ، رأسهم عقبة بن ربيعة ، وفيهم أبو سفيان وأبو جهل ، وكان في معسكرهم من الخيل مائة فرس وسبعمائة بعير ، ومن الأسلحة ما لا يحصى عدّا.

ومعنى قوله( يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ) أن المشركين رأوا المسلمين مثلى عدد المشركين أي قريبا من ألفين ـ وكانوا نحو ثلاثمائة ـ أراهم الله إياهم مع قلتهم أضعافهم ليهابوهم ويجبنوا عن قتالهم ، وكان ذلك مددا لهم من الله كما أمدهم الله بالملائكة ، بعد ما قللهم في أعينهم حتى اجترءوا عليهم وتوجهوا إليهم كما جاء في خطاب أهل بدر «وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ».

ومعنى قوله (رأى العين) أنها رؤية مكشوفة لا لبس معها ولا خفاء كسائر المرئيات والمشاهدات.

( وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ ) أي والله يقوّى بمعونته من يشاء كما أيد أهل بدر بتكثيرهم في عين العدو.

( إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ ) أي إن في هذا النصر مع قلة عددهم وكثرة عدوهم عظة لمن عقل وتدبر فعرف الحق وثلج قلبه ببرد اليقين.

١٠٦

( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) )

تفسير المفردات

الشهوات : واحدة شهوة وهى رغبة النفس في الحصول ، والمراد بها المشتهيات كما يقال هذا الطعام شهوة فلان أي ما يشتهيه ، والأنعام واحدها نعم وهى الإبل والبقر والغنم ولا تطلق النعم إلا على الإبل خاصة ، والمسوّمة : هى التي ترعى في الأودية والقيعان ، والحرث : الزرع والنبات.

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه قبل هذا اشتغال الكافرين بالأموال والأولاد وإعراضهم عن الحق وانهماكهم في اللذات ، ذكر هنا وجه غرورهم بذلك تحذيرا لهم من جعلها مطية لشهواتهم ، وتذكيرا لهم بأنه لا ينبغى أن تجعل هى غاية الحياة ، فتشغلهم عن أعمال الآخرة التي جعلت الدنيا مزرعتها ، والوسيلة لكسب السعادة فيها.

الإيضاح

( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ ) معنى تزيين حب الشهوات للناس ، أن حبها مستحسن لديهم لا يرون فيه قبحا ولا غضاضة ، ومن ثم لا يكادون يرجعون عنه ، وهذا أقصى مراتب الحب ، وصاحبه قلما يفطن لقبحه أو ضرره إن كان قبيحا أو ضارّا ، ولا يحب أن يرجع عنه وإن تأذى به ، وقد يحب الإنسان شيئا وهو يراه شيئا لا زينا ، وضارّا لا نافعا ، ويود لذلك لو لم يحبه كما يحب بعض الناس شرب الدخان على تأذيهم منه ، ومن أحب شيئا ولم يزيّن له يوشك أن يرجع عنه يوما ما ، ومن زين له حبه فلا يكاد يرجع عنه.

١٠٧

المعنى ـ إن الله فطر الناس على حب هذه الشهوات المبينة بعد كما قال : «إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً » وقال : «كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ».

وقد يسند التزيين إلى الشيطان بالوسوسة في قبيح الأعمال كما قال تعالى : «وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ».

ثم فصل هذه المشتهيات الستة التي ملأت قلوب الناس حبا فقال :

( مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ) .

(فأولها) النساء وهن موضع الرغبة ومطمح الأنظار ، وإليهن تسكن النفوس كما قال تعالى «وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً » وعليهن ينفق أكثر ما يكسب الرجال بكدّهم وجدّهم ، فهم القوامون عليهن لقوتهم وقدرتهم على حمايتهن ، فإسرافهم في حبهنّ له الأثر العظيم فى شئون الأمة وفي إضاعة الحقوق أو حفظها.

وقدم حب النساء على حب الأولاد مع أن حبهنّ قد يزول وحب الأولاد لا يزول لأن حب الولد لا يعظم فيه الغلوّ والإسراف كحب المرأة ، فكم من رجل جنى حبه للمرأة على أولاده ، فكثير ممن تزوجوا بما فوق الواحدة وأفرطوا في حب واحدة وملّوا أخرى أهملوا تربية أولاد المبغوضة وحرموهم سعة الرزق وقد وسعوه على أولاد المحبوبة ، وكم من غنىّ عزيز يعيش أولاده عيشة الذل والفقر ، وليس لهذا من سبب إلا حب والدهم لغير أمهم ، فهو يفعل ذلك للتقرب وابتغاء الزلفى إليها.

(وثانيها) البنون والمراد بهم الأولاد مطلقا كما قال تعالى : «أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ » وفي الحديث «الولد مجبنة مبخلة».

والعلة في حب الزوجة وحب الولد واحدة وهى تسلسل النسل وبقاء النوع ، وهى حكمة مطردة في غير الإنسان من الحيوانات الأخرى.

١٠٨

وحب البنين أقوى من حب البنات لأسباب كثيرة منها :

(1) أنهم عمود النسب الذي به تتصل سلسلة النسل ، وبه يبقى ما يحرص عليه الإنسان من بقاء الذكر وحسن الأحدوثة بين الناس.

(2) أمل الوالد في كفالتهم له حين الحاجة إليه لضعف أو كبر.

(3) أنه يرجى بهم من الشرف ما لا يرجى من الإناث كنبوغ في علم أو عمل أو رياسة أو قيادة جيش للدفاع عن الوطن وحفظ كيان الأمة.

(4) الشعور بأن الأنثى حين الكبر تنفصل من عشيرتها وتتصل بعشيرة أخرى.

(وثالثها) القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والعرب تريد بالقنطار المال الكثير والمقنطرة مأخوذة منه على سبيل التوكيد ، وقد جرت عادتهم بأن يصفوا الشيء بما يشتق منه مبالغة كما قالوا ألوف مؤلفة وظل ظليل ، وقيل المقنطرة المضروبة من دنانير ودراهم ، وقيل هى المنضدة في وضعها.

وهذا التعبير يشعر بالكثرة التي تكون مظنة الافتتان ، والتي تشغل القلب للتمتع بها ، وتستغرق في تدبيرها الوقت الكثير حتى لا يبقى بعد ذلك منفذ للشعور بالحاجة إلى نصرة الحق والاستعداد لأعمال الآخرة.

ومن ثم كان الأغنياء في كل الأمم لدى بعثة الرسل أول الكافرين بهم المستكبرين عن تلبية دعوتهم ، وإن أجابوها وآمنوا فهم أقل الناس عملا وأكثرهم بعدا عن هدى الدين ، انظر إلى قوله تعالى : «سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا ».

وحب المال مما أودع في غرائز البشر واختلط بلحمهم ودمهم ، وسر هذا أنه وسيلة إلى جلب الرغائب ، وسبيل إلى نيل اللذات والشهوات ، ورغبات الإنسان غير محدودة ، ولذاته لا عدّ لها ولا حصر ، وكلما حصل على لذة طلب المزيد منها ، وما وصل إلى غاية فى جمع المال إلا تاقت نفسه إلى ما فوقها ، حتى لقد يبلغ به النهم في جمعه أن ينسى أن

١٠٩

المال وسيلة لا مقصد فيفتنّ في الوصول إليه الفنون المختلفة ، والطرق التي تعنّ له ، ولا يبالى أمن حلال كسب أم من حرام؟

روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى أن يكون لهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب».

ولقد أعمت فتنة المال كثيرا من الناس فشغلتهم عن حقوق الله وحقوق الأمة والوطن ، بل عن حقوق من يعاملهم ، بل عن حقوق بيوتهم وعيالهم ، بل عن أنفسهم ، ومنهم من يقصر في النفقة على نفسه وعياله بالقدر الذي يزرى بمروءته ، فيظهر بمظهر المسترذل بين الناس في مأكله ومشربه وملبسه ، ومنهم من يثلم شرفه ويفتح ثغرة للطاعنين والقائلين فيه بالحق وبالباطل لأجل المال. ومن ثم قالوا : المال ميّال.

(ورابعها) الخيل المسوّمة التي ترعى في الأودية ، يقال سام الدابة : رعاها ، وأسامها : أخرجها إلى المرعى ، كما قال تعالى : «وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ».

وقال ابن جرير : المسوّمة : المعلّمة من السّومة وهى العلامة. قال النابغة :

بسمر كالقداح مسوّمات

عليها معشر أشباه جنّ

وكل من الخيل الراعية التي تقتنى للتجارة ، والمعلمة المطهّمة التي يقتنيها العظماء والأغنياء ـ من المتاع الذي يتنافس فيه الناس ويتفاخرون ، حتى لقد يتغالى بعضهم فى ذلك إلى حد هو أشبه بالجنون.

(وخامسها) الأنعام وهى مال أهل البادية ومنها تكون ثروتهم ومعايشهم ومرافقهم ، وبها تفاخرهم وتكاثرهم ، وقد امتنّ الله بها على عباده بقوله : «وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ. وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ ».

١١٠

(وسادسها) الحرث وعليه قوام حياة الإنسان والحيوان في البدو والحضر ، والحاجة إليه أشد من الحاجة إلى الأنواع السالفة ، والانتفاع به أتمّ منها لكنه أخر عنها ، لأنه لما عمّ الارتفاق به كانت زينته في القلوب أقل ، وقلما يكون الانتفاع به صادّا عن الاستعداد لأعمال الآخرة أو مانعا من نصرة الحق.

وهناك ما هو أعم نفعا وأعظم فائدة في الحياة وهو الضوء والهواء ، فلا يستغنى عنهما حىّ من الأحياء ، ومع ذلك قلما يلتفت الإنسان إليهما ولا يفكر في غبطته بهما.

( ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) المتاع ما يتمتع به ، والمآب المرجع من آب يئوب إذا رجع ، أي هذا الذي ذكر من الأصناف الستة المتقدمة هو ما يتمتع به الناس قليلا في هذه الحياة الفانية ، ويجعلونه وسيلة في معايشهم ، وسببا لقضاء شهواتهم وقد زيّن لهم حبها في عاجل دنياهم ، والله عنده حسن المآب في الحياة الآخرة التي تكون بعد موتهم وبعثهم فلا ينبغى لهم أن يجعلوا كل همهم في هذا المتاع القريب العاجل بحيث يشغلهم عن الاستعداد لخير الآجل.

فعلى المؤمن ألا يفتن بهذه الشهوات ويجعلها أكبر همه ، والشغل الشاغل له عن آخرته ، فإذا استمتع بها بالقصد والاعتدال ووقف عند حدود الله سعد في الدارين ووفق لخير الحياتين كما قال : «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ ».

( قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا

١١١

وَقِنا عَذابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (17))

تفسير المفردات

النبأ والإنباء لم يردا في القرآن إلا لما له شأن عظيم كما قاله أبو البقاء في الكليات ، والتقوى : هى الإخبات إلى الله والإعراض عما سواه ، والمطهرة : الخالية من الشوائب الجسمية والنفسية والرضوان (بضم الراء وكسرها) الرضا ، والصبر : حبس النفس عند كل مكروه يشقّ عليها احتماله ، والصدق يكون في القول والعمل والوصف ؛ يقال فلان صادق في قوله ، وصادق في عمله ، وصادق في حبه ، والقانتين : أي المداومين على الطاعة والعبادة ، والمستغفرين بالأسحار : أي المصلّين وقت السحر.

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه زخارف الدنيا وزينتها ، وذكر ما عنده من حسن المآب إجمالا ـ أمر رسوله بتفصيل ذلك المجمل للناس مبالغة في الترغيب والحث على فعل الخيرات.

الإيضاح

( قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ ) أي قل لقومك وغيرهم : أأخبركم بخير من جميع ما تقدم ذكره من النساء والبنين إلى آخره ، وجىء بالكلام على صورة الاستفهام لتوجيه النفوس إلى الجواب وتشويقها إليه.

وقوله خير يشعر بأن تلك الشهوات خير في ذاتها ، ولا شك في ذلك إذ هى من أجلّ النعم التي أنعم الله بها على الناس ، وإنما يعرض الشر فيها كما يعرض في سائر نعم الله على عباده كالحواس والعقول وغيرها ، فما مثل المسرف في حب النساء حتى

١١٢

يعطى امرأته حق غيرها ، أو يهمل لأجلها تربية ولده إلا مثل من يستعمل عقله فى استنباط الحيل ليبتز حقوق الناس ويؤذيهم ، فسلوك الناس في الانتفاع بالنعم لا يدل على أنها هى في ذاتها شر ولا كون حبها شرا مع القصد والاعتدال والوقوف عند حدود الشريعة.

ثم أجاب عن هذا الاستفهام على طريق قولك هل أدلك على تاجر عظيم في السوق يصدق في المعاملة ، ويرخص السعر ويفى بالوعد؟ هو فلان فقال :

( لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ ) أي للذين أخبتوا إلى ربهم وأنابوا إليه نوعان من الجزاء.

أحدهما جسمانى وهو الجنات وما فيها من النعيم والخيرات ، والأزواج المبرأة من العيوب التي في نساء الدنيا خلقا وخلقا.

وثانيهما روحاني عقلى وهو رضوان الله الذي لا يشوبه سخط ولا يعقبه غضب ، وهو أعظم اللذات كلها في الآخرة عند المتقين.

وفي الآية إيماء إلى أن أهل الجنة مراتب وطبقات كما نرى ذلك في الدنيا.

فمنهم من لا يفقه لرضوان الله معنى ولا يكون ذلك باعثا له على فعل الخير وترك الشر ، وإنما يفقه اللذات الحسية التي جرّ بها في الدنيا ، ففى مثلها يرغب.

ومنهم من ارتقى إدراكه ، وعظم قربه من ربه ، فيتمنى رضاه ويجعله الغاية القصوى والسعادة التي ليس وراءها سعادة.

وجاء في معنى هذه الآية قوله تعالى : «وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » وقوله : «اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ (الزراع)نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً ، وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ ، وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ».

١١٣

( وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) أي إنه تعالى هو البصير بعباده ، الخبير بقرارة نفوسهم ودخائل أحوالهم ، العليم بسرهم ونجواهم ، فلا تخفى عليه خافية من أمرهم ، وهو المجازى كل نفس بما كسبت من خير أو شر.

وقد ختم سبحانه هذه الآية بتلك الجملة ليحاسب الإنسان نفسه على التقوى ، فليس كل من ادعاها لنفسه أو تحرك بها لسانه يعدّ متقيا ، وإنما المتقى من يعلم منه ربه التقوى.

ثم وصف المتقين الذين تتأثر قلوبهم بثمرات إيمانهم ، فتفيض ألسنتهم بالاعتراف بهذا الإيمان حين الدعاء والابتهال فقال :

( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ ) أي إن الذين اتقوا معاصى الله وتضرعوا إليه خاشعين يقولون مبتهلين متبتلين : ربنا إننا آمنا بما أنزلته على رسلك إيمانا يقينيا راسخا في القلب مهيمنا على العقل له السلطان على أعمالنا البدنية التي لا تتحول عن طاعتك إلا لنسيان أو جهالة كغلبة انفعال يعرض ثم لا يلبث أن يزول ، ثم تقفو التوبة إثره لتمحوه كما أرشدت إلى ذلك بقولك : «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ » وقولك «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى » فاستر اللهم ذنوبنا بعفوك عنها وترك العقوبة عليها ، وادفع عنا عذاب النار إنك أنت الغفور الرّحيم.

وقد خصوا هذا العذاب بالمسألة ، لأن من زحزح يومئذ عن النار فقد فاز بالنجاة وحسن المآب.

والخلاصة ـ إن مرادهم بالإيمان الذي أقروا به ـ هو الإيمان الصحيح الذي تصدر عنه آثاره من ترك المعاصي وفعل الصالحات ، إذ الإيمان اعتقاد وقول وعمل كما أجمع على ذلك السلف ، ويرشد إليه العقل والعلم بطبيعة البشر.

١١٤

ثم ذكر من أوصافهم ما امتازوا به من غيرهم ، وبه استحقوا المثوبة عند ربهم فقال :

( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ) أي إن المتقين جمعوا هذه الصفات التي لكل منها درجة في الفضل وشرف ورفعة وبها نالوا هذا الوعد وهى :

(1) الصبر وأكمل أنواعه : الصبر على أداء الطاعات وترك المحرمات ، فإذا هبت أعاصير الشهوات وجمحت بالنفس إلى ارتكاب المعاصي فلا سبيل لردعها إلا بالصبر ، فهو الذي يثبّت الإيمان ويقف بها عند الحدود المشروعة ، وهو الحافظ لشرف الإنسان فى الدنيا عند المكاره ، ولحقوق الناس أن تغتالها أيدى المطامع.

وهو كالشرط في كل ما يذكر بعده من الصدق والقنوت والاستغفار بالأسحار.

(2) الصدق وهو منتهى الكمال ، وحسبك في بيان فضيلته قوله تعالى : «وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ، لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ ».

(3) القنوت وهو المداومة على الطاعة والإخبات إلى الله مع الخشوع والخضوع وهو لبّ العبادة وروحها ، وبدونه تكون العبادة بلا روح وشجرة بلا ثمرة.

(4) الإنفاق للمال في جميع السبل التي حث عليها الدين ، سواء أكانت النفقة واجبة أم مستحبة ، فالإنفاق في أعمال البر جميعا مما حث عليه الشارع وندب إليه.

(5) الاستغفار بالأسحار : أي التهجد في آخر الليل وهو الوقت الذي يطيب فيه النوم ويشقّ القيام ، وتكون النفس فيه أصفى ، والقلب أفرغ من الشواغل.

والاستغفار المطلوب ما يقرن بالتوبة النصوح ، والعمل وفق حدود الدين ، ولا يكفى الاستغفار باللسان مع الإدمان على فعل المنكر ، فإن المستغفر من الذنب وهو مصرّ عليه كالمستهزئ بربه ، ولا يغتر بمثل هذا الاستغفار إلا جاهل بدينه ، أو غرّ في معاملته لربه ، ومن ثم أثر عن بعض الصوفية قوله : إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار.

١١٥

( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20) )

تفسير المفردات

يقال شهد الشيء وشاهذه إذا حضره كما قال : «ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ » وقال «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ » والشهادة بالشيء الإخبار به عن علم إما بالمشاهدة الحسية ، وإما بالمشاهدة المعنوية وهى الحجة والبرهان ، وأولو العلم هم أهل البرهان القادرون على الإقناع ، وهم يوجدون في هذه الأمة وفي جميع الأمم السالفة ، بالقسط : أي بالعدل في الدين والشريعة وفي الكون والطبيعة. والدين له في اللغة عدة معان : منها الجزاء ، والطاعة والخضوع ، ومجموعة التكاليف التي بها يدين العباد لله ـ وما يكلف به العباد يسمى شرعا باعتبار وضعه وبيانه للناس ، ودينا باعتبار الخضوع وطاعة الشارع ، وملة باعتبار أنها أملّت وكتبت ـ والإسلام يأتي بمعنى الخضوع والاستسلام ، وبمعنى الأداء تقول أسلمت الشيء إلى فلان إذا أديته إليه ، وبمعنى الدخول في السلم أي الصلح والسلامة ، وتسمية الدين الحق إسلاما يناسب كل هذه المعاني وأولها أوفقها بالتسمية ، يرشد إلى ذلك قوله تعالى : «وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ

١١٦

أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً » وحاجوك : جادلوك ، وأسلمت : أي أخلصت ، والأميون مشركو العرب واحدهم أمي نسبوا إلى الأم لجهلهم كأنهم على الفطرة ، البلاغ : أي التبليغ للناس.

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه جزاء المتقين ، وشرح أوصافهم التي استحقوا بها هذا الجزاء ـ ذكر هنا أصول الإيمان وأسسه.

الإيضاح

( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) أي بيّن سبحانه وحدانيته بنصب الدلائل التكوينية في الآفاق والأنفس ، وإنزال الآيات التشريعية الناطقة بذلك ، والملائكة أخبروا الرسل بهذا وشهدوا شهادة مؤيدة بعلم ضرورى وهو عند الأنبياء أقوى من جميع اليقينيات ، وأولو العلم أخبروا بذلك وبيّنوه وشهدوا به شهادة مقرونة بالدلائل والحجج ، لأن العالم بالشيء لا تعوزه الحجة عليه.

وقوله بالقسط أي بالعدل في الاعتقاد ، فالتوحيد هو الوسط بين إنكار الإله والشرك به ، والعدل في العبادات والآداب والأعمال ، فعدل بين القوى الروحية والبدنية ، فأمر بشكره في الصلاة وغيرها لترقية الروح وتزكية النفس ، وأباح كثيرا من الطيبات لحفظ البدن وتربيته ، ونهى عن الغلوّ في الدين والإسراف في حب الدنيا وبالعدل في الأحكام في نحو قوله : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ » وقوله «وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ».

كما جعل سنن الخليقة قائمة على أساس العدل ، فمن نظر في هذه السنن ونظمها الدقيقة تجلى له عدل الله فيها على أتم ما يكون وأوضحه.

١١٧

فقيامه تعالى بالقسط في كل هذا برهان على صدق شهادته تعالى ، فإن وحدة النظام في هذا العالم تدل على وحدة واضعه.

ثم أكد كونه منفردا بالألوهية وقائما بالعدل بقوله :

( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فإن العزة إشارة إلى كمال القدرة ، والحكمة إيماء إلى كمال العلم ، والقدرة لا تتم إلا بالتفرد والاستقلال ، والعدالة لا تكمل إلا بالاطلاع على المصالح والأحوال ، ومن كان كذلك فلا يغلبه أحد على ما قام به من سنن القسط ، ولا يخرج من الخليقة شىء عن حكمته البالغة.

ثم ذكر الدستور العام الذي عليه المعوّل في كل دين فقال :

( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) أي إن جميع الملل والشرائع التي جاء بها الأنبياء روحها الإسلام والانقياد والخضوع ، وإن اختلفت في بعض التكاليف وصور الأعمال ، وبه كان الأنبياء يوصون. فالمسلم الحقيقي من كان خالصا من شوائب الشرك ، مخلصا فى أعماله مع الإيمان من أىّ ملة كان ، وفي أي زمان وجد ، وهذا هو المراد بقوله عز اسمه «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ».

ذاك أن الله شرع الدين لأمرين :

(1) تصفية الأرواح وتخليص العقول من شوائب الاعتقاد بسلطة غيبية للمخلوقات بها تستطيع التصرف في الكائنات لتسلم من الخضوع والعبودية لمن هم من أمثالها.

(2) إصلاح القلوب بحسن العمل وإخلاص النية لله وللناس.

وأما العبادات فإنما شرعت لتربية هذا الروح الخلقي ليسهل على صاحبه القيام بسائر التكاليف الدينية.

أخرج ابن جرير عن قتادة قال : الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله والإقرار بما جاء من عند الله ، وهو دين الله تعالى الذي شرع لنفسه وبعث به رسله ، ودلّ عليه أولياءه لا يقبل غيره ، ولا يجزى إلا به.

١١٨

وخطب على كرم الله وجهه قال : الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل ، ثم قال : إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ، ولم يأخذه عن رأيه ، إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله ، والكافر يعرف كفره بإنكاره ، أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره ، إن السيئة فيه تغفر ، وإن الحسنة في غيره لا تقبل.

( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) أي وما خرج أهل الكتاب من الإسلام الذي جاء به أنبياؤهم على نحو ما فصلناه آنفا ، وصاروا مذاهب وشيعا يقتتلون في الدين ـ والدين واحد لا مجال فيه للاختلاف والاقتتال إلا بسبب البغي وتجاوز الحدود من الرؤساء ، ولو لا بغيهم ونصرهم مذهبا على مذهب وتضليلهم من خالفهم بتفسيرهم نصوص الدين بالرأى والهوى وتأويل بعضه أو تحريفه لما حدث هذا الاختلاف.

والتاريخ شهيد بأن الملوك والأحبار هم الذين جعلوا الدين المسيحي مذاهب ينقض بعضها بعضا ، وجعلوا أهله شيعا يفتك بعضهم ببعض. فآريوس وأتباعه الذين دعوا إلى التوحيد بعد فشوّ الشرك ، قد حكم عليهم المجمع الذي ألفه الملك قسطنطين سنة 325 م بالإلحاد وإحراق كتبهم وتحريم اقتنائها ، ولما انتشرت تعاليمه فيما بعد حكم تيودوسيوس الثاني بإبادة الآريوسية بقانون رومانى صدر سنة 628 م ، وبقيت مذاهب التثليث تتطاحن ويغالب بعضها بعضا.

والعبرة من هذا القصص أن نبتعد عن الخلاف في الدين والتفرق فيه إلى شيع ومذاهب كما فعل من قبلنا ، ولكن وا أسفا وقعنا فيما وقع فيه السالفون ، وتفرقنا طرائق قددا ، وأصابنا من الخذلان والذل بسبب هذا التفرق ما لا نزال نئنّ منه ، ونرجو أن يشملنا الله بعفوه ورحمته ، ويمدنا بروح من عنده ؛ فيسعى أهل الإيمان الصادق في نبذ الاختلاف والشقاق ، والعودة إلى الوحدة والاتفاق ، حتى يعود

١١٩

المسلمون إلى سيرتهم الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ، ومن تبعهم بإحسان.

( وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) أي ومن يكفر بآيات الله الدالة على وجوب الاعتصام بالدين ووحدته وحرمة الاختلاف والتفرق فيه ، ويترك الإذعان لها ـ فالله يجازيه ويعاقبه على ما اجترح من السيئات ، والله سريع الحساب.

والمراد بآيات الله هنا هى آياته التكوينية في الأنفس والآفاق ، ويدخل في ترك الإذعان لها صرفها عن وجهها لتوافق مذاهب أهل الزيغ والإلحاد وآياته التشريعية التي أنزلها على رسله.

( فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ) أي فإن جادلك أهل الكتاب أو غيرهم ـ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اليهود في المدينة إلى ترك ما أحدثوه فى دينهم وتعودوه من التحريف والتأويل والرجوع إلى حقيقة الدين وإسلام الوجه لله والإخلاص له ـ بعد أن أقمت لهم البراهين والبينات ، وجئتهم بالحق ـ فقل لهم : أقبلت بعبادتي على ربى مخلصا له ، معرضا عما سواه ، أنا ومن اتبعنى من المؤمنين.

والخلاصة ـ إنه لا فائدة من الجدل مع مثل هؤلاء لأنه لا يكون إلا فيما فيه خفاء أما وقد قامت الأدلة ، وبطلت شبهات الضالين فهو مكابرة وعناد ، ولا يستحق منك إلا الإعراض وعدم إضاعة الوقت سدى.

( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ؟ ) أي وقل لليهود والنصارى ومشركى العرب ـ وخص هؤلاء بالذكر مع أن البعثة عامة ، لأنهم هم الذين خوطبوا أولا بالدعوة ـ أأسلمتم كما أسلمت بعد أن وضحت لكم الحجة ، وجاءكم من البينات ما يوجبه ويقتضيه ، أم تصرّون على كفركم وعدم ترككم للعناد؟

ومثل هذا مثل من يلخص مسألة لسائل ، ولا يدع طريقا من طرق البيان إلا سلكه ، ثم يقول له : أفهمتها؟

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

حكاية تدلّ على حسن حاله ذكرناها في كتابنا الكبير. قال محمّد بن بابويه : إنّه كان مرضيّا ،صه (١) .

جش إلى قوله : خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ ذكر الحكاية(٢) .

وفيج إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٣) . وكذا دي ، وزاد : يروي عنهما(٤) .

وفي ثواب الأعمال : حدّثني علي بن أحمد قال : حدّثني حمزة بن القاسم العلويرحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار عمّن دخل على أبي الحسن علي بن محمّد الهاديعليه‌السلام من أهل الري ، قال : دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام فقال : أين كنت؟قلت : زرت الحسينعليه‌السلام ، قال : أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم كنت كمن زار الحسين بن عليعليه‌السلام (٥) .

وفيتعق : ذكره في كتاب الصوم من الفقيه وقال : كان مرضيارضي‌الله‌عنه (٦) (٧) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٣٠ / ١٢.

(٢) رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٣.

(٣) لم يرد في نسختنا المطبوعة من رجال الشيخ في أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، وورد في مجمع الرجال : ٤ / ٩٧ نقلا عنه.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٧ / ١ ، وفيه : عبد العظيم بن عبد الله الحسنيرضي‌الله‌عنه . وفي مجمع الرجال نقلا عنه : ٤ / ٩٧ : ابن علي بن أبي طالبعليه‌السلام يروي عنهماعليهما‌السلام . كما وذكره أيضا في أصحاب الإمام العسكريعليه‌السلام : ٤٣٣ / ٢٠ بقوله : عبد العظيم بن عبد الله الحسنيرضي‌الله‌عنه .

(٥) ثواب الأعمال : ١٢٤ / ١.

(٦) الفقيه ٢ : ٨٠ / ٣٥٥.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٦.

١٤١

أقول : هذا ما سبق إليه الإشارة من العلاّمةرحمه‌الله ، وذكره في مشيخة الفقيه أيضا وقال : كان مرضيا(١) ، ونبّه عليه في النقد أيضا(٢) ، ( وكذا الفاضل عبد النبي الجزائري )(٣) ؛ والعجب من المقدّس التقيرحمه‌الله حيث قال : إنّه سهو ليس فيها بل هو مذكور في ثواب الأعمال والعيون ، انتهى فلاحظ.

١٦٤٤ ـ عبد الغفّار بن حبيب الطائي :

الجازي ـ بالجيم والزاي ـ من أهل الجازية قرية بالنهرين ، روى(٤) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٥) .

وزادجش بعد ترك الترجمة : له كتاب ، النضر بن شعيب عنه به(٦) .

وفيلم : عبد الغفّار الجازي(٧) .

وزادست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عنه(٨) .

وفيق : عبد الغفّار بن حبيب الحارثي الجازي(٩) . وفي نسخة : الحارثي فقط.

أقول : فيمشكا : الجازي الثقة ، عنه القاسم بن إسماعيل ، والنضر‌

__________________

(١) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٦٦.

(٢) نقد الرجال : ١٩٠ / ١.

(٣) حاوي الأقوال ، لم نجده في نسختنا. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(٤) في نسخة « ش » : وروى.

(٥) الخلاصة : ١١٧ / ٢.

(٦) رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٠.

(٧) رجال الشيخ : ٤٨٨ / ٧١.

(٨) الفهرست : ١٢٢ / ٥٥٤.

(٩) رجال الشيخ : ٢٣٧ / ٢٢٨ ، وفيه الجازي فقط.

١٤٢

ابن شعيب كما في طريقجش وفي التهذيب أيضا(١) .

لكن في موضع آخر منه في كتاب الديون والكفالات والحوالات : النضر بن سويد عن عبد الغفّار(٢) . وهو تصحيف ، لأنّ محمّدا يروي عن ابن شعيب كثيرا(٣) .

١٦٤٥ ـ عبد الغفّار بن عبد الله بن السري :

الحضيني المقري ، يكنّى أبا الطيّب ، روى عنه التلعكبري ، لم(٤) .

١٦٤٦ ـ عبد الغفّار بن القاسم بن قيس :

ابن قيس بن قهد ـ بالقاف ـ أبو مريم الأنصاري ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، ثقة ،صه (٥) .جش إلاّ الترجمة(٦) .

وكذاق إلى قوله : الأنصاري أبو مريم ؛ وزاد : وأخوه عبد المؤمن أيضا(٧) . وما فيست يأتي في الكنى(٨) .

أقول : فيمشكا : أبو مريم الأنصاري عبد الغفّار بن القاسم الثقة ، عنه الحسن بن محبوب ، ومحمّد بن موسى خوراء ، وهشام بن سالم ، وأبان ابن عثمان ، وعلي بن النعمان النخعي الثقة ، وظريف بن ناصح ، وعبد الله بن‌

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٢٥٨ / ٨٧٧.

(٢) أقول : الموجود في التهذيب في أحكام الديون ٦ : ١٩١ / ٤١١ رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفّار الجازي ، نعم ورد فيه في باب الكفارة عن خطأ المحرم ٥ : ٣٦٩ / ١٢٨٦ رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد عنه ، فلاحظ.

(٣) هداية المحدّثين : ٩٨ ، ولم يرد فيها : لأنّ محمّدا يروي عن ابن شعيب كثيرا.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٣٨.

(٥) الخلاصة : ١١٧ / ١.

(٦) رجال النجاشي : ٢٤٦ / ٦٤٩.

(٧) رجال الشيخ : ٢٣٧ / ٢٢٧ ، وفيه : ابن فهد الأنصاري أبو مريم الكوفي وأخوه.

(٨) الفهرست : ١٨٨ / ٨٦٤.

١٤٣

المغيرة الثقة ، ويونس بن يعقوب(١) .

١٦٤٧ ـ عبد الكريم بن أحمد بن موسى :

ابن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الطاوس(٢) العلوي الحسني(٣) سيّدنا الإمام المعظّم غياث الدين الفقيه النسّابة النحوي العروضي الزاهد العابد أبو المظفّر قدّس الله روحه ، انتهت رئاسة السادات وذوي(٤) النواميس إليه ، وكان أوحد زمانه ، حائري المولد حلّي المنشأ بغدادي التحصيل كاظمي الخاتمة ، ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة ، وتوفّي في شوّال سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، وكان عمره خمسا وأربعين سنة وشهرين وأيّاما ، كنت قرينه طفلين إلى أن توفّي قدّس الله روحه ، ما رأيت قبله ولا بعده كخلقه وجميل قاعدته وحلو معاشرته ثانيا ، ولا لذكائه وقوّة حافظته مماثلا ، ما دخل ذهنه شي‌ء فكاد ينساه ، حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشر سنة ، استقلّ بالكتابة واستغنى عن المعلّم في أربعين يوما وعمره إذ ذاك أربع سنين ، ولا تحصى فضائله. له كتب ، منها(٥) : كتاب الشمل المنظوم في مصنّفي العلوم ما لأصحابنا مثله ، ومنها : كتاب فرحة الغري بصرحة الغري ، وغير ذلك ،د (٦) .

١٦٤٨ ـ عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي :

البزّاز الكوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٩٩.

(٢) في نسخة « ش » : محمّد الطاووسي.

(٣) في المصدر : ابن طاوس الحسيني العلوي.

(٤) ذوي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) في المصدر : ولا تحصى مناقبه وفضائله له كتب كثيرة منها.

(٦) رجال ابن داود : ١٣٠ / ٩٦٦.

(٧) رجال الشيخ : ٢٣٤ / ١٨٦.

١٤٤

١٦٤٩ ـ عبد الكريم بن عتبة القرشي :

اللهبي ،ق (١) . وفي ظم : ابن عتبة الهاشمي ثقة(٢) .

وفيصه : من أصحاب أبي الحسن الكاظمعليه‌السلام ، ثقة(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن عتبة الهاشمي الثقة ، عنه أبو بصير ليث المرادي ، وزرارة. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٤) .

١٦٥٠ ـ عبد الكريم بن عمرو بن صالح :

الخثعمي مولاهم ، كوفي ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ثمّ وقف على أبي الحسنعليه‌السلام ، كان ثقة ثقة عينا ، يلقّب كرّام ؛ له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، عبيس عنه به ،جش (٥) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عنه به(٦) .

وفيظم : لقبه الكرام ، كوفي واقفي خبيث ، له كتاب ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٣٤ / ١٨٠.

(٢) رجال الشيخ : ٣٥٤ / ١٣ ، وفيه زيادة : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٣) الخلاصة : ١٢٧ / ١.

(٤) هداية المحدّثين : ٩٩.

(٥) رجال النجاشي : ٢٤٥ / ٦٤٥.

(٦) الفهرست : ١٠٩ / ٤٧٩ ، وفيه زيادة : ولقبه كرام.

(٧) رجال الشيخ : ٣٥٤ / ١٢ ، وفيه : ابن عمر ( عمرو خ ل ) الخثعمي لقبه كرام. كما وذكره في أصحاب الصادقعليه‌السلام : ٢٣٤ / ١٨١ قائلا : عبد الكريم بن عمرو الخثعمي الكوفي.

١٤٥

وفيكش : حمدويه قال : سمعت أشياخي يقولون : إنّ كراما هو عبد الكريم بن عمرو ، واقفي(١) .

وفيصه بعد ذكر ما فيجش وجخ : وقال غض : إنّ الواقفة تدّعيه والغلاة تروي عنه كثيرا. والذي أراه التوقّف عمّا يرويه(٢) .

وفيتعق : قوّى فيصه طريق الصدوق إلى الحسين بن حمّاد(٣) والحسن بن هارون(٤) وغيرهما بسببه ، وأكثر ابن أبي نصر من الرواية عنه(٥) ، وفي كرام ما ينبغي أن يلاحظ(٦) ، وفي حمزة بن بزيع ذمّه(٧) (٨) .

أقول : فيمشكا : ابن عمرو الواقفي الموثّق ، عنه أحمد بن محمّد ابن أبي نصر ، وعبيس(٩) .

١٦٥١ ـ عبد الكريم بن هلال الجعفي :

الخزّاز ، مولى ، كوفي ،ق (١٠) .

وزادجش : ثقة عين ، يقال له : الخلقاني ، روى عن أبي عبد الله عليه‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٥٥ / ١٠٤٩.

(٢) الخلاصة : ٢٤٣ / ٥.

(٣) الخلاصة : ٢٧٨ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٧.

(٤) الخلاصة : ٢٨٠ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٠٢.

(٥) الكافي ٥ : ٣٤٨ / ١ ، ٣٩٨ / ١ ، التهذيب ٤ : ٢٦٥ / ٧٩٨ ، الفقيه ٣ : ٣٥٥ / ١٦٩٨ ، وغيرها كثير.

(٦) يأتي فيه عن الكافي ما يدلّ على عدم وقفه.

(٧) تقدّم ذلك عن كتاب الغيبة ، حيث عدّه ضمن جماعة قالوا بالوقف طمعا في الأموال.

نقول : وعدّ الشيخ المفيد في رسالته العدديّة : ٤٢ الكرام الخثعمي من الفقهاء والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الّذين لا مطعن عليهم ولا طريق لذم أحدهم.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٦.

(٩) هداية المحدّثين : ٩٩.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٣٤ / ١٨٢ ، وفيه : الجعفي مولاهم الخزّاز.

١٤٦

السلام(١) .

وزادصه ترجمة الحروف فيها ، وهليل بدل هلال(٢) .

ثمّ زادجش : له كتاب ، الحسن بن عبد الملك بن هلال(٣) عن أبيه بكتابه.

أقول : فيمشكا : ابن هلال الجعفي الثقة ، الحسن بن عبد الملك ابن هلال عن أبيه عنه(٤) .

١٦٥٢ ـ عبد الكريم بن هلال القرشي :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن محمّد ابن موسى خوراء ، عنه ،ست (٥) .

وفيتعق : في النقد : لا يبعد اتّحاده مع السابق(٦) ، فتأمّل(٧) .

أقول : بل يبعد.

وفيمشكا : ابن هلال القرشي المجهول ، عنه محمّد بن موسى خوراء(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٤٦ / ٦٤٦.

(٢) الخلاصة : ١٢٧ / ٢.

(٣) هكذا في نسخ الكتاب وبعض نسخ النجاشي ، وفي نسختين عندنا من رجال النجاشي : الحسن بن عبد الكريم بن هلال. والظاهر أنّه الصواب.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٠١. وما ذكره عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الفهرست : ١٠٩ / ٤٨٠ ، وفيه : أخبرنا به جماعة.

(٦) نقد الرجال : ١٩١ / ٩.

(٧) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٠١.

١٤٧

١٦٥٣ ـ عبد الله بن أبان :

ضا (١) . وفي الكافي : علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد الزيّات ، عن عبد الله بن أبان الزيّات ـ وكان مكينا عند الرضاعليه‌السلام ـ قال : قلت للرضاعليه‌السلام : ادع الله لي ولأهل بيتي ، فقال : أو لست أفعل؟! والله إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة(٢) .

وفيتعق : في بصائر الدرجات : إبراهيم بن هاشم ، عن القاسم ، عن عبد الله بن أبان ـ وكان مكينا عند الرضاعليه‌السلام ـ. الحديث(٣) (٤) .

١٦٥٤ ـ عبد الله بن أبجر :

[ قي ]ق (٥) . وكأنّه ابن سعيد بن حيّان بن أبجر ، فإنّ كتابه معروف بكتاب عبد الله بن أبجر.

أقول : وفي النقد جزم بأنّه هو(٦) ، وكذا في الوجيزة(٧) .

١٦٥٥ ـ عبد الله بن إبراهيم بن محمّد :

ابن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبو محمّد(٨) ، ثقة صدوق ، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وروى أخوه‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٨١ / ٢٠ ، ٣٨٣ / ٤٤. وفي نسخة « ش » زيادة : في الوجيزة : ممدوح انظر الوجيزة : ٢٣٩ / ١٠٣٧ ، وفيها : ابن أبان الزيات.

(٢) الكافي ١ : ١٧١ / ٤ ، وفيه : عن القاسم بن محمّد عن الزيات.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٤٩ / ٢ ، وفيه : عن القاسم بن محمّد الزيات عن عبد الله بن أبان الزيات وكان يكنّى عبد الرضا ( مكينا عند الرضاعليه‌السلام خ ل ).

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني ـ النسخة الخطيّة ـ : ٢٠١.

(٥) رجال البرقي : ٢٢. وما بين المعقوفين أثبتناه من منهج المقال.

(٦) نقد الرجال : ١٩٢ / ٣.

(٧) الوجيزة : ٢٣٩ / ١٠٣٨.

(٨) أبو محمّد ، وردت في النسخة الخطيّة من الخلاصة.

١٤٨

جعفر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولم تشتهر روايته ،صه (١) .

وزادجش : له كتب ، بكر بن صالح عنه بها ، وهذه الكتب تترجم لبكر ابن صالح(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد الثقة ، عنه بكر بن صالح(٣) .

١٦٥٦ ـ عبد الله أبو جابر الأنصاري :

سيذكره المصنّف بعنوان ابن جابر ، ويصوّب كونه أبو جابر ،تعق (٤) .

١٦٥٧ ـ عبد الله يكنّى أبا عتبة :

له كتاب ، رويناه بالإسناد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عنه ،ست (٥) .

والإسناد : جماعة ، عن التلعكبري ، عن علي بن حبشي ، عن حميد ، عن القاسم(٦) .

١٦٥٨ ـ عبد الله بن أبي بكر بن محمّد :

ابن عمرو بن حزم الأنصاري المدني ، أسند عنه ،ق (٧) .

وفي ين : توفّي بالمدينة سنة عشرين ومائة(٨) .

١٦٥٩ ـ عبد الله بن أبي الجعد :

يقال : عبيد النخعي ، أخو سالم ، مولاهم ، كوفي ، ين(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ١١٠ / ٣٨.

(٢) رجال النجاشي : ٢١٦ / ٥٦٢.

(٣) لم يرد له ذكر في المشتركات.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٧.

(٥) الفهرست : ١٠٥ / ٤٥٥ ، وفيه : رويناه بالإسناد الأوّل.

(٦) الفهرست : ١٠٤ / ٤٥٠.

(٧) رجال الشيخ : ٢٢٤ / ٣٠.

(٨) رجال الشيخ : ٩٦ / ٩ ، وفيه : عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.

(٩) رجال الشيخ : ٩٨ / ٢٣.

١٤٩

وفيتعق : ليس هو عبيد بل أخوه كما مرّ في أخويه زياد وسالم(١) ، وسيجي‌ء ذكر عبيد(٢) ، ومرّ في ترجمة رافع بن سلمة أنّه من بيت الثقات وعيونهم(٣) (٤) .

١٦٦٠ ـ عبد الله بن أبي خلف :

قليل الحديث ، روى عن الحكم بن مسكين ، وروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ،جش في أبيه سعد(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي خلف ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى.

وهو عن الحكم بن مسكين(٦) .

١٦٦١ ـ عبد الله بن أبي زيد الأنباري :

روى عنه ابن حاشر ـ بالشين المعجمة ـ ، ضعيف ، لم(٧) .صه وفيها الأنصاري بدل الأنباري(٨) .

وبخطّشه : قالد : عبد الله بن أبي زيد الأنباري. ونقله عن الشيخ ،

__________________

(١) نقل السيّد الخوييقدس‌سره في معجم رجاله : ١٠ / ٨٦ كلام الوحيد هذا معلّقا عليه بقوله : أقول : ما ذكرهقدس‌سره مبني على ما حكي عن جامع الأصول من أنّ إخوة سالم : زياد وعبد الله وعبيد الله ، فلو صحّ هذا عن جامع الأصول فمن أين يقدّم قوله على قول الشيخ من أنّ إخوة سالم زياد وعبيد؟!

(٢) عن رجال الشيخ في أصحاب عليعليه‌السلام : ٤٨ / ٢١.

(٣) عن رجال النجاشي : ١٩٦ / ٤٤٧.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٧.

(٥) كذا في النسخ ، والصواب : ابنه سعد ، لقول النجاشي فيه : وكان أبوه عبد الله بن أبي خلف. إلى آخره. انظر رجال النجاشي : ١٧٧ / ٤٦٨.

(٦) هداية المحدّثين : ١٠٠.

(٧) رجال الشيخ : ٤٨٦ / ٦١ ولم ير فيه الضبط.

(٨) الخلاصة : ٢٣٦ / ١٣.

١٥٠

ونقل ما هنا قولا عن المصنّف(١) . وقد تقدّم في القسم الأوّل : ابن أبي زيد ونقل ثقته عن الشيخ وأنّه واقفي أو ناووسي(٢) (٣) .

وفيست : عبد الله بن أحمد بن أبي زيد الأنباري يكنّى أبا طالب ، وكان مقيما بواسط ، وقيل : إنّه كان من الناووسيّة ، له مائة وأربعون كتابا ورسالة. إلى أن قال : أخبرنا بكتبه ورواياته أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشررحمه‌الله سماعا وإجازة(٤) .

وفيجش : عبد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، شيخ من أصحابنا ، أبو طالب(٥) ، ثقة في الحديث عالم به ، كان قديمة(٦) من الواقفة. قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : قال أبو غالب الزراري : كنت أعرف أبا طالب أكثر عمره واقفا مختلطا(٧) ثمّ عاد إلى الإمامة ، وجفاه أصحابنا ، وكان حسن العبادة والخشوع. وكان أبو القاسم بن سهل الواسطي العدل يقول : ما رأيت رجلا أحسن عبادة ولا أمتن(٨) زهادة ولا أنظف ثوبا ولا أكثر تحلّيا من أبي طالب إلى أن قال : وكان أصحابنا البغداديّون يرمونه بالارتفاع(٩) .

وفي القسم الأوّل منصه : عبد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٢٥٢ / ٢٥٩ ، كما وذكره في القسم الأوّل أيضا : ١١٥ / ٨٢٥.

(٢) أقول : ما في الخلاصة في القسم الأوّل منها سيأتي نقله ، ومنه سيتبيّن أنّ العلاّمةرحمه‌الله نقل ثقته عن النجاشي وأنّه ناووسي عن الشيخ ، فلاحظ.

(٣) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١١٢.

(٤) الفهرست : ١٠٣ / ٤٤٤.

(٥) في المصدر : يكنّى أبا طالب.

(٦) كذا في النسخ ، وفي المصدر : قديما.

(٧) في المصدر زيادة : بالواقفة.

(٨) في المصدر ونسخة بدل ل « ش » : أبين.

(٩) رجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٧ ، وفيه : عبيد الله بن أبي زيد.

١٥١

نصر الأنباري ، كذا قالجش ـ وقال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : عبد الله بن أحمد بن أبي زيد. والظاهر أنّ لفظة ابن بعد أحمد زيادة من الناسخ ـ يكنّى أبا طالب ، ثقة في الحديث عالم به ، كان قديما من الواقفة. وقال الشيخ الطوسي : كان مقيما بواسط ، وقيل : إنّه كان من الناووسيّة(١) .

وبخطّشه : هذا الرجل ضعيف ، وقد عدّه جماعة في قسم الضعفاء ، وسيأتي في القسم الثاني ، فلا وجه لذكره هنا. وكأنّ الحامل له على ذكره حكم الشيخ بكونه ثقة ، ولكن قد ذكر من الموثّقين المخالفين في القسم الثاني ما هو أجلّ من هذا الرجل وأشهر(٢) ، انتهى.

وفي الحكم بضعفه نظر كما لا يخفى ، ونسبة التوثيق إلى الشيخ ـ كما توهمه عبارة العلاّمة ـ غير صحيح ، فإنّ الذي وثّقه هو جش.

وفي لم أيضا : عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمّد بن يعقوب بن نصر الأنباري يكنّى أبا طالب ، خاصّي ، روى عنه التلعكبري ، أخبرنا عنه أحمد بن عبدون ، وله مصنّفات ذكرنا بعضها فيست (٣) .

وليس فيست من يحتمله إلاّ ابن أبي زيد المذكور.

أقول : الظاهر اتّحاد الكل وأنّه يذكر مكبّرا ومصغّرا كما لا يخفى على من تتبّع كلماتهم رضي الله عنهم ، ولذا ذكره في الحاوي في الثقات وقال : إنّه واحد ثقة ، وتضعيف الشيخ له يحمل على ما تقدّم من كونه واقفا ، جمعا بينه وبين توثيقجش ، على أنّ الّذي يظهر أنّ مستند التضعيف هو القول الذي حكاه فيست ، وهو مجهول القائل ؛ وشهادة الزراري الثقة بالرجوع‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٠٦ / ٢٣.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥١.

(٣) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٣١.

١٥٢

مقدّمة على زمان الشيخ ، فهي أرجح(١) ، انتهى.

وقال الشيخ محمّدرحمه‌الله : الذي يظهر لي أنّ الرجل ثقة ، وتضعيف الشيخ له بالوقف وإن كان قد يظنّ عدم منافاته للتوثيق إلاّ أنّ الحقّ خلافه كما ذكرناه في موضعه ، انتهى.

وفي النقد : الذي يخطر ببالي أنّ الكلّ واحد كما لا يخفى على من نظر في كلماتهم رضي الله عنهم ، وفي كلام كلّ منهم شي‌ء إلاّ في كلامجش (٢) ، انتهى.

وفي الوجيزة لم يذكره إلاّ مصغّرا ، وقال : إنّه مختلف فيه(٣) .

وفيمشكا : ابن أبي زيد ، عنه أحمد بن عبدون المعروف بابن حاشر ، والتلعكبري(٤) .

١٦٦٢ ـ عبد الله بن أبي طلحة :

من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو الّذي دعا له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم حملت به امّه ،صه (٥) . ي إلاّ : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) .

١٦٦٣ ـ عبد الله بن أبي عبد الله محمّد :

ابن خالد بن عمر الطيالسي ، أبو العبّاس التميمي ، رجل من أصحابنا ، ثقة ، سليم الجنبة ، وكذلك أخوه أبو محمّد الحسن ؛ ولعبد الله‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ١٠٧ / ٣٩١.

(٢) نقد الرجال : ٢١٥ / ٢.

(٣) الوجيزة : ٢٥٠ / ١١٤٤.

(٤) هداية المحدّثين : ١٠٠.

(٥) الخلاصة : ١٠٤ / ٦.

(٦) رجال الشيخ : ٥٠ / ٦٥.

١٥٣

كتاب النوادر ، محمّد بن جعفر عنه به ؛ ونسخة اخرى نوادر صغيرة ، أخبرناها بقراءة أحمد بن الحسين ، عن علي بن محمّد بن الزبير ، عنه ؛ ونسخة اخرى صغيرة ، جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عنه بها ،جش (١) .

ويأتي عنصه وغيرها : ابن محمّد بن خالد(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي عبد الله الثقة ، محمّد بن جعفر ، وجعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه ، عنه(٣) .

١٦٦٤ ـ عبد الله بن أبي العلاء المذاري :

بالذال المعجمة ، أبو محمّد ، ثقة ، من وجوه أصحابنا ،صه (٤) .

ويأتي ابن العلاء.

١٦٦٥ ـ عبد الله بن أبي يعفور :

بالياء المنقّطة تحتها نقطتين والعين المهملة الساكنة والفاء والراء بعد الواو ، واسم أبي يعفور واقد ـ بالقاف ـ وقيل : وقدان ، يكنّى أبا محمّد ، ثقة ثقة ، جليل في أصحابنا ، كريم على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ومات في أيّامه ، وكان قارئا يقرأ في مسجد الكوفة ،صه (٥) .

وزادجش بعد حذف الترجمة : له كتاب يرويه عنه عدّة من أصحابنا ، منهم ثابت بن شريح(٦) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢١٩ / ٥٧٢.

(٢) الخلاصة : ١١٠ / ٣٥ ، رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٣) هداية المحدّثين : ١٠٠.

(٤) الخلاصة : ١١١ / ٤٣.

(٥) الخلاصة : ١٠٧ / ٢٥.

(٦) رجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٦ ، وفيه : ابن أبي يعفور العبدي.

١٥٤

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن الحسن بن فضّال أنّ ابن أبي يعفور ثقة مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام سنة الطاعون(١) .

وفيه أيضا أحاديث كثيرة في مدحه ، مضى بعضها في حمران(٢) ، ومرّ حديث الحواريّين في أويس(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي يعفور الثقة الجليل ، عنه ثابت بن شريح ، وعيسى الفراء ، وعريف(٤) ، وعبد الله بن مسكان ، وأبان بن عثمان ، وفضيل ابن عثمان(٥) الثقة ، ومحمّد بن حمران ، وأبو حمزة معقل العجلي ، وحمّاد بن عثمان الناب ، وزياد بن أبي الحلال الثقة(٦) ، ومنصور بن حازم ، وحريز(٧) ، وعلي بن رئاب ، والعلاء بن رزين ، وحنّان بن سدير كما في الفقيه(٨) (٩) .

١٦٦٦ ـ عبد الله بن أحمد بن أبي زيد :

ست (١٠) ،د (١١) . ومضى بعنوان ابن أبي زيد.

١٦٦٧ ـ عبد الله بن أحمد بن حرب :

ابن مهزم ـ بالزاي بعد الهاء الساكنة ـ ابن خالد الفزر ـ بالزاي بعد الفاء والراء أخيرا ـ العبدي أبو هفان ـ بكسر الهاء والفاء والنون ـ ، مشهور في‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٤٦ / ٤٥٤.

(٢) رجال الكشّي : ١٨٠ / ٣١٣.

(٣) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٤) في المصدر : وظريف.

(٥) في نسخة « ش » : وفضالة بن أيّوب ، وفي المصدر : وفضل ( وفضيل خ ل ) بن عثمان.

(٦) الثقة ، لم ترد في المصدر.

(٧) وحريز ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) الفقيه ٤ : ٢٤٦ / ٧٩١.

(٩) هداية المحدّثين : ١٠٠.

(١٠) الفهرست : ١٠٣ / ٤٤٤.

(١١) رجال ابن داود : ٢٥٢ / ٢٦١.

١٥٥

أصحابنا ، وله شعر في المذهب ،صه (١) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد بعد خالد كلمة : ابن ، ثمّ زاد : وبنو مهزم بيت كبير بالبصرة في عبد القيس ، شيعة ؛ لعبد الله كتاب شعر أبي طالب بن عبد المطّلب وأخباره ، وكتاب طبقات الشعراء ، وكتاب أشعار عبد القيس وأخبارها ؛ أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين الأديب البصري ، عن محمّد بن عمران ، عن يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبي هفان(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن حرب ، يحيى بن علي بن أبي منصور عن أبيه عنه(٣) .

١٦٦٨ ـ عبد الله بن أحمد الرازي :

عندي فيه توقّف ،صه (٤) .

وفيتعق : استثني(٥) من رجال نوادر الحكمة ، ويأتي في محمّد بن أحمد بن يحيى(٦) (٧) .

١٦٦٩ ـ عبد الله بن أحمد بن عامر :

ابن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر ، وهو الذي قتل مع الحسينعليه‌السلام بكربلاء. إلى أن قال : يكنّى أبا القاسم ، روى عن أبيه عن الرضاعليه‌السلام نسخة ، قرأت هذه النسخة على أبي الحسن أحمد بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١١١ / ٤١.

(٢) رجال النجاشي : ٢١٨ / ٥٦٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٠٢.

(٤) الخلاصة : ٢٣٨ / ٢٦.

(٥) في نسخة « ش » : مستثنى.

(٦) نقلا عن رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩ والفهرست : ١٤٤ / ٦٢٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٧.

١٥٦

محمّد بن موسى : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن الرضاعليه‌السلام . ولعبد الله كتب ، منها كتاب قضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخبرنا به أجازه أحمد بن محمّد الجندي عنه ،جش (١) .

وفيست : له كتب ، منها كتاب القضايا والأحكام(٢) .

وفيتعق : مضى في أبيه أحمد ذكره(٣) (٤) ، فلاحظ.

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن عامر ، عنه أحمد بن محمّد الجندي(٥) .

١٦٧٠ ـ عبد الله بن أحمد بن نهيك :

بالنون قبل الهاء والياء المنقطة تحتها نقطتين ، أبو العبّاس النخعي ، الشيخ الصدوق ، ثقة ، وآل نهيك بالكوفة بيت من أصحابنا ، منهم عبد الله ابن محمّد وعبد الرحمن السمريان وغيرهما ،صه (٦) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه : السمريّين ، وعبيد الله مصغّرا ؛ وزاد : له كتاب النوادر ، أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن قال : اشتملت إجازة أبي القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي وأراناها على سائر ما رواه عبد الله بن أحمد بن نهيك(٧) .

وفيست : عبد الله بن أحمد النهيكي له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢٩ / ٦٠٦.

(٢) الفهرست : ١٠٣ / ٤٤٢.

(٣) نقلا عن رجال النجاشي : ١٠٠ / ٢٥٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٧.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٠٢.

(٦) الخلاصة : ١١٢ / ٥٧.

(٧) رجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٥ ، وفيه : السمريان.

١٥٧

أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن أحمد(١) .

وفي لم : روى عنه حميد كتبا كثيرة من الأصول. إلاّ أنّ فيه عبيد الله مصغّرا(٢) .

وربما أشعر هذا الاختلاف وما يوجد في كتب الحديث بأنّ اسمه يأتي مكبّرا ومصغّرا.

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن نهيك الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وحميد(٣) .

١٦٧١ ـ عبد الله بن أحمد بن يعقوب :

ابن نصر الأنباري ، مضى بعنوان ابن أبي زيد.

١٦٧٢ ـ عبد الله بن إدريس :

له كتاب ، رويناه بالإسناد ، عن حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن سليمان أبي إسحاق البزّاز(٤) ، عنه ،ست (٥) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(٦) .

أقول : هو عند الشيخ إمامي ، ورواية جماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه.

وفيمشكا : ابن إدريس ، عنه إبراهيم بن سليمان أبو إسحاق(٧) .

__________________

(١) الفهرست : ١٠٣ / ٤٤٦.

(٢) رجال الشيخ : ٤٨٠ / ١٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٠٢.

(٤) في نسخة « م » : عن إبراهيم بن أبي سليمان البزّاز.

(٥) الفهرست : ١٠٥ / ٤٥٧.

(٦) الفهرست : ١٠٤ / ٤٥١.

(٧) هداية المحدّثين : ١٠٠.

١٥٨

١٦٧٣ ـ عبد الله بن أسد الكوفي :

ق . وفي نسخة : ابن راشد(١) ، ويأتي.

١٦٧٤ ـ عبد الله بن أسيد القرشي :

الأحنسي الكوفي ، أسند عنه ، مات سنة ثمان وثمانين ومائة ،ق (٢) .

١٦٧٥ ـ عبد الله بن أعين :

في الوجيزة والبلغة أنّه ممدوح(٣) ، ولعلّه لما ذكره(٤) في النقد من أنّ في زيادات التهذيب من صلاة الأموات أنّ الصادقعليه‌السلام دعا له وترحّم عليه بعد موته(٥) (٦) . وسيذكرها المصنّف في عبد الملك(٧) .

وبعد ملاحظة ما يأتي فيه مع عدم تعرّض علماء الرجال لذكر عبد الله أصلا ربما يقرب كون عبد الله اشتباها ، وإن كان في نسختي من التهذيب أيضا عبد الله ،تعق (٨) .

أقول : يعيّن الاشتباه حصر أولاد أعين في رسالة أبي غالب في عدد ليس فيه عبد الله ، فلاحظها(٩) .

١٦٧٦ ـ عبد الله بن أيّوب بن راشد :

الزهري ، بيّاع الزطي ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، ثقة ،

__________________

(١) في النسخة المطبوعة من الرجال ذكرا معا ، رجال الشيخ : ٢٢٧ / ٧٧ ، ٧٨.

(٢) رجال الشيخ : ٢٢٧ / ٨٢ ، وفيه : الأخنسي ، وزاد بعد مائة : وهو ابن سبعين أو إحدى وسبعين سنة.

(٣) الوجيزة : ٢٤٠ / ١٠٤٣ ، البلغة : ٣٧٥ / ١٦ ، وفيها : ثقة.

(٤) في نسخة « ش » : ذكر.

(٥) التهذيب ٣ : ٢٠٢ / ٤٧٢.

(٦) نقد الرجال : ١٩٤ / ٤١.

(٧) سينقلها في الترجمة المذكورة نقلا عن التهذيب ورجال الكشّي : ١٧٥ / ٣٠٠.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٧.

(٩) رسالة أبي غالب الزراري : ١٢٩.

١٥٩

وقد قيل فيه تخليط ؛ له كتاب نوادر ، عبيس عنه به ،جش (١) .

وفيصه بعد ذكر ذلك : وقال غض : عبد الله بن أيّوب القمّي ذكره الغلاة ورووا عنه ، لا نعرفه(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن علي بن حبشي بن قوني الكاتب ، عن حميد بن زياد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عنه(٣) .

وفيتعق : الظاهر أنّ مرادجش من القائل غض ، فلا عبرة به سيّما(٤) في مقابل كلامجش ، مع أنّ الظاهر أنّه ردّه ولم يرض به(٥) .

أقول : قال الشيخ محمّد : عبارةصه مذكورة في القسم الثاني ، ولا يخلو من غرابة ، لأنّ توثيقجش لا يعارضه قول غض ، لأنّه لا يفيد قدحا بل غاية ما يفيد أنّه لا يعرفه ؛ وحكايةجش مرسلة ، فلا تعارض التوثيق منه ، لعدم العلم بالقائل.

وفيمشكا : ابن أيّوب الثقة ، عنه عبيس ، والقاسم بن إسماعيل(٦) .

١٦٧٧ ـ عبد الله بن بحر :

كوفي ، روى عن أبي بصير والرجال ، ضعيف ، مرتفع القول ،صه (٧) .

وزادد :لم (٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢١ / ٥٧٨.

(٢) الخلاصة : ٢٣٨ / ٢٣.

(٣) الفهرست : ١٠٤ / ٤٥٠.

(٤) سيّما ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩٧.

(٦) هداية المحدّثين : ١٠٠.

(٧) الخلاصة : ٢٣٨ / ٣٤ ، وفيها بدل والرجال : والرجل.

(٨) رجال ابن داود : ٢٥٣ / ٢٦٤ ، وفيه أيضا : والرجل.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433