منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

منتهى المقال في أحوال الرّجال 13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-97-3
الصفحات: 433

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 433 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263231 / تحميل: 4772
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٧-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

عن عبيس بن هشام ، عنه(١) .

وربما احتمل كونه ابن صبيح الحذّاء ، وقد ينافيه كون كلّ على حدة في بعض الكتب(٢) كما يأتي ، ولعلّه سهو.

وفيتعق : لا خفاء في اتّحاده ، وذكره فيق على حدة لا ينافيه(٣) .

أقول(٤) . في النقد أيضا حكم بالاتّحاد(٥) ، وكذا في الحاوي(٦) .

١٤٦٦ ـ صبّاح بن سيابة :

الكوفي ،ق (٧) .

وفيتعق : يروي جعفر بن بشير عن حمّاد بن عثمان عنه(٨) . وهو أخو عبد الرحمن بن سيابة.

وفي الكافي رواية تدلّ على كونه من خواصّ الشيعة(٩) ، وكذا في آخر الروضة(١٠) . وحسّنه خالي لأنّ للصدوق طريقا إليه(١١) (١٢) .

١٤٦٧ ـ صبّاح بن صبيح الحذّاء :

الفزاري ، مولاهم ، إمام مسجد دار اللؤلؤة بالكوفة ، ثقة ، عين ، روى‌

__________________

(١) الفهرست : ٨٥ / ٣٦٨.

(٢) انظر رجال الشيخ : ٢١٩ / ٢٥ فإنّه ذكر فيه صباح بن صبيح أيضا.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

(٤) في نسخة « ش » : قلت.

(٥) نقد الرجال : ١٧١ / ٣.

(٦) حاوي الأقوال : ٨٨ / ٣٢٥.

(٧) رجال الشيخ : ٢١٩ / ٢٠.

(٨) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٣٣.

(٩) في التعليقة بدل من خواص الشيعة : من الأجلّة. الكافي ٢ : ٣٨ / ٤.

(١٠) الكافي ٨ : ٣١٥ / ٤٩٥.

(١١) الوجيزة : ٣٨٧ / ١٨٤.

(١٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

٢١

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (١) .

جش إلاّ أنّ فيه : اللؤلؤ(٢) ـ بغير هاء ـ ، وكذا فيق (٣) . وحكمشه بصحّته(٤) .

ثمّ زادجش : له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم عبيس بن هشام.

أقول : فيمشكا : ابن صبيح الحذّاء ، عنه عبيس بن هشام ، وموسى ابن القاسم البجلي(٥) .

١٤٦٨ ـ صبّاح الطنافسي :

يروي عنه ابن أبي عمير بواسطة ابنه عبد الوهّاب(٦) ،تعق (٧) .

١٤٦٩ ـ صبّاح بن عبد الحميد :

الأزرق الكوفي ،ق (٨) .

وفيتعق : مضى في إبراهيم بن عبد الحميد عنجش : أخوه صباح وإسماعيل(٩) . والظاهر أنّه الأزرق(١٠) .

١٤٧٠ ـ صبّاح بن قيس بن يحيى :

المزني ، أبو محمّد ، كوفي ، زيدي ، قاله غض ، وقال : حديثه في‌

__________________

(١) الخلاصة : ٨٨ / ١ ، وفيها : اللؤلؤ ، وفي النسخة الخطيّة منها : اللؤلؤة.

(٢) رجال النجاشي : ٢٠١ / ٥٣٨.

(٣) رجال الشيخ : ٢١٩ / ٢٥.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٣.

(٥) هداية المحدّثين : ٨١.

(٦) التهذيب ٥ : ٤٤٤ / ١٥٤٧ ، وسنده : الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الوهاب بن الصباح ، عن أبيه.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

(٨) رجال الشيخ : ٢٢٠ / ٢٧.

(٩) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٧.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢ ، باختلاف.

٢٢

حديث أصحابنا ضعيف يجوز أن يخرج شاهدا. وقالجش : إنّه ثقة روى عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ،صه (١) .

ومضى عند بعنوان ابن بشير(٢) ، ويأتي عنجش ابن يحيى(٣) ، والعلاّمة جعله ابن قيس كما ترى ، فتأمّل.

وفيتعق : الظاهر أنّ قولصه : زيدي ، مأخوذ من غض ، فلا اعتداد به ، سيّما مع تصريحجش بالتوثيق ورواية كتابه جماعة وعدم تعرّضه لفساد المذهب ، ومرّ في الفوائد أنّ مقتضى هذا كونه إماميّا ثقة ؛ وكذا لم يتعرّض له الشيخ(٤) . ومرّ في البراء بن عازب عنكش أنّه من أصحابنا على وجه يؤذن بنباهة شأنه(٥) .

هذا ، والظاهر منصه اتّحاده مع ابن يحيى(٦) ، انتهى.

أقول : وهو الظاهر من النقد أيضا(٧) .

وقال المحقّق الشيخ محمّدرحمه‌الله : قال طس : إنّغض قال : صبّاح بن يحيى من ولد قيس ، فالظاهر أنّ العلاّمة من هنا أخذ ، وهو كثير التتبّعلطس ؛ لكن جعل قيس أبا الصباح من الأوهام ، لأنّ طس كما ترى صباح بن يحيى ، انتهى.

قلت (٨) : وعلى تقدير كون قيس جدّه فنسبة الرجل إلى الجدّ غير‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٠ / ٢.

(٢) رجال ابن داود : ٢٥٠ / ٢٤٠.

(٣) رجال النجاشي : ٢٠١ / ٥٣٧.

(٤) رجال الشيخ : ٢١٩ / ١٩ والفهرست : ٨٥ / ٣٦٧ ، ترجمة صبّاح بن يحيى.

(٥) رجال الكشّي : ٤٤ / ٩٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

(٧) نقد الرجال : ١٧١ / ١١.

(٨) في نسخة « م » : أقول.

٢٣

عزيز ، فلا وهم أصلا ؛ مع أنّه لم يظهر تعيّن كون يحيى والده بمجرّد قول ابن يحيى حتّى يقال بأنّ قيسا جدّه ، فتأمّل.

١٤٧١ ـ صبّاح بن موسى الساباطي :

ق(١) . وفيصه : صبّاح أخو عمّار الساباطي ثقة(٢) .

وقالشه : ولم يكن فطحيّا كأخيه عمّار(٣) .

وفيجش توثيقه(٤) ، ويأتي في أخيه عمّار.

وفيتعق : ما فيه أنّهم ثقات في الرواية ، وفي إفادة هذا التوثيق الاصطلاحي نظر ، بل ربما يومئ هذا إلى كونه فطحيّا أيضا ، مضافا إلى ما نقل من بقاء طائفة عمّار على الفطحيّة(٥) ، لكن ظاهرق عدمه. وفي الوجيزة والبلغة : ثقة(٦) (٧) .

أقول : وذكره في الحاوي في الثقات(٨) .

١٤٧٢ ـ صبّاح بن يحيى :

أبو محمّد المزني ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، له كتاب يرويه جماعة ، منهم أحمد بن النضر ،جش (٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢١٩ / ٢٢.

(٢) الخلاصة : ٨٨ / ٢.

(٣) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٣.

(٤) رجال النجاشي : ٢٩٠ / ٧٧٩.

(٥) رجال الكشّي : ٢٨٢ / ٥٠٢ ترجمة هشام بن سالم.

(٦) لم يرد في النسخة المطبوعة من الوجيزة وورد في النسخة الخطيّة منها : ٢٦ ، البلغة : ٣٧٠ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢ ، قوله : وفي الوجيزة والبلغة ثقة ، لم يرد في نسخنا من التعليقة.

(٨) حاوي الأقوال : ٨٨ / ٣٢٦.

(٩) رجال النجاشي : ٢٠١ / ٥٣٧.

٢٤

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن محمّد ابن موسى خوراء ، عنه(١) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل. إلى آخره(٢) .

وفيق : ابن يحيى المزني الكوفي أسند عنه(٣) .

ومرّ عند ابن بشير(٤) ، وعنصه ابن قيس(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن يحيى المزني الثقة ، عنه أحمد بن النضر ، ومحمّد بن موسى خوراء(٦) .

١٤٧٣ ـ صبيح أبو الصباح :

مولى بسّام ،ق (٧) .

وزادجش : له كتاب يرويه عنه جماعة منهم ، صفوان بن يحيى(٨) .

وفيتعق : وفيه شهادة بالوثاقة(٩) .

أقول : فيمشكا : مولى بسّام ، عنه صفوان بن يحيى مع جماعة ، وهم : ابن أبي عمير والقاسم بن إسماعيل(١٠) .

__________________

(١) الفهرست : ٨٥ / ٣٦٧.

(٢) الفهرست : ٨٥ / ٣٦٦.

(٣) رجال الشيخ : ٢١٩ / ١٩ ، وفيه بعد ابن يحيى زيادة : أبو محمّد.

(٤) رجال ابن داود : ٢٥٠ / ٢٤٠. كما وذكره في القسم الأوّل : ١١٠ / ٧٧٦ قائلا : صبّاح بن يحيى بن محمّد المزني ، قرق جش كوفي ثقة.

(٥) الخلاصة : ٢٣٠ / ٢.

(٦) هداية المحدّثين : ٨١.

(٧) رجال الشيخ : ٢٢٠ / ٢٩.

(٨) رجال النجاشي : ٢٠٢ / ٥٤٠.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

(١٠) هداية المحدّثين : ٨٢.

٢٥

١٤٧٤ ـ صبيح الصائغ :

أبو علي ، كوفي ، ثقة ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب رواه محمّد بن بكر بن جناح(٢) .

١٤٧٥ ـ صبيح القرشي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق ، في أصحّ النسختين(٣) . وفي الأخرى : العرشي.

١٤٧٦ ـ صدقة الأحدب :

ق (٤) . وفي التهذيب : الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الوهاب بن الصباح ، عن أبيه قال : لقي مسلم مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام صدقة الأحدب وقد قدم من مكّة ، فقال له مسلم : الحمد لله. فذكر دعاء طويلا إلى أن قال : فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : نعم ما تعلّمت ، إذا لقيت أخا(٥) من إخوانك فقل له هكذا ، فإنّ الهدى بنا(٦) هدى ، وإذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما يقولون(٧) ، انتهى. وقد يشعر هذا بأنّه ليس منّا.

أقول(٨) : بل ينادي بأنّه منّا ، لأنّ قولهعليه‌السلام : إذا لقيت أخا من إخوانك فقل له هكذا ، أي : ما قلت لهذا ، فيظهر أنّه من إخوانه ، ولذا استحسنعليه‌السلام قوله ذلك له واستصوبه. وكأنّهرحمه‌الله استشعر ذلك‌

__________________

(١) الخلاصة : ٨٩ / ٢.

(٢) رجال النجاشي : ٢٠٢ / ٥٤١.

(٣) رجال الشيخ : ٢٢٠ / ٣١.

(٤) رجال الشيخ : ٢٢٠ / ٣٧.

(٥) في نسخة « ش » : إخوانا.

(٦) في نسخة « ش » : منّا.

(٧) التهذيب ٥ : ٤٤٤ / ١٥٤٧.

(٨) في نسخة « م » : قلت.

٢٦

من قولهعليه‌السلام : إذا لقيت هؤلاء ، ظنّا منه أنّهعليه‌السلام يريد هذا وأمثاله ، وليس كذلك ، بل يتورّعونعليهم‌السلام عن(١) تسمية هؤلاء ، فيكنّون(٢) عنهم بالناس وبهؤلاء وبالقوم وأمثال ذلك ، فتتبّع.

١٤٧٧ ـ صدقة بن بندار القمّي :

أبو سهل ، قديم السماع ، وكان ثقة خيّرا ، له كتاب التجمّل والمروّة حسن صحيح الحديث ،صه (٣) .

وزادجش بعد السماع : وعاش إلى أن مات سنة إحدى وثلاثمائة ، حكى ذلك الحسين بن عبيد الله عن مشايخه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن بندار الثقة في طبقة من لم يرو عنهمعليهم‌السلام (٥) .

١٤٧٨ ـ الصرام :

كنيته أبو منصور ، ويأتي في الكنى(٦) ،تعق (٧) .

١٤٧٩ ـ صعصعة بن صوحان :

ي (٨) . وزادصه : عظيم القدر ، من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : ما كان مع أمير المؤمنين‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : من.

(٢) في نسخة « ش » : بل يكنون.

(٣) الخلاصة : ٨٩ / ٣.

(٤) رجال النجاشي : ٢٠٤ / ٥٤٤.

(٥) هداية المحدّثين : ٨٢.

(٦) عن الفهرست : ١٩٠ / ٨٧٢ والخلاصة : ١٨٨ / ١٣ ، وفيهما أنّه من جلّة المتكلّمين من أهل نيسابور وكان رئيسا مقدّما.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

(٨) رجال الشيخ : ٤٥ / ١.

٢٧

عليه‌السلام من يعرف حقّه إلاّ صعصعة وأصحابه(١) .

وفيكش ما ذكرهصه (٢) . وفيه أيضا حكاية عيادة أمير المؤمنينعليه‌السلام له(٣) . وفيه غير ذلك ممّا يدلّ على جلالته وعلوّ رتبته(٤) .

وفي تهذيب الكمال : كان من أصحاب علي ـعليه‌السلام ـ وشهد معه الجمل هو وأخوه(٥) زيد وسيحان ، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت(٦) الراية يوم الجمل بيده فقتل فأخذها زيد وقتل فأخذها(٧) صعصعة ، وتوفّي بالكوفة في خلافة معاوية ، وكان ثقة قليل الحديث ، وذكره ابن حبّان في كتاب الثقات(٨) (٩) .

١٤٨٠ ـ صفوان بن حذيفة اليمان :

ي (١٠) .

وفيتعق : قتل هو وأخوه سعد في صفّين ، وكانا معهعليه‌السلام لوصيّة أبيهمارحمهم‌الله جميعا(١١) .

١٤٨١ ـ صفوان بن مهران بن المغيرة :

الأسدي ، مولاهم ثمّ مولى بني كاهل منهم ، كوفي ، يكنّى أبا محمّد‌

__________________

(١) الخلاصة : ٨٩ / ١.

(٢) رجال الكشّي : ٦٨ / ١٢٢.

(٣) رجال الكشّي : ٦٧ / ١٢١.

(٤) رجال الكشّي : ٦٨ / ١٢٣.

(٥) في المصدر : وأخواه.

(٦) في النسخ : كان ، وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المصدر : وقيل أخذها.

(٨) الثقات : ٤ / ٣٨٢.

(٩) تهذيب الكمال ١٣ : ١٦٩ / ٢٨٧٦.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٥ / ٦ ، وفيه : ابن اليمان.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

٢٨

الجمّال ، ثقة ،صه (١) .

ومثلهجش ؛ وزاد : أحمد بن عبد الله بن قضاعة عن أبيه عن أبيه(٢) عنه(٣) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن السندي بن محمّد ، عنه(٤) .

وفيكش : حمدويه ، عن محمّد بن إسماعيل الرازي ، عن الحسن ابن علي بن فضّال قال : حدّثني صفوان قال : دخلت على أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام فقال لي : يا صفوان كلّ شي‌ء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا ،قلت : جعلت فداك أيّ شي‌ء؟ قال : إكراك(٥) جمالك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـقلت : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكّة ـ ولا أتولاّه بنفسي ولكن أبعث معه غلماني ، فقال لي : يا صفوان أيقع كراك عليهم؟قلت : نعم جعلت فداك ، قال : فقال لي : أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراك؟قلت : نعم ، قال : فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان ورد النار.

قال صفوان : فذهبت وبعت جمالي عن آخرها ، فبلغ ذلك هارون ، فدعاني فقال لي : يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك؟قلت : نعم ، فقال : ولم؟قلت : أنا شيخ كبير وإنّ الغلمان لا يفون بالأعمال ، فقال : هيهات هيهات إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا أشار عليك بهذا موسى بن جعفر ،

__________________

(١) الخلاصة : ٨٩ / ٢.

(٢) وردت عن أبيه في نسخة « ش » مرّة واحدة.

(٣) رجال النجاشي : ١٩٨ / ٥٢٥.

(٤) الفهرست : ٨٤ / ٣٥٧.

(٥) في المصدر بدل إكراك « إكراؤك » في الموارد كلّها.

٢٩

قلت(١) : مالي ولموسى بن جعفر ، فقال : دع هذا عنك فو الله لولا حسن صحبتك لقتلتك(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن مهران الثقة ، أحمد بن عبد الله بن قضاعة عن أبيه عن أبيه(٣) عنه ، وعنه السندي بن محمّد الثقة ، والحسن بن علي بن فضّال ، وعبد الرحمن بن أبي نجران ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وعلي ابن الحكم الثقة ، وإسماعيل بن مهران ، وابن أبي عمير ، وأبو محمّد عبد الله ابن محمّد الحجّال(٤) .

١٤٨٢ ـ صفوان بن يحيى :

أبو محمّد البجلي بيّاع السابري ، كوفي ، ثقة ثقة ، عين ؛ روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وروى هو عن الرضاعليه‌السلام ، وكانت له عنده منزلة شريفة ،جش (٥) .

وفيست : أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث وأعبدهم ؛ وروى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، وروى عن أربعين رجلا من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وله مسائل عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام وروايات ، أخبرنا بها جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ؛ وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار وسعد ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد ، عنه. وعنه‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : فقلت.

(٢) رجال الكشّي : ٤٤٠ / ٨٢٨.

(٣) عن أبيه وردت في نسخة « ش » مرّة واحدة.

(٤) هداية المحدّثين : ٨٢.

(٥) رجال النجاشي : ١٩٧ / ٥٢٤.

٣٠

زكريّا بن شيبان(١) .

وفيظم وضا : ثقة(٢) .

وفيست وصه وجش واللفظ للأخير : كان شريكا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان ، وإنّهم تعاقدوا في بيت الله الحرام أنّه من مات منهم صلّى من بقي صلاته وصام عنه صيامه وزكّى عنه زكاته ، فماتا وبقي صفوان ، فكان يصلّي كلّ يوم مائة وخمسين ركعة ، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ، ويزكّي زكاته ثلاث دفعات ، وكلّ ما يتبرّع(٣) عن نفسه به ممّا عدا ما ذكرناه تبرّع عنهما مثله.

وحكى أصحابنا أنّ إنسانا كلّفه حمل دينارين إلى أهله إلى الكوفة فقال : إنّ جمالي مكرية وأنا أستأذن الأجراء. وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن عليه أحد من طبقتهرحمه‌الله (٤) .

وفيكش إجماع العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه(٥) ، وغير ذلك ممّا يدلّ على جلالته وعلوّ مرتبته ، وأنّ الجوادعليه‌السلام بعث إليه بحنوطه وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه(٦) .

وفيتعق : صرّح في العدّة بأنّه لا يروي إلاّ عن الثقة(٧) . وعن الشهيد في أوائل الذكرى أنّ الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله(٨) (٩) .

__________________

(١) الفهرست : ٨٣ / ٣٥٦.

(٢) رجال الشيخ : ٣٥٢ / ٣ ، ٣٧٨ / ٤.

(٣) في نسخة « ش » : وكل ما تبرّع.

(٤) الخلاصة : ٨٨ / ١.

(٥) رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٥٠.

(٦) رجال الكشّي : ٥٠٢ / ٩٦٢ ، ٩٦٣ ، ٩٦٤ ، وفيه غير ذلك.

(٧) عدّة الأصول : ١ / ٣٨٦.

(٨) ذكري الشيعة : ٤.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢.

٣١

أقول : فيمشكا : ابن يحيى الثقة ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ويعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، والفضل بن شاذان ، وأحمد البرقي عن أبيه عنه ، وأبوه عنه ، وعنه الحسين بن سعيد ، وزكريّا بن شيبان ، وأيّوب بن نوح ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، وعلي بن الحسن الطويل(١) ، وعلي بن السندي ، والعبّاس بن معروف ، وعلي بن إسماعيل ، وإبراهيم بن هاشم ، وموسى بن القاسم ، ومحمّد بن إسماعيل(٢) .

وفي التهذيب توسّط أيّوب بن نوح بين محمّد بن الحسين وصفوان بن يحيى(٣) . ففي المنتقى : الأظهر كون أيّوب معطوفا على محمّد ، ومثله كثير(٤) .

فيه وفي الاستبصار وفيهما : معاوية بن وهب عن صفوان ذا(٥) ، وهو غلط لأنّ معاوية أقدم منه بطبقة.

وفيهما أيضا : الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن العيص(٦) . صوابه : وصفوان : إذ لا يعهد للحسين بن سعيد رواية عن صفوان بالواسطة.

وفي الكافي والتهذيب : موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى الأزرق(٧) . وهو تصحيف صوابه : عن يحيى ، فإنّ صفوان بن يحيى من‌

__________________

(١) في المصدر : ابن الطويل.

(٢) ومحمّد بن إسماعيل ، لم يرد في المصدر.

(٣) التهذيب ٥ : ٣٠٨ / ١٠٥٦.

(٤) منتقى الجمان : ٣ / ١٨٩.

(٥) التهذيب ٥ : ٣ / ٤ ، الاستبصار ٢ : ١٤٠ / ٤٥٦.

(٦) التهذيب ٢ : ٣٥٠ / ١٤٥١.

(٧) الكافي ٦ : ٤٩٤ / ٣ ، ١٢ وفيه : موسى بن القاسم عن صفوان ، والتهذيب ٥ : ٣٩٨ / ٣٠.

٣٢

الآحاد ولم يقيد في ترجمته بالأزرق.

وفي إسناد الشيخ أيضا : ابن أبي عمير عن صفوان بن يحيى(١) . صوابه : العطف.

وفي حجّ التهذيب : أبي جعفر عن العبّاس عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان(٢) . وفي المنتقى : المعهود من رواية أبي جعفر وهو أحمد ابن محمّد بن عيسى عن ابن أبي نجران بلا واسطة ، وكذا رواية العبّاس عن صفوان ، فصوابه العطف(٣) .

( وفي حجّ التهذيب : إبراهيم بن هاشم عن صفوان قال : سألت الصادقعليه‌السلام . صوابه : الكاظمعليه‌السلام ، لأنّه ابن يحيى وهو لا يروي عن الصادقعليه‌السلام )(٤) .

وفي الكافي في باب من بدأ بالمروة : ابن أبي عمير عن صفوان بن يحيى(٥) . وصوابه العطف.

هذا ، ويروي هو عن منصور بن حازم ، وعن ذريح ، وسعيد بن يسار ، وهشام بن سالم(٦) .

١٤٨٣ ـ صفير :

مولى الصادقعليه‌السلام ، يأتي في معتب ذمّه(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) التهذيب ٧ : ٣٨٨ / ١٥٥٦.

(٢) التهذيب ٥ : ٢٦٧ / ٩١١.

(٣) منتقى الجمان : ٣ / ٤٢٠.

(٤) التهذيب ٥ : ٢٢١ / ٧٤٦. وما بين القوسين لم يرد في الهداية.

(٥) الكافي ٤ : ٤٣٧ / ٥ ، وفيه : وصفوان بن يحيى.

(٦) هداية المحدّثين : ٨٢.

(٧) رجال الكشّي : ٢٥٠ / ٤٦٥ ، وفيه : صغير ، صفير ( خ ل ).

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨٢ ، وفيها : صفوان.

٣٣

قلت (١) : حذا سلّمه الله حذو مولانا عناية الله في قراءة الكلمة صفيرا بالفاء(٢) ، فلاحظ الترجمة وتأمّل.

١٤٨٤ ـ صهيب :

مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سبق في بلال ذمّه(٣) .

١٤٨٥ ـ صيفي بن فسيل :

بالفاء والسين المهملة والياء المثنّاة تحت ، ي ، من خواصّهعليه‌السلام ،د (٤) .

وفيصه في آخر القسم الأوّل أنّه من أصحابه من ربيعة ، وكان ممّن خدم علياعليه‌السلام ، وهو جدّ عبد الملك بن هارون بن عنترة(٥) .

وفي قي كما فيصه (٦) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : أقول.

(٢) مجمع الرجال : ٣ / ٢٢٢.

(٣) رجال الكشّي : ٣٨ / ٧٩.

(٤) رجال ابن داود : ١١١ / ٧٨٣.

(٥) الخلاصة : ١٩٣.

(٦) رجال البرقي : ٥ ، وفيه زيادة : الشيباني.

٣٤

باب الضاد‌

١٤٨٦ ـ الضحّاك :

أبو مالك الحضرمي ، كوفي ،ق (١) .

وزادصه : عربي ، أدرك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وقال قوم من أصحابنا : روى عنهعليه‌السلام ، وقال آخرون : لم يرو عنه ، وروى عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وكان متكلّما ثقة ثقة في الحديث(٢) .

وزادجش : وله كتاب في التوحيد رواية علي بن الحسن الطاطري(٣) .

أقول : فيمشكا : أبو مالك الثقة ، عنه علي بن الحسن الطاطري(٤) .

١٤٨٧ ـ الضحّاك بن زيد :

غير مذكور في الكتابين. ويروي عنه أحمد بن محمّد بن أبي نصر كما في التهذيب وغيره في باب المواقيت في تفسير قوله تعالى :( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) (٥) (٦) ، وهو كما في العدّة لا يروي إلاّ عن ثقة(٧) ، مضافا‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٢١ / ٤.

(٢) الخلاصة : ٩٠ / ٢ ، وفيها : ثقة ، وفي النسخة الخطيّة منها : ثقة ثقة.

(٣) رجال النجاشي : ٢٠٥ / ٥٤٦.

(٤) هداية المحدّثين : ٨٥ ، وفيها : ابن مالك. وفيها في الكنى : ٢٩٦ : أبو مالك.

(٥) الإسراء : ٧٨.

(٦) التهذيب ٢ : ٢٥ / ٧٢ ، الاستبصار ١ : ٢٦١ / ٩٣٨ وفيه : ابن يزيد.

(٧) عدّة الأصول : ١ / ٣٨٦ ، والمقصود منه أحمد بن محمّد بن أبي نصر.

٣٥

إلى إجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه(١) .

وقول صاحب المدارك : إنّه أبو مالك الحضرمي(٢) ، لا دليل عليه ، وفي استفادة ذلك من كلامجش رحمه‌الله كما ظنّه نظر واضح ، وإن قوّاه الأستاذ العلاّمة حيث قال في حاشية المدارك بعد قوله كما يستفاد منجش ما لفظه : فإنّه قال الضحّاك أبو مالك الحضرمي وحكم بكونه ثقة في الحديث ، والشيخ أيضا صرّح بأنّ الضحّاك أبو مالك الحضرمي ، بل الظاهر أنّه لا ينبغي التأمّل في أنّه أبو مالك الثقة(٣) ، انتهى فتأمّل جدّا.

١٤٨٨ ـ الضحّاك بن سعد الواسطي :

له كتاب ، لم(٤) ،جش (٥) .

وزادست : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزّاز ، عنه(٦) .

وفي القسم الثاني مند : الضحّاك بن سعد الواسطي أبو عاصم النبيل الشيباني ، لم ،جش ، عامي(٧) .

ويأتي عنصه وجش أنّ أبا عاصم النبيل الشيباني(٨) هو ابن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٥٠.

(٢) مدارك الأحكام : ٣ / ٣٩.

(٣) حاشية الوحيد البهبهاني على المدارك : ١٣٩.

(٤) رجال الشيخ : ٤٧٧ / ١ ، وفيه : روى حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عنه.

(٥) رجال النجاشي : ٢٠٦ / ٥٤٨.

(٦) الفهرست : ٨٥ / ٣٦٩ ، وفيه بدل حيّان : حنان ، وفي مجمع الرجال : ٣ / ٢٢٥ نقلا عنه : حيّان.

(٧) رجال ابن داود : ٢٥٠ / ٢٤٢ ، وفيه بعد الشيباني زيادة : البصري. وذكره في القسم الأوّل : ١١٢ / ٧٨٦ : الضحّاك بن سعد الواسطي ، جش ، له كتاب.

(٨) الشيباني ، لم يرد في نسخة « م ».

٣٦

محمّد(١) ، وعنق أنّه ابن مخلّد(٢) ، فتأمّل.

أقول : فيمشكا : ابن سعد الواسطي ، عنه إبراهيم بن سليمان(٣) .

١٤٨٩ ـ الضحّاك بن محمّد بن شيبان :

أبو عاصم النبيل الشيباني البصري ، عامي ،صه (٤) .

وزادجش : روى عن جعفرعليه‌السلام كتابا رواه هارون بن مسلم(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن شيبان ، الحسن بن علي بن محبوب عن هارون بن مسلم عنه ، وعنه عبّاس بن محمّد بن حاتم(٦) .

١٤٩٠ ـ الضحّاك بن مخلّد الشيباني :

أبو عاصم البصري النبيل ،ق (٧) .

والظاهر أنّه المتقدّم.

١٤٩١ ـ ضريس بن عبد الملك بن أعين :

الشيباني ،ق (٨) .

وزادصه : روىكش عن حمدويه قال : سمعت أشياخي يقولون : ضريس إنّما سمّي الكناسي لأنّ تجارته بالكناسة(٩) ، وكانت تحته بنت‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣١ / ١ ، رجال النجاشي : ٢٠٥ / ٥٤٧.

(٢) رجال الشيخ : ٢٢١ / ٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٨٥.

(٤) الخلاصة : ٢٣١ / ١.

(٥) رجال النجاشي : ٢٠٥ / ٥٤٧.

(٦) هداية المحدّثين : ٨٥.

(٧) رجال الشيخ : ٢٢١ / ٣.

(٨) رجال الشيخ : ٢٢١ / ٦ ، وفيه زيادة : الكوفي أبو عمارة وأخوه علي.

(٩) الكناسة : محلة بالكوفة ، معجم البلدان : ٤ / ٤٨١.

٣٧

حمران ، وهو خيّر فاضل ثقة(١) .

وفيكش ما ذكره(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الملك الثقة ، عنه علي بن رئاب ، وعمر ابن أبان الكلبي ، وابن محبوب ، ومالك بن عطية. وهو في طبقة حمران ، لأنّ ابنته كانت تحته(٣) .

__________________

(١) الخلاصة : ٩٠ / ١.

(٢) رجال الكشّي : ٣١٣ / ٥٦٦.

(٣) هداية المحدّثين : ٨٥.

٣٨

باب الطاء‌

١٤٩٢ ـ طارق بن شهاب الأحمسي :

يكنّى أبا حيّة ، كوفي ، ي(١) . ويأتي في الكنى(٢) .

١٤٩٣ ـ طالب بن هارون بن عمير :

النخعي أبو سالم الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) .

١٤٩٤ ـ طاهر بن حاتم بن ماهويه :

أخو فارس. فيجش (٤) وست(٥) وصه(٦) وغض(٧) : إنّه كان مستقيما فخلط وتغيّر وأظهر القول بالغلو.

وفيضا : غال كذّاب(٨) .

ثمّ فيست : أخبرنا برواياته في حال الاستقامة جماعة ، عن محمّد ابن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عنه في حال استقامته.

أقول : فيمشكا : ابن حاتم الكذّاب الغالي ، عنه محمّد بن عيسى‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٦ / ١.

(٢) فيه أنّه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن ، رجال البرقي : ٦.

(٣) رجال الشيخ : ٢٢٢ / ١٠.

(٤) رجال النجاشي : ٢٠٨ / ٥٥١ ، وفيه : ابن ماهويه القزويني أخو فارس بن حاتم كان صحيحا ثمّ خلط.

(٥) الفهرست : ٨٦ / ٣٧٠ ، ولم يرد فيه : فخلط.

(٦) الخلاصة : ٢٣١ / ٢ ، ولم يرد فيها : فخلط.

(٧) في مجمع الرجال : ٣ / ٢٢٨ نقلا عنه : كان فاسد المذهب ضعيف وقد كانت له حال استقامة كما كانت لأخيه ولكنّها لا تثمر.

(٨) رجال الشيخ : ٣٧٩ / ١.

٣٩

ابن عبيد(١) .

١٤٩٥ ـ طاهر بن عيسى الورّاق :

يكنّى أبا محمّد ، من أهلكش ، صاحب كتب ، روى عنه الكشّي وروى هو عن جعفر بن أحمد الخزاعي(٢) عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، لم(٣) .

قلت : لا يبعد كونه من مشايخ كش. وكيف كان فإنّه يروي عنه على سبيل الاعتماد والاعتداد(٤) ، فتتبّع.

وفيمشكا : ابن عيسى ، عنه الكشي. وهو عن أحمد بن جعفر الخزّاز عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

وغيرهم لا أصل له ولا كتاب(٥) .

١٤٩٦ ـ طاهر غلام أبي الجيش :

كان متكلّما ،ست (٦) .

وزادجش : وعليه كان ابتداء قراءة شيخنا أبي عبد اللهرحمه‌الله (٧) .

وزادصه : المفيد(٨) .

أقول : فيمشكا : غلام أبي الجيش المتكلّم ، عنه المفيد(٩) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٨٦.

(٢) في الأصل : أحمد بن جعفر الخزاعي ، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) رجال الشيخ : ٤٧٧ / ١.

(٤) رجال الكشّي : ١٥ / ٣٤ و ٣٥ ، ١٠٣ / ١٦٤ ، ١٠٥ / ١٦٨ ، وغيرها كثير.

(٥) هداية المحدّثين : ٨٦ ، وفيها : أحمد بن جعفر الخزاعي ، والصواب : جعفر بن أحمد الخزاعي.

(٦) الفهرست : ٨٦ / ٣٧١.

(٧) رجال النجاشي : ٢٠٨ / ٥٥٢.

(٨) الخلاصة : ٩٠ / ٢.

(٩) هداية المحدّثين : ٨٦ ، وفيها : أبي حبيش.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

أن جعل في الدين مجالا لبحث العقل بما أودع فيه من المتشابه ، إذ بحثه يستلزم النظر فى الأدلة الكونية ، والبراهين العقلية ، ووجوه الدلالة ليصل إلى فهمه ويهتدى إلى تأويله.

(3) إن الأنبياء بعثوا إلى الناس كافة وفيهم العالم والجاهل والذكي والبليد ، وكان من المعاني الحكم الدقيقة التي لا يمكن التعبير عنها بعبارة تكشف عن حقيتها ، فجعل فهم هذا من حظ الخاصة ، وأمر العامة بتفويض الأمر فيه إلى الله ، والوقوف عند فهم المحكم ، ليكون لكلّ نصيبه على قدر استعداده ، فإطلاق كلمة الله وروح من الله على عيسى يفهم منه الخاصة ما لا يفهمه العامة ، ومن ثم فتن النصارى بمثل هذا التعبير إذ لم يقفوا عند حد المحكم وهو التنزيه واستحالة أن يكون لله أم أو ولد بمثل ما دل عليه قوله :إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ».

( وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ) أي وما يعقل ذلك ويفقه حكمته إلا ذوو البصائر المستنيرة ، والعقول الراجحة التي امتازت بالتدبر والتفكر في جميع الآيات المحكمة التي هى الأصول ، حتى إذا عرض لهم المتشابه بعد ذلك سهل عليهم أن يتذكروها ويردّوا المتشابه إليها ، ويقولوا في المتشابه الذي هو نبأ عالم الغيب : إن قياس الغائب على الشاهد قياس مع الفارق لا ينبغى للعقلاء أن يعتبروه.

ثم ذكر ما يدعون به ليهبهم الثبات على فهم المتشابه فقال :

( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) أي إن أولئك الراسخين في العلم مع اعترافهم بالإيمان بالمتشابه يطلبون إلى الله أن يحفظهم من الزيغ بعد الهداية ، ويهبهم الثبات على معرفة الحقيقة والاستقامة على الطريقة فهم يعرفون ضعف البشر ، وكونهم عرضة للتقلب والنسيان والذهول ، فيخافون أن يقعوا فى الخطأ ، والخطأ قرين الخطر.

وقد روى عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو «يا مقلّب القلوب ثبت قلبى على دينك» قلت : يا رسول الله

١٠١

ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال : «ليس من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرّحمن ، إن شاء أن يقيمه أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه».

( رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ) أي ربنا إنك تجمع الناس للجزاء في يوم لا شك فيه وإنا موقنون به ، لأنك أخبرت به وقولك الحق ، ووعدت وأوعدت بالجزاء فيه ، وأنت لا تخلف وعدك.

وقد جاءوا بهذا الدعاء بعد الإيمان بالمتشابه ، ليستشعروا أنفسهم الخوف من تسرّب الزيغ الذي يسلبهم الرحمة في ذلك اليوم ، وهذا الخوف هو مبعث الحذر والتوقي منه.

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (12) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (13) )

تفسير المفردات

تغنى : أي تنفع ، وقود (بفتح الواو) أي حطب ونحوه ، والدأب : العادة ؛ من دأب على العمل إذا جدّ فيه وتعب ، ثم غلب في العادة ، والمهاد : الفراش ، يقال مهدّ الرجل المهاد إذا بسطه ، والآية : العلامة على صدق ما يقول الرسول.

١٠٢

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه الدين الحق وقرر التوحيد ، وذكر الكتب الناطقة به ، وألمع إلى شأن القرآن الكريم وإيمان العلماء الراسخين به ـ شرع يذكر حال أهل الكفر والجحود ، ويبين أسباب اغترارهم بالباطل واستغنائهم عن الحق أو اشتغالهم عنه ، ومن أهم ذلك الأموال والأولاد ، وأرشد إلى أنها لا تغنى عنهم شيئا في ذلك اليوم الذي يجمع الله فيه الناس ليحاسبهم على ما عملوا ، والكافرون في أشد الحاجة إلى مثل هذه العظة ، لأن الجحود إنما يقع لغرور الناس بأنفسهم وأموالهم ، فيتوهمون الاستغناء عن الحق ، ويتبعون الهوى.

وقد ضرب الله مثلا لهؤلاء الكافرين الذين استغنوا بما أوتوا في الدنيا عن الحق ، فعارضوه وناصبوا أهله العداء حتى ظفروا بهم مثل آل فرعون ومن قبله ممن كذبوا الرسل ؛ فقد أهلكهم الله ونصر موسى على آل فرعون ، ونصر الرسل ومن آمن معهم على أممهم لصلاحهم وإصلاحهم ، فالله لا يحابى ولا يظلم وهو شديد العقاب.

الإيضاح

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ) أي إن الذين جحدوا ما قد عرفوه من نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم سواء كانوا من بنى إسرائيل أم من كفار العرب ـ لن تنجيهم أموالهم التي يبذلونها في جلب المنافع ودفع المضار ، ولا أولادهم الذين يتناصرون بهم في مهامّ أمورهم ويعوّلون عليهم فى الخطوب النازلة من عذاب الله شيئا ، وقد كانوا يقولون نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ، فردّ الله عليهم بقوله : «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً » وسيكونون يوم القيامة حطبا لجهنم التي تسعر بهم.

١٠٣

ثم ضرب لهم مثلا لينبههم إلى ما حلّ بمن قبلهم من الأمم التي كانت أقوى منهم جندا وأكثر عددا لعلهم يتعظون فقال :

( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ ) أي إن صنيع هؤلاء في تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفرهم بشريعته ، كدأب آل فرعون مع موسى عليه السلام ، ودأب من قبلهم من الأمم ، كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم ، فأهلكهم ونصر الرسل ومن آمن معهم ، ولم يجدوا من بأس الله محيصا ولا مهربا ، إذ عقابه أثر طبيعي لاجتراح الذنوب وارتكاب الموبقات.

ثم تهددهم وتوعدهم بالعقاب في الدنيا قبل الآخرة فقال :

( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ ) المراد بالكافرين هنا اليهود لما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن يهود المدينة لما شاهدوا غلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين يوم بدر قالوا والله إنه النبي الأمى الذي بشرنا به موسى ، وفي التوراة نعته وهمّوا باتباعه ، فقال بعضهم : لا تعجلوا حتى تنظروا إلى وقعة أخرى ، فلما كان يوم أحد شكّوا ، وقد كان بينهم وبين رسول الله عهد إلى مدة فنقضوه ، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبا إلى أهل مكة فأجمعوا أمرهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت.

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أصاب قريشا ببدر ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع فحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بقريش ، فقالوا له : لا يغرنّك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة ، لئن قاتلتنا لعلمت أنّا نحن الناس فنزلت.

أي قل لأولئك اليهود إنكم ستغلبون في الدنيا وسينفذ فيكم وعيدي ، وتساقون فى الآخرة إلى جهنم سوقا ، وبئس المهاد ما مهدتموه لأنفسكم.

وقد صدق الله وعده فقتل المسلمون بنى قريظة الخائنين ، وأجلوا بنى النّضير المنافقين ، وفتحوا خيبر وضربوا الجزية على من عداهم.

١٠٤

ثم حذرهم وأنذرهم بألا يغتروا بكثرة العدد والعدد فلهم مما يشاهدون عبرة فقال :

( قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا ، فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ) أي قل لأولئك اليهود الذين غرتهم أموالهم واعتروا بأولادهم وأنصارهم : لا تغرنكم كثرة العدد ، ولا المال والولد ، فليس هذا سبيل النصر والغلب ، فالحوادث التي تجرى في الكون أعظم دليل على تفنيد ما تدّعون.

انظروا إلى الفئتين اللتين التقتا يوم بدر ، فئة قليلة من المؤمنين تقاتل في سبيل الله كتب لها الفوز والغلب على الفئة الكثيرة من المشركين.

وفي هذا عبرة أيّما عبرة لذوى البصائر السليمة التي استعملت العقول فيما خلقت لأجله من التأمل في الأمور والاستفادة منها ، لا لمثل من نعتهم الله بقوله : «لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ».

ووجه العبرة في هذا أن هناك قوة فوق جميع القوى قد تؤيد الفئة القليلة فتغلب الفئة الكثيرة بإذنه تعالى ، وقوله( تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ) ترشد إلى السر في هذا الفوز ، لأنه متى كان القتال في هذا السبيل أي لحماية الحق والدفاع عن الدين وأهله ، فإن النفس تقبل عليه بكل ما أوتيت من قوة ، وما أمكنها من تدبير واستعداد ، علما منها بأن وراء قوتها معونة الله وتأييده ، يرشد إلى هذا قوله تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ » فها أنت ذا ترى أن الله أمر المؤمنين بالثبات وبكثرة ذكره لشدّ العزائم والنهوض بالهمم ، وبالطاعة لرسوله ، وكان هو القائد في تلك الواقعة ـ واقعة بدر ـ وطاعة القائد من أهم أسباب الظفر والنجاح في ميدان القتال.

وقد امتثل المؤمنون ما أوصاهم به ربهم بقدر طاقتهم ، فوجد لديهم الاستعداد والعزيمة الصادقة ، فقاتلوا ثابتين واثقين بنصر الله ، فنصرهم وفاء بوعده «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ».

١٠٥

وغزوات الرسول وأصحابه تفسر ما ورد في هذه الآيات ، ولما خالفوا ما أمروا به غزوة أحد نزل بهم ما نزل ، وفي هذا أكبر عبرة لمن تذكر واعتبر.

وقد روى أرباب السير أن جيش المسلمين كان ثلاثمائة وثلاثة وعشرين رجلا ، سبعة وسبعون منهم من المهاجرين ، ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار ، وصاحب راية المهاجرين على بن أبي طالب ، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة ، وكان في العسكر تسعون بعيرا وفرسان أحدهما للمقداد بن عمرو ، والآخر لمرثد بن أبي مرثد ، وكان معهم ست دروع وثمانية سيوف ، وجميع من قتل منهم يومئذ أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.

وأن جيش المشركين كان تسعمائة وخمسين مقاتلا ، رأسهم عقبة بن ربيعة ، وفيهم أبو سفيان وأبو جهل ، وكان في معسكرهم من الخيل مائة فرس وسبعمائة بعير ، ومن الأسلحة ما لا يحصى عدّا.

ومعنى قوله( يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ) أن المشركين رأوا المسلمين مثلى عدد المشركين أي قريبا من ألفين ـ وكانوا نحو ثلاثمائة ـ أراهم الله إياهم مع قلتهم أضعافهم ليهابوهم ويجبنوا عن قتالهم ، وكان ذلك مددا لهم من الله كما أمدهم الله بالملائكة ، بعد ما قللهم في أعينهم حتى اجترءوا عليهم وتوجهوا إليهم كما جاء في خطاب أهل بدر «وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ».

ومعنى قوله (رأى العين) أنها رؤية مكشوفة لا لبس معها ولا خفاء كسائر المرئيات والمشاهدات.

( وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ ) أي والله يقوّى بمعونته من يشاء كما أيد أهل بدر بتكثيرهم في عين العدو.

( إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ ) أي إن في هذا النصر مع قلة عددهم وكثرة عدوهم عظة لمن عقل وتدبر فعرف الحق وثلج قلبه ببرد اليقين.

١٠٦

( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) )

تفسير المفردات

الشهوات : واحدة شهوة وهى رغبة النفس في الحصول ، والمراد بها المشتهيات كما يقال هذا الطعام شهوة فلان أي ما يشتهيه ، والأنعام واحدها نعم وهى الإبل والبقر والغنم ولا تطلق النعم إلا على الإبل خاصة ، والمسوّمة : هى التي ترعى في الأودية والقيعان ، والحرث : الزرع والنبات.

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه قبل هذا اشتغال الكافرين بالأموال والأولاد وإعراضهم عن الحق وانهماكهم في اللذات ، ذكر هنا وجه غرورهم بذلك تحذيرا لهم من جعلها مطية لشهواتهم ، وتذكيرا لهم بأنه لا ينبغى أن تجعل هى غاية الحياة ، فتشغلهم عن أعمال الآخرة التي جعلت الدنيا مزرعتها ، والوسيلة لكسب السعادة فيها.

الإيضاح

( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ ) معنى تزيين حب الشهوات للناس ، أن حبها مستحسن لديهم لا يرون فيه قبحا ولا غضاضة ، ومن ثم لا يكادون يرجعون عنه ، وهذا أقصى مراتب الحب ، وصاحبه قلما يفطن لقبحه أو ضرره إن كان قبيحا أو ضارّا ، ولا يحب أن يرجع عنه وإن تأذى به ، وقد يحب الإنسان شيئا وهو يراه شيئا لا زينا ، وضارّا لا نافعا ، ويود لذلك لو لم يحبه كما يحب بعض الناس شرب الدخان على تأذيهم منه ، ومن أحب شيئا ولم يزيّن له يوشك أن يرجع عنه يوما ما ، ومن زين له حبه فلا يكاد يرجع عنه.

١٠٧

المعنى ـ إن الله فطر الناس على حب هذه الشهوات المبينة بعد كما قال : «إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً » وقال : «كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ».

وقد يسند التزيين إلى الشيطان بالوسوسة في قبيح الأعمال كما قال تعالى : «وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ».

ثم فصل هذه المشتهيات الستة التي ملأت قلوب الناس حبا فقال :

( مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ) .

(فأولها) النساء وهن موضع الرغبة ومطمح الأنظار ، وإليهن تسكن النفوس كما قال تعالى «وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً » وعليهن ينفق أكثر ما يكسب الرجال بكدّهم وجدّهم ، فهم القوامون عليهن لقوتهم وقدرتهم على حمايتهن ، فإسرافهم في حبهنّ له الأثر العظيم فى شئون الأمة وفي إضاعة الحقوق أو حفظها.

وقدم حب النساء على حب الأولاد مع أن حبهنّ قد يزول وحب الأولاد لا يزول لأن حب الولد لا يعظم فيه الغلوّ والإسراف كحب المرأة ، فكم من رجل جنى حبه للمرأة على أولاده ، فكثير ممن تزوجوا بما فوق الواحدة وأفرطوا في حب واحدة وملّوا أخرى أهملوا تربية أولاد المبغوضة وحرموهم سعة الرزق وقد وسعوه على أولاد المحبوبة ، وكم من غنىّ عزيز يعيش أولاده عيشة الذل والفقر ، وليس لهذا من سبب إلا حب والدهم لغير أمهم ، فهو يفعل ذلك للتقرب وابتغاء الزلفى إليها.

(وثانيها) البنون والمراد بهم الأولاد مطلقا كما قال تعالى : «أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ » وفي الحديث «الولد مجبنة مبخلة».

والعلة في حب الزوجة وحب الولد واحدة وهى تسلسل النسل وبقاء النوع ، وهى حكمة مطردة في غير الإنسان من الحيوانات الأخرى.

١٠٨

وحب البنين أقوى من حب البنات لأسباب كثيرة منها :

(1) أنهم عمود النسب الذي به تتصل سلسلة النسل ، وبه يبقى ما يحرص عليه الإنسان من بقاء الذكر وحسن الأحدوثة بين الناس.

(2) أمل الوالد في كفالتهم له حين الحاجة إليه لضعف أو كبر.

(3) أنه يرجى بهم من الشرف ما لا يرجى من الإناث كنبوغ في علم أو عمل أو رياسة أو قيادة جيش للدفاع عن الوطن وحفظ كيان الأمة.

(4) الشعور بأن الأنثى حين الكبر تنفصل من عشيرتها وتتصل بعشيرة أخرى.

(وثالثها) القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والعرب تريد بالقنطار المال الكثير والمقنطرة مأخوذة منه على سبيل التوكيد ، وقد جرت عادتهم بأن يصفوا الشيء بما يشتق منه مبالغة كما قالوا ألوف مؤلفة وظل ظليل ، وقيل المقنطرة المضروبة من دنانير ودراهم ، وقيل هى المنضدة في وضعها.

وهذا التعبير يشعر بالكثرة التي تكون مظنة الافتتان ، والتي تشغل القلب للتمتع بها ، وتستغرق في تدبيرها الوقت الكثير حتى لا يبقى بعد ذلك منفذ للشعور بالحاجة إلى نصرة الحق والاستعداد لأعمال الآخرة.

ومن ثم كان الأغنياء في كل الأمم لدى بعثة الرسل أول الكافرين بهم المستكبرين عن تلبية دعوتهم ، وإن أجابوها وآمنوا فهم أقل الناس عملا وأكثرهم بعدا عن هدى الدين ، انظر إلى قوله تعالى : «سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا ».

وحب المال مما أودع في غرائز البشر واختلط بلحمهم ودمهم ، وسر هذا أنه وسيلة إلى جلب الرغائب ، وسبيل إلى نيل اللذات والشهوات ، ورغبات الإنسان غير محدودة ، ولذاته لا عدّ لها ولا حصر ، وكلما حصل على لذة طلب المزيد منها ، وما وصل إلى غاية فى جمع المال إلا تاقت نفسه إلى ما فوقها ، حتى لقد يبلغ به النهم في جمعه أن ينسى أن

١٠٩

المال وسيلة لا مقصد فيفتنّ في الوصول إليه الفنون المختلفة ، والطرق التي تعنّ له ، ولا يبالى أمن حلال كسب أم من حرام؟

روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى أن يكون لهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب».

ولقد أعمت فتنة المال كثيرا من الناس فشغلتهم عن حقوق الله وحقوق الأمة والوطن ، بل عن حقوق من يعاملهم ، بل عن حقوق بيوتهم وعيالهم ، بل عن أنفسهم ، ومنهم من يقصر في النفقة على نفسه وعياله بالقدر الذي يزرى بمروءته ، فيظهر بمظهر المسترذل بين الناس في مأكله ومشربه وملبسه ، ومنهم من يثلم شرفه ويفتح ثغرة للطاعنين والقائلين فيه بالحق وبالباطل لأجل المال. ومن ثم قالوا : المال ميّال.

(ورابعها) الخيل المسوّمة التي ترعى في الأودية ، يقال سام الدابة : رعاها ، وأسامها : أخرجها إلى المرعى ، كما قال تعالى : «وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ».

وقال ابن جرير : المسوّمة : المعلّمة من السّومة وهى العلامة. قال النابغة :

بسمر كالقداح مسوّمات

عليها معشر أشباه جنّ

وكل من الخيل الراعية التي تقتنى للتجارة ، والمعلمة المطهّمة التي يقتنيها العظماء والأغنياء ـ من المتاع الذي يتنافس فيه الناس ويتفاخرون ، حتى لقد يتغالى بعضهم فى ذلك إلى حد هو أشبه بالجنون.

(وخامسها) الأنعام وهى مال أهل البادية ومنها تكون ثروتهم ومعايشهم ومرافقهم ، وبها تفاخرهم وتكاثرهم ، وقد امتنّ الله بها على عباده بقوله : «وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ. وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ ».

١١٠

(وسادسها) الحرث وعليه قوام حياة الإنسان والحيوان في البدو والحضر ، والحاجة إليه أشد من الحاجة إلى الأنواع السالفة ، والانتفاع به أتمّ منها لكنه أخر عنها ، لأنه لما عمّ الارتفاق به كانت زينته في القلوب أقل ، وقلما يكون الانتفاع به صادّا عن الاستعداد لأعمال الآخرة أو مانعا من نصرة الحق.

وهناك ما هو أعم نفعا وأعظم فائدة في الحياة وهو الضوء والهواء ، فلا يستغنى عنهما حىّ من الأحياء ، ومع ذلك قلما يلتفت الإنسان إليهما ولا يفكر في غبطته بهما.

( ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) المتاع ما يتمتع به ، والمآب المرجع من آب يئوب إذا رجع ، أي هذا الذي ذكر من الأصناف الستة المتقدمة هو ما يتمتع به الناس قليلا في هذه الحياة الفانية ، ويجعلونه وسيلة في معايشهم ، وسببا لقضاء شهواتهم وقد زيّن لهم حبها في عاجل دنياهم ، والله عنده حسن المآب في الحياة الآخرة التي تكون بعد موتهم وبعثهم فلا ينبغى لهم أن يجعلوا كل همهم في هذا المتاع القريب العاجل بحيث يشغلهم عن الاستعداد لخير الآجل.

فعلى المؤمن ألا يفتن بهذه الشهوات ويجعلها أكبر همه ، والشغل الشاغل له عن آخرته ، فإذا استمتع بها بالقصد والاعتدال ووقف عند حدود الله سعد في الدارين ووفق لخير الحياتين كما قال : «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ ».

( قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا

١١١

وَقِنا عَذابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (17))

تفسير المفردات

النبأ والإنباء لم يردا في القرآن إلا لما له شأن عظيم كما قاله أبو البقاء في الكليات ، والتقوى : هى الإخبات إلى الله والإعراض عما سواه ، والمطهرة : الخالية من الشوائب الجسمية والنفسية والرضوان (بضم الراء وكسرها) الرضا ، والصبر : حبس النفس عند كل مكروه يشقّ عليها احتماله ، والصدق يكون في القول والعمل والوصف ؛ يقال فلان صادق في قوله ، وصادق في عمله ، وصادق في حبه ، والقانتين : أي المداومين على الطاعة والعبادة ، والمستغفرين بالأسحار : أي المصلّين وقت السحر.

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه زخارف الدنيا وزينتها ، وذكر ما عنده من حسن المآب إجمالا ـ أمر رسوله بتفصيل ذلك المجمل للناس مبالغة في الترغيب والحث على فعل الخيرات.

الإيضاح

( قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ ) أي قل لقومك وغيرهم : أأخبركم بخير من جميع ما تقدم ذكره من النساء والبنين إلى آخره ، وجىء بالكلام على صورة الاستفهام لتوجيه النفوس إلى الجواب وتشويقها إليه.

وقوله خير يشعر بأن تلك الشهوات خير في ذاتها ، ولا شك في ذلك إذ هى من أجلّ النعم التي أنعم الله بها على الناس ، وإنما يعرض الشر فيها كما يعرض في سائر نعم الله على عباده كالحواس والعقول وغيرها ، فما مثل المسرف في حب النساء حتى

١١٢

يعطى امرأته حق غيرها ، أو يهمل لأجلها تربية ولده إلا مثل من يستعمل عقله فى استنباط الحيل ليبتز حقوق الناس ويؤذيهم ، فسلوك الناس في الانتفاع بالنعم لا يدل على أنها هى في ذاتها شر ولا كون حبها شرا مع القصد والاعتدال والوقوف عند حدود الشريعة.

ثم أجاب عن هذا الاستفهام على طريق قولك هل أدلك على تاجر عظيم في السوق يصدق في المعاملة ، ويرخص السعر ويفى بالوعد؟ هو فلان فقال :

( لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ ) أي للذين أخبتوا إلى ربهم وأنابوا إليه نوعان من الجزاء.

أحدهما جسمانى وهو الجنات وما فيها من النعيم والخيرات ، والأزواج المبرأة من العيوب التي في نساء الدنيا خلقا وخلقا.

وثانيهما روحاني عقلى وهو رضوان الله الذي لا يشوبه سخط ولا يعقبه غضب ، وهو أعظم اللذات كلها في الآخرة عند المتقين.

وفي الآية إيماء إلى أن أهل الجنة مراتب وطبقات كما نرى ذلك في الدنيا.

فمنهم من لا يفقه لرضوان الله معنى ولا يكون ذلك باعثا له على فعل الخير وترك الشر ، وإنما يفقه اللذات الحسية التي جرّ بها في الدنيا ، ففى مثلها يرغب.

ومنهم من ارتقى إدراكه ، وعظم قربه من ربه ، فيتمنى رضاه ويجعله الغاية القصوى والسعادة التي ليس وراءها سعادة.

وجاء في معنى هذه الآية قوله تعالى : «وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » وقوله : «اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ (الزراع)نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً ، وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ ، وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ».

١١٣

( وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) أي إنه تعالى هو البصير بعباده ، الخبير بقرارة نفوسهم ودخائل أحوالهم ، العليم بسرهم ونجواهم ، فلا تخفى عليه خافية من أمرهم ، وهو المجازى كل نفس بما كسبت من خير أو شر.

وقد ختم سبحانه هذه الآية بتلك الجملة ليحاسب الإنسان نفسه على التقوى ، فليس كل من ادعاها لنفسه أو تحرك بها لسانه يعدّ متقيا ، وإنما المتقى من يعلم منه ربه التقوى.

ثم وصف المتقين الذين تتأثر قلوبهم بثمرات إيمانهم ، فتفيض ألسنتهم بالاعتراف بهذا الإيمان حين الدعاء والابتهال فقال :

( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ ) أي إن الذين اتقوا معاصى الله وتضرعوا إليه خاشعين يقولون مبتهلين متبتلين : ربنا إننا آمنا بما أنزلته على رسلك إيمانا يقينيا راسخا في القلب مهيمنا على العقل له السلطان على أعمالنا البدنية التي لا تتحول عن طاعتك إلا لنسيان أو جهالة كغلبة انفعال يعرض ثم لا يلبث أن يزول ، ثم تقفو التوبة إثره لتمحوه كما أرشدت إلى ذلك بقولك : «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ » وقولك «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى » فاستر اللهم ذنوبنا بعفوك عنها وترك العقوبة عليها ، وادفع عنا عذاب النار إنك أنت الغفور الرّحيم.

وقد خصوا هذا العذاب بالمسألة ، لأن من زحزح يومئذ عن النار فقد فاز بالنجاة وحسن المآب.

والخلاصة ـ إن مرادهم بالإيمان الذي أقروا به ـ هو الإيمان الصحيح الذي تصدر عنه آثاره من ترك المعاصي وفعل الصالحات ، إذ الإيمان اعتقاد وقول وعمل كما أجمع على ذلك السلف ، ويرشد إليه العقل والعلم بطبيعة البشر.

١١٤

ثم ذكر من أوصافهم ما امتازوا به من غيرهم ، وبه استحقوا المثوبة عند ربهم فقال :

( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ) أي إن المتقين جمعوا هذه الصفات التي لكل منها درجة في الفضل وشرف ورفعة وبها نالوا هذا الوعد وهى :

(1) الصبر وأكمل أنواعه : الصبر على أداء الطاعات وترك المحرمات ، فإذا هبت أعاصير الشهوات وجمحت بالنفس إلى ارتكاب المعاصي فلا سبيل لردعها إلا بالصبر ، فهو الذي يثبّت الإيمان ويقف بها عند الحدود المشروعة ، وهو الحافظ لشرف الإنسان فى الدنيا عند المكاره ، ولحقوق الناس أن تغتالها أيدى المطامع.

وهو كالشرط في كل ما يذكر بعده من الصدق والقنوت والاستغفار بالأسحار.

(2) الصدق وهو منتهى الكمال ، وحسبك في بيان فضيلته قوله تعالى : «وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ، لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ ».

(3) القنوت وهو المداومة على الطاعة والإخبات إلى الله مع الخشوع والخضوع وهو لبّ العبادة وروحها ، وبدونه تكون العبادة بلا روح وشجرة بلا ثمرة.

(4) الإنفاق للمال في جميع السبل التي حث عليها الدين ، سواء أكانت النفقة واجبة أم مستحبة ، فالإنفاق في أعمال البر جميعا مما حث عليه الشارع وندب إليه.

(5) الاستغفار بالأسحار : أي التهجد في آخر الليل وهو الوقت الذي يطيب فيه النوم ويشقّ القيام ، وتكون النفس فيه أصفى ، والقلب أفرغ من الشواغل.

والاستغفار المطلوب ما يقرن بالتوبة النصوح ، والعمل وفق حدود الدين ، ولا يكفى الاستغفار باللسان مع الإدمان على فعل المنكر ، فإن المستغفر من الذنب وهو مصرّ عليه كالمستهزئ بربه ، ولا يغتر بمثل هذا الاستغفار إلا جاهل بدينه ، أو غرّ في معاملته لربه ، ومن ثم أثر عن بعض الصوفية قوله : إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار.

١١٥

( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20) )

تفسير المفردات

يقال شهد الشيء وشاهذه إذا حضره كما قال : «ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ » وقال «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ » والشهادة بالشيء الإخبار به عن علم إما بالمشاهدة الحسية ، وإما بالمشاهدة المعنوية وهى الحجة والبرهان ، وأولو العلم هم أهل البرهان القادرون على الإقناع ، وهم يوجدون في هذه الأمة وفي جميع الأمم السالفة ، بالقسط : أي بالعدل في الدين والشريعة وفي الكون والطبيعة. والدين له في اللغة عدة معان : منها الجزاء ، والطاعة والخضوع ، ومجموعة التكاليف التي بها يدين العباد لله ـ وما يكلف به العباد يسمى شرعا باعتبار وضعه وبيانه للناس ، ودينا باعتبار الخضوع وطاعة الشارع ، وملة باعتبار أنها أملّت وكتبت ـ والإسلام يأتي بمعنى الخضوع والاستسلام ، وبمعنى الأداء تقول أسلمت الشيء إلى فلان إذا أديته إليه ، وبمعنى الدخول في السلم أي الصلح والسلامة ، وتسمية الدين الحق إسلاما يناسب كل هذه المعاني وأولها أوفقها بالتسمية ، يرشد إلى ذلك قوله تعالى : «وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ

١١٦

أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً » وحاجوك : جادلوك ، وأسلمت : أي أخلصت ، والأميون مشركو العرب واحدهم أمي نسبوا إلى الأم لجهلهم كأنهم على الفطرة ، البلاغ : أي التبليغ للناس.

المعنى الجملي

بعد أن بين سبحانه جزاء المتقين ، وشرح أوصافهم التي استحقوا بها هذا الجزاء ـ ذكر هنا أصول الإيمان وأسسه.

الإيضاح

( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) أي بيّن سبحانه وحدانيته بنصب الدلائل التكوينية في الآفاق والأنفس ، وإنزال الآيات التشريعية الناطقة بذلك ، والملائكة أخبروا الرسل بهذا وشهدوا شهادة مؤيدة بعلم ضرورى وهو عند الأنبياء أقوى من جميع اليقينيات ، وأولو العلم أخبروا بذلك وبيّنوه وشهدوا به شهادة مقرونة بالدلائل والحجج ، لأن العالم بالشيء لا تعوزه الحجة عليه.

وقوله بالقسط أي بالعدل في الاعتقاد ، فالتوحيد هو الوسط بين إنكار الإله والشرك به ، والعدل في العبادات والآداب والأعمال ، فعدل بين القوى الروحية والبدنية ، فأمر بشكره في الصلاة وغيرها لترقية الروح وتزكية النفس ، وأباح كثيرا من الطيبات لحفظ البدن وتربيته ، ونهى عن الغلوّ في الدين والإسراف في حب الدنيا وبالعدل في الأحكام في نحو قوله : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ » وقوله «وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ».

كما جعل سنن الخليقة قائمة على أساس العدل ، فمن نظر في هذه السنن ونظمها الدقيقة تجلى له عدل الله فيها على أتم ما يكون وأوضحه.

١١٧

فقيامه تعالى بالقسط في كل هذا برهان على صدق شهادته تعالى ، فإن وحدة النظام في هذا العالم تدل على وحدة واضعه.

ثم أكد كونه منفردا بالألوهية وقائما بالعدل بقوله :

( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فإن العزة إشارة إلى كمال القدرة ، والحكمة إيماء إلى كمال العلم ، والقدرة لا تتم إلا بالتفرد والاستقلال ، والعدالة لا تكمل إلا بالاطلاع على المصالح والأحوال ، ومن كان كذلك فلا يغلبه أحد على ما قام به من سنن القسط ، ولا يخرج من الخليقة شىء عن حكمته البالغة.

ثم ذكر الدستور العام الذي عليه المعوّل في كل دين فقال :

( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) أي إن جميع الملل والشرائع التي جاء بها الأنبياء روحها الإسلام والانقياد والخضوع ، وإن اختلفت في بعض التكاليف وصور الأعمال ، وبه كان الأنبياء يوصون. فالمسلم الحقيقي من كان خالصا من شوائب الشرك ، مخلصا فى أعماله مع الإيمان من أىّ ملة كان ، وفي أي زمان وجد ، وهذا هو المراد بقوله عز اسمه «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ».

ذاك أن الله شرع الدين لأمرين :

(1) تصفية الأرواح وتخليص العقول من شوائب الاعتقاد بسلطة غيبية للمخلوقات بها تستطيع التصرف في الكائنات لتسلم من الخضوع والعبودية لمن هم من أمثالها.

(2) إصلاح القلوب بحسن العمل وإخلاص النية لله وللناس.

وأما العبادات فإنما شرعت لتربية هذا الروح الخلقي ليسهل على صاحبه القيام بسائر التكاليف الدينية.

أخرج ابن جرير عن قتادة قال : الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله والإقرار بما جاء من عند الله ، وهو دين الله تعالى الذي شرع لنفسه وبعث به رسله ، ودلّ عليه أولياءه لا يقبل غيره ، ولا يجزى إلا به.

١١٨

وخطب على كرم الله وجهه قال : الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل ، ثم قال : إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ، ولم يأخذه عن رأيه ، إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله ، والكافر يعرف كفره بإنكاره ، أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره ، إن السيئة فيه تغفر ، وإن الحسنة في غيره لا تقبل.

( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) أي وما خرج أهل الكتاب من الإسلام الذي جاء به أنبياؤهم على نحو ما فصلناه آنفا ، وصاروا مذاهب وشيعا يقتتلون في الدين ـ والدين واحد لا مجال فيه للاختلاف والاقتتال إلا بسبب البغي وتجاوز الحدود من الرؤساء ، ولو لا بغيهم ونصرهم مذهبا على مذهب وتضليلهم من خالفهم بتفسيرهم نصوص الدين بالرأى والهوى وتأويل بعضه أو تحريفه لما حدث هذا الاختلاف.

والتاريخ شهيد بأن الملوك والأحبار هم الذين جعلوا الدين المسيحي مذاهب ينقض بعضها بعضا ، وجعلوا أهله شيعا يفتك بعضهم ببعض. فآريوس وأتباعه الذين دعوا إلى التوحيد بعد فشوّ الشرك ، قد حكم عليهم المجمع الذي ألفه الملك قسطنطين سنة 325 م بالإلحاد وإحراق كتبهم وتحريم اقتنائها ، ولما انتشرت تعاليمه فيما بعد حكم تيودوسيوس الثاني بإبادة الآريوسية بقانون رومانى صدر سنة 628 م ، وبقيت مذاهب التثليث تتطاحن ويغالب بعضها بعضا.

والعبرة من هذا القصص أن نبتعد عن الخلاف في الدين والتفرق فيه إلى شيع ومذاهب كما فعل من قبلنا ، ولكن وا أسفا وقعنا فيما وقع فيه السالفون ، وتفرقنا طرائق قددا ، وأصابنا من الخذلان والذل بسبب هذا التفرق ما لا نزال نئنّ منه ، ونرجو أن يشملنا الله بعفوه ورحمته ، ويمدنا بروح من عنده ؛ فيسعى أهل الإيمان الصادق في نبذ الاختلاف والشقاق ، والعودة إلى الوحدة والاتفاق ، حتى يعود

١١٩

المسلمون إلى سيرتهم الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ، ومن تبعهم بإحسان.

( وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) أي ومن يكفر بآيات الله الدالة على وجوب الاعتصام بالدين ووحدته وحرمة الاختلاف والتفرق فيه ، ويترك الإذعان لها ـ فالله يجازيه ويعاقبه على ما اجترح من السيئات ، والله سريع الحساب.

والمراد بآيات الله هنا هى آياته التكوينية في الأنفس والآفاق ، ويدخل في ترك الإذعان لها صرفها عن وجهها لتوافق مذاهب أهل الزيغ والإلحاد وآياته التشريعية التي أنزلها على رسله.

( فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ) أي فإن جادلك أهل الكتاب أو غيرهم ـ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اليهود في المدينة إلى ترك ما أحدثوه فى دينهم وتعودوه من التحريف والتأويل والرجوع إلى حقيقة الدين وإسلام الوجه لله والإخلاص له ـ بعد أن أقمت لهم البراهين والبينات ، وجئتهم بالحق ـ فقل لهم : أقبلت بعبادتي على ربى مخلصا له ، معرضا عما سواه ، أنا ومن اتبعنى من المؤمنين.

والخلاصة ـ إنه لا فائدة من الجدل مع مثل هؤلاء لأنه لا يكون إلا فيما فيه خفاء أما وقد قامت الأدلة ، وبطلت شبهات الضالين فهو مكابرة وعناد ، ولا يستحق منك إلا الإعراض وعدم إضاعة الوقت سدى.

( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ؟ ) أي وقل لليهود والنصارى ومشركى العرب ـ وخص هؤلاء بالذكر مع أن البعثة عامة ، لأنهم هم الذين خوطبوا أولا بالدعوة ـ أأسلمتم كما أسلمت بعد أن وضحت لكم الحجة ، وجاءكم من البينات ما يوجبه ويقتضيه ، أم تصرّون على كفركم وعدم ترككم للعناد؟

ومثل هذا مثل من يلخص مسألة لسائل ، ولا يدع طريقا من طرق البيان إلا سلكه ، ثم يقول له : أفهمتها؟

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433